بلا تمني

[مجدي]

خذي مني اليكِ .. اليكِ مني
فقد ثارت لهذا اللحن جني

فقد خبأتُ لحناً في خيالي
وقد آثرت ان عنه أُكنّي

وحرف البوح لا يشفي جروحي
لأني قد شقيتُ بحسن ظني

ونبض الصمت اورثني شتاتاً
لأقرع نادما في الغيب سني

فقلبي كان قرباناً لأفعى
فقلت لمهجتي انتظري وكِنّي

فعاندني الزمان بلا رجاءٍ
لأمضي في الحياة بلا تمني

[عبدون]

خذي يامهجتي من كل فني
فمجدي صاحبي بالقول يغني

له شعر يؤثر في كياني
كأنك في الفصاحة ابن جني

تعيد لنا النشاط اذا وهنّا
فخذ كل التحايا اليوم مني

فلا تاسَ اذا مانلت حظا
من الدنيا فللمرء التمني

غدا سترى زهورك قد تبدت
وغصنك من ثمار الحظ مدني

وحسن الظن شيمة ذي وفاء
فلاتقرع بقهرك كل سنِ

فكن ياصاح في درب التمني
لعلك ان تنال بحسن ظني

عبدون

[مجدي]

و هذا الشدو من طيرٍ أغنِّ
يرفرفُ بالفصيحِ بكلِّ فنِّ

فيالك من قديرٍ في القوافي
لديك الشعريأتي فيض مُزنِّ

لهذا يا رفيق الشعر دوماً
وضعتك في عيوني وسط نني

و قد جُّودتَ نصحك يا رفيقي
و هذا القول مني "غصب عني"

فحواء افترت في قلب مجدي
وقد قلبت له ظهر المِجنِّ

[عبدون]

رقيق الحس خذ ذا النصح مني
وان قصّرت في الارشاد زدني

فحوا يا اخي قد اعجزتنا
ومنها قد قرعت اليوم سني

فما لي حيلة الا ابتعادي
واني قد عزمت الان اني

تلاحقنا بكيد ضقت منه
اما ترنوه يا ابن الشعر بني

لذا لا تأتها ثقة لئلا
تصير بشرك من تهوى التمني

لها دمع كذوب منه حارت
وُيجري الدمع شيطان وجني

ومن دمع لها قد نال سجنا
نبي الله يوسف... فلتسلني

على حواء يا مجدي لاني
خبير لا يريبك صغر سني

عبدون

[مجدي]

كبيرٌ أنت يا روح القوافي
و تملأ من خمور الشعر دني

نصائحك الثمينة فوق رأسي
أقولُ لها ألا شني ورني

لتسمع بنت حوا ما نقاسي
لهذا فابعدي يا "بنت" عني

فلي قلبٌ خليٌ غير اني
سليطٌ في اللسان ولي مسنّي

و اخشى ان اثور فبعض حرفي
يقول لبعضه "يخربْ مطني"

فلست انا الحكيم بلا مراءٍ
و لستُ انا الغرير و لا "السوهني"

[عبدون]

ابن لي يا صديقي ما السوهني
لكي تلقى جفائي ذات خدن

فيا لك من حكيم بين عصري
بكل عبارة بالنبل تعني

عرفتك بالشموخ وكل عزم
وللامجاد بالاقوال تبني

ارى حواء تسعى يا صديقي
بكل وسيلة من حلق ذقني

فان ارضيتها ملكت زمامي
وخوفي من مقولتك (السوهني )

فخبرني بمعناها فاني
طنين قد غزاني بين اذني

عبدون

[مجدي]

سؤالك يا صديقي عن "السوهني"
ساورده فهذا العيب مني

فهذا اللفظ في مصر تراه
لمن يُبدي التغافل و هو جني

تراه بكل لونٍ ليس تدري
أأبيض ما ترى ام ذاك بُني

و ينتظر الوثوب بكل لطفٍ
و ينشب مخلبيه بكل مُكنِ

و يقرب منك تحسبه صديقاً
يجيرك في الأسى كابن الدُغنِّ

و لكن عند تمحيص النوايا
تراه و لا تراه كبعض ظنِّ