خاتمة لمشهد يبدأ ... !

النثر - الخواطر - القصة

المشرفون: مجدي، امل محمد

الاندلسى
همس جديد
مشاركات: 88
اشترك في: 10-12-2002 01:38 AM
اتصال:

خاتمة لمشهد يبدأ ... !

مشاركةبواسطة الاندلسى » 03-19-2003 10:20 PM

يضع الان كومة أخرى من الرمال كى يعلو هذا السد الوهمى فى فراغ الصحراء الصفراء بلون الذبول قبل مواسم المطر, أخبره أخر من رحل بأن الرياح ستبدر الرمال فوق الصحراء من جديد وانها لن تبقى له او تذر شيئا من همس الطيور, وأنه سينهدم بناؤه ويقع طفله أسير الريح المسكونة بارواح العواصف

ابنه الصغير الذى لا يتجاوز عمره عمر الندى فوق الاعشاب الخضراء النابتة على حافة النهر الكبير ينظر اليه , يبدو على ملامحه البريئة أنه لا يستوعب أين ذهب الكبار ولم لم يبق سوى ابيه يبنى هذا السد الضعيف فى هذا القيظ اللاهب

الأب تسيل من مفرقه العالى حبات اليأس ممزوجة بكل الكبرياء الذى نبت فى صدره منذ أن قرأ سورة أل عمران وهو ابن العاشرة, يضم مشهده صمت المكان الذى ينبس بالوحدة كمعنى الموت حين يزور روح تكاد تدرك الحقيقة الكبرى فى لحظة الزوال , و عيون طفله الرقيقة تتألم شيئا قليلا من شدة النور المنعكس فوق جبين ابيه العريض , فترمش فى اتئاد خفيف لا يمنع عنه حر الصحراء القاحلة

تنهد الطفل ثم نظر نحو الأب المنهمك فى جلب المزيد من الرمال , واقترب منه ومسح عن جبينه بعض قطرات العرق المطر, فتوقف الاب عن العمل و نظر فى عينى طفله وسالت من قاع عينه الصامدة دمعة ساخنة تحمل كل ما يجيش فى صدره من طعم الألم , هاربة فوق وجنته كى تعانق الارض من تحته ثم تختفى و تذوب ,

تدوم النظرة التى تحكى كل ما مضى و ما سيأتى , تنبئ بالمستقبل كأنها النجوم تخبر من رآها على السبيل فى ليل مظلم بهيم , يمسك الطفل برأس ابيه ثم يقبله بشفتيه الصغيرتين ويهمس له "لا تخاف , ستمر العاصفة و سنزرع الارض من جديد"

.....

بعد يومين من هذا المشهد
كانت الأرض تبكى و تضم جثتين , احداهما طويلة بطول المدى والأخرى صغيرة كبذور الأشجار العتيقة
والريح تزمجر ... والرمال تنتثر فوق الصحراء ..والأرض لا تزال ترسل النحيب
آخر تعديل بواسطة الاندلسى في 03-19-2003 10:22 PM، تم التعديل مرة واحدة.
حين ترى غروب الشمس ..تدثر جيدا فقد بدأ صقيع الليل!
lateef
همس جديد
مشاركات: 8
اشترك في: 02-05-2003 02:14 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة lateef » 03-24-2003 10:53 AM

خاطرة رائعة

اسمح لي بالمشاركة



--------------------------------------------------------------------------------



تزمجر الرياح لتمحوا الإباء

لتمحوا الالكبرياء

لتمحوا حلمنا الغالي لزرع هذه الصحراء

ولا يبقى لنا غير ذكرى للصمود

وقصة للخلود

بإنا قد زرعنا الموت لنحصد الحياة


-----------------------------------------------------------------------------------------------------

اخوك لطيف
تعلم ان تتعلم
وحيدة الرشف
رشف مميز
مشاركات: 1142
اشترك في: 05-12-2001 02:52 PM

مشاركةبواسطة وحيدة الرشف » 07-12-2003 08:33 PM

_ للرفـــــــــــــــــــع _
آخر تعديل بواسطة وحيدة الرشف في 07-12-2003 08:38 PM، تم التعديل مرة واحدة.
قلبٌ بين أنياب الزمن
وحيدة الرشف
رشف مميز
مشاركات: 1142
اشترك في: 05-12-2001 02:52 PM

مشاركةبواسطة وحيدة الرشف » 07-15-2003 10:43 PM

قرأتها منذ زمنٍ بعيد..
ولستُ أدري مالذي مررها بذاكرتي
مالذي أضاء ذاك الجزء المظلم بين تلافيف مخي عنها
قرأتها وقرأتها ..
و علا نحيبي حتى بلغ عنان السماء ..
يبكي صحرائنا القفر من كل الخلائق
يبكي صحرائنا السليبة ..و الأطفال الأبرياء
وذاك الشجر المبتور ذا الأصل المهتريء
يبكي عمراً تعدى القرون .. بدون صدىً يبحث عن بصيص حق ..

( [COLOR=darkred]بأنا قد زرعنا الموت لنحصد الحياة
)
هل سنحصد يوماً زهراً حياً ناضراً؟؟

سيدي الاندلسي .. كان لكلماتك وقع الألم ....
مدادٌ لا حرمنا الله منه ...أروع مافيه أنه ينطق بلسان الواقع ..فيتألم بألمه ويبكي بدموعه ..

لك كل الشكر على لحظات القراءة ..:)
دمتَ بصادق الود ..[/COLOR]
آخر تعديل بواسطة وحيدة الرشف في 07-15-2003 10:47 PM، تم التعديل مرة واحدة.
قلبٌ بين أنياب الزمن

العودة إلى “النثر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 27 زائراً