شاعر الشهر (ابن معتوق )
شاعر الشهر (ابن معتوق )
http://www.rashf-alm3any.com/rashf/showthread.php?threadid=3708
<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
شاعرنا لهذا الشهر هو ( ابن معتوق)
و قد حيرتني نسبة هذا الشاعر فهناك عدد من الشعراء لهم نفس الكنية منهم
*محمد بن محمد بن عيسى بن نجام ابن نجدة بن معتوق الشيباني النصيبي ثم القوصي الديب الشاعر الفاضل المحدث
* علي بن ابراهيم بن علي ابن معتوق بن عبدالمجيد بن وفا علاء الدين أبو الحسن الواسطي الأصل البغدادي المنشأ الواعظ المعروف بابن ثردة
اعيان العصر و اعوان النصر / للصفدي
بل ابن معتوق كنية لولدٍ ووالدهِ
شاعرنا من العهد العثماني
وردت ترجمته في كتاب / تذييل سلافة العصر / للسيد عبد الله الجزائري المتوفّى سنة 73 هـ
كما يلي /
* السيد شهاب الدين بن أحمد بن زيد بن عبد المحسن بن علي بن محمّد بن فلاح(1)الموسوي الحويزي:
شهاب الشَّرف الثاقب، ودرّي فلك المناقب، نسب أسنى من شمس الرابعة، وحسب أحيا مراتع الأدب ومرابعه، والمدوّن من شعره يناهز عشرة آلاف بيت، يكاد يحيا به الميت، ويعنو لها الفرزدق والكميْت، فمن محاسنها قوله في مطلع قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وآله وقد أنشدها حياله:
هذا العقيقُ وتلكَ شُمُّ رعانهِ
فامزجْ لُجينَ الدَّمع من عقيانهِ
و في الهامش ما يلي /
1) أخطأ المؤلّف في سلسلة نسب المترجم، والصحيح في نسبه انّه: السيد شهاب الدين (المتوفى سنة 1087 هـ ) بن السيد احمد بن السيد ناصر بن السيد معتوق (المعروف بحوزي أيضاً) بن السيد لاوي بن السيد حيدر بن السلطان المحسن (المتوفى سنة 905 هـ ) بن السيد محمد مهدي الملقّب بالمشعشع (المتوفى سنة 866 هـ ) بن السيد فلاح بن السيد هبة الله بن السيد حسن بن السيد علم الدين علي المرتضى النسّابة (المتوفى سنة 719 هـ ) بن النقيب السيد عبد الحميد (المتوفى حدود سنة 684 هـ ) بن العلاّمة الشهير السيد فخار (المتوفى سنة 630 هـ ) بن الشريف أبي جعفر مَعَدّ بن السيد فخار بن السيد احمد بن السيد محمد بن السيد أبي الغنائم محمد بن السيد أبي عبد الله الحسين الشيتي بن السيد محمد الحائري بن السيد ابراهيم المجاب بن السيد محمد العابد
وورد عن ابنه ما يلي /
* السيد معتوق ابن شهاب الدين الموسوي الحويزي(1):
عتيق ابن عتيق وعريق في الأدب ابن عريق، ذو جِدّ وهزل، وفكاهة وغزل، وخلاعة تُطرِبُ الَّثمالى، وتضحك الثَّكالى، وهو المعتني بشعر أبيه وجمع شتاته وتدوينه وترتيبه بعد وفاته، وذكر في فاتحة الدِّيوان أنّ وفاته كانت يوم الأحد لأربع عشر خلت من شهر شوّال من السنة السابعة والثمانين والألف من الهجرة، وله من العمر يومئذٍ اثنان وستّون سنة، ثم قال: وبقيت بحالةٍ بغَّضت لديّ المقامَ والدَّوام، وحبّبت إليّ الهيام والحِمام:
و بالهامش ما يلي /
1) هو معتوق بن شهاب الدين بن احمد بن ناصر بن حوزي المعروف بمعتوق أيضاً وقد عُرِف به حفيده شهاب الدين الشاعر فسُميّ ابن معتوق نسبة إليه وأبا معتوق كنيةً بابنه ومن هُنا عبّر صاحب التذييل في مدحه لمعتوق بن شهاب الدين بقوله: (عتيق ابن عتيق) توريةً. ذكره صاحب كتاب (نشوة السلافة ومَحلّ الإضافة) وأثنى عليه وأورد شيئاً من شعره (توفي سنة 19هـ).
================
<DIV align=justify><FONT size=5 color=blue face=
و من خلال تتبعي لشعره وجدت له الكثير من المدائح و لكنها لا تخلو من مقدمات غزلية جميلة جداً و يحفل شعره بتراكيب لفظية غاية في الاتقان و صور جمالية مفعمة بالرقة و قد آثرت أن أنقل لكم كل ما وصل الى يدي من شعره .. و ان كنت أرى له هنا أو هناك هنة أو مبالغة إلا اننا نجد في شعر من سبقوه اكثر و ربما لأنه اقل شهره من المعري مثلاً لم يتتبع له أحد هذه الهنات .. و قد إلتزمت امانة النقل قدر الإمكان و لم أحذف الا بيتاً واحداً من أصل حدود سبعين قصيدة
و سأقوم اليوم بنقل شعره من بحر الكامل و سأكمل الباقي خلال يومين إن شاء الله .
<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
شاعرنا لهذا الشهر هو ( ابن معتوق)
و قد حيرتني نسبة هذا الشاعر فهناك عدد من الشعراء لهم نفس الكنية منهم
*محمد بن محمد بن عيسى بن نجام ابن نجدة بن معتوق الشيباني النصيبي ثم القوصي الديب الشاعر الفاضل المحدث
* علي بن ابراهيم بن علي ابن معتوق بن عبدالمجيد بن وفا علاء الدين أبو الحسن الواسطي الأصل البغدادي المنشأ الواعظ المعروف بابن ثردة
اعيان العصر و اعوان النصر / للصفدي
بل ابن معتوق كنية لولدٍ ووالدهِ
شاعرنا من العهد العثماني
وردت ترجمته في كتاب / تذييل سلافة العصر / للسيد عبد الله الجزائري المتوفّى سنة 73 هـ
كما يلي /
* السيد شهاب الدين بن أحمد بن زيد بن عبد المحسن بن علي بن محمّد بن فلاح(1)الموسوي الحويزي:
شهاب الشَّرف الثاقب، ودرّي فلك المناقب، نسب أسنى من شمس الرابعة، وحسب أحيا مراتع الأدب ومرابعه، والمدوّن من شعره يناهز عشرة آلاف بيت، يكاد يحيا به الميت، ويعنو لها الفرزدق والكميْت، فمن محاسنها قوله في مطلع قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وآله وقد أنشدها حياله:
هذا العقيقُ وتلكَ شُمُّ رعانهِ
فامزجْ لُجينَ الدَّمع من عقيانهِ
و في الهامش ما يلي /
1) أخطأ المؤلّف في سلسلة نسب المترجم، والصحيح في نسبه انّه: السيد شهاب الدين (المتوفى سنة 1087 هـ ) بن السيد احمد بن السيد ناصر بن السيد معتوق (المعروف بحوزي أيضاً) بن السيد لاوي بن السيد حيدر بن السلطان المحسن (المتوفى سنة 905 هـ ) بن السيد محمد مهدي الملقّب بالمشعشع (المتوفى سنة 866 هـ ) بن السيد فلاح بن السيد هبة الله بن السيد حسن بن السيد علم الدين علي المرتضى النسّابة (المتوفى سنة 719 هـ ) بن النقيب السيد عبد الحميد (المتوفى حدود سنة 684 هـ ) بن العلاّمة الشهير السيد فخار (المتوفى سنة 630 هـ ) بن الشريف أبي جعفر مَعَدّ بن السيد فخار بن السيد احمد بن السيد محمد بن السيد أبي الغنائم محمد بن السيد أبي عبد الله الحسين الشيتي بن السيد محمد الحائري بن السيد ابراهيم المجاب بن السيد محمد العابد
وورد عن ابنه ما يلي /
* السيد معتوق ابن شهاب الدين الموسوي الحويزي(1):
عتيق ابن عتيق وعريق في الأدب ابن عريق، ذو جِدّ وهزل، وفكاهة وغزل، وخلاعة تُطرِبُ الَّثمالى، وتضحك الثَّكالى، وهو المعتني بشعر أبيه وجمع شتاته وتدوينه وترتيبه بعد وفاته، وذكر في فاتحة الدِّيوان أنّ وفاته كانت يوم الأحد لأربع عشر خلت من شهر شوّال من السنة السابعة والثمانين والألف من الهجرة، وله من العمر يومئذٍ اثنان وستّون سنة، ثم قال: وبقيت بحالةٍ بغَّضت لديّ المقامَ والدَّوام، وحبّبت إليّ الهيام والحِمام:
و بالهامش ما يلي /
1) هو معتوق بن شهاب الدين بن احمد بن ناصر بن حوزي المعروف بمعتوق أيضاً وقد عُرِف به حفيده شهاب الدين الشاعر فسُميّ ابن معتوق نسبة إليه وأبا معتوق كنيةً بابنه ومن هُنا عبّر صاحب التذييل في مدحه لمعتوق بن شهاب الدين بقوله: (عتيق ابن عتيق) توريةً. ذكره صاحب كتاب (نشوة السلافة ومَحلّ الإضافة) وأثنى عليه وأورد شيئاً من شعره (توفي سنة 19هـ).
================
<DIV align=justify><FONT size=5 color=blue face=
و من خلال تتبعي لشعره وجدت له الكثير من المدائح و لكنها لا تخلو من مقدمات غزلية جميلة جداً و يحفل شعره بتراكيب لفظية غاية في الاتقان و صور جمالية مفعمة بالرقة و قد آثرت أن أنقل لكم كل ما وصل الى يدي من شعره .. و ان كنت أرى له هنا أو هناك هنة أو مبالغة إلا اننا نجد في شعر من سبقوه اكثر و ربما لأنه اقل شهره من المعري مثلاً لم يتتبع له أحد هذه الهنات .. و قد إلتزمت امانة النقل قدر الإمكان و لم أحذف الا بيتاً واحداً من أصل حدود سبعين قصيدة
و سأقوم اليوم بنقل شعره من بحر الكامل و سأكمل الباقي خلال يومين إن شاء الله .
آخر تعديل بواسطة مجدي في 06-20-2002 02:28 AM، تم التعديل مرة واحدة.
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
في المديح
خفرت بسيفِ الغنجِ ذمةَ مخفري
و فرت برمحِ القدِّ درع تصبري
وجلت لنا من تحتِ مسكةِ خالها
كافور فجرٍ شقَّ ليلَ العنبرِ
وغدت تذبُّ عن الرِّضابِ لحاظها
فحمت علينا الحورُ وردَ الكوثرِ
ودنت إلى فمها أراقمُ فرعها
فتكلّفت بحفاظ كنزِ الجوهري
يا حاملُ السّيف الصحيحِ إذا رنت
إياك ضربةَ جفنها المتكسّرِ
وتوقَّ ياربَّ القناةِ الطعنَ إن
حملت عليك من القوامِ بأسمرِ
برزت فشمنا البرقَ لاح ملثّماً
والبدرَ بين تقرطقٍ وتخمرِ
وسعت فمر بنا الغزال مطوقاً
والغصنُ بين موشحٍ و مؤزّرِ
بأبي مراشفها الّتي قد لثمت
فوق الأقاحي بالشقيقِ الأحمرِ
وبمهجتي الرّوضُ المقيمُ بمقلةٍ
ذهب النعاس بها ذهابَ تحيّري
تاللهِ ما ذكرَ العقيقُ وأهلهُ
إلا وأجراهُ الغرامُ بمحجري
لولاهُ ما ذابت فرائدُ عبرتي
بعد الجمودِ ببحرِّ نارِ تذكري
كم قد صحبتُ به من أبناءِ الظّبا
سرباً ومن أسدِ الشّرى من معشرِ
وضللتَ من غسق الشّهورِ بغيهبٍ
وهديتُ من تلكَ الوجوهِ بنيِّرِ
ياللعشيرةِ من لمهجةِ ضيغمٍ
كمنت منيّتهُ بمقلةِ جؤذرِ
روحي الفداء لظبيةِ الخدرِ التي
بنيَ الكناسُ لها بغابِ القسورِ
لم أنس زورتها ووجناتِ الدّجى
تنباعُ ذفراها بمسكٍ أذفرِ
أمّت وقد هزَّ السِّماك قناتهُ
وسطا الضياءُ على الظّلامِ بخنجرِ
والقوسُ معترضٌ أراشت سهمه
بقوادم النّسرينِ أيدي المشتري
وغدت تشنّف مسمعيَّ بلؤلؤٍ
سكنت فرائدهُ غديرَ السُّكرِ
و تنهدت جزعاً فأثّر كفّها
في صدرها فنظرتُ ما لم أنظرِ
أقلامَ مرجانٍ كتبنَ بعنبرٍ
بصحيفةِ البلّورِ خمسة أسطرِ
ومضت وحمرةُ خدّها من أدمها
لبست رمادَ المسكِ بعدَ تسترِ
لله درُّ جمالها من زائرٍ
رسمَ الخيالَ مثالها بتصوّري
لم ألقَ أطيب بهجةً من نشرها
إلا البشارةَ في إيابِ الحيدري
إبن الهمامِ أخو الغمامِ أبو النّدى
بركاتُ شمسِ نهارنا المولى السّري
ألخاطبُ المعروفُ قبل فطامهِ
والطالبُ العلياءِ غيرَ مقدّرِ
مصباح أهلِ الجودِ والصّبح الذي
ما انجاب ليلُ البخلِ لو لم يسفرِ
قرنٌ إذا سلَّ الحسام حسبتهُ
نهراً جرى من لجِّ خمسةَ أبحرِ
قرنَ البراعة بالشجاعةِ والنّدى
والرأيَ في عفوٍ وحسنِ تدبّرِ
آباؤه الغرُّ الكرامُ وجدّهُ
خيرُ الأنامِ أبو شبيرَ وشيبرِ
لو أنَّ موسى قد أتى فرعونهُ
في آي ذاتِ فقارهِ لم يكفرِ
أو لو دعا إبليسَ آدمُ باسمهِ
عندَ السّجودِ لديهِ لم يستكبرِ
أو كان بالبدرِ المنيرِ كمالهُ
ما غارَ أو بالشمسِ لم تتكورِ
أو في السّماءِ تكونُ قوةُ بأسهِ
في الرّوعِ يومَ البعثِ لم تتفطّرِ
سمحٌ أذلَّ الدرَّ حتّى أنهُ
خشيت ثغورُ البيضِ فيها يزدري
ومحا سوادَ الجورِ أبيضُ عدلهِ
حتى تخوّفَ كلُّ طرفٍ أحورِ
يجدُ الظباء البيضَ كالبيضِ الظّبا
وصليلها بالكعمِ نغمة مزمرِ
بعدَ المشقّةِ نالَ لذّاتِ العلى
لا يستلذُّ الغمضَ من لم يسهرِ
قل للّذي في الجودِ يطلبُ شأوهُ
أربيتَ في الغلواءِ ويحكَ فاقصرِ
بُدِئَ النّدى منهُ فأفعالُ السّخا
عن غيرِ مصدرِ ذاتهِ لم تصدرِ
فالنّاسُ من ماءٍ مهينٍ وهو من
ماءٍ معينٍ طاهرٍ و مطهّرِ
يا من بكنيتهِ تريد تيمناً
وبه يزال تشاؤمُ المتطيِّرِ
إن عُدَّ قبلكَ في المكارمِ ماجدٌ
قد كانَ دونكَ في قديم الأعصرِ
فكذلك الإبهام فهوَ مقدّمٌ
عندَ الحسابِ يعدُّ بعدَ الخصبرِ
بالفخرِ سادَ أبوكَ ساداتِ الورى
وأبوك لولاكَ ابنهُ لم يفخرِ
كالعينِ بالبصرِ المنيرِ تفضّلت
مالعينُ لولا نجلها لم تبصرِ
قسماً ببارقِ مرهفٍ قلّدتهُ
وبعارضٍ من مزنِ جودكَ ممطرِ
لولا إيابكَ للجزيرةِ ما صفت
منها مشارعُ أمنها المتكدّرِ
أسكنتَ أهليها النّعيمَ وطالما
شهدوا الجحيم بها وهولَ المحشرِ
وكسوتها حللَ الأمانِ وإنها
لولاكَ أضحت عورةً لم تسترِ
بوركتَ من شهمٍ قدمتَ مشمّراً
نحو العلى إذ يحجمُ اللّيثُ الشّري
وقطعتَ أنوارَ الفخارِبأنملَ الـ
ـفتيانِ من روضةِ الجديدِ الأخضرِ
فليهنكَ المجدُ التّليدُ وعادكَ الـ
ـعيدُ الجديدُ بنيلِ سعدٍ أكبرِ
والبس قميصَ الملكِ يا طالوتهُ
واسحب ذيولَ الفضلِ فخراً وأجرُرِ
واستحلِ بكرَ ثنا فصاحةِ لفظها
عبثتْ بحكمتها بسحرِ البحتري
لو يعلم الكوفي بها لم يزدري
وطرازَ مكرمةٍ وزينةَ منبرِ
في المديح
خفرت بسيفِ الغنجِ ذمةَ مخفري
و فرت برمحِ القدِّ درع تصبري
وجلت لنا من تحتِ مسكةِ خالها
كافور فجرٍ شقَّ ليلَ العنبرِ
وغدت تذبُّ عن الرِّضابِ لحاظها
فحمت علينا الحورُ وردَ الكوثرِ
ودنت إلى فمها أراقمُ فرعها
فتكلّفت بحفاظ كنزِ الجوهري
يا حاملُ السّيف الصحيحِ إذا رنت
إياك ضربةَ جفنها المتكسّرِ
وتوقَّ ياربَّ القناةِ الطعنَ إن
حملت عليك من القوامِ بأسمرِ
برزت فشمنا البرقَ لاح ملثّماً
والبدرَ بين تقرطقٍ وتخمرِ
وسعت فمر بنا الغزال مطوقاً
والغصنُ بين موشحٍ و مؤزّرِ
بأبي مراشفها الّتي قد لثمت
فوق الأقاحي بالشقيقِ الأحمرِ
وبمهجتي الرّوضُ المقيمُ بمقلةٍ
ذهب النعاس بها ذهابَ تحيّري
تاللهِ ما ذكرَ العقيقُ وأهلهُ
إلا وأجراهُ الغرامُ بمحجري
لولاهُ ما ذابت فرائدُ عبرتي
بعد الجمودِ ببحرِّ نارِ تذكري
كم قد صحبتُ به من أبناءِ الظّبا
سرباً ومن أسدِ الشّرى من معشرِ
وضللتَ من غسق الشّهورِ بغيهبٍ
وهديتُ من تلكَ الوجوهِ بنيِّرِ
ياللعشيرةِ من لمهجةِ ضيغمٍ
كمنت منيّتهُ بمقلةِ جؤذرِ
روحي الفداء لظبيةِ الخدرِ التي
بنيَ الكناسُ لها بغابِ القسورِ
لم أنس زورتها ووجناتِ الدّجى
تنباعُ ذفراها بمسكٍ أذفرِ
أمّت وقد هزَّ السِّماك قناتهُ
وسطا الضياءُ على الظّلامِ بخنجرِ
والقوسُ معترضٌ أراشت سهمه
بقوادم النّسرينِ أيدي المشتري
وغدت تشنّف مسمعيَّ بلؤلؤٍ
سكنت فرائدهُ غديرَ السُّكرِ
و تنهدت جزعاً فأثّر كفّها
في صدرها فنظرتُ ما لم أنظرِ
أقلامَ مرجانٍ كتبنَ بعنبرٍ
بصحيفةِ البلّورِ خمسة أسطرِ
ومضت وحمرةُ خدّها من أدمها
لبست رمادَ المسكِ بعدَ تسترِ
لله درُّ جمالها من زائرٍ
رسمَ الخيالَ مثالها بتصوّري
لم ألقَ أطيب بهجةً من نشرها
إلا البشارةَ في إيابِ الحيدري
إبن الهمامِ أخو الغمامِ أبو النّدى
بركاتُ شمسِ نهارنا المولى السّري
ألخاطبُ المعروفُ قبل فطامهِ
والطالبُ العلياءِ غيرَ مقدّرِ
مصباح أهلِ الجودِ والصّبح الذي
ما انجاب ليلُ البخلِ لو لم يسفرِ
قرنٌ إذا سلَّ الحسام حسبتهُ
نهراً جرى من لجِّ خمسةَ أبحرِ
قرنَ البراعة بالشجاعةِ والنّدى
والرأيَ في عفوٍ وحسنِ تدبّرِ
آباؤه الغرُّ الكرامُ وجدّهُ
خيرُ الأنامِ أبو شبيرَ وشيبرِ
لو أنَّ موسى قد أتى فرعونهُ
في آي ذاتِ فقارهِ لم يكفرِ
أو لو دعا إبليسَ آدمُ باسمهِ
عندَ السّجودِ لديهِ لم يستكبرِ
أو كان بالبدرِ المنيرِ كمالهُ
ما غارَ أو بالشمسِ لم تتكورِ
أو في السّماءِ تكونُ قوةُ بأسهِ
في الرّوعِ يومَ البعثِ لم تتفطّرِ
سمحٌ أذلَّ الدرَّ حتّى أنهُ
خشيت ثغورُ البيضِ فيها يزدري
ومحا سوادَ الجورِ أبيضُ عدلهِ
حتى تخوّفَ كلُّ طرفٍ أحورِ
يجدُ الظباء البيضَ كالبيضِ الظّبا
وصليلها بالكعمِ نغمة مزمرِ
بعدَ المشقّةِ نالَ لذّاتِ العلى
لا يستلذُّ الغمضَ من لم يسهرِ
قل للّذي في الجودِ يطلبُ شأوهُ
أربيتَ في الغلواءِ ويحكَ فاقصرِ
بُدِئَ النّدى منهُ فأفعالُ السّخا
عن غيرِ مصدرِ ذاتهِ لم تصدرِ
فالنّاسُ من ماءٍ مهينٍ وهو من
ماءٍ معينٍ طاهرٍ و مطهّرِ
يا من بكنيتهِ تريد تيمناً
وبه يزال تشاؤمُ المتطيِّرِ
إن عُدَّ قبلكَ في المكارمِ ماجدٌ
قد كانَ دونكَ في قديم الأعصرِ
فكذلك الإبهام فهوَ مقدّمٌ
عندَ الحسابِ يعدُّ بعدَ الخصبرِ
بالفخرِ سادَ أبوكَ ساداتِ الورى
وأبوك لولاكَ ابنهُ لم يفخرِ
كالعينِ بالبصرِ المنيرِ تفضّلت
مالعينُ لولا نجلها لم تبصرِ
قسماً ببارقِ مرهفٍ قلّدتهُ
وبعارضٍ من مزنِ جودكَ ممطرِ
لولا إيابكَ للجزيرةِ ما صفت
منها مشارعُ أمنها المتكدّرِ
أسكنتَ أهليها النّعيمَ وطالما
شهدوا الجحيم بها وهولَ المحشرِ
وكسوتها حللَ الأمانِ وإنها
لولاكَ أضحت عورةً لم تسترِ
بوركتَ من شهمٍ قدمتَ مشمّراً
نحو العلى إذ يحجمُ اللّيثُ الشّري
وقطعتَ أنوارَ الفخارِبأنملَ الـ
ـفتيانِ من روضةِ الجديدِ الأخضرِ
فليهنكَ المجدُ التّليدُ وعادكَ الـ
ـعيدُ الجديدُ بنيلِ سعدٍ أكبرِ
والبس قميصَ الملكِ يا طالوتهُ
واسحب ذيولَ الفضلِ فخراً وأجرُرِ
واستحلِ بكرَ ثنا فصاحةِ لفظها
عبثتْ بحكمتها بسحرِ البحتري
لو يعلم الكوفي بها لم يزدري
وطرازَ مكرمةٍ وزينةَ منبرِ
آخر تعديل بواسطة مجدي في 06-20-2002 02:01 AM، تم التعديل مرة واحدة.
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له في المديح
نبتت رياحين العذار بوردهِ
فكسا زمردها عقيقة خدهِ
وبدا فلاحَ لنا الهلالُ بتاجهِ
وسعى فمرَّ بنا القضيبُ ببردهِ
واستلَّ مرهفَ جفنهِ أو ما ترى
بصفاءِ وجنتيهِ خيالَ فرندهِ
وسرت أساورُ طرّنيهِ فغوّرت
في الخصرِ منهُ وأنجدت في نهدهِ
وافترَّ مبسمهُ فشوّقنا سنا
برقِ العقيقِ إلى العذيب ووردهِ
روحي فدا الرّشا الّذي بكناسهِ
أبداً تظلّله أسنةُ أسدهِ
ظبيٌ تكسّبتِ النصالُ بطرفهِ
شرفاً إذا انتسبت لفتكةِ جدّهِ
حازت نضارةُ خدّهِ روضُ الرّبا
فثنت شقائقها أعنّةٌ رندهِ
وسطت على حربِ الرّماحِ معاشرُ الـ
أغصانِ فانتصرت بدولةِ قدّهِ
قرنٌ أشدّ لدى الوغى من لحظهِ
نبلاً وأفتكَ صارمٍ من صدّهِ
فالشّهبُ تغربُ في كنانةِ نبلهِ
والفجرُ يشرقُ في دجنّةِ غمدهِ
تهوى مهنّدهُ النّفوسُ كأنّهُ
برقٌ تألقَ من مباسمِ رعدهِ
وتودُّ أسهمهُ القلوبُ كأنما
صيغت نصالُ نبالهِ من وِردهِ
يشدو فيشهدنا السّماكُ بسرجهِ
والبدرُ مكتملاً بنثرةِ سردهِ
فإلى مَ يطمع في جنانِ وصالهِ
خلدٌ تخلّدَ في جهنّم بعدهِ
ومتى يؤمنُ راحةً من حبّهِ
دنفٌ يكلّفهُ مشقّةَ وجدهِ
ومقرطقٍ كافورُ فجرِ جبينهِ
ينشقُّ عن فيهِ عنبرَ جعدهِ
متمنّعٍ للفتكِ جرّدَ ناظراً
حرست قلائدهُ بصارمِ هندهِ
بادرته والغربُ قد ألقى على
وردِ الأصيلِ رمادَ محمر ندّهِ
والليلُ قد سحبت فصولَ خمارها
ليلاهُ وانسدلت ذوائبُ هندهِ
لمّا ولجتُ إليه خدراً ضمَّ في
جنباتهِ صنماً فتنتُ بوردهِ
فنظرتُ وجهاً راقَ منظرُ وردهِ
وشهدتُ ثغراً طابَ موردُ شهدهِ
نهض الغزالُ أتى إليَّ مسلّماً
فزعاً وطوّفني الهلالُ بزندهِ
وغدا يزفُّ إلي كأسَ مدامةٍ
تهدي الحليمَ إلى ضلالةِ رشدهِ
نارٌ يزيدُ الماءُ حرَّ لهيبها
لمّا يخالطها المزاجُ ببردهِ
شمطاء قد رأتِ الخليلَ وخاطبت
موسى وكلّمتِ المسيحَ بمهدهِ
روحٌ فلو ولجت بأحشاء الدّجى
لتلقّبت بالفجرِ طلعةَ عبدهِ
فظللتُ طوراً من خلاعةِ هزلهِ
أجني العقودَ وتارةً من جدّهِ
حتى جلت شفقَ الدّجى وتوفّدت
في أبنسيِّ الليلِ شعلةُ زندهِ
يا حبّذا عيشٌ تقلَّص ظلّهُ
هيهاتِ أن سمح الزّمانُ بردِّهِ
للهِ مغنىً باليمامةِ عاطلٌ
خلعَ الغمامُ عليهِ حلية عقدهِ
وسقى الحيا حيَّ العقيقِ وباعدت
بعروضها الأعراضُ جوهرَ قدّهِ
وغدا المحصّبُ حاصبَ البلوى ولا
خفرت عهاد العزِّ ذمة عهدهِ
رعياً لمؤلها القديمِ وجادها
كفُّ ابنِ منصورَ الكريمِ برفدهِ
بركاتُ لا برح العلا بوجودهِ
فرحاً ولا فجعَ الزمانُ بفقدهِ
بحرٌ تدفّقَ بالنّضارِ فأغرقَ السـ
ـبعَ البحارَ بلجِّ زاخرِ مدِّهِ
أسدٌ تشيّعه النسورُ إذا غزا
حتّى وثقنا أنها من جندهِ
لو رامَ ذو القرنينِ بعضَ سدادهِ
لم يمضِ ياجوج غدا من سدّهِ
أو حاز قوّته الكليمُ لما دعا
هارونه يماً لشدّةِ عضدْهِ
ملكٌ يريكَ ندى مباركِ عمّهِ
وعفافَ والدهِ وغيرةَ جدّهِ
لولاه ما عرفَ النَّوالُ وما اهتدى
أهلُ السّؤالِ إلى معالمِ نجدهِ
قد خصّنا الرحمنُ منّه بماجدٍ
ودَّ الهلالُ حلولَ هامةِ مجدهِ
أفنى وأغنى بالشّجاعةِ والنّدى
فمماتنا وحياتنا من عندهِ
الرزق يرجى من مخايلِ سحبهِ
والموت يخشى من صواعقِ رعدهِ
يجزي الذي يهدي المديحَ ببرهِ
كرواً فيعطي وسقه من مدّهِ
بغي العدوِّ عليهِ مصلحةٌ لهُ
والمسكُ تصلحهُ مفاسدُ ضدّهِ
هجمت على الأممِ الخطوبُ وما نشا
ذهبت كما ذهبَ الأسيرُ بقيدهِ
فالحتفُ يهجمُ فوقَ قائمِ سيفهِ
والنّصرُ يخدمُ تحتَ صعدةِ بندهِ
قنصت ثعالبهُ البزاةَ وصادتْ الـ
أسدَ الكماةَ قشاعمٌ من جردهِ
ما زال يعطي الدّرَّ حتى خافتِ الـ
ـشهبُ الدّراري من مسائلِ وفدهِ
ويسيرُ نحو المجدِ حتى ظنّهُ
نهرُ المجرَّةِ طامعاً في عدّهِ
هل من فريسةِ مفخرٍ إلا وقد
نشبت حشاشتها بمخلبِ وردِهِ
فضح العقودَ نظامُ ناظمِ فضلهِ
وسما النّضارُ نثارُ ناثرِ نقدِهِ
سارا إلى مهجِ العدا فتسابقا
في الفتكِ أسمرهُ وأبيضُ جدّهِ
قمرٌ بهِ صغتُ القرينَ فزيِّنت
آفاقُ نظمي في أهلّةِ حمدهِ
حسنت به حالي فواصلَ ناظري
طيبُ الكرى وجفتهُ زورةُ سهدهِ
فهو الذي بنداهُ أكبتَ حاسدي
وأذابَ مهجتهُ بجذوةِ حقدهِ
يا أيها الرّكنُ الذي قد شرِّفت
كلُّ البريةِ من تيمنِ قصدهِ
والماجدُ البطلُ الذي طلبَ العلا
فسرى إليهِ فوقَ صهوةِ جدهِ
الملكُ جيدٌ أنتَ حليةُ نحرهِ
والمجدُ جسمٌ أنتَ جنّةُ خلدِهِ
هنّئتَ في عيدِ الصّيامِ وفطرهِ
أبداً وقابلكَ الهلالُ بسعدهِ
العيدُ يومٌ في الزَّمانِ وأنتَ للـ
إسلامِ عيدٌ لم تزل من بعدهِ
لو تنصفُ الدنيا وقتك بنفسها
وفداكَ آدمُ في بقيةِ ولدهِ
لا زالتِ الأقدارُ نافذةً بما
تنوي ومتّعكَ الزّمانُ بخلدهِ
و له في المديح
نبتت رياحين العذار بوردهِ
فكسا زمردها عقيقة خدهِ
وبدا فلاحَ لنا الهلالُ بتاجهِ
وسعى فمرَّ بنا القضيبُ ببردهِ
واستلَّ مرهفَ جفنهِ أو ما ترى
بصفاءِ وجنتيهِ خيالَ فرندهِ
وسرت أساورُ طرّنيهِ فغوّرت
في الخصرِ منهُ وأنجدت في نهدهِ
وافترَّ مبسمهُ فشوّقنا سنا
برقِ العقيقِ إلى العذيب ووردهِ
روحي فدا الرّشا الّذي بكناسهِ
أبداً تظلّله أسنةُ أسدهِ
ظبيٌ تكسّبتِ النصالُ بطرفهِ
شرفاً إذا انتسبت لفتكةِ جدّهِ
حازت نضارةُ خدّهِ روضُ الرّبا
فثنت شقائقها أعنّةٌ رندهِ
وسطت على حربِ الرّماحِ معاشرُ الـ
أغصانِ فانتصرت بدولةِ قدّهِ
قرنٌ أشدّ لدى الوغى من لحظهِ
نبلاً وأفتكَ صارمٍ من صدّهِ
فالشّهبُ تغربُ في كنانةِ نبلهِ
والفجرُ يشرقُ في دجنّةِ غمدهِ
تهوى مهنّدهُ النّفوسُ كأنّهُ
برقٌ تألقَ من مباسمِ رعدهِ
وتودُّ أسهمهُ القلوبُ كأنما
صيغت نصالُ نبالهِ من وِردهِ
يشدو فيشهدنا السّماكُ بسرجهِ
والبدرُ مكتملاً بنثرةِ سردهِ
فإلى مَ يطمع في جنانِ وصالهِ
خلدٌ تخلّدَ في جهنّم بعدهِ
ومتى يؤمنُ راحةً من حبّهِ
دنفٌ يكلّفهُ مشقّةَ وجدهِ
ومقرطقٍ كافورُ فجرِ جبينهِ
ينشقُّ عن فيهِ عنبرَ جعدهِ
متمنّعٍ للفتكِ جرّدَ ناظراً
حرست قلائدهُ بصارمِ هندهِ
بادرته والغربُ قد ألقى على
وردِ الأصيلِ رمادَ محمر ندّهِ
والليلُ قد سحبت فصولَ خمارها
ليلاهُ وانسدلت ذوائبُ هندهِ
لمّا ولجتُ إليه خدراً ضمَّ في
جنباتهِ صنماً فتنتُ بوردهِ
فنظرتُ وجهاً راقَ منظرُ وردهِ
وشهدتُ ثغراً طابَ موردُ شهدهِ
نهض الغزالُ أتى إليَّ مسلّماً
فزعاً وطوّفني الهلالُ بزندهِ
وغدا يزفُّ إلي كأسَ مدامةٍ
تهدي الحليمَ إلى ضلالةِ رشدهِ
نارٌ يزيدُ الماءُ حرَّ لهيبها
لمّا يخالطها المزاجُ ببردهِ
شمطاء قد رأتِ الخليلَ وخاطبت
موسى وكلّمتِ المسيحَ بمهدهِ
روحٌ فلو ولجت بأحشاء الدّجى
لتلقّبت بالفجرِ طلعةَ عبدهِ
فظللتُ طوراً من خلاعةِ هزلهِ
أجني العقودَ وتارةً من جدّهِ
حتى جلت شفقَ الدّجى وتوفّدت
في أبنسيِّ الليلِ شعلةُ زندهِ
يا حبّذا عيشٌ تقلَّص ظلّهُ
هيهاتِ أن سمح الزّمانُ بردِّهِ
للهِ مغنىً باليمامةِ عاطلٌ
خلعَ الغمامُ عليهِ حلية عقدهِ
وسقى الحيا حيَّ العقيقِ وباعدت
بعروضها الأعراضُ جوهرَ قدّهِ
وغدا المحصّبُ حاصبَ البلوى ولا
خفرت عهاد العزِّ ذمة عهدهِ
رعياً لمؤلها القديمِ وجادها
كفُّ ابنِ منصورَ الكريمِ برفدهِ
بركاتُ لا برح العلا بوجودهِ
فرحاً ولا فجعَ الزمانُ بفقدهِ
بحرٌ تدفّقَ بالنّضارِ فأغرقَ السـ
ـبعَ البحارَ بلجِّ زاخرِ مدِّهِ
أسدٌ تشيّعه النسورُ إذا غزا
حتّى وثقنا أنها من جندهِ
لو رامَ ذو القرنينِ بعضَ سدادهِ
لم يمضِ ياجوج غدا من سدّهِ
أو حاز قوّته الكليمُ لما دعا
هارونه يماً لشدّةِ عضدْهِ
ملكٌ يريكَ ندى مباركِ عمّهِ
وعفافَ والدهِ وغيرةَ جدّهِ
لولاه ما عرفَ النَّوالُ وما اهتدى
أهلُ السّؤالِ إلى معالمِ نجدهِ
قد خصّنا الرحمنُ منّه بماجدٍ
ودَّ الهلالُ حلولَ هامةِ مجدهِ
أفنى وأغنى بالشّجاعةِ والنّدى
فمماتنا وحياتنا من عندهِ
الرزق يرجى من مخايلِ سحبهِ
والموت يخشى من صواعقِ رعدهِ
يجزي الذي يهدي المديحَ ببرهِ
كرواً فيعطي وسقه من مدّهِ
بغي العدوِّ عليهِ مصلحةٌ لهُ
والمسكُ تصلحهُ مفاسدُ ضدّهِ
هجمت على الأممِ الخطوبُ وما نشا
ذهبت كما ذهبَ الأسيرُ بقيدهِ
فالحتفُ يهجمُ فوقَ قائمِ سيفهِ
والنّصرُ يخدمُ تحتَ صعدةِ بندهِ
قنصت ثعالبهُ البزاةَ وصادتْ الـ
أسدَ الكماةَ قشاعمٌ من جردهِ
ما زال يعطي الدّرَّ حتى خافتِ الـ
ـشهبُ الدّراري من مسائلِ وفدهِ
ويسيرُ نحو المجدِ حتى ظنّهُ
نهرُ المجرَّةِ طامعاً في عدّهِ
هل من فريسةِ مفخرٍ إلا وقد
نشبت حشاشتها بمخلبِ وردِهِ
فضح العقودَ نظامُ ناظمِ فضلهِ
وسما النّضارُ نثارُ ناثرِ نقدِهِ
سارا إلى مهجِ العدا فتسابقا
في الفتكِ أسمرهُ وأبيضُ جدّهِ
قمرٌ بهِ صغتُ القرينَ فزيِّنت
آفاقُ نظمي في أهلّةِ حمدهِ
حسنت به حالي فواصلَ ناظري
طيبُ الكرى وجفتهُ زورةُ سهدهِ
فهو الذي بنداهُ أكبتَ حاسدي
وأذابَ مهجتهُ بجذوةِ حقدهِ
يا أيها الرّكنُ الذي قد شرِّفت
كلُّ البريةِ من تيمنِ قصدهِ
والماجدُ البطلُ الذي طلبَ العلا
فسرى إليهِ فوقَ صهوةِ جدهِ
الملكُ جيدٌ أنتَ حليةُ نحرهِ
والمجدُ جسمٌ أنتَ جنّةُ خلدِهِ
هنّئتَ في عيدِ الصّيامِ وفطرهِ
أبداً وقابلكَ الهلالُ بسعدهِ
العيدُ يومٌ في الزَّمانِ وأنتَ للـ
إسلامِ عيدٌ لم تزل من بعدهِ
لو تنصفُ الدنيا وقتك بنفسها
وفداكَ آدمُ في بقيةِ ولدهِ
لا زالتِ الأقدارُ نافذةً بما
تنوي ومتّعكَ الزّمانُ بخلدهِ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له في المديح
ما الراحُ إلا روح كل حزينِ
فأزلْ بخمرتها خمارَ البينِ
واستجلها مثلَ العروسِ توقّدت
بعقودها وتخلخلت ببرينِ
واقطف بثغركَ وردَ وجنتها على
خدِّ الشّقيقِ ومبسمِ النّسرينِ
والثم عقيقةَ مرشفيها راشفاً
منها ثنايا اللؤلؤِ المكنونِ
روحٌ إذا في فيكَ غابت شمسها
بزغت من الخدّينِ والعينينِ
قبسٌ يغالطنا الدّجى رأد الضّحى
فيها ويصدقُ كاذبُ الفجرينِ
ما زفَّها السَّقي بطائر فضَّةٍ
إلا وحلَّق واقعَ النَّسرين
حاكتْ زجاجةُ كأسها القنيدلَ إذْ
مشكاتُها اتَّقدت بلا زيتونِ
تبدو فيبدو الأفقُ خدَّ عشيقة
والليل لمَّة عاشقٍ مفتونِ
مبنيَّة بفمِ النَّزف مذاقها
كرضابِ ليلى في فمِ المجنونِ
بكرٌ إذا ما الماء أذهب بردها
صاغ الحباب لها سوار لجين
لو كان في حوض الغمام محلُّها
لجرى العقيق من السحاب الجون
أو لو أريقت فوق يذبل جرعة
منها لأصبح معدن الرَّاهون
ومضارع للبدر ماضٍ لحظه
متسترٌ فيه ضمير فنون
رشأ غدت حركات كسر جفونه
تبني على فتح السُّهاد جفوني
روحي له وقف والف يمينه الـ
ممدود مقصور عليه جفوني
مهموز صدغ كم صحيح جوى غدا
بلفيفه يشكو اعتلال العين
متفقهٌ بوصاله متوقفٌ
ويرى القطيعة من أصول الدين
رؤياه مفتاح الجمال وخصره
تلخيص شرح مطوَّل التحسين
حيَّا بزورته خلاصة صحبة
وبدا فأبرز مشرق الشمسين
وافتر محتسياً لها فأبان عن
برقين مبتسمين عن سمطين
وشدا وطاف بها فأحيا ميت الـ
ـعشاق في راحين بل روحين
من لي بوصل مهاة خدرٍ فارقت
عيني وظبي أفلتته يميني
لله أيام الوصال وحبذا
ساعات لهو في ربي يبرينِ
مغنى بحب الساكنين يسوغ لي
نظم السنيب ونثر كل شؤوني
لا زال يبتسم الأقاح به ولا
برح الشقيق مضرَّج الخدَّين
أحوى كأن مياهه ريق الدمى
وهواه أنفاس الحسان العين
ضاهى عيون الغانيات بنرجس
وسما على قاماتها بغصون
فلكم رشفت على زمرد روضه
زمن الشباب عقيقة الزرجون
وأمنت بأس النائبات كأنما
بركات أمسى كافلي وضميني
سامي الحقيقة لا يحس نزيله
بحوادث التقدير والتكوين
بشرٌ يريك البحر تحت ردائه
والبدر فوق سريره الموضون
غيثٌ بتوَّار الشقيق إذا سما
تزهو رياض المقترِ المديون
قاض بأحكام الشريعة عالم
بقواعد الإرشاد والتبيين
عدل تحكَّم في البلاد فقام في
مفروض دين الله والمسنون
بلغ الكمال وما تجاوز عمره
عشرا وحاز الملك بالعشرين
خطب المعالي بالرماح فزوجت
بكر العلا منه بليث عرين
تلقى العدا والوفد منه إذ بدا
تيه العزيز وذلة المسكين
سمح لمن طلب الإفادة باسط
ببنانه وبيانه كنزين
ما مدَّ راحته وجاد بعلمه
إلا التقطنا لؤلؤ البحرين
لو بالبلاغة للنوابهِ يدعي
لغدا وما قرآنه بغضين
من معشر لهم على كل الورى
شرف النجوم على حصى الأرضين
سامٍ لمنصله وشسعي نعله
فخر الهلال ورفعة الشرطين
همست بأصوات الطغاة فكاد أن
لا يستهل بهم لسان جبين
وتيقَّنت بالتُّكل بيضهم فلو
قدرت لما سمحت لهم ببنين
غصَّت جلالته العيون وربما
نظرت إليه فحرن في أمرين
قبس جرى بيديه جدول صارم
وغمامة حملت شهاب رديني
عفَّ المآزر كم ذكور نصاله
فيه استباحت من فروج حصون
قيلٌ يصان لديه جوهر ثأره
لكبا بسابقة عثار حرون
يمسي الفقير إذا أتاه كأنما
غصب الغنى من راحتي قارون
وليٌ يلوذ المذنبون بعفوه
ويفك قيد المجرم المسجون
يا حادي العشر العقول وثاني الـ
ـدهر المهول وثالث القمرين
والثابت المغوار والقرن الذي
لا تستقر سيوفه بجفون
فلقد أنار الله فيك نهارنا
وجلا الظلام بوجهك الميمون
وكسا بك الدنيا الجمال وزيَّن الـ
أيامَ من علياك في عقدين
وأبان رشد عباده بك فاهتدوا
بعد الضلال بأوضح النَّجدين
فتهنَّ بالعيد المبارك واغتنم
أجر الصيام وبهجة الفطرين
وألبس جلابيب العلا وتدرَّع الـ
نَّصر العزيز وحلة التمكين
واستجل من فكري عروساً مالها
كفؤ سواك بسائر الثقلين
وأبيك يا من حكِّمت بيمينه
بيض العطايا في رقاب العين
لولا حيا كفَّيك ما حيَّا الحيا
روضي ولا ساحت بطاح معيني
كلا ولا نلت النَّعيم ولا نجت
روحي العزيزة من عذاب الهون
بلغت مدى الأقصى لديك مطالبي
وأصابت الغرض البعيد ظنوني
لي في معانيك اعتقاد ولا فلو
كشف الغطا ما ازداد فيك يقيني
و له في المديح
ما الراحُ إلا روح كل حزينِ
فأزلْ بخمرتها خمارَ البينِ
واستجلها مثلَ العروسِ توقّدت
بعقودها وتخلخلت ببرينِ
واقطف بثغركَ وردَ وجنتها على
خدِّ الشّقيقِ ومبسمِ النّسرينِ
والثم عقيقةَ مرشفيها راشفاً
منها ثنايا اللؤلؤِ المكنونِ
روحٌ إذا في فيكَ غابت شمسها
بزغت من الخدّينِ والعينينِ
قبسٌ يغالطنا الدّجى رأد الضّحى
فيها ويصدقُ كاذبُ الفجرينِ
ما زفَّها السَّقي بطائر فضَّةٍ
إلا وحلَّق واقعَ النَّسرين
حاكتْ زجاجةُ كأسها القنيدلَ إذْ
مشكاتُها اتَّقدت بلا زيتونِ
تبدو فيبدو الأفقُ خدَّ عشيقة
والليل لمَّة عاشقٍ مفتونِ
مبنيَّة بفمِ النَّزف مذاقها
كرضابِ ليلى في فمِ المجنونِ
بكرٌ إذا ما الماء أذهب بردها
صاغ الحباب لها سوار لجين
لو كان في حوض الغمام محلُّها
لجرى العقيق من السحاب الجون
أو لو أريقت فوق يذبل جرعة
منها لأصبح معدن الرَّاهون
ومضارع للبدر ماضٍ لحظه
متسترٌ فيه ضمير فنون
رشأ غدت حركات كسر جفونه
تبني على فتح السُّهاد جفوني
روحي له وقف والف يمينه الـ
ممدود مقصور عليه جفوني
مهموز صدغ كم صحيح جوى غدا
بلفيفه يشكو اعتلال العين
متفقهٌ بوصاله متوقفٌ
ويرى القطيعة من أصول الدين
رؤياه مفتاح الجمال وخصره
تلخيص شرح مطوَّل التحسين
حيَّا بزورته خلاصة صحبة
وبدا فأبرز مشرق الشمسين
وافتر محتسياً لها فأبان عن
برقين مبتسمين عن سمطين
وشدا وطاف بها فأحيا ميت الـ
ـعشاق في راحين بل روحين
من لي بوصل مهاة خدرٍ فارقت
عيني وظبي أفلتته يميني
لله أيام الوصال وحبذا
ساعات لهو في ربي يبرينِ
مغنى بحب الساكنين يسوغ لي
نظم السنيب ونثر كل شؤوني
لا زال يبتسم الأقاح به ولا
برح الشقيق مضرَّج الخدَّين
أحوى كأن مياهه ريق الدمى
وهواه أنفاس الحسان العين
ضاهى عيون الغانيات بنرجس
وسما على قاماتها بغصون
فلكم رشفت على زمرد روضه
زمن الشباب عقيقة الزرجون
وأمنت بأس النائبات كأنما
بركات أمسى كافلي وضميني
سامي الحقيقة لا يحس نزيله
بحوادث التقدير والتكوين
بشرٌ يريك البحر تحت ردائه
والبدر فوق سريره الموضون
غيثٌ بتوَّار الشقيق إذا سما
تزهو رياض المقترِ المديون
قاض بأحكام الشريعة عالم
بقواعد الإرشاد والتبيين
عدل تحكَّم في البلاد فقام في
مفروض دين الله والمسنون
بلغ الكمال وما تجاوز عمره
عشرا وحاز الملك بالعشرين
خطب المعالي بالرماح فزوجت
بكر العلا منه بليث عرين
تلقى العدا والوفد منه إذ بدا
تيه العزيز وذلة المسكين
سمح لمن طلب الإفادة باسط
ببنانه وبيانه كنزين
ما مدَّ راحته وجاد بعلمه
إلا التقطنا لؤلؤ البحرين
لو بالبلاغة للنوابهِ يدعي
لغدا وما قرآنه بغضين
من معشر لهم على كل الورى
شرف النجوم على حصى الأرضين
سامٍ لمنصله وشسعي نعله
فخر الهلال ورفعة الشرطين
همست بأصوات الطغاة فكاد أن
لا يستهل بهم لسان جبين
وتيقَّنت بالتُّكل بيضهم فلو
قدرت لما سمحت لهم ببنين
غصَّت جلالته العيون وربما
نظرت إليه فحرن في أمرين
قبس جرى بيديه جدول صارم
وغمامة حملت شهاب رديني
عفَّ المآزر كم ذكور نصاله
فيه استباحت من فروج حصون
قيلٌ يصان لديه جوهر ثأره
لكبا بسابقة عثار حرون
يمسي الفقير إذا أتاه كأنما
غصب الغنى من راحتي قارون
وليٌ يلوذ المذنبون بعفوه
ويفك قيد المجرم المسجون
يا حادي العشر العقول وثاني الـ
ـدهر المهول وثالث القمرين
والثابت المغوار والقرن الذي
لا تستقر سيوفه بجفون
فلقد أنار الله فيك نهارنا
وجلا الظلام بوجهك الميمون
وكسا بك الدنيا الجمال وزيَّن الـ
أيامَ من علياك في عقدين
وأبان رشد عباده بك فاهتدوا
بعد الضلال بأوضح النَّجدين
فتهنَّ بالعيد المبارك واغتنم
أجر الصيام وبهجة الفطرين
وألبس جلابيب العلا وتدرَّع الـ
نَّصر العزيز وحلة التمكين
واستجل من فكري عروساً مالها
كفؤ سواك بسائر الثقلين
وأبيك يا من حكِّمت بيمينه
بيض العطايا في رقاب العين
لولا حيا كفَّيك ما حيَّا الحيا
روضي ولا ساحت بطاح معيني
كلا ولا نلت النَّعيم ولا نجت
روحي العزيزة من عذاب الهون
بلغت مدى الأقصى لديك مطالبي
وأصابت الغرض البعيد ظنوني
لي في معانيك اعتقاد ولا فلو
كشف الغطا ما ازداد فيك يقيني
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له في المديح
هذا الحمى فانزل على جرعائهِ
واحذر ظبا لفتاتِ عين ظبائهِ
وانشد بهِ قلباً أضاعتهُ النّوى
من أضلعي فعساهُ في وعسائهِ
وسلِ الأراكَ الغضَّ عن روحٍ شكتْ
حرَّ الجوى فلجتْ إلى أفيائهِ
واقصد لباناتِ الهوى فلعلّنا
نقضي لباناتِ الفؤادِ التَّائهِ
واضممْ إليكَ خدودُ أغصانِ النّقا
والثمْ ثغورَ الدّرِّ من حصبائهِ
واسفح بذاكَ السّفحِ قبلَ غديرهِ
دمعاً يعسجدُ ذوبَ فضّةِ مائهِ
سقياً لهُ منْ ملعبٍ بعقولنا
وقلوبنا لعبت يدا أهوائهِ
مغنىً بهِ تهوى القلوبُ كأنّما
بالطّبعِ يجذبها حصى مغنائهِ
أرجٌ حكى نفسُ الحبيبُ نسيمهُ
يذكي الهوى في الصّبِّ بردَ هوائهِ
نفحاتهُ تبري الضّريرَ كأنّما
ريحُ القميصِ تهبُّ من تلقائهِ
فلتحذرِ الجرحى بهِ أن يسلكوا
يوماً فيشتاقوا ثرى أرجائهِ
عهدي بهِ ونجومُ أطرافِ القنا
والبيضُ مشرقةٌ على أحيائهِ
والأُسْدُ تزأرُ في سروجِ جيادهِ
والعينُ تبغمُ في حجالِ نسائهِ
والطّيفُ يطرقهُ فيعثرُ بالرّدى
تحتَ الدّجى فيصدُّ عن إسرائهِ
والظلُّ تقصرهُ الصّبا وتمدّهُ
والطّيرُ يعرب فيهِ لحنَ غنائهِ
لا زالَ يسقي الغيثُ غرَّ معاشرٍ
تسقي صوارمهمْ ثرى بطحائهِ
لا تنكرنْ يا قلبُ أجركَ فيهمِ
هم أهلُ بدرٍ أنتَ من شهدائهِ
أولا جمودُ الدّرِّ بينَ شفاههم
ما ذابَ في طرفيْ عقيقُ بكائهِ
للهِ نفسُ أسىً يصعّدها الأسى
ويردّها في العينِ كفُّ قذائهِ
حسبت بمقلتهِ فلا من عينهِ
تجري ولم ترجع إلى أحشائهِ
من لي بخشفِ كناسِ خدرٍ دونهُ
ما يحجمُ الضّرغامُ دونَ لقائهِ
أحوى حوى إلفَ الجاذرِ في الفلا
والشيءُ منجذبٌ إلى نظرائهِ
حسنٌ إذا في ظلمةِ اللّيلِ انجلى
تعشو الفراشُ إلى ضياءِ بهائهِ
يلقي شعاعُ الخدِّ منهُ على الدّجى
شفقاً يعصفرُ طيلسانَ سمائهِ
فالبرقُ منهُ يلوحُ تحتَ لثامهِ
والغصنُ منهُ يميلُ تحتَ ردائهِ
لا غروَ إن زارَ الهلالُ محلّهُ
فشقيقهُ الأسنى برحبِ سنائهِ
أو نحوهُ نسرُ النّجومِ هوى فلا
عجباً فبيضتهُ بخدرِ خبائهِ
أنيابُ ليثُ الغابِ من حجّابهِ
ولواحظُ الحرباءِ من رقبائهِ
كم قد خلوتُ بهِ وصدقُ عفافنا
يجلو دجى الفحشاءِ فجرُ ضيائهِ
مالي وما للدّهرِ ليسَ ذنوبهُ
تفنى ولاعتبى على آنائهِ
يجني على فضلي الجسيمِ بفضلهِ
وكذا الجهولُ الفضلُ من أعدائهِ
فكأنّما هوَ طالبي بقصاصِ ما
صنعتهُ آباءيْ إلى أرزائهِ
شيمُ الزّمانِ الغدرُ وهوَ أبو الورى
فمتى الوفاءُ يرامُ من أبنائهِ
لحقوه في كلِّ الصّفاتِ لأنّهمْ
ظرفوا بهِ والماءُ لونُ إنائهِ
فعلامَ قلبي اليومَ يجرحهُ النّوى
ولقد عهدتُ الصّبرَ من حلفائهِ
وإلى مَ ندبي للدّيارِ كأنهُ
فرضٌ عليَّ أخافُ فوتَ أدائهِ
ويا حبّذا عيشٌ على السّفحِ انقضى
والدّهرُ يلحظنا بعينِ وفائهِ
والشملُ منتظمٌ كما انتظمَ العلا
بندى عليٍّ أو عقودِ ثنائهِ
وليالياً بيضاً كأنَّ وجوهها
من فوقها سحَّت أكفُّ عطائهِ
بحرٌ إذا ما مدَّ فابنُ سحابنا
يدري بأنَّ أباهُ لجَّ سخائهِ
ذو فتكةٍ إن كانَ باللّيثِ الفتى
يدعى مجازاً فهوَ من أسمائهِ
وأناملٍ إن كانَ يعرفُ بالحيا
فيضُ النّوالِ فهنَّ من أنوائهِ
ملكٌ يعوذُ الدِّينُ فيهِ من العدى
فيصونُ بيضتهُ جناحُ لوائهِ
كالزّندِ يلهبهُ الحديدُ بقرعهِ
فيكادُ يوري البأسُ منْ أعضائهِ
يسطو بعزمتهِ الجبانُ على العدى
كالسّهمِ يحملهُ جناحُ سوائهِ
بالفضلِ قلّدَ فيهِ جيدَ متوَّجٍ
تمسي الثريّا وهي قرطُ علائهِ
من للهلالِ بأن يصوغَ سوارهُ
نعلاً فيمشي وهوَ تحتَ حذائهِ
بل من تكونَ لنعشِ إنْ بناته
تضحى لديهِ وهوَ بعضُ إمائهِ
فطنٌ تكادُ العميُ تبصرُ في الدّجى
لو أنّها اكتحلتْ بنورِ ذكائهِ
يرمي العيوبَ بذهنِ قلبٍ قلّبٍ
فتلوحُ أوجهها لهُ بصفائهِ
لو أنَّ عينَ الشمسِ من إنسانها
سئلتْ لأهدتنا إلى سودائهِ
أو قيلَ للمقدارِ أينَ سهامهُ
كانتْ إشارتهُ إلى آرائهِ
يا طالبَ الدّرِّ الثّمينِ لحليهِ
لا تشتريهِ من سوى شعرائهِ
أينَ اللّآلي من لآليءِ مدحهِ
ظفرتْ بهِ الأفكارُ من دامائهِ
إن كنتَ تجهلُ يا سؤلُ صفاتهِ
فعليكَ نحنُ نقصُّ من أنبائهِ
ألعدلُ والرأيُ المسدّدُ والتقى
والبأسُ والمعروفُ من قرنائهِ
ذاتٌ مجرّدةٌ على كلِّ الورى
صدقتْ كصدقِ الكلِّ في أجزائهِ
أُنظر مغاضتهُ ترى عجباً فقدْ
شملَ الغديرَ البحرُ في أثنائهِ
فهوَ ابنُ من سادَ الأنامَ بفضلهِ
خلفُ الكرامِ الغرِّ من أبنائهِ
صلَّى ووالدهُ المجلّى قبلهُ
فأتى المدى فخراً على أكفائهِ
سيّانِ في الشّرفِ الرّفيعِ فنفسهُ
من نفسهِ وعلاهُ من عليائهِ
من آلَ حيدرةَ الأولى ورثوا العلا
ومن هاشمٍ والضّربَ في هيجائهِ
آلُ الرّسولِ ورهطهُ أسباطهُ
أرحامهُ الأدنونَ أهلُ عبائهِ
نسبٌ إذا ما خطَّ خلتَ مدادهُ
ماءَ الحياةِ يفيضُ في ظلمائهِ
نسبٌ يضوعُ إذا فضضتَ ختامهُ
فيعطِّرُ الأكوانَ نشرُ كبائهِ
أينَ الكرامُ الطّالبونَ لحاقهُ
منهُ وأينَ ثنايَ من نعمائهِ
يا أيها المولى الّذي بيمينهِ
في المالِ قد فتكتْ ظبى آلائهِ
سمعاً فديتكَ من حليفِ مودّةٍ
مدحاً يلوحُ عليهِ صدقُ ولائهِ
مدحاً تميلُ لهُ الطّباعُ كأنني
أتلو عليهِ السّحرَ في إنشائهِ
بصفاتكَ اللّاتي يهرنَ مزجتهُ
فعبقنَ كالأفواهِ في صهبائهِ
فاستجلهِ نظماً كأنَّ عروضهُ
زهرُ الرّبا ورويّهُ كروائهِ
واسررْ هلال العيدِ منكَ بنظرةٍ
تكفيهِ نقصَ التمِّ من لالائهِ
فجبينكَ الميمونُ يمنحهُ السّنا
وعلاكَ يرفعهُ لؤوجِ سنائهِ
طلبَ الكمالَ وليسَ أولَ طالبٍ
وأتى إلى جدواكَ باستجدائهِ
واظهرْ لهُ حتّى يراكَ فإنّهُ
صبٌّ كساهُ الشّوقُ ثوبَ خفائهِ
وليهنكَ الصومُ المباركُ فطرهُ
واللهُ يختمهُ بحسنِ جزائهِ
و له في المديح
هذا الحمى فانزل على جرعائهِ
واحذر ظبا لفتاتِ عين ظبائهِ
وانشد بهِ قلباً أضاعتهُ النّوى
من أضلعي فعساهُ في وعسائهِ
وسلِ الأراكَ الغضَّ عن روحٍ شكتْ
حرَّ الجوى فلجتْ إلى أفيائهِ
واقصد لباناتِ الهوى فلعلّنا
نقضي لباناتِ الفؤادِ التَّائهِ
واضممْ إليكَ خدودُ أغصانِ النّقا
والثمْ ثغورَ الدّرِّ من حصبائهِ
واسفح بذاكَ السّفحِ قبلَ غديرهِ
دمعاً يعسجدُ ذوبَ فضّةِ مائهِ
سقياً لهُ منْ ملعبٍ بعقولنا
وقلوبنا لعبت يدا أهوائهِ
مغنىً بهِ تهوى القلوبُ كأنّما
بالطّبعِ يجذبها حصى مغنائهِ
أرجٌ حكى نفسُ الحبيبُ نسيمهُ
يذكي الهوى في الصّبِّ بردَ هوائهِ
نفحاتهُ تبري الضّريرَ كأنّما
ريحُ القميصِ تهبُّ من تلقائهِ
فلتحذرِ الجرحى بهِ أن يسلكوا
يوماً فيشتاقوا ثرى أرجائهِ
عهدي بهِ ونجومُ أطرافِ القنا
والبيضُ مشرقةٌ على أحيائهِ
والأُسْدُ تزأرُ في سروجِ جيادهِ
والعينُ تبغمُ في حجالِ نسائهِ
والطّيفُ يطرقهُ فيعثرُ بالرّدى
تحتَ الدّجى فيصدُّ عن إسرائهِ
والظلُّ تقصرهُ الصّبا وتمدّهُ
والطّيرُ يعرب فيهِ لحنَ غنائهِ
لا زالَ يسقي الغيثُ غرَّ معاشرٍ
تسقي صوارمهمْ ثرى بطحائهِ
لا تنكرنْ يا قلبُ أجركَ فيهمِ
هم أهلُ بدرٍ أنتَ من شهدائهِ
أولا جمودُ الدّرِّ بينَ شفاههم
ما ذابَ في طرفيْ عقيقُ بكائهِ
للهِ نفسُ أسىً يصعّدها الأسى
ويردّها في العينِ كفُّ قذائهِ
حسبت بمقلتهِ فلا من عينهِ
تجري ولم ترجع إلى أحشائهِ
من لي بخشفِ كناسِ خدرٍ دونهُ
ما يحجمُ الضّرغامُ دونَ لقائهِ
أحوى حوى إلفَ الجاذرِ في الفلا
والشيءُ منجذبٌ إلى نظرائهِ
حسنٌ إذا في ظلمةِ اللّيلِ انجلى
تعشو الفراشُ إلى ضياءِ بهائهِ
يلقي شعاعُ الخدِّ منهُ على الدّجى
شفقاً يعصفرُ طيلسانَ سمائهِ
فالبرقُ منهُ يلوحُ تحتَ لثامهِ
والغصنُ منهُ يميلُ تحتَ ردائهِ
لا غروَ إن زارَ الهلالُ محلّهُ
فشقيقهُ الأسنى برحبِ سنائهِ
أو نحوهُ نسرُ النّجومِ هوى فلا
عجباً فبيضتهُ بخدرِ خبائهِ
أنيابُ ليثُ الغابِ من حجّابهِ
ولواحظُ الحرباءِ من رقبائهِ
كم قد خلوتُ بهِ وصدقُ عفافنا
يجلو دجى الفحشاءِ فجرُ ضيائهِ
مالي وما للدّهرِ ليسَ ذنوبهُ
تفنى ولاعتبى على آنائهِ
يجني على فضلي الجسيمِ بفضلهِ
وكذا الجهولُ الفضلُ من أعدائهِ
فكأنّما هوَ طالبي بقصاصِ ما
صنعتهُ آباءيْ إلى أرزائهِ
شيمُ الزّمانِ الغدرُ وهوَ أبو الورى
فمتى الوفاءُ يرامُ من أبنائهِ
لحقوه في كلِّ الصّفاتِ لأنّهمْ
ظرفوا بهِ والماءُ لونُ إنائهِ
فعلامَ قلبي اليومَ يجرحهُ النّوى
ولقد عهدتُ الصّبرَ من حلفائهِ
وإلى مَ ندبي للدّيارِ كأنهُ
فرضٌ عليَّ أخافُ فوتَ أدائهِ
ويا حبّذا عيشٌ على السّفحِ انقضى
والدّهرُ يلحظنا بعينِ وفائهِ
والشملُ منتظمٌ كما انتظمَ العلا
بندى عليٍّ أو عقودِ ثنائهِ
وليالياً بيضاً كأنَّ وجوهها
من فوقها سحَّت أكفُّ عطائهِ
بحرٌ إذا ما مدَّ فابنُ سحابنا
يدري بأنَّ أباهُ لجَّ سخائهِ
ذو فتكةٍ إن كانَ باللّيثِ الفتى
يدعى مجازاً فهوَ من أسمائهِ
وأناملٍ إن كانَ يعرفُ بالحيا
فيضُ النّوالِ فهنَّ من أنوائهِ
ملكٌ يعوذُ الدِّينُ فيهِ من العدى
فيصونُ بيضتهُ جناحُ لوائهِ
كالزّندِ يلهبهُ الحديدُ بقرعهِ
فيكادُ يوري البأسُ منْ أعضائهِ
يسطو بعزمتهِ الجبانُ على العدى
كالسّهمِ يحملهُ جناحُ سوائهِ
بالفضلِ قلّدَ فيهِ جيدَ متوَّجٍ
تمسي الثريّا وهي قرطُ علائهِ
من للهلالِ بأن يصوغَ سوارهُ
نعلاً فيمشي وهوَ تحتَ حذائهِ
بل من تكونَ لنعشِ إنْ بناته
تضحى لديهِ وهوَ بعضُ إمائهِ
فطنٌ تكادُ العميُ تبصرُ في الدّجى
لو أنّها اكتحلتْ بنورِ ذكائهِ
يرمي العيوبَ بذهنِ قلبٍ قلّبٍ
فتلوحُ أوجهها لهُ بصفائهِ
لو أنَّ عينَ الشمسِ من إنسانها
سئلتْ لأهدتنا إلى سودائهِ
أو قيلَ للمقدارِ أينَ سهامهُ
كانتْ إشارتهُ إلى آرائهِ
يا طالبَ الدّرِّ الثّمينِ لحليهِ
لا تشتريهِ من سوى شعرائهِ
أينَ اللّآلي من لآليءِ مدحهِ
ظفرتْ بهِ الأفكارُ من دامائهِ
إن كنتَ تجهلُ يا سؤلُ صفاتهِ
فعليكَ نحنُ نقصُّ من أنبائهِ
ألعدلُ والرأيُ المسدّدُ والتقى
والبأسُ والمعروفُ من قرنائهِ
ذاتٌ مجرّدةٌ على كلِّ الورى
صدقتْ كصدقِ الكلِّ في أجزائهِ
أُنظر مغاضتهُ ترى عجباً فقدْ
شملَ الغديرَ البحرُ في أثنائهِ
فهوَ ابنُ من سادَ الأنامَ بفضلهِ
خلفُ الكرامِ الغرِّ من أبنائهِ
صلَّى ووالدهُ المجلّى قبلهُ
فأتى المدى فخراً على أكفائهِ
سيّانِ في الشّرفِ الرّفيعِ فنفسهُ
من نفسهِ وعلاهُ من عليائهِ
من آلَ حيدرةَ الأولى ورثوا العلا
ومن هاشمٍ والضّربَ في هيجائهِ
آلُ الرّسولِ ورهطهُ أسباطهُ
أرحامهُ الأدنونَ أهلُ عبائهِ
نسبٌ إذا ما خطَّ خلتَ مدادهُ
ماءَ الحياةِ يفيضُ في ظلمائهِ
نسبٌ يضوعُ إذا فضضتَ ختامهُ
فيعطِّرُ الأكوانَ نشرُ كبائهِ
أينَ الكرامُ الطّالبونَ لحاقهُ
منهُ وأينَ ثنايَ من نعمائهِ
يا أيها المولى الّذي بيمينهِ
في المالِ قد فتكتْ ظبى آلائهِ
سمعاً فديتكَ من حليفِ مودّةٍ
مدحاً يلوحُ عليهِ صدقُ ولائهِ
مدحاً تميلُ لهُ الطّباعُ كأنني
أتلو عليهِ السّحرَ في إنشائهِ
بصفاتكَ اللّاتي يهرنَ مزجتهُ
فعبقنَ كالأفواهِ في صهبائهِ
فاستجلهِ نظماً كأنَّ عروضهُ
زهرُ الرّبا ورويّهُ كروائهِ
واسررْ هلال العيدِ منكَ بنظرةٍ
تكفيهِ نقصَ التمِّ من لالائهِ
فجبينكَ الميمونُ يمنحهُ السّنا
وعلاكَ يرفعهُ لؤوجِ سنائهِ
طلبَ الكمالَ وليسَ أولَ طالبٍ
وأتى إلى جدواكَ باستجدائهِ
واظهرْ لهُ حتّى يراكَ فإنّهُ
صبٌّ كساهُ الشّوقُ ثوبَ خفائهِ
وليهنكَ الصومُ المباركُ فطرهُ
واللهُ يختمهُ بحسنِ جزائهِ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له في الغزل
ميلوا بنا نحوَ الحجونِ ونكّبوا
حيثُ الهوى منهُ فثمَّ المطلبُ
أمّوا بنا أمَّ القرى فلعلّنا
ندنو إلى ليلى الغداةَ ونقربُ
وصفو لسّكانِ الصّفا كدري عسى
أنْ ينصفوا يوماً فيصفو المشربُ
و ذروا القلوبَ الواجباتِ بربعهِ
تقضي الحقوقَ الواجباتِ وتندبُ
وقفوا على الجمراتِ نسألُ من بها
عمّنْ لها بصدورنا قد ألهبوا
وارعوا الجوارحَ أنْ تصيّدها المها
فمنَ العيونِ لها شراكٌ تنصبُ
وتجسسوا قلبيْ فإنْ لم تظفروا
فيهِ بها وأنا الضّمينُ فحصّبوا
وانحوا يمينَ منىً فثمَّ منَ المنى
سرٌّ بأحشاءِ المنونِ محجّبُ
واهووا سجوداً في ثراهُ وصدّقوا الـ
ـرؤيا بنحركمُ القلوبَ وقرّبوا
و له في الغزل
ميلوا بنا نحوَ الحجونِ ونكّبوا
حيثُ الهوى منهُ فثمَّ المطلبُ
أمّوا بنا أمَّ القرى فلعلّنا
ندنو إلى ليلى الغداةَ ونقربُ
وصفو لسّكانِ الصّفا كدري عسى
أنْ ينصفوا يوماً فيصفو المشربُ
و ذروا القلوبَ الواجباتِ بربعهِ
تقضي الحقوقَ الواجباتِ وتندبُ
وقفوا على الجمراتِ نسألُ من بها
عمّنْ لها بصدورنا قد ألهبوا
وارعوا الجوارحَ أنْ تصيّدها المها
فمنَ العيونِ لها شراكٌ تنصبُ
وتجسسوا قلبيْ فإنْ لم تظفروا
فيهِ بها وأنا الضّمينُ فحصّبوا
وانحوا يمينَ منىً فثمَّ منَ المنى
سرٌّ بأحشاءِ المنونِ محجّبُ
واهووا سجوداً في ثراهُ وصدّقوا الـ
ـرؤيا بنحركمُ القلوبَ وقرّبوا
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
كتم الهوى فوشى النحول بسرهِ
و صحا فحياه النسيم بخمرهِ
وصغى إلى رجعِ الحمامِ بسجعهِ
فأهاجتِ البلوى بلابلُ صدرهِ
وسقتهُ ممرضةُ الجفونِ فقلبهُ
صاحٍ يرقّصهُ الخفوقُ لسكرهِ
ونسجنَ ديباجَ السّقامِ لجسمهِ
بيضُ الخصورِ فسربلتهُ بصفرهِ
ووشتْ لهُ سودُ العيونِ بهدبها
وشيَ الحمامِ فقمّصتهُ بحمرهِ
وحلالهُ في الحبِّ خلعُ عذارهِ
فجلا ظلامَ العدلِ نيّرُ عذرهِ
ودنا الفراقُ وكانَ يبخلُ قبلهُ
بلجينِ مدمعهِ فجادَ بتبرهِ
وبدا لهُ برقُ العقيقِ فظنّهُ
بيضَ الثّنايا وهي لمعةُ تبرهِ
ورأى بها شبهَ النّجومِ فخالها
قبساتِ نارٍ وهيَ أوجهُ غرّهِ
للهِ أيّامُ العقيقِ وحبّذا
أوقاتُ لذّاتٍ مضتْ في عصرهِ
ثغرٌ يجابُ صهيلهُ بصهيلهِ
ويجيبُ باغمهُ الهِزبرُ بزأرهِ
تحمي أسودَ الغابِ خشفَ كناسهِ
ويضمُّ ريشُ النّبلِ بيضةَ خدرهِ
لا فرقَ بينَ وصولهِ لقناتهِ
للطَّالبينَ وبينَ هالةِ بدرهِ
أقمارهُ حملتْ أهلَّةَ بيضهِ
وشموسهُ حرِستْ بأنجمِ سمرهِ
حرمٌ منيعُ الحيِّ قدْ كمنَ الرّدى
بجفونِ شادنهِ ونابِ هزبرهِ
هو ملعبُ البيضِ الحوالي فالتقطْ
منهُ اللآلي وانتشقْ من عطرهِ
إياكَ تقربُ وردَ منهلِ حيّهِ
فالموتُ ممزوجٌ بجرعةِ خصرهِ
تهبُ الظّماةُ بهِ لطالوتَ الرّدى
بحرَ النّجيعِ بغرفةٍ من نهرهِ
سل يا حماكَ اللهُ عن خبرِ الحمى
نفسَ الشّمالِ فقدْ طواهُ بنشرهِ
واستخبرِ البرقَ الضحوكَ إذا انبرى
شطرَ اللوى عمّن حكاهُ بثغرهِ
يا حبّذا المتحمّلونَ وإنهمْ
سلبوا فؤادَ الصّبِ ملبسَ صبرهِ
لولا انتظامُ الدرِّ بينَ شفاههمْ
ما جادَ ناظمُ عبرتي في نثرهِ
وبمهجتي الرّكب المعرّضُ للحمى
وبدورُ تمٍّ في أكلّةِ سفرهِ
جعلوا عليَّ بقاءَ روحي منّةً
أو ما رآها ركبهم في إثرهِ
كيفَ البقاءُ وفي غفائرِ بيضهمْ
ساروا عنْ المضنى بأليلِ عمرهِ
لا تطلبنَّ القلبَ بعدَ رحيلهمْ
منّي فقد ذهبَ الأسيرُ بأسرهِ
قالوا الفراقُ غداً فلاح لناظري
صور المنايا في سحّيرةِِ فجرهِ
يا ليتَ يومَ البينِ من قبلِ النّوى
لم تسمحِ الدنيا بمولدِ شهرهِ
يوماً علينا بالكآبةِ والأسى
شهدت جوارحنا بموقفِ حشرهِ
كيفَ السلوُّ وليسَ صبرُ أخي الهوى
إلا كحظِ أخي النّهى في دهرهِ
فإلى مَ هذا الدّهرَ ينجزُ بالوفا
وعدي و تلك مكايدٌ من غدرهِ
لا شيء أوهى من مواعدهِ سوى
دعوى شريكِ أبي الحسينِ بفجرهِ
ملكٌ إذا حدثَ الزّمانُ لنا قضى
أمضى مضارعهُ بصيغةِ أمرهِ
فرعٌ إلى نحوِ العلا يسمو بهِ
أصلٌ رسا بينَ النبيِّ وصهرهِ
نورٌ إذا ما بالوصيِّ قرنتهُ
أيقنتَ أنَّ ظهورهُ من ظهرهِ
حرٌّ لو انتظمت مفاخرُ هاشمٍ
بقلادةٍ لرأيتها في نحرهِ
لا يدركنَّ مديحهُ لسنٌ ولو
نظمَ الكواكبَ في قلائدِ شعرهِ
للهِ بينَ بيانهِ وبنانهِ
كنزٌ أفادَ السّائلينَ بدرّهِ
لو كان للبحرِ الخضمِّ سماحهُ
لم يحزنِ الدّرُّ اليتيمُ بقعرهِ
سمحٌ لو أنَّ النيرانَ جواهرٌ
قذفت بها للوفدِ لجةُ بحرهِ
يعطي ويحتقرُ النّوالَ وإن سما
فيرى الثريّا في أصاغرِ صرِّهِ
خطبَ العلا فتطلّقَتْ أموالهُ
منهُ وزوّجهُ النوالُ ببكرهِ
تا للهِ ما سيفُ الرّدى بيدِ القضا
يوماً بأفتكَ من نداهُ بوفرهِ
لو تلمسُ الصّخرَ الأصمَّ يمينه
لتفجّرتْ بالعذبِ أعينُ صخرهِ
قتلت مهابتهُ العدوُّ مخافةً
فكفت صوارمهُ أسنّةُ ذعرهِ
بطلٌ إذا في الضّربِ ألهبَ بارقاً
خلتَ الكواكبَ من تطايرِ جمرهِ
فسلاح ليلِ الحتفِ مخلبُ سيفهِ
وجناحُ طيرِ النّجحِ رايةُ نصرهِ
بحرٌ إذا خاضتهُ أفكارُ الورى
غرقَتْ بهِ قبلَ البلوغِ لعبرهِ
فطنٌ يكادُ اللّيلُ يشرقُ كالضّحى
لو أنَّ فكرتهُ تمرُّ بفكرهِ
آيُ الفصاحةِ إن يخطَّ يراعهُ
لم تبدُ أنجمها بظلمةِ حبرهِ
تركَ المواكبَ كالكواكبِ فاهتدى
في فيهَّ من يسريْ لمشرقِ يسرهِ
غيثٌ يكادُ التّبرُ ينبتُ بالرّبى
كالنّورِ لو وسمتْ بلؤلؤِ قطرهِ
لو أنَّ للأعناقِ منها ألسناً
نطقتْ بأفواهِ الجيوبِ بشكرهِ
لم يغشَ وجهُ الأفقِ حتَّى ينطويْ
كلفُ الدّجى لو حازَ رونقَ بشرهِ
سامٍ يمدُّ إلى العلا باعاً طوتْ
مجرى الدّراري السبعِ خطوةُ يشرهِ
من آلِ حيدرةَ الألى ازدانَ العلا
فيهم كما ازدانَ الرّبيعُ بزهرهِ
غرٌّ إذا منهمْ تولَّدَ كوكبٌ
حسدتْ شموسُ الموتِ مفخرَ ظئرهِ
نفرٌ لو أنّهمْ جلوا أحسابهمْ
في اللّيلِ لاشتبهتْ بأضوا زهرهِ
منْ كلِّ أبلجَ في ذيولِ قماطهِ
علقَ العلا ونشا السّماحُ بحجرهِ
لم يبكِ وهوَ على حشيّةِ مهدهِ
إلا لحبِّ ركوبِ صهوةِ مهرهِ
للهِ دركَ يا عليُّ ففصلهمْ
بكَ فصِّلتْ ’آياتُ محكمِ ذكرهِ
اللهُ حسبكَ كيفَ سرتَ إلى العلا
ما بينَ أنيابِ الحمامِ وظفرهِ
لولاكَ قدسُ المجدِ أصبحَ طورهُ
دكّاً يموجُ وخرَّ موسى قدرهُ
قامت بنجدتهِ سيوفكَ فاغتدتْ
بالنّصرِ تبسمُ كالثّغورِ بثغرهِ
جرّدتها فرجمتَ شيطانَ العدا
بنجومها ودحرتَ ماردَ شرّهِ
قضبٌ إذا رأتِ الأسودَ فرندها
شهدت مناياها بأيدي ذرّهِ
مولايَ سمعاً منْ رقيقكَ مدحةً
هي بنتُ فكرتهِ ودمية قصرهِ
بكرٌ يحجّبها الجمالُ وإن بدتْ
ويصونها بدرُ الدلالِ بسترهِ
لو كانَ تخطبها النّجومُ لبدرها
حاشاكَ لمْ تعطِ القبولَ لمهرهِ
فاستجلها عذراءَ هذّبَ لفظها
طبعٌ أرقُّ منَ النسيمِ بمرّهِ
وليهنكَ الشّهرُ المباركُ صومهُ
وجزاك ربّكَ عنهُ أفضلَ أجرهِ
شهرُ لو أنَّ منَ الورى أوقاتهُ
عدّتْ لرحتَ وأنتَ ليلةُ قدرهِ
واسعدْ بعيدٍ أنتَ عيدٌ مثلهُ
وافطر قلوبَ المعتدينَ بفطرهِ
و له
كتم الهوى فوشى النحول بسرهِ
و صحا فحياه النسيم بخمرهِ
وصغى إلى رجعِ الحمامِ بسجعهِ
فأهاجتِ البلوى بلابلُ صدرهِ
وسقتهُ ممرضةُ الجفونِ فقلبهُ
صاحٍ يرقّصهُ الخفوقُ لسكرهِ
ونسجنَ ديباجَ السّقامِ لجسمهِ
بيضُ الخصورِ فسربلتهُ بصفرهِ
ووشتْ لهُ سودُ العيونِ بهدبها
وشيَ الحمامِ فقمّصتهُ بحمرهِ
وحلالهُ في الحبِّ خلعُ عذارهِ
فجلا ظلامَ العدلِ نيّرُ عذرهِ
ودنا الفراقُ وكانَ يبخلُ قبلهُ
بلجينِ مدمعهِ فجادَ بتبرهِ
وبدا لهُ برقُ العقيقِ فظنّهُ
بيضَ الثّنايا وهي لمعةُ تبرهِ
ورأى بها شبهَ النّجومِ فخالها
قبساتِ نارٍ وهيَ أوجهُ غرّهِ
للهِ أيّامُ العقيقِ وحبّذا
أوقاتُ لذّاتٍ مضتْ في عصرهِ
ثغرٌ يجابُ صهيلهُ بصهيلهِ
ويجيبُ باغمهُ الهِزبرُ بزأرهِ
تحمي أسودَ الغابِ خشفَ كناسهِ
ويضمُّ ريشُ النّبلِ بيضةَ خدرهِ
لا فرقَ بينَ وصولهِ لقناتهِ
للطَّالبينَ وبينَ هالةِ بدرهِ
أقمارهُ حملتْ أهلَّةَ بيضهِ
وشموسهُ حرِستْ بأنجمِ سمرهِ
حرمٌ منيعُ الحيِّ قدْ كمنَ الرّدى
بجفونِ شادنهِ ونابِ هزبرهِ
هو ملعبُ البيضِ الحوالي فالتقطْ
منهُ اللآلي وانتشقْ من عطرهِ
إياكَ تقربُ وردَ منهلِ حيّهِ
فالموتُ ممزوجٌ بجرعةِ خصرهِ
تهبُ الظّماةُ بهِ لطالوتَ الرّدى
بحرَ النّجيعِ بغرفةٍ من نهرهِ
سل يا حماكَ اللهُ عن خبرِ الحمى
نفسَ الشّمالِ فقدْ طواهُ بنشرهِ
واستخبرِ البرقَ الضحوكَ إذا انبرى
شطرَ اللوى عمّن حكاهُ بثغرهِ
يا حبّذا المتحمّلونَ وإنهمْ
سلبوا فؤادَ الصّبِ ملبسَ صبرهِ
لولا انتظامُ الدرِّ بينَ شفاههمْ
ما جادَ ناظمُ عبرتي في نثرهِ
وبمهجتي الرّكب المعرّضُ للحمى
وبدورُ تمٍّ في أكلّةِ سفرهِ
جعلوا عليَّ بقاءَ روحي منّةً
أو ما رآها ركبهم في إثرهِ
كيفَ البقاءُ وفي غفائرِ بيضهمْ
ساروا عنْ المضنى بأليلِ عمرهِ
لا تطلبنَّ القلبَ بعدَ رحيلهمْ
منّي فقد ذهبَ الأسيرُ بأسرهِ
قالوا الفراقُ غداً فلاح لناظري
صور المنايا في سحّيرةِِ فجرهِ
يا ليتَ يومَ البينِ من قبلِ النّوى
لم تسمحِ الدنيا بمولدِ شهرهِ
يوماً علينا بالكآبةِ والأسى
شهدت جوارحنا بموقفِ حشرهِ
كيفَ السلوُّ وليسَ صبرُ أخي الهوى
إلا كحظِ أخي النّهى في دهرهِ
فإلى مَ هذا الدّهرَ ينجزُ بالوفا
وعدي و تلك مكايدٌ من غدرهِ
لا شيء أوهى من مواعدهِ سوى
دعوى شريكِ أبي الحسينِ بفجرهِ
ملكٌ إذا حدثَ الزّمانُ لنا قضى
أمضى مضارعهُ بصيغةِ أمرهِ
فرعٌ إلى نحوِ العلا يسمو بهِ
أصلٌ رسا بينَ النبيِّ وصهرهِ
نورٌ إذا ما بالوصيِّ قرنتهُ
أيقنتَ أنَّ ظهورهُ من ظهرهِ
حرٌّ لو انتظمت مفاخرُ هاشمٍ
بقلادةٍ لرأيتها في نحرهِ
لا يدركنَّ مديحهُ لسنٌ ولو
نظمَ الكواكبَ في قلائدِ شعرهِ
للهِ بينَ بيانهِ وبنانهِ
كنزٌ أفادَ السّائلينَ بدرّهِ
لو كان للبحرِ الخضمِّ سماحهُ
لم يحزنِ الدّرُّ اليتيمُ بقعرهِ
سمحٌ لو أنَّ النيرانَ جواهرٌ
قذفت بها للوفدِ لجةُ بحرهِ
يعطي ويحتقرُ النّوالَ وإن سما
فيرى الثريّا في أصاغرِ صرِّهِ
خطبَ العلا فتطلّقَتْ أموالهُ
منهُ وزوّجهُ النوالُ ببكرهِ
تا للهِ ما سيفُ الرّدى بيدِ القضا
يوماً بأفتكَ من نداهُ بوفرهِ
لو تلمسُ الصّخرَ الأصمَّ يمينه
لتفجّرتْ بالعذبِ أعينُ صخرهِ
قتلت مهابتهُ العدوُّ مخافةً
فكفت صوارمهُ أسنّةُ ذعرهِ
بطلٌ إذا في الضّربِ ألهبَ بارقاً
خلتَ الكواكبَ من تطايرِ جمرهِ
فسلاح ليلِ الحتفِ مخلبُ سيفهِ
وجناحُ طيرِ النّجحِ رايةُ نصرهِ
بحرٌ إذا خاضتهُ أفكارُ الورى
غرقَتْ بهِ قبلَ البلوغِ لعبرهِ
فطنٌ يكادُ اللّيلُ يشرقُ كالضّحى
لو أنَّ فكرتهُ تمرُّ بفكرهِ
آيُ الفصاحةِ إن يخطَّ يراعهُ
لم تبدُ أنجمها بظلمةِ حبرهِ
تركَ المواكبَ كالكواكبِ فاهتدى
في فيهَّ من يسريْ لمشرقِ يسرهِ
غيثٌ يكادُ التّبرُ ينبتُ بالرّبى
كالنّورِ لو وسمتْ بلؤلؤِ قطرهِ
لو أنَّ للأعناقِ منها ألسناً
نطقتْ بأفواهِ الجيوبِ بشكرهِ
لم يغشَ وجهُ الأفقِ حتَّى ينطويْ
كلفُ الدّجى لو حازَ رونقَ بشرهِ
سامٍ يمدُّ إلى العلا باعاً طوتْ
مجرى الدّراري السبعِ خطوةُ يشرهِ
من آلِ حيدرةَ الألى ازدانَ العلا
فيهم كما ازدانَ الرّبيعُ بزهرهِ
غرٌّ إذا منهمْ تولَّدَ كوكبٌ
حسدتْ شموسُ الموتِ مفخرَ ظئرهِ
نفرٌ لو أنّهمْ جلوا أحسابهمْ
في اللّيلِ لاشتبهتْ بأضوا زهرهِ
منْ كلِّ أبلجَ في ذيولِ قماطهِ
علقَ العلا ونشا السّماحُ بحجرهِ
لم يبكِ وهوَ على حشيّةِ مهدهِ
إلا لحبِّ ركوبِ صهوةِ مهرهِ
للهِ دركَ يا عليُّ ففصلهمْ
بكَ فصِّلتْ ’آياتُ محكمِ ذكرهِ
اللهُ حسبكَ كيفَ سرتَ إلى العلا
ما بينَ أنيابِ الحمامِ وظفرهِ
لولاكَ قدسُ المجدِ أصبحَ طورهُ
دكّاً يموجُ وخرَّ موسى قدرهُ
قامت بنجدتهِ سيوفكَ فاغتدتْ
بالنّصرِ تبسمُ كالثّغورِ بثغرهِ
جرّدتها فرجمتَ شيطانَ العدا
بنجومها ودحرتَ ماردَ شرّهِ
قضبٌ إذا رأتِ الأسودَ فرندها
شهدت مناياها بأيدي ذرّهِ
مولايَ سمعاً منْ رقيقكَ مدحةً
هي بنتُ فكرتهِ ودمية قصرهِ
بكرٌ يحجّبها الجمالُ وإن بدتْ
ويصونها بدرُ الدلالِ بسترهِ
لو كانَ تخطبها النّجومُ لبدرها
حاشاكَ لمْ تعطِ القبولَ لمهرهِ
فاستجلها عذراءَ هذّبَ لفظها
طبعٌ أرقُّ منَ النسيمِ بمرّهِ
وليهنكَ الشّهرُ المباركُ صومهُ
وجزاك ربّكَ عنهُ أفضلَ أجرهِ
شهرُ لو أنَّ منَ الورى أوقاتهُ
عدّتْ لرحتَ وأنتَ ليلةُ قدرهِ
واسعدْ بعيدٍ أنتَ عيدٌ مثلهُ
وافطر قلوبَ المعتدينَ بفطرهِ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
ضربوا القباب و طنبوها بالقنا
فمحوا بانجمها مصابيح المنا
وبنوا الحجالَ على الشّموسِ فوكّلوا
شهبَ السهاءِ برجمِ زوارِ البنا
وجلوا بتيجانِ التّرائبِ أوجهاً
لو قابلتْ جيشَ الدّجنةِ لانثنى
وجروا إلى الغاياتِ فوقَ سوابقٍ
لو خاضَ عاثرها النّهارُ لأوهنا
للهِ قومٌ في حبائلِ حسنهمْ
قنصوا الكرى لجفونهمْ من عندنا
غرٌّ ربابهمْ وأسدُ عرينهمْ
سلّوا المنونَ وأغمضوها الأجفنا
إن زارهمْ خصمٌ عليهِ نضوا الظّبا
أ مدنفٌ سلّوا عليهِ الأعينا
لم تلقهمْ إلا وفاجاكَ الرّدى
من جفنِ غصنٍ هزَّ أو ريمٍ رنا
تثنى الظّبا تحتَ السّوابغِ منهمُ
سمرَ الرّماحِ وفي الغلائلِ أغصناً
من كلِّ محتجبٍ تبرّجَ في العلا
أو كلِّ سافرةٍ يحجّبها السّنا
نهدى بلمعِ نصولهم لوصولهم
ونرى ضياءَ وجوههم فتصدّنا
قسماً بقضبِ قدورهمْ لخدودهمْ
كالوردِ إلا أنّها لا تجتنى
كم ماتَ خارجَ حيّهمْ من مدنفٍ
والرّوح منهُ لها وجودٌ في الفنا
أسكنتهمْ بأضالعي فبيوتهمْ
بطويلعٍ وشموسهمْ بالمنحنا
يا صاحِ إن جئتَ الحجازِ فمل بنا
نحوَ الصفا فهوايَ أجمعهُ هنا
فتّشْ عبيرَ ثراهُ إن شئتَ الثّرى
فالدرُّ حيثُ بهِ نثرنا عتبنا
وانشدْ بهِ قلبي فإنَّ مقامهُ
حيثُ المقامُ بهِ الحجونَ إلى منى
وسلِ المضاجع إن ششكتَ فإنها
منّا لتعلمُ عفّةً وتديّنا
يا أهلَ مكةَ ليتَ من فلقَ النّوى
قسمَ المحبّةَ بالسّويّةِ بيننا
أطلقتمُ الأجسامَ منّا للشقا
ولديكمُ الأرواحُ في أسرِ العنا
أجفانكمْ غصبتْ سوادَ قلوبنا
وخصوركمْ عنهُ تعوّضنا الضّنى
عن ريِّ غلّتنا منعتمْ زمزماً
ورميتمُ جمراتِ وجدكمُ بنا
ظبيانكمْ أظمأننا وأسودكمْ
بجداولِ الفولاذِ تمنعُ وردنا
ما بالُ فجرِ وصالكمْ لاينجلي
وقرونكم سلبتْ لياليَ بعدنا
أبزعمكمْ أنّا يغيرنا النّوى
فوحقّكمْ ما زالَ عنكمْ عهدنا
أنخونكمْ بالعهدِ وهوَ أمانةٌ
قبضتْ خواطرنا عليهِ أرهنا
أخفي مودّتكم فيظهرُ سرّها
والرّاح لا تخفى إذا لطفَ الإنا
بكمُ اتّحدتُ هوىً ولو حيّيتكمْ
قلتُ السّلامُ عليَّ إذ أنتمْ أنا
للهِ أيّامٌ خفيفاتٌ قضتْ
يا حبّذا لو أنها رجعتْ لنا
أيامُ لهوٍ طالما بوجوهها
وضحتْ لنا غررُ المحبّةِ والهنا
وسقى الحيا غدواتِ لذّاتٍ غدتْ
فيها غصونُ الأمسِ طيّبةَ الجنا
وظلالَ آصالٍ كأنَّ نسيمها
لأبي الحسينِ يهبُّ في أرجِ الثّنا
ملكٌ جلالتهُ كفتهُ وشأنهُ
عن زينةِ الألقابِ أو حليِ الكنى
سمحٌ إذا أثنى النّباتُ على الحيا
قصدَ المجازَ بلفظهِ ولهُ عنى
قرنٌ لديهِ قرى الجيوشِ إذا بهِ
نزلوا فرادى الظّعنِ أو حزبٍ ثنا
للفجرِ جرحاهُ تلذُّ بضربهِ
والبرءُ يرضيْ الجربَ في ألمِ الهنا
تمسيْ بأفواهِ الجراحُ حرابهُ
تثني عليهِ تظنهنَّ الألسنا
سجدت لعزمتهِ النّصالُ أما ترى
فيهنَّ من أثرِ السّجودِ الإنحنا
وهوت عواليهِ الطّعانَ فأوشكتْ
قبلَ الصّدورِ زجاجها أنْ تطعنا
بيتُ القصيدِ من الملوكِ وإنّما
يأبى علاهُ بوزنهمْ أنْ يوزنا
يصبو إلى نخبِ الوفودِ بسمعهِ
طرباً كما يصبو التّريفُ إلى الغنى
متسرّعٌ نحوَ الصّريخِ إذا دعا
مترفّقٌ فيهِ عنِ الجاني ونا
فالورقُ تشفقُ منهُ يغرقها النّدى
فلذاكَ تلجأُ في الغصونِ لتأمنا
والنّارُ من فزعِ الخمودِ بصوبهِ
فزعتْ إلى جوفِ الصّخورِ لتكمنا
والمزنُ من حسدٍ لجودِ يمينهِ
تبكي أسىً وتظنّها لن تهتنا
بطلٌ تكادُ الصّاعقاتُ بأرضهِ
حذراً لصوتِ الرّعدِ أن لا تعلنا
لو أكرمَ البحرُ السحابَ كوفدهِ
للدرِ عنا كاد أنْ لا يحزنا
أو يقتفيهِ البدرُ في سعيِ العلاَ
لم يرضَ في شرفِ الثريا مسكنَا
أو بعنَ أنفسها الأهلةُ صفةً
منهُ بنعلِ حذائهِ لنْ تغبنا
حرستْ علاهُ بالظبا ففروجها
تحكي البروجَ تحصناً وتزيناَ
لا ينكرنَّ الأفقُ غبطتهُ لهاَ
أو ليسَ قدْ لبسَ السوادَ تحزناَ
تقفُ المنيةُ في الزحامِ لديهِ لاَ
تسعى إلى المهجاتِ حتى يأذناَ
نفذت إرادتهُ وألفتْ نحوهُ
الدنيا مقاليدَ العلاَ فتمكناَ
فإذاَ اقتضىَ إحداثَ أمرٍ رأيهُ
لو كانَ ممتنعَ الوجودِ لأمكناَ
يامنْ بطلعتهِ يلوحُ لنا الهدى
وبيمنِ رؤيتهِ نزيدُ تيمناَ
مالروحُ منذُ رحلتَ إلا مهجةُ
بك تيمتْ فخفوقهاَ لن يسكناَ
أضناهُ طولُ نواكَ حتى أنهُ
دل النحول على هواهُ وبرهنَا
أخفىَ الهدى لما ارتحلتَ منارهُ
فحللتَ فيهِ فلاحَ نوراً بيناَ
قد كنتَ فيهِ وكانَ صبحاً مشرقاً
حتى ارتحلتَ فعاد ليلاً أدكنَا
سلبَ البلادَ مذْ غبتَ ملبسَ أرضهِ
فكستهُ أوبتكَ الحريرَ ملونا
فارقتهُ فأباحَ بعدكَ للعدى
منهُ الفروجَ وجئتهُ فتحصناَ
أمسى لبعدكَ للصبابةِ محزناً
والآن أصبحَ للمسرةِ معدنَا
لا أوحشَ الرحمنُ منكَ ربوعهُ
أبداً ولا برحتْ لمجدكَ موطناَ
مولايَ لابرحَ العدى لك خضعاً
رهباً ودانَ لكَ الزمانُ فأذعنَا
هبْ أنهم سألوكَ فاحسنْ فيهم
لرضا الإلهِ فإنهُ بكَ أحسنا
لا تعجبنَّ إذا امتحنتَ بكيدهمْ
فالحرُّ ممتحنٌ بأولادِ الزّنا
فاغضضْ بحلمكَ ناظراً متيقّظاً
واجمع لرأيكَ خاطراً متفطّنا
واغفرْ خطيئةَ من إذا عذراً بغى
وهوَ الفصيحُ غدا جباناً ألكنا
إنّيْ لأعلمُ إنَّ عنكَ تخلُّفيْ
ذنبٌ ولكنّي أقولُ مضمّنا
أضحى فراقكَ ليْ عليهِ عقوبةً
ليسَ الّذي قاسيتُ منهُ هيّنا
لا زالَ فيكَ المجدُ مبتهجاً ولا
فجعتْ بفرقتكَ العلا نوَبُ الدّنا
و له
ضربوا القباب و طنبوها بالقنا
فمحوا بانجمها مصابيح المنا
وبنوا الحجالَ على الشّموسِ فوكّلوا
شهبَ السهاءِ برجمِ زوارِ البنا
وجلوا بتيجانِ التّرائبِ أوجهاً
لو قابلتْ جيشَ الدّجنةِ لانثنى
وجروا إلى الغاياتِ فوقَ سوابقٍ
لو خاضَ عاثرها النّهارُ لأوهنا
للهِ قومٌ في حبائلِ حسنهمْ
قنصوا الكرى لجفونهمْ من عندنا
غرٌّ ربابهمْ وأسدُ عرينهمْ
سلّوا المنونَ وأغمضوها الأجفنا
إن زارهمْ خصمٌ عليهِ نضوا الظّبا
أ مدنفٌ سلّوا عليهِ الأعينا
لم تلقهمْ إلا وفاجاكَ الرّدى
من جفنِ غصنٍ هزَّ أو ريمٍ رنا
تثنى الظّبا تحتَ السّوابغِ منهمُ
سمرَ الرّماحِ وفي الغلائلِ أغصناً
من كلِّ محتجبٍ تبرّجَ في العلا
أو كلِّ سافرةٍ يحجّبها السّنا
نهدى بلمعِ نصولهم لوصولهم
ونرى ضياءَ وجوههم فتصدّنا
قسماً بقضبِ قدورهمْ لخدودهمْ
كالوردِ إلا أنّها لا تجتنى
كم ماتَ خارجَ حيّهمْ من مدنفٍ
والرّوح منهُ لها وجودٌ في الفنا
أسكنتهمْ بأضالعي فبيوتهمْ
بطويلعٍ وشموسهمْ بالمنحنا
يا صاحِ إن جئتَ الحجازِ فمل بنا
نحوَ الصفا فهوايَ أجمعهُ هنا
فتّشْ عبيرَ ثراهُ إن شئتَ الثّرى
فالدرُّ حيثُ بهِ نثرنا عتبنا
وانشدْ بهِ قلبي فإنَّ مقامهُ
حيثُ المقامُ بهِ الحجونَ إلى منى
وسلِ المضاجع إن ششكتَ فإنها
منّا لتعلمُ عفّةً وتديّنا
يا أهلَ مكةَ ليتَ من فلقَ النّوى
قسمَ المحبّةَ بالسّويّةِ بيننا
أطلقتمُ الأجسامَ منّا للشقا
ولديكمُ الأرواحُ في أسرِ العنا
أجفانكمْ غصبتْ سوادَ قلوبنا
وخصوركمْ عنهُ تعوّضنا الضّنى
عن ريِّ غلّتنا منعتمْ زمزماً
ورميتمُ جمراتِ وجدكمُ بنا
ظبيانكمْ أظمأننا وأسودكمْ
بجداولِ الفولاذِ تمنعُ وردنا
ما بالُ فجرِ وصالكمْ لاينجلي
وقرونكم سلبتْ لياليَ بعدنا
أبزعمكمْ أنّا يغيرنا النّوى
فوحقّكمْ ما زالَ عنكمْ عهدنا
أنخونكمْ بالعهدِ وهوَ أمانةٌ
قبضتْ خواطرنا عليهِ أرهنا
أخفي مودّتكم فيظهرُ سرّها
والرّاح لا تخفى إذا لطفَ الإنا
بكمُ اتّحدتُ هوىً ولو حيّيتكمْ
قلتُ السّلامُ عليَّ إذ أنتمْ أنا
للهِ أيّامٌ خفيفاتٌ قضتْ
يا حبّذا لو أنها رجعتْ لنا
أيامُ لهوٍ طالما بوجوهها
وضحتْ لنا غررُ المحبّةِ والهنا
وسقى الحيا غدواتِ لذّاتٍ غدتْ
فيها غصونُ الأمسِ طيّبةَ الجنا
وظلالَ آصالٍ كأنَّ نسيمها
لأبي الحسينِ يهبُّ في أرجِ الثّنا
ملكٌ جلالتهُ كفتهُ وشأنهُ
عن زينةِ الألقابِ أو حليِ الكنى
سمحٌ إذا أثنى النّباتُ على الحيا
قصدَ المجازَ بلفظهِ ولهُ عنى
قرنٌ لديهِ قرى الجيوشِ إذا بهِ
نزلوا فرادى الظّعنِ أو حزبٍ ثنا
للفجرِ جرحاهُ تلذُّ بضربهِ
والبرءُ يرضيْ الجربَ في ألمِ الهنا
تمسيْ بأفواهِ الجراحُ حرابهُ
تثني عليهِ تظنهنَّ الألسنا
سجدت لعزمتهِ النّصالُ أما ترى
فيهنَّ من أثرِ السّجودِ الإنحنا
وهوت عواليهِ الطّعانَ فأوشكتْ
قبلَ الصّدورِ زجاجها أنْ تطعنا
بيتُ القصيدِ من الملوكِ وإنّما
يأبى علاهُ بوزنهمْ أنْ يوزنا
يصبو إلى نخبِ الوفودِ بسمعهِ
طرباً كما يصبو التّريفُ إلى الغنى
متسرّعٌ نحوَ الصّريخِ إذا دعا
مترفّقٌ فيهِ عنِ الجاني ونا
فالورقُ تشفقُ منهُ يغرقها النّدى
فلذاكَ تلجأُ في الغصونِ لتأمنا
والنّارُ من فزعِ الخمودِ بصوبهِ
فزعتْ إلى جوفِ الصّخورِ لتكمنا
والمزنُ من حسدٍ لجودِ يمينهِ
تبكي أسىً وتظنّها لن تهتنا
بطلٌ تكادُ الصّاعقاتُ بأرضهِ
حذراً لصوتِ الرّعدِ أن لا تعلنا
لو أكرمَ البحرُ السحابَ كوفدهِ
للدرِ عنا كاد أنْ لا يحزنا
أو يقتفيهِ البدرُ في سعيِ العلاَ
لم يرضَ في شرفِ الثريا مسكنَا
أو بعنَ أنفسها الأهلةُ صفةً
منهُ بنعلِ حذائهِ لنْ تغبنا
حرستْ علاهُ بالظبا ففروجها
تحكي البروجَ تحصناً وتزيناَ
لا ينكرنَّ الأفقُ غبطتهُ لهاَ
أو ليسَ قدْ لبسَ السوادَ تحزناَ
تقفُ المنيةُ في الزحامِ لديهِ لاَ
تسعى إلى المهجاتِ حتى يأذناَ
نفذت إرادتهُ وألفتْ نحوهُ
الدنيا مقاليدَ العلاَ فتمكناَ
فإذاَ اقتضىَ إحداثَ أمرٍ رأيهُ
لو كانَ ممتنعَ الوجودِ لأمكناَ
يامنْ بطلعتهِ يلوحُ لنا الهدى
وبيمنِ رؤيتهِ نزيدُ تيمناَ
مالروحُ منذُ رحلتَ إلا مهجةُ
بك تيمتْ فخفوقهاَ لن يسكناَ
أضناهُ طولُ نواكَ حتى أنهُ
دل النحول على هواهُ وبرهنَا
أخفىَ الهدى لما ارتحلتَ منارهُ
فحللتَ فيهِ فلاحَ نوراً بيناَ
قد كنتَ فيهِ وكانَ صبحاً مشرقاً
حتى ارتحلتَ فعاد ليلاً أدكنَا
سلبَ البلادَ مذْ غبتَ ملبسَ أرضهِ
فكستهُ أوبتكَ الحريرَ ملونا
فارقتهُ فأباحَ بعدكَ للعدى
منهُ الفروجَ وجئتهُ فتحصناَ
أمسى لبعدكَ للصبابةِ محزناً
والآن أصبحَ للمسرةِ معدنَا
لا أوحشَ الرحمنُ منكَ ربوعهُ
أبداً ولا برحتْ لمجدكَ موطناَ
مولايَ لابرحَ العدى لك خضعاً
رهباً ودانَ لكَ الزمانُ فأذعنَا
هبْ أنهم سألوكَ فاحسنْ فيهم
لرضا الإلهِ فإنهُ بكَ أحسنا
لا تعجبنَّ إذا امتحنتَ بكيدهمْ
فالحرُّ ممتحنٌ بأولادِ الزّنا
فاغضضْ بحلمكَ ناظراً متيقّظاً
واجمع لرأيكَ خاطراً متفطّنا
واغفرْ خطيئةَ من إذا عذراً بغى
وهوَ الفصيحُ غدا جباناً ألكنا
إنّيْ لأعلمُ إنَّ عنكَ تخلُّفيْ
ذنبٌ ولكنّي أقولُ مضمّنا
أضحى فراقكَ ليْ عليهِ عقوبةً
ليسَ الّذي قاسيتُ منهُ هيّنا
لا زالَ فيكَ المجدُ مبتهجاً ولا
فجعتْ بفرقتكَ العلا نوَبُ الدّنا
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
حتّامَ أسألها الدنّوَّ فتنزحُ
واروض قلبي بالسلوِّ فيجمحُ
وإلامَ لا أنفكُّ أصرعُ للهوى
وتتيهُ في عزِّ الجمالِ وتمرحُ
وعلامَ تمطلنيْ فيحسنُ مطلها
وتسومنيْ الصّبرَ الجميلَ فيقبحُ
تجفو وما حنيتْ عليهِ أضالعيْ
يحنو عليها والجوانحُ تجنحُ
قلبي يضنُّ بها عليَّ ومنطقي
عنها مبينٌ والجفونُ تصرّحُ
يا لائمي فيها وعذريُّ الهوى
من وجهها الوضاحُ عذري أوضحُ
خنتُ التّقى وقطعتُ أرحامَ العلا
إنْ لم أعقْ في حبّها منْ ينصحُ
لا تعذلوا الدّنفَ المشوقَ فقلبهُ
كالزّندِ يقرعهُ المدامُ فيقدحُ
ما بالُ تضعفُ عن ملامكَ طاقتيْ
وأنا الحمولُ لكلِّ خطبٍ يفدحُ
لا يسنحُ الأجلُ المتاحُ بفكرتيْ
إلا إذا إجلُ الجآذرِ يسنحُ
يا ساكني الجرعاءِ لا أقوى الغضا
منكمْ ولا فقدتْ مهاكمْ توضحُ
هل في الزّيارةِ للنسيمِ أذنتمُ
فلقدْ أشمُّ المسكَ منهُ ينفحُ
لم تحسنِ الأقمارُ بعدَ وجوهكمْ
عندي ولا نظريْ إليها يطمحُ
لا تنكروا قتلَ الرّقادِ ببينكمْ
أوَ ليسَ ذا دمهُ بخدّي يسفحُ
عذراً فكم قلبيْ بليلى حيّكمْ
قدْ ماتَ عذريٌّ وجنَّ ملوّحُ
للهِ كمْ في سربكمْ من مقلةٍ
تمضي وبيضُ صفاحها لا تجرحُ
ولكمْ بزندكمُ سوارٌ أخرسٌ
أوحى الكلامَ إلى وشاحٍ يفصحُ
أبصارنا مخطوفةٌ وعقولنا
بثغوركمْ وبروقها لا تلمحُ
يردى بحيّكمُ الهزبرُ مسربلاً
ويمرُّ فيهِ الظبيُ وهوَ موشّحُ
لم يخشَ لولا مهلكاتِ صدودكمْ
بيضاً تسلُّ وعادياتٍ تضبحُ
رفقاً بمنتزحٍ إليكم روحهُ
تغدو بها ريح الضّبا وتروّحُ
يصبو إلى برقِ الحجونِ فتلتظيْ
ويصوّبُ الدّمعُ الهتونَ فتسبحُ
رعياً لأيامِ الحمى ورعا الحمى
وسقتْ معاهدهُ العهادُ الرّوحُ
وعدا البلادَ الرّوحَ من مغنىً فلا الـ
ـأرواحُ فيها والقلوبُ تروّحُ
كلُّ المواردِ بعدَ زمزمَ حلوها
بفمي يمجُّ وكلُّ عذبٍ يملحُ
يا جيرةً غلطَ الزّمانُ بوصلهمْ
فمحوهُ إذ وطنوا إليهِ وصحّحوا
لا تطلبوا عندي الفؤادُ فدارهُ
إمّا ربوعُ منىً وإما الأبطحُ
يا ليتنا بمنىً حوانا موسمٌ
ولكم بهِ نهدي القلوبَ ونذبحُ
خلّفتمُ الوجدَ المبرِّحَ بعدكمْ
عندي فروحي عندكمْ لا تبرحُ
مالي وما للدّهرِ ليسَ بمنجزٍ
وعدي ولا أملي لديكمْ ينجحُ
أشكو الزّمانَ إلى بنيهِ وإنّما
فسدَ الزّمانُ وليسَ فيهمْ مصلحُ
ساءتْ خلائقهمْ فساءَ فلا أرى
شيئاً بهِ إلا علياً يمدحُ
الماجدُ العذبُ الّذي في نفسهِ
وبمالهِ يشري الثّناء ويسمحُ
حرٌّ يريكَ البشرُ منهُ لدى النّدى
شيماً كأزهارِ الرّياضِ تفتّحُ
شيمٌ تصرِّحُ آيةَ التّطهيرِ عنْ
أنسابها وبفضلهنَّ تلوّحُ
قرنٌ إذا أجرى جداولَ قطبهِ
أذكتْ على الهاماتِ ناراً تلفحُ
طلقُ المحيّا والجيادُ سواهمٌ
والبيضُ تبسمُ في الوجوهِ فتكلحُ
فطنٌ له علمٌ يفيض ومنسبٌ
من ضرعهِ درُّ النّبوّةِ يرشحُ
فرعٌ ذكا منْ دوحةِ الشّرفِ الّتي
من فوقها ورْقُ الإمامةِ تصدحُ
علمٌ على جعلِ البريّةِ واحداً
للاحدينَ هو الدّليلُ الأرجحُ
هوَ فوقَ علمكمُ بهِ فتأمّلوا
فيهِ فللأنظارِ فيهِ مطرحُ
هذا مخلّصُ نسخةِ السّاداتِ منْ
آلِ النّبيِّ ففضلهُ لا يُشرحُ
صغرَ المديحُ وجلَّ عنهُ فكلُّ منْ
يثنى عليهِ كأنّما هوَ يقدحُ
إنْ شئتَ إدراكَ الفلاحِ فوالهِ
ولكلُّ من والى عليّاً يفلحُ
تهوي الجبالُ الرّاسياتُ وحلمهُ
في الصّدرِ لا يهويْ ولا يتزحزحُ
لا مبدئاً جزعاً لأعظمِ فائتٍ
منهُ ولا بحصولِ ذلكَ يفرحُ
كم بينَ شدّةِ خوفهِ ورجائهِ
عينٌ تسيلُ دماً وصدرٌ يرشحُ
أسدٌ لديهِ دمُ الأسودِ من الطّلا
أحلى ومنْ ريقِ الغوانيْ أملحُ
تهويْ مذاكيهِ الصّباحَ كأنهُ
لبنٌ بخالصهِ تعلُّ وتصبحُ
سبقَ الأنامَ وما تجوّزَ عمرهُ
حولاً ولم تبلغْ نداهُ القرّحُ
كمْ منْ دجىً أمضى أداهمها سرىً
حتّى حميمُ الفجرِ منها ينضحُ
يستصحبُ النّصرَ العزيزَ بسيفهِ
وبرأيهِ فدجى الوغى يستصبحُ
لو تنكحُ الرّيحُ العقيمُ برفقهِ
يوماً لبلبركاتِ كادتْ تلقحُ
وافى وقدْ نضبَ النّوالُ وأصبحتْ
غدرُ المطالبِ وهي ملأى تطفحُ
وسقى العلا عزّاً فأصبحَ روضهُ
خصباً ولولاهُ لكادَ يصوّحُ
يخفي النّدى فينمُّ عرفُ ثنائهِ
فيهِ وريحُ المسكِ ممّا يفصحُ
أندى الملوكِ يداً وأشرفهمْ أباً
وأبرّهمْ للمذنبينَ وأصفحُ
قلْ للّذي حسداً يعيبُ صفاتهِ
أعلمتَ أيَّ ضياءِ بدرٍ يقبحُ
أنظرْ جميع خصالهِ وفعالهِ
فجميعها عبرٌ لمنْ يتصفّحُ
عجباً لقومٍ يكفرونَ بها ولو
عقلوا وما غفلوا الصّوابَ لسبّحوا
يا ابنَ الأولى لولا جبالُ حلومهمْ
لم يرسُ ظهرُ الأرضِ وهوَ مسطّحُ
والكاسبَ المدحَ التي لا تنتهيْ
والواهبُ المنحَ التي لا تمنحُ
والثابتَ الرأيِ المسدّدَ حيثُ لا
أسدٌ يقرُّ ولا جوادٌ يكبحُ
فزْ بالعلا وانعمْ فإنّكَ أهلها
ولها سواكَ من الورى لا يصلحُ
واستجلِ من نظمي بدائعَ فكرةٍ
بسواكَ بكرُ ثنائها لا تنكحُ
واسعدْ بعيدٍ مثلِ وجهكَ بهجةً
تروى برؤيتهِ القروحُ اللّوّحُ
عيدٌ تكمّلَ بالسّعودِ هلالهُ
فبدا وأنتَ أتمُّ منهُ وألوحُ
لا زالَ شهرُ الصّومِ يختمُ بالهنا
لكَ والثّوابُ وفيهما يستفتحُ
و له
حتّامَ أسألها الدنّوَّ فتنزحُ
واروض قلبي بالسلوِّ فيجمحُ
وإلامَ لا أنفكُّ أصرعُ للهوى
وتتيهُ في عزِّ الجمالِ وتمرحُ
وعلامَ تمطلنيْ فيحسنُ مطلها
وتسومنيْ الصّبرَ الجميلَ فيقبحُ
تجفو وما حنيتْ عليهِ أضالعيْ
يحنو عليها والجوانحُ تجنحُ
قلبي يضنُّ بها عليَّ ومنطقي
عنها مبينٌ والجفونُ تصرّحُ
يا لائمي فيها وعذريُّ الهوى
من وجهها الوضاحُ عذري أوضحُ
خنتُ التّقى وقطعتُ أرحامَ العلا
إنْ لم أعقْ في حبّها منْ ينصحُ
لا تعذلوا الدّنفَ المشوقَ فقلبهُ
كالزّندِ يقرعهُ المدامُ فيقدحُ
ما بالُ تضعفُ عن ملامكَ طاقتيْ
وأنا الحمولُ لكلِّ خطبٍ يفدحُ
لا يسنحُ الأجلُ المتاحُ بفكرتيْ
إلا إذا إجلُ الجآذرِ يسنحُ
يا ساكني الجرعاءِ لا أقوى الغضا
منكمْ ولا فقدتْ مهاكمْ توضحُ
هل في الزّيارةِ للنسيمِ أذنتمُ
فلقدْ أشمُّ المسكَ منهُ ينفحُ
لم تحسنِ الأقمارُ بعدَ وجوهكمْ
عندي ولا نظريْ إليها يطمحُ
لا تنكروا قتلَ الرّقادِ ببينكمْ
أوَ ليسَ ذا دمهُ بخدّي يسفحُ
عذراً فكم قلبيْ بليلى حيّكمْ
قدْ ماتَ عذريٌّ وجنَّ ملوّحُ
للهِ كمْ في سربكمْ من مقلةٍ
تمضي وبيضُ صفاحها لا تجرحُ
ولكمْ بزندكمُ سوارٌ أخرسٌ
أوحى الكلامَ إلى وشاحٍ يفصحُ
أبصارنا مخطوفةٌ وعقولنا
بثغوركمْ وبروقها لا تلمحُ
يردى بحيّكمُ الهزبرُ مسربلاً
ويمرُّ فيهِ الظبيُ وهوَ موشّحُ
لم يخشَ لولا مهلكاتِ صدودكمْ
بيضاً تسلُّ وعادياتٍ تضبحُ
رفقاً بمنتزحٍ إليكم روحهُ
تغدو بها ريح الضّبا وتروّحُ
يصبو إلى برقِ الحجونِ فتلتظيْ
ويصوّبُ الدّمعُ الهتونَ فتسبحُ
رعياً لأيامِ الحمى ورعا الحمى
وسقتْ معاهدهُ العهادُ الرّوحُ
وعدا البلادَ الرّوحَ من مغنىً فلا الـ
ـأرواحُ فيها والقلوبُ تروّحُ
كلُّ المواردِ بعدَ زمزمَ حلوها
بفمي يمجُّ وكلُّ عذبٍ يملحُ
يا جيرةً غلطَ الزّمانُ بوصلهمْ
فمحوهُ إذ وطنوا إليهِ وصحّحوا
لا تطلبوا عندي الفؤادُ فدارهُ
إمّا ربوعُ منىً وإما الأبطحُ
يا ليتنا بمنىً حوانا موسمٌ
ولكم بهِ نهدي القلوبَ ونذبحُ
خلّفتمُ الوجدَ المبرِّحَ بعدكمْ
عندي فروحي عندكمْ لا تبرحُ
مالي وما للدّهرِ ليسَ بمنجزٍ
وعدي ولا أملي لديكمْ ينجحُ
أشكو الزّمانَ إلى بنيهِ وإنّما
فسدَ الزّمانُ وليسَ فيهمْ مصلحُ
ساءتْ خلائقهمْ فساءَ فلا أرى
شيئاً بهِ إلا علياً يمدحُ
الماجدُ العذبُ الّذي في نفسهِ
وبمالهِ يشري الثّناء ويسمحُ
حرٌّ يريكَ البشرُ منهُ لدى النّدى
شيماً كأزهارِ الرّياضِ تفتّحُ
شيمٌ تصرِّحُ آيةَ التّطهيرِ عنْ
أنسابها وبفضلهنَّ تلوّحُ
قرنٌ إذا أجرى جداولَ قطبهِ
أذكتْ على الهاماتِ ناراً تلفحُ
طلقُ المحيّا والجيادُ سواهمٌ
والبيضُ تبسمُ في الوجوهِ فتكلحُ
فطنٌ له علمٌ يفيض ومنسبٌ
من ضرعهِ درُّ النّبوّةِ يرشحُ
فرعٌ ذكا منْ دوحةِ الشّرفِ الّتي
من فوقها ورْقُ الإمامةِ تصدحُ
علمٌ على جعلِ البريّةِ واحداً
للاحدينَ هو الدّليلُ الأرجحُ
هوَ فوقَ علمكمُ بهِ فتأمّلوا
فيهِ فللأنظارِ فيهِ مطرحُ
هذا مخلّصُ نسخةِ السّاداتِ منْ
آلِ النّبيِّ ففضلهُ لا يُشرحُ
صغرَ المديحُ وجلَّ عنهُ فكلُّ منْ
يثنى عليهِ كأنّما هوَ يقدحُ
إنْ شئتَ إدراكَ الفلاحِ فوالهِ
ولكلُّ من والى عليّاً يفلحُ
تهوي الجبالُ الرّاسياتُ وحلمهُ
في الصّدرِ لا يهويْ ولا يتزحزحُ
لا مبدئاً جزعاً لأعظمِ فائتٍ
منهُ ولا بحصولِ ذلكَ يفرحُ
كم بينَ شدّةِ خوفهِ ورجائهِ
عينٌ تسيلُ دماً وصدرٌ يرشحُ
أسدٌ لديهِ دمُ الأسودِ من الطّلا
أحلى ومنْ ريقِ الغوانيْ أملحُ
تهويْ مذاكيهِ الصّباحَ كأنهُ
لبنٌ بخالصهِ تعلُّ وتصبحُ
سبقَ الأنامَ وما تجوّزَ عمرهُ
حولاً ولم تبلغْ نداهُ القرّحُ
كمْ منْ دجىً أمضى أداهمها سرىً
حتّى حميمُ الفجرِ منها ينضحُ
يستصحبُ النّصرَ العزيزَ بسيفهِ
وبرأيهِ فدجى الوغى يستصبحُ
لو تنكحُ الرّيحُ العقيمُ برفقهِ
يوماً لبلبركاتِ كادتْ تلقحُ
وافى وقدْ نضبَ النّوالُ وأصبحتْ
غدرُ المطالبِ وهي ملأى تطفحُ
وسقى العلا عزّاً فأصبحَ روضهُ
خصباً ولولاهُ لكادَ يصوّحُ
يخفي النّدى فينمُّ عرفُ ثنائهِ
فيهِ وريحُ المسكِ ممّا يفصحُ
أندى الملوكِ يداً وأشرفهمْ أباً
وأبرّهمْ للمذنبينَ وأصفحُ
قلْ للّذي حسداً يعيبُ صفاتهِ
أعلمتَ أيَّ ضياءِ بدرٍ يقبحُ
أنظرْ جميع خصالهِ وفعالهِ
فجميعها عبرٌ لمنْ يتصفّحُ
عجباً لقومٍ يكفرونَ بها ولو
عقلوا وما غفلوا الصّوابَ لسبّحوا
يا ابنَ الأولى لولا جبالُ حلومهمْ
لم يرسُ ظهرُ الأرضِ وهوَ مسطّحُ
والكاسبَ المدحَ التي لا تنتهيْ
والواهبُ المنحَ التي لا تمنحُ
والثابتَ الرأيِ المسدّدَ حيثُ لا
أسدٌ يقرُّ ولا جوادٌ يكبحُ
فزْ بالعلا وانعمْ فإنّكَ أهلها
ولها سواكَ من الورى لا يصلحُ
واستجلِ من نظمي بدائعَ فكرةٍ
بسواكَ بكرُ ثنائها لا تنكحُ
واسعدْ بعيدٍ مثلِ وجهكَ بهجةً
تروى برؤيتهِ القروحُ اللّوّحُ
عيدٌ تكمّلَ بالسّعودِ هلالهُ
فبدا وأنتَ أتمُّ منهُ وألوحُ
لا زالَ شهرُ الصّومِ يختمُ بالهنا
لكَ والثّوابُ وفيهما يستفتحُ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
عُجْ بالعقيقِ ونادِ أُسد سراتهِ
أسرى قلوبٍ في يدي ظبياتهِ
وابذلْ نقودَ الدمعِ فيه عساهمْ
أن يطلقوها رشوةً لرضاتهِ
وأسألهمُ عمّا بهمْ صنعَ الهوى
لشقائهنَّ بهِ وجورِ ولاتهِ
هامتْ بواديهِ القلوبُ فأصبحتْ
منّا النّفوسُ تسيحُ في ساحاتهِ
إن لم تذقنا الموتَ أعينَ عينهِ
كمداً فأصحانا لفي سكراتهِ
نقضي وينشرنا هواهُ كأنّما
نفس المسيحِ يهبُّ في نفحاتهِ
وادٍ إذا دارينُ سافر طيبها
عنها غدا متوطّناً بجهاتهِ
إن لم تكن بالحظِّ تعرفُ أرضهُ
فلقدْ زهتْ أكنافها بنباتهِ
كمنتْ بأكنافِ الرّباربِ أسدها
فبهِ الكناسُ تعدُّ من غاباتهِ
للهِ حيٌّ أشبهت بصفاحها
فتيانهُ اللّفتاتِ من فتيانهِ
ومحلِّ طعنٍ شاككتْ برماحها
خفراؤهُ القاماتِ منْ خفرتهِ
فلكٌ مشارقهُ الجيوبُ أما ترى الـ
ـأطواقَ في الأعناقِ منْ هالاتهِ
تهوي بدورُ التّيمِ حتّى قبابهِ
وتلوحُ أنجمهُ على قنواتهِ
أٍدُ النّجومِ وإنْ تعذّرَ نيلهُ
أدنى وصولٍ من وصولِ مهاتهِ
دونَ الأماني البيضِ خلفَ ستورهِ
حمرُ المنايا في عمودِ حماتهِ
حرمٌ بأجنحةِ النّسورِ صيانةً
عضّتْ كواسرهُ على بيضاتهِ
وحمى بهِ نصبَ الهوى طاغوتهُ
فاحذر به إن جزتَ فتنةَ لاتهِ
لمْ ندرِ أيهما أشدُّ إصابةً
مقلُ الغواني أمْ سهامُ رماتهِ
تغنيكَ وجناتُ الدّمى عن وردهِ
ومراشفُ الغزلانِ عنْ حاناتهِ
سلْ عنْ أوانسِ بيضهِ قمرَ الدّجى
فعساهُ يرشدنا إلى أخواتهِ
وانشدْ بهِ إنْ جئتَ يانعَ بانهِ
قلبي فطائرهُ على عذباتهِ
ما بالهُ منْ بعدِ عزِّ جوانبي
يختارُ ذلَّ الأسرِ في جنباتهِ
ياحبّذا المتحمّلونَ وإنْ همُ
حكموا على جمعِ الكرى بشتاتهِ
أمّوا العقيقَ وخلّفوا خلفَ الغضا
جسميْ الفنا وتعوّضوا بحياتهِ
غابوا عنِ الدنفِ المفدّى طيفهمْ
إنْ صدّقَ الرؤيا بذبحِ سناتهِ
نسخوا زبورَ عزاهُ منذُ بهجرهمْ
نسجوا سطورَ الدّمعِ في وجناتهِ
لولا غوالي الدّرِّ بينَ شفاههمْ
لم يرخصِ الياقوتُ منْ عبراتهِ
أحيا الدّجا كمداً فخرَّ صباحهُ
ميتاً فأوقعهُ القضا بشواتهِ
ولجَ الهوى فيهِ فأخرجَ كبدهُ
فلذا بذيُّ الدّمعِ من حدقاتهِ
يخفي صبابتهُ ومصدورُ الهوى
نطقَ الدّموعَ الحمرَ منْ نفثاتهِ
سيّانِ فيضَ دموعهِ يومَ النّوى
وندى عليِّ المجدِ يومَ هباتهِ
فخرُ السّيادةِ والعلى الملكُ الّذي
سجدتْ وجوهُ الدّهرِ في عتباتهِ
صمصامةُ الحقِّ المبينِ وعاملُ الدّ
ينِ القويمِ سنانُ مسنوناتهِ
ألكوكبُ الدرّيُ نورُ زجاجةِ الـ
ـمختارِ بلْ مصباحُ ذريّاتهِ
حرٌّ يدلُّ على الكريمِ نجادهُ
طيبُ النّبوّةِ منْ جيوبِ صفاتهِ
سمحٌ يدُ التّصويرِ خطّتْ للورى
سبلاً إلى الأرزاقِ في راحاتهِ
فطنٌ لهُ ذهنٌ إذا حقّقتهُ
أبصرتَ نورُ اللهِ في مشكاتهِ
يقْفو ظهورَ الكائناتِ بحدسهِ
فيرى وجوهَ الغيبِ في مرآتهِ
عيسى الزّمانِ طبيبُ أمراضِ العلا
محيي رفات الجودِ بعدَ مماتهِ
للهِ كمْ في علمهِ منْ درّةٍ
مخزونةٍ كمنتْ بلخِّ فراتهِ
إنْ يعبقِ النّادي بحسنِ حديثهِ
فلطيبِ ما ترويهِ لسنُ رواتهِ
متورّعٌ عفُّ المآزرِ طائعٌ
يعصي الهوى للهِ في خلواتهِ
ما أشغلتهُ طاعةٌ عن طاعةٍ
فصلاتهُ مشفوعةٌ بصِلاتهِ
فسلِ المضاجعَ عن تجافيهِ الكرى
واستخبرِ المحرابَ عنْ نغماتهِ
يتقرّبُ الجاني إليهِ لعفوهِ الـ
ـمأمولِ عندَ السّخطِ في زلّاتهِ
كلُّ المطالبِ دونهُ فلو أنّهُ
طلبَ السماكَ لحطَّ من درجاتهِ
لسنٌ يواري باللسانِ مهنّداً
تشفى صدورُ الحقِّ في ضرباتهِ
ما قالَ لا يوماً ولا عثرَ الهوى
كلّا ولا التأثيمُ في لهواتهِ
لو أنَّ أصدافَ اللآلي أوتيتْ
سمعاً عليها آثرتْ كلماتهِ
أو للنّجومِ يباعُ حسنُ بيانهِ
أعطتْ دراريها بدورُ بناتهِ
يوحي الكلامَ إلى جمادِ يراعهِ
سرّاً فيفصحُ عنْ بديعِ لغاتهِ
فالدرُّ يعلمُ أنَّ أكرمَ رهطهِ الـ
ـمنثورُ والمظلومَ منْ لفظاتهِ
والسّحرُ يعلمُ أنَّما هاروتهُ
قلمٌ تنكّرَ في قليبِ دواتهِ
قرنٌ قضى منْ تيمِ أبناءِ العدى
وأذاقَ قلبَ الدّهرِ ثكلُ بناتهِ
شمسٌ إذا ركبَ الدجنّةَ غازياً
طلعتْ نجومُ القذفِ منْ هفواتهِ
أو ما ترى وجهَ الصّباحِ قدِ اكتسى
أثرَ اصفرارِ الخوفِ منْ غاراتهِ
كلُّ النُجومِ تغورُ خيفةَ بأسهِ الـ
ـمشهورِ حينَ يمرُّ نهرُ سراتهِ
طالَ اغترابُ سيوفهِ فتوطّنتْ
بدلَ الغمودِ جسومَ أسدِ عداتهِ
يبكي اللّهامُ دِماً ويضحكُ عضبهُ
بيمينهِ هزؤً على هاماتهِ
وتميلُ منْ طربٍ قناهُ لعلمها
ستبلُّ غلّتهنَّ عنْ مهجاتهِ
كاللّيثِ في وثباتهِ يومَ الوغى
والطّودُ في تمكينهِ وثباتهِ
أيّامهُ في العصرِ كالتوريدِ في
خدّيهِ أو كالبحرِ في لحظاتهِ
قدْ ألبسَ الدّنيا ثيابَ مفاخرٍ
سترَ الزّمانُ بها عوراتهِ
هذي ثمارُ نوالهِ فليقتطفْ
ما يبتغي المحتاجُ منْ حاجاتهِ
قسِمَ الحيا فبكفّهِ المقصورُ والـ
ـممدودُ مقصورٌ على قسماتهِ
حسنٌ لهُ وجهٌ يريكَ إذا انجلى
ماءُ السّماحِ يجولُ في صفحاتهِ
وشمائلٌ لو في السّماءِ تجسّمتْ
كانتْ بدورَ التّمِّ في ظلماتهِ
يا ابنَ الّذينَ بيومِ بدرٍ أزهقوا
بحدودِ أنصلهمْ نفوسَ طغاتهِ
وابنَ الميامينِ الّذينَ توارثوا
علمَ الكتابِ وبيّنوا آياتهِ
منْ كلِّ محرابٍ يحلُّ حرامهُ
أو يؤنسُ المحرابَ في دعواتهِ
سلفٌ دعتكَ إلى العلا فنهضتَ في
أعبائهِ وحللتَ في شرفاتهِ
سمعاً فديتكَ مدحةً ما شانها
ملقُ الرّياءِ بغشِّ تمويهاتهِ
لولاكَ ما صغتُ القريضَ لغايةٍ
ولصنتُ نّفسَ الحر عنْ شبهاتهِ
لكنني النحلُ الّذيْ أرعيتهُ الـ
ـنعمى لديكَ فمجَّ شهدةَ ذاتهِ
ويراعُ شكريكَ الّذي أسقيتهُ
ماءَ النّدى فسقاكَ ماءَ نباتهِ
علّمتني بنداكَ نسجَ حريرهِ
فكسوتَ عرضكَ خيرَ ديباجاتهِ
واستجلِ بكراً رصّعتْ أيدي الحجا
منها الحلى بفصوصِ مبتكراتهِ
عذراءُ حجّبها الجمالُ وصانها
عمّنْ سواكَ الفكرُ في حجراتهِ
خطبَ الزّمانُ وصالها لملوكهِ
فأبتْ قبولَ سواكَ منْ ساداتهِ
حلّتْ محلَّ العقدِ منكَ فأشبهتْ
كلماتها المنظومَ منْ حبّاتهِ
نقشتْ خواتمها بكمْ فلأجلِ ذا
ختمَ الزّمانُ بها على جبهاتهِ
مولايَ لا برحَ الزّمانُ بجيدهِ
مغلولةٌ عنكمْ يدا نكباتهِ
وبقيتَ تلقى العيدَ في نهجِ العلا
أبداً وعادَ عليكَ في بركاتهِ
وليهنكَ الشّهرُ الشّريفُ وصومهُ
وثوابُ واجبهِ ومندوباتهِ
فرّغتَ فيهِ القلبَ عنْ شغلِ الهوى
وعصيتَ ما يلهيكَ عنْ طاعاتهِ
وعليكَ رضوانُ المهيمنَ دائماً
وصلاتهُ وأجلُّ تسليماتهِ
و له
عُجْ بالعقيقِ ونادِ أُسد سراتهِ
أسرى قلوبٍ في يدي ظبياتهِ
وابذلْ نقودَ الدمعِ فيه عساهمْ
أن يطلقوها رشوةً لرضاتهِ
وأسألهمُ عمّا بهمْ صنعَ الهوى
لشقائهنَّ بهِ وجورِ ولاتهِ
هامتْ بواديهِ القلوبُ فأصبحتْ
منّا النّفوسُ تسيحُ في ساحاتهِ
إن لم تذقنا الموتَ أعينَ عينهِ
كمداً فأصحانا لفي سكراتهِ
نقضي وينشرنا هواهُ كأنّما
نفس المسيحِ يهبُّ في نفحاتهِ
وادٍ إذا دارينُ سافر طيبها
عنها غدا متوطّناً بجهاتهِ
إن لم تكن بالحظِّ تعرفُ أرضهُ
فلقدْ زهتْ أكنافها بنباتهِ
كمنتْ بأكنافِ الرّباربِ أسدها
فبهِ الكناسُ تعدُّ من غاباتهِ
للهِ حيٌّ أشبهت بصفاحها
فتيانهُ اللّفتاتِ من فتيانهِ
ومحلِّ طعنٍ شاككتْ برماحها
خفراؤهُ القاماتِ منْ خفرتهِ
فلكٌ مشارقهُ الجيوبُ أما ترى الـ
ـأطواقَ في الأعناقِ منْ هالاتهِ
تهوي بدورُ التّيمِ حتّى قبابهِ
وتلوحُ أنجمهُ على قنواتهِ
أٍدُ النّجومِ وإنْ تعذّرَ نيلهُ
أدنى وصولٍ من وصولِ مهاتهِ
دونَ الأماني البيضِ خلفَ ستورهِ
حمرُ المنايا في عمودِ حماتهِ
حرمٌ بأجنحةِ النّسورِ صيانةً
عضّتْ كواسرهُ على بيضاتهِ
وحمى بهِ نصبَ الهوى طاغوتهُ
فاحذر به إن جزتَ فتنةَ لاتهِ
لمْ ندرِ أيهما أشدُّ إصابةً
مقلُ الغواني أمْ سهامُ رماتهِ
تغنيكَ وجناتُ الدّمى عن وردهِ
ومراشفُ الغزلانِ عنْ حاناتهِ
سلْ عنْ أوانسِ بيضهِ قمرَ الدّجى
فعساهُ يرشدنا إلى أخواتهِ
وانشدْ بهِ إنْ جئتَ يانعَ بانهِ
قلبي فطائرهُ على عذباتهِ
ما بالهُ منْ بعدِ عزِّ جوانبي
يختارُ ذلَّ الأسرِ في جنباتهِ
ياحبّذا المتحمّلونَ وإنْ همُ
حكموا على جمعِ الكرى بشتاتهِ
أمّوا العقيقَ وخلّفوا خلفَ الغضا
جسميْ الفنا وتعوّضوا بحياتهِ
غابوا عنِ الدنفِ المفدّى طيفهمْ
إنْ صدّقَ الرؤيا بذبحِ سناتهِ
نسخوا زبورَ عزاهُ منذُ بهجرهمْ
نسجوا سطورَ الدّمعِ في وجناتهِ
لولا غوالي الدّرِّ بينَ شفاههمْ
لم يرخصِ الياقوتُ منْ عبراتهِ
أحيا الدّجا كمداً فخرَّ صباحهُ
ميتاً فأوقعهُ القضا بشواتهِ
ولجَ الهوى فيهِ فأخرجَ كبدهُ
فلذا بذيُّ الدّمعِ من حدقاتهِ
يخفي صبابتهُ ومصدورُ الهوى
نطقَ الدّموعَ الحمرَ منْ نفثاتهِ
سيّانِ فيضَ دموعهِ يومَ النّوى
وندى عليِّ المجدِ يومَ هباتهِ
فخرُ السّيادةِ والعلى الملكُ الّذي
سجدتْ وجوهُ الدّهرِ في عتباتهِ
صمصامةُ الحقِّ المبينِ وعاملُ الدّ
ينِ القويمِ سنانُ مسنوناتهِ
ألكوكبُ الدرّيُ نورُ زجاجةِ الـ
ـمختارِ بلْ مصباحُ ذريّاتهِ
حرٌّ يدلُّ على الكريمِ نجادهُ
طيبُ النّبوّةِ منْ جيوبِ صفاتهِ
سمحٌ يدُ التّصويرِ خطّتْ للورى
سبلاً إلى الأرزاقِ في راحاتهِ
فطنٌ لهُ ذهنٌ إذا حقّقتهُ
أبصرتَ نورُ اللهِ في مشكاتهِ
يقْفو ظهورَ الكائناتِ بحدسهِ
فيرى وجوهَ الغيبِ في مرآتهِ
عيسى الزّمانِ طبيبُ أمراضِ العلا
محيي رفات الجودِ بعدَ مماتهِ
للهِ كمْ في علمهِ منْ درّةٍ
مخزونةٍ كمنتْ بلخِّ فراتهِ
إنْ يعبقِ النّادي بحسنِ حديثهِ
فلطيبِ ما ترويهِ لسنُ رواتهِ
متورّعٌ عفُّ المآزرِ طائعٌ
يعصي الهوى للهِ في خلواتهِ
ما أشغلتهُ طاعةٌ عن طاعةٍ
فصلاتهُ مشفوعةٌ بصِلاتهِ
فسلِ المضاجعَ عن تجافيهِ الكرى
واستخبرِ المحرابَ عنْ نغماتهِ
يتقرّبُ الجاني إليهِ لعفوهِ الـ
ـمأمولِ عندَ السّخطِ في زلّاتهِ
كلُّ المطالبِ دونهُ فلو أنّهُ
طلبَ السماكَ لحطَّ من درجاتهِ
لسنٌ يواري باللسانِ مهنّداً
تشفى صدورُ الحقِّ في ضرباتهِ
ما قالَ لا يوماً ولا عثرَ الهوى
كلّا ولا التأثيمُ في لهواتهِ
لو أنَّ أصدافَ اللآلي أوتيتْ
سمعاً عليها آثرتْ كلماتهِ
أو للنّجومِ يباعُ حسنُ بيانهِ
أعطتْ دراريها بدورُ بناتهِ
يوحي الكلامَ إلى جمادِ يراعهِ
سرّاً فيفصحُ عنْ بديعِ لغاتهِ
فالدرُّ يعلمُ أنَّ أكرمَ رهطهِ الـ
ـمنثورُ والمظلومَ منْ لفظاتهِ
والسّحرُ يعلمُ أنَّما هاروتهُ
قلمٌ تنكّرَ في قليبِ دواتهِ
قرنٌ قضى منْ تيمِ أبناءِ العدى
وأذاقَ قلبَ الدّهرِ ثكلُ بناتهِ
شمسٌ إذا ركبَ الدجنّةَ غازياً
طلعتْ نجومُ القذفِ منْ هفواتهِ
أو ما ترى وجهَ الصّباحِ قدِ اكتسى
أثرَ اصفرارِ الخوفِ منْ غاراتهِ
كلُّ النُجومِ تغورُ خيفةَ بأسهِ الـ
ـمشهورِ حينَ يمرُّ نهرُ سراتهِ
طالَ اغترابُ سيوفهِ فتوطّنتْ
بدلَ الغمودِ جسومَ أسدِ عداتهِ
يبكي اللّهامُ دِماً ويضحكُ عضبهُ
بيمينهِ هزؤً على هاماتهِ
وتميلُ منْ طربٍ قناهُ لعلمها
ستبلُّ غلّتهنَّ عنْ مهجاتهِ
كاللّيثِ في وثباتهِ يومَ الوغى
والطّودُ في تمكينهِ وثباتهِ
أيّامهُ في العصرِ كالتوريدِ في
خدّيهِ أو كالبحرِ في لحظاتهِ
قدْ ألبسَ الدّنيا ثيابَ مفاخرٍ
سترَ الزّمانُ بها عوراتهِ
هذي ثمارُ نوالهِ فليقتطفْ
ما يبتغي المحتاجُ منْ حاجاتهِ
قسِمَ الحيا فبكفّهِ المقصورُ والـ
ـممدودُ مقصورٌ على قسماتهِ
حسنٌ لهُ وجهٌ يريكَ إذا انجلى
ماءُ السّماحِ يجولُ في صفحاتهِ
وشمائلٌ لو في السّماءِ تجسّمتْ
كانتْ بدورَ التّمِّ في ظلماتهِ
يا ابنَ الّذينَ بيومِ بدرٍ أزهقوا
بحدودِ أنصلهمْ نفوسَ طغاتهِ
وابنَ الميامينِ الّذينَ توارثوا
علمَ الكتابِ وبيّنوا آياتهِ
منْ كلِّ محرابٍ يحلُّ حرامهُ
أو يؤنسُ المحرابَ في دعواتهِ
سلفٌ دعتكَ إلى العلا فنهضتَ في
أعبائهِ وحللتَ في شرفاتهِ
سمعاً فديتكَ مدحةً ما شانها
ملقُ الرّياءِ بغشِّ تمويهاتهِ
لولاكَ ما صغتُ القريضَ لغايةٍ
ولصنتُ نّفسَ الحر عنْ شبهاتهِ
لكنني النحلُ الّذيْ أرعيتهُ الـ
ـنعمى لديكَ فمجَّ شهدةَ ذاتهِ
ويراعُ شكريكَ الّذي أسقيتهُ
ماءَ النّدى فسقاكَ ماءَ نباتهِ
علّمتني بنداكَ نسجَ حريرهِ
فكسوتَ عرضكَ خيرَ ديباجاتهِ
واستجلِ بكراً رصّعتْ أيدي الحجا
منها الحلى بفصوصِ مبتكراتهِ
عذراءُ حجّبها الجمالُ وصانها
عمّنْ سواكَ الفكرُ في حجراتهِ
خطبَ الزّمانُ وصالها لملوكهِ
فأبتْ قبولَ سواكَ منْ ساداتهِ
حلّتْ محلَّ العقدِ منكَ فأشبهتْ
كلماتها المنظومَ منْ حبّاتهِ
نقشتْ خواتمها بكمْ فلأجلِ ذا
ختمَ الزّمانُ بها على جبهاتهِ
مولايَ لا برحَ الزّمانُ بجيدهِ
مغلولةٌ عنكمْ يدا نكباتهِ
وبقيتَ تلقى العيدَ في نهجِ العلا
أبداً وعادَ عليكَ في بركاتهِ
وليهنكَ الشّهرُ الشّريفُ وصومهُ
وثوابُ واجبهِ ومندوباتهِ
فرّغتَ فيهِ القلبَ عنْ شغلِ الهوى
وعصيتَ ما يلهيكَ عنْ طاعاتهِ
وعليكَ رضوانُ المهيمنَ دائماً
وصلاتهُ وأجلُّ تسليماتهِ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
ما بال وترِ صلاتكم لا تشفعُ
و علام فيكم مفردي لا يجمعُ
وإلامَ أرجو قربكمْ وشموسكمْ
عنْ ردّهنَّ إليَّ يعجزُ يوشعُ
غبتمْ وصيّرتُ الحمائمَ بعدكمْ
إلفاً ولكنّي أنوحُ وتسجعُ
وشققتُ بعدكمُ الجيوبَ ففصّلتْ
منهنَّ لي حمرَ الثّنايا الأدمعُ
حتّامَ أطلبُ سلسبيلَ وصالكمْ
وأردُّ عنهُ وعلّتي لا تقنعُ
إنّي لأعجبُ منْ حفاظِ عهودكمْ
عندي وجسمي في الرّسومِ مضيّعُ
هجرَ الضّنى جسدي لوصلكمُ النّوى
إذ للضّنى لمْ يبقَ فيهِ موضعُ
وتشاركتْ في قتلِ يومي خمسةٌ
سهرُ اللّيالي والدّموعُ الأربعُ
للهِ منْ رشقاتِ نبلِ جفونكمْ
فلهنَّ وقعٌ في القلوبِ وموقعُ
وبمهجتي نارٌ على وجناتكمْ
توري وماءُ الكونِ منها ينبعُ
باللهِ يا لعسَ الشّفاهِ لصبِّكمْ
أدّوا زكاةَ كنوزها لا تمنعوا
منطقتُمُ خصري بخاتمِ خنصري
حيثُ استوى جسمي بكمْ والإصبعُ
وا فاقةَ المضنى بكمْ ونطاقهُ
بنفيسِ ياقوتِ الدّموعِ مرصّعُ
جحدتْ جفونكمُ دمي وخدودكمْ
فيهنَّ منهُ شبهٌ لا تدفعُ
وعذلتموني إذْ خلعتُ بحبكمْ
عذري فعذري عندكمْ لا يسمعُ
لو تعزمونَ بواسعاتِ عيونكمْ
لعلمتموني أنَّ عذري أوسعُ
كمْ يا سراةَ الحيِّ فوقَ صدوركمْ
منْ حيَّةٍ تسعى لقبي تلسعُ
ولكمْ بكمْ قمرٌ تبرقعَ بالسّنا
وجبينُ شمسٍ بالظّلامِ مقنّعُ
للهِ كمْ بعيونِ عينِ كناسكمْ
منْ ضيغمٍ يسطو وآخرَ يصرعُ
غصبتَ غصونَ قدودكمْ دولَ القنا
فغدتْ لعزّتها تلينُ وتضرعُ
واستخدمتْ أجفانكمْ بيضُ الظّبا
فعصيّهنَّ لها مجيبٌ طيّعُ
كلَّ العوارضِ دونكمْ يومَ النّوى
عندَ الوداعِ تزولُ إلا البرقعُ
يا ليتهُ أضحى لنبلِ لحاظهمْ
هدفاً فخرقُ سهامها لا يدفعُ
كيفَ المزارُ وداركمْ منْ دونها
سمرٌ مشرّعةٌ وبيضٌ تلمعُ
منعَ النّسيمُ بها عناقَ غصونها
فيدُ الصّبا لو صافحتها تقطعُ
يا جيرةً جاروا عليَّ فزلزلوا
منّي الفؤادَ وركنَ صبري زعزعوا
ما حيلتي بعدَ المشيبِ لوصلكمْ
وصبايَ عندَ حسانكمْ لا ينفعُ
أشكو إلى زمني جفاكمْ وهوَ منْ
إحدى نوائبهِ ومنها أفظعُ
يا قلبُ لا تلقي ولا تكُ واثقاً
بالبشرِ منهُ فإنّهُ متصنّعُ
وببرّهِ لا تستعزَّ فإنّهُ
فخٌّ بحبنّهِ يكيدُ ويخدعُ
كمْ في بنيهِ ظالمٍ متظلّمِ
كالذئبِ يقتنصُ الغزالَ ويطلعُ
لمْ يبقَ فيهِ كريمُ كفؤٍ يرتجى
إلا عليٌ والسحابُ الهمّعُ
نجلُ الكرامِ أخو الغمامِ وصاحبُ الـ
ـفضلِ التمامِ أخو الحسينِ الأروعُ
سمحٌ تفرّدَ بالنوالِ وإنْ غدا
وكفُ السحاب لكفّهِ يتتّبعُ
يهمي وتهمي المعصراتُ وإنّما
هذا لهُ طبعٌ وتلكَ تطبّعُ
للهِ شعلةُ بارقٍ لا تنطفي
في راحتيهِ وديمةٌ لا تقلعُ
بحرٌ بيومِ السلمِ يعذبُ وردهُ
ويعودُ يومَ الحربِ ناراً تسفعُ
لو تسجُ الأقمارُ في فلكٍ بهِ
لم تستطعْ في العامِ يوماً تطلعُ
ولو أنَّ حوتَ الأفقِ يسكنُ لجّةً
كادتْ لعنبرهِ الدجنّةُ تقلعُ
أنشأَ منَ العدمِ المكارمَ فاعتدى
منها يصوّرُ ما يشاءُ ويبدعُ
فطنٌ تنوّرَ قلبهُ منْ ذهنهِ
فظباؤهُ بضميرهِ تتشعشعُ
فكأنَّ عينَ الشمسِ كانتْ ضرّةً
تسقيهِ منْ لبنِ الصباحِ وترضعُ
راجي نداهُ لديهِ يعذبُ بأسهُ
فيكادُ في ذرِّ الكواكبِ يطمعُ
وجيادهُ في الغزوِ يعطشها السرى
فتكادُ في نهرِ المجرّةِ تكرعُ
فضلَ الملوكَ وطينهُ منْ طينهمْ
ومنَ الحجارةِ جوهرٌ واليرمعُ
يرنو إلى درقِ الحديدِ هوى كما
يرنو إلى ورقِ اللجينِ المدفعُ
ويميلُ صبّاً للرماحِ كأنّهُ
صبٌّ بقاماتِ الملاحِ مولّعُ
كالقلبِ في صدرِ الخميسِ تظنّهُ
في جانبيهِ منَ الصوارمِ أضلعُ
يسطو وأفواهُ الجراحِ فواغرٌ
تشكو وألسنةُ الأسنّةِ تلذعُ
لمْ يروَ منْ ماءِ الفراتِ حسامهُ
كالنارِ منْ إضرامها لا تشبعُ
لوْ أريحيّتهُ تهّزُّ لدى الندى
جذعاً لأوشكَ باللآلئِ يطلعُ
بثناهُ يلهجُ كلُّ ذي روحٍ فلوْ
نطقَ الجمادُ لكانَ فيهِ يصدعُ
تهوي لعزّتهِ الرؤسُ مهابةً
ولوجههِ تعنو الوجوهُ وتخضعُ
يبدو فكمْ منْ دعوةٍ مشفوعةٍ
في حاجةٍ تهدى إليهِ وترفعُ
لمعادنِ الأرزاقِ منْ أكمامهِ
طرقٌ وللبحرينِ فيها مجمعُ
عجباً لهُ يسعُ القميصَ وإنّهُ
لوْ كانَ شمساً لمْ تسعهُ بلقعُ
لا يبلغنَّ إليهِ سهمُ معاندٍ
لو كانَ في قوسِ الكواكبِ ينزعُ
دانتْ لهُ الأيامُ حتى لو يشأ
عوداً لماضيها لكانتْ ترجعُ
نظرَ العفاةُ نوالهُ فاستبشروا
ورأى العداةُ نزالهُ فاسترجعوا
يا ابنَ الميامينِ الذين على الورى
بالفضلِ قد أخذوا العهودَ وبويعوا
حازوا العلاَ إرثاً ومن آبائهمْ
عرفوا أصول المكرماتِ وفرعوا
ما الحوزُ بعدَ نداكَ إلا مقلةٌ
مطروفةٌ فدموعهَا لا تهجعُ
لبستْ مشارِقها الظلامَ فشمسهَا
لا تنجلي حتى جبينكَ يطلعُ
أحييتها بالعودِ بعدَ مماتها
وكذا بعودِ الغيثِ تحيا الأربعُ
فارقتها فكأمِّ موسى قلبها
يبدي الصبابةَ فارغاً يتوجّعُ
ورجعتَ مسروراً فقرّتْ باللقا
عيناً وقرَّ فؤادها المتفزّعُ
ناداكَ منْ نورٍ عليها دوحةٌ
صفوٌ بهِ أزكى الأصولِ وأينعُ
فوطأتَ أشرفَ بقعةٍ قد قدّستْ
ولبستَ خلعةَ إنَّ نعلكَ يخلعُ
وخُصصتَ بالرّؤيا هناكَ وفزتَ في
شرفِ الخطابِ ولذَّ منكَ المسمعُ
فليهنكَ الشرفُ الممجّدُ وليفزْ
في عودكَ المجدُ التليدُ الأرفعُ
مولايَ لمْ أُهدِ القريضَ إليكَ منْ
طمعٍ ولا بي عنْ عطاكَ ترفّعُ
لكنّني قدْ خفتُ يسرقُ دُرّهُ الـ
ـمتشاعرونَ وفي سواكَ يُضيّعُ
وهواكَ ألجاني لذلكَ والهوى
سحرٌ بهِ ينشأ القريضُ ويُصنعُ
فاستجلها بكراً يُقلّدها الثنا
بالدرِّ منهُ وبالحريرِ يلفّعُ
عذراءَ قدْ زُفّتْ إليكَ وإنّما
منها الوصالُ على سواكَ ممنّعُ
قدْ طرّزتْ بسنيّ مدحكَ بردها
فكأنّما هوَ بالحريرِ مجزّعُ
وتمسّكتْ بذيولكمْ فتمسّكتْ
أردانها منْ طيبكمْ والأذرعُ
محبوبةٌ سفرتْ إليكَ بوجهها
منّي بحسنِ الإعتذارِ مبرقعُ
خشيتْ مشاركتي بذنبِ تخلّفي
عنكمْ فكانَ لها لديكَ تسرّعُ
سبقتْ لتشفعَ لي إليكَ وإنما الـ
ـوجهُ الجميلُ لدى الكرامِ يُشفّعُ
زهراءُ مطلعها بأفقِ ثنائكمْ
وختامها مسكٌ بكمْ يتضوّعُ
و له
ما بال وترِ صلاتكم لا تشفعُ
و علام فيكم مفردي لا يجمعُ
وإلامَ أرجو قربكمْ وشموسكمْ
عنْ ردّهنَّ إليَّ يعجزُ يوشعُ
غبتمْ وصيّرتُ الحمائمَ بعدكمْ
إلفاً ولكنّي أنوحُ وتسجعُ
وشققتُ بعدكمُ الجيوبَ ففصّلتْ
منهنَّ لي حمرَ الثّنايا الأدمعُ
حتّامَ أطلبُ سلسبيلَ وصالكمْ
وأردُّ عنهُ وعلّتي لا تقنعُ
إنّي لأعجبُ منْ حفاظِ عهودكمْ
عندي وجسمي في الرّسومِ مضيّعُ
هجرَ الضّنى جسدي لوصلكمُ النّوى
إذ للضّنى لمْ يبقَ فيهِ موضعُ
وتشاركتْ في قتلِ يومي خمسةٌ
سهرُ اللّيالي والدّموعُ الأربعُ
للهِ منْ رشقاتِ نبلِ جفونكمْ
فلهنَّ وقعٌ في القلوبِ وموقعُ
وبمهجتي نارٌ على وجناتكمْ
توري وماءُ الكونِ منها ينبعُ
باللهِ يا لعسَ الشّفاهِ لصبِّكمْ
أدّوا زكاةَ كنوزها لا تمنعوا
منطقتُمُ خصري بخاتمِ خنصري
حيثُ استوى جسمي بكمْ والإصبعُ
وا فاقةَ المضنى بكمْ ونطاقهُ
بنفيسِ ياقوتِ الدّموعِ مرصّعُ
جحدتْ جفونكمُ دمي وخدودكمْ
فيهنَّ منهُ شبهٌ لا تدفعُ
وعذلتموني إذْ خلعتُ بحبكمْ
عذري فعذري عندكمْ لا يسمعُ
لو تعزمونَ بواسعاتِ عيونكمْ
لعلمتموني أنَّ عذري أوسعُ
كمْ يا سراةَ الحيِّ فوقَ صدوركمْ
منْ حيَّةٍ تسعى لقبي تلسعُ
ولكمْ بكمْ قمرٌ تبرقعَ بالسّنا
وجبينُ شمسٍ بالظّلامِ مقنّعُ
للهِ كمْ بعيونِ عينِ كناسكمْ
منْ ضيغمٍ يسطو وآخرَ يصرعُ
غصبتَ غصونَ قدودكمْ دولَ القنا
فغدتْ لعزّتها تلينُ وتضرعُ
واستخدمتْ أجفانكمْ بيضُ الظّبا
فعصيّهنَّ لها مجيبٌ طيّعُ
كلَّ العوارضِ دونكمْ يومَ النّوى
عندَ الوداعِ تزولُ إلا البرقعُ
يا ليتهُ أضحى لنبلِ لحاظهمْ
هدفاً فخرقُ سهامها لا يدفعُ
كيفَ المزارُ وداركمْ منْ دونها
سمرٌ مشرّعةٌ وبيضٌ تلمعُ
منعَ النّسيمُ بها عناقَ غصونها
فيدُ الصّبا لو صافحتها تقطعُ
يا جيرةً جاروا عليَّ فزلزلوا
منّي الفؤادَ وركنَ صبري زعزعوا
ما حيلتي بعدَ المشيبِ لوصلكمْ
وصبايَ عندَ حسانكمْ لا ينفعُ
أشكو إلى زمني جفاكمْ وهوَ منْ
إحدى نوائبهِ ومنها أفظعُ
يا قلبُ لا تلقي ولا تكُ واثقاً
بالبشرِ منهُ فإنّهُ متصنّعُ
وببرّهِ لا تستعزَّ فإنّهُ
فخٌّ بحبنّهِ يكيدُ ويخدعُ
كمْ في بنيهِ ظالمٍ متظلّمِ
كالذئبِ يقتنصُ الغزالَ ويطلعُ
لمْ يبقَ فيهِ كريمُ كفؤٍ يرتجى
إلا عليٌ والسحابُ الهمّعُ
نجلُ الكرامِ أخو الغمامِ وصاحبُ الـ
ـفضلِ التمامِ أخو الحسينِ الأروعُ
سمحٌ تفرّدَ بالنوالِ وإنْ غدا
وكفُ السحاب لكفّهِ يتتّبعُ
يهمي وتهمي المعصراتُ وإنّما
هذا لهُ طبعٌ وتلكَ تطبّعُ
للهِ شعلةُ بارقٍ لا تنطفي
في راحتيهِ وديمةٌ لا تقلعُ
بحرٌ بيومِ السلمِ يعذبُ وردهُ
ويعودُ يومَ الحربِ ناراً تسفعُ
لو تسجُ الأقمارُ في فلكٍ بهِ
لم تستطعْ في العامِ يوماً تطلعُ
ولو أنَّ حوتَ الأفقِ يسكنُ لجّةً
كادتْ لعنبرهِ الدجنّةُ تقلعُ
أنشأَ منَ العدمِ المكارمَ فاعتدى
منها يصوّرُ ما يشاءُ ويبدعُ
فطنٌ تنوّرَ قلبهُ منْ ذهنهِ
فظباؤهُ بضميرهِ تتشعشعُ
فكأنَّ عينَ الشمسِ كانتْ ضرّةً
تسقيهِ منْ لبنِ الصباحِ وترضعُ
راجي نداهُ لديهِ يعذبُ بأسهُ
فيكادُ في ذرِّ الكواكبِ يطمعُ
وجيادهُ في الغزوِ يعطشها السرى
فتكادُ في نهرِ المجرّةِ تكرعُ
فضلَ الملوكَ وطينهُ منْ طينهمْ
ومنَ الحجارةِ جوهرٌ واليرمعُ
يرنو إلى درقِ الحديدِ هوى كما
يرنو إلى ورقِ اللجينِ المدفعُ
ويميلُ صبّاً للرماحِ كأنّهُ
صبٌّ بقاماتِ الملاحِ مولّعُ
كالقلبِ في صدرِ الخميسِ تظنّهُ
في جانبيهِ منَ الصوارمِ أضلعُ
يسطو وأفواهُ الجراحِ فواغرٌ
تشكو وألسنةُ الأسنّةِ تلذعُ
لمْ يروَ منْ ماءِ الفراتِ حسامهُ
كالنارِ منْ إضرامها لا تشبعُ
لوْ أريحيّتهُ تهّزُّ لدى الندى
جذعاً لأوشكَ باللآلئِ يطلعُ
بثناهُ يلهجُ كلُّ ذي روحٍ فلوْ
نطقَ الجمادُ لكانَ فيهِ يصدعُ
تهوي لعزّتهِ الرؤسُ مهابةً
ولوجههِ تعنو الوجوهُ وتخضعُ
يبدو فكمْ منْ دعوةٍ مشفوعةٍ
في حاجةٍ تهدى إليهِ وترفعُ
لمعادنِ الأرزاقِ منْ أكمامهِ
طرقٌ وللبحرينِ فيها مجمعُ
عجباً لهُ يسعُ القميصَ وإنّهُ
لوْ كانَ شمساً لمْ تسعهُ بلقعُ
لا يبلغنَّ إليهِ سهمُ معاندٍ
لو كانَ في قوسِ الكواكبِ ينزعُ
دانتْ لهُ الأيامُ حتى لو يشأ
عوداً لماضيها لكانتْ ترجعُ
نظرَ العفاةُ نوالهُ فاستبشروا
ورأى العداةُ نزالهُ فاسترجعوا
يا ابنَ الميامينِ الذين على الورى
بالفضلِ قد أخذوا العهودَ وبويعوا
حازوا العلاَ إرثاً ومن آبائهمْ
عرفوا أصول المكرماتِ وفرعوا
ما الحوزُ بعدَ نداكَ إلا مقلةٌ
مطروفةٌ فدموعهَا لا تهجعُ
لبستْ مشارِقها الظلامَ فشمسهَا
لا تنجلي حتى جبينكَ يطلعُ
أحييتها بالعودِ بعدَ مماتها
وكذا بعودِ الغيثِ تحيا الأربعُ
فارقتها فكأمِّ موسى قلبها
يبدي الصبابةَ فارغاً يتوجّعُ
ورجعتَ مسروراً فقرّتْ باللقا
عيناً وقرَّ فؤادها المتفزّعُ
ناداكَ منْ نورٍ عليها دوحةٌ
صفوٌ بهِ أزكى الأصولِ وأينعُ
فوطأتَ أشرفَ بقعةٍ قد قدّستْ
ولبستَ خلعةَ إنَّ نعلكَ يخلعُ
وخُصصتَ بالرّؤيا هناكَ وفزتَ في
شرفِ الخطابِ ولذَّ منكَ المسمعُ
فليهنكَ الشرفُ الممجّدُ وليفزْ
في عودكَ المجدُ التليدُ الأرفعُ
مولايَ لمْ أُهدِ القريضَ إليكَ منْ
طمعٍ ولا بي عنْ عطاكَ ترفّعُ
لكنّني قدْ خفتُ يسرقُ دُرّهُ الـ
ـمتشاعرونَ وفي سواكَ يُضيّعُ
وهواكَ ألجاني لذلكَ والهوى
سحرٌ بهِ ينشأ القريضُ ويُصنعُ
فاستجلها بكراً يُقلّدها الثنا
بالدرِّ منهُ وبالحريرِ يلفّعُ
عذراءَ قدْ زُفّتْ إليكَ وإنّما
منها الوصالُ على سواكَ ممنّعُ
قدْ طرّزتْ بسنيّ مدحكَ بردها
فكأنّما هوَ بالحريرِ مجزّعُ
وتمسّكتْ بذيولكمْ فتمسّكتْ
أردانها منْ طيبكمْ والأذرعُ
محبوبةٌ سفرتْ إليكَ بوجهها
منّي بحسنِ الإعتذارِ مبرقعُ
خشيتْ مشاركتي بذنبِ تخلّفي
عنكمْ فكانَ لها لديكَ تسرّعُ
سبقتْ لتشفعَ لي إليكَ وإنما الـ
ـوجهُ الجميلُ لدى الكرامِ يُشفّعُ
زهراءُ مطلعها بأفقِ ثنائكمْ
وختامها مسكٌ بكمْ يتضوّعُ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
ضحكت فبان لنا عقود جمانِ
فجلت لنا قلق الصباح الثاني
وتزحزحتْ ظلمُ البراقعِ عن سنى
وجناتها فتثلَّث القمرانِ
وتحدَّثتْ فسمعتُ لفظاً نطقهُ
سحرٌ ومعناه سلافةُ حانِ
ورنتْ فجرَّحتِ القلوبَ بمقلةٍ
طرفُ السِّنانِ وطرفها سيَّانِ
وترنَّمت فشدتْ حمائم حليها
وكذاكَ دأبُ حمائمِ الأغصانِ
لم تلقَ غصناً قبلها من فضَّةٍ
يهتزُّ في ورقٍ من العقبانِ
عربيَّةٌ سعدُ العشيرةِ أصلها
والفرعُ منها من بني السُّدانِ
خودٌ تصوَّبَ عند رؤيةِ خدِّها
آراءُ من عكفوا على النِّيرانِ
يبدو محيَّاها فلولا نطقها
لحسبتها وثناً منَ الأوثانِ
لمْ تصلبِ القرطَ البريَّ لغايةٍ
إلاَّ لتنصر دولةَ الصلبانِ
وكذاكَ لمْ تضعفْ جفونُ عيونها
إلاَّ لتقوى فتنةُ الشيطانِ
خلخالها يخفي الأنينَ وقرطها
قلقٌ كقلبِ الصَّبِّ في الخفقانِ
تهوى الأهلَّةُ أن تصاغَ أساوراً
لتحلَّ منها في محلِّ الجاني
بخمارها غسقٌ وتحتَ لثامها
شفقٌ وفي أكمامها الفجرانِ
سبحانَ من بالخدِّ صوَّرَ خالها
فأزان عينَ الشَّمس بالإنسانِ
أمرَ الهوى قلبي يهيمُ بحبِّها
فأطاعهُ ونهيتهُ فعصاني
هي في غديرِالشَّهد تحزنُ لؤلؤاً
وأجاجُ دمعي مخرجُ المرجانِ
كثرتْ عليَّ العاذلون بها فلوْ
عدَّدتهمْ ساووا ذنوبَ زماني
يا قلبُ دعْ قولَ الوشاة فإنَّهم
لو أنصفوكَ لكنتَ أعذرَ جانِ
أصحابُ موسى بعدهُ في عجلهمْ
فتنوا وأنتَ بأملحِ الغزلانِ
عذبَ العذابُ بها لديَّ فصحَّتي
سقمي وعزِّي في الهوى بهواني
للهِ نعمانُ الأراكِ فطالما
نعمتْ به روحي على نعمانِ
وسقى الحيا بمنىً كرامَ عشيرةٍ
كفلوا صيانتها بكلِّ أمانِ
أهلُ الحميَّةِ لا تزالُ بدورهم
تحمي الشُّموسَ بأنجمِ الخرصانِ
أسدٌ تخوضُ السَّابغاتُ رماحهمْ
خوضَ الأفاعي راكدَ الغدرانِ
روى بهمْ ربدٌ كأنَّ سهامهم
وهبتْ لهنَّ قوادم العقبان
كمْ من مطوَّفةٍ بهمْ تشدو على
رطبِ الغصونِ ويابس العيدانِ
لانتْ معاطفهمْ وطابَ أريجهم
فكأنَّهم قضبٌ من الرَّيحانِ
من كلِّ واضحةٍ كأنَّ جبينها
قبسٌ تقنَّعَ في خمارِ دخانِ
ويلاهُ كم أشقى بهمْ وإلى متى
فيهمْ يخلَّدُ بالجحيمِ جناني
ولقدْ تصفَّحتُ الزَّمانَ وأهلهُ
ونقدتُ أهلَ الحسنِ والإحسانِ
فقصرتُ تشبيبي على ظبياتهمْ
وحصرتُ مدحي في عليِّ الشَّانِ
فهمُ دعوني للنَّسيبِ فصغتهُ
وأبو الحسينِ إلى المديحِ دعاني
ملكٌ عليَّ إذا هممتُ بمدحهِ
تملي شمائلهُ بديعَ معاني
جاريتُ أهلَ النَّظمِ تحتَ ثنائهِ
فتلوا وحلبتهمْ خيولُ رهانِ
مضمونُ ما نثرتْ عليَّ بنانهُ
ولسانهُ أبرزتهُ ببيانِ
نايتهُ فتشرَّفتْ بكلامهِ
أذنُ الكليمِ وحلَّ عقدُ لساني
سمحٌ إذا ما شئتَ وصفَ نوالهِ
حدِّث ولا حرجٌ عن الطُّوفانِ
بالبحرِ كنِّ وبالغمام عن اسمهِ
والبدر والضرغامِ لا بفلانِ
صرعتْ ثعالبهُ الأسود فأصبحتْ
محشوةً بحواصلِ الغربانِ
بطلٌ يريكَ إذا تحلَّلَ درعهُ
أسدَ العرينِ بحلَّةِ الثعبانِ
رشفُ النجيعِ من الأسنةِ عندهُ
رشفاتُ حمرٍ بوارقِ الأسنانِ
يرتاحُ من وقع السيوفِ على الطُّلا
حتَّى كأنَّ صليلهنَّ أغاني
ويرى كعوبَ السُمرِ سمرَ كواعب
وذكورِ بيضِ الهندِ بيضَ غواني
لمْ يستطعْ وتراً يلذُّ له سوى
أوتارِ كلِّ حنيَّةٍ مرنانِ
قرنُ يقارنُ حظَّه بحسامهِ
فيعود سعداً ذابحَ الأقرانِ
صاحٍ تدبُّ الأريحيَّةُ للنَّدى
فيه دبيبَ السُّكر بالنَّشوانِ
ذو روحةٍ هي للعدى جرَّاحةٌ
أعيتْ وأيَّةُ راحةٍ للعاني
أقوتْ بيوتُ المالِ ليل نهارها
نقعٌ ولمعُ مهنَّدٍ وسنانِ
أطواقُ فضلٍ كالخواتمِ أصبحتْ
بيديه وهي طوارقُ الحدثانِ
بالنَّحسِ تقضي والسَّعادة فالورى
منهنَّ بينَ تخوفٍ وأمانِ
في سلمها تهبُ البدورَ وفي الوغى
بالشُّهبِ تقدفُ ماردَ الفرسانِ
قد أضحكَ الدُّنيا سروراً مثل ما
أبكى السيوفَ وأعينَ الغزلانِ
حرٌ توَّلد من سلالةِ مطلبٍ
خلف الأئمَّةِ من بني عدنانِ
من هاشمٍ أهلِ المفاخرِ والتُّقى
والأمرِ بالمعروفِ والإيمانِ
بيتِ النبوةِ والرِّسالةِ والهدى
والوحي والتَّنزيلِ والفرقانِ
قومٌ تقوَّمَ فيهمُ أودُ العلا
والدِّين أصبحَ آبدَ الأركانِ
قد حالفوا سهرَ العيونَ وخالفوا
أمر الهوى في طاعةِ الرَّحمان
من كلِّ منْ كالبدرِ كلَّف وجههُ
أثرَ السُّجود فزاد في اللَّمعان
أشباحُ نورٍ في الزَّمانِ وجودهمْ
روحٌ لهذا العالمِ الجسماني
أقرانُ حربٍ كلَّما اقترنوا لدى الـ
ـهيجاءِ تحسبهمْ ليوثَ قرانِ
لبسوا سوابغهمْ لأجلِ سلامةِ الـ
أعراضِ لا لسلامةِ الأبدانِ
وتحمَّلوا طعنَ الرِّماحِ لأنَّهمْ
لا يحملونَ مطاعنَ الشَّنآنِ
بوركتَ من ولدٍ جريتَ بإثرهمْ
فبلغتَ غايتهمْ بكلِّ مكانِ
جدَّدتَ آثار المآثرِ منهمُ
وورثتَ ما حفظوا من القرآنِ
مولايَ لا برحتْ تهنِّكَ العلا
بختانِ غرٍّ أكرمِ الفتيانِ
نطفٌ مطهَّرةُ الذَّواتِ أزدتهمْ
نوراً على نورٍ بطهرِ ختانِ
خلفاءُ مجدٍ من بنيكَ كأنَّهمْ
للأرضِ قد هبطوا من الرُّضوانِ
أقمارُ تمٍّ لا يوقَّى نقصها
إلاَّ بليلِ عجاجةِ الميدانِ
وفراخُ فتحٍ قبلَ ينبتُ ريشها
همَّتْ بصيدِ جوارحِ الشجعانِ
مثلَ الَّلآلي لمْ تزلْ حمولةً
فوقَ التَّرافي أو على التِّيجانِ
بلغوا وما بلغوا الكلامَ فأدركوا
رشدَ الكهولِ بغرَّةِ الصِّبيانِ
ما جاوزوا قدرَ السِّهامِ بطولهم
فتطوَّلوا وسموا على المرّانِ
شررٌ توارتْ في زنادك إذ ورتْ
أمستْ شموسَ مسرَّةٍ وتهانِ
قبساتُ أنوارٍ تعودُ إلى اللقا
شعلاً تذيبُ مواضعَ الأضغانِ
ستردُّ عنكَ المشرفيَّةَ والقنا
ولديكَ تشهدُ كلَّ يومِ طعانِ
وستضحكُ البيضُ الظُّبا بأكفهمْ
ضحكَ البروقِ بعارضٍ هتَّان
وتميلُ من خمرِ النَّجيعِ رماحهمْ
مثل السكارى في سلافِ دنانِ
فاسلمْ ودمْ معهمْ بأسبغِ نعمةٍ
والذِّ عيشٍ في أتمِّ تدانِ
و له
ضحكت فبان لنا عقود جمانِ
فجلت لنا قلق الصباح الثاني
وتزحزحتْ ظلمُ البراقعِ عن سنى
وجناتها فتثلَّث القمرانِ
وتحدَّثتْ فسمعتُ لفظاً نطقهُ
سحرٌ ومعناه سلافةُ حانِ
ورنتْ فجرَّحتِ القلوبَ بمقلةٍ
طرفُ السِّنانِ وطرفها سيَّانِ
وترنَّمت فشدتْ حمائم حليها
وكذاكَ دأبُ حمائمِ الأغصانِ
لم تلقَ غصناً قبلها من فضَّةٍ
يهتزُّ في ورقٍ من العقبانِ
عربيَّةٌ سعدُ العشيرةِ أصلها
والفرعُ منها من بني السُّدانِ
خودٌ تصوَّبَ عند رؤيةِ خدِّها
آراءُ من عكفوا على النِّيرانِ
يبدو محيَّاها فلولا نطقها
لحسبتها وثناً منَ الأوثانِ
لمْ تصلبِ القرطَ البريَّ لغايةٍ
إلاَّ لتنصر دولةَ الصلبانِ
وكذاكَ لمْ تضعفْ جفونُ عيونها
إلاَّ لتقوى فتنةُ الشيطانِ
خلخالها يخفي الأنينَ وقرطها
قلقٌ كقلبِ الصَّبِّ في الخفقانِ
تهوى الأهلَّةُ أن تصاغَ أساوراً
لتحلَّ منها في محلِّ الجاني
بخمارها غسقٌ وتحتَ لثامها
شفقٌ وفي أكمامها الفجرانِ
سبحانَ من بالخدِّ صوَّرَ خالها
فأزان عينَ الشَّمس بالإنسانِ
أمرَ الهوى قلبي يهيمُ بحبِّها
فأطاعهُ ونهيتهُ فعصاني
هي في غديرِالشَّهد تحزنُ لؤلؤاً
وأجاجُ دمعي مخرجُ المرجانِ
كثرتْ عليَّ العاذلون بها فلوْ
عدَّدتهمْ ساووا ذنوبَ زماني
يا قلبُ دعْ قولَ الوشاة فإنَّهم
لو أنصفوكَ لكنتَ أعذرَ جانِ
أصحابُ موسى بعدهُ في عجلهمْ
فتنوا وأنتَ بأملحِ الغزلانِ
عذبَ العذابُ بها لديَّ فصحَّتي
سقمي وعزِّي في الهوى بهواني
للهِ نعمانُ الأراكِ فطالما
نعمتْ به روحي على نعمانِ
وسقى الحيا بمنىً كرامَ عشيرةٍ
كفلوا صيانتها بكلِّ أمانِ
أهلُ الحميَّةِ لا تزالُ بدورهم
تحمي الشُّموسَ بأنجمِ الخرصانِ
أسدٌ تخوضُ السَّابغاتُ رماحهمْ
خوضَ الأفاعي راكدَ الغدرانِ
روى بهمْ ربدٌ كأنَّ سهامهم
وهبتْ لهنَّ قوادم العقبان
كمْ من مطوَّفةٍ بهمْ تشدو على
رطبِ الغصونِ ويابس العيدانِ
لانتْ معاطفهمْ وطابَ أريجهم
فكأنَّهم قضبٌ من الرَّيحانِ
من كلِّ واضحةٍ كأنَّ جبينها
قبسٌ تقنَّعَ في خمارِ دخانِ
ويلاهُ كم أشقى بهمْ وإلى متى
فيهمْ يخلَّدُ بالجحيمِ جناني
ولقدْ تصفَّحتُ الزَّمانَ وأهلهُ
ونقدتُ أهلَ الحسنِ والإحسانِ
فقصرتُ تشبيبي على ظبياتهمْ
وحصرتُ مدحي في عليِّ الشَّانِ
فهمُ دعوني للنَّسيبِ فصغتهُ
وأبو الحسينِ إلى المديحِ دعاني
ملكٌ عليَّ إذا هممتُ بمدحهِ
تملي شمائلهُ بديعَ معاني
جاريتُ أهلَ النَّظمِ تحتَ ثنائهِ
فتلوا وحلبتهمْ خيولُ رهانِ
مضمونُ ما نثرتْ عليَّ بنانهُ
ولسانهُ أبرزتهُ ببيانِ
نايتهُ فتشرَّفتْ بكلامهِ
أذنُ الكليمِ وحلَّ عقدُ لساني
سمحٌ إذا ما شئتَ وصفَ نوالهِ
حدِّث ولا حرجٌ عن الطُّوفانِ
بالبحرِ كنِّ وبالغمام عن اسمهِ
والبدر والضرغامِ لا بفلانِ
صرعتْ ثعالبهُ الأسود فأصبحتْ
محشوةً بحواصلِ الغربانِ
بطلٌ يريكَ إذا تحلَّلَ درعهُ
أسدَ العرينِ بحلَّةِ الثعبانِ
رشفُ النجيعِ من الأسنةِ عندهُ
رشفاتُ حمرٍ بوارقِ الأسنانِ
يرتاحُ من وقع السيوفِ على الطُّلا
حتَّى كأنَّ صليلهنَّ أغاني
ويرى كعوبَ السُمرِ سمرَ كواعب
وذكورِ بيضِ الهندِ بيضَ غواني
لمْ يستطعْ وتراً يلذُّ له سوى
أوتارِ كلِّ حنيَّةٍ مرنانِ
قرنُ يقارنُ حظَّه بحسامهِ
فيعود سعداً ذابحَ الأقرانِ
صاحٍ تدبُّ الأريحيَّةُ للنَّدى
فيه دبيبَ السُّكر بالنَّشوانِ
ذو روحةٍ هي للعدى جرَّاحةٌ
أعيتْ وأيَّةُ راحةٍ للعاني
أقوتْ بيوتُ المالِ ليل نهارها
نقعٌ ولمعُ مهنَّدٍ وسنانِ
أطواقُ فضلٍ كالخواتمِ أصبحتْ
بيديه وهي طوارقُ الحدثانِ
بالنَّحسِ تقضي والسَّعادة فالورى
منهنَّ بينَ تخوفٍ وأمانِ
في سلمها تهبُ البدورَ وفي الوغى
بالشُّهبِ تقدفُ ماردَ الفرسانِ
قد أضحكَ الدُّنيا سروراً مثل ما
أبكى السيوفَ وأعينَ الغزلانِ
حرٌ توَّلد من سلالةِ مطلبٍ
خلف الأئمَّةِ من بني عدنانِ
من هاشمٍ أهلِ المفاخرِ والتُّقى
والأمرِ بالمعروفِ والإيمانِ
بيتِ النبوةِ والرِّسالةِ والهدى
والوحي والتَّنزيلِ والفرقانِ
قومٌ تقوَّمَ فيهمُ أودُ العلا
والدِّين أصبحَ آبدَ الأركانِ
قد حالفوا سهرَ العيونَ وخالفوا
أمر الهوى في طاعةِ الرَّحمان
من كلِّ منْ كالبدرِ كلَّف وجههُ
أثرَ السُّجود فزاد في اللَّمعان
أشباحُ نورٍ في الزَّمانِ وجودهمْ
روحٌ لهذا العالمِ الجسماني
أقرانُ حربٍ كلَّما اقترنوا لدى الـ
ـهيجاءِ تحسبهمْ ليوثَ قرانِ
لبسوا سوابغهمْ لأجلِ سلامةِ الـ
أعراضِ لا لسلامةِ الأبدانِ
وتحمَّلوا طعنَ الرِّماحِ لأنَّهمْ
لا يحملونَ مطاعنَ الشَّنآنِ
بوركتَ من ولدٍ جريتَ بإثرهمْ
فبلغتَ غايتهمْ بكلِّ مكانِ
جدَّدتَ آثار المآثرِ منهمُ
وورثتَ ما حفظوا من القرآنِ
مولايَ لا برحتْ تهنِّكَ العلا
بختانِ غرٍّ أكرمِ الفتيانِ
نطفٌ مطهَّرةُ الذَّواتِ أزدتهمْ
نوراً على نورٍ بطهرِ ختانِ
خلفاءُ مجدٍ من بنيكَ كأنَّهمْ
للأرضِ قد هبطوا من الرُّضوانِ
أقمارُ تمٍّ لا يوقَّى نقصها
إلاَّ بليلِ عجاجةِ الميدانِ
وفراخُ فتحٍ قبلَ ينبتُ ريشها
همَّتْ بصيدِ جوارحِ الشجعانِ
مثلَ الَّلآلي لمْ تزلْ حمولةً
فوقَ التَّرافي أو على التِّيجانِ
بلغوا وما بلغوا الكلامَ فأدركوا
رشدَ الكهولِ بغرَّةِ الصِّبيانِ
ما جاوزوا قدرَ السِّهامِ بطولهم
فتطوَّلوا وسموا على المرّانِ
شررٌ توارتْ في زنادك إذ ورتْ
أمستْ شموسَ مسرَّةٍ وتهانِ
قبساتُ أنوارٍ تعودُ إلى اللقا
شعلاً تذيبُ مواضعَ الأضغانِ
ستردُّ عنكَ المشرفيَّةَ والقنا
ولديكَ تشهدُ كلَّ يومِ طعانِ
وستضحكُ البيضُ الظُّبا بأكفهمْ
ضحكَ البروقِ بعارضٍ هتَّان
وتميلُ من خمرِ النَّجيعِ رماحهمْ
مثل السكارى في سلافِ دنانِ
فاسلمْ ودمْ معهمْ بأسبغِ نعمةٍ
والذِّ عيشٍ في أتمِّ تدانِ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
خطرت فمال الغصن و هو ممنطقُ
و بدت فلاح البدرُ و هو مطوقُ
وتبسّمتْ فجلتْ عقيقاً نثرهُ
كالعقدِ في خيطِ الصّباحِ منسّقُ
وتحدّبتْ فحسبتُ أنَّ بمرطها
صنماً يخاطبني وظبياً ينطقُ
ورنتْ ففوّقِ لحظها نبلاً لهُ
عندَ الرّماةِ على السّهامِ تفوّقُ
وتدرّعتْ حمرَ الثّيابِ فأشبهت
شمساً تورّدَ منْ سناها المشرقُ
مصقولة صقلَ الحسامِ كأنّما
بعجينِ طينتها أديفَ الزّئبقُ
لمْ ندرِ قبلَ قوامها أنَّ القنا
ممّا ينوّرُ بالنّضارِ ويورقُ
سكرى إذا انفتلتْ للينِ عظامها
أخشى على أوصالها تتفرّقُ
وأغضُّ طرفي عنْ تموّجِ خدّها
حذراً يراهُ فلا يعودُ فيغرقُ
هي آيةُ الحسنِ الّتي قد بيّنتْ
كفرَ العذولِ وغيَّ من لا يعشقُ
تهوى زيارتها وتحذرُ قومها
ريحُ الصّبا فلذا ترقُّ وتصفقُ
بيضاءُ منها الخدرُ يكنفُ بيضةً
حضنتْ لريشِ سهامِ حتفٍ يرشقُ
لا الرّيحُ يمكنها تبلّغُ نحوها
منّي السّلامَ ولا خيالٌ يطرقُ
لم تخلُ كعبةُ خدرها منْ طائفٍ
إمّا غيورٌ أو محبٌّ شيّقُ
وكذاكَ لم تبرحْ ترفرفُ حولها
إمّا بنودٌ أو قلوبٌ تخفقُ
تمسي قلوبُ العاشقينَ لنارها
تعشو كما يعشو الفراشُ فتحرقُ
كمْ في هواها مهجةٍ منْ مقلةٍ
تجري أسىً ويدٍ بكبدٍ تلصقُ
ولكم ترى منْ ليثِ غابٍ دونها
شاكي السّلاحِ بلحظِ ريمٍ ترمقُ
جمعَ الشّهامةَ والجمالَ فتارةً
تخشى لقاهُ وتارةً تتشوّقُ
منْ كلِّ أبلجَ قدّهُ منْ رمحهِ
أمضى وأوقعُ في النّفوسِ وأرشقُ
حسنٌ تشاكلَ خدّهُ وحسامهُ
فكلاهما بيدِ القلوبِ مخلّقُ
يلقاكَ إمّا بالنّضارِ مقرّطاً
أو بالحديدِ يميلُ وهو مقرطقُ
يفترُّ عنْ شنبِ الحبيبِ وإن رأى
خصماً فعنْ أنيابِ حتفٍ يصلقُ
بيديهِ منْ نارِ المنيّةِ مارجٌ
وبخدّهِ ماءُ الشّبابِ مرقرقُ
ولربَّ ليلٍ زرتُ فيهِ كناسها
والموتُ يرقبني وحولي يحدقُ
بادرتها أسعى على شوكِ القنا
وأدوسُ هاماتِ الصّلالِ وأسحقُ
حتّى ظفرتُ بدرّةٍ مكنونةٍ
عنها محارةُ خدرها لا تفلقُ
فكففتُ عنها عفّةً وتورّعاً
عنْ وصمةٍ منها لعرضيَ تلحقُ
لو لا انّقى وصلها لمْ يثنني
حمرُ المنايا والحديدُ الأزرقُ
للهِ أيامٌ تجمّعنا على
جمعٍ وطرفُ البينِ عنّا مطرقُ
والدّهرُ يعكسُ ما تحاولهُ النّوى
منّا فيجمعُ بيننا ويوفِّقُ
إذ عودنا رطبٌ وموردُ لهونا
عذبٌ وروضُ العيشِ خصبٌ مؤنقُ
وبمهجتي أقمارُ حيٍّ بالحمى
ضربوا القبابَ على الشّموسِ وسردقوا
غرُّ الوجوهِ كأنّهمْ منْ أنجمٍ
أو منْ خصالِ أبي الحسينِ تلفّقوا
إبنُ الوصيِّ المرتضى وسميّهُ
خلفُ الكرامِ السّابقينَ لمنْ بقوا
غيثُ النّدى فلّاقُ هاماتِ العدا
ربُّ المواهبِ والفصيحُ المفلقُ
حرٌّ لهُ شيمٌ إذا منه انجلتْ
في ليلِ حادثةٍ شموساً تشرقُ
ومكارمٌ فيهِ تدلّكَ أنّها
خلقٌ وفي طبعِ الغمامِ تخلّقُ
أندى الملوكِ يداً وأكرمهمْ أباً
وأبرّهمْ للمسلمينَ وأرفقُ
روحُ الزّمانِ وقلبهُ ويمينهُ
كفُّ السّماحِ وزندهُ والمرفقُ
سمحٌ إذا مطلَ الزّمانُ فوعدهُ
أوفى منَ الفجرِ الأخيرِ وأصدقُ
بحرٌ يشيبُ منَ الحديدِ بكفّهِ
نارٌ يخرُّ لها الكليمُ ويصعقُ
هوَ في النّديِّ على السّريرِ مسرّةٌ
وإذا استوى بالسّرجِ خطبٌ مونقُ
سبقَ الكرامَ وقدْ تأخرَ عصرهُ
عنْ عصرهمْ فهوَ الأخيرُ الأسبقُ
قلْ للألى جحدوا علاهُ وشكّكوا
فيهِ الأفـاملّوهُ وحقّقوا
وتصحّفوا صحفَ المعالي فهوَ في
صفحاتها المعنى الأدقَّ فدقّقوا
لا تدركُ السّاداتُ سؤددهُ ولو
طاروا بأجنحةِ النّسورِ وحلّقوا
كمْ يطلبونَ تشبّهاً بخصالهِ
أو يشبهُ الرّوضَ الأنيقَ الغلفقُ
ما في الكواكبِ منهُ أرفعُ رفعةً
كلّا ولا في الأرضِ منهُ أحذقُ
لفظُ الجوادِ على كريمٍ غيرهُ
إلا أباهُ حقيقةً لا يطلقُ
ريحانهُ سمرُ الرّماحِ ووردهُ
حمرُ الصّوارمِ والبنودُ الزّنبقُ
عشقَ المكارمَ فاستهامَ فقلبهُ
ولعٌ بغيرِ حسانها لا يعلقُ
يلهو بنجدٍ في الحديثِ وقصدهُ
نجدُ المعالي لا النّقا والأبرقُ
لولا اشتباهُ البرقِ في ضحكِ الظّبا
ما شاقهُ إيماضهُ المتألّقُ
ولربَّ ملحمةٍ بلابلُ نصرها
تشدو وأغربةُ المنايا تنعقُ
عقدتْ عليهِ السّابحاتُ سحائباًَ
تهمي بوارقها النّجيعَ وتغدقُ
تحمي سوابقها ضغائنَ أسدها
فيكادُ جامدها يذوبُ فيدفقُ
عذراءُ منذُ بحجرها ولدَ الرّدى
شبَّ الحديدُ وشابَ منها المفرقُ
دهماءُ بيضاءُ الثّيابِ كأنّها
منْ بعضها في العينِ عبدٌ أبهقُ
ضاقتْ فوسّعها وإنَّ فضاءها
لولاهُ منْ سمِّ الخياطِ لأضيقُ
وعلا غياهبها ولولا سيفهُ
لوثقتُ أنَّ صباحها لا يفلقُ
فردٌ ترى في كلِّ جارحةٍ بهِ
يجري خضمُّ ندىً ويسطو فيلقُ
ما حازَ صدرٌ قلبهُ الدّنيا لهُ
في جوفهِ جمعُ البريّةِ يلحقُ
ربُّ النّدى وأبو الغطارفةِ الأولى
فكّوا وثاقَ المكرماتِ وأطلقوا
خيرُ البنينِ نجومُ آفاقِ الهدى
أقمارُ ليلِ النّقعِ لمّا يغسقُ
خلفا ندىً للسائلينَ عطاؤهم
لا ينتهي عدداً ولا يتعوّقُ
شمُّ الأنوفِ على قساوتها بهمْ
شيمٌ أرقُّ منَ النّسيمِ وأروقُ
حملوا الأهلّةَ بالأكفِّ وجاولوا
فيها النّجومَ وبالبدورِ تدرّقوا
صيدٌ إذا ركبوا الجيادَ حسبتها
عقبانَ جوٍّ بالأسودِ ترنّقُ
لو كلّفوا الخيلَ العروجَ إلى السّما
كادتْ بهمْ فوقَ المجرّةِ تعنقُ
قسماً بهمْ وبمجدهمْ إنّي لهمْ
لسليمُ قلبٍ ودّهُ لا يمرقُ
إحسانُ والدهمْ تملّكَ عاتقي
فأنا لهُ الرّقُّ الّذي لا يعتقُ
مولىً بخدمتهِ تشرّفَ عبدهُ
وتهذّبتْ أخلاقهُ والمنطقُ
منها اكتسبتُ فصاحتي فخلعتها
ملكاً لهُ وأمانةً لا تسرقُ
فإذا بهمْ قلتُ المديحَ فإنّهمْ
منْ مالِ والدهمْ عليهمْ أنفقُ
مولايَ لا برحتْ تهنّيكَ الورى
ولكَ الإلهُ بما تريدُ يوفّقُ
بختانِ سبطكَ أحمدٍ وشقيقهُ الـ
ـمحمودِ فاضَ على البريّةِ رونقُ
والورقُ تصدحُ بهجةً وتطرّقاّ
والدّوحُ في ورقِ الغصونِ يصفّقُ
سبطينِ كالسّمطينِ في جيدِ العلا
كلٌّ مناطٌ فوقهُ ومعلّقُ
للمجدِ كالقرطينِ لا بلْ مرفعُ الـ
ـعينينِ أمسى فيهما يتحدّقُ
قبسينِ منْ نورينِ مشتقّينِ كا
لنّسرينِ بينَ سناهما لا يفرقُ
كالفرقدينِ تلابسا فكلاهما
أسنى منَ القمرِ المنيرِ وأفوقُ
درّينِ منْ بحرينِ كلٌّ منهما
لجٌّ يتيهُ بخوضهِ المتعمّقُ
شهمينِ كالسّهمينِ عنْ كثبٍ ترى
كلّاً بهِ تصمى العداةُ وتحرقُ
ولدي حسينٍ ذي المفاخرِ والتّقى
قمرِ العلا يا ليتهُ لا يمحقُ
حرٌّ لهُ من بعدِ إحياءِ الثّنا
ذكرٌ جميلٌ يستطابُ وينشقُ
أبقى لنا منهُ بدوراً خمسةً
تمّوا وأوسطهمْ أتمُّ وأليقُ
فعليهِ ما شدتِ الحمائمُ رحمةً
تسقيهِ ديمتها الصّبوحَ وتعبقُ
ملكَ السّلامةَ والأمانَ منَ الرّدى
وكفاكَ ربّكَ ما يسوءُ ويقلقُ
وانشقُ رياحينَ المكارمِ والعلا
واشممْ حبيبكَ أيَّ فخرٍ يعبقُ
وارشفْ هنيّاً أيَّ شهدِ مسرّةٍ
شيمٌ تغصُّ بها العداةُ وتشرقُ
والبسْ منَ الأجلالِ أشرفَ حلّةً
يبلى بجدّتها الزّمانُ ويخلقُ
و له
خطرت فمال الغصن و هو ممنطقُ
و بدت فلاح البدرُ و هو مطوقُ
وتبسّمتْ فجلتْ عقيقاً نثرهُ
كالعقدِ في خيطِ الصّباحِ منسّقُ
وتحدّبتْ فحسبتُ أنَّ بمرطها
صنماً يخاطبني وظبياً ينطقُ
ورنتْ ففوّقِ لحظها نبلاً لهُ
عندَ الرّماةِ على السّهامِ تفوّقُ
وتدرّعتْ حمرَ الثّيابِ فأشبهت
شمساً تورّدَ منْ سناها المشرقُ
مصقولة صقلَ الحسامِ كأنّما
بعجينِ طينتها أديفَ الزّئبقُ
لمْ ندرِ قبلَ قوامها أنَّ القنا
ممّا ينوّرُ بالنّضارِ ويورقُ
سكرى إذا انفتلتْ للينِ عظامها
أخشى على أوصالها تتفرّقُ
وأغضُّ طرفي عنْ تموّجِ خدّها
حذراً يراهُ فلا يعودُ فيغرقُ
هي آيةُ الحسنِ الّتي قد بيّنتْ
كفرَ العذولِ وغيَّ من لا يعشقُ
تهوى زيارتها وتحذرُ قومها
ريحُ الصّبا فلذا ترقُّ وتصفقُ
بيضاءُ منها الخدرُ يكنفُ بيضةً
حضنتْ لريشِ سهامِ حتفٍ يرشقُ
لا الرّيحُ يمكنها تبلّغُ نحوها
منّي السّلامَ ولا خيالٌ يطرقُ
لم تخلُ كعبةُ خدرها منْ طائفٍ
إمّا غيورٌ أو محبٌّ شيّقُ
وكذاكَ لم تبرحْ ترفرفُ حولها
إمّا بنودٌ أو قلوبٌ تخفقُ
تمسي قلوبُ العاشقينَ لنارها
تعشو كما يعشو الفراشُ فتحرقُ
كمْ في هواها مهجةٍ منْ مقلةٍ
تجري أسىً ويدٍ بكبدٍ تلصقُ
ولكم ترى منْ ليثِ غابٍ دونها
شاكي السّلاحِ بلحظِ ريمٍ ترمقُ
جمعَ الشّهامةَ والجمالَ فتارةً
تخشى لقاهُ وتارةً تتشوّقُ
منْ كلِّ أبلجَ قدّهُ منْ رمحهِ
أمضى وأوقعُ في النّفوسِ وأرشقُ
حسنٌ تشاكلَ خدّهُ وحسامهُ
فكلاهما بيدِ القلوبِ مخلّقُ
يلقاكَ إمّا بالنّضارِ مقرّطاً
أو بالحديدِ يميلُ وهو مقرطقُ
يفترُّ عنْ شنبِ الحبيبِ وإن رأى
خصماً فعنْ أنيابِ حتفٍ يصلقُ
بيديهِ منْ نارِ المنيّةِ مارجٌ
وبخدّهِ ماءُ الشّبابِ مرقرقُ
ولربَّ ليلٍ زرتُ فيهِ كناسها
والموتُ يرقبني وحولي يحدقُ
بادرتها أسعى على شوكِ القنا
وأدوسُ هاماتِ الصّلالِ وأسحقُ
حتّى ظفرتُ بدرّةٍ مكنونةٍ
عنها محارةُ خدرها لا تفلقُ
فكففتُ عنها عفّةً وتورّعاً
عنْ وصمةٍ منها لعرضيَ تلحقُ
لو لا انّقى وصلها لمْ يثنني
حمرُ المنايا والحديدُ الأزرقُ
للهِ أيامٌ تجمّعنا على
جمعٍ وطرفُ البينِ عنّا مطرقُ
والدّهرُ يعكسُ ما تحاولهُ النّوى
منّا فيجمعُ بيننا ويوفِّقُ
إذ عودنا رطبٌ وموردُ لهونا
عذبٌ وروضُ العيشِ خصبٌ مؤنقُ
وبمهجتي أقمارُ حيٍّ بالحمى
ضربوا القبابَ على الشّموسِ وسردقوا
غرُّ الوجوهِ كأنّهمْ منْ أنجمٍ
أو منْ خصالِ أبي الحسينِ تلفّقوا
إبنُ الوصيِّ المرتضى وسميّهُ
خلفُ الكرامِ السّابقينَ لمنْ بقوا
غيثُ النّدى فلّاقُ هاماتِ العدا
ربُّ المواهبِ والفصيحُ المفلقُ
حرٌّ لهُ شيمٌ إذا منه انجلتْ
في ليلِ حادثةٍ شموساً تشرقُ
ومكارمٌ فيهِ تدلّكَ أنّها
خلقٌ وفي طبعِ الغمامِ تخلّقُ
أندى الملوكِ يداً وأكرمهمْ أباً
وأبرّهمْ للمسلمينَ وأرفقُ
روحُ الزّمانِ وقلبهُ ويمينهُ
كفُّ السّماحِ وزندهُ والمرفقُ
سمحٌ إذا مطلَ الزّمانُ فوعدهُ
أوفى منَ الفجرِ الأخيرِ وأصدقُ
بحرٌ يشيبُ منَ الحديدِ بكفّهِ
نارٌ يخرُّ لها الكليمُ ويصعقُ
هوَ في النّديِّ على السّريرِ مسرّةٌ
وإذا استوى بالسّرجِ خطبٌ مونقُ
سبقَ الكرامَ وقدْ تأخرَ عصرهُ
عنْ عصرهمْ فهوَ الأخيرُ الأسبقُ
قلْ للألى جحدوا علاهُ وشكّكوا
فيهِ الأفـاملّوهُ وحقّقوا
وتصحّفوا صحفَ المعالي فهوَ في
صفحاتها المعنى الأدقَّ فدقّقوا
لا تدركُ السّاداتُ سؤددهُ ولو
طاروا بأجنحةِ النّسورِ وحلّقوا
كمْ يطلبونَ تشبّهاً بخصالهِ
أو يشبهُ الرّوضَ الأنيقَ الغلفقُ
ما في الكواكبِ منهُ أرفعُ رفعةً
كلّا ولا في الأرضِ منهُ أحذقُ
لفظُ الجوادِ على كريمٍ غيرهُ
إلا أباهُ حقيقةً لا يطلقُ
ريحانهُ سمرُ الرّماحِ ووردهُ
حمرُ الصّوارمِ والبنودُ الزّنبقُ
عشقَ المكارمَ فاستهامَ فقلبهُ
ولعٌ بغيرِ حسانها لا يعلقُ
يلهو بنجدٍ في الحديثِ وقصدهُ
نجدُ المعالي لا النّقا والأبرقُ
لولا اشتباهُ البرقِ في ضحكِ الظّبا
ما شاقهُ إيماضهُ المتألّقُ
ولربَّ ملحمةٍ بلابلُ نصرها
تشدو وأغربةُ المنايا تنعقُ
عقدتْ عليهِ السّابحاتُ سحائباًَ
تهمي بوارقها النّجيعَ وتغدقُ
تحمي سوابقها ضغائنَ أسدها
فيكادُ جامدها يذوبُ فيدفقُ
عذراءُ منذُ بحجرها ولدَ الرّدى
شبَّ الحديدُ وشابَ منها المفرقُ
دهماءُ بيضاءُ الثّيابِ كأنّها
منْ بعضها في العينِ عبدٌ أبهقُ
ضاقتْ فوسّعها وإنَّ فضاءها
لولاهُ منْ سمِّ الخياطِ لأضيقُ
وعلا غياهبها ولولا سيفهُ
لوثقتُ أنَّ صباحها لا يفلقُ
فردٌ ترى في كلِّ جارحةٍ بهِ
يجري خضمُّ ندىً ويسطو فيلقُ
ما حازَ صدرٌ قلبهُ الدّنيا لهُ
في جوفهِ جمعُ البريّةِ يلحقُ
ربُّ النّدى وأبو الغطارفةِ الأولى
فكّوا وثاقَ المكرماتِ وأطلقوا
خيرُ البنينِ نجومُ آفاقِ الهدى
أقمارُ ليلِ النّقعِ لمّا يغسقُ
خلفا ندىً للسائلينَ عطاؤهم
لا ينتهي عدداً ولا يتعوّقُ
شمُّ الأنوفِ على قساوتها بهمْ
شيمٌ أرقُّ منَ النّسيمِ وأروقُ
حملوا الأهلّةَ بالأكفِّ وجاولوا
فيها النّجومَ وبالبدورِ تدرّقوا
صيدٌ إذا ركبوا الجيادَ حسبتها
عقبانَ جوٍّ بالأسودِ ترنّقُ
لو كلّفوا الخيلَ العروجَ إلى السّما
كادتْ بهمْ فوقَ المجرّةِ تعنقُ
قسماً بهمْ وبمجدهمْ إنّي لهمْ
لسليمُ قلبٍ ودّهُ لا يمرقُ
إحسانُ والدهمْ تملّكَ عاتقي
فأنا لهُ الرّقُّ الّذي لا يعتقُ
مولىً بخدمتهِ تشرّفَ عبدهُ
وتهذّبتْ أخلاقهُ والمنطقُ
منها اكتسبتُ فصاحتي فخلعتها
ملكاً لهُ وأمانةً لا تسرقُ
فإذا بهمْ قلتُ المديحَ فإنّهمْ
منْ مالِ والدهمْ عليهمْ أنفقُ
مولايَ لا برحتْ تهنّيكَ الورى
ولكَ الإلهُ بما تريدُ يوفّقُ
بختانِ سبطكَ أحمدٍ وشقيقهُ الـ
ـمحمودِ فاضَ على البريّةِ رونقُ
والورقُ تصدحُ بهجةً وتطرّقاّ
والدّوحُ في ورقِ الغصونِ يصفّقُ
سبطينِ كالسّمطينِ في جيدِ العلا
كلٌّ مناطٌ فوقهُ ومعلّقُ
للمجدِ كالقرطينِ لا بلْ مرفعُ الـ
ـعينينِ أمسى فيهما يتحدّقُ
قبسينِ منْ نورينِ مشتقّينِ كا
لنّسرينِ بينَ سناهما لا يفرقُ
كالفرقدينِ تلابسا فكلاهما
أسنى منَ القمرِ المنيرِ وأفوقُ
درّينِ منْ بحرينِ كلٌّ منهما
لجٌّ يتيهُ بخوضهِ المتعمّقُ
شهمينِ كالسّهمينِ عنْ كثبٍ ترى
كلّاً بهِ تصمى العداةُ وتحرقُ
ولدي حسينٍ ذي المفاخرِ والتّقى
قمرِ العلا يا ليتهُ لا يمحقُ
حرٌّ لهُ من بعدِ إحياءِ الثّنا
ذكرٌ جميلٌ يستطابُ وينشقُ
أبقى لنا منهُ بدوراً خمسةً
تمّوا وأوسطهمْ أتمُّ وأليقُ
فعليهِ ما شدتِ الحمائمُ رحمةً
تسقيهِ ديمتها الصّبوحَ وتعبقُ
ملكَ السّلامةَ والأمانَ منَ الرّدى
وكفاكَ ربّكَ ما يسوءُ ويقلقُ
وانشقُ رياحينَ المكارمِ والعلا
واشممْ حبيبكَ أيَّ فخرٍ يعبقُ
وارشفْ هنيّاً أيَّ شهدِ مسرّةٍ
شيمٌ تغصُّ بها العداةُ وتشرقُ
والبسْ منَ الأجلالِ أشرفَ حلّةً
يبلى بجدّتها الزّمانُ ويخلقُ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
لله منزلها على الروحاءِ
درّت عليهِ مراضع الأنواءِ
وسقتْ ثراهُ عيونُ أربابِ الهوى
دمعاَ يورِّدُ وجنةَ البطحاءِ
واستخرجتْ أيدي الرَّبيع كنوزهُ
فحياهُ بالبيضاءِ والصَّفراءِ
أكرمْ به منْ منزلٍ أكنافهُ
جمعتْ أسودَ شرى وعينَ ظباءِ
مغنىً إذا سفرتْ وجوهُ حسانهِ
ليلاً يطولُ تلفُّتُ الحرباءِ
بهجٌ يكلِّفكَ السُّجودَ صعيدهُ
شوقاً للثمِ مباسمِ الحصباءِ
حتَّى توهَّمنا ملاعبَ بيضه
فتظنُّها ليلاً بروجَ سماءِ
دارتْ كهالاتِ البدورِ حصونهُ
فهما سواءٌ في سنىً وسناءِ
تهوى الكواكبَ أنْ تصوغَ سوارها
طوقاً لجيدِ مهاتهِ الجوزاءِ
ويودُّ ضوءُ الفجرِ يصبحُ خيطهُ
سلكاً لعقدِ فتاهِ بالعذراءِ
رفعتْ على عمدِ الصَّباحِ بيوتهُ
فحيا لهنَّ ذوائب الظَّلماءِ
قطعٌ من الَّليلِ البهيمِ إلى الثَّرى
هبطتْ وفيها أنجمُ الجوزاءِ
ليلاُ كقدرٍ كلَّ حسنٍ أنزلتْ
آياتهُ فيها وكلَّ بهاءِ
كمْ فيهِ من حقفٍ يمورُ بمئزرٍ
وقضيبِ بان يثني بقباءِ
سقياً لها منْ روضةٍ لم تخلُ منْ
وردينِ وردِ حياً ووردِ حياءِ
لا صحَّتِ النَّسماتُ فيهِ ولا صحتْ
سكرى عيونِ رجالهِ ونساءِ
يا صاحِ إنْ شارفتَ مكَّةَ سالماً
فاعدلْ يمينَ منىً فثمَّ مناءِي
واسألْ بجانبِ طورهِ الغربي عنْ
قلبٍ غريبٍ ضاعَ منْ أحشائي
أطلبهُ ثمَّ تجدهُ في جمراتهِ
أبداً تعذِّبهُ مدى برحائي
لا تعدلنَّ إلى سواهُ فمنزلُ النَّجـ
وى بهِ ومعرَّسُ الأهواء
حرمٌ لهُ حقٌ لديَّ وحرمةٌ
وضعتْ لهُ خدِّي مكانَ حذائي
ما حلَّهُ دنفٌ فاصبحَ محرماً
إلاَّ أحلَّ مقمَّصاً بضناءِ
قرِّبْ بهِ قلبي فإنْ لمْ تلقهُ
فانحرْ بهِ نومي وضحِّ عزائي
وامزج ْلجينَ الدَّمعِ في عرصاتهِ
بنضارِ جاري العبرةِ الحمراءِ
هو مربعٌ للعاشقينَ ومصرعٌ
فليسقِ دمعكَ روضهُ الشُّهداءِ
كمْ فيهِ من بيتٍ تقفَّى بالظُّبا
مضمونهُ كالدُّرةِ البيضاءِ
تتوهَّمُ الأطنابُ منهُ لما ترى
من ضوءِ دمينهِ حبالَ ذكاءِ
أفدي بدورَ دجىً بهِ قدْ زرَّروا
ظلمَ السُّتورِ على شموسِ ضحاءِ
ورماةُ أحداقٍ سهامُ فتورها
صاغَ السَّقامُ لها نضولَ بلاءِ
وسراةَ حيٍّ لمْ تزلْ تشتاقهمْ
شوقَ العطاشِ إلى زلالِ الماءِ
بسوادِ قلبي منْ طريقةِ مقلتي
دخلوا ومنها أخرجوا حوبائي
غرٌّ حووا كلَّ الرجالِ كما حوتْ
راحاتُ عبدِ اللهِ كلَّ سخاءِ
بشرٌ يريكَ لدى السَّماحِ جبينهُ
بشراَ يحاكي الزَّهرَ عبَّ سماءِ
ولدٌ لأكرمِ والدٍ ورثَ النَّدى
والبأسَ عنْ آبائهِ الكرماءِ
أعني عليِّاً صاحبَ الفضلِ الَّذي
هوَ زينةُ الأيَّامِ والآناءِ
السيِّدَ الورعَ التقيَّ أخا النَّدى
علمَ الهدى علاَّمةَ العلماءِ
مولىَ سعى مسعى أبيهِ إلى العلا
فاعتادَ بسطَ يدٍ وقبضَ ثناءِ
هو صدرُ أسمرهِ وقبضةُ قوسهِ
وغدارُ أبيضهِ لدى الهيجاءِ
ويمينُ دولتهِ وآيةُ ملكهِ
ودليلُ نصرتهِ على الخصماءِ
غيثُ النَّدى غوثُ الصَّريخِ إذا دعا
قوت النُّفوسِِ وقوَّةُ الضعفاءِ
يتعاقبانِ على الدَّوامِ تعاقبَ الـ
ملوينِ بالسَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ
تلقاهُ إمَّا واهياً أو ضارباً
فزمانهُ يوماً ندىً ووغاءِ
تدري ذكورُ البيضِ حين تسلُّها
يدهُ سينكحها طلا الأعداءِ
والتِّبرُ يعلمُ إذ يحلُّ وثاقه
أنْ لا يزالَ يسيرُ في الأحياءِ
تهوى البدورُ بأنْ تكونَ بملكهِ
بدراً يفرِّقها على الفقراءِ
وكذا الّلَيالي البيضُ تهوى أنَّها
تمسي لديهِ وهي سودُ إماءِ
حسدتْ مدائحهُ النُّجومُ فأوشكتْ
تهوي لتسكنَ ألسنَ الشعراءِ
يجدُ ازديارَ الوافدينَ ألذَّ منْ
وصلِ الأحبَّةِ بعدَ طولِ جفاءِ
ويرى بأنَّ البيضَ من بيضِ الدُّمى
وصليلها بالبيضِ رجعُ غناءِ
لو أنَّ هذا الدَّهرَ أدركَ شيمةَ
منهُ لبدَّلَ غدرهُ بوفاءِ
ذو راحةٍ نفخَ النَّدى من روحها
في ميِّتِ الآمالِ روحَ رجاءِ
مشكاةُ نادي المجدِ كوكبُ أفقهِ
مصباحُ ليلِ الكربةِ الدَّهماءِ
سرٌّ بذاتِ أبيهِ كانَ محجَّباَ
فبدا بهِ للهِ في الإفشاءِ
ولربَّ ملحمةٍ بنارِ جحيمها
تغلي القلوبُ مراجلُ الشَّحناءِ
نارٌ مقامعها الحديدُ وإنَّما
يجري الصَّديدُ بها على الرُّخصاءِ
يشفي الحمامُ بها الحميمَ فظلُّها
يحموم ليلِ بحاجةٍ دكناءِ
نزَّاعةٌ لشوى الضَّراغمِ ترتمي
شرراً حكتْ قدراً هضابَ أجاءِ
نضجتْ بمارجها النُّجومُ فأكرمُ الـ
بيضِ السَّواغبِ في صفيف شواءِ
وجرتْ عليهِ من ظباهُ جداولٌ
فخبتْ وفاضتْ في دمِ الأشلاءِ
علمٌ تفرَّدَوهو أوسطُ إخوةٍ
شركوهُ في شرفٍ وصدقِ إخاءِ
من كلِّ أبلجَ تستضيءُ بوجهه
وبرأيهِ في الَّليلةِ الظَّلماءِ
منْ شئتَ منهمْ فهوَ رامٍ معرضٌ
بالجزمِ نصلاً أسهمَ الآراءِ
جمراتُ هيجاءٍ إذا ما سالموا
كانوا جناناً طيِّباتِ جناءِ
كهناءُ غيبٍ يعلمونَ فراسةً
قبل الوقوعِ حقائقَ الدأماءِ
وجبالُ حلمٍ إنْ إليه نسبتهمْ
فهمُ هضابُ القدسِ حولَ حراءِ
فإذا بدا وبدوا علمتَ بأنَّهمْ
قبساتُ ساطعِ ذلك الَّلألاءِ
للهِ في تقسيمِ جوهرِ فردهِ
حكمٌ بدتْ في هذهِ الأجزاءِ
ووفوا فكانوا في محلِّ بنانهِ
من راحتيهِ وأكملِ الأعضاءِ
فهمُ مواعدهُ وزينةُ مجدهِ
وجمالُ وجهِ الدَّولةِ الغرَّاءِ
نطفٌ مطهَّرةٌ أتتْ من طاهر
فصفتْ منَ الأرجاسِ والأكداءِ
مولايَ سمعاَ إنَّ غرَّ مدائحي
فيكمْ لتشهدُ لي بصدقِ ولاءي
ولئن شككتَ بما ادَّعيتُ من الولا
أوليسَ هذا المدحُ نصحَ ولاءِ
أو ما تروني كلَّما بصدودكمْ
أحرقتمُ عودي يطيب شذاءي
جارتني الفصحاءُ نحوَ مديحكمْ
فتلوا وكنتُ كملجَّأ البلغاءِ
أنا عرسُ والدكَ الَّذي ثمرَ الثَّنا
منهُ جنتهُ لكمْ يدُ النَّعماءِ
أرضعتكمْ درَّ الفصاحةِ طيِّباً
إذْ كانَ طيبُ روضهِ مرعاءي
يا منْ أصولُ على الزَّمانِ ببأسهِ
ويجيبُ عندَ الحادثاتِ نداءي
بختانِ نصرِ اللهِ قرَّتْ أعينُ الدُّ
نيا وسرَّتْ مهجةُ العلياءِ
والوقتُ راقَ ورقَّ حتَّى صفَّقت
ورقُ الغصونِ على غنا الورقاءِ
فتهنَّ بالولدِ السّعيدِ وختنهِ
وارشفْ هنيئاً شهدةَ السّرّاءِ
وليهِ مافيكَ منْ شرفٍ ومنْ
فخرٍ ومنْ بأسٍ ومنْ إعطاءِ
في بيتكَ المعمورِ منذُ ولادهِ
نشأ السّرورُ بهِ وكلُّ هناءِ
نجمٌ أتى منْ نيّرينِ كلاهما
وهباهُ أيَّ سعادةٍ وضياءِ
خلعَ القماطَ ففازَ في خلعِ العلى
وسعى فأدركَ غايةَ العقلاءِ
للهِ طينتهُ أكانتْ نقطةً
نقطتْ ببسمِ اللهِ تحتَ الباءِ
للهِ خاتمكَ الّذي في نقشهِ
كتبَ المصوّرُ أعظمَ الأسماءِ
ريحانةُ النّادي وشمعةُ أنسهِ
سلوانةُ الجلساءِ والنّدماءِ
اللهُ يحرسهُ ويحرسكمْ معاً
منْ سائرِ الأسواءِ والأرزاءِ
وعسى يمدّكمُ الإلهُ جميعكمْ
بزيادةِ الأعمارِ والأبناءِ
ويمدُّ والدكمْ ودولةَ مجدكمْ
بدوامِ إقبالٍ وطولِ بقاءِ
و له
لله منزلها على الروحاءِ
درّت عليهِ مراضع الأنواءِ
وسقتْ ثراهُ عيونُ أربابِ الهوى
دمعاَ يورِّدُ وجنةَ البطحاءِ
واستخرجتْ أيدي الرَّبيع كنوزهُ
فحياهُ بالبيضاءِ والصَّفراءِ
أكرمْ به منْ منزلٍ أكنافهُ
جمعتْ أسودَ شرى وعينَ ظباءِ
مغنىً إذا سفرتْ وجوهُ حسانهِ
ليلاً يطولُ تلفُّتُ الحرباءِ
بهجٌ يكلِّفكَ السُّجودَ صعيدهُ
شوقاً للثمِ مباسمِ الحصباءِ
حتَّى توهَّمنا ملاعبَ بيضه
فتظنُّها ليلاً بروجَ سماءِ
دارتْ كهالاتِ البدورِ حصونهُ
فهما سواءٌ في سنىً وسناءِ
تهوى الكواكبَ أنْ تصوغَ سوارها
طوقاً لجيدِ مهاتهِ الجوزاءِ
ويودُّ ضوءُ الفجرِ يصبحُ خيطهُ
سلكاً لعقدِ فتاهِ بالعذراءِ
رفعتْ على عمدِ الصَّباحِ بيوتهُ
فحيا لهنَّ ذوائب الظَّلماءِ
قطعٌ من الَّليلِ البهيمِ إلى الثَّرى
هبطتْ وفيها أنجمُ الجوزاءِ
ليلاُ كقدرٍ كلَّ حسنٍ أنزلتْ
آياتهُ فيها وكلَّ بهاءِ
كمْ فيهِ من حقفٍ يمورُ بمئزرٍ
وقضيبِ بان يثني بقباءِ
سقياً لها منْ روضةٍ لم تخلُ منْ
وردينِ وردِ حياً ووردِ حياءِ
لا صحَّتِ النَّسماتُ فيهِ ولا صحتْ
سكرى عيونِ رجالهِ ونساءِ
يا صاحِ إنْ شارفتَ مكَّةَ سالماً
فاعدلْ يمينَ منىً فثمَّ مناءِي
واسألْ بجانبِ طورهِ الغربي عنْ
قلبٍ غريبٍ ضاعَ منْ أحشائي
أطلبهُ ثمَّ تجدهُ في جمراتهِ
أبداً تعذِّبهُ مدى برحائي
لا تعدلنَّ إلى سواهُ فمنزلُ النَّجـ
وى بهِ ومعرَّسُ الأهواء
حرمٌ لهُ حقٌ لديَّ وحرمةٌ
وضعتْ لهُ خدِّي مكانَ حذائي
ما حلَّهُ دنفٌ فاصبحَ محرماً
إلاَّ أحلَّ مقمَّصاً بضناءِ
قرِّبْ بهِ قلبي فإنْ لمْ تلقهُ
فانحرْ بهِ نومي وضحِّ عزائي
وامزج ْلجينَ الدَّمعِ في عرصاتهِ
بنضارِ جاري العبرةِ الحمراءِ
هو مربعٌ للعاشقينَ ومصرعٌ
فليسقِ دمعكَ روضهُ الشُّهداءِ
كمْ فيهِ من بيتٍ تقفَّى بالظُّبا
مضمونهُ كالدُّرةِ البيضاءِ
تتوهَّمُ الأطنابُ منهُ لما ترى
من ضوءِ دمينهِ حبالَ ذكاءِ
أفدي بدورَ دجىً بهِ قدْ زرَّروا
ظلمَ السُّتورِ على شموسِ ضحاءِ
ورماةُ أحداقٍ سهامُ فتورها
صاغَ السَّقامُ لها نضولَ بلاءِ
وسراةَ حيٍّ لمْ تزلْ تشتاقهمْ
شوقَ العطاشِ إلى زلالِ الماءِ
بسوادِ قلبي منْ طريقةِ مقلتي
دخلوا ومنها أخرجوا حوبائي
غرٌّ حووا كلَّ الرجالِ كما حوتْ
راحاتُ عبدِ اللهِ كلَّ سخاءِ
بشرٌ يريكَ لدى السَّماحِ جبينهُ
بشراَ يحاكي الزَّهرَ عبَّ سماءِ
ولدٌ لأكرمِ والدٍ ورثَ النَّدى
والبأسَ عنْ آبائهِ الكرماءِ
أعني عليِّاً صاحبَ الفضلِ الَّذي
هوَ زينةُ الأيَّامِ والآناءِ
السيِّدَ الورعَ التقيَّ أخا النَّدى
علمَ الهدى علاَّمةَ العلماءِ
مولىَ سعى مسعى أبيهِ إلى العلا
فاعتادَ بسطَ يدٍ وقبضَ ثناءِ
هو صدرُ أسمرهِ وقبضةُ قوسهِ
وغدارُ أبيضهِ لدى الهيجاءِ
ويمينُ دولتهِ وآيةُ ملكهِ
ودليلُ نصرتهِ على الخصماءِ
غيثُ النَّدى غوثُ الصَّريخِ إذا دعا
قوت النُّفوسِِ وقوَّةُ الضعفاءِ
يتعاقبانِ على الدَّوامِ تعاقبَ الـ
ملوينِ بالسَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ
تلقاهُ إمَّا واهياً أو ضارباً
فزمانهُ يوماً ندىً ووغاءِ
تدري ذكورُ البيضِ حين تسلُّها
يدهُ سينكحها طلا الأعداءِ
والتِّبرُ يعلمُ إذ يحلُّ وثاقه
أنْ لا يزالَ يسيرُ في الأحياءِ
تهوى البدورُ بأنْ تكونَ بملكهِ
بدراً يفرِّقها على الفقراءِ
وكذا الّلَيالي البيضُ تهوى أنَّها
تمسي لديهِ وهي سودُ إماءِ
حسدتْ مدائحهُ النُّجومُ فأوشكتْ
تهوي لتسكنَ ألسنَ الشعراءِ
يجدُ ازديارَ الوافدينَ ألذَّ منْ
وصلِ الأحبَّةِ بعدَ طولِ جفاءِ
ويرى بأنَّ البيضَ من بيضِ الدُّمى
وصليلها بالبيضِ رجعُ غناءِ
لو أنَّ هذا الدَّهرَ أدركَ شيمةَ
منهُ لبدَّلَ غدرهُ بوفاءِ
ذو راحةٍ نفخَ النَّدى من روحها
في ميِّتِ الآمالِ روحَ رجاءِ
مشكاةُ نادي المجدِ كوكبُ أفقهِ
مصباحُ ليلِ الكربةِ الدَّهماءِ
سرٌّ بذاتِ أبيهِ كانَ محجَّباَ
فبدا بهِ للهِ في الإفشاءِ
ولربَّ ملحمةٍ بنارِ جحيمها
تغلي القلوبُ مراجلُ الشَّحناءِ
نارٌ مقامعها الحديدُ وإنَّما
يجري الصَّديدُ بها على الرُّخصاءِ
يشفي الحمامُ بها الحميمَ فظلُّها
يحموم ليلِ بحاجةٍ دكناءِ
نزَّاعةٌ لشوى الضَّراغمِ ترتمي
شرراً حكتْ قدراً هضابَ أجاءِ
نضجتْ بمارجها النُّجومُ فأكرمُ الـ
بيضِ السَّواغبِ في صفيف شواءِ
وجرتْ عليهِ من ظباهُ جداولٌ
فخبتْ وفاضتْ في دمِ الأشلاءِ
علمٌ تفرَّدَوهو أوسطُ إخوةٍ
شركوهُ في شرفٍ وصدقِ إخاءِ
من كلِّ أبلجَ تستضيءُ بوجهه
وبرأيهِ في الَّليلةِ الظَّلماءِ
منْ شئتَ منهمْ فهوَ رامٍ معرضٌ
بالجزمِ نصلاً أسهمَ الآراءِ
جمراتُ هيجاءٍ إذا ما سالموا
كانوا جناناً طيِّباتِ جناءِ
كهناءُ غيبٍ يعلمونَ فراسةً
قبل الوقوعِ حقائقَ الدأماءِ
وجبالُ حلمٍ إنْ إليه نسبتهمْ
فهمُ هضابُ القدسِ حولَ حراءِ
فإذا بدا وبدوا علمتَ بأنَّهمْ
قبساتُ ساطعِ ذلك الَّلألاءِ
للهِ في تقسيمِ جوهرِ فردهِ
حكمٌ بدتْ في هذهِ الأجزاءِ
ووفوا فكانوا في محلِّ بنانهِ
من راحتيهِ وأكملِ الأعضاءِ
فهمُ مواعدهُ وزينةُ مجدهِ
وجمالُ وجهِ الدَّولةِ الغرَّاءِ
نطفٌ مطهَّرةٌ أتتْ من طاهر
فصفتْ منَ الأرجاسِ والأكداءِ
مولايَ سمعاَ إنَّ غرَّ مدائحي
فيكمْ لتشهدُ لي بصدقِ ولاءي
ولئن شككتَ بما ادَّعيتُ من الولا
أوليسَ هذا المدحُ نصحَ ولاءِ
أو ما تروني كلَّما بصدودكمْ
أحرقتمُ عودي يطيب شذاءي
جارتني الفصحاءُ نحوَ مديحكمْ
فتلوا وكنتُ كملجَّأ البلغاءِ
أنا عرسُ والدكَ الَّذي ثمرَ الثَّنا
منهُ جنتهُ لكمْ يدُ النَّعماءِ
أرضعتكمْ درَّ الفصاحةِ طيِّباً
إذْ كانَ طيبُ روضهِ مرعاءي
يا منْ أصولُ على الزَّمانِ ببأسهِ
ويجيبُ عندَ الحادثاتِ نداءي
بختانِ نصرِ اللهِ قرَّتْ أعينُ الدُّ
نيا وسرَّتْ مهجةُ العلياءِ
والوقتُ راقَ ورقَّ حتَّى صفَّقت
ورقُ الغصونِ على غنا الورقاءِ
فتهنَّ بالولدِ السّعيدِ وختنهِ
وارشفْ هنيئاً شهدةَ السّرّاءِ
وليهِ مافيكَ منْ شرفٍ ومنْ
فخرٍ ومنْ بأسٍ ومنْ إعطاءِ
في بيتكَ المعمورِ منذُ ولادهِ
نشأ السّرورُ بهِ وكلُّ هناءِ
نجمٌ أتى منْ نيّرينِ كلاهما
وهباهُ أيَّ سعادةٍ وضياءِ
خلعَ القماطَ ففازَ في خلعِ العلى
وسعى فأدركَ غايةَ العقلاءِ
للهِ طينتهُ أكانتْ نقطةً
نقطتْ ببسمِ اللهِ تحتَ الباءِ
للهِ خاتمكَ الّذي في نقشهِ
كتبَ المصوّرُ أعظمَ الأسماءِ
ريحانةُ النّادي وشمعةُ أنسهِ
سلوانةُ الجلساءِ والنّدماءِ
اللهُ يحرسهُ ويحرسكمْ معاً
منْ سائرِ الأسواءِ والأرزاءِ
وعسى يمدّكمُ الإلهُ جميعكمْ
بزيادةِ الأعمارِ والأبناءِ
ويمدُّ والدكمْ ودولةَ مجدكمْ
بدوامِ إقبالٍ وطولِ بقاءِ
من بحر الكامل
<font size=5 color=black>
و له
خلطَ الغرامُ الشَّجوَ في أمشاجهِ
فبكى فخلتُ بكاهُ من أوادجهِ
ودعتهُ غزلانُ العقيقِ إلى السُّرى
فغدا يساري النَّجمَ في إدلاجهِ
ودعتهُ ناحلةُ الخصورِ إلى الضَّنى
فكستهُ صفرَ الوشيِ منْ ديباجهِ
تملي عيونُ الغانياتِ عليهِ ما
يملي النَّديمُ به كؤوسَ زجاجهِ
يا منْ لقلبٍ يستضيئُ بقلبهِ
فكأنَّ جنَّتهُ ذبالُ سراجهِ
دنفٌ أعارتهُ الخصوُ سقامها
أينَ الأطبَّا منْ عزيزِ علاجهِ
قدْ ظنَّ سكبَ الدًَّمعِ يخمدُ نارهُ
سفهاً بهِ فتأَجَّجتْ بأجاجهِ
وبياضِ ساعدهِ المساعدِ لوعتي
للهِ ما صنعتْ يدا إعواجهِ
قربتْ محاسنهُ وعزَّ وصولهُ
فبدا بدورَّ البدرِ في أبراجهِ
كمْ من ظلامٍ فيهِ قد نادمتهُ
حتَّى بدتْ نارُ الصَّباحِ بساجهِ
ولربَّ زائرِ أيكةٍ لوْ أنَّهُ
يدعو الجمادَ لزاد في إبهاجهِ
ولقدْ تأمَّلتُ الزَّمانَ وأهلهُ
وأجلتُ عينَ النَّقدِ في أفواجهِ
فرأيتُ عربدةَ الزَّمانِ عزيزةً
في حالِ سكرتهِ وصحوِ مزاجهِ
ولربَّما ظنَّ السَّفيهَ بأنَّهُ
يصحو بلى لكنَّ لاستدراجهِ
ويسرُّ قلبُ الدَّهرِ كلَّ عجيبةٍ
لمْ يفشها إلاَّ بنو أزواجهِ
ورأيتُ أغلى ما عليهِ منَ الحلى
أربابهُ وعليَّ درَّةَ تاجهِ
قيلٌ تواخى بالمكارمِ والتُّقى
والجودِ والمعروفِ منذُ نتاجهِ
سمحٌ إذا فقد الثَّرى صوبَ الحيا
وشكا الظَّما يسقيهِ منْ ثجَّاجهِ
بطلٌ إذا هزَّ القنا بأكفِّهِ
تضحي القلوبُ مراجزاً لزجاجهِ
أسدٌ إذا لقيَ الخميسَ فعندهُ
كبشُ الكثيبةِ منْ أذلِّ نعاجه
جمعُ الأسودِ إذا لقيهِ لدى الوغى
حذراً يبدِّلُ زأرهُ بثؤاجهِ
لجبُ الجيوشِ إذا يمرُّ بسمعهِ
لجبُ الذِّئابِ يظنُّ في أهزاجهِ
يقري بلحمِ الشُّوش شاغبة الظُّبا
ويزيد حرُّ الضَّربِ في إنضاجهِ
ترجى منافعهُ ويحذرُ ضرّهُ
في يومِ نائلهِ ويومِ هياجهِ
كسدَ المديحُ وأكدحوا نظامهُ
حتّى أبى فأقامَ سوقَ زواجهِ
با ابنَ الّذي سادَ الأنامَ ونجلَ منْ
فاقَ الملائكَ في علا أدراجهِ
إنَّ المديحَ إذا أردتُ ثناءكمْ
تهوي النّجومُ إليَّ منْ أبراجهِ
وإذا قصدتُ سواكمُ فيهِ فلمْ
تظفر يديْ إلا ببيضِ دجاجهِ
أيّدتَ دينَ الحقِّ بعدَ تأوّدٍ
وسددتَ بالإحكامِ كلَّ فجاجهِ
وشفيتَ علّتهُ بكتبٍ قدْ غدتْ
مثلَ الطّبائعِ لاعتدالِ مزاجهِ
أسفارُ صدقٍ كلُّ خصمٍ مبطلٍ
منها سيعلمُ كاذباتِ حجاجهِ
نورٌ مبينٌ قدْ أنارَ دجى الهوى
ظلمَ الضلالةِ في ضياءِ سراجهِ
وغديرُ ختمٍ بعد ما لعبتْ بهِ
ريحُ الشّكوكِ وآضَ منْ لجّاجهِ
أمطرتهُ بسحابةٍ سمّيتها
خيرَ المقالِ وضاقَ في أمواجهِ
وأبنتَ في نكتِ البيانِ عنِ الهدى
فأريتنا المطموسَ منْ منهاجهِ
وكذاكَ منتخبٌ منَ التّفسيرِ لمْ
تنسجْ يدا أحدٍ على منساجهِ
للأعرجينِ وإنْ بدتْ شرفاتهُ
لن يبلغا المعاشرَ منْ معراجهِ
مولايَ قدْ ذهبَ الصّيامُ مودّعاً
وأتاكَ شهرُ الفطرِ باستبهاجهِ
شهرٌ نوى قتلَ الصّيامِ هزبرهُ
فاغتالَ مهجتهُ بمخلبِ عاجهِ
و له
خلطَ الغرامُ الشَّجوَ في أمشاجهِ
فبكى فخلتُ بكاهُ من أوادجهِ
ودعتهُ غزلانُ العقيقِ إلى السُّرى
فغدا يساري النَّجمَ في إدلاجهِ
ودعتهُ ناحلةُ الخصورِ إلى الضَّنى
فكستهُ صفرَ الوشيِ منْ ديباجهِ
تملي عيونُ الغانياتِ عليهِ ما
يملي النَّديمُ به كؤوسَ زجاجهِ
يا منْ لقلبٍ يستضيئُ بقلبهِ
فكأنَّ جنَّتهُ ذبالُ سراجهِ
دنفٌ أعارتهُ الخصوُ سقامها
أينَ الأطبَّا منْ عزيزِ علاجهِ
قدْ ظنَّ سكبَ الدًَّمعِ يخمدُ نارهُ
سفهاً بهِ فتأَجَّجتْ بأجاجهِ
وبياضِ ساعدهِ المساعدِ لوعتي
للهِ ما صنعتْ يدا إعواجهِ
قربتْ محاسنهُ وعزَّ وصولهُ
فبدا بدورَّ البدرِ في أبراجهِ
كمْ من ظلامٍ فيهِ قد نادمتهُ
حتَّى بدتْ نارُ الصَّباحِ بساجهِ
ولربَّ زائرِ أيكةٍ لوْ أنَّهُ
يدعو الجمادَ لزاد في إبهاجهِ
ولقدْ تأمَّلتُ الزَّمانَ وأهلهُ
وأجلتُ عينَ النَّقدِ في أفواجهِ
فرأيتُ عربدةَ الزَّمانِ عزيزةً
في حالِ سكرتهِ وصحوِ مزاجهِ
ولربَّما ظنَّ السَّفيهَ بأنَّهُ
يصحو بلى لكنَّ لاستدراجهِ
ويسرُّ قلبُ الدَّهرِ كلَّ عجيبةٍ
لمْ يفشها إلاَّ بنو أزواجهِ
ورأيتُ أغلى ما عليهِ منَ الحلى
أربابهُ وعليَّ درَّةَ تاجهِ
قيلٌ تواخى بالمكارمِ والتُّقى
والجودِ والمعروفِ منذُ نتاجهِ
سمحٌ إذا فقد الثَّرى صوبَ الحيا
وشكا الظَّما يسقيهِ منْ ثجَّاجهِ
بطلٌ إذا هزَّ القنا بأكفِّهِ
تضحي القلوبُ مراجزاً لزجاجهِ
أسدٌ إذا لقيَ الخميسَ فعندهُ
كبشُ الكثيبةِ منْ أذلِّ نعاجه
جمعُ الأسودِ إذا لقيهِ لدى الوغى
حذراً يبدِّلُ زأرهُ بثؤاجهِ
لجبُ الجيوشِ إذا يمرُّ بسمعهِ
لجبُ الذِّئابِ يظنُّ في أهزاجهِ
يقري بلحمِ الشُّوش شاغبة الظُّبا
ويزيد حرُّ الضَّربِ في إنضاجهِ
ترجى منافعهُ ويحذرُ ضرّهُ
في يومِ نائلهِ ويومِ هياجهِ
كسدَ المديحُ وأكدحوا نظامهُ
حتّى أبى فأقامَ سوقَ زواجهِ
با ابنَ الّذي سادَ الأنامَ ونجلَ منْ
فاقَ الملائكَ في علا أدراجهِ
إنَّ المديحَ إذا أردتُ ثناءكمْ
تهوي النّجومُ إليَّ منْ أبراجهِ
وإذا قصدتُ سواكمُ فيهِ فلمْ
تظفر يديْ إلا ببيضِ دجاجهِ
أيّدتَ دينَ الحقِّ بعدَ تأوّدٍ
وسددتَ بالإحكامِ كلَّ فجاجهِ
وشفيتَ علّتهُ بكتبٍ قدْ غدتْ
مثلَ الطّبائعِ لاعتدالِ مزاجهِ
أسفارُ صدقٍ كلُّ خصمٍ مبطلٍ
منها سيعلمُ كاذباتِ حجاجهِ
نورٌ مبينٌ قدْ أنارَ دجى الهوى
ظلمَ الضلالةِ في ضياءِ سراجهِ
وغديرُ ختمٍ بعد ما لعبتْ بهِ
ريحُ الشّكوكِ وآضَ منْ لجّاجهِ
أمطرتهُ بسحابةٍ سمّيتها
خيرَ المقالِ وضاقَ في أمواجهِ
وأبنتَ في نكتِ البيانِ عنِ الهدى
فأريتنا المطموسَ منْ منهاجهِ
وكذاكَ منتخبٌ منَ التّفسيرِ لمْ
تنسجْ يدا أحدٍ على منساجهِ
للأعرجينِ وإنْ بدتْ شرفاتهُ
لن يبلغا المعاشرَ منْ معراجهِ
مولايَ قدْ ذهبَ الصّيامُ مودّعاً
وأتاكَ شهرُ الفطرِ باستبهاجهِ
شهرٌ نوى قتلَ الصّيامِ هزبرهُ
فاغتالَ مهجتهُ بمخلبِ عاجهِ
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 59 زائراً