<DIV align=justify><FONT size=4 color=black face=
كنتُ و قلمي دائماً على وفاق ... فقد اعتدْتُ أن يكون لي طوع البنان .. أُسيِّرُهُ على صفحاتِ كُتَيِّبي كيفما أشاء .. و أنقله بخفة من سطرٍ إلى آخر .. من صفحةٍ إلى تاليتها .. أُريحُهُ متى أريد .. و راحته بين أناملي .. أوقفه متى أريد .. و يسمع كل أوامري ..
و اليوم .. و قد ازدَحَمَتْ المشاعر داخلي ... ضاعت مني الكلمات ... و تاهت بين ضلوعي العبارات ..
سالت من عينيَّ العبرات .. و تبعْثَرَ مداد القلم على الوريقات ... ماذا أكتب .. و كيف أكتب .. و عن ماذا أكتب ....؟؟؟!!!!!
حيرةٌ عظيمة تملَّكَتْني ... و لم أجد أي إجابة سهلة على أيٍّ من أسئلتي الصعبة ... حتى قادني قلمي - كما لم يفعل من قبل - إلى أن أخط مشاعر حزن و أسف عميقين ، شوق و حنين ...
إنها مشاعر الحزن و الأسى على فقدانك والدي .. ( رحمة الله عليك ) .. فأنا و حتى لو بلغْتُ من الكبر عتياً .. لا أنفك أجدني أغرق في حزني على فقدك .. فالجرح عميق عميق .. و الألم قد اخترق شغاف قلبي بقوة ... فقدْتُ بعدكَ طعم كل الأشياء الجميلة ..
أما مشاعر الشوق والحنين .. فهي شوقي الجارف للمسة يديك الحانيتين .. و حنيني لسماع صوتك و كلماتك العذبة ..
أتذكَّرُكَ في شبابك .. و أنا طفلة صغيرة .. كما و أتذكَّرُكَ حين كبرت أنا.. و هرِمْتَ أنت .. يا لهذه الدنيا ..
فاليوم .. أنتَ هناك تحت التراب .. بجوار نبينا المصطفى صلى الله عليه و سلم ... و نحن .. لا نزال نعيش فوق التراب .. في هذ الدنيا .. نعاني آلامها و نستسلم لأقدارها .
ترى ... هل تسمعني حين أناجيك ..؟؟!! هل تحس بي حين أُقبِّلُ جبينك الذي رأيتُهُ يشع نوراً يوم وفاتك ..؟؟!! ترى هل سأراك قريباً ..؟؟!!
منك تعلَّمْتُ الحياة بكل معانيها .. و بعدك تعلَّمْتُ ألا أموت إلا و لي في هذه الدنيا من يترحم علي بعد موتي ..
أشتاقكَ يا والدي .. أحن إليك .. أتمنى أن تعود إلى الدنيا و لو للحظة واحدة ... أراك فيها و أسلم عليك .. أُقبِّل جبينك و ألمس أصابع يديك ..
أتمنى أن تزورني يوماً و لو في الأحلام ... فهل هذا كثيرٌ عليَّ ...؟؟؟
يعاندني القلم ..
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 67 زائراً