في وداع بلقيس

[فؤاد زاديكه]

في وداع بلقيس


*شعر: فؤاد زاديكه



بلقيسُ يا بلقيسُ ما أنت الوحيدة


من نساء حضارة


ظلّتْ لأجيال ٍ عتيدة


في اغتصاب الخير ِ


في جَلْد القصيدة


في امتشاق السهم


من وكر الخديعة ِ


كي ينالوا من الطريدة


بلقيسُ يا بلقيسُ


في عينيك أمواجٌ


محطّمةٌ شريدة


في هوى خدّيك


أعنابٌ وأفراحٌ وئيدة!


في لمى ثغرٍ تهالك


عندما قالوا شهيدة.



بلقيسُ كيف الناسُ تضحك


والطوابيرُ تسيرُ؟


كيف أشلاء تمزّقُ


والدماءُ لها بحورُ؟


كيف أفراحُ الأماني


لم يعدْ منها حضورُ؟


هل يعيشُ العرْبُ


في دوّامة ظلّتْ تدورُ؟


يزرعون الحقد والأقذار


يحكمهم فجورُ؟



بلقيسُ ما نهجٌ لأعراب ٍ تغيّرْ


بلقيسُ وضعُ الشّعب كالموج المزنّرْ


بلقيسُ يا بلقيسُ


يا وجه البراءة والمعطّرْ


بلقيسُ يا نهراً تمرّد


وهو لم يخمدْ ويثأرْ


بلقيسُ ما ليلُ العروبة


بالحياء أرى تدثـّرْ


قتلوك في زنزانة الأفكار


والكره المغبّرْ


بلقيس سوف نعيشُ في


يوم اغتيالك أحلى مظهرْ!


نرفعُ الأعلام عالية


عبابَ الفجر نمخرْ


نرسمُ الأشواق للذكرى


وللعشق المزهّرْ


نعلنُ الإصرار عن نصر


وعن فوز مؤزّرْ


يا قوى الشرّ المدمّرْ..


يا قوى الشرّ المدمّرْ..



بلقيسُ كم مات الجمالُ


وكم انطفا وهج المدارْ!


بلقيسُ كم غرقتْ


ببحر الحزن أمواجُ النهارْ


بلقيسُ كم عانيتِ من ظلم


وكم عانينا


من قهر البحارْ!


بلقيسُ عودي وانظري


كيف التشرذمُ وانكسارْ


يبدعُ العربُ البواسلُ


يوم ينحلّ الإزارْ


إنه فجرُ انتصارْ!


إنه رمزُ افتخار!.


بلقيسُ ذا الطوفانُ يعصفُ


ليس يوقفه قرارْ


بلقيسُ قد آثرتِ تضحية


وصارتْ كالمنارْ


إنّا أعرابٌ و ليس يهمّنا


فقدُ اعتبارْ


إننا أعرابُ سبي


ما لنا غيرُ الحصارْ


إننا ولّدنا أزمنة هوتْ


واستفحلَ الهولُ الشّرارْ


بيروتُ لازالتْ توشّى


بالحرائق والدّمارْ


بيروتُ لازالتْ تفيقُ


على براكين ونارْ


هل ترينَ بربّك هذي


تباشيرَ ازدهار؟


إنّما العربُ أجادوا


في الحواجز والجدارْ


إنّما العربُ أفاقوا


بعدما ولّى النهارْ!!!



بلقيسُ هلْ قُرئتْ لك


وتوزّعتْ تلك المآثرْ؟


بلقيسُ هلْ عثروا على المطلوب


في وهد المغاورْ؟


بلقيسُ هلْ زالتْ من التاريخ


آثارُ المعابرْ؟


بلقيسُ هلْ بيروتُ لم تشبعْ


وتحتاجُ المجازرْ؟


لولا كبارُ القوم اشتركوا


وأرذالُ المنابرْ


لارتقى الأعرابُ منزلة


تهلّلُ بالبشائرْ!


لا تعودي..


لم يعدْ للصوتِ


مجرى في الحناجرْ


لا تعودي..وارقدي


فالعُـرْبُ أغنامٌ " كواسرْ"!!!


إنك استلقيت ِ


في أمن المحبة والمشاعرْ


إنك استوحيت ِ


من وحي القصيدة كلّ شاعرْ


لا تعودي فالهوى


بلقيسُ ما عاد بثائرْ!!!


ألمانيا في 9/9/2005

--------------------------------------------------------------------------------