غدار يا زمن

الشعر العمودي - شعر التفعيلة

المشرفون: مجدي، موودي

ابن بيسان
بوح دائم
مشاركات: 184
اشترك في: 06-26-2003 04:29 AM
اتصال:

غدار يا زمن

مشاركةبواسطة ابن بيسان » 05-31-2006 03:02 AM

أنتَ غَدَّارٌ ظالِمٌ يَا زَمَانِي
بِعْتَني وَالعَذابُ مِنْكَ اشترَانِي

وَتَنَكَّرْتَ لِي كَأنِّيْ غَرِيبٌ
بَعْدَمَا كُنْتَ دَائمَاً تلقانِي

وَسَلَبْتَ الفُؤادَ أغْلى الأمَانِي
فَجْأةً فِي عِزِّ الرِّضَا وَالأمَانِ

فَتَحَمَّلْتُ مَا تَحَمَّلتُ حَتى
هَدَّنِي الهّمُّ وَالاسَى أعْيَانِي

كانَتِ الدُّنيا كُلها بصَفاهَا
وَبَهَاهَا كخَاتمٍ فِي بَنَانِي

تتلوَّى إذا هَمَسْتُ بِلَحْنٍ
فِي انْسِيابِ المَسَا وَوَقْعِ الثواني

يَا زَمَانِي واليوم بي تتسلى
لكَ سادِيَّة ٌ.. فَطِبْ يَا زَمَانِي

فأنا اليوْمَ فِي شَهيقِي حَرِيقٌ
وَزَفيري فِيهِ لَظَى البُرْكانِ

لا سَقَى اللهُ عِيشَة ً بت فِيهَا
كَشريد أحيا بلا أوطانِ

شيَّدَ النَّفْيُ مِنْ حَواليَّ سِجناً
أخْضَرَ البُؤْسِ أسْوَدَ الحيطانِ

وربا الشوْكُ في ضُلوعِي وَروحِي
فدَجى بي وَا حَسْرَتا عَالَمانِ

انا كالبِئرِ صَامِتٌ فِي ظَلامِي
وَوحِيدٌ عَلى مُرورِ الزَّمَانِ


إن يأسي لكأسُ حُمّى بِصَدرِي
ألْصَقتهُ كَفُّ القضا فكَواني

أيْنَ مِنّي الخلاصُ والفَجْرُ حُلْمٌ
نفَّرَتهُ السِّنينُ مِنْ أجْفانِي


أنا فِي الحُزْنِ لا أرى لي شبيهاً
قَطُّ في الإنسِ لا ولا في الجَانِ

أنَا فِي غُرْبَتي تَهَشَّمَ عُمْري
بِفؤوسِ الحَنينِ والحِرْمَانِ

وَعَذابي الحَدِيدُ لو حملوه
لهوى تحت عبئه الثقلانِ

ليت اني ان مت تفنى شجوني
في رفات الاجساد والابدان

آهِ روحي بها الشجون استقرت
وسأبقى في الخلد منها اعاني

لَيتني ما أمنت يوما لدنيا
آهِ مَا أضيعَ الفتى بالاماني

لَوْ غَدَا الانْتِحارُ يَوْماً مُبَاحَاً
لَسَقى الارض مِنْ دَمِي الاكْحَلانِ
ألا ليت "الرشيقَ" يعود يوماً
فأخبره بما فعل المغيبُ

العودة إلى “الشعر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 80 زائراً