(وأغمضت) عيني ثانية
(وأغمضت) عيني ثانية
جمدت اطرافي
وسرى في جسدي شعورا لم اعرفه من قبل
سكتت من هول الصدمة
وقعت مغشية على الأرض
بعد دقائق
افقت على سرير أبيض
وحولي حشد من الأطباء والمتخصصين
ياالهي احقا أنا اعاني من تلك اللعنة
بالله عليكم اخبروني من أين أتت لي
صرخت بكل قواي
اتركوني وحدي
لا اريد ان ارى احدا
دعوني اعصر دموعي
علها تغسل مابداخلي من ألم وحسرة
اخذت اتأمل الماضي
كل شئ كان رائعا
انا
زوجي
عائلتي الصغيرة
كل شئ
اغمضت عيني
رجعت بافكاري إلى الوراء
واعدت شريط ذكرياتي
تعرفت عليه في الجو
كنت مسافرة إلى احد الدول الأوروبية لقضاء فترة الصيف مع والدتي ووالدي
انا وحيدتهم
وزهرتهم
وحياتهم كلها
انجبوني بعد حرمان عشر سنوات
احبوني
دللوني
اغدقوا عليا المال والهدايا والجواهر
كنت كأميرة بين فتيات جيلي
كان الجميع يحسدني على دلالي ونعومتي
وهو
كان احد طاقم الطائره
من اول وهله رايته قفزت نظراتي نحوه
تأملته
وسيما
جذابا
انيقا
مميزا في كل شئ
حتى في ابتسامته التي سحرني بها
لم اشعر بالملل رغم طول الرحلة
كان مهتما بي وبعائلتي إلى درجة كبيرة
تعارفت وإياه
هو من بلد خليجي مجاور
تبادلنا الحديث
فوجدته متحدثا لبقا
يجيد ثلاث لغات إلى جانب العربية لغته الأم
قبل انتهاء الرحلة بدقائق همس في اذني قائلا:
سأنزل في الفندق الفلاني لمدة ثلاث ايام
نزلنا العاصمة
غدوت شاردة طوال الوقت بعيدة عن اهلي
ولأول مره يفارقهما تفكيري وخيالي
سألاني فانكرت
تعللت بتعب جسدي من الرحلة
طلبت قسطا من الراحة لوحدي
ولكن لم يهنأ لي بال
اخذت اردد كلماته في أذني علني اسهو واغفوا
ولكن هيهات فمشاعري تناديه وقلبي يهتف باسمه
ذهبت لأمي مسرعة
اخبرتها بكل مايجول في خاطري
فهي امي وصديقتي ومستودع اسراري
ابتسمت بعفوية قائلة: لقد لاحظت وابوك ذلك
طوال الرحلة ونحن نتهامس بشأنك وشأن فارس أحلامك
اتصلت به بعد موافقة امي
حادثته قليلا ثم عرضت عليه امي دعوة عشاء
في نفس اليوم وافق دون تردد
رغم تعبه وانهاكه وقضاءه الرحلة الطويلة واقفا على قدميه
التقينا
تحادثنا طويلا
هو شاب طموح من اسرة ثرية
يعمل مضيف طيران ويتهيأ لشغل وظيفة مساعد طيار
انهى للتو اربع سنوات من الدراسة المتواصله ليلا ونهارا إلى جانب عمله
تم كل شئ بسرعة
تزوجنا بعد اربعة اشهر من اعلان حبنا
احببته واحبني
وكونا اسرة صغيرة يشهد لها الجميع
حب
تفاهم
شوق
تضيحات
اخلاص
وفاء
تقدير
تفاؤل بالغيب
كان يغيب عن البيت اياما واحيانا اسابيع
ويعود لي مشتاقا لاهثا ليرى وجهي
ليطبع على جبيني قبلة الحب
قبلة التقدير
قبلة الالتحام
فقد كنا كروحين في جسد
مرت السنوات سريعة
لم نفكر خلالها ابدا عن سبب عدم الإنجاب
ولأول مره فكرت وبعد مشورته
عرضت نفسي على اخصائية نساء
اجريت فحوصات
وياللعجب
وكأنني ذهبت لاتلقى خبر حملي
طرت كفراشه
اتصلت به
اخبرته
طار فرحا وطلب اجازة عاجلة
جاءني كالصاروخ
قبلني
احتواني بجسده
روى ظمأي من وحشته
وعاد بعد يومين
الجميع جاء مهنئا
وداعيا لي بالصحة والعافية
ودوام الجنين وتثبيته
اخيرا سأصبح أم
وسيصبح هو اب
لاجمل واروع طفل
اخذتني الأفكار بعيدا ، تهت بينها
كيف سيكون شكله
وماهو جنسه
ومتى سيظهر
اممم
مضت اربعة اشهر كاملة والباقي خمسة
لا احتمل الصبر
اريده بسرعه بين يدي
ماذا سنسميه
وافكار تروح وتجيئ
وتخلل افكاري رنين الهاتف
الو: مدام آمال
قلت: نعم
قالت: معك د. ليلى
نطلب حضورك بشأن آخر تحليل اجريته في مختبرات المستشفى
دهشت ولكن سرعان ماتقبلت الأمر بابتسامة
عرفت ،، بالتأكيد سيخبروني عن امكانية معرفة جنس الجنين
فقد وعدوني باتصال حالما يمكنني معرفته
جلست عند د. ليلى
كنت فرحة انتظر التباشير
ولكنني رأيت وجهها عابسا ينم عن سوء
سألتها: مالأمر حضرة الدكتورة
ردت: اختي ،،، انتي مؤمنة بقضاء الله وقدره وكل شئ مقدر ومكتوب
هلعت !!
سألتها بتوتر... هل الجنين بخير،،؟؟
قالت: دعيني اصارحك اختي ولكني هل لي بسؤال خاص
قلت: تفضلي
قالت: هل تعاطيتي حبوبا او مهدئات دون استشارة طبيب
قلت: لا ولما المهدئات وانا كاميرة وسط اسرة رائعة
سألت ثانية: حسنا،، هل لك علاقات محرمه
صرخت بأعلى صوتي: ماذا؟؟ علاقات؟ ارجوكي انا من اسرة محافظة
قالت: اسفه لم اقصد،، ولكن ، ماذا عن زوجك؟
قلت: ماباله هو الآخر؟ الن تنتهي من اسألتك (الغبية) فقد فاض بي الكيل
قالت: حسنا، اختي آمال. للاسف بعد آخر تحليل دم اجريتيه في المختبر، اتضح ان لديك نقص المناعة (الإيدز)!!!!
ويتحتم وضعك تحت الحراسة المشددة في غرفة خاصة واستدعاء زوجك فورا لإجراء فحص هو الآخر..
لم اتمالك نفسي
بكيت
صرخت ولكن هل يفيد البكاء
تم استدعاء زوجي
وهنا اتت الطامة الثانية
كان على علاقة محرمة بسيدة آسيوية
وتركها قبل اشهر
بعد بخبر حملي
زوجي العزيز
ماذنبي
وماذنب طفل في احشائي
اصبح اجهاضه مستحيلا
هل نحبس في غرفة مظلمة في انتظار اجلنا
ارجوك اخبرني
واغمضت عيني ثانية
في انتظار جوابه
عذرا الى النادي العريق ابثه زفرات وجد قد ثوى بفؤادي
ياويح قلب وزعت أشواقه بين الحبيب وبين هذا النادي
مجدي خاشقجي
- kindy girl
- بوح دائم
- مشاركات: 696
- اشترك في: 06-14-2002 02:59 PM
-
- رشف مميز
- مشاركات: 2702
- اشترك في: 05-06-2001 10:21 PM
- اتصال:
-
- رشف مميز
- مشاركات: 1142
- اشترك في: 05-12-2001 02:52 PM
بصدق عزيزتي ريم ..
رائعة ومؤثرة مؤثرة جداً ..
[COLOR=darkred]ماذنب حبٍ تقتله في مهده
وقبل أن يينع ..
ما ذنب أم لا تدري ماذا تفعل بجنينها
ماذنبُ ذاك الطفل ..
يولد لوالدين مريضين ..
ماذنبُ اشرة لم تكد تفرح بابنتها
حتى يُزف اليها خبر استعدادها للموت ..
بصدق عزيزتي ريم كما قال رائد ..
تحمل كماً هائلاً من الحكم والنصائح ..
ننتظرك دائماً ...لا فُض قلمٌ لك ..
دمتِ بكل الوُد ,,[/COLOR]
رائعة ومؤثرة مؤثرة جداً ..
[COLOR=darkred]ماذنب حبٍ تقتله في مهده
وقبل أن يينع ..
ما ذنب أم لا تدري ماذا تفعل بجنينها
ماذنبُ ذاك الطفل ..
يولد لوالدين مريضين ..
ماذنبُ اشرة لم تكد تفرح بابنتها
حتى يُزف اليها خبر استعدادها للموت ..
بصدق عزيزتي ريم كما قال رائد ..
تحمل كماً هائلاً من الحكم والنصائح ..
ننتظرك دائماً ...لا فُض قلمٌ لك ..
دمتِ بكل الوُد ,,[/COLOR]
قلبٌ بين أنياب الزمن
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 11 زائراً