ديواني الجديد (( ذات رشف ))

[مجدي]

-15-

لقد جئتُ أسعى

فقد طبتِ شعراً
واصلاً وفرعا

و حان قطاف الترانيم سحراً
و حان اتخاذي لفيضكِ نبعا

أيا ذات رشفٍ
اذا كان حُسنكِ عني تَنَاءَى
و اسدل تلك الستائر
غضباً وجوراً ومنعا

جعلتُ لك الروح مسرى
و نبضي حروفٌ اتتكِ
من الشوق طوعا

فاني اتخذتك
رغم البعاد ورغم السهاد
و رغم و رغم
من الهمِ والغمِ والحزنِ
منجىً و دِرعا

ظهيرة 28 ديسمبر

[مجدي]

16-

أنا و الشعرُ
في شفتيكِ تمتمةً
تذوب اذا دنت من ذلك الأحمرْ

على رناتها قلبي
يطير اليكِ من سهرٍ
الى غفوٍ الى حلمٍ
و من شفة الهوى يسكرْ

أنا و الشعرُ
في عينيكِ لمح سنى
ينام بجفن ذاك الرمش
تحت الهُدب .. بين شموخ ثورته ..
و تحت غطائهِ الأسمرْ


أنا والشعر
في كفيك فيض لقا
لتلتفين من عنقٍ الى صدرٍ
بيمناكِ ..
و تلتزمين كف حروفهِ الأيسرْ

على رقصات ذاك اللحن
لا نهدا و لا نقوى
سوى لتفكك الازرار ..
في صخب الهوى ..
في حضن اوتاري ..
على نغمٍ على نبضٍ ..

فهل من بعد حمى الشعر
هل نقوى
بأن نحذرْ

و حق حنينكِ الآتي
بلا سببٍ بلا نسبٍ
أنا يا ذاتَ ذاتَ الرشفِ

أعلمُ أن ربَّ الكونِ
لُقيا روحنا قْدّرْ

فجر 29 ديسمبر

[مجدي]

-17-

رأيتُكِ في شعاعِ الشمسِ
تسترقين سمع
نوافذي العطشى
و تلتحفين أمنيتي ..
و تستلقين في أحضان أبياتي

رأيتُكِ عند صحو الشمس
تستبقين خطو اليوم
تنتظرين تحت نوافذي الحيرى ..
لمسح جبين آهاتي

رأيتُكِ في مغيب الشمسِ
عند الوعد من شفتي
لحلم شروقنا الآتي

بربكِ كيف تنتظرين ..
ما يأتي ومن يأتي ..
متى يأتي
و أنت الرشف في ذاتي

فجر 29 ديسمبر

[مجدي]

-18-


آثرت الصمتْ

فلقد حاولتُ بأن ابقى
في ذات الرشفِ وذات السمتْ


وتركتُ المطر يوشوش وجنتها
وقعدتُ على حافة شباك الغيم
و عند الصدمة قمتْ

ما اهون ان تقتلك الكذبة
انّا جئت وانّا رحت
مع الأنفاس كظل الظلِ
بلا داعٍ
يا ذات الرهبة
رفقاً فانا قد حاولت
بأن ادنو ادنو ولقد قاومتْ

لكني من خلفِ شفاه
لم تصدقني القول هُزِمتْ

وانا اعترف بأني
كنت العاشق خلف ستار الوهمِ
حملتُ سلال الزهر وعلبة ألواني
بللت بدمعي فرشاتي
وتخيلتك فارسة لا تأتي الا لي
فرسمتْ

والآن اقول لكِ
يا ذات الرشف
انا استسلمتْ
والآن فهمتْ


5 يناير

[مجدي]

-19-


مهلاً فديتكِ ..

إن قلبي لم يزلْ .. في نزفهِ ..
رغم الجبيرة

مازال في قلبي الأذان ..
و تحت جلدي القشعريرة

مازال بي شوق المحب ..
و إن عُصرت مع الجدائل في الضفيرة

ما زال بي نزق التعصب ..
للتراثِ و للقبائلِ والعشيرة

******

مهلاً فديتكِ ..
تذكرين .. النبض في وقت التجلي

أيام كنتِ
ترددين معي حروفي
حين نقرأ
تمتمات الهمس ..
حين معاً نصلّي

ونقول حان الآن وقت الرشف
إن الرشف في قلبي كظلي

و البحر آتٍ .. موجه ..
في كل يومٍ فوق هامتنا يُـعلّي

و نعود نرجف عندما
قسراً سنشعر بالتخلّي

يا رشفتي ..
لا لن تكون القصة الأولى ..
و لم تكن الأخيرة

ما زال أكثر من سؤالٍ ..
يستجد و ألف حيرة


فجر 7 يناير

[مجدي]

-20-

يا أنتِ ..
تعربد أحزاني بخيالي

تُسحب مني كلماتي ..
تُخرسني أقوالي

تتناثر من خارطتي الأشياء ..
بقايا ..
تنذر بقدومكِ اعصار جمالِ

يسحبني نحو حدود الدهشة ..
يعزفني .. ترنيمة موالِ

يلقيني بين يديكِ ..
لأنك في الدنيا آمالي .. و مآلي
*******
و خيوط البدر تناديني ..
تطلبني في عتم ليالي

لتظل الحيرة في قلبي ..
لجوابٍ في ظل سؤالِ

يا قمر رويدك بفؤادي ..
فظلالك من بعض ظلالي

و الفجر اقترب ..
وسوف يمرُ بصمتٍ وجلالِ

و انا في شوقٍ يتخطى انحائي
للقتلِ التالي



فجر 7 يناير