عـقـد الجوهر في مولد النبي الأزهر
[align=center]((( 16 )))[/align]
[align=justify]
ثـمَّ أُسـريَ بـِروحِـه و جَـسـدهِ يَـقـظـة ًمـن الـمـسـجـد الـحـرام إلـى الـمـسـجـد الأقـصـى و رِحَـابـهِ الـقـُدسـيـَّة ، و عُـرِجَ بـه إلـى الـسَّـمـوات ، فـرأى آدم فـي الأُولـى و قـد جَـلـَّلـَهُ الـوَقـَارُ و عـلاه .
و رَأى فـي الـثـانـيـة عـيـسـى ابـن الـبَـتـُولِ الـبـرَّةِ الـنـَّقـيـَّة ، و ابـن خـَالـتِـهِ يَـحـيـى الـذي أُوتـيَ الـحُـكـْمَ فـي حَـالِ صِبـاه .
و رأى فـي الـثـالـثـة يـوسـف الـصِّـدِّيـق بـصـورتـه الـجـمـالـيـَّة ، و فـي الـرَّابـعـة إدريـس الـذي رَفـع الـلـه مـَكـانـهُ و أعـلاه . و فـي الـخـامـسـة هـارون الـمُحَـبَّـبَ فـي الأُمَّـةِ الإسـرائـيـلـيـَّة . و فـي الـسَّـادسـة مُـوسـى الـذي كـَلـَّمـهُ الـلـه و نـَاجَـاه . و فـي الـسَّـابـعـة إبـراهـيـم الـذي جـاء رَبـَّهُ بـسَـلامـةِ الـقـلـب و حُـسْـنِ الـطـَّويـَّة ، و حَـفِـظـَه مـن نـار الـنـَّمـرُوذِ و عَـافـاه .
[/align]
[align=center]
عـطـِّر الـلـهم قـَبْـرَهُ الـكـَريـم
بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صَـلاَةٍ و تـَسـلـيـم
( الـلـهـم صـلِّ و سـلـِّم و بـارك عـلـيـه )
[/align]
[align=center]((( 17 )))[/align]
[align=justify]
ثـم عُـرِجَ بـِهِ إلـى سِـدْرَةِ الـمُـنـْتـَهـى إلـى أن سَـمِـعَ صَـرِيـفَ الأقـْلامِ بِـالأمـور الـمَـقـْضِـيـَّة ، إلـى مَـقـَامِ الـمُـكـافـَحَةِ الـذي قـَرَّبـهُ الـلـه فـيـه و أدنـاه ، و أَمـاطَ لَـهُ حُـجُـبَ الأنـْوارِ الـجَلالِـيـة ، و أَرَاهُ بـِعَـيْـنـَيْ رَأسِـهِ مـن حَـضْرَةِ الـرُّبـُوبـِيـَّة مـا أرَاه ، و بَـسَـطَ لـه بـسَـاطَ الإجـلال فـي الـمجَـالـي الـذاتـيـة . و فـَرَضَ عَـلـيـه و عـلـى أُمَّـتِـهِ خـَمـسـيـنَ صـلاة ، ثـمَّ انـْهَـلَّ سَـحَـابُ الـفـَضـْلِ فـَرُدَّتْ إلـى خـَمْـسٍ عَـمـلـيـَّة ، و لـهـا أَجْـرُ الـخـَمـسـيـن كـَمَـا شـَاءهُ فـي الأزَلِ و قـَضـَاه .
ثـمَّ عَـادَ فـي لـَيْـلـَتـه و صَـدَّقـَهُ الـصِّـدِّيـق وكـُلُّ ذِي عَـقـْلٍ و رَويـَّة ، و كـَذبَـتـْهُ قـُرَيْـشٌ ، و ارتـَدَّ مَـنْ أضـَلـّهُ الـشـَّيْـطـانُ و أَغـْواه .
[/align]
[align=center]
عـطـِّر الـلـهـم قـَبْـرَهُ الـكـريـم
بـعَرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صَـلاَةٍ و تـَسـلـيـم
( الـلـهـم صـلِّ و سـلـِّم و بـارك عـلـيـه )
[/align]
[align=center]((( 18 )))[/align]
[align=justify]
ثـم عَـرَضَ نـفـسـهُ عـلـى الـقـَبَـائِـل بـأَنـَّه رَسُـولُ الـلـه فـي الأيـام الـمـوسِـمـيـَّة فـآمَـنَ بـه سِـتـَّة ٌمِـن الأنـْصـارِ اخـْتـَصَّـهُـمُ الـلـه بـِرِضـَاه ، و حَـجَّ مِـنـْهـمْ فـي الـقـَابـِلِ إثـنـَا عَـشَـرَ رَجُـلاً و بـايـعُـوهُ بَـيـعـة ً حَـقـِّيـَّة ، ثـم انـْصَـرَفـُوا ، و ظـَهَـرَ الإسـلامُ بـالـمَـديـنـةِ ، فـكـانـت مَـعْـقِـلـَه و مَـأوَاه .
و قـَدِمَ عـلـيـهِ فـي الـثـالـثـة سَـبْـعـونَ ، أو وخـمـسـة ٌ، أو وثـلاثـة ٌ، و امـرأتـانِ مـنَ القـَبـائـلِ الأوسِـيـَّةِ و الـخـَزرجِـيـَّة ، فـبـايَعُـوهُ و أمَّـرَ عـلـيـهـم إثـنـا عـشَـرَ نـقـيـبـاً جَـحـاجـِحَـةٍ سَـراة .
و هـاجَـرَ إلـيـهـم مـنْ مـكـَّة ذوُو الـمـلـَّة الإسـلامـيـَّة ، و فـارَقـوا الأَوْطـان ، رَغـْبَة ًفـيـمـا أُعِـدَّ لـمـن هـجَـرَ الـكـُفـْرَ و نـَاوَاه .
و خـافـت قـُرَيْـشٌ أن يَـلـْحَـقَ صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم بـِأصْـحَـابـِهِ عـلـى الـفـَوْريـَّة ، فـَأْتـَمَـروا بـِقـَتـْلـِهِ ، فـحـفـِظـَهُ الـلـه مـن كـَيـْدِهِـم و نـجَّـاه .
[/align]
[align=center]
عـطـِّر الـلـهـم قـَبْـرَهُ الـكـَريم
بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صَـلاَةٍ و تَـسـلـيـم
( الـلـهـم صـلِّ و سـلِّـم و بـارك عـلـيـه )
[/align]
[align=center]((( 19 )))[/align]
[align=justify]
و قـد أُذِنَ لـه فـي الـهـجـرةِ ، فـَـراقـَـبَـهُ الـمُـشـْـرِكـون لِـيُـورِدُوهُ بـِـزَعْـمِـهِـم حِـيـاضَ الـمَـنِـيَّـة ، فـَخـَـرَجَ عـلـيـهـم و نـَـثـَـرَ عـلـى رُؤُوسِـهِـم الـتــُّرابَ و حَـثـاهُ . و أَمَّ غـارَ ثــَوْرٍ و فـازَ الـصِّـدِّيـقُ بـالـمَـعِـيَّـة ، و أقـامـا ثـلاثـاً تـَـحْـمـي الـحَـمـائِـمُ و الـعـنـاكِـبُ حِـمَـاه .
ثـُـمَّ خـَـرَجَـا مـنـهُ لـيـلـَـة َالاثـْـنـَـيـن و هـوَ صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم عـلـى خـَـيْـرِ مَـطِـيَّـة ، و تـعـرَّضَ لـه سُـرَاقـة ، فـابـتـهـَـلَ فـيـه إلـى الـلـه و دَعـاه . فـَـسـاخـَـتْ قـَـوائـمُ يَـعْـبُـوبـِـه فـي الأرْضِ الـصُّـلـبـةِ الـقـَـويَّـة و سَـألـهُ الأمـانَ ، فـَـمَـنـَـحَـهُ إيـَّـاه .
[/align]
[align=center]
عـطـِّر الـلـهـم قـَبْـرَهُ الـكـَريم
بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صَـلاَةٍ و تَـسـلـيـم
( الـلـهـم صـلِّ و سـلِّـم و بـارك عـلـيـه )
[/align]
[align=center]((( 20 )))[/align]
[align=justify]
ثـُـمّ مَــرَّ بـقـُـدَيْـدٍ عـلـى أمِّ مَـعْـبَـدٍ الـخـُـزاعِـيَّـة ، و أرادوا ابـتـيـاع لـبــنٍ أو لـَـحـمٍ مـنـهـا ، فـلـم يـكـن خِـبـاؤُهـَـا لـشـيءٍ مـن ذلـك حَــواه .
فـنـظـرَ إلـى شــاةٍ فـي الـبـيـت قــد خـَـلـَّـفـَـهـا الـجَـهـْـدُ عـن الـرَّعـيَّـة ، فـاسْـتـَأذنـهـا فـي حَـلـْبـِهـا ، فـأذِنـَتْ و قـالـَتْ : لـو كـان بـهـا حَـلـَبٌ لأصَـبْـنـاه .
فـَمَـسَـحَ الـضـِّرْعَ مـنـهـا و دعَـا الـلـه مَـوْلاه و وَلِـيّـه ، فـَدَرَّتْ و حَـلـَبَ ، و سَـقـى كـُلاًّ مـن الـقـَومِ و أَرْواه ، ثـُمَّ حَـلـَبَ و مَـلأَ الإِنـاءَ و غـادرهُ لـَدَيـهـا آيـة ًجَـلِـيـَّة .
و جـاءَ أبـو مَـعْـبَـدٍ و رأى الـلـبـنَ ، فـَذهـَبَ بـِه الـعَـجَـبُ إلـى أقـصـاه ، و قـالَ : أنـَّى لـَكِ هـذا ، و لا حَـلـُوبَ فـي الـبـيـتِ تـَبـِضُّ بـقـَطـْرَةٍ لـَبـِنـيـَّة ؟ ! .
فـقـالـت : مَـرَّ بـِنـا رَجُـلٌ مُـبـارَكٌ كـَذا و كـذا جُـثـْمـانـُهُ و مَـعـْنـاه ، فـَقـال لـَهـا : هـذا صـاحِـبُ قـُرَيـْش ، و أَقـْسَـمَ بـِكـلِّ إلـهِـيـَّة بـأنـَّهُ لـَو رَآهُ ، لآمَـنَ بـه و اتـَّبَـعَـهُ و دَانـَاه .
و قـَدِمَ الـمَديـنـَة َيَـوْمَ الاثـنـيـن ثـانـي عَـشـَـر رَبـيـع الأوَّل ، و أشـْـرَقـَتْ بـه أرْجـاؤُهـا الـزَّكِـيـَّة و تـَلـَقـَّاهُ الأنـْصـار ، و نـَـزَل بـِـقـُـبَـاء و أسَّـسَ مَـسْـجـِدَهـا عـلـى تـَـقـْواه .
[/align]
[align=center]
عـطـِّـر الـلـهـم قـَـبْرَهُ الـكـَريـم
بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صَـلاَةٍ و تـَـسـلِـيـم
( الـلـهـم صـلِّ و سـلـِّم و بـارك عـلـيـه )
[/align]
[align=center]((( 21 )))[/align]
و كـان صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم أكـْمـلَ الـنـَّاسِ خـَـلـْـقـاً و خـُـلـُـقـاً ذا ذاتٍ و صِـفـاتٍ سَـنـيـَّة ، مَـرْبُـوِعَ الـقـامَـةِ ، أبْـيَـضَ الـلـَوْنِ مُـشـْـرَبـاً بـِـحُـمْـرَةٍ واسِـعَ الـعَـيْـنـَيْـنِ أَكـْـحَـلـَـهُـمـا ، أَهْـدَبَ الأَشـْـفـارِ قـَـدْ مُـنِـحَ الـزَّجَـجَ حـاجـِـبـاه .
مُـفـَلـَّـجَ الأَسْـنـانِ ، واسِـعَ الـفـَـمِ حَـسَـنـَـهُ ، واسِـعَ الـجَـبـيـنِ ذا جَـبْـهَـةٍ هِـلالِـيـَّة ، سَـهْـلَ الـخـَدَّيْـنِ يُـرى فـي أَنـْفِـهِ بَـعْـضُ احْـديْـدابٍ ، حَـسَـنَ الـعِـرْنـَيْـنِ أَقـْـنـاهُ . بَـعِـيـدَ مـا بَـيْـنَ الـمَـنـْـكـَـبَـيْـنِ ، سَـبْـطَ الـكـَـتِـفـَـيْـنِ ، ضَـخـْـمَ الـكـَـرادِيـس ، قـلـيـلَ لـحـمِ الـعَـقِـب ، كـَـثَّ الـلـِّـحْـيَـة ، عَـظِـيْـمَ الـرَّأْسِ ، شـَـعْـرهُ إلـى الـشـَّـحْـمـةِ الأُذنـيـَّـة ، و بَـيـنَ كـَـتِـفـيْـهِ خـَـاتـَـمُ الـنـُّـبُـوَّةِ قـد عـمَّـه الـنـُّـورُ و عـلاه .
و عَـرَقـُـهُ كـالـلـُّـؤلـُـؤ ، و عَـرْفـُـهُ أطـْـيَـبُ مـن الـنـَّـفـَـحـاتِ الـمِـسْكـيـَّـة ، و يَـتـَـكـَـفـَّـأْ فـي مِـشـيـتِـهِ ، كـأَنـَّـمـا يَـنـْـحَـطُّ مـن صَـبـبٍ ارتـقـاه .
و كـانَ يُـصَـافِـحُ الـمُـصـافِـحُ بـِـيَـدِهِ فـَيَـجـدُ مـنـهـا سـائـرَ الـيـوم رَائِـحـة ًعَـبْـهَـريـَّـة ، و يَـضـَعُـهـا عـلـى رأسِ الـصَـبـيِّ ، فـَيُـعْـرفُ مَـسُّـهُ لـه مـن بـيـن الـصِّـبْـيـة و يُـدْراه .
يَـتـَـلألأُ وَجْـهـهُ الـشـَّـريـفُ تـلألـؤَ الـقـمـرَ فـي الـلـَّـيـلـةِ الـبـدريـَّـة ، يـقـول نـَـاعِـتـُـهُ : لـم أرَ قـبـلـهُ و لا بَـعـدَه مِـثـلـهُ ، و لا بَـشـَـرٌ يَـراه .
و كـان صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم شـَـديـدَ الـحـيـاءِ و الـتـَّـواضُـع : يَـخْـصِـفُ نـَـعـلـُـه ، و يَـرْقـعُ ثـَـوبـه ، و يَـحـلِـبُ شـاتـَـهُ ، و يـسـيـرُ فـي خِـدمَـةِ أَ هـلـهِ بـِـسِـيـرَةٍ سَـرِيـَّـة .
و يُـحـبُّ الـمـسـاكـيـن و يـجـلـسُ مـعـهـُـم ، وَ يـعـودُ مَـرضـاهُـم و يُـشـَـيَّـعُ جَـنـائـزَهُـم ، و لا يُـحـقـُّـرُ فـقـيـراً دَقـعـهُ الـفـقـْـرُ و أشـْـواه .
و يـقـْـبـلُ الـمَـعْـذِرَةِ ، و لا يُـقـَـابـِلُ أحـداً بـمـا يـكـرهُ ، و يـمـشـي مـع الأرمـلـةِ و ذوي الـعُـبُـوديـَّة ، و لا يَـهـابُ الـمُـلـُوكَ ، و يـغـضـبُ لـلـه و يَـرضـى لِـرِضَـاه .
و يَـمـشأي خـَـلـفَ أصـحـابـِـه و يـقـول : ( خـَـلـُّـو ظـَـهـري لـلـمـلائـكـةِ الـرُّوحـانـيـَّـة ) ، و يَـركـبُ الـبـعـيـرَ ، و الـفـَـرسَ ، و الـبـغـلـةَ ، وَ حِـمـاراً بـعـضُ الـمُـلـُـوكِ إلـيـه إهـداه .
و يَـعُـصِـبُ عـلـى بـطـنِـهِ الـحـجـرَ مـن الـجُـوع ، و قـد أُوتِـيَ مَـفـاتـيـحَ الـخـَـزائـنِ الأرضـيـَّـة ، و راوَدَتـْـهُ الـجـِـبَـالُ بـأن تـكـون لـه ذهـبـاً ، فـَـأبـاه .
و كـان صـلـى الـلـه عــلـيـه و سـلـم يُـقِـلُّ الـلـَّـغـوَ ، وَ يـبـدأ مـن لـَـقـيـهُ بـالـسـلام ، وَ يُـطـيـلُ الـصَّـلاة و يُـقـصِّـرُ الـخـُـطـَـبَ الـجُـمَـعِـيـَّـة .
و يـتـألـَّفُ أهـلَ الـشـَّـرفِ ، و يُـكـْـرِمُ أهـل الـفـَـضـْـلِ ، و يَـمـزحُ و لا يـقـول إلاَّ حـقـَّـاً ، يـحِـبُّـه الـلـه تـعـالـى و يَـرضـاه .
و هـا هـنـا وَقـَـفَ بـِـنـَـا جَـوادُ الـمَـقـَـالِ عـن الاطـِّـرادِ فـي الـحَـلـْـبـةِ الـبـيـانـيـَّـة ، و بَـلـَـغَ ظـاعِـنُ الإمـلاءِ فـي فـَـدافِـدِ الإيـضـاحِ مُـنـْـتـَـهـاه .
[align=center]
عـطـِّـر الـلـهـم قـَبْـرَهُ الـكـَـريـم
بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صَـلاَةٍ و تـسـلـيـم
( الـلـهـم صـلِّ و سـلـِّـم و بـارك عـلـيـه )
[/align]
[align=center]
((( 22 )))[/align]
[align=justify]
الـلـَّـهُـمَّ يـا بـاسِـط الـيـديـن بـالـعَـطِـيـَّـة ، يـا مـن إذا رُفِـعـتْ إلـيه أكـُفُّ الـعَـبـدِ كـَـفـاه ، يـا مـن تـَـنـَـزَّه فـي ذاتِه و صِـفـاتِـه الأحَـدِيـَّـة عـن أن يـكـون لـه فـيـهـا نـظـائِـرُ و أشـْـبـاه ، يـا مـن تـفـَـرَّدَ بـالبَـقـاءِ و الـقِـدَمِ و الأزَلِـيـَّـة ، يـا مـن لا يُـرَجَّـى غَـيْـرُهُ ، و لا يُـعَـوَّلُ عـلـى سِـواه ، يـا مـن اسـتـَـنـدَ الأنـامُ إلـى قـُـدرَتِـه الـقـَـيُّـومِـيـَّـة ، و أرشـَـدَ بـِـفـضـْـلـه مـن اسـتـَـرْشـَـدَهُ و اسـتـَـهـداهُ .
نـَـسْـألـكَ بـِـأنـوارِكَ الـقـُـدْسِـيـَّـة الـتـي أزاحَـتْ مـن ظـُـلـُـمـاتِ الـشـَّـكِّ دُجـاه ، و نـَـتـَـوَسَّـلُ إلـيـكَ بـشـَـرَفِ الـذاتِ الـمُـحَـمَّـدِيـَّـة ، و مـن هـو آخِـرُ الأنـبـِـيـاءِ بـصُـورَتِـه و أوَّلـُـهُـم بـمَـعْـنـاه . و بـآلِـه كـَـواكِـبُ أمْـنِ الـبَـرِيـَّـة ، و سـفـيـنـَـةِ الـسَّـلامَـةِ و الـنـَّـجـاةِ . و بـأصْـحـابـه أُولـِـي الـهـِـدايَـةِ و الأفـْـضـَـلِـيـَّـة ، الـذيـنَ بَـذلـوا نـُـفـوسَـهـُـمْ لـلـه يـبْـتـَـغـُـونَ فـَـضـْـلاً مـن الـلـه . و بـِـحَـمَـلـَـةِ شـَـرِيـعَـتِـهِ أُولـي الـمَـنـاقِـبِ و الـخـُـصـوصِـيـَّـة ، الـذيـن اسْــتـَبْـشـَـروا بـنـعْـمَـةٍ مـن الـلـه .
أن تـُـوَفـِّـقـَـنـا فـي الأقـْـوالِ و الأعْـمـالِ لإخْـلاصٍ الـنـَّـيـَّـة ، و تـُـنـجـِـح لِـكـُـلٍّ مـن الـحـاضِـريـنَ مَـطـْـلـَـبَـهُ و مُـنـاه ، و تـُـخـَـلـِّـصَـنـا مـن أَسْـرِ الـشـَّـهـَـواتِ و الأدْواءِ الـقـَـلـْـبـيـَّـة ، و تـُـحَـقـِّـقَ لـنـَـا مـن الآمـال مـا بـِـكَ ظـَـنـَـنـَّـاهُ ، و تـَـكـْـفـيـنـا كـُـلَّ مُـدْلـَـهـِـمَّـةٍ و بَـلِـيَّـة ، و لا تـجْـعَـلـْـنـا مِـمَّـنْ أهـْـواهُ هـَـواه .
و تـَـسْـتـُـرَ لـكـُـلٍّ مِـنـَّـا حَـصْـرَهُ ، و عَـجْـزَهُ ، و عَـيَّـهُ ، و تـُـسَـهـَّـلَ لـنـا مـن صـالِـح الأعْـمـالِ مـا عَـزَّ ذراه ، و تـُـدنـي لـنـا مـن حُـسْـنِ الـيَـقـيـنِ قـُـطـُـوفـاً دانِـيَـة ًجَـنِـيَّـة ، و تـَـمْـحُـو عَـنـَّـا كـُـلَّ ذنـْـبٍ جَـنـَـيْـنـاه .
و تـَـعُـمَّ جَـمْـعَـنـا هـذا مـن خـَـزائِـنِ مِـنـَـحِـكَ الـسَّـنِـيَّـة ، بـِـرَحْـمَـةٍ و مَـغـْـفِـرَةٍ ، و تـُـديـمَ عَـمَّـنْ سِـواكَ غِـنـاه .
الـلـهـُـمَّ آمــنِ الـرَّوعـاتِ ، و أَصْـلِـح الـرُّعـاةَ و الـرَّعِـيَّـة ، و أعْـظِـمِ الأجْـرَ لِـمـن جَـعَـلَ هـذا الـخـَـيْـر فـي هـذا الـيَـوْمَ و أجْـراه .
الـلـهـُـمَّ اجْـعَـلْ هـَـذِهِ الـبَـلـْـدَة َو سـائـرَ بـِـلادِ الـمُـسـلِـمـيـن آمـِـنـَـة ًرَخِـيَّـة ، و اسْـقِـنـا غـَـيْـثـاً يَـعُـمُّ انـْـسِـيـابُ سَـيْـبـهِ الـسَّـبْـسَـبَ و رُبـاه .
و اغـْـفِـرْ لِـنـاسِـخْ هـذهِ الـبُـرُودِ الـمُـحَـبَّـرة الـمَـوْلـديَّـة ، جَـعْـفـَـرِ مـن إلـى بَـرْزَنـْـجَ نِـسْـبَـتـَـهُ و مُـنـْـتـَـمـاه ، و حَـقـِّـقْ لـه الـفـَـوْزَ بـِـقـُـرْبـِـكَ و الـرَّجـاءَ و الأُمـنـيـَّـة ، و اجْـعَـلْ مَـعَ الـمـقـَـرَّبـيـن مَـقـيـلـَـهُ و سُـكـنـاه .
و اسْـتـُـرْ لـه عَـيْـبـه ، و عَـجْـزَهُ ، و حَـصْـره ، و عـيـَّـه ، و لِـكـاتِـبـهـا و قـارِئـهـا ، ومـن أَصَـاغ سَـمـعـه إلـيـه و أصْـغـَـاه .
و صَـلِّ و سـلـِّـم و بـارك عـلـى أوَّلِ قـابـلٍ لـلـتـَّـجـلـي مـن الـحَـقِـيـقـَـةِ الـكـُـلـيَّـة ، و عـلـى آلــه و صَـحْـبـِـهِ و مـن نـَـصَـرَهُ و آواه ، مـا شـُـنـِّـفـتْ الآذانُ مِـن وَصـفِـهِ الـدُّرِّي بـأقـْـراطٍ جَـوْهـَـرِيَّـة ، و تـَـحَـلـَّـتْ صُـدُورُ الـمَـحـافِـل الـمُـنِـيـفـَـةِ بـِـعُـقـُـودِ حـُـلاه .
و أفـْـضـَـل الـصَّـلاةِ و أَتـَــمُّ الـتـَّـسـلـيـم عـلـى سَـيـدنـا و مـولانـا مُـحـمـدٍ خـاتـم الأنـبـيـاء و الـمـرسـلـيـن ، و عـلـى آلــه و صـحـبـه أجـمـعـيـن .
سُـبـحـان ربـِّـكَ ربِّ الـعِـزَّةِ عَـمَّـا يَـصِـفـُـون ، و سَـلامٌ عـلـى الـمُـرْسَـلـيـنَ ، و الـحَـمـدُ لـلـه ربِّ الـعـالـمـيـن .
[/align]
[align=center]
تــم
بــعـــون الله
عـقـد الـجـوهـر
فـي مـولـد الـنـبـي الأزهـر
صـلـى الله عـلـيـه و سـلـم
تـألـيـف
الــعــــلامـــــة الــســـــيـــد
جـعـفـر بـن حـسـن بـن عـبـدالـكـريـم الـبـرزنـجـي الـحـسـيـنـي
(( ولـد سـنـة 1126هـ و تـوفـي سـنـة 1177هـ ))
رحـمـه الله تـعـالى
[/align]
((( 22 )))[/align]
[align=justify]
الـلـَّـهُـمَّ يـا بـاسِـط الـيـديـن بـالـعَـطِـيـَّـة ، يـا مـن إذا رُفِـعـتْ إلـيه أكـُفُّ الـعَـبـدِ كـَـفـاه ، يـا مـن تـَـنـَـزَّه فـي ذاتِه و صِـفـاتِـه الأحَـدِيـَّـة عـن أن يـكـون لـه فـيـهـا نـظـائِـرُ و أشـْـبـاه ، يـا مـن تـفـَـرَّدَ بـالبَـقـاءِ و الـقِـدَمِ و الأزَلِـيـَّـة ، يـا مـن لا يُـرَجَّـى غَـيْـرُهُ ، و لا يُـعَـوَّلُ عـلـى سِـواه ، يـا مـن اسـتـَـنـدَ الأنـامُ إلـى قـُـدرَتِـه الـقـَـيُّـومِـيـَّـة ، و أرشـَـدَ بـِـفـضـْـلـه مـن اسـتـَـرْشـَـدَهُ و اسـتـَـهـداهُ .
نـَـسْـألـكَ بـِـأنـوارِكَ الـقـُـدْسِـيـَّـة الـتـي أزاحَـتْ مـن ظـُـلـُـمـاتِ الـشـَّـكِّ دُجـاه ، و نـَـتـَـوَسَّـلُ إلـيـكَ بـشـَـرَفِ الـذاتِ الـمُـحَـمَّـدِيـَّـة ، و مـن هـو آخِـرُ الأنـبـِـيـاءِ بـصُـورَتِـه و أوَّلـُـهُـم بـمَـعْـنـاه . و بـآلِـه كـَـواكِـبُ أمْـنِ الـبَـرِيـَّـة ، و سـفـيـنـَـةِ الـسَّـلامَـةِ و الـنـَّـجـاةِ . و بـأصْـحـابـه أُولـِـي الـهـِـدايَـةِ و الأفـْـضـَـلِـيـَّـة ، الـذيـنَ بَـذلـوا نـُـفـوسَـهـُـمْ لـلـه يـبْـتـَـغـُـونَ فـَـضـْـلاً مـن الـلـه . و بـِـحَـمَـلـَـةِ شـَـرِيـعَـتِـهِ أُولـي الـمَـنـاقِـبِ و الـخـُـصـوصِـيـَّـة ، الـذيـن اسْــتـَبْـشـَـروا بـنـعْـمَـةٍ مـن الـلـه .
أن تـُـوَفـِّـقـَـنـا فـي الأقـْـوالِ و الأعْـمـالِ لإخْـلاصٍ الـنـَّـيـَّـة ، و تـُـنـجـِـح لِـكـُـلٍّ مـن الـحـاضِـريـنَ مَـطـْـلـَـبَـهُ و مُـنـاه ، و تـُـخـَـلـِّـصَـنـا مـن أَسْـرِ الـشـَّـهـَـواتِ و الأدْواءِ الـقـَـلـْـبـيـَّـة ، و تـُـحَـقـِّـقَ لـنـَـا مـن الآمـال مـا بـِـكَ ظـَـنـَـنـَّـاهُ ، و تـَـكـْـفـيـنـا كـُـلَّ مُـدْلـَـهـِـمَّـةٍ و بَـلِـيَّـة ، و لا تـجْـعَـلـْـنـا مِـمَّـنْ أهـْـواهُ هـَـواه .
و تـَـسْـتـُـرَ لـكـُـلٍّ مِـنـَّـا حَـصْـرَهُ ، و عَـجْـزَهُ ، و عَـيَّـهُ ، و تـُـسَـهـَّـلَ لـنـا مـن صـالِـح الأعْـمـالِ مـا عَـزَّ ذراه ، و تـُـدنـي لـنـا مـن حُـسْـنِ الـيَـقـيـنِ قـُـطـُـوفـاً دانِـيَـة ًجَـنِـيَّـة ، و تـَـمْـحُـو عَـنـَّـا كـُـلَّ ذنـْـبٍ جَـنـَـيْـنـاه .
و تـَـعُـمَّ جَـمْـعَـنـا هـذا مـن خـَـزائِـنِ مِـنـَـحِـكَ الـسَّـنِـيَّـة ، بـِـرَحْـمَـةٍ و مَـغـْـفِـرَةٍ ، و تـُـديـمَ عَـمَّـنْ سِـواكَ غِـنـاه .
الـلـهـُـمَّ آمــنِ الـرَّوعـاتِ ، و أَصْـلِـح الـرُّعـاةَ و الـرَّعِـيَّـة ، و أعْـظِـمِ الأجْـرَ لِـمـن جَـعَـلَ هـذا الـخـَـيْـر فـي هـذا الـيَـوْمَ و أجْـراه .
الـلـهـُـمَّ اجْـعَـلْ هـَـذِهِ الـبَـلـْـدَة َو سـائـرَ بـِـلادِ الـمُـسـلِـمـيـن آمـِـنـَـة ًرَخِـيَّـة ، و اسْـقِـنـا غـَـيْـثـاً يَـعُـمُّ انـْـسِـيـابُ سَـيْـبـهِ الـسَّـبْـسَـبَ و رُبـاه .
و اغـْـفِـرْ لِـنـاسِـخْ هـذهِ الـبُـرُودِ الـمُـحَـبَّـرة الـمَـوْلـديَّـة ، جَـعْـفـَـرِ مـن إلـى بَـرْزَنـْـجَ نِـسْـبَـتـَـهُ و مُـنـْـتـَـمـاه ، و حَـقـِّـقْ لـه الـفـَـوْزَ بـِـقـُـرْبـِـكَ و الـرَّجـاءَ و الأُمـنـيـَّـة ، و اجْـعَـلْ مَـعَ الـمـقـَـرَّبـيـن مَـقـيـلـَـهُ و سُـكـنـاه .
و اسْـتـُـرْ لـه عَـيْـبـه ، و عَـجْـزَهُ ، و حَـصْـره ، و عـيـَّـه ، و لِـكـاتِـبـهـا و قـارِئـهـا ، ومـن أَصَـاغ سَـمـعـه إلـيـه و أصْـغـَـاه .
و صَـلِّ و سـلـِّـم و بـارك عـلـى أوَّلِ قـابـلٍ لـلـتـَّـجـلـي مـن الـحَـقِـيـقـَـةِ الـكـُـلـيَّـة ، و عـلـى آلــه و صَـحْـبـِـهِ و مـن نـَـصَـرَهُ و آواه ، مـا شـُـنـِّـفـتْ الآذانُ مِـن وَصـفِـهِ الـدُّرِّي بـأقـْـراطٍ جَـوْهـَـرِيَّـة ، و تـَـحَـلـَّـتْ صُـدُورُ الـمَـحـافِـل الـمُـنِـيـفـَـةِ بـِـعُـقـُـودِ حـُـلاه .
و أفـْـضـَـل الـصَّـلاةِ و أَتـَــمُّ الـتـَّـسـلـيـم عـلـى سَـيـدنـا و مـولانـا مُـحـمـدٍ خـاتـم الأنـبـيـاء و الـمـرسـلـيـن ، و عـلـى آلــه و صـحـبـه أجـمـعـيـن .
سُـبـحـان ربـِّـكَ ربِّ الـعِـزَّةِ عَـمَّـا يَـصِـفـُـون ، و سَـلامٌ عـلـى الـمُـرْسَـلـيـنَ ، و الـحَـمـدُ لـلـه ربِّ الـعـالـمـيـن .
[/align]
[align=center]
تــم
بــعـــون الله
عـقـد الـجـوهـر
فـي مـولـد الـنـبـي الأزهـر
صـلـى الله عـلـيـه و سـلـم
تـألـيـف
الــعــــلامـــــة الــســـــيـــد
جـعـفـر بـن حـسـن بـن عـبـدالـكـريـم الـبـرزنـجـي الـحـسـيـنـي
(( ولـد سـنـة 1126هـ و تـوفـي سـنـة 1177هـ ))
رحـمـه الله تـعـالى
[/align]
مـنيـتي طـيـبـة لا أبـغي سـواها * فبها الحـسـن لعمري قد تناهى
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
-
- رشف مميز
- مشاركات: 1142
- اشترك في: 05-12-2001 02:52 PM
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 46 زائراً