الأوطان كالأديان كلاهما محتاج الى مؤمنين . ومؤمن واحد يتعالى ايمانه الى منزلة اليقين لهو، في محيطه كالشهاب الثاقب في الليلة اليتيمة، تنداح حوله دائرةاشعاع بسام تتغامز فيها النجوم الصغيرةوترتجف شفاهها من الشوق. إن كوكبا واحدا دريا ، يدحر ظلمة الليل. وكم في الوطن من ظلمات لا بد من تمزيقها.
العقائد مهما كانت سواء دينية او وطنية أو اجتماعية تحتاج الى مناضلين. والحياة تتمشى فيها كتمشيتها في الأحياء والأشياء، تارة تسير ببطء ،وطورا بهجوم مفاجئ تبعا لأطوارها. والمؤمنون بالأوطان كالكرويات في الجسم بما يتقد، لا تدع العراك ولا تهدأ.وكما ينمو الجسم بما يتقد فيه من حرارة متفاعلة , كذلك تنمو الأوطان كلما تعاظمت حرارة الإيمان بها .فنقطة دم من مؤمن بوطنه ، توطد بنيان ذلك الوطن فتصيره أمنع من الباطون المسلح ، وهي اعظم دفاعا عنه من الطائرات والغواصات والدبابات والقنابل من ذرية وغير ذرية فالحق للإيمان لا للقوة.
الإيمان الوطني طبيعي من البشر يولد المرء ويولد معه حب الحرية.
ليس الوطن إلا بيت الإنسان الكبير ، وكما يأبى الإنسان أن تمس قدسية بيته الصغير كذلك يبذل نفسه بسخاء ليصون بيته الأكبر.
وعن حب الرجل مسقط رأسه نشأ حب الاستقلال في وطنه ممهما صغر. فلا تقل لوطني مؤمن و ما هو وطنك يا هذا. إن استخفافك بوطنه كاستخفافك بذاته،
كما يقولون ان المجد مبتدر ومن يقتل الوقت بين احجام واقدام يقدم رجلا ويؤخر اخرى يظل حيث هو في غمرة طريق الحياة اذ ليس في ساعة الزمن الكبرى الا دقيقة واحدة في ساعة الزمن الكبرى الا دقيقة واحدة اسمها الان.
مع اطيب التمنيات
ريناف
المجد مبتدر
المشرف: مجدي
العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 41 زائراً