العراق و ما بعد العراق!

الشعر العمودي - شعر التفعيلة

المشرفون: مجدي، موودي

محمد الشنقيطي
الشاعر المشاكس
مشاركات: 813
اشترك في: 06-17-2002 02:56 PM
اتصال:

العراق و ما بعد العراق!

مشاركةبواسطة محمد الشنقيطي » 03-23-2003 01:52 AM

*
(1)

على التلفاز ِ ! و انكشفَ الحجابُ
و بانَ المَـكـْرُ إذ ْ فـُـتـِـحَ الكتابُ

بأرض الرافدين يجوسُ عُلـْجٌ
و بابٌ بعدهُ في القهر ِ بابُ

و أرملة ٌ و أطفالٌ و شيخ ٌ
تدوسهمُ الجنازرُ و الكلابُ

و ينزفُ جرحنا من بعدِ جرح ٍ
و لا واس ٍ و قد عظمَ المصابُ

و مخلصُ ما درى كيفَ انتصارٌ
و خائنُ و الضميرُ بهِ خرابُ

و أصواتٌ تصيحُ بدون ٍ فِـكـْر ٍ
عواطفُ لا يطالُ بها جوابُ

فبينا الناسُ في صمت ٍ تـُـعِـدُّ
منابرنا على بعض ٍ سبابُ

فكلٌ عارفٌ فطنٌ نبيهٌ
و بحرٌ لا يشقّ لهُ عًـبابُ

و شتى في الهوى كلٌ بليلى
و ليلاه ُ هي الشهْدُ المذابُ

نخوِّنُ كلَّ مختلفٍ بنهج ٍ
فكلٌ في دواخِـلِـهِ الصوابُ

شتاتٌ كالقطيع ِ و كلِّ راع ٍ
نزيهٍ من تشتتنا يهابُ (2)

و كمْ من ناصر ٍ عنـّـا تخـلـّى
و غبنا عن قضايانا فغابوا

و أهلُ الفكـْر ِ من نثر ٍ و شعْر ٍ
و أغلبهمْ إذا مُـحِصوا سرابُ

هياجٌ بالكلام ِ و ليسَ فينا
كتومٌ سائسٌ فـَـطِـنٌ مهابُ

شعوبُ الأرض ِ في سر ٍ بناءٌ
و نحنُ بمعول ِ الهدم ِ احترابُ

و لولا حولنـا صهيون ُ ذئبٌ
لكنا نحنُ للبعض ِ الذئابُ

كراهتنا لبعض ٍ من قديم ٍ
على قهْر ٍ هو الأمرُ العجابُ

**

و كرسيُّ الزعيم ِ بألفِ ألفٍ
يموتُ الكلُّ فـَهْوَ لهُ الرِّقابُ

فموتوا إننا كلٌ فداءٌ
لهذا أو لذاكَ و لا عِـتابُ

و " بالروح ِ " و جسم ٍ بلْ " دمانا "
" نـُـفـَـديكَ " و لوْ عَـمَّ الخرابُ

فأنتَ أ سيدي معنى و جودي
و ما وطنٌ سواكَ و لا تـُرابُ

***

فتحنا بابنا جهلا ً و طيشـًا
و من يفتحْ عليهِ إذاً حسابُ

( و جرم ٍ جرّهُ سفهاءُ قوم ٍ
و حلَّ بغير ِ جارمهِ العذابُ )(4)

***

لعلَّ لفكرنا اليومَ انتعاشٌ
لنصلحَ ذاتنا (3) ذاكَ الطــِّـلاّبُ

بناءُ الفردِ في نهج ٍ سليم ٍ
هو الحصنُ المتينُ هو الصوابُ

و إلا ّ ما نراهُ فسوفَ يمضي
بوعدٍ بعدَ ما يمضي إيابُ
******

====
(1) هذه القصيدة لن تعجب أحدا فالعقل العربي يكره الخطاب العقلاني و يفضل الخطاب الموجه إلى العاطفة!
(2) لقد كان السيد سوار الذهب الرئيس السوداني السابق رجلا فائق الإخلاص و النزاهة إلا أنه كان عاقلا ً أيضا! فلما قلب الفكر في عدم إمكانية قيادة العقلية السائدة في "الشارع" لفرض عاطفيتها و تشتتها تنازل عن الحكم طواعية! " هل ينطبق علينا المثل العامي المضروب للدجاج ( لا ينساق و لا ينقاد)؟
(3) – أ - " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" . ب " كيفما تكونوا يول عليكم "
(4) البيت المقوس لأبي الطيب المتنبي في وضع ٍ افضل مما نحن فيه!


*
آخر تعديل بواسطة محمد الشنقيطي في 03-23-2003 07:14 PM، تم التعديل مرة واحدة.
**
ها هو المهندس اليوم يأتي
وأنا والورى له انصاتُ
ها هو اليوم شاعر الرشف يأتي
بفنونٍ تقودها معجزاتُ
هندس الرشف يوم كان وليداً
وستبقى... راياته وارفاتُ
**
تقريظ و لفتة كريمة من الشاعر الكبير مجدي نضر خاشجي
**
د//نون
رشف مميز
مشاركات: 2214
اشترك في: 04-12-2001 01:12 PM

مشاركةبواسطة د//نون » 03-26-2003 07:46 PM

<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
و لولا حولنـا صهيون ُ ذئبٌ
لكنا نحنُ للبعض ِ الذئابُ

بأرض الرافدين يجوسُ عُلـْجٌ
و بابٌ بعدهُ في القهر ِ بابُ

و أرملة ٌ و أطفالٌ و شيخ ٌ
تدوسهمُ الجنازرُ و الكلابُ
.................
الوزن و القافية!..الوزن و القافية!..
لا زلتُ أعجبُ ممّن يملكون قدرة الحركة و قطع أشواطٍ طويلةٍ من الإبداع و هم يجرّون معهم ثقلَ قيودِ الوزن و القافية !
يبدو أنّ الشعرَ العموديّ لم يتحوّل إلى قوالب محنَّطَةِ المعاني بعد.. هذه الروح المتوقّدة في هذه الأبيات تثبتُ ذلك..و تعلنه اليوم على الملأ..
منذ زمنٍ و نحن نُمَنّي أنفسنا بتوأمٍ لـ(قوارب النجاة)..و ها قد أتيتَ بتلك التوأمة شاعرنا الرشفيّ..
شكراً جزيلاً





(((
سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ !
)))




صورة قـنـديـل الـذكـرى ..
صورة صــمـت أمـّي ..
صورة تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
صورة ركــنٌ .. لــي ..
صورة جــديـلـة ..
الشاعر اليمني
همس جديد
مشاركات: 11
اشترك في: 03-27-2003 12:06 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة الشاعر اليمني » 03-27-2003 12:15 PM

أستاذي / محد الشنقيطي



لك إعجابي واحترامي:



علا التاريخَ مرتابٌ كِذابُ

يدنسُ ليس تسكته القِرابُ



يقولُ محدثاً دجلاً وإنـــِّا

على قهر َالعراقِ لنا الركابُ



(على التلفاز!) يحسبنا سكرى

وقد نُسفتْ جنازرُهُ فرابوا



وقد قُطعتْ مزاعمُه ويبقى

كمثل العظم مقدمها الرقابُ



وتباً للكذوب غدى صدوقاً

تقللنا المظنةُ والخرابُ



رجونا( بوش ) بالحسبان خيراً

ولكنْ ليس تنعدلُ الكلابُ



وبغدادٌ تحاصرها الرذالَ

ويُقصفُ في مساكنها العذابُ



يموتُ الطفل بالأقهار ظلماً

وأمٌ عن مودتهِ تُذابُ



وأيمُ الله قد سُفكت دماءٌ

فضجتْ من مهابتها السحابُ



فأنزلتِ العناء على جروحٍ

فنعم القهرُ والطيبُ الشرابُ !



ولاندري الصوابَ كمن تعامى

فهذا الأمرُ مبدؤه الصوابُ



فهيهات التقدم إن لزمنا

مكاناً فيه تنتكسُ الرقابُ



وإن المجد بالإقدام عزماً

ودين الحق مسلكنا وبابُ



ويقدمنا الكريمُ إلى المنايا

وشهمٌ بالمكارم بل لُبابُ

.................................

تحياتي


لمَّا عرفتكِ أدركتُ الهوى ثملاً ***أدركتُ قلبي مع الأشواقِ كاللهبِ

جميلةُ الحرفِ تزهو في أناقتها ***كحيلةُ الطرفِ تلهو في الهوى الرحبِ

...........................
عبداللطيف الشبامي
............................
محمد الشنقيطي
الشاعر المشاكس
مشاركات: 813
اشترك في: 06-17-2002 02:56 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة محمد الشنقيطي » 03-27-2003 03:16 PM

*
الأستاذة الدكتورة نون
فاجأتني قدرتك الفذة على التعبير الشامل الموجز! لقد أوتيتِ أختنا الفاضلة شيئا من جوامع الكلم. هنيئا لرشف المعاني وجود الأديبة الذواقة الدكتورة نون
و لك قبل هذا و بعده جزيل شكري و وافر احترامي
سلمت راشفة مرشِّتفة
*
**

ها هو المهندس اليوم يأتي

وأنا والورى له انصاتُ

ها هو اليوم شاعر الرشف يأتي

بفنونٍ تقودها معجزاتُ

هندس الرشف يوم كان وليداً

وستبقى... راياته وارفاتُ

**

تقريظ و لفتة كريمة من الشاعر الكبير مجدي نضر خاشجي

**
محمد الشنقيطي
الشاعر المشاكس
مشاركات: 813
اشترك في: 06-17-2002 02:56 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة محمد الشنقيطي » 03-27-2003 03:19 PM

*
أخي الكريم الشاعر اليمني
أهلا بكم في نادي رشف المعاني و قد ازداد الرشف ألقا بوجودكم
لكم جزيل الشكر على المرور من هنا
*
**

ها هو المهندس اليوم يأتي

وأنا والورى له انصاتُ

ها هو اليوم شاعر الرشف يأتي

بفنونٍ تقودها معجزاتُ

هندس الرشف يوم كان وليداً

وستبقى... راياته وارفاتُ

**

تقريظ و لفتة كريمة من الشاعر الكبير مجدي نضر خاشجي

**
رائد أنيس الجشي
رشف مميز
مشاركات: 2702
اشترك في: 05-06-2001 10:21 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة رائد أنيس الجشي » 03-28-2003 02:01 PM

عجيب أمرنا عجب عجاب
صمتنا والطفولة لا تهاب

وفي أرض العراق كرام قوم
تمزقهم بمسمعنا ذئاب

فذا شيخ تحطم منه ضلع
وذي أنثى يحطمها المصاب

وذا طفل تناثر منه جسم
بصاروخ وقنبلة يصاب

ولحن الموت لا ما هزَّ فينا
حمايانا وقد كشف الحجاب

كرامتنا تدنسها الأعادي
ويهدر فوقنا هزءا ذبابُ

لقد باتت مذلتنا طعام
وأسكرنا من الخزي الشراب

ولولا حبرنا يهتز حزنا
لمتنا يقشعر لنا التراب

أإنسانية فينا ونبقى
بلا عمل.... أترعبنا الكلاب...؟!!!

أقلب خافقي حزنا وأهذي
(عجيب أمرنا عجب عجاب )
صورة

عساااكم السعااادة
وحيدة الرشف
رشف مميز
مشاركات: 1142
اشترك في: 05-12-2001 02:52 PM

مشاركةبواسطة وحيدة الرشف » 04-02-2003 04:00 PM

<font size=4 color=navy>
الأستاذ الفاضل ...محمد ...
حقيقة ..لا أجد الا الالم يعربد في اعماقي ...
ينثر كل مشاعري حزناً فلا يبقى فيها مكانٌ للفرح
في خضم ما يعانيه الأشقاء في العراق ..


عجيب أمرنا يا قوم إنا
نسلمهم بأيدينا الرقاب

رهبنا جانب الاحزاب يوماً
بظن الوهم أنهم يُهابو

فجاسو كل شبر من ديارٍ
وعاثو في نواحيها خراب

وظنو أن أمرهم يهون
بأرض(العرق)..خانهم الصواب

فشدو يا رفاق الدين عزماً
بوابل من دعاءٍ يُستجاب

الى الرحمن نرجوه بصدق
وندعو أن يُحيلهم تُراب

يارب اخسف بهم الارض يا سميع الدعاء

تقبل محاولتي البسيطة هذه سيدي الفاضل ..فأنا لستُ الا تلميذة في مدرسة الأستاذ مجدي لم أنهي المرحلة الابتدائية بعد ..

دمتَ بكل وُد ..
قلبٌ بين أنياب الزمن
محمد الشنقيطي
الشاعر المشاكس
مشاركات: 813
اشترك في: 06-17-2002 02:56 PM
اتصال:

شكرا لأخي الكريم عبد اللطيف

مشاركةبواسطة محمد الشنقيطي » 04-03-2003 12:45 AM

*
أضاءَ الرشفُ و اكتملَ النصابُ
بمقدمكمْ و زالَ لنا اكتئابُ

فيا عبد اللطيفِ حللتَ سهلا ً
و لا وقفتْ بمسلكِكَ الصعابُ

و قدْ أسعدتني بجميل ِ فال ٍ
لو أنَّ لهُ إلى النصر ِ اقترابُ

على أني أخالفُ بعضَ شئ ٍ
بقول ٍ قد يطولُ بهِ العتابُ

و لكنا نصارحُ نثرَ فكر ٍ
لعلَّ بُعيدها يصلُ الجوابُ

إذا كانَ البناء ِ بدون ِ رَص ٍ
تهاوى لوْ يحاربهُ الذبابُ

و منطقُ قوة ٍينقادُ دومـُا
لمنْ في صفهِ عَـضَـلٌ و نابُ

و منْ خصم ٍ نريدُ لنا سلاحـًا
نحاربهُ بهِ ! أمرٌ عُـجابُ !!

و هلْ بطلٌ يقارعُ طائراتٍ
و هلْ لشجاعةِ الأبطال ِ بابُ

إذا الأبطالُ دونَ سيوفِ نصر ٍ
فللرعديدِ تمتـَـثِـلُ الرِّقابُ

دعونا من عواطفَ و الأماني
و آنَ على معائبنا الحسابُ

نخدِّرُ بالعواطفِ عقلَ جيل ٍ
عتيقٌ فكرُهُ وهْوَ الشبابُ

و إمـَّا أنْ نؤسسَ باقتدار ٍ
و إلا ضاعَ تِـبْرٌ و التـُّرابُ

و هذا العصرُ عصرُ فنون ِ علم ٍ
و صاروخ ٍ يصيبُ و لا يصابُ

لذا: إني أرى تأسيسَ نهج ٍ
سليم ٍ للبناء ِ بهِ نـُـهابُ

و دمعي كالمزون ِ لتضحياتٍ
جسام ٍ لا يقومُ بها اكتسابُ

*****
**
**

ها هو المهندس اليوم يأتي

وأنا والورى له انصاتُ

ها هو اليوم شاعر الرشف يأتي

بفنونٍ تقودها معجزاتُ

هندس الرشف يوم كان وليداً

وستبقى... راياته وارفاتُ

**

تقريظ و لفتة كريمة من الشاعر الكبير مجدي نضر خاشجي

**
محمد الشنقيطي
الشاعر المشاكس
مشاركات: 813
اشترك في: 06-17-2002 02:56 PM
اتصال:

مع التحية لأخي رائد

مشاركةبواسطة محمد الشنقيطي » 04-03-2003 01:37 AM

*

و إقرأ كان مبدؤنا قديمًا
بهِ الأبطالُ أهلُ الفتح ِ جابوا

و أما اليومَ نحنُ عِـداة ُ علم ٍ
و نكرهُ أن يصاحبنا الكتابُ

يظنُّ البعضُ أنَّ دعاءَ ثكلىَ
سيكفينا و ما عُـقِـلَتْ دَوَابُ

بناة ُ الفكـْر ِ مأملنا لجيل ٍ
بمقدمِـهِ سينقشعُ السحابُ

و يمضي جيلُ أهلُ الدَّرْوَشاتِ
و من أمِـلوا التـَّـواكِـُـلَ يُستجابُ

و للنصر ِ المبين ِ صليلُ سيفٍ
بفكر ٍ فيهِ ذا الزمن ِ الغِـلابُ

و ما أرضُ العراق ِ سوى ابتداءٌ
بسيط ٌ بعدهُ تأتي الصعابُ

فبعضٌ من عدو ٍ غير ِ وان ٍ
و بعضٌ بيننا ظفرٌ و نابُ

و ها بانتْ بوادرها جميعـًا
عدوٌ و التشرذمُ و السِّـبابُ!

*
آخر تعديل بواسطة محمد الشنقيطي في 04-03-2003 03:07 AM، تم التعديل مرة واحدة.
**

ها هو المهندس اليوم يأتي

وأنا والورى له انصاتُ

ها هو اليوم شاعر الرشف يأتي

بفنونٍ تقودها معجزاتُ

هندس الرشف يوم كان وليداً

وستبقى... راياته وارفاتُ

**

تقريظ و لفتة كريمة من الشاعر الكبير مجدي نضر خاشجي

**
محمد الشنقيطي
الشاعر المشاكس
مشاركات: 813
اشترك في: 06-17-2002 02:56 PM
اتصال:

لأختنا الفاضلة وحيدة الرشف

مشاركةبواسطة محمد الشنقيطي » 04-03-2003 02:17 AM

*

وحيدة ُ رشفنا هطـَلَ السحابُ
بهذا الشعر ِ راقَ لهُ انسكابُ

و جاءَ الشعرُ منكِ بدفق ِ صدق ٍ
رقيق ٍ فيهِ من شَـجَن ِ ربابُ

و ما تلفينَ من حَزَن ٍ و كبتٍ
لهُ في أسِّ منهجنا نصابُ

فنحنُ كما ترين ِ أولو صُراخ ٍ
مزايدة ٌ قواعِـدها هُباب ِ

" سنرمي بالعدوِّ لعمق ِ يـَم ٍ
و نحرقهُ و ما ابتدأ الضـِّرابُ "

يمينُ الحُرِّ في صدر ٍ دفينٌ
و نحنُ على الملا كـُشِـفَ الحجابُ

و للأنثى لدورٌ و هْيَ أمٌ
بتربيةٍ قواعدها الكتابُ

و تأسيسُ التسامح ِ في القضايا
و أنَّ تـَـشَـنـُّـجَ التسفيهِ عابُ

و آملُ أن يجابَ لكمْ دعاءٌ
من الباري و ما اكتملَ الخراب ِ

*
**

ها هو المهندس اليوم يأتي

وأنا والورى له انصاتُ

ها هو اليوم شاعر الرشف يأتي

بفنونٍ تقودها معجزاتُ

هندس الرشف يوم كان وليداً

وستبقى... راياته وارفاتُ

**

تقريظ و لفتة كريمة من الشاعر الكبير مجدي نضر خاشجي

**
محمد الشنقيطي
الشاعر المشاكس
مشاركات: 813
اشترك في: 06-17-2002 02:56 PM
اتصال:

نشرت هذه في الخيمة العربية و أنشرها هنا فقد تفيد البعض

مشاركةبواسطة محمد الشنقيطي » 04-04-2003 06:39 PM

الأخت العنود النبطية
الحالة العربية تكاد تكون ميئوس منها إلا إذا تداركنا الله بجيل عقلاني جديد!
إن الموضوع طويل عريض و يحتاج إلى مجلدات و عدد كبير من الخبراء المختصين في آلية الفكر و مؤسِّساتِـهِ ثم إعادة صياغة هذا الفكر و أسسه من جديد.
العلة ليست فينا نحن
وليست في الحكام
العلة في هذا العقل في رؤوسنا و رؤوسهم. إنها علة مشتركة و نحن و هم ضحية هذا العقل و هذا التفكير المؤسس لأفعالنا و ردود فعلنا و تصوراتنا.
هذا و سوف أورد لك بعض النقاط السريعة لكي تعرفي بعض الخطوط العريضة لهذا الفكر المعوق ( بفتح و كسر الواو المضعفة معا ). و بما أن الفكر العربي المعاصر خرج من التجربة الناصرية و اليسارية إلى البعثية ثم استقر به الأمر إلى اعتماد الأطروحة الإسلاموية و القطرية كآلية لتحقيق النهضة أو الكفاح المسلح فجدير بنا أن ننظر إلى أسباب فشل الأطروحات اليسارية و الناصرية و البعثية ثم نحاول استكناه ما إذا كان الطرح الإسلاموي سوف يكتب له النجاح. أنا لن أذهب هنا إلى تحليل المسار و المعوقات التي تعايشت معها تلك الأطروحات إذ من السهل أن يتصدى لي أي ( خيموي ٍ أو زائر للخيمة ) هنا بإحدى نظريات المؤامرة لنعلق عليها جميعا أسباب فشلنا ثم ننخرط بعد ذلك في شيء من البكاء الجماعي و جلد الغير.
إذا بدلا من الدخول في متاهات التحليل دعينا نتأمل فقط هذه الحقائق التي سوف أبدؤها من الناحية التاريخية من لحظة انتقال محمد صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى. و يلزم هنا و قبل ذلك أن أوضح أن فشلنا الكبير هو في وضع آلية عادلة مقبولة من الجميع في أمر تداول السلطة كما سترين. كما يلزم التنويه إلى أن أمر الحكم و تداول السلطة هو من الأمور التي تركها الشارع للناس في عموم القول " و أمرمكم شورى بينكم "

• قبل أن يدفن محمد صلى الله عليه وسلم نشأ الخلاف بين المهاجرين و الأنصار في أمر السلطة و الحكم و بعد شئ من الخصومة الشديدة بين الطرفين في سقيفة بني ساعدة أستقر الأمر على عرض من المهاجرين للأنصار بأن: " منا الأمراء و منكم الوزراء" و آلت البيعة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه من المهاجرين من قريش. و من الجدير بالملاحظة أن المهاجرين استبدوا بعد ذلك بالسلطة و لم يتم تعيين وزير واحد من الأنصار.
• بمجرد استلام أبي بكر الصديق الحكم ثارت عليه قبائل عربية فيما هو معروف بحروب الردة و التي هي في حقيقتها نزاع بين ربيعة و مضر في أمر النبوة و ما يترتب عليها من أمر السلطة و الحكم. فقد أرادت ربيعة أن يكون لها نبي مثلما لمضر نبي. و كانت النتيجة أن ادعى كل من مسيلمة (من بني حنيفة ) و سجاح ( من بني تميم ) النبوة. و هكذا تقدمت ربيعة بمشروع نبي و نبية ردا على مشروع مضر. و لقد حسمت حروب الردة ببقاء السلطة و الحكم في قريش من مضر. و اقترح عمر على أبي بكر رضي الله عنهما أن يشغل العرب بتوجيههم للفتوح.
• كانت الرياسة في قريش في الجاهلية تقاسما أحيانا و نزاعا أحيانا بين فخذي بني هاشم و بني عبد شمس. و لقد كان كل من أبي بكر و عمر رضي الله عنهما من فخذين آخرين من قريش و لعلهما بذلك أجلا الصراع المحتوم في قريش ذاتها.
• كان الصراع شديدا في أمر تعيين الخليفة الثالث و لقد بدأ النزاع المحتوم و المؤجل بين بني هاشم و بني عبد شمس بعد تعيين الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه و هو من بني أمية. و أدى النزاع إلى اغتيال الخليفة عثمان رضي الله عنه. ( لا حظي سلمك الله أن عمر قتل و عثمان قتل أيضا و سوف يقتل بعدهما على كرم الله وجهه و سف يستشري القتل بعد ذلك! و سوف يكون لي تعليق في هذا الأمر لاحقا إن شاء الله.
• بويع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بالخلافة و بدأت الفتنة الكبرى بخروج بعض من قريش و أنصارهم على البيعة بقيادة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها و من هنا بدأت الفرق و النحل و تشعبت أوجه الصراع. و بالرغم من أن عليا انتصر في موقعة الجمل فان النزاع استمر بحجة الأخذ بدم عثمان ( قميص عثمان الشهير ) كوجه من أوجه الصراع بين الأمويين و الهاشميين في أمر الحكم ( ولم تكن قريش تريد لبني هاشم الإستئثار بالنبوة و السلطة معا)! و لقد كان للداهيتين معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص دور حاسم في أن يستأثر الأمويون بالحكم. و لكن الصراع أستمر. و أستمر الهاشميون في المطالبة بالحكم يتزعمهم الحسن و الحسن إبنا فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين. ثم حدثت الكارثة المأساوية في كربلاء بقتل الحسين رضي الله عنه و التي لا تزال ذيولها تخيم على عدم إمكانية لم شمل المسلمين في الإنقسام الكبير بين السنة و الشيعة ناهيك عن دور الخوارج في تشعب الصراع و التخلي عن الإمام علي بن أبي طالب. و حسم الأمر مؤقتا لصالح الأمويين بتنازل الإمام الحسن بن أبي طالب رضي الله عن المطالبة بالحكم حقنا للدماء.
• أستمر الأمر لبني أمية قرنا من الزمن و نيفا في ظل صراع دائم و مطالبة العلويين بالحكم. لا حظي أن دائرة المطالبة أنحصرت في العلويين على نزاع بين العلويين أنفسهم. و أستمرت الدعوة العلوية إلى أن شاءت الإرادة الإلهية أن تتزامن رئاسة أحد أبناء عبد الله بن عباس رئاسة حزب الدعوة العلوية مع لحظة سقوط الحكم الأموي. و سقطت الدولة الأموية و انتقلت الخلافة إلى بغداد و لكنها لم تنتقل إلى الفرع العلوي الهاشمي و إنما انتقلت إلى الفرع العباسي منه!
• و استمرت الدعوة العلوية أثناء الحكم العباسي. و لكن الأمر الحاسم هنا كان ابتداء النزاع العربي الفارسي. و بدون الدخول في الشروح و التفاصيل أنوه إلى دور كبير للفرس في مناصرة الدعوة العلوية ثم مساندة و تأسيس الخلافة العباسية. و بالطبع أصبح للفرس نفوذ على الخلافة انتهت بأن كان للبرامكة نفوذ يكاد يعلو على نفوذ الخليفة. استبد عليهم الخليفة هارون الرشيد و قضى على نفوذ البرامكة. و قد ضعف نفوذ الفرس المباشر على الخليفة ولكنه لم يقض عليه. و كان لا بد لهذا الصراع أن يحسم.
• حدث هذا الحسم الكبير بين العرب و الفرس في الصراع بين الأمين ( و أمه عربية) و أخيه المأمون ( و أمه فارسية ) و انتهى الأمر في صراع السلطة بأن قتل المأمون أخاه الأمين و كان من نتائج ذلك أن رجحت الكفة الفارسية و تضعضع النفوذ العربي و تلاشى.
• تنبه الخليفة المعتصم إلى خطورة نفوذ الفرس عليه فاستقوى بأخواله الأتراك لمجابهة النفوذ الفارسي على قصر الخلافة. استطاع الأتراك تحييد نفوذ الفرس. و لكن نتج عن ذلك أن تحول النفوذ كليا إلى الأتراك و استبدوا بالخلافة و أنشئوا منصب سلطان من الأتراك بيده مقاليدالحكم الحقيقي و كانوا يقتلون و يسحلون و يقلعون عين الخليفة و يقومون بتعيين غيره. استمر الأمر كذلك إلى سقوط بغداد بيد المغول و انتهاء الخلافة العباسية. و كما تعرفين فقد انتقلت الخلافة نفسها بعد ذلك كليا من يد العرب ( حتى الرمزية منها ) إلى يد الأتراك في الأناضول و الآستانة. و انتهت هذه الخلافة كليا على يد كمال أتاتورك بأيد استعمارية و صهيونية بعد الحرب العالمية الأولى.

ملاحظات:
• في تاريخ الخلافة الراشدة قتل ثلاثة خلفاء هم عمر و عثمان و على رضي الله عنهم أجمعين و أنا أعتقد و الله أعلم أن سبب عدم قتل أبي بكر رضي الله عنه أيضا هو أن الله سبق و أن أعطاه حصانة ربانية من القتل في قوله تعالى " ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا". إن من نزل في حقه قوله تعالى " إن الله معنا " جدير بألا يقتل! و هذا في اعتقادي من الإعجاز القرآني.
• أن ما ورد من ذكر في قتل للحكام و المطالبين بالحكم هو أمر يسير إذا ما قورن بعدد محاولات الاغتيال التي لم يكتب لها النجاح.
• إن الإغتيال كان و لا يزال جزءً لا يتجزأ من فكر متواجد بيننا دائما و يكفي ذكر فرقة الحشاشين و رئيسهم الحسن بن صباح و قلعة الموت في توضيح ذلك. حتى أن فكرة الاغتيال المؤسسي المبرمج ارتبط بهذه الفرقة لدرجة أن كلمة " assassination" الإنجليزية و التي تعني الإغتيال و التي دخلت بقية قواميس العالم ترجع إلى كلمة " الحشاشين " في أصلها منذ القرون الوسطى!
• العقل العربي لا يجنح إلى مجابهة الفكر بالفكر و لكنه يجنح إلى قطع رأس حامل الفكرة معتقدا أنه بذلك يقتل الفكرة ذاتها. و الحقيقة أننا عندما نقطع رأس حامل الفكرة تنبت نفس الأفكار في عدد مضاعف من الرؤوس! و هكذا تستمر الفكرة و يستمر القتل. أكبر دليل على ذلك محاولة قريش قتل الفكرة الإسلامية بقتل حامل الفكرة! كما أنتشرت أفكار التطرف و التكفير في العصر الحديث باضطهاد و قتل حاملي الفكرة بدلا من قتل أفكارهم بالحوار النير المبين. و لقد تنبه على كرم الله وجهه إلى ضرورة و أسس الحوار مع التطرف عندما وجه عبد الله بن عباس رضي الله عنه في قضية الحوار مع الخوارج إذا قال له:
" لا تجادلهم بالقرآن فأنه حمال أوجه! أنت تقول و هم يقولون! و لكن جادلهم بالسنة". و خلاصة توجيه الإمام على رضي الله عنه للمتمعن فيه هو أن الحوار إنما يكون على الثوابت التي لا مجال للأخذ و الرد فيها و الحوار في ما عدا ذلك إنما هو من قبيل النفخ في قربة مخروقة!

* العقل العربي كسول و لا يحب تحليل المعاني و الأفكار و لذلك لا يجهد نفسه في تمحيص الفكرة و إنما يستغني عن ذلك بالسؤال " من قال ذلك؟" فان كان القائل يناسب هواه تصبح الفكرة جميلة وإذا كان القائل لا يناسب هواه تصبح الفكرة قبيحة. فالفكرة إذا في العقل العربي لا تنفك عن ماهية قائل الفكرة و تسمتد معناها من شخصية قائلها أيا كانت و مهما تكن! بدلا من أن يتمعن الفكرة ذاتها! و لقد حاول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إالغاء هذا التوجه بقوله المشهور : " يعرف الرجال بالعلم و لا يعرف العلم بالرجال ". و رغم أن تراثنا يقول: " خذوا الحكمة من أفواه المجانين " فإننا نرفضها حتى و لو كانت من أفواه العقلاء إلا إذا جاءت وفق هوانا من أفواه ٍ نهواها!

الخاتمة
الأخت العنود النبطية
إن أمر الإجابة على سؤالك يحتاج إلى مجلدات و مجلدات. و ما أوردت سالفا هو جزء صغير جدا من الصورة الكبيرة و التفاصيل الكاملة.
كل تلك التفصيل و الصور تعود أسبابها إلى بناء الفكر العربي و أسس عمله. و الحقيقة أن كل ذلك يعود إلى أمر مهم في ثقافتنا المؤسسة لعملية تفكيرنا.
إن هذه الحقيقة المؤسسة لكل ما ذكرت و ما لم أذكر هي ببساطة في مقولتنا المؤسسة لفكرنا:

" أنا و أخوية على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب"
و الحقيقة الكبيرة خلف هذه المقولة البسيطة تعكس العملية الفكرية الي تجري خلف الكواليس داخل أذهاننا و هي:

" أنا على أخوية و أنا و أخوية على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب"
إنها عقلية تكفل إستمرار الصراع الدائم على السلطة ما دام هناك عربيان على الأقل! أحدهما حاكم و الآخر محكوم!

و لذلك ترين الآن في العراق أن المعارضة أصبحت صدامية و بمجرد انسحاب الغزاة فسوف ترتد المعارضة على صدام كما سيبدا صدام في التفكير عن ضحيته القادمة من فرقة أبناء عمومته المؤسسة لحكمه من أسرة " آل المجيد"

أما بالنسبة لإمكان نجاح الطرح الإسلاموي فإنني أعتقد انه سيفشل تماما كما فشل الطرح النهضوي و الناصري و اليساري و البعثي و القطري ذلك أن الأمر لا يعتمد على الطرح و مؤسِّساته الفكرية بقدر ما يعتمد على حامل و منفذ الفكرة. سوف يفشل الطرح الإسلاموي ليس بسبب قصور في المفاهيم الإسلامية و لكن بسبب معوقات أسس التفكير و التفعيل في العقلية العربية.

لا أملك أطروحات بديلة و لكنني فقط أفكر بصوت عال.

للعنود النبطية و للمخيمين هنا تحياتي

***
آخر تعديل بواسطة محمد الشنقيطي في 04-04-2003 07:31 PM، تم التعديل مرة واحدة.
**

ها هو المهندس اليوم يأتي

وأنا والورى له انصاتُ

ها هو اليوم شاعر الرشف يأتي

بفنونٍ تقودها معجزاتُ

هندس الرشف يوم كان وليداً

وستبقى... راياته وارفاتُ

**

تقريظ و لفتة كريمة من الشاعر الكبير مجدي نضر خاشجي

**
محمد الشنقيطي
الشاعر المشاكس
مشاركات: 813
اشترك في: 06-17-2002 02:56 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة محمد الشنقيطي » 04-06-2003 12:49 AM

*
الإخوة و الأخوات الأكارم. وردني رد في أحد المنتديات و ارتأيت أن أورد الرد و الرد عليه إكمالا للفائدة

=======

رد الأستاذ عاقد الحاجبين:

اشكرك اخي الكريم . ولكنني لا اؤيد نظرتك فيما طرحت في بداية ردك حول جعل المسألة دنيوة بحتة فيما بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قالفيهم(اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم).
المسألة ليست صراعا محتدما على السلطة بقدر ماهو صراع في افضل الطرق لاستمرار نهج الرسول في عهد الخلفاء الراشدين.
وحروب الردة تنسب لمن انشأوها ولايمكن ان تكون هنالك طريقة افضل من التي تعامل بهاسيدنا ابوبكر الصديق.
اما تعبيرك بانه اراد لعمر ان (يشغل)المسلمين بالفتوحات فهذا تفسير يبرر من فكرة استشراقية ولكنه لا يبرر من فهم عميق لمجريات الامور واتخاذ القرارات في تلك الايام ومبررات القتال في مفهوم الجيل الاول. واظنك تعلم ان الدعوة الى الله من اهم واجبات الخليفة ووصول كلمته الى اقاصي الدنيا هو امر يسأل عنه يوم الحساب.وتبسيط المسألة بهذا الشكل فيه الكثير من الاحجاف بحق قوم قال احدهم (لو عثرت دابة على دجلة لخشيت ان يسألني الله عنها لم لم تعبد لها الطريق).

ولن اخوض اكثر من ذلك في موضوع قلت بنفسك انه يحتاج الى مجلدات وربما لن نوفيه ما يستحق من بحث . وكل يرى رأيا مختلفا في مسالة الصراع بعد الخلافة الراشدة وانتهاء عصر الصحابة. ولكن ارى ان سرد التاريخ يكون سردا امينا اذا ذكرت الاحداث دون تبريرها كما يتفق ووجهة نظر السارد بعد اكثر من الف عام.. لا سيما انه مجتمع فتي ناشئ اخذت تستجد عليه الامور بشكل مضطرد لم يعهده في تاريخه. ولذلك فالقتل والاختلاف امر غير مستبعد . وهو موجود في كل الامم التي كانت تنتخب قائدها. فقد وجد في الفراعنة والاغريق واليونانيين وكان على نطاق اوسع بكثير من المسلمين ولعل مقولة عدلت فامنت فنمت اكبر دليل.

مسالة العقل العربي داء مزمن . وكنت محقا من وجهة نظري في اننا نربط الافكار باصحابها .. وهذا لا يمكن نسبته بحال من الاحوال الى بداية جيل الاسلام الاول . بل هو مما استجد بعدهم والحوادث تدل على انهم كانوا يمتلكون ادبا في فن الاختلاف يصعب ان تجده في اي جيل اخر.. ولكن الفتن من منافقين وذوي المصالح هي ما يدمر كل شئ في نهاية الامر.

تحية لجهدك وحضورك. وشكرا لك.

================

و كان ردي:

أخي الكريم أتفق معكم و أختلف في آن واحد فيما يتعلق بنهج الصحابة رضي الله عنهم أجمعين! كيف؟

أولا: إن قول النبي صلى الله عليه وسلم " أصحابي كالنجوم..الخ " هو نبوءة و تهيئة للخلاف القادم بين الصحابة رضي الله عنهم. فأنا معكم في الإتباع و أختلف معكم في أن أي واحد منهم يملك حصانة أو قدسية دون غيره. فالمسألة دينية بحته فيما أنزل على الشارع و دنيوية بحتة فيما عداه و قد قال صلى الله عليه وسلم " أنتم أعلم بأمور دنياكم". أخي الكريم إن جعل الخلاف بين الصحابة أمر ديني يقودنا إلى تكفير بعض الصحابة أو الأخذ الجارح عليهم بينما النظر إلى الأمر كما هو على أساس أنه اختلاف مباح في الإجتهاد في المصالح المشرعة يخرجنا من تخطئة الصحابة و تكفيرهم على أسس دينية.

ثانيا: و مما سبق نستخلص أن المعصوم هو محمد صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالوحي المنزل عليه أما أصحابه فهم مجتهدون من أصاب في اجتهاده فله أجران و من أخطأ فله أجر واحد على ما أتفق عليه أغلب أهل المذهب السني و المذاهب الأخرى مما لا يكفرون بعض الصحابة.

ثالثا: أنا على رأي إمام دار الهجرة مالك بن أنس في قوله: " كلكم يؤخذ منه و يرد عليه إلا صاحب هذا المنبر. و أشار إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم" و هذا يعني أن كل الصحابة يؤخذ منهم و يرد عليهم في اجتهادا تهم الشخصية التي تمت إلى الرأي الشخصي فيما يخص المصالح العامة مما لم يرد فيه نص قاطع. و لذلك فينبغي أن نحصر القدسية التشريعية في من كان ينزل عليه الوحي و على ما أنزل عليه. ثم إن محمدا صلى الله عليه منزه فيما يتعلق بالوحي و ما عداه فغير منزه فيه مثل الاجتهاد في أمور الناس و أحيل في هذا الأمر إلى سؤال سلمان الفارسي قبل غزوة الخندق هل كان رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر الإعداد للحرب منزل أم إجتهاد فلما أجاب الرسول صلى الله عليه و سلم بأنه إجتهاد منه أشار سلمان الفارسي بحفر الخندق. و أحيل أيضا إلى موضوع تحديد المهور و رد المرأة على عمر و قوله رضي الله عنه الشهير: " أخطأ عمر و أصابت إمراة " أو كما قال.



أما اعتراضكم أخي الكريم حول ما ورد عن رأي عمر في إشغال البعض من العرب بأمر الفتح فإنني شخصيا أعتقد أنه من عبقريات عمر مع ملاحظة ما يلي:

أولا: أمر الفتوحات كان بدأ ببدء محمد صلى الله عليه وسلم تجهيز جيش العسرة. فمحمد صلى الله عليه وسلم هو المحرك الأول للفتوحات الإسلامية و ليس غيره.

ثانيا: إن توجيه العرب حديثي الإسلام إلى الفتوحات توجه إستراتيجي بارع من عدة أوجه. التوجه الأول أن العمود الفقري لجيش الفتوحات من قيادة و جند موكل إلى رجال تأسسوا في المدرسة النبوية في المدينة فلا خوف إذا من تأثير سلبي للمسلمين الجدد على توجهات الجيش الفاتح.

ثانيا: التوجه الثاني أن العبقري عمر بن الخطاب رضي الله عنه فطن إلى ضرر البطالة من ناحية و الجبهات الداخلية المعوقة و الطاقات المعطلة فأشار بتوجيه المسلمين الجدد إلى الفتوحات للقضاء على البطالة و الجبهات الداخلية و ليتأثر المسلمون الجدد بالقدوة التي سوف يجدونها أمامهم في القادة و الجند العريقين في الإسلام. إن هذه البراعة من عمر بن الخطاب سوف تحتاجها كافة المجتمعات الإسلامية الحالية التي تشتكي من فقر و بطالة متزايدة. أنا لا اقترح توجهات عسكرية أو حربية و لكنني أحذر من الإنعكاسات السلبية القادمة لجيل متزايد من الشباب الفقير العاطل. لا بد إذا من عبقري جديد يجد لنا كيف نستغل هذه الطاقات المعطلة و التي إذا لم يتم يحل وضعها سوف تتسبب في زلازل إجتماعية كبرى. و إذا كان بعض المستشرقين أساء فهم توجهات هذا الصحابي الجليل فقد أوضحت هنا بعد نظرته الإصلاحية الفذة.



أما ما أوردتم من ضرورة النظر إلى التاريخ من منطلقات حقائق و إمكانيات العصر الذي وقع فيه الحدث فهذا لا خلاف عليه و أشكركم على التتويه إليه. لقد كان الأوائل يجتهدون و يصيبون و يخطئون وبذلك حققوا إنجازات عظيمة و لعل أكبر كارثة حلت بنا هي قفل باب الإجتهاد تحقيقا لأهواء بعض الحكام في عصور الإنحطاط.



و خلاصة ما أردت الذهاب إاليه في هذا الخصوص هو أن الصحابة رضي الله عنهم غير معصومين. هم مجتهدون مخلصون يثاب المصيب بأجرين و المخطئ بأجر واحد. كما أن أمر الحكم أمر متروك للناس و لا يخفى عليكم أنه لو كان هناك تشريع في أمر الحكم لما اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة. إن ذلك الإختلاف في حد ذاته برهان أن أمر الحكم متروك للناس و بذلك ابتدع الصحابة فكرة الخلافة و التي هي بدعة حسنة جزاهم الله عنها خيرا و لقد كانت الحل الأنسب في ذلك الوقت لحقيق المصالح المشرعة.

و ختاما فنحن في هذا العصر في أمس الحاجة إلى التقارب ورأب الصدع و ألا يطالب بعضنا البعض في أمر الإختلاف إلا بأركان الإسلام الخمسة. من إتفق معنا فيها فهو منا و نترك خلافتنا الأخرى يحاسب بها الله من يشاء يوم القيامة فيعذب من يشاء و يغفر لمن يشاء " إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ". أما الإختلاف فهو من سنن الله في كونه " و لن تجد لسنة الله تبديلا". إن أهم ما نحتاج إليه هو إستيعاب هذا الإختلاف و قبوله كحقيقة واقعة و أن يعذر بعضنا بعضا فيما نختلف عليه فلعل لطرف تأويل يخفى على الطرف الآخر و ألا نسارع في التسفيه و التضليل و التكفير.

هذا و يلزمني التنويه بأنني لست مختصا لا بالتاريخ و لا بقضايا الشرع و لكنني أستجيب لأمر الله في تدبر خلق الله و شئون خلقه و النظر حسب إمكاني فيما يصلح من شأننا.

أشكركم أخي الكريم و ما أردت إلا الإصلاح و بالله التوفيق

============
**

ها هو المهندس اليوم يأتي

وأنا والورى له انصاتُ

ها هو اليوم شاعر الرشف يأتي

بفنونٍ تقودها معجزاتُ

هندس الرشف يوم كان وليداً

وستبقى... راياته وارفاتُ

**

تقريظ و لفتة كريمة من الشاعر الكبير مجدي نضر خاشجي

**

العودة إلى “الشعر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 88 زائراً