فارس الهلال المنتظر ؟؟؟

الشعر العمودي - شعر التفعيلة

المشرفون: مجدي، موودي

مهند الكندي
همس جديد
مشاركات: 1
اشترك في: 03-01-2006 11:45 PM
اتصال:

فارس الهلال المنتظر ؟؟؟

مشاركةبواسطة مهند الكندي » 03-10-2006 09:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الفارسُ المنتظـِر – بكسر الظاء - !!
أيها الفارس الذي يُخبئه الزمن وتكتم سره الليالي الدُهْم لتفضي به إلى الدنيا في اللحظة الموعودة فيكون في ظهوره صلاح العباد والبلاد ...
أيها الفارس المنتظـِر...
أيها الفارس الذي ربما لم تلده أمٌ بعد وربما لا يزال صبياً ً يردد آياي الأنفال في زاوية في أحد المساجد وربما كنت حقا ً موجوداً بيننا ولكنك تنتظر اللحظة التي توحـِـد فيها الأمة صفوفها بنفسها وتتخلص من عيوبها وتحل مشاكلها ...وعندها ستظهر أنت لتـُجدد الأمل وتـُعلن النفير !

أيها الفارس المنتظِـر – أينما كنت- ارفع يديك وأمِّن ورائي ولندع الله معاً ألا يطول انتظارك وألا يمتد غيابك !

أيها الهلال الغائب ....

هاك قصيدة ً كتبتها لك قبل اليوم الموعود فلربما لم يكتب لي أن أرى ذلك اليوم وربما أكون تحت أطباق الثرى حينها وحيداً فريداً... فالله وحده يعلم متى يأتي ذلك اليوم ؟...ولكنني أرجو من كل من قرأ هذه القصيدة في أي مكان من الدنيا وكـُتب له أن يشهد ويسعد بذلك اليوم أن يحفظها عني ويبلغها له مني ...


أتيتَ فدوتْ في الأقاليم صيحة ٌ

تهز قلوب المعتدين وترعبُ


وكنـَّا الصدى كم من قوي ٍ أصمه

وكم من ضعيف ٍ بات يشدو ويطربُ



كأنكَ إسرافيلُ ينفخُ صُورَه ُ


فتبعثَ جيلاً كانَ يلهُو و يلعبُ



وتُخرجَ من بين ِ القبور ضَراغِماً


قـَـسَاورَ عنْ عرض ِ النبيِّ تحاربُ



كأنك موسىَ والبحارُ أمَامَه ُ


ومنْ خلفهِ شعبٌ أسيرٌ مُعذبُ



ومنْ خلفهمْ فرعونُ واليومَ مثلهُ


عُـلوج ٌ غِلاظ ٌفي البلادِ تـَـغلـَّـبوا



فتضربَ بحرَ النائباتِ بحكمةٍ


وعقلٍ ورأي ٍ في الأمورٍ مُجربُ



فيسفرُ هذا البحرُ عنْ مجدِ أمةٍ


وعز ِ رجالٍ غابَ عنهمْ وغـُـيِّبُوا



وتمضي بهمْ بين البحارِ بهمة ٍ


إلى شاطئ ٍفيهِ فلسطينُ تــطْـربُ



تحدثنا والبشرُ يَملأ وجْهَهَا


وأنصتْ هذا الكونُ والدهرُ يكتبُ


تحدثنا عنْ فتية ٍ خِلتُ أنهمْ


ملائك ُ منْ جُنـْدِ السماءِ تـُحاربُ



وتروي عن الأبطال ِ كيفَ جهادهم ْ


وتحكي لنا بعد النحيبِ وتسهبُ



تذكرنا ياسينُ كيفَ ثباته ُ


ويحي يعدُ المعجزاتِ ويُرْعبُ


شهيدان ِ لا يأتي الزمانُ بمثلهمْ


قعيدٌ وأستاذ ُ الفوارس ِ ثعلبُ !



قعيدٌ ولكن بين جنبيهِ هِمة ٌ


حماسٌ وإقدامٌ غريبٌ مُحَـبَّبُ



حماسٌ سيبقى الدهرَ بعدَ رحيله ِ


يجددُ ما جاءَ العجوزُ المخضبُ



كأني بهِ لما أتتهُ منية ٌ

يمدُ يداً نحو الردى ويخاطبُ



أيا موتُ تدري أنني كنتُ طالباً


حياةً لها كلُ الفوارس ِ تطلبُ



حياة َ عزيزٍ ليس يقبلُ ذلةٍ


وأن يبصرَ القدسَ الحبيبةَ تـُسْلبُ



فإما حياة ٌ كالليوثِ وعزة ٌ


وإلا فإني بالمماتِ أرحِبُ



وما أنت إلا غفوة ٌ قمتُ بعدها

أطيرُ بأجواءِ الجنان ِ وألعبُ



وأسبحُ في أنهارها مُتقلِـباً

وآكلُ من تلك الرياض ِ وأشربُ

* * *

كأنكَ عِيسى أو كأنكَ أحْمَدٌ

عليهِ صَلاةُ اللهِ ما لاحَ كوكبُ


تـُجدِّدُ بدراً والمشاهدَ كلها

وتفتحُ فتحا ً والأضَاحي ِ تقربُ




وتـُحي كلامَ اللهِ في قلبِ أمة ٍ

عن الهدي والذكرِ المبارك ِغُــيِّبوا




وتنشرَ دينَ اللهِ في كل ِ رقعة ٍ

وتدعو إلى الجناتِ فيها تـُرغِّبُ


تُقيمُ موازيينَ العدالةِ في الورى

وتنصرُ مظلوماً ضعيفاً وتحْدبُ


وتمسح دمعاً في العيون مُرقرقاً

وتعطفُ صدقاً مثلما يعطفُ الأبُ


وتبطشُ بالباغي لتردعَ غيرهُ

وتلجمُ أفواهَ النفاق ِ وتحْجبُ



وتنشأ جيشاً ما رأى الدهر مثله

أمينٌ على ثغرِ البلادِ يراقبُ



تقيمُ لهمْ بعدَ الخمولُ حضارة ً

ومجداً رفيعاً عندَ جوزاءَ يطلبُ




مصانعُ شتـَّى في البلادِ ونهضة ٌ

وطلابُ علم ٍ بالعلوم ِ تشربوا




فهذا حفيدٌ لابن ِ حرانَ أحمدٍ

يقارعُ أربابَ الضلالِ ويُتعبُ




وهذا هو الرازي الصغيرُ مُطببٌ

وهذا أخو الطوسي للنجم ِ يرقبُ



يهيم بها حتى يعذبهُ الهوى

فيمضي إليها للصواريخ ِ يركبُ




ويكشفُ عن حبٍ عميق ٍ ولوعة ٍ

ويكشفْ عنْ أسرارها ويُنقـِّـبُ


وهذا هو الكاشي وهذا ابنُ قرة ٍ

وذاك َخبيرٌ بالموادِ مُركـِّـبُ



سيصنعُ للإسلام ِ يوماً قذيفة ً

تهزُ حُصُونَ المعتدينَ وتخربُ


وهذا ابن خلدون ٍ أريبٌ مفكرٌ

وذاك ابن زيدونٌ أديبٌ مهذبُ




وهذا مثال ابن النفيس ِ وغيرهم

نجومٌ بهالاتِ السماء ِ كواكبُ


* * *

وتقضي بحكم ِ اللهِ في جمع ِ خيبرٍ

وتقتلُ منهم ْمن تشاءُ وتضربُ


فإني أراهم قد تمادى فسادهم

وحان قصاص للشعوب محببُ



لعمرك قد كانوا كلاباً خسيسة ً

فأضحى لهاتيكَ الكلابِ مخالبُ




كلابٌ ولكنْ غاب َعنها وفاؤها

وأضحت ذئاباً حينَ غابَ المؤدِبُ




تعيثُ فساداً في الديار ِ وتعتدي ِ

تهينُ عباد الله ِ والقدسَ تغـْصبُ


فقم سيدي وارفعْ لواءَ محمد ٍ

تجبكَ الضواري والحسامُ المدربُ


وداوي جراحَ المسجدين ِ بغضبة ً

فإن أخاهمْ فوقَ جمرٍ يُقلـَّبُ


وأدِّبْ بني صهيونَ وأثارْ لأمة ٍ

مشردة ٍفي العالمينَ تغربوا


لينشرَ تاريخَ الزمانِ ِ فِعالكم

وأمجادكمْ بينَ النجوم ِويكتبُ


و يدعو لكم قبل الشروق مشرد ٌ

ويدعو لكم بعد الغروبِ المُغرَّبُ



وتسمعكم ْ أحلى الثناءِ صبية ٌ

من البؤس ِ قد عانتْ كثيراً وتـُطنِبُ


ويختارُ من بين ِ القوافي ابنُ كندة ٍ

معلقة ً بالتبرِ تملىَ وتكتبُ


يُشيد بكم في كل ِ أرض ٍ رواتها

وتنشرها فِي العالمين َالجو ائبُ


انتظروا الجزء الثاني .....ملاحم الهلال .

مهند الكندي

العودة إلى “الشعر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 102 زائر