[font=Traditional Arabic][align=center]
للحزن تهاجر من قلمي كل الأشعارْ
بمواسم إسراء تبدأ في فصل الليل المعتمْ
حين يحل شتاء الأخبار المنثورةْ
تتأسى للنجم جناحات الحرف المكسورةْ
ببقايا الريح و ما تحمل من شدو السنبلْ
بالسحر الباقي من أزمنة النور الأخضرْ
أصعد بالحرف المستسلم معراجا
حتى يبصر قوم الأحمرْ
في مقبل قرطبة الغراء على رأس الحلم الأكملْ
والغرناطة بستان الأيام الأجملْ
أتأمل ما بين الحلم السادن و الأوجاعَ
أتمنى لو طال المعراج قليلا
لكن جناحات الحرف المكسورةْ
لا تكفي كي أهرب من رخ الليل العاتي
يأتي الليل على قلب الحرف المشتاقِ
يتكسر حرف الهجرة فوق الأيام الصماءْ
ينهار التاريخ حثيثا
تتفتح صفحاتي المنسية حد التذكارِ
وتلملم ما سقط شظايا من حرف الهجرةْ
وتضم الصفحات تباعا جثث الشوق الملقى
بين الحرف الأول حتى الجرح القادم والخمسينَ
تتمزق صفحات كتابي
يتمزق كل الصبر و صبري
يتمزق حتى نصل الحزنِ الغائر حتى المقبض في قلبي
ما أوجع معراجا يأتي بالأمس الأحبب في جنبات الفصل المظلمْ
و مواسم إسراء لا تبدأ إلا في فصل الليل المعتمْ
..
"لا شيء ينيرْ"
..
مرتحلا بعباءة ليل أسود من أحزاني
ملتحفا بحرارة ذكرى في لحظة شوق شتويةْ
ينساب الليل بقلبي كي يبدأ ليلا آخرْ
والبرد على أفق الغربة يرسم نبضاتي المنسيةْ
يا من علمني النور بحزني ... أين طريق الفجر القادمْ
ما تأتيني الريح بشيء ... ما تهديني
هذا الطور و تلك رمال الوادي الأقدسْ
لكني لا أبصر نارا
أتوهم وقع الريح يناديني
أتلاحم بالصمت وأمشي
ما زال الوهم بصوت الوقع ينادي
أتعثر في الوقت و أمضي
أبحث بيني .. خلفي .. لكنْ
هذا التيه ظلام دائرْ
يا من علمني الليل بحزني ... هب لي بعض القبس الآتي
علّ الأسرار تطالعني
أو يبصرني وجهي الغائب بين ركامي
يا من تدري أين مكاني
إما أن تدركني الآنَ
.. أو يدركني الوهم الداني
..
"لا شيء يجيرْ"
..
أبحث عن وجه أعرفهُ
أذكر شيئا عن عينيهِ
كانت فجرا أو مئذنةً
تحمل كل إباء الزمن الأقدمْ
هو قد رباني صغيرا لكنْ .. !
سافر خلف سراب الوقت الحاضرْ
حتى آب قريبا لكنْ ..!
دون الوجه كما أعرفهُ
كان الوجه غروبا أحدبْ
أدفن رأسي
أسمع شيئا خلفي يجري
"..."
"تم القبض على إنسان آمن فجرا بالإنسانِ"
"..."
"زار اليوم رئيس الموتى شيخ الكهنة بالديوانِ"
"..."
"مات اليوم وأمس بقصر الحاكم كل شعوب الصمت الأولى"
"..."
"طقس اليوم سيرحل صوب الجرح الآتي"
"..."
"ستباع اليوم الشمس بغزةْ "
"..."
"عاد الفرعون لمصر اليوم وما من موسى"
"..."
"حظك في هذا اليوم الأسودْ"
"(( هذا الساري حتى رحيل العجز الأخرْ))"
"لا تلمح إنسانا غيركْ"
"وحدك تحمل خبز الماضي"
"يصلب هذا الرأس بكفكْ"
"يأكل منه الليل و يلقي"
رأسا يابس لا يحمله الأمل العاثرْ"
"تسأل عبر فحيح اليوم السائرْ"
"أنى يحي هذي اللهُ !"
"..."
أصرخ يا رب الكلمات ترفقْ
إني أتلاشى في وجعي ..
يا رب الأقلام ترفقْ
ألمي والظلمة شيئ لا يتبددْ ..
يا من علمني الصمت بحزني
أفلس حتى الدمع بعيني
يا من علمني الحزن بحزني
كيف يضيق الموت بموتي
يا من علمني الشعر بحزني ..
لا تبقيني أبحث عني
يا من وهب الليل سماءي
يا سيد تلك الأقدارِ
هب لي بعض رداءٍ
يخفي النزف بهذا الجرح العاري
...
"لا شيء يصيرْ"
...
جاء اليوم التالي
"ما زلت أداريني يا أنت الساكن في وجهي"
أفتح نافذة الغرفة في ضعفٍ
هذا الوجه المبتل بحزني
قد تأتيه الشمس ببعض ضياءٍ
يقف الضوء على مقربة من وجهي
أتمنى لو جف قليلا
لكن الشريان جريحا
لكني
مذبوح بالشعر الآنْ !
الأندلسي[/align][/font]
إنتهاك من غثاء القول ...
إنتهاك من غثاء القول ...
حين ترى غروب الشمس ..تدثر جيدا فقد بدأ صقيع الليل!
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 81 زائراً