يا صديقه

[تأبط حلماً]

في طريق الآه نسحب حبيبات الحسره من فوق شفاهنا
نسقي الأتربه حتى تنام سباتها الأرضي
ومن على فوهات الوجع نمد الأيادي البيضاء
في داخلها كل جوهر ...وكل حقيقه
*****
صديقتي في الأفراح وفي الدموع
هل لمحتِ كم الشوق يلهبني نحوك
وكم باسقات النخل تغني لأجلك
صديقتي في هذا الزمن الفاصل
بين الأرحام وبين الأجناس وبين الحدود
خذيني مصحفا في معبدك
ويرقه تضيء لك المحراب في لحظات الرجوع نحو الأعلى
خذيني خيبه في ممرات حياتك
فأنا أعلم ان الاشياء الحزينه تبقى
*******
لم يكن لدي الكثير لأقدمه
سوى السعى إليك في أنتظار الأحلام
في سرقات الأمال التى يستجديها الحفاة على الشوك
ورغم الألم ...ورغم الندم
تظلين يا صديقه ذاك المنام المسروق من فوق اهداب القصيده
استرجي الصمت على ابواب المدن العتيقه
وفوق الحمائم إلتي تحن إلى موطنها
برغم تعبها المميت
ورغم معانقتها للسماء
تعود محمله بالنعاس ...لا شيء غير النعاس

*****
آه يا صديقه لو بيدي ماء الذهب
وحقول السنابل الصفراء
لحصدت لك كل شيء من ...لا شيء
ووهبتك الأثير
ووقفت على اطراف محياك ...فقط اتأملك
واقارن بك نشوة الكؤوس
وندامة الرفاق
ويأتي الصباح كعادته يرفرف على الندى المتقاطر من ثغرك
يأتي إلى المنهل ...إلى الشهد الغرير
ليهمس لك عزفا صاخبا
ويجمع التضداد حولك

******
مَوتي الآن ليس بجديد
فمئات السنين تذوقت الأحتضار بعصارته الغريبه
الفت الرحيل من قلوب النساء والأوطان
من نفحات الصرير القادمه من عمق المحار
لا تسألي عني فأنا بين الحضور وبين الأنصراف
اهيم مشرداً على خصلات كنت لمحتها فوق جبينك
لذا وللمره الأخيره
ليكن مماتي ....فوق حدائق صدرك
اتلحف بربوعه الواسعه
واغمض العين الأبدي
لأن البعث مرة اخرى
غثاء لا اريده ...لم يعد يجدي .