كتاب/ ورود من رياض أكرم مولود
كتاب/ ورود من رياض أكرم مولود
[font=Times New Roman][align=center]
ورود
مـن ريـاض أكـرم مـولـود
بـقـلـم
د/ رضــوان فضل الرحمن الـشــيـخ
شـعـر
مـجـدي نـضـر خـاشـقـجـي
[/align][/font]
ورود
مـن ريـاض أكـرم مـولـود
بـقـلـم
د/ رضــوان فضل الرحمن الـشــيـخ
شـعـر
مـجـدي نـضـر خـاشـقـجـي
[/align][/font]
[font=Times New Roman][align=center]
الإهــــــــداء[/align]
[align=justify]إلى والدي الحبيب, إلى صاحب الفضل الكبير عليَّ بعد الله عز وجل إلى أبي فــضل الــرحمن ضـياء الـدين الــشيخ غفر الله له ورحمه وأوسع له في قبره مد نظره وجزاه الله عني وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
إلى والدي الراحل بجسده الباقي بما غرس في قلبي من حب, وبما زود به عقلي من علم, وبما مارسه معي من سلوك, إلى والدي الذي غرس حب الله ورسوله في القلوب وزود العقل والفكر بنصوص كتاب الله وسنة النبي المحبوب, وحرص على الإرشاد إلى خير الأعمال وهو الاقتداء برسول الله في السلوك, إلى روح صاحب القلب الكبير, والعقل المستنير, والحب الكبير, والعطاء الوفير .
لقد كنت نعم المرشد والموجه فقد حرصت على توجيهي إلى أن الخير كل الخير هو ما كان من خلال الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة, وأرشدتني إلى نبذ التعصب وعدم الأخذ بالرأي الواحد, وجعل فهمي هو الدين, فعلمتني الفرق بين الفهم والاجتهاد والأخذ من نصوص السنة والكتاب .
إليك بعد انتقالك من عالم الأشباح إلى عالم الأرواح, ومن الدنيا الفانية إلى الدار الباقية عمل خطه قلم ابنك, يتقرب به إلى الله, فقد قطف من رياض النبي العَلَمْ جُمَلْ, فمن ذا الذي يستطيع حصر مناقب الحبيب صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الثناء في سورة القلم .
أرجو من الله أن يجعله عملاً مقبول من ابن يدعو لك ويطلب من كل من استنشق عبير هذه الورود أن يتذكرك بدعوة صادقة من قلب محب لله والرسول, فهذا العمل هو نتاج تربيتك, وحثك على سلوك طريق الكتاب والسنة, فرحمك الله ورحم كل فرد تذكرك بدعوة صادقة, أرجو من الله أن يجد بدعائه لك ما يثقل به الميزان وينجية من النيران وصلى الله على خير ولد عدنان وأكرر ما قاله الشاعر المحب أبو حسان :
[/align][align=center]
ما زال ذكـر (الفـضل) بين جـمـوعـنـا *** نجـــمُ المـحــبــة والـــــوداد الغــالـــي
قـد ســـار لـلـــرحـمـن فـهـو كـفـيـلـــه *** و أبــرهــــم بـعــبــيـــده فــي الحــــال
يــا رب بالـرحــمــات نــــوِّر قــبـــره *** و أجـعـل لـه الـعـقـبـى بـخـــيــر مــآلِ
و أغـــفـر لـه و الـمـســلـمـيـن تـكرمـًا *** و اعـطــف عـلـيـه بـكــثـرة الإجــزال
و اسـكـنـه جــنـاتَ الـنـعـيـمِ و ظـلـهــا *** و اغــدق عـلـيـه بـفـيـضـك الـمـتـلالي
و اجـعـلـه ربــي فـي مـعـيــةِ أحـمــــدَ *** و أنـلـه مـن حـــوض الـنـبـي الـحـالـي
إبـنـك
رضـــــوان[/align][/font]
الإهــــــــداء[/align]
[align=justify]إلى والدي الحبيب, إلى صاحب الفضل الكبير عليَّ بعد الله عز وجل إلى أبي فــضل الــرحمن ضـياء الـدين الــشيخ غفر الله له ورحمه وأوسع له في قبره مد نظره وجزاه الله عني وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
إلى والدي الراحل بجسده الباقي بما غرس في قلبي من حب, وبما زود به عقلي من علم, وبما مارسه معي من سلوك, إلى والدي الذي غرس حب الله ورسوله في القلوب وزود العقل والفكر بنصوص كتاب الله وسنة النبي المحبوب, وحرص على الإرشاد إلى خير الأعمال وهو الاقتداء برسول الله في السلوك, إلى روح صاحب القلب الكبير, والعقل المستنير, والحب الكبير, والعطاء الوفير .
لقد كنت نعم المرشد والموجه فقد حرصت على توجيهي إلى أن الخير كل الخير هو ما كان من خلال الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة, وأرشدتني إلى نبذ التعصب وعدم الأخذ بالرأي الواحد, وجعل فهمي هو الدين, فعلمتني الفرق بين الفهم والاجتهاد والأخذ من نصوص السنة والكتاب .
إليك بعد انتقالك من عالم الأشباح إلى عالم الأرواح, ومن الدنيا الفانية إلى الدار الباقية عمل خطه قلم ابنك, يتقرب به إلى الله, فقد قطف من رياض النبي العَلَمْ جُمَلْ, فمن ذا الذي يستطيع حصر مناقب الحبيب صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الثناء في سورة القلم .
أرجو من الله أن يجعله عملاً مقبول من ابن يدعو لك ويطلب من كل من استنشق عبير هذه الورود أن يتذكرك بدعوة صادقة من قلب محب لله والرسول, فهذا العمل هو نتاج تربيتك, وحثك على سلوك طريق الكتاب والسنة, فرحمك الله ورحم كل فرد تذكرك بدعوة صادقة, أرجو من الله أن يجد بدعائه لك ما يثقل به الميزان وينجية من النيران وصلى الله على خير ولد عدنان وأكرر ما قاله الشاعر المحب أبو حسان :
[/align][align=center]
ما زال ذكـر (الفـضل) بين جـمـوعـنـا *** نجـــمُ المـحــبــة والـــــوداد الغــالـــي
قـد ســـار لـلـــرحـمـن فـهـو كـفـيـلـــه *** و أبــرهــــم بـعــبــيـــده فــي الحــــال
يــا رب بالـرحــمــات نــــوِّر قــبـــره *** و أجـعـل لـه الـعـقـبـى بـخـــيــر مــآلِ
و أغـــفـر لـه و الـمـســلـمـيـن تـكرمـًا *** و اعـطــف عـلـيـه بـكــثـرة الإجــزال
و اسـكـنـه جــنـاتَ الـنـعـيـمِ و ظـلـهــا *** و اغــدق عـلـيـه بـفـيـضـك الـمـتـلالي
و اجـعـلـه ربــي فـي مـعـيــةِ أحـمــــدَ *** و أنـلـه مـن حـــوض الـنـبـي الـحـالـي
إبـنـك
رضـــــوان[/align][/font]
[align=center]
[font=Andalus]الـشـعـر
هـاب الـقـوافـي
فـي مـعـانـيـه[/font]
[font=Times New Roman]للشاعر المدني المبدع
الأستاذ مجـدي نـضر خاشـقجي
الـشــعـرُ هـــابَ الـقـوافـي فـي مـعـانـيـــهِ
و يـعـجــزُ الـحـرفُ أن يُــبـدي و يـوفــيـهِ
رضوانُ .. أســعْـدتـَني مـاذا أقـولُ ؟ ومـا
لــــــــديَّ غـيـرُ حـنـيـنِ الـشـِّـعـر أُبــديــهِ
و غـيـرُ حــــبٍّ تـربَّـى فـي مخيلــتـــــــي
مـن والدي (النضر) يصفـيـهِ .. لنـُصفِـيـهِ
لـســـيـدِ الـكـونِ مـن جــنٍّ و مـن بشـــــرٍ
و أكــــرمِ الـخــلـق طـُــراً عـنـد بـاريــــهِ
مـحـمــدٌ و الــدُنــى تــرجـــو شــفـاعــتــه
مـن قــال ربــي ســيُـعـطـيـهِ و يُـرضــيـهِ
*******
( رضوانُ ) جـئـتَ بـورد الـكـون تـنـثـره
مـن روضِ أكـــرمِ مــولـــودٍ لِـتـُعـطـيـــهِ
لـســـائـرِ الـنــاس فـي سِــــفـرٍ بـواطـنـــه
تــبـــدو بـظــاهــرهِ تــجــلــو مـرامــيــــهِ
فـجــاء عــطــرُ ورودِ الـحــرفِ تــذكــرةً
لـربـط مـا قــد مـضـى عــمـــراً بـتــالـيـهِ
حـتـى أثــرتَ بـقـلـبـي الـشــوقَ تـرجَــمَـهُ
نـبـضي .. لـيـأتـي بـيـانُ الـشـّعـرِ يـرويـهِ
فـي ســمـتِ بـعـضِ ربـاعــيـاتِ ديــدَنـُهـا
وصـفَ الـفـُصـولِ و ما فـيـهـا و تـحـويـهِ
مـن طـيـِّـبِ الـقــولِ لا نــاسٍ و لا غـَـفِــلٍ
عـن نـســبـةِ الـخـيـر فـي فـضـلٍ لأهـلـيـهِ
فـلـيـس لـي غـيـرُ تـلـخـيـصٍ و عـن ثـقــةٍ
أنـي الـفــقــيــرُ بـشــعـري عـن دراريـــهِ
جُــزيـتَ يـا ابـن كــرام الـنــاس مـنــزلــةً
كـرتـبــةِ ( الـفـضل ) نــوراً فـي ذراريــهِ
تكملة القصيدة تبعاً لفصول الكتاب[/align][/font]
[font=Andalus]الـشـعـر
هـاب الـقـوافـي
فـي مـعـانـيـه[/font]
[font=Times New Roman]للشاعر المدني المبدع
الأستاذ مجـدي نـضر خاشـقجي
الـشــعـرُ هـــابَ الـقـوافـي فـي مـعـانـيـــهِ
و يـعـجــزُ الـحـرفُ أن يُــبـدي و يـوفــيـهِ
رضوانُ .. أســعْـدتـَني مـاذا أقـولُ ؟ ومـا
لــــــــديَّ غـيـرُ حـنـيـنِ الـشـِّـعـر أُبــديــهِ
و غـيـرُ حــــبٍّ تـربَّـى فـي مخيلــتـــــــي
مـن والدي (النضر) يصفـيـهِ .. لنـُصفِـيـهِ
لـســـيـدِ الـكـونِ مـن جــنٍّ و مـن بشـــــرٍ
و أكــــرمِ الـخــلـق طـُــراً عـنـد بـاريــــهِ
مـحـمــدٌ و الــدُنــى تــرجـــو شــفـاعــتــه
مـن قــال ربــي ســيُـعـطـيـهِ و يُـرضــيـهِ
*******
( رضوانُ ) جـئـتَ بـورد الـكـون تـنـثـره
مـن روضِ أكـــرمِ مــولـــودٍ لِـتـُعـطـيـــهِ
لـســـائـرِ الـنــاس فـي سِــــفـرٍ بـواطـنـــه
تــبـــدو بـظــاهــرهِ تــجــلــو مـرامــيــــهِ
فـجــاء عــطــرُ ورودِ الـحــرفِ تــذكــرةً
لـربـط مـا قــد مـضـى عــمـــراً بـتــالـيـهِ
حـتـى أثــرتَ بـقـلـبـي الـشــوقَ تـرجَــمَـهُ
نـبـضي .. لـيـأتـي بـيـانُ الـشـّعـرِ يـرويـهِ
فـي ســمـتِ بـعـضِ ربـاعــيـاتِ ديــدَنـُهـا
وصـفَ الـفـُصـولِ و ما فـيـهـا و تـحـويـهِ
مـن طـيـِّـبِ الـقــولِ لا نــاسٍ و لا غـَـفِــلٍ
عـن نـســبـةِ الـخـيـر فـي فـضـلٍ لأهـلـيـهِ
فـلـيـس لـي غـيـرُ تـلـخـيـصٍ و عـن ثـقــةٍ
أنـي الـفــقــيــرُ بـشــعـري عـن دراريـــهِ
جُــزيـتَ يـا ابـن كــرام الـنــاس مـنــزلــةً
كـرتـبــةِ ( الـفـضل ) نــوراً فـي ذراريــهِ
تكملة القصيدة تبعاً لفصول الكتاب[/align][/font]
[font=Times New Roman][align=center]
مـــقـــدمـــة
[/align]
[align=justify]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وأفضل المرسلين سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين, من أنقذ الله به البشرية وأعادها إلى المنهج القويم, فسجل التاريخُ أفعال وأقوال من أنعم الله عليهم باتباع دين الله فحرسهم وحماهم من أن يكونوا من المغضوب عليهم أو الضالين, فدونوا بعض ما شاهدوه وسمعوه من الحبيب صلى الله عليه و سلم ورغم أنهم كتبوا عن كل صغيرة وكبيرة عن حياته الشريفة منذ ولادته إلى وفاته صلى الله عليه و سلم ورغم كل ما كتب إلا أن عجز البشر ظاهر في حصر تاريخ من شهد له خالقه بأنه على خلق عظيم, وأنه رحمة للعالمين, وأن مولاه سوف يعطيه حتى يرضيه, فعجزت الأقلام وحارت الأفهام في تسجيل تاريخ ذلك الإنسان الذي شرفه الله بحمل رسالته, ورفع له ذكره. فهل يستطيع إنسان حصر تاريخ من رفع ذكرَه الرحمنُ؟ وأصبح اسمُه مقروناً باسم الله كلما أرتفع الأذان؟ أو صلى عليه مؤمن يرغب أن يصلي عليه الله وملائكته, وينال أعظم شرف ووسام, بأن يصلي عليه خالق المخلوقات ورب الأرض والسماوات؟ فكيف أستطيع أن أكتب عمن عجزت الأقلام أن تحصر مجالات الكتابة عن حياته وعن كريم سجاياه؟ وجال في الذهن ما كتبه صاحب السيرة بلغة الحب والشعر حيث قال:
يا أيها الكاتبون عن حبيبي!!
اجمعوا وأنتم تكتبون…, بين عبير الفكر…, ورحيق الزهر…, وروعة البيان…, وسحر اللسان…, فإن حبيب سيد الأكوان.
سماحة نفس كَرَوْحِ الصَّبا…, ورقة طبع كعهد الصِّبا…, وحسن بيان كزهر الربا…, وروعة خلق كبيض الظبا…, فمن ذا يساميه في العالمين؟!
وأيُ النواحي يفيه المقالْ؟!, وقد جمع الله فيه الكمال…, وألّف فيه فنون الجمالْ…, وألقى عليه رداء الجلالْ…, ففاق الملائك روحاً ونفساً…, ورقت حواشيه لطفاً وأنساً…, وحاز الكمالات طهرا وقدساً…, فمن ذا يقول؟! ومن ذا يبين؟!
فيا أيها الكاتبون!, املأوا القلب ببرد اليقين!, وأطلقوا الأشواق في الآفاق…, وانطقوا الأكوان بالأشواق…, فلغة الحب أقوى…, ولغة العقل أبقى…, فليكن عقل وحب… (حوى, 1405هـ: 10).
فكيف يمكن الحديث عمن كتب صحابته عن كل جزئية في حياته صلى الله عليه و سلم فقد كتبو عن أوصافه الخلْقية والخُلُقية ما يعجز القلم عن حصره وبيانه فقد كتبوا عن معاشه وعن لباسه فكتبوا عن خفه وعن نعله, وعن طعامه وشرابه وعن خبزه وإدامه وعن قصصه وكلامه, وعن نومه وقيامه, وعن فرشه ووسادته وعن عبادته وصيامه وعن عمامته وإزاره, وعن فرحه وبكاءه وعن جده ومزاحه وعن خشوعه وتواضعه عن كل شيء في حياته حتى وفاته.
ومن هنا فقد تحتم على كاتب هذه السطور أن يسجل شهادة العجز والقصور, فلم يستطع إلا أن يقتطف وروداً من رياض أكرم مولود, اعتمد في كتابتها على تلخيص الكثير والعديد من الصفحات, وذلك بأخذ قطرة من محيط العلوم التي سجلها العلماء لإبراز بعض ما أكرم الله به سيد السادات صلى الله عليه و سلم فكانت هذه الورود من رياض أكرم مولود التي يرجو كاتبها أن يكتب الله له بها القبول فينال رضا الله عز وجل بشفاعة هذا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام, والكاتب يقر بعجزه ويدرك أن كل ابن آدم خطاء, فيرجو من كل محب صادق إن وجد في هذه الورود ما يحرك وجدانه للصلاة على الرسول صلى الله عليه و سلم أن يتذكر كاتب هذه السطور بدعوة صادقة من قلب أخ مسلم, وإن وجد في هذه الصفحات من خطأ وقصور فليتفضل مشكوراً بأن يبعث ملاحظاته الكريمة على العنوان التالي المدينة المنورة ص. ب. 2624 وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبارك وسلم.
[/align]
[align=center] كـتـبـه
د/ رضــوان فـضل الرحمن الـشــيخ
[/align][/font]
مـــقـــدمـــة
[/align]
[align=justify]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وأفضل المرسلين سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين, من أنقذ الله به البشرية وأعادها إلى المنهج القويم, فسجل التاريخُ أفعال وأقوال من أنعم الله عليهم باتباع دين الله فحرسهم وحماهم من أن يكونوا من المغضوب عليهم أو الضالين, فدونوا بعض ما شاهدوه وسمعوه من الحبيب صلى الله عليه و سلم ورغم أنهم كتبوا عن كل صغيرة وكبيرة عن حياته الشريفة منذ ولادته إلى وفاته صلى الله عليه و سلم ورغم كل ما كتب إلا أن عجز البشر ظاهر في حصر تاريخ من شهد له خالقه بأنه على خلق عظيم, وأنه رحمة للعالمين, وأن مولاه سوف يعطيه حتى يرضيه, فعجزت الأقلام وحارت الأفهام في تسجيل تاريخ ذلك الإنسان الذي شرفه الله بحمل رسالته, ورفع له ذكره. فهل يستطيع إنسان حصر تاريخ من رفع ذكرَه الرحمنُ؟ وأصبح اسمُه مقروناً باسم الله كلما أرتفع الأذان؟ أو صلى عليه مؤمن يرغب أن يصلي عليه الله وملائكته, وينال أعظم شرف ووسام, بأن يصلي عليه خالق المخلوقات ورب الأرض والسماوات؟ فكيف أستطيع أن أكتب عمن عجزت الأقلام أن تحصر مجالات الكتابة عن حياته وعن كريم سجاياه؟ وجال في الذهن ما كتبه صاحب السيرة بلغة الحب والشعر حيث قال:
يا أيها الكاتبون عن حبيبي!!
اجمعوا وأنتم تكتبون…, بين عبير الفكر…, ورحيق الزهر…, وروعة البيان…, وسحر اللسان…, فإن حبيب سيد الأكوان.
سماحة نفس كَرَوْحِ الصَّبا…, ورقة طبع كعهد الصِّبا…, وحسن بيان كزهر الربا…, وروعة خلق كبيض الظبا…, فمن ذا يساميه في العالمين؟!
وأيُ النواحي يفيه المقالْ؟!, وقد جمع الله فيه الكمال…, وألّف فيه فنون الجمالْ…, وألقى عليه رداء الجلالْ…, ففاق الملائك روحاً ونفساً…, ورقت حواشيه لطفاً وأنساً…, وحاز الكمالات طهرا وقدساً…, فمن ذا يقول؟! ومن ذا يبين؟!
فيا أيها الكاتبون!, املأوا القلب ببرد اليقين!, وأطلقوا الأشواق في الآفاق…, وانطقوا الأكوان بالأشواق…, فلغة الحب أقوى…, ولغة العقل أبقى…, فليكن عقل وحب… (حوى, 1405هـ: 10).
فكيف يمكن الحديث عمن كتب صحابته عن كل جزئية في حياته صلى الله عليه و سلم فقد كتبو عن أوصافه الخلْقية والخُلُقية ما يعجز القلم عن حصره وبيانه فقد كتبوا عن معاشه وعن لباسه فكتبوا عن خفه وعن نعله, وعن طعامه وشرابه وعن خبزه وإدامه وعن قصصه وكلامه, وعن نومه وقيامه, وعن فرشه ووسادته وعن عبادته وصيامه وعن عمامته وإزاره, وعن فرحه وبكاءه وعن جده ومزاحه وعن خشوعه وتواضعه عن كل شيء في حياته حتى وفاته.
ومن هنا فقد تحتم على كاتب هذه السطور أن يسجل شهادة العجز والقصور, فلم يستطع إلا أن يقتطف وروداً من رياض أكرم مولود, اعتمد في كتابتها على تلخيص الكثير والعديد من الصفحات, وذلك بأخذ قطرة من محيط العلوم التي سجلها العلماء لإبراز بعض ما أكرم الله به سيد السادات صلى الله عليه و سلم فكانت هذه الورود من رياض أكرم مولود التي يرجو كاتبها أن يكتب الله له بها القبول فينال رضا الله عز وجل بشفاعة هذا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام, والكاتب يقر بعجزه ويدرك أن كل ابن آدم خطاء, فيرجو من كل محب صادق إن وجد في هذه الورود ما يحرك وجدانه للصلاة على الرسول صلى الله عليه و سلم أن يتذكر كاتب هذه السطور بدعوة صادقة من قلب أخ مسلم, وإن وجد في هذه الصفحات من خطأ وقصور فليتفضل مشكوراً بأن يبعث ملاحظاته الكريمة على العنوان التالي المدينة المنورة ص. ب. 2624 وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبارك وسلم.
[/align]
[align=center] كـتـبـه
د/ رضــوان فـضل الرحمن الـشــيخ
[/align][/font]
[font=Times New Roman][align=center]
بــــدء الــــكلام
[/align]
[align=justify]
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ. مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ.
وصـــدق الله العظيم القائل في محكم التنزيــل : الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة البقرة: 1-5).
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد النبيِّ الأمِّـــيِّ الذي وصفه ربه في كتب الأمم الماضية في القرآن الحكيم بقوله : الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة الأعراف: 157).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب خالقُه صحابتَه في القرآن الحكيم بقوله : وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (سورة الحج: 78).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال سيدنا عيسى عليه السلام مبشراً بقدومه في القرآن الحكيم : وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (سورة الصف: 6).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من جاء عنه في الكتاب العزيز قوله : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (سورة الأحزاب: 6)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب الله أصحابه في القرآن الكريم بقوله : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (سورة الأحزاب: 21).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب الله أصحابه في القرآن الكريم بقول : مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (سورة الحشر: 7).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب الله نساءه في القرآن الكريم بقوله : يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا(سورة الأحزاب: 32).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب الله المؤمنين في حقه في القرآن الكريم بقوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(سورة الأحزاب: 70-71).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه جل شأنه : وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (سورة آل عمران: 81).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه أرحم الراحمين : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (سورة آل عمران: 159).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه تبارك وتعالى : فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا (سورة النساء: 41).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه المولى الجليل : مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا(سورة النساء: 80).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه عز من قائل : وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا(سورة النساء: 113).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه جل جلاله : قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (سورة الأنعام: 33).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه المولى جل ثناؤه : وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (سورة الأنفال: 33).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه تقدست أسماؤه : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة التوبة: 61).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه جل وعلا : لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (سورة التوبة: 128).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه ولي الصابرين : وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ(سورة النحل: 126-127).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه الرب الكريم : فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (سورة الكهف: 6).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه الرحمن الرحيم : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ. (سورة الأنبياء: 107).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه العليم الحكيم : طسم. تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ. لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة الشعراء: 1-3).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه العليم الخبير : وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (سورة النمل: 70).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه رب العرش العظيم : إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ (سورة الفتح: 10)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه أكرم الأكرمين : وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (سورة النجم: 3-4).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه مولى المتقين : ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ. مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ. وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ. وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (سورة القلم: 1-4).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه المولى الجليل : وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى. وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى. (سورة الضحى: 1-5).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (سورة الأنبياء:108).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه المولى الكريم : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (سورة الأحزاب: 28-29).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى سبحانه في كتابه المبين : قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (سورة ص: 86).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (سورة فاطر: 8).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (سورة الطور: 48).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (سورة العلق:1-5)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (سورة آل عمران:31).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الجليل في محكم التنزيل : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (سورة الإخلاص).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى العظيم في القرآن الحكيم : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِن شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (سورة الفلق).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلَهِ النَّاسِ. مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ. الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (سورة الناس).[/align]
[align=center]فصلِّ اللهم على من قال له خالقه
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ. وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ
وعلى آله وصحبه وبارك وسلم[/align][/font]
بــــدء الــــكلام
[/align]
[align=justify]
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ. مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ.
وصـــدق الله العظيم القائل في محكم التنزيــل : الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة البقرة: 1-5).
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد النبيِّ الأمِّـــيِّ الذي وصفه ربه في كتب الأمم الماضية في القرآن الحكيم بقوله : الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة الأعراف: 157).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب خالقُه صحابتَه في القرآن الحكيم بقوله : وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (سورة الحج: 78).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال سيدنا عيسى عليه السلام مبشراً بقدومه في القرآن الحكيم : وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (سورة الصف: 6).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من جاء عنه في الكتاب العزيز قوله : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (سورة الأحزاب: 6)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب الله أصحابه في القرآن الكريم بقوله : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (سورة الأحزاب: 21).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب الله أصحابه في القرآن الكريم بقول : مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (سورة الحشر: 7).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب الله نساءه في القرآن الكريم بقوله : يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا(سورة الأحزاب: 32).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من خاطب الله المؤمنين في حقه في القرآن الكريم بقوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(سورة الأحزاب: 70-71).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه جل شأنه : وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (سورة آل عمران: 81).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه أرحم الراحمين : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (سورة آل عمران: 159).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه تبارك وتعالى : فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا (سورة النساء: 41).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه المولى الجليل : مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا(سورة النساء: 80).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه عز من قائل : وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا(سورة النساء: 113).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه جل جلاله : قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (سورة الأنعام: 33).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه المولى جل ثناؤه : وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (سورة الأنفال: 33).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه تقدست أسماؤه : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة التوبة: 61).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه جل وعلا : لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (سورة التوبة: 128).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه ولي الصابرين : وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ(سورة النحل: 126-127).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه الرب الكريم : فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (سورة الكهف: 6).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه الرحمن الرحيم : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ. (سورة الأنبياء: 107).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه العليم الحكيم : طسم. تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ. لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة الشعراء: 1-3).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه العليم الخبير : وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (سورة النمل: 70).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه رب العرش العظيم : إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ (سورة الفتح: 10)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه أكرم الأكرمين : وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (سورة النجم: 3-4).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه مولى المتقين : ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ. مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ. وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ. وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (سورة القلم: 1-4).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه المولى الجليل : وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى. وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى. (سورة الضحى: 1-5).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (سورة الأنبياء:108).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال في حقه المولى الكريم : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (سورة الأحزاب: 28-29).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى سبحانه في كتابه المبين : قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (سورة ص: 86).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (سورة فاطر: 8).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (سورة الطور: 48).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (سورة العلق:1-5)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (سورة آل عمران:31).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الجليل في محكم التنزيل : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (سورة الإخلاص).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى العظيم في القرآن الحكيم : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِن شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (سورة الفلق).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على من قال له المولى الكريم في القرآن الحكيم : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلَهِ النَّاسِ. مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ. الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (سورة الناس).[/align]
[align=center]فصلِّ اللهم على من قال له خالقه
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ. وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ
وعلى آله وصحبه وبارك وسلم[/align][/font]
[font=Times New Roman][align=center]
تــــوطئـــة
[/align]
[align=justify]الحمد لله واجب الحمد, الواحد الأحد, الفرد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد, المتفضل على سائر الأمم بسيدنا محمد المحمود من قبل كل إنسان عاقل موجود, فقد أكرم الله به الوجود, وزين بحبه كل قلب ودود, وجعل ذكر اسمه الكريم والصلاة والسلام على الحبيب أمراً منه لأنه صاحب الكرم والجود, فمن جوده على هذه الأمة بأن جعلهم اتباع أكرم مولود, وأكرمهم بشهادة التوحيد وجاد عليهم بالصلاة وما فيها من ركوع وسجود.
وجعل الصلاة والسلام على حبيبه مفتاحاً لكل دعاء غير مردود, فحث عليها الحبيب,وأمر بالإكثار منها في كل وقت وحين, وخص بها يوم الجمعة, لأنه يوم مشهود وإكثار الصلاة والسلام عليه من علامات حبه صلى الله عليه وسلم وهو الآمر بأن يكون حبه أكثر من حب الآباء والأولاد والجدود, فأكثروا من الصلاة والسلام عليه تسعدوا في اليوم الموعود. اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد منبع الكرم والجود, وصاحب الشفاعة والحوض المورود.
أحمده تعالى على أن أكرمني بقطف هذه الورود من رياض أكرم مولود, فهو الحبيب الذي خلد خالقه ذكره, وجعل خُلقه العظيم لكل خُلُقٍ طاهر الورد المورود, ينال المتمسك بهديه الخير في الدنيا والجنان في اليوم المشهود, فهو صاحب الخلق العظيم والمنهج القويم المرشد إلى الطريق المستقيم الذي يقود الأمم للرقي والصعود في هذه الدنيا ودار الخلود فصدق فيه قول القائل:
[/align][align=center]و لـقـد ســمـا بـيـن الـبـريَّــة قـائــمـاً ** بـالـحـــقِّ فــيـهـا و الأنــــامُ قـُـعُــودُ
نِـعْـمَ الرسـول بـنورِهِ الشـِّرْكُ انجلَى ** عَـنــَّـا و صـــحَّ لـنــا بــه التَّوْحِــيْــدُ
هـو شـــاهِــدٌ مــتـوكـِّلٌ و بـوصْـفِــهِ ** بَـيْـنَ الـكِـرامِ أولـي الـنـُّهى مـشهـودُ
لاَ يـسـتـطِـيعُ لِفــَضْلِهِ حَــصْراً وَلَـوْ ** أفـْـنـَى الْـقـوافي في المـديـح مُـجـيـدُ
[/align][align=justify]
وتميزت السيرة النبوية عن جميع ما كتب في الكتب التاريخية, أن سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم هي أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل, فقد وصلت سيرة الحبيب عن أصح الطرق العلمية وأقواها ثبوتا فحماها الله مما حدث في تاريخ النصارى واليهود. كما أن حياته صلى الله عليه وسلم واضحة كل الوضوح في جميع مراحلها منذ زواج أبيه وأمه إلى كل مراحل حياته منذ أن كان مولود, وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحكي سيرة إنسان أكرمه الله بالرسالة فلم تخرجه عن إنسانيته ولم تلحق حياته بالأساطير, ولم تضف عليه الألوهية كما هو لدى أهل الديانةِ النصرانية معهود. وسيرته شاملة لكل النواحي الإنسانية التي يعيشها كل مخلوق موجود, من طفولته إلى زواجه وأعماله وهجرته وقيادته للجنود, وأمور كثيرة ليس لها حدود, وهي شاملة لجميع النواحي الإنسانية في المجتمع لتوضح أن الإنسان الوحيد في التاريخ الذي يصلح أن يكون قدوة لجميع البشر وجميع الناس هو سيدنا محمد المحمود خير من صام وصلى وأطال السجود.
وسيرته صلى الله عليه وسلم وحدها تعطينا الدليل الذي لا ريب فيه على صدق رسالته ونبوته, فسيرته هي سيرة الإنسان الكامل والنبي العامل الذي قاد دعوته من نصر إلى نصر ليس عن طريق خوارق العادات والمعجزات بل عن طريق التطبيق الفعلي فلقد دعا إلى الله فأوذي وحورب, وأصبح له أنصار وعمت دعوته الأقطار وكان موفقاً, حكيماً في قيادته حتى أقبلت الوفود, ودخلو في الإسلام وكانوا له جنود حتى وفاته صلى الله عليه وسلم كما هو معهود (السباعي, 1405هـ: 15-20).
وأعلموا رحمكم الله إن دراسة السيرة النبوية لها خصوصيتها التي لا يمكن أن يتم إدراجها ضمن الدراسات التاريخية, لأنها تتحدث عن أمور بعضها أرضية وبعضها من المغيبات والأمور السماوية, فغرضها هو إيجاد تصور لدى المسلم عن الحقيقة الإسلامية في مجموعها متجسدة في حياة صاحب الشفاعة والحوض المورود, فهي عمل تطبيقي يراد منه تجسيد الحقيقة الإسلامية في مثلها الأعلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم المحمود, ولتحقيق هذا الغرض المحدود, ينبغي أن تصنف أجزاءه إلى أهداف يمكن حصرها وتحقيقها على أرض الواقع الموجود.
وأولها: فهم الشخصية النبوية لرسول البشرية صلى الله عليه وسلم من خلال حياته وظروفه المعاشية.
والأمر الثاني: أن يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة التي تنقذ الإنسان في يوم الخلود.
الأمر الثالث: أن يجد المسلم في دراسته للسيرة النبوية ما يعينه على فهم كتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده فيجدد مع خالقه ومولاه العهود.
الأمر الرابع: أن تتجمع لدى الفرد من خلال دراسته للسيرة النبوية العطرة أكبر قدر من الثقافة الإسلامية الصحيحة في أمور العقيدة والأحكام والأخلاق وكل ما قاله أو أقره أو فعله النبي المصطفى طيب الجدود.
الأمر الخامس: من خلال دراسة السيرة النبوية العطرة يكون لدى المعلم والداعية الإسلامي نموذج حي عن طرائق التربية والتعليم يرسم لمعالمه الفكرية الحدود (البوطي, 1411هـ: 17-18).[/align]
[align=center]فصلِّ اللهم على سيدنا محمد منبع الكرم والجود
وصاحب الشفاعة والحوض المورود
[/align][/font]
تــــوطئـــة
[/align]
[align=justify]الحمد لله واجب الحمد, الواحد الأحد, الفرد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد, المتفضل على سائر الأمم بسيدنا محمد المحمود من قبل كل إنسان عاقل موجود, فقد أكرم الله به الوجود, وزين بحبه كل قلب ودود, وجعل ذكر اسمه الكريم والصلاة والسلام على الحبيب أمراً منه لأنه صاحب الكرم والجود, فمن جوده على هذه الأمة بأن جعلهم اتباع أكرم مولود, وأكرمهم بشهادة التوحيد وجاد عليهم بالصلاة وما فيها من ركوع وسجود.
وجعل الصلاة والسلام على حبيبه مفتاحاً لكل دعاء غير مردود, فحث عليها الحبيب,وأمر بالإكثار منها في كل وقت وحين, وخص بها يوم الجمعة, لأنه يوم مشهود وإكثار الصلاة والسلام عليه من علامات حبه صلى الله عليه وسلم وهو الآمر بأن يكون حبه أكثر من حب الآباء والأولاد والجدود, فأكثروا من الصلاة والسلام عليه تسعدوا في اليوم الموعود. اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد منبع الكرم والجود, وصاحب الشفاعة والحوض المورود.
أحمده تعالى على أن أكرمني بقطف هذه الورود من رياض أكرم مولود, فهو الحبيب الذي خلد خالقه ذكره, وجعل خُلقه العظيم لكل خُلُقٍ طاهر الورد المورود, ينال المتمسك بهديه الخير في الدنيا والجنان في اليوم المشهود, فهو صاحب الخلق العظيم والمنهج القويم المرشد إلى الطريق المستقيم الذي يقود الأمم للرقي والصعود في هذه الدنيا ودار الخلود فصدق فيه قول القائل:
[/align][align=center]و لـقـد ســمـا بـيـن الـبـريَّــة قـائــمـاً ** بـالـحـــقِّ فــيـهـا و الأنــــامُ قـُـعُــودُ
نِـعْـمَ الرسـول بـنورِهِ الشـِّرْكُ انجلَى ** عَـنــَّـا و صـــحَّ لـنــا بــه التَّوْحِــيْــدُ
هـو شـــاهِــدٌ مــتـوكـِّلٌ و بـوصْـفِــهِ ** بَـيْـنَ الـكِـرامِ أولـي الـنـُّهى مـشهـودُ
لاَ يـسـتـطِـيعُ لِفــَضْلِهِ حَــصْراً وَلَـوْ ** أفـْـنـَى الْـقـوافي في المـديـح مُـجـيـدُ
[/align][align=justify]
وتميزت السيرة النبوية عن جميع ما كتب في الكتب التاريخية, أن سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم هي أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل, فقد وصلت سيرة الحبيب عن أصح الطرق العلمية وأقواها ثبوتا فحماها الله مما حدث في تاريخ النصارى واليهود. كما أن حياته صلى الله عليه وسلم واضحة كل الوضوح في جميع مراحلها منذ زواج أبيه وأمه إلى كل مراحل حياته منذ أن كان مولود, وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحكي سيرة إنسان أكرمه الله بالرسالة فلم تخرجه عن إنسانيته ولم تلحق حياته بالأساطير, ولم تضف عليه الألوهية كما هو لدى أهل الديانةِ النصرانية معهود. وسيرته شاملة لكل النواحي الإنسانية التي يعيشها كل مخلوق موجود, من طفولته إلى زواجه وأعماله وهجرته وقيادته للجنود, وأمور كثيرة ليس لها حدود, وهي شاملة لجميع النواحي الإنسانية في المجتمع لتوضح أن الإنسان الوحيد في التاريخ الذي يصلح أن يكون قدوة لجميع البشر وجميع الناس هو سيدنا محمد المحمود خير من صام وصلى وأطال السجود.
وسيرته صلى الله عليه وسلم وحدها تعطينا الدليل الذي لا ريب فيه على صدق رسالته ونبوته, فسيرته هي سيرة الإنسان الكامل والنبي العامل الذي قاد دعوته من نصر إلى نصر ليس عن طريق خوارق العادات والمعجزات بل عن طريق التطبيق الفعلي فلقد دعا إلى الله فأوذي وحورب, وأصبح له أنصار وعمت دعوته الأقطار وكان موفقاً, حكيماً في قيادته حتى أقبلت الوفود, ودخلو في الإسلام وكانوا له جنود حتى وفاته صلى الله عليه وسلم كما هو معهود (السباعي, 1405هـ: 15-20).
وأعلموا رحمكم الله إن دراسة السيرة النبوية لها خصوصيتها التي لا يمكن أن يتم إدراجها ضمن الدراسات التاريخية, لأنها تتحدث عن أمور بعضها أرضية وبعضها من المغيبات والأمور السماوية, فغرضها هو إيجاد تصور لدى المسلم عن الحقيقة الإسلامية في مجموعها متجسدة في حياة صاحب الشفاعة والحوض المورود, فهي عمل تطبيقي يراد منه تجسيد الحقيقة الإسلامية في مثلها الأعلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم المحمود, ولتحقيق هذا الغرض المحدود, ينبغي أن تصنف أجزاءه إلى أهداف يمكن حصرها وتحقيقها على أرض الواقع الموجود.
وأولها: فهم الشخصية النبوية لرسول البشرية صلى الله عليه وسلم من خلال حياته وظروفه المعاشية.
والأمر الثاني: أن يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة التي تنقذ الإنسان في يوم الخلود.
الأمر الثالث: أن يجد المسلم في دراسته للسيرة النبوية ما يعينه على فهم كتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده فيجدد مع خالقه ومولاه العهود.
الأمر الرابع: أن تتجمع لدى الفرد من خلال دراسته للسيرة النبوية العطرة أكبر قدر من الثقافة الإسلامية الصحيحة في أمور العقيدة والأحكام والأخلاق وكل ما قاله أو أقره أو فعله النبي المصطفى طيب الجدود.
الأمر الخامس: من خلال دراسة السيرة النبوية العطرة يكون لدى المعلم والداعية الإسلامي نموذج حي عن طرائق التربية والتعليم يرسم لمعالمه الفكرية الحدود (البوطي, 1411هـ: 17-18).[/align]
[align=center]فصلِّ اللهم على سيدنا محمد منبع الكرم والجود
وصاحب الشفاعة والحوض المورود
[/align][/font]
[align=center]
[font=Andalus]حـالـة الـعـرب قـبـل
مـولـد
ســيـد الـعـرب و الـعـجـم[/font]
[font=Times New Roman]قـد كـانـت الـعُـربُ في جهـلٍ مغـطـغـطـةً
تـأتــمُّ بالـكــفــرِ في سَــــرَفٍ وفي تــيــــهِ
و تـعــبــد الـشـمـسَ والأصـنـامَ تـَـقــْـرُبـةً
تـســتـمـريءُ الـغــيّ تـُـبــقــيـهِ وتـُـدنـيـــهِ
فـــذاك لـلـــوأد يـخـشــى عـــار طـفـلـتــه
و ذاك لـلـقــتــلِ خــوفُ الـفــقــرِ يـلـجـيـهِ
أمـا الـنــكـاح فـمــن عَجَــبٍ إلـى عَـجَــبٍ
رهــط ٌ بـرهــطٍ و مـا تـخـفـى بـواقــيــــهِ[/font]
[/align]
[font=Andalus]حـالـة الـعـرب قـبـل
مـولـد
ســيـد الـعـرب و الـعـجـم[/font]
[font=Times New Roman]قـد كـانـت الـعُـربُ في جهـلٍ مغـطـغـطـةً
تـأتــمُّ بالـكــفــرِ في سَــــرَفٍ وفي تــيــــهِ
و تـعــبــد الـشـمـسَ والأصـنـامَ تـَـقــْـرُبـةً
تـســتـمـريءُ الـغــيّ تـُـبــقــيـهِ وتـُـدنـيـــهِ
فـــذاك لـلـــوأد يـخـشــى عـــار طـفـلـتــه
و ذاك لـلـقــتــلِ خــوفُ الـفــقــرِ يـلـجـيـهِ
أمـا الـنــكـاح فـمــن عَجَــبٍ إلـى عَـجَــبٍ
رهــط ٌ بـرهــطٍ و مـا تـخـفـى بـواقــيــــهِ[/font]
[/align]
[font=Times New Roman][align=center]
حـالـة الـعـرب قـبـل
مـولـد
ســيـد الـعـرب و الـعـجـم
[/align]
[align=justify]
ولد صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب منبع الجود والكرم, في مهاجر إبراهيم عليه السلام عند البيت الـمُحَرَّم, الذي نشأ فيه جده الذبيح إسماعيل عليه السلام من أكرمه الله وأمه بماء زمزم, وجعل في جوارهم من أهل قحطان قبيلة جرهم, ثم أفاض الكريم على جده إسماعيل عليه السلام بأن يكون نعم المعين لأبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام على بناء البيت الحرام فوق مكان مرتفع قرب زمزم, فكان يأتي بالحجارة حتى ارتفع البناء إلى أن أتاه بحجر المقام, فأتما البناء وهما يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (سورة البقرة: 127).
وفي سيدنا إسماعيل عليه السلام نموذج الطاعة وعدم العصيان لأمر الرحمن عندما أخبره والده بالمنام, وأن الله اختاره لكي يذبح ابنه من دون الأنام, فلم يتردد سيدنا إسماعيل عليه السلام ولم يتلعثم في الكلام, بل قال: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(سورة الصافات:102).
فأظهر صدق اليقين فكان أن فداه خالقه بذبح عظيم, وتقبل منه ومن والده سيدنا إبراهيم عليهما السلام قولهما : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) (سورة البقرة: 129) ,(أحمد, 1412هـ: 47-50).
فكان في أم القرى مولد القائل: أنا دعوة أبي إبراهيم, فكان مولده في ذلك المقام والبشرية تعيش في أحلك ظلام, لسيادة العصبيات والقبليات والوثنيات والخرافات لدى العموم عدا من استقام, حيث لم يبق من دين سيدنا إبراهيم عليه السلام إلا القليل مثل ما للبيت الحرام من تكريم وتعظيم, فقد ظهرت عبادة النجوم والكواكب والأصنام, كما دخلت اليهودية والمسيحية, فكثر من وقع في الشرك أو حوله حام, فتأثرت حياتهم الاجتماعية لزوال الفطرة والمنطق السليم.
فانحطت الأخلاق وشُربت الخمور, ولعب الميسر وكثر الزنا, فكان من صوره الاستبضاع ونكاح الرهط, والجمع بين الأختين وزواج زوجات الآباء, وقتل الأولاد خشية الفقر, وقتل بعضهم الإناث خوف العار, وكَـــثُر الفساد والاختصام, وظل الأمر على هذه الحال إلى أن بعث الحبيب عالـي الـمقام (أحمد, 1412هـ: 78-79).
في هذه البيئة نشأ المختار, فلم يقم على تربيته مهذبٌ, ولم يُعنَ به مؤَدِّبٌ, فقد عاش صلى الله عليه وسلم بين أتراب عاشوا في الجاهلية وكبار من خلفاء الوثنية, وأفراد من عبدة الأوهام, ومجتمع جله يعبد الأصنام, فبرعاية إلهية نشأ خير البرية, فكان ينمو ويتكامل بدناً وعقلاً, وفضيلة وأدباً, وتمت نشأته على التمام, فكان بشراً كاملاً والناس ناقصون, رفيعاً والناس منحطون, موحداً والناس وثنيون, سلماً والناس للشر مهيجون, صحيح الاعتقاد والناس واهمون, مطبوعاً على الخير والناس جاهلون, فهو صلى الله عليه وسلم لله مستسلم لا يعبد ما يعبدون, ولا يفعل ما يفعلون, فقد حفظه الله منذ صغره من كل أعمال الجاهلية, فقد خلق مفطوراً على محاسن الفعال, مطبوعاً على جياد الأعمال فهو محمد خير الأنام خير من صلى وصام (الغلاييني, 1402هـ: 29-30). فقد شب صلى الله عليه وسلم مستقيماً على الحق, مترفعاً عن ذميم الأخلاق, هاجراً أندية قومه الصاخبة, بعيداً عن كل ما هو حرام, قوياً في معتقده فلم يقع في الأوهام, وأبتعد عن ما عبده قومه من العزَّى واللات, وهبل ومناة, وغيرها من الأصنام, كما أنه صلى الله عليه وسلم ابتعد عن ما وقع فيه بعض العرب من اعتناق اليهودية أو النصرانية أو المجوسية التي عبدت فيها النار ذات الإضطرام, وإنما تاقت نفسه الكريمة إلى التوحيد والحنيفية ملة أبيه إبراهيم عليه السلام, حيث أنها أندثرت ولم يبقى من العرب إلا أفراد قليلون على الملة الحنيفية طاب لهم المقام, ورحم الله القائل:[/align][align=center]
قــَـبـْـلـَـهُ عَــمَّــتِ الـبـرايــا جَـهـَــلاتٌ ** وَضَــــلَّ الــمَــرءؤُسُ والـرُّؤســــــاءُ
لا حـــــرامٌ ولا حـــــلالٌ ولا ديــــــن ** صـحــيــحٌ ولا هــــدًى واهــــتِـــــدّاءُ
كــان فـي الــنــَّــاسِ مِــلـَّــتــانِ وكـُـلٌّ ** مـنـْهـمـا مِــثـْـلُ أخــتِــهــاَ عَـــوْجَـــاءُ
أهْـــلُ أصْــنـامِـهِــمْ وأهْـــلُ كِــتــَــابٍ ** شـَـــيْـخـُـهـُـمْ فـي دُرُوسِــــهِ الغـَـــوَّاءُ
بَـــدَّلـُـــــــوهُ وحـــرَّفــُـــــــوُهُ وزادُوا ** فـيــه مـا شـــاء مـن ضَــلاَلٍ وشـــاؤُا
فـَهُـمُـو يَخـْبـِطـُونَ فـيـهِ وهَـلْ تـُبـْصر ** رُشْـــــدًا بـِـخـَــبْـطِــــهَا الــعَــشْــــواءُ
بَـيْـنـَمَا الـكـُفـْرُ هــكَـذا أحــرق الخلـقَ ** لـظــــاه وأشـْـــــتــَـدَّتِ الــظـَّــلـْــمَــاءُ
وأشـْــتــَكـَتْ كـَـعْــبـَـةُ الإلـــهِ أذاهُــــمْ ** وأســتـغـَاثــَتْ مـن شِــرْكـهـم إيـلـيــاءُ
أطـْلـَعَ اللهُ شـمْـسَ أحـمــدٍ في الأرض ** فــَـعَــمَّــتْ أقــــطارُهـَــــا الأضْـــواءُ
فصلِّ اللهم على هذا السيد الكريم
من شرف الله به أرض زمزم والحطيم[/align][/font]
حـالـة الـعـرب قـبـل
مـولـد
ســيـد الـعـرب و الـعـجـم
[/align]
[align=justify]
ولد صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب منبع الجود والكرم, في مهاجر إبراهيم عليه السلام عند البيت الـمُحَرَّم, الذي نشأ فيه جده الذبيح إسماعيل عليه السلام من أكرمه الله وأمه بماء زمزم, وجعل في جوارهم من أهل قحطان قبيلة جرهم, ثم أفاض الكريم على جده إسماعيل عليه السلام بأن يكون نعم المعين لأبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام على بناء البيت الحرام فوق مكان مرتفع قرب زمزم, فكان يأتي بالحجارة حتى ارتفع البناء إلى أن أتاه بحجر المقام, فأتما البناء وهما يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (سورة البقرة: 127).
وفي سيدنا إسماعيل عليه السلام نموذج الطاعة وعدم العصيان لأمر الرحمن عندما أخبره والده بالمنام, وأن الله اختاره لكي يذبح ابنه من دون الأنام, فلم يتردد سيدنا إسماعيل عليه السلام ولم يتلعثم في الكلام, بل قال: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(سورة الصافات:102).
فأظهر صدق اليقين فكان أن فداه خالقه بذبح عظيم, وتقبل منه ومن والده سيدنا إبراهيم عليهما السلام قولهما : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) (سورة البقرة: 129) ,(أحمد, 1412هـ: 47-50).
فكان في أم القرى مولد القائل: أنا دعوة أبي إبراهيم, فكان مولده في ذلك المقام والبشرية تعيش في أحلك ظلام, لسيادة العصبيات والقبليات والوثنيات والخرافات لدى العموم عدا من استقام, حيث لم يبق من دين سيدنا إبراهيم عليه السلام إلا القليل مثل ما للبيت الحرام من تكريم وتعظيم, فقد ظهرت عبادة النجوم والكواكب والأصنام, كما دخلت اليهودية والمسيحية, فكثر من وقع في الشرك أو حوله حام, فتأثرت حياتهم الاجتماعية لزوال الفطرة والمنطق السليم.
فانحطت الأخلاق وشُربت الخمور, ولعب الميسر وكثر الزنا, فكان من صوره الاستبضاع ونكاح الرهط, والجمع بين الأختين وزواج زوجات الآباء, وقتل الأولاد خشية الفقر, وقتل بعضهم الإناث خوف العار, وكَـــثُر الفساد والاختصام, وظل الأمر على هذه الحال إلى أن بعث الحبيب عالـي الـمقام (أحمد, 1412هـ: 78-79).
في هذه البيئة نشأ المختار, فلم يقم على تربيته مهذبٌ, ولم يُعنَ به مؤَدِّبٌ, فقد عاش صلى الله عليه وسلم بين أتراب عاشوا في الجاهلية وكبار من خلفاء الوثنية, وأفراد من عبدة الأوهام, ومجتمع جله يعبد الأصنام, فبرعاية إلهية نشأ خير البرية, فكان ينمو ويتكامل بدناً وعقلاً, وفضيلة وأدباً, وتمت نشأته على التمام, فكان بشراً كاملاً والناس ناقصون, رفيعاً والناس منحطون, موحداً والناس وثنيون, سلماً والناس للشر مهيجون, صحيح الاعتقاد والناس واهمون, مطبوعاً على الخير والناس جاهلون, فهو صلى الله عليه وسلم لله مستسلم لا يعبد ما يعبدون, ولا يفعل ما يفعلون, فقد حفظه الله منذ صغره من كل أعمال الجاهلية, فقد خلق مفطوراً على محاسن الفعال, مطبوعاً على جياد الأعمال فهو محمد خير الأنام خير من صلى وصام (الغلاييني, 1402هـ: 29-30). فقد شب صلى الله عليه وسلم مستقيماً على الحق, مترفعاً عن ذميم الأخلاق, هاجراً أندية قومه الصاخبة, بعيداً عن كل ما هو حرام, قوياً في معتقده فلم يقع في الأوهام, وأبتعد عن ما عبده قومه من العزَّى واللات, وهبل ومناة, وغيرها من الأصنام, كما أنه صلى الله عليه وسلم ابتعد عن ما وقع فيه بعض العرب من اعتناق اليهودية أو النصرانية أو المجوسية التي عبدت فيها النار ذات الإضطرام, وإنما تاقت نفسه الكريمة إلى التوحيد والحنيفية ملة أبيه إبراهيم عليه السلام, حيث أنها أندثرت ولم يبقى من العرب إلا أفراد قليلون على الملة الحنيفية طاب لهم المقام, ورحم الله القائل:[/align][align=center]
قــَـبـْـلـَـهُ عَــمَّــتِ الـبـرايــا جَـهـَــلاتٌ ** وَضَــــلَّ الــمَــرءؤُسُ والـرُّؤســــــاءُ
لا حـــــرامٌ ولا حـــــلالٌ ولا ديــــــن ** صـحــيــحٌ ولا هــــدًى واهــــتِـــــدّاءُ
كــان فـي الــنــَّــاسِ مِــلـَّــتــانِ وكـُـلٌّ ** مـنـْهـمـا مِــثـْـلُ أخــتِــهــاَ عَـــوْجَـــاءُ
أهْـــلُ أصْــنـامِـهِــمْ وأهْـــلُ كِــتــَــابٍ ** شـَـــيْـخـُـهـُـمْ فـي دُرُوسِــــهِ الغـَـــوَّاءُ
بَـــدَّلـُـــــــوهُ وحـــرَّفــُـــــــوُهُ وزادُوا ** فـيــه مـا شـــاء مـن ضَــلاَلٍ وشـــاؤُا
فـَهُـمُـو يَخـْبـِطـُونَ فـيـهِ وهَـلْ تـُبـْصر ** رُشْـــــدًا بـِـخـَــبْـطِــــهَا الــعَــشْــــواءُ
بَـيْـنـَمَا الـكـُفـْرُ هــكَـذا أحــرق الخلـقَ ** لـظــــاه وأشـْـــــتــَـدَّتِ الــظـَّــلـْــمَــاءُ
وأشـْــتــَكـَتْ كـَـعْــبـَـةُ الإلـــهِ أذاهُــــمْ ** وأســتـغـَاثــَتْ مـن شِــرْكـهـم إيـلـيــاءُ
أطـْلـَعَ اللهُ شـمْـسَ أحـمــدٍ في الأرض ** فــَـعَــمَّــتْ أقــــطارُهـَــــا الأضْـــواءُ
فصلِّ اللهم على هذا السيد الكريم
من شرف الله به أرض زمزم والحطيم[/align][/font]
[align=center]
[font=Andalus]أنســــاب الـــعرب
مــع
ســيد الــعرب
صلى الله عليه وسلم[/font]
[font=Times New Roman]اللهُ قـــد قَــسَّـــــمَ الأجـــنــاسَ مــن قِـــــدَمٍ
عُــرْبٌ وعــجــمٌ لـتــقــريــبٍ وتــشــبــيــهِ
واخـتـص أصل قـريـشِ الخـيـر من مُضـرٍ
مـن قـسـمـةِ الـعُــربِ مـن أعـلى مـراقـيــهِ
و يـلـتـقـي نـســــبـاً أعـــظِـــمْ بــه نـســــبـاً
بـســــادة الـقــــومِ مـن أجــلـى نـواصــيــهِ
و تـســـتـمـرُّ دواعـي الـخـيــرِ تـحــضـنــه
مــن أصـــلِ عــتــرتــهِ حــبــــاً تـلاقــيـــهِ[/font]
[/align]
[font=Andalus]أنســــاب الـــعرب
مــع
ســيد الــعرب
صلى الله عليه وسلم[/font]
[font=Times New Roman]اللهُ قـــد قَــسَّـــــمَ الأجـــنــاسَ مــن قِـــــدَمٍ
عُــرْبٌ وعــجــمٌ لـتــقــريــبٍ وتــشــبــيــهِ
واخـتـص أصل قـريـشِ الخـيـر من مُضـرٍ
مـن قـسـمـةِ الـعُــربِ مـن أعـلى مـراقـيــهِ
و يـلـتـقـي نـســــبـاً أعـــظِـــمْ بــه نـســــبـاً
بـســــادة الـقــــومِ مـن أجــلـى نـواصــيــهِ
و تـســـتـمـرُّ دواعـي الـخـيــرِ تـحــضـنــه
مــن أصـــلِ عــتــرتــهِ حــبــــاً تـلاقــيـــهِ[/font]
[/align]
[font=Times New Roman][align=center]
أنـســـاب الـعـــرب
مــع
ســــيـد الـعـــرب
صلى الله عليه وسلم
[/align]
[align=justify]
للحبيب صلى الله عليه وسلم في الأسر والعشائر القرشية اتصال في النسب وقد قال على لسانه المولى الكريم: ( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )( سورة الشورى: 23) . وقد ورد في جوامع السيرة النبوية أسماء من اجتمع مع رسول الله من البيوت القرشية والقبائل العربية العدنانية فقال:وفي عبد المطلب يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو علي, وجعفر, وعقيل -بني أبي طالب-, وبنو العباس, وبنو الحارث, وبنو أبي لهب. وفي عبد مناف يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو أمية, وسائر بني عبد شمس, وبنو المطلب, وبنو نوفل.وفي قصي يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو عبد العزى, وبنو عبد الدار, الذين منهم حجبة الكعبة. وقد ذكر الطبري أن بني أسد بن عبد العزى ومنهم أم المؤمنين خديجة رضي الله تعالى عنها بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب, وبنو نوفل بن أسد ومنهم ورقة بن نوفل, وبنو عبد بن قصي ومنهم طليب بن عمير بن وهب بن عبد قصي رضي الله تعالى عنه كان من المهاجرين الأوائل ومن أهل بدر واستشهد في اليرموك. أمه أروى بنت عبد المطلب, وله موقف مشرف في دفاعه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تقول أمه:[/align]
[align=center]إن طـلـيـبـاً نـصـر ابـن خـالـه *** آســاه فـي ذي دمــه و مــالـه[/align]
[align=justify](الطبري, 1421هـ: 2/755).وفي كلاب يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو زهرة, وأمه منهم, وهي آمنة بنت وهب, ابن عبد مناف بن زهرة. وفي مرة يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو تيم بن مرة ومنهم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه , وبنو مخزوم بن يقظة بن مرة. وفي كعب يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو عدي ومنهم الفاروق سيدنا عمر رضي الله عنه, وبنو جمح, وبنو سهم ومنهم سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه.وفي لؤي يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو عامر بن لؤي.وفي غالب يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو تيم الأدرم. وفي فهر يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو الحارث, وبنو محارب. وفهر هذا: هو أبو قريش كلها, من لم يكن من ولده فلا نسب له في قريش, ومن كان من ولد فهر فهو قرشي وقد بين الطبري أن أحد القولين المشهورين كون فهر هو قريش والقول الآخر هو النضر بن كنانه, وقد ذهب لكل منهما كثير من الأئمة وعلماء النسب (الطبري, 1421هـ: 1/194-195).وفي كنانة يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : كل من ينتمي إلى كنانة من بني عبد مناة, وملك, وملكان, وحدال, وعمرو بن كنانة وغيرهم.وفي خزيمة يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو أسد بن خزيمة, والقارة, وهم بنو الهون بن خزيمة. وفي مدركة يجتمع معه صلى الله عليه وسلم: بنو هذيل. وفي إلياس يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو تميم وإخوتهم, وبنو ضبة ومزينة, والرباب,وخزاعة, وأسلم. فأما الرباب فهم: تيم, وعدي, وثور, وعكل. وفي مضر يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : قبائل قيس كلها: سُليم, ومازن, وفزارة, وعبس, وأشجع, ومرة, وسائر بني ذبيان, وغطفان, وعيل, وقشير, والحريش, وجعدة, والعجلان, وكلاب, والبكاء, وهلال, وسواءة, وبنو جشم, وبنو نصر, وثقيف, وسعد, وسائر هوازن, ومحارب, وعدوان, وفهم, وباهلة, وغنى, والطفاوة, وسائر قيس. وفي نزار يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : قبائل ربيعة, كبكر, وتغلب, وعنز-بني وائل, وعبد القيس وقبائلها, وعنزة, والنمر بن قاسط. وفي معد يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : إياد, بلا شك. وفي عدنان يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو عك, وغافق. وفي إبراهيم الخلي عليه السلام , يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو إسرائيل, ومن عرف نسبه من بني عيصاد بن إسحاق أخي يعقوب, وذلك لا يوجد اليوم. وأما قضاعة وقبائل قحطان, وهم أهل اليمن, فالله أعلم بتشعبهم, إلا أنهم يجتمعون معه في نوح, بلا شك (الأندلسي, 1403هـ: 4-6).
ومما سبق يتضح شرف نسب سيد العرب والعجم سيد من حدث وخطب, الذي أكرمه الله بأعلى الرتب, وجعل نسبه واضح ظاهر تعرفه كافة العرب, لم ينكره أحد من قريش, ورغم عداوتهم لم يطعن احد في شرف نسبه أو اضطرب, وجعل نسبه متصل بالخيرية في نسب الأم والأب, فهو الذي وضَّحَ أن الله حين خلق الخلق بعث جبريل عليه السلام فقسم الناس قسمين فقسم العرب قسماً, وقسم العجم قسماً, وكانت خيرة الله في العرب, ثم قسم العرب قسمين, فقسم اليمن قسماً وقسم مضر قسماً ومن مضر كانت قريش وكانت خيرة الله في قريش أفضل العرب, ثم أخرج صلى الله عليه وسلم من خير الأصلاب الزاكية, والأرحام الطاهرة, إلى أن ولد من خير قريش عبد الله بن عبد المطلب, بن هاشم وكانت الأم هي آمنة بنت وهب, وهي مثال العفة والطهارة والشرف وكانت أفضل وأشرف نساء قريش في عصرها فكان له صلى الله عليه وسلم أشرف أم وأشرف أب (حمادة, 1420هـ: 12-13). وصدق فيه قول القائل:[/align]
[align=center]
وأبو المصطفى الْحُلاحِـلُ عَبْدُ الله *** والْكُــــــلُّ سَــــــــادَةٌ نُـــــبَـــــلاءُ
هَكّذاَ المجْدُ والمفَاخِــرُ والأنسـاب *** تـَـعْــلـُـــو وهـكَـــــذا الـنُّــسَــــبَـاءُ
هـكـذَا الـمـجْــدُ والـجُــدودُ فـَــنـَاد *** الخَـلـْـقَ أيـْنَ الأشْـــبَـاهُ والأكــفـَاءُ
كُلُّ فـَـردٍ مِـنهُـم فـَـرِيـدٌ ولم يـُنظر *** لَـــــهُ فـي زمـانِــــــهِ نـُــظَـــــرَاءُ
وَلـَـهُ الأمَّــــــهـَاتُ كـُلُّ حَـــصَـانٍ *** تــَتــَبـَاهَـى بـِمَـجْــدِهَــا الأحْـــمَاءُ
حَـــبــَّــذا أمَّــهَاتُ خَــيْـــرِ نــبــيٍّ *** شـَــرَّف الـكــونَ حَــبَّــذا الآبــــاءُ
لـَمْ يَـزَل ســارِيًا سُــرَى الشَّــمْـسٍ *** والـدَّهْـرُ من الـشِــرْك ليـلـةٌ لَيْـلاءُ
مـن سَـــماءٍ إلـى سَـــمَاءٍ وأعـْـني *** كـُلَّ أصْــلٍ لـَهُ بــِقــَـوْلِـيْ سَــــمَاءُ
لـم يَـزَلْ ســـاريًا إلـى أنْ تــَجَـلـَّتْ *** شـَمْـسُ أنــْـوارِهِ وفــَاضَ الضيـاءُ
فصلِّ اللهم على هذا الرسول الكريم
وأكرمنا بشفاعته آمين
[/align][/font]
أنـســـاب الـعـــرب
مــع
ســــيـد الـعـــرب
صلى الله عليه وسلم
[/align]
[align=justify]
للحبيب صلى الله عليه وسلم في الأسر والعشائر القرشية اتصال في النسب وقد قال على لسانه المولى الكريم: ( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )( سورة الشورى: 23) . وقد ورد في جوامع السيرة النبوية أسماء من اجتمع مع رسول الله من البيوت القرشية والقبائل العربية العدنانية فقال:وفي عبد المطلب يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو علي, وجعفر, وعقيل -بني أبي طالب-, وبنو العباس, وبنو الحارث, وبنو أبي لهب. وفي عبد مناف يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو أمية, وسائر بني عبد شمس, وبنو المطلب, وبنو نوفل.وفي قصي يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو عبد العزى, وبنو عبد الدار, الذين منهم حجبة الكعبة. وقد ذكر الطبري أن بني أسد بن عبد العزى ومنهم أم المؤمنين خديجة رضي الله تعالى عنها بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب, وبنو نوفل بن أسد ومنهم ورقة بن نوفل, وبنو عبد بن قصي ومنهم طليب بن عمير بن وهب بن عبد قصي رضي الله تعالى عنه كان من المهاجرين الأوائل ومن أهل بدر واستشهد في اليرموك. أمه أروى بنت عبد المطلب, وله موقف مشرف في دفاعه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تقول أمه:[/align]
[align=center]إن طـلـيـبـاً نـصـر ابـن خـالـه *** آســاه فـي ذي دمــه و مــالـه[/align]
[align=justify](الطبري, 1421هـ: 2/755).وفي كلاب يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو زهرة, وأمه منهم, وهي آمنة بنت وهب, ابن عبد مناف بن زهرة. وفي مرة يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو تيم بن مرة ومنهم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه , وبنو مخزوم بن يقظة بن مرة. وفي كعب يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو عدي ومنهم الفاروق سيدنا عمر رضي الله عنه, وبنو جمح, وبنو سهم ومنهم سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه.وفي لؤي يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو عامر بن لؤي.وفي غالب يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو تيم الأدرم. وفي فهر يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو الحارث, وبنو محارب. وفهر هذا: هو أبو قريش كلها, من لم يكن من ولده فلا نسب له في قريش, ومن كان من ولد فهر فهو قرشي وقد بين الطبري أن أحد القولين المشهورين كون فهر هو قريش والقول الآخر هو النضر بن كنانه, وقد ذهب لكل منهما كثير من الأئمة وعلماء النسب (الطبري, 1421هـ: 1/194-195).وفي كنانة يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : كل من ينتمي إلى كنانة من بني عبد مناة, وملك, وملكان, وحدال, وعمرو بن كنانة وغيرهم.وفي خزيمة يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو أسد بن خزيمة, والقارة, وهم بنو الهون بن خزيمة. وفي مدركة يجتمع معه صلى الله عليه وسلم: بنو هذيل. وفي إلياس يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو تميم وإخوتهم, وبنو ضبة ومزينة, والرباب,وخزاعة, وأسلم. فأما الرباب فهم: تيم, وعدي, وثور, وعكل. وفي مضر يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : قبائل قيس كلها: سُليم, ومازن, وفزارة, وعبس, وأشجع, ومرة, وسائر بني ذبيان, وغطفان, وعيل, وقشير, والحريش, وجعدة, والعجلان, وكلاب, والبكاء, وهلال, وسواءة, وبنو جشم, وبنو نصر, وثقيف, وسعد, وسائر هوازن, ومحارب, وعدوان, وفهم, وباهلة, وغنى, والطفاوة, وسائر قيس. وفي نزار يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : قبائل ربيعة, كبكر, وتغلب, وعنز-بني وائل, وعبد القيس وقبائلها, وعنزة, والنمر بن قاسط. وفي معد يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : إياد, بلا شك. وفي عدنان يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو عك, وغافق. وفي إبراهيم الخلي عليه السلام , يجتمع معه صلى الله عليه وسلم : بنو إسرائيل, ومن عرف نسبه من بني عيصاد بن إسحاق أخي يعقوب, وذلك لا يوجد اليوم. وأما قضاعة وقبائل قحطان, وهم أهل اليمن, فالله أعلم بتشعبهم, إلا أنهم يجتمعون معه في نوح, بلا شك (الأندلسي, 1403هـ: 4-6).
ومما سبق يتضح شرف نسب سيد العرب والعجم سيد من حدث وخطب, الذي أكرمه الله بأعلى الرتب, وجعل نسبه واضح ظاهر تعرفه كافة العرب, لم ينكره أحد من قريش, ورغم عداوتهم لم يطعن احد في شرف نسبه أو اضطرب, وجعل نسبه متصل بالخيرية في نسب الأم والأب, فهو الذي وضَّحَ أن الله حين خلق الخلق بعث جبريل عليه السلام فقسم الناس قسمين فقسم العرب قسماً, وقسم العجم قسماً, وكانت خيرة الله في العرب, ثم قسم العرب قسمين, فقسم اليمن قسماً وقسم مضر قسماً ومن مضر كانت قريش وكانت خيرة الله في قريش أفضل العرب, ثم أخرج صلى الله عليه وسلم من خير الأصلاب الزاكية, والأرحام الطاهرة, إلى أن ولد من خير قريش عبد الله بن عبد المطلب, بن هاشم وكانت الأم هي آمنة بنت وهب, وهي مثال العفة والطهارة والشرف وكانت أفضل وأشرف نساء قريش في عصرها فكان له صلى الله عليه وسلم أشرف أم وأشرف أب (حمادة, 1420هـ: 12-13). وصدق فيه قول القائل:[/align]
[align=center]
وأبو المصطفى الْحُلاحِـلُ عَبْدُ الله *** والْكُــــــلُّ سَــــــــادَةٌ نُـــــبَـــــلاءُ
هَكّذاَ المجْدُ والمفَاخِــرُ والأنسـاب *** تـَـعْــلـُـــو وهـكَـــــذا الـنُّــسَــــبَـاءُ
هـكـذَا الـمـجْــدُ والـجُــدودُ فـَــنـَاد *** الخَـلـْـقَ أيـْنَ الأشْـــبَـاهُ والأكــفـَاءُ
كُلُّ فـَـردٍ مِـنهُـم فـَـرِيـدٌ ولم يـُنظر *** لَـــــهُ فـي زمـانِــــــهِ نـُــظَـــــرَاءُ
وَلـَـهُ الأمَّــــــهـَاتُ كـُلُّ حَـــصَـانٍ *** تــَتــَبـَاهَـى بـِمَـجْــدِهَــا الأحْـــمَاءُ
حَـــبــَّــذا أمَّــهَاتُ خَــيْـــرِ نــبــيٍّ *** شـَــرَّف الـكــونَ حَــبَّــذا الآبــــاءُ
لـَمْ يَـزَل ســارِيًا سُــرَى الشَّــمْـسٍ *** والـدَّهْـرُ من الـشِــرْك ليـلـةٌ لَيْـلاءُ
مـن سَـــماءٍ إلـى سَـــمَاءٍ وأعـْـني *** كـُلَّ أصْــلٍ لـَهُ بــِقــَـوْلِـيْ سَــــمَاءُ
لـم يَـزَلْ ســـاريًا إلـى أنْ تــَجَـلـَّتْ *** شـَمْـسُ أنــْـوارِهِ وفــَاضَ الضيـاءُ
فصلِّ اللهم على هذا الرسول الكريم
وأكرمنا بشفاعته آمين
[/align][/font]
[align=center]
[font=Andalus] إن الـديـن
عـنـد الله الإســـلام
[/font]
[font=Times New Roman]قـــد أكــــــرم الله أهــــــل الأرض مـــن قِــــــــدَمٍ
بـالأنـــبـــيـــاءِ كــمــثـــلِ الـغـــيـــثِ يُــجـــريــــهِ
و أرســــلَ الـخـــيــرَ بــيـن الـنــــاسِ فـي رُسُــــلٍ
تــُــبـــلــِّــغ الـحـــــقَّ بـُــشـــــرى فـي تــوالــيــــهِ
و أخـــتــارَ مــنـهـمْ أولـــــو عــــــزمٍ مــجــاهـــدةً
تــنــيــــرُ عــــتـــمَ طـــريــــقٍ تــــاه ســـــاريــــهِ
و اخــتــصَّ طــــــه بــمــا لـــم يــعــطــهِ بــشـــراً
لـيــخـــتــَـم الـخـــــيــرَ بـالإســــــلامِ يــوفـــيـــــهِ[/font]
[/align]
[font=Andalus] إن الـديـن
عـنـد الله الإســـلام
[/font]
[font=Times New Roman]قـــد أكــــــرم الله أهــــــل الأرض مـــن قِــــــــدَمٍ
بـالأنـــبـــيـــاءِ كــمــثـــلِ الـغـــيـــثِ يُــجـــريــــهِ
و أرســــلَ الـخـــيــرَ بــيـن الـنــــاسِ فـي رُسُــــلٍ
تــُــبـــلــِّــغ الـحـــــقَّ بـُــشـــــرى فـي تــوالــيــــهِ
و أخـــتــارَ مــنـهـمْ أولـــــو عــــــزمٍ مــجــاهـــدةً
تــنــيــــرُ عــــتـــمَ طـــريــــقٍ تــــاه ســـــاريــــهِ
و اخــتــصَّ طــــــه بــمــا لـــم يــعــطــهِ بــشـــراً
لـيــخـــتــَـم الـخـــــيــرَ بـالإســــــلامِ يــوفـــيـــــهِ[/font]
[/align]
[font=Times New Roman][align=center]
إن الـديـن
عـنـد الله الإســـلام
[/align]
[align=justify] أورد صاحب (الأمانة العظمى ونَبِيِّهَا صلى الله عليه و سلم) أن المخلوق الأول سيدنا آدم عليه السلام مخلوق مركب من مادة وروح, ومن ظلمة ونور, رُكِّبَتْ فيه الغرائز والشهوات, فَسُلِّطَ على بني آدم الشيطان فهو مُعَرَّض للإغفال عن الله سبحانه و تعالى في بعض الأوقات, وبالتالي عن العهد الذي اقتطعه على نفسه وشهد عليه, وأصبح معرَّضًا للإعراض عن تلكم الأمانة التي تحملها وما حملته من تُبعات.
فكان التذكير بإرسال الرسل من الله تعالى لتذكير الخلق بالعبادة والفرائض والأوامر والنواهي بالتوحيد, والإيمان بخالق الأرض والسماوات, وقد أكرم الله سبحانه و تعالى المخلوقات, بما رسم ووضح من دلالات, وأظهر من علامات, وبعث من آيات بينات, وجعل الرسل من البشر وأيَّدهم بالوحي والمعجزات.
فكان كل رسول لقومه, ثم ختم النبوات والرسالات, ببعثة سيد السادات صلى الله عليه و سلم وقد أكرم الرسل عليهم السلام فجعلهم موحى إليهم, سواء كان الوحي النازل بوساطة أم بغير وساطة وجعل سيدنا محمداً صلى الله عليه و سلم( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )(سورة النجم 3-4). وجعل مهمة الرسل هي الإنذار والبشارات, فَبُشِّرَ كلُّ مطيع للحبيب بالجنة والرحمة ومغفرة السيئات, وكان أولَ نبي هو سيدنا آدم عليه السلام وأول رسول هو سيدُنا نوح عليه السلام وبين سيدنا آدم وسيدنا نوح عشرة قرون , وبلغ عدد الرسل أكثر من ثلاثمائة رسول وقد ورد في القرآن الكريم خمسة وعشرون رسولاً ورد ذكرهم في الآيات البينات, وقد يكون في العصر الواحد أكثر من رسول, فما من أمة إلا أرسل الله فيها رسولاً من أهلها وما من قرية معمورة إلا بعث فيها نذير, وما كان الله ليهلك أهل قرية أو أمة إلا بعد أن يرسل إليهم من ينذرهم ويحذرهم, فإن عصت وتمادت في طغيانها, سلكت طريق المهلكات.
وأفضل الرسل الذين بعثوا في الأمم السابقة هم أولو العزم من الرسل, وهم سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى, وسيدنا عيسى عليهم السلام, وهم خاصة البشر, وذروتهم وصفوتهم وخيرتهم, فهم صلة الوصل بين الخالق والمخلوقات, وجعل آخرهم المختار من أولي العزم من الرسل سيدنا محمداً صلى الله عليه و سلم من يجتمع الأنبياء تحت لوائه يوم القيامة في تلك العرصات, وهذا التفاوت والتفاضل إنما هو بالقرب والمكانة, لا من حيث دعوتهم للناس وإجابة الناس والإيمان بهم, لأن الإيمان بهم واجب من الواجبات, وهو عنصر من عناصر الإيمان, إذ لا يصح إيمان من ينكر إحدى الرسالات.
فالرسل عليهم السلام شهداء على أممهم في الدين والمعتقدات, وأما أخطاء الإنسان ومفاسده وما يرتكبه من تصرفات, فستشهد عليها أعضاؤه, وسوف يكون سيد السادات, هو الشهيد على أمته, وهو الشهيد لها, وهو شاهد وشهيد على الأنبياء السابقين عليهم وعليه الصلاة والسلام, وتكون أمته صلى الله عليه و سلم شاهدة للأنبياء السابقين على أممهم بما بلغوه من الرسالات وما وضحوه في الدعوات, من أن الدين عند الله الإسلام, وأن الذي يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه, فلم يأت نبيٌّ إلا وطلب من قومه الإيمان بالله, وإقامة دين الله, والإخلاص لله واجتناب المحرمات, وعلى رأسها اجتناب الطاغوت وهو أكبر المنكرات.
وما ورد من أصول هي مطالب لكل رسل الله وما جاؤوا به من دعوات.
أما الفروع التشريعية التي ليست من الأصول, فلا يشترط فيها اتحاد الديانات, فكل الرسل أولاد عَلاَّت, شرائعهم تنوعت ولكنهم متفقون في أصول التوحيد, لأنها من الأصول الثابتة, التي أكد عليها سيد الـمخلوقات, وهو صاحب التشريع الكامل الشامل, فهو صلى الله عليه و سلم الـذي ختم الله به رسله, وبدينه شرعَه, وبمنهاجه رسالاتـــــه, فلا تشريع فوقه ولا بعدهُ, فهو الخاتم لما سبق, والناسخ لكل ما تقدم, لأن دينه دين الله الذي ارتضاه, وبعــــث به خير خلقه عليه وعلى آله وصحبه البركات التامات (خاطر, 1486هـ: 73-108).
ولله الشكر والحمد حيث جعل دين الإسلام حق مشاع, وثروة مشتركة لجميع الأمم والشعوب, والعناصر والأجناس, والأسر والبيوتات, من كافة البلدان والأوطان, فدين الإسلام ليس فيه احتكار مثل احتكار اليهود أو البراهمة من الهنود.
فهو دين الله الذي لا يتميز فيه شعب عن شعب ولا نسل عن نسل ففيه المساواة من قِبَلِ خالق الأرض والسماوات, فهو دين الله الذي لا يعتمد فيه على عرق ودم, بل الاعتماد فيه على الحرص والشوق, وحسن التلقي, وزيادة التقدير, والتفوق في الجهاد والاجتهاد, والدين والتقوى فقد قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (سورة الحجرات:13).
فهو دين الله الذي جاء باليسر في التشريعات فهو الدين السهل السمح الموافق للفطرة المستقيمة والعقول السليمة.
فقد بين عليه أفضل الصلاة والسلام ما ورد في القرآن ( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) (سورة البقرة: 185).فهو الدين الذي لم يضيق ما وسع الله, ولم يحرم ما أحل الله, فقد قام نبي الإسلام بإزالة القيود التي فرضت على الحريات, فجعلت الشعوب تلتزم بما لم يلزمها الله به في أمور الحياة, فأعاد الأمور إلى نصابها لأن الدين عند الله الإسلام فوصفه خالقه في القرآن بقوله ( يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) (سورة الأعراف: 157) (الندوي, 1395هـ: 20-22).
وبذلك أظهر الله به التوحيد بين الأمم والشعوب وأصبح دين الله في كافة المجالات, وذهب الفساد الذي ظهر عندما عم الجهل بين العباد في أمر التوحيد لوجوه ثلاث: الأول التشبيه والتمثيل, فقد شبهو خالق الأرض والسماوات بغيره من المخلوقات, والثاني أنهم جعلوا صفاته منفصلة عنه ومستقلة, والثالث أنهم اغتروا بكثرة المظاهر في عالم الموجودات, وخُدِعُوا بِضُروب من المصنوعات, فلما مَنَّ الله على المخلوقات, بدين الإسلام ومبعث النبي عليه الصلاة والسلام, أزال الله به الأوهام وكشف خفايا الشبهات, فأنجلت عن البصائر غياهب التمثيل والتشبيه فأزال الله به المنكرات وأقام به الأعمال الصالحات (الندوي, 1404هـ: 184). [/align][align=center]
فصلِّ اللهم على صاحب المعجزات من ختمت
به كافة الرسالات والنبوات
[/align][/font]
إن الـديـن
عـنـد الله الإســـلام
[/align]
[align=justify] أورد صاحب (الأمانة العظمى ونَبِيِّهَا صلى الله عليه و سلم) أن المخلوق الأول سيدنا آدم عليه السلام مخلوق مركب من مادة وروح, ومن ظلمة ونور, رُكِّبَتْ فيه الغرائز والشهوات, فَسُلِّطَ على بني آدم الشيطان فهو مُعَرَّض للإغفال عن الله سبحانه و تعالى في بعض الأوقات, وبالتالي عن العهد الذي اقتطعه على نفسه وشهد عليه, وأصبح معرَّضًا للإعراض عن تلكم الأمانة التي تحملها وما حملته من تُبعات.
فكان التذكير بإرسال الرسل من الله تعالى لتذكير الخلق بالعبادة والفرائض والأوامر والنواهي بالتوحيد, والإيمان بخالق الأرض والسماوات, وقد أكرم الله سبحانه و تعالى المخلوقات, بما رسم ووضح من دلالات, وأظهر من علامات, وبعث من آيات بينات, وجعل الرسل من البشر وأيَّدهم بالوحي والمعجزات.
فكان كل رسول لقومه, ثم ختم النبوات والرسالات, ببعثة سيد السادات صلى الله عليه و سلم وقد أكرم الرسل عليهم السلام فجعلهم موحى إليهم, سواء كان الوحي النازل بوساطة أم بغير وساطة وجعل سيدنا محمداً صلى الله عليه و سلم( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )(سورة النجم 3-4). وجعل مهمة الرسل هي الإنذار والبشارات, فَبُشِّرَ كلُّ مطيع للحبيب بالجنة والرحمة ومغفرة السيئات, وكان أولَ نبي هو سيدنا آدم عليه السلام وأول رسول هو سيدُنا نوح عليه السلام وبين سيدنا آدم وسيدنا نوح عشرة قرون , وبلغ عدد الرسل أكثر من ثلاثمائة رسول وقد ورد في القرآن الكريم خمسة وعشرون رسولاً ورد ذكرهم في الآيات البينات, وقد يكون في العصر الواحد أكثر من رسول, فما من أمة إلا أرسل الله فيها رسولاً من أهلها وما من قرية معمورة إلا بعث فيها نذير, وما كان الله ليهلك أهل قرية أو أمة إلا بعد أن يرسل إليهم من ينذرهم ويحذرهم, فإن عصت وتمادت في طغيانها, سلكت طريق المهلكات.
وأفضل الرسل الذين بعثوا في الأمم السابقة هم أولو العزم من الرسل, وهم سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى, وسيدنا عيسى عليهم السلام, وهم خاصة البشر, وذروتهم وصفوتهم وخيرتهم, فهم صلة الوصل بين الخالق والمخلوقات, وجعل آخرهم المختار من أولي العزم من الرسل سيدنا محمداً صلى الله عليه و سلم من يجتمع الأنبياء تحت لوائه يوم القيامة في تلك العرصات, وهذا التفاوت والتفاضل إنما هو بالقرب والمكانة, لا من حيث دعوتهم للناس وإجابة الناس والإيمان بهم, لأن الإيمان بهم واجب من الواجبات, وهو عنصر من عناصر الإيمان, إذ لا يصح إيمان من ينكر إحدى الرسالات.
فالرسل عليهم السلام شهداء على أممهم في الدين والمعتقدات, وأما أخطاء الإنسان ومفاسده وما يرتكبه من تصرفات, فستشهد عليها أعضاؤه, وسوف يكون سيد السادات, هو الشهيد على أمته, وهو الشهيد لها, وهو شاهد وشهيد على الأنبياء السابقين عليهم وعليه الصلاة والسلام, وتكون أمته صلى الله عليه و سلم شاهدة للأنبياء السابقين على أممهم بما بلغوه من الرسالات وما وضحوه في الدعوات, من أن الدين عند الله الإسلام, وأن الذي يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه, فلم يأت نبيٌّ إلا وطلب من قومه الإيمان بالله, وإقامة دين الله, والإخلاص لله واجتناب المحرمات, وعلى رأسها اجتناب الطاغوت وهو أكبر المنكرات.
وما ورد من أصول هي مطالب لكل رسل الله وما جاؤوا به من دعوات.
أما الفروع التشريعية التي ليست من الأصول, فلا يشترط فيها اتحاد الديانات, فكل الرسل أولاد عَلاَّت, شرائعهم تنوعت ولكنهم متفقون في أصول التوحيد, لأنها من الأصول الثابتة, التي أكد عليها سيد الـمخلوقات, وهو صاحب التشريع الكامل الشامل, فهو صلى الله عليه و سلم الـذي ختم الله به رسله, وبدينه شرعَه, وبمنهاجه رسالاتـــــه, فلا تشريع فوقه ولا بعدهُ, فهو الخاتم لما سبق, والناسخ لكل ما تقدم, لأن دينه دين الله الذي ارتضاه, وبعــــث به خير خلقه عليه وعلى آله وصحبه البركات التامات (خاطر, 1486هـ: 73-108).
ولله الشكر والحمد حيث جعل دين الإسلام حق مشاع, وثروة مشتركة لجميع الأمم والشعوب, والعناصر والأجناس, والأسر والبيوتات, من كافة البلدان والأوطان, فدين الإسلام ليس فيه احتكار مثل احتكار اليهود أو البراهمة من الهنود.
فهو دين الله الذي لا يتميز فيه شعب عن شعب ولا نسل عن نسل ففيه المساواة من قِبَلِ خالق الأرض والسماوات, فهو دين الله الذي لا يعتمد فيه على عرق ودم, بل الاعتماد فيه على الحرص والشوق, وحسن التلقي, وزيادة التقدير, والتفوق في الجهاد والاجتهاد, والدين والتقوى فقد قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (سورة الحجرات:13).
فهو دين الله الذي جاء باليسر في التشريعات فهو الدين السهل السمح الموافق للفطرة المستقيمة والعقول السليمة.
فقد بين عليه أفضل الصلاة والسلام ما ورد في القرآن ( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) (سورة البقرة: 185).فهو الدين الذي لم يضيق ما وسع الله, ولم يحرم ما أحل الله, فقد قام نبي الإسلام بإزالة القيود التي فرضت على الحريات, فجعلت الشعوب تلتزم بما لم يلزمها الله به في أمور الحياة, فأعاد الأمور إلى نصابها لأن الدين عند الله الإسلام فوصفه خالقه في القرآن بقوله ( يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) (سورة الأعراف: 157) (الندوي, 1395هـ: 20-22).
وبذلك أظهر الله به التوحيد بين الأمم والشعوب وأصبح دين الله في كافة المجالات, وذهب الفساد الذي ظهر عندما عم الجهل بين العباد في أمر التوحيد لوجوه ثلاث: الأول التشبيه والتمثيل, فقد شبهو خالق الأرض والسماوات بغيره من المخلوقات, والثاني أنهم جعلوا صفاته منفصلة عنه ومستقلة, والثالث أنهم اغتروا بكثرة المظاهر في عالم الموجودات, وخُدِعُوا بِضُروب من المصنوعات, فلما مَنَّ الله على المخلوقات, بدين الإسلام ومبعث النبي عليه الصلاة والسلام, أزال الله به الأوهام وكشف خفايا الشبهات, فأنجلت عن البصائر غياهب التمثيل والتشبيه فأزال الله به المنكرات وأقام به الأعمال الصالحات (الندوي, 1404هـ: 184). [/align][align=center]
فصلِّ اللهم على صاحب المعجزات من ختمت
به كافة الرسالات والنبوات
[/align][/font]
[align=center]
[font=Andalus]البـشـارات والإشـــارات
والدليـل فـي
التـوراة والإنـجـيـل [/font]
[font=Times New Roman]بـالـنـــصِّ جــاء بــِ بــرنـابـا بـمـشــــهـــدةٍ
مـن وقـــــت آدم لا شــــيءٌ يُـغــشــّــــيــهِ
قــد جــاء بـالـلـفــظِ بـالإفــصـاحِ لـيـس بـه
لـَـبـْـسٌ ومـن ذا الـذي لـلـبـــدرِ يـخــفــيــهِ
بـشـــارةُ اللهِ فـي الإنـجــيــل مــوضِـعُــهـا
و قـبــل مــا قــبـلـهـا الـتـــوارة تـجــلـيــهِ
بـذكـــرِ أحـــمــــد فـالأحــبـــار تــدركــهـا
بـِـشــــارةَ الـخــيـــرِ لـلـرهــبـانِ تـهـــديـهِ[/font]
[/align]
[font=Andalus]البـشـارات والإشـــارات
والدليـل فـي
التـوراة والإنـجـيـل [/font]
[font=Times New Roman]بـالـنـــصِّ جــاء بــِ بــرنـابـا بـمـشــــهـــدةٍ
مـن وقـــــت آدم لا شــــيءٌ يُـغــشــّــــيــهِ
قــد جــاء بـالـلـفــظِ بـالإفــصـاحِ لـيـس بـه
لـَـبـْـسٌ ومـن ذا الـذي لـلـبـــدرِ يـخــفــيــهِ
بـشـــارةُ اللهِ فـي الإنـجــيــل مــوضِـعُــهـا
و قـبــل مــا قــبـلـهـا الـتـــوارة تـجــلـيــهِ
بـذكـــرِ أحـــمــــد فـالأحــبـــار تــدركــهـا
بـِـشــــارةَ الـخــيـــرِ لـلـرهــبـانِ تـهـــديـهِ[/font]
[/align]
[font=Times New Roman]
[align=center]البـشــارات والإشـــارات
والـدلـيــل فـي
الـتــوراة والإنـجـيــل[/align]
[align=justify] ذِكره صلى الله عليه و سلم سبق مولده الشريف, والبشارات بذكره في الكتب الكريمة ظاهرة مضيئة كَالنجم السيار, فأبدت معاني صفاته التي لا يمكن لها إنكار, ولم يبق منها إلا القرآن الكريم وقد ورد فيه مدح حبيب الله بلا حدٍ ولا مقدار, فصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل: ( وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ) (سورة آل عمران: 81) كما قال سبحانه و تعالى ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )(سورة الأعراف: 157) وكانت البشارات في كل وقت وحين إلى مبعث سيدنا عيسى و سيدنا يحيى عليهما السلام لتوضح أنه صلى الله عليه و سلم صفوة الخلق الرسول المختار, حيث بين القرآن الكريم بشارات سيدنا عيسى عليه السلام لقومه في قوله: ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) (سورة الصف:6). كما وضَّح أنه رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء بعد ما توفاه بالنوم وحجبه عن الأبصار, وخلصه من أذية اليهود القوم الأشرار, لأنه هو العائد في آخر الزمان بدين النبي المختار, فعند نزوله يقتل الخنزير ويكسر الصلبان, ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام, ويمحو من النصرانية الآثار (ابن كثير, 1974م: 2/90-91).
وقد ورد في التوراة والإنجيل بشارات بالمبعوث رحمة للعالمين, فكانت البشارات عبر الأزمان وفي كافة الأقطار, بمبعث فخر بني عدنان وأرفعهم مقداراً, الذي تحدثت عنه العامة والرهبان والأحبار, وقد أفصح إنجيل برنابا باسمه الصريح دون إسرار, فقال في الفصل التاسع والثلاثين ذَكر سيدنا آدم عليه السلام أنه لما انتصب على قدميه في حضرة الجبار رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصُّها ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ( ففتح حينئذ آدم فاه وقال أشكرك أيها الرب الهي لأنك تفضلت فخلقتني ولكن أضرع إليك أن تنبئني ما معنى هذه الكلمات ( محمد رسول الله ) فأجاب الله مرحبا بك يا عبدي آدم. وإني أقول لك إنك أول إنسان خلقت.
والذي رأيته إنما هو ابنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة. وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء. الذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم. الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئاً. فضرع آدم إلى الله قائلاً يا رب هبني هذه الكتابة على أظفار أصابع يدي. فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه على ظفر إبهام اليد اليمنى ما نصه لا إله إلا الله. وعلى ظفر إبهام اليد اليسرى ما نصه محمد رسول الله. فقبـَّل الإنسانُ الأول بِحُنُوٍّ أَبَويّ هذه الكلمات. ومسح عينيه وقال بورك ذلك اليوم الذي ستأتي فيه إلى العالم) (برنابا, 1406هـ: 53).
وقد جاء الإخبار بنبوته صلى الله عليه و سلم في التوراة ( سأقيم لهم نبياً من وسط أخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ) وبهذا يظهر أن النبي المختار, هو من أبناء سيدنا إسماعيل أخو سيدنا اسحاق عليهما السلام وأن سيدنا موسى هو من بني إسرائيل وأخوه سيدنا محمد من بني إسماعيل عليهما السلام وبقوله أجعل كلامي في فمه فظاهر هو سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب فيوحي الله إليه فينطق فمه بما يوحي به إليه الله ولم يقم نبي أمي سواه منذ أن خلق الله الدنيا إلى بعثته بالنبوة والرسالة إلى كافة الأمصار (ماضي, 1395هـ: 102-104) .[/align]
[align=center]فصلِّ اللهم على هذا الرسول المختار
ما أظلم ليلٌ وأشرق نهار[/align]
[/font]
[align=center]البـشــارات والإشـــارات
والـدلـيــل فـي
الـتــوراة والإنـجـيــل[/align]
[align=justify] ذِكره صلى الله عليه و سلم سبق مولده الشريف, والبشارات بذكره في الكتب الكريمة ظاهرة مضيئة كَالنجم السيار, فأبدت معاني صفاته التي لا يمكن لها إنكار, ولم يبق منها إلا القرآن الكريم وقد ورد فيه مدح حبيب الله بلا حدٍ ولا مقدار, فصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل: ( وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ) (سورة آل عمران: 81) كما قال سبحانه و تعالى ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )(سورة الأعراف: 157) وكانت البشارات في كل وقت وحين إلى مبعث سيدنا عيسى و سيدنا يحيى عليهما السلام لتوضح أنه صلى الله عليه و سلم صفوة الخلق الرسول المختار, حيث بين القرآن الكريم بشارات سيدنا عيسى عليه السلام لقومه في قوله: ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) (سورة الصف:6). كما وضَّح أنه رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء بعد ما توفاه بالنوم وحجبه عن الأبصار, وخلصه من أذية اليهود القوم الأشرار, لأنه هو العائد في آخر الزمان بدين النبي المختار, فعند نزوله يقتل الخنزير ويكسر الصلبان, ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام, ويمحو من النصرانية الآثار (ابن كثير, 1974م: 2/90-91).
وقد ورد في التوراة والإنجيل بشارات بالمبعوث رحمة للعالمين, فكانت البشارات عبر الأزمان وفي كافة الأقطار, بمبعث فخر بني عدنان وأرفعهم مقداراً, الذي تحدثت عنه العامة والرهبان والأحبار, وقد أفصح إنجيل برنابا باسمه الصريح دون إسرار, فقال في الفصل التاسع والثلاثين ذَكر سيدنا آدم عليه السلام أنه لما انتصب على قدميه في حضرة الجبار رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصُّها ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ( ففتح حينئذ آدم فاه وقال أشكرك أيها الرب الهي لأنك تفضلت فخلقتني ولكن أضرع إليك أن تنبئني ما معنى هذه الكلمات ( محمد رسول الله ) فأجاب الله مرحبا بك يا عبدي آدم. وإني أقول لك إنك أول إنسان خلقت.
والذي رأيته إنما هو ابنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة. وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء. الذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم. الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئاً. فضرع آدم إلى الله قائلاً يا رب هبني هذه الكتابة على أظفار أصابع يدي. فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه على ظفر إبهام اليد اليمنى ما نصه لا إله إلا الله. وعلى ظفر إبهام اليد اليسرى ما نصه محمد رسول الله. فقبـَّل الإنسانُ الأول بِحُنُوٍّ أَبَويّ هذه الكلمات. ومسح عينيه وقال بورك ذلك اليوم الذي ستأتي فيه إلى العالم) (برنابا, 1406هـ: 53).
وقد جاء الإخبار بنبوته صلى الله عليه و سلم في التوراة ( سأقيم لهم نبياً من وسط أخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ) وبهذا يظهر أن النبي المختار, هو من أبناء سيدنا إسماعيل أخو سيدنا اسحاق عليهما السلام وأن سيدنا موسى هو من بني إسرائيل وأخوه سيدنا محمد من بني إسماعيل عليهما السلام وبقوله أجعل كلامي في فمه فظاهر هو سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب فيوحي الله إليه فينطق فمه بما يوحي به إليه الله ولم يقم نبي أمي سواه منذ أن خلق الله الدنيا إلى بعثته بالنبوة والرسالة إلى كافة الأمصار (ماضي, 1395هـ: 102-104) .[/align]
[align=center]فصلِّ اللهم على هذا الرسول المختار
ما أظلم ليلٌ وأشرق نهار[/align]
[/font]
[font=Times New Roman]
[align=justify] كما ورد في سفر إشَعْيَاءَ في الأصحاح الثاني والأربعين في العدد الأول ما نصه: ( هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سُرَّت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم…… إلى الأمان يخرج الحق. لا يَكَلُّ ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائرُ شريعتهُ ). كما ورد في العدد الحادي عشر ( لِترفَعِ البريةُ ومُدنُها صوتَها, الديار التي سكنها قيدار, لتترنم سكان سالع. من رؤوسِ الجبالِ ليهتفوا. لِيُعْطُوْا الرَبَّ مَجْدًا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر ) كما ورد في العهد الجديد في إنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا العديد من البشارات.
ففي إنجيل متى في الأصحاح الحادي عشر ورد: ( وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيلياأ الـمُزْمِعُ أن يأتي من له أُذُنان للسمع فليسمع ) وليعلم أُوْلِي الأفهام أن إيلياأ حسب مجموع حساب أبجد حسب القاعدة التي كان يراعيها اليهود في شريعتهم هو نفس مجموع أحمد.
كما ورد في الأصحاح الأول من إنجيل مرقس: ( يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لستُ أهلاً أن أَنْحَنِي وأَحُلَّ سيورَ حذائهِ ). وقد ورد في إنجيل يوحنا في الأصحاح الأول أنه عندما سئل سيدنا يحيى عليه السلام فقالوا له من أنت؟ فاعترف ولم ينكر وأقر بقوله: لست أنا المسيح, فسألوه: إذاً ماذا إيلياأ أنت؟ قال: لست أنا… النبي أنت؟ فأجاب لا. فقالوا له: من أنت لنعطي جواباً للذين أرسلونا. ماذا تقول عن نفسِك؟ قال: أنا صوتُ صارخٍ في البرِّيَّة قوِّموا طريق الرب كما قال إشعياءُ النبي, وكان المرسلون من الفرّيسيينَ, فسألوه وقالوا له: فما بالك تُعَمِّدُ إن كنت لست المسيح ولا إيلياأ ولا النبي؟ أجابهم يوحنا قائلاً أنا أُعَمِّدُ بماء. ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتي بعدي الذي صار قُدَّامي الذي لستُ بمستحقِّ أن أحُلَّ سُيُورَ حِذاّئهِ.
ويتضح مما سبق أن بني إسرائيل كانوا ينتظرون ظهور إيلياأ وهو لم يبعث في فترة سيدنا يحيى وسيدنا عيسى عليهما السلام لذلك جاء في الأصحاح الرابع عشر من إنجيل يوحنا قول المسيح عليه السلام : ( إن كنتم تُحبونني فاحفظوا وصايايَ وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معذباً آخرَ ليمكثَ معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه ) وقد ورد في الأصحاح السادس عشر: ( وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كلُّ ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيةٍ ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم ). ورغم هذه البشارات إلا أن الهداية لم يقسمها الله إلا لمن خصهم وقدر لهم النجاة, فقد عرفه أقوامٌ, وظلماً أنكروه. وصدق القائل:
[/align]
[align=center]كـَـتــَـمَــتِ الـــشـــهـادةَ الــشــهــداءُ ** عــرفـــوه و أنــكـــروه و ظـــلـــمـاً
و هـــو الــذي بـــه يُـــســتــضــــاءُ ** أوَ نــورَ الإلـــهِ تــطــفــئــه الأفــواهُ[/align]
[align=justify] أورد الواقدي عن ثعلبة بن هلال فيما ورد عن صفات النبي صلى الله عليه و سلم في توراة بني هارون وهي: ( أحمد من ولد إسماعيل بن إبراهيم وهو آخر الأنبياء - وهو النبي العربي الذي يأتي بدين إبراهيم الحنيف, يأتزر على وسطه ويغسل أطرافه, في عينيه حمرة وبين كتفيه ختم النبوة, ليس بالقصير ولا بالطويل, يلبس الشملة ويجتزئ بالبُلغة, ويركب الحمار ويمشي في الأسواق, سيفه على عاتقه لا يبالي من لقي من الناس, معه صلاة لو كانت في قوم نوح ما أهلكوا بالطوفان, ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح, ولو كانت في ثمود ما أهلكوا بالصيحة, يولد بمكة وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ المكتوب - وهو الحمَّادُ يحمد الله شدة ورخاء, سلطانه بالشام وصاحبه من الملائكة سيدنا جبريل عليه السلام , يلقى من قومه أذى شديداً ثم يُدال عليهم – بمعنى تكون له الدولة – فيحصدهم حصداً. تكون الواقعات بيثرب, منها عليه, ومنه عليها, ثم له العاقبة - معه قوم هم أسرع إلى الموت من الماء من رأس الجبل إلى أسفله صدورهم أناجيلهم وقربانهم دماؤهم. ليوث النهار رهبان الليل يرعب عدوه مسيرة شهر يباشر القتال بنفسه ثم يخرج ويحكم لا شُرَطَ معه ولا حرس - الله يحرسه ) (الطهطاوي, د.ت: 7).
وقد أشارت الكتب السماوية بذكر خير البرية وكل ما ورد في الكتب القديمة من دلالات وحجج ظاهرة, وبراهين وبيانات, تؤكد مبعث الرسول الأمين, كما أن كل ناظر منصف إلى ما ورد في الإنجيل, يدرك ويستدل دلالة ليس فيها إبهام على أن ما في الإنجيل ليس آخر رسالات رب العالمين, ولم تتم به رسالات الله للرسل والنبيين, بل سيأتي بعد سيدنا عيسى نبي آخر تكمل به رسالة المسيح بن مريم عليهما السلام.
أما رسالة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم سيد الأولين والآخرين فإنها كاملة تامة فقد ورد في القرآن المبين قول الحق ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) (سورة المائدة: 3) كما أن سيد النبيين أوضح للمسلمين أنه لا نبي بعده صلى الله عليه و سلم وأنه آخر لبنه في بناء النبوة فرسالته صلى الله عليه و سلم إلى يوم الدين وهي محفوظ بقول الحق ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (سورة الحجر: 9) (الندوي, 1404هـ: 165).
[/align]
[align=center]فصلِّ اللهم على سيد المتقين وأكرم
نزله في الأولين والآخرين[/align]
[/font]
[align=justify] كما ورد في سفر إشَعْيَاءَ في الأصحاح الثاني والأربعين في العدد الأول ما نصه: ( هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سُرَّت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم…… إلى الأمان يخرج الحق. لا يَكَلُّ ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائرُ شريعتهُ ). كما ورد في العدد الحادي عشر ( لِترفَعِ البريةُ ومُدنُها صوتَها, الديار التي سكنها قيدار, لتترنم سكان سالع. من رؤوسِ الجبالِ ليهتفوا. لِيُعْطُوْا الرَبَّ مَجْدًا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر ) كما ورد في العهد الجديد في إنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا العديد من البشارات.
ففي إنجيل متى في الأصحاح الحادي عشر ورد: ( وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيلياأ الـمُزْمِعُ أن يأتي من له أُذُنان للسمع فليسمع ) وليعلم أُوْلِي الأفهام أن إيلياأ حسب مجموع حساب أبجد حسب القاعدة التي كان يراعيها اليهود في شريعتهم هو نفس مجموع أحمد.
كما ورد في الأصحاح الأول من إنجيل مرقس: ( يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لستُ أهلاً أن أَنْحَنِي وأَحُلَّ سيورَ حذائهِ ). وقد ورد في إنجيل يوحنا في الأصحاح الأول أنه عندما سئل سيدنا يحيى عليه السلام فقالوا له من أنت؟ فاعترف ولم ينكر وأقر بقوله: لست أنا المسيح, فسألوه: إذاً ماذا إيلياأ أنت؟ قال: لست أنا… النبي أنت؟ فأجاب لا. فقالوا له: من أنت لنعطي جواباً للذين أرسلونا. ماذا تقول عن نفسِك؟ قال: أنا صوتُ صارخٍ في البرِّيَّة قوِّموا طريق الرب كما قال إشعياءُ النبي, وكان المرسلون من الفرّيسيينَ, فسألوه وقالوا له: فما بالك تُعَمِّدُ إن كنت لست المسيح ولا إيلياأ ولا النبي؟ أجابهم يوحنا قائلاً أنا أُعَمِّدُ بماء. ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتي بعدي الذي صار قُدَّامي الذي لستُ بمستحقِّ أن أحُلَّ سُيُورَ حِذاّئهِ.
ويتضح مما سبق أن بني إسرائيل كانوا ينتظرون ظهور إيلياأ وهو لم يبعث في فترة سيدنا يحيى وسيدنا عيسى عليهما السلام لذلك جاء في الأصحاح الرابع عشر من إنجيل يوحنا قول المسيح عليه السلام : ( إن كنتم تُحبونني فاحفظوا وصايايَ وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معذباً آخرَ ليمكثَ معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه ) وقد ورد في الأصحاح السادس عشر: ( وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كلُّ ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيةٍ ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم ). ورغم هذه البشارات إلا أن الهداية لم يقسمها الله إلا لمن خصهم وقدر لهم النجاة, فقد عرفه أقوامٌ, وظلماً أنكروه. وصدق القائل:
[/align]
[align=center]كـَـتــَـمَــتِ الـــشـــهـادةَ الــشــهــداءُ ** عــرفـــوه و أنــكـــروه و ظـــلـــمـاً
و هـــو الــذي بـــه يُـــســتــضــــاءُ ** أوَ نــورَ الإلـــهِ تــطــفــئــه الأفــواهُ[/align]
[align=justify] أورد الواقدي عن ثعلبة بن هلال فيما ورد عن صفات النبي صلى الله عليه و سلم في توراة بني هارون وهي: ( أحمد من ولد إسماعيل بن إبراهيم وهو آخر الأنبياء - وهو النبي العربي الذي يأتي بدين إبراهيم الحنيف, يأتزر على وسطه ويغسل أطرافه, في عينيه حمرة وبين كتفيه ختم النبوة, ليس بالقصير ولا بالطويل, يلبس الشملة ويجتزئ بالبُلغة, ويركب الحمار ويمشي في الأسواق, سيفه على عاتقه لا يبالي من لقي من الناس, معه صلاة لو كانت في قوم نوح ما أهلكوا بالطوفان, ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح, ولو كانت في ثمود ما أهلكوا بالصيحة, يولد بمكة وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ المكتوب - وهو الحمَّادُ يحمد الله شدة ورخاء, سلطانه بالشام وصاحبه من الملائكة سيدنا جبريل عليه السلام , يلقى من قومه أذى شديداً ثم يُدال عليهم – بمعنى تكون له الدولة – فيحصدهم حصداً. تكون الواقعات بيثرب, منها عليه, ومنه عليها, ثم له العاقبة - معه قوم هم أسرع إلى الموت من الماء من رأس الجبل إلى أسفله صدورهم أناجيلهم وقربانهم دماؤهم. ليوث النهار رهبان الليل يرعب عدوه مسيرة شهر يباشر القتال بنفسه ثم يخرج ويحكم لا شُرَطَ معه ولا حرس - الله يحرسه ) (الطهطاوي, د.ت: 7).
وقد أشارت الكتب السماوية بذكر خير البرية وكل ما ورد في الكتب القديمة من دلالات وحجج ظاهرة, وبراهين وبيانات, تؤكد مبعث الرسول الأمين, كما أن كل ناظر منصف إلى ما ورد في الإنجيل, يدرك ويستدل دلالة ليس فيها إبهام على أن ما في الإنجيل ليس آخر رسالات رب العالمين, ولم تتم به رسالات الله للرسل والنبيين, بل سيأتي بعد سيدنا عيسى نبي آخر تكمل به رسالة المسيح بن مريم عليهما السلام.
أما رسالة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم سيد الأولين والآخرين فإنها كاملة تامة فقد ورد في القرآن المبين قول الحق ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) (سورة المائدة: 3) كما أن سيد النبيين أوضح للمسلمين أنه لا نبي بعده صلى الله عليه و سلم وأنه آخر لبنه في بناء النبوة فرسالته صلى الله عليه و سلم إلى يوم الدين وهي محفوظ بقول الحق ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (سورة الحجر: 9) (الندوي, 1404هـ: 165).
[/align]
[align=center]فصلِّ اللهم على سيد المتقين وأكرم
نزله في الأولين والآخرين[/align]
[/font]
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 75 زائراً