موضوع الشهر : ومن نكد الدنيا

[مجدي]

بإذن الله تعالى يعود لكم موضوع الشهر و هو عادة رشفية قديمة .
و لمن لا يعرفه .. هو موضوع حر وزناً وقافيةً .. الا أن به لازمة معينة او طريقة محددة ستكتشفها عين الخبير ويدركها ذوق المحب للشعر
و موضوع هذا الشهر بعنوان "ومن نكد الدنيا"



قال ابن الرومي

ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ
أمورٌ وإن عُدَّت صغاراً عظائمُ
إذا رُمتُ بالمِنقاش نتفَ أشاهِبي
أُتيحَ له من دُونهنَّ الأداهمُ
فأَنتفُ ما أهوى بغير إرادتي
وأَتْركُ ما أَقْلى وأنفيَ راغمُ
يُراوغ منقاشي نجومُ مَسائحي
وهُنَّ لعيني طالعاتٌ نَواجمُ


قال احمد الكاشف

ومن نكد الدنيا اتهامي من الألى
أخذتهمُ في غمرتي شُفعاءَ
تمنيتُ من يشري حياتي بعبئها
فلم ألق بيعاً مجدياً وشراءَ

قال احمد تقي الدين

ومن نَكَدِ الدنيا على الحرِّ أَن يرى
صديقاً يُرجَيه بعين حَذُور
ومن نَكَدي أَنّي بريءٌ مسالمٌ
ومتَّهَمٌ عن آفةٍ وغرور

قال احمد فارس الشدياق

ومن نكد الدنيا معاداة مارق
لئيم يبيع الدين والعرض بالكاس
فلا هو ذو دين فيحذر ربه
ولا هو ذو عرض فيحزى من الناس

قال المتنبي

وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى
عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ


قال محمد حسن حيدر

ومن نكد الدنيا على الحران يرى
بموطنه تترى الخطوب النواكد
ألا قاتل الله السياسة إنها
(مصائب قوم عند قوم فوائد)

قال منصور اسماعيل الفقيه

فما نكدُ الدُّنيا على طيب ظِلِّها
وَقرب جَناها العَذبِ شَيءٌ سِوى الأنسِ

قال الامام الرافعي

ومن نكد الدنيا وتكدير عيشه
يكون بكا الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيه منها ووأنها
لأوسع مما كان فيه وأرغد
إذا باشر الدنيا استهل كأنه
بما سوف يلقى من أذاها يهدد

قال ابن الابار
وعجَّلَ شيبي أن ذا الفضل مبتلى
بدهرٍ غدا ذو النقصِ فيه مؤمَّلا
ومن نكدِ الدُّنيا علي الحرِّ أن يرى
بها الحرَّ يشقَى واللئيمَ ممولا


قال الشاعر
ومن نكد الدّنيا الدّنيّةِ أنّها
تخُصّ بإدراك المُنى كلَّ ناقصِ
وكم ذنَبٍ قد صار رأساً وجبهةٍ
تودّ اضطراراً أنها في الأخامِصِ
وما سادَ في هذا الزّمان ابنُ حرّةٍ
وإنْ سادَ فاعلم أنّه غيرُ خالصِ
لَحى الله عزماً حطّ رحلي لديهمُ
وجعجع عن أرض العِراق قلائصي

[مجدي]

و أقول

(و من نكد الدنيا ) و ذياك طبعها
ترى وخزات الرشف وهو يعاني

و يشكو من الهجران من بعد عودة
و تبقى من الخلان بعض اماني

لك الله يا رشف المعاني وما لنا
سوى الصبر من بلوى وسوء زمانِ

[مجدي]

و أقول

(وَ مِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا )حَبِيب يسومني
بهجرانه مرّ الحياة ويدعي

بأني انا قد بحت بالعشق مرةً
و ان قوانين الغرامِ بلا وعي

و ان الذي لا يكتم الحب يُبتلى
و ما الامر في هذا لديه ولا معي

هو القدر المحتوم يجري بعنوةٍ
فيا عين لا تترقبي الوقت واهجعي

[عبدون]

ومن نكد الدنيا بعين تمدّها
لكل متاع من عطا الله ليس لك

فذو الفضل معطي كل حي نصيبه
هو العدل بالارزاق قد وكل الملك

ورب غناً ترجوه يا صاحب العنا
ترى فيه حين الفوز بالمال مقتلك

فسبحانك اللهم انت ولينا
عظيم جعلت الشمس تسبح في الفلك

عبدون

[عبدون]

ومن نكد الدنيا صديق تخونه
وتلحقه بالمكر وهو امينُ

وتضحك زورا ان تلقّاك ضاحكا
يبادلك البشرى وانت بكينُ

فلا نال صدقا منك يا شانئا له
ولا نلت احلاما وفيك انينُ

وعشت مريض النفس عبئا على الدنا
خفيفا بقدر الناس وهو رزينُ

عبدون

[عبدون]

ومن نكد الدنيا فراق اصابنا
اما كان يامجدي التجمع داني

احق اتى يا صاحبي الرشف هجرها ?
وبعدٌ بدا ذا العام من خلاني

فلا تحزني يا رشف معناي انه
تألم مما يفعلون جناني

واني الى الاحباب ارسل شكوتي
(حرام يكون الهجر فوق ثمان )

عبدون

[عبدون]

وما الحب الا خرزة بين اصبعي
سارمي بها في اليم فلتتوقعي

لاني عرفت العشق من بعد صاحبي
(وان قوانين الغرام بلا وعي )

كأنك مذ قرن بذا الامر مبحر
اريتَ الهوى عيني واسمعت مسمعي

ساظهر هذا الحب فوق مشيئتي
لا ن زمام الوجد يا حلوتي معي

فان انتِ اهلا للغرام ملكتكِ
والا طلبت الهجر هيا افرنقعي

عبدون

[مجدي]

لكِ الله يا نفسي فلا تتضعضعي
ضعي كل همٍ لستِ تدرينه ضعي

خذي من بقايا العشق اشتات زفرتي
و خوضي غمار الحب ان كنتِ تدعي

وقولي "لعبدون" الصديق الذي به
تظل خيول الشعر في موكب السعي

"و من نكد الدنيا" زمان مضى بنا
بغيرك يا "عبدون" يا ليته يعي

فيا رشف لا تهدأ وخذ من حروفنا
وقل يا ليالي الانس في شعرنا ارجعي

[هدى الصاوي]

ومن نكد الدنيا حبيب تخاله
هو الروح منك ولا ترى إلاه

يقول بأن الحب خاب صنيعه
ويجفى وتخبو روحه وسماه

وينثر شوك المر في كل مطلع
ويغتال منك العمر في لقياه

فلا تسكن الآلام في قرب وصله
ولا ترحم الأشواق فيك الآه