عزف منفرد.. على أوتار الألم

النثر - الخواطر - القصة

المشرفون: مجدي، امل محمد

عازفة الصمت
همس جديد
مشاركات: 46
اشترك في: 05-18-2001 06:12 PM

عزف منفرد.. على أوتار الألم

مشاركةبواسطة عازفة الصمت » 07-08-2005 05:25 PM


رحلت عن عالمي دون سابق انذار..
ومضيت في دربك دون أن تلتفت للوراء..
تحسب أن السعادة هناك.. في غربة صاخبة.. ومجتمع أصم لا يسمعك..
:
رحلتَ دون أن تودعني..
دون أن تسمع مني آخر عزفي..
تركتَ قيثارتك معي.. تذكرني بلوعة قلبي وأنيني..
:
قررتَ بتر جذورك من عميق قلبي..
أعلنتَ قصاصك على محبتي التي أكنها لك..
كتبتَ سمفونية نهايتي.. ورحلت..
:
أين حقائبك؟؟ غادرت خفيفاً بلا حمولة!
يا ترى هل تركت الذكريات في داخلك.. أم اقتلعتها من جوف عقلك بكل سهولة..
هل اخترت رفيق سفر؟
من اخترت من بين كل البشر؟
:
:
:
هل أخذت هديتي معك؟
ذلك القلب الذي اخفيته عن عيون الآخرين واحتفظت به لك وحدك..
هل تركته فوق المنضدة أم مرمياً خلف وسادتك؟
هل ألقيت نظرة أخيرة عليه قبل أن تغادر؟
ألم تقبله يوماً؟
ألم تمرر أناملك على نعومة ملمسه؟
ألم تشعر بنضاته تستدعيك؟
ألم تشعر بدقاته تنافس دقات قلبك؟
:
:
هل أخذته معك؟
ربما فعلت..
علك تهديه لفتاة أخرى تحسبه لك!
فأنت كعهدي بك.. تطارد من لا يخلص لك..
وتبحث عن علاقة عابرة محال أن تلزمك..
:
:
رحلت..
عجزت مناجاتي عن الوصول لقلبك..
تلاشت آمالي عند رحيل قطارك..
تصورت أنك قد تعود وتغير رأيك..
لكني كنت مخطئة..
وعدت أدراجي أخفي مدامعي..
فاليوم فقط.. أبكي حرقة لوداعك..

استوقفتني قصاصات تتطاير في الهواء..
تمرجحها الرياح في كل أرجاء المحطة..
غريب.. فقد بدت كلوحة فنية رائعة..
تحاول الالتصاق بذاك القطار المسرع نحو الظلام..
ومثلي.. يصدها الدخان الأسود المتصاعد عن اللحاق بك..
:
قصاصات هنا وهناك..
حسبتها أولاً نسخاً قديمة من الصحف اليومية..
توقفت واحدة عن قدمي.. تستجدي التقاطي لها..
"عازفة الـ...".. توقيع منتحر في آخر الورقة!
ربما دموعي تخدعني..
جالت حولي قصاصة أخرى أكدت مخاوفي..
"رسائل صامتة"!!
:
:
:
إنها رسائلي...



يتبع
يا صمت ما أهناك لو تستطيع
تلفني أو انني أستطيع..
لكن شيئاً داخلي يلتظي
فيخفق الثلج، ويظمى الربيع..
يبكى، يغني، يجتدي سامعاً
وهو المغنّي والصدى السميع.
(عبد الله البردوني)
عازفة الصمت
همس جديد
مشاركات: 46
اشترك في: 05-18-2001 06:12 PM

مشاركةبواسطة عازفة الصمت » 07-30-2005 09:17 PM

كالتائهة رحت ألملم دموعي..
ولا أجرؤ على لملمة أوراقي..
إنها رسائلي التي بعت بها صمتي..
إنها ألحان عزفت لأجله من صميم قلبي..
:
لم ينتظر..
بضع مسافات وأرداها قتيلة في العراء..
كأنما تخلص من كابوس أيقظ مضجعه..
وأذاب جليد مشاعره..
:
صرت والظلام واحد..
والناس من حولي كثر..
وأنا لا أرى إلا حبر قلبي..
يلون أرضية الرصيف بصدق أحاسيسي..
..
ويحي.. كيف للأقدام تدوس على بوحي..
تمزق العبارات وتبعثر حروفي..
لكني عاجزة ..
عاجزة عن التقاط أشلاء كياني..
فكيف بألوف الذكريات من حولي!؟
:
:
:
دون أن ألتفت لظل حام من فوقي..
أخفيت وجهي في وجوه العائدين نحو المدينة..
تسارعت خطواتي..
أظن أن هناك من يتربص بي..
ربما عامل النظافة يدري إنها قصاصاتي..
:
لا أدري..
:
تجاوزت السيارات المتوقفة على حافة الطريق..
وعدت محملة بذنب عظيم..
وعتب أعظم على نفسي..
فكل هذا حدث بسببي..
:
:
لم أعد إلى منزلي..
فأنا لا أجرؤ على العودة لوالدتي بعيون دامعة..
وذاك القلب المنكسر..
أين المفر إن كانت كل الطرق مسدودة!؟
هل أرحل أنا الأخرى؟
ما الذي بيقيني هنا بعد رحيله؟
اشتقت لدوائي.. لقلمي.. وحبر أفكاري..
توقفت عند أول طاولة تابعة لأحدى المحال..
وأخرجت قلمي وابتدأت أعزف ألمي..
وقررت آنذاك ألا أكتب على الورق..
أي شيء إلا قصاصات ورق..
:
:
عازفة الصمت
همس جديد
مشاركات: 46
اشترك في: 05-18-2001 06:12 PM

مشاركةبواسطة عازفة الصمت » 07-30-2005 09:19 PM

ها أنا أعيش قصة رحيلك بعيداً عني..
كأن الكون أغلق أنواره علي..
لكن حسبي..
فكل الأنوار لا تضاهي نظرة عينيك..
:
لن أنساك يوماً.. وسأحيا على ذكراك دوماً..
فأنت الصديق الذي وقف بجانبي..
وأنت الزميل الذي شد أزري..
وأنت مالك مفاتيح قلبي.. دون أن تدري..
:
:
أين أكتب الآن ولمن أعزف صمتي..
رسائلي بعثرتها الرياح وحروفي داستها الأقدام..
وكل هذا بسببي..
:
كان الأولى أن أسجن مشاعري في بئر عميق..
وأتعامل معك فقط كصديق..
وأنسى ضحكاتنا وهمساتنا ..
وذكريات كانت بيننا..
كان علي أن أكون كما تريدني..
:
:
إمرأة قوية..
لا ترضخ للزمن..
:
:


يتبع

العودة إلى “النثر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 33 زائراً