حديث القمر..

[نور القمر]

حديث القمر

لم يداعب النوم جفوني بالأمس،وظللت ساهرا..خرجت إلى شرفتي الأثيرة –ويالسعادتي-وجدته هنالك..يتهادى بين السحاب كملك متوج بالضياء..نظرت إليه في إعجاب فرنا لي من عليائه ،ودار بيننا حديث صامت طويل ..سألته:

-مالك ساهرا أنت أيضا أيها القمر..أتفكر في رفيق بعيد أم في حبيب غائب؟
-بل أنا هنا لأسري عمَّن بعد رفيقه وغاب حبيبه..
-إذا جئتَ من أجلي أنا..
-ومن أجلها أيضا..
-من هي؟
-رفيقتك البعيدة وحبيبتك الغائبة..
-أهي ساهرة مثلي أيها القمر ؟
-أجل أيها المحب الكبير..
-أتراها تفكربي مثلما أفكر بها،وتحلم بي مثلما أحلم بها،وتحتاج إلي مثلما أحتاج إليها..
أتراها تنتظرني مثلما أبحث عنها أيها القمر الصديق؟!

-لقد أعياها الانتظار..حتى إنها تسألني كل ليلة وعيناها تتلألأ بالدموع:
ترى متى سيكون لقاؤنا أيها القمر؟

-ولماذا لا تخبرني عن مكانها ؟ألا تعرف كيف نتألم ؟
أنسيت ما فعلتُه من أجلك؟
ألا تذكر أنك كنت من قبل مجرد جسم معتم ..ثم اقتبست من قلبي نور حبي لها فبت تنير السماء؟!!

-بلى أذكر وأعرف..لكنني أخشى أن أرفع عنكما الألم فتؤلماني جميعا..
-لم َ تقول هذا أيها القمر؟!
-لعلكما إن التقيتما كففتما عن السهر،وتركتما مؤانستي ومناجاتي فأعود كما كنت وحيدا..وحيدا.

-كلا،أعدك أيها القمر أن نأتي إليك معا كل ليلة و نسمعك همسنا ونجوانا..لتعكس على وجهك الجميل صورتنا ونحن معا..فتزداد حسنا على حسن،وضياء على ضياء..

أيها القمر الشفيق!

أشعر بالحزن يفتت قلبي ،ويملأ العالم من حولي..
لكنك إن أخبرتني عن مكانها سيرحل حزني بعيدا،وأصبح أسعد
مخلوقات هذا العالم طرا..

إن التقينا أيها القمر سننفض الحزن عن كل الموجودات..فتعود الأشجار
لتتمايل في رقة على نغمات الصًّبا،وتغرد لنا العصافير أنشودة الأمل،وتنثر النجوم ضوءها على رُوحينا..

أيها القمر!
يقولون إن لك قلبا كريما عطوفا..ألا تخبرني عن مكانها..وتثبت لي ما يقولون؟!!

ر.م