معلقة لحبيبة الرشف : ورقة الخريف

[مجدي]

<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
إذا أقسمتِ يا ذاتي فبِـرِّي
فإني كالكسيرِ بحرف جرِّ

بنيتُ من الأماني الصرح عاليٍ
و قلتُ الحب في الأفق المجرّي

و لمَّا أحكم البنيان قلبي
سمعت له دوياً قلتُ خِرِّي

و ها أنا من حطامي في حطامٍ
هنا كُمي هنالك بعض زِرِّ

هنا قد كان متكأ التناجي
هنا صيفي هنا في البرد قرَّي

ألا يا ذات شعر إليكِ أشكو
و أشكو فاستمري واستمري

[مجدي]

<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
و بعض الحزن في الأيام مرضي
بربكِ لا تخافي .. أو تخضي

فلي قلبٌ رهيفٌ لي يقوى
على هذا بكيف ببعض ومضِ

فإني قد تركت حياة أُنسٍ
كما إني نفضتُ يدي كنفضي

تراب الذكريات فليس يبقى
سوى الشعر المجلجلُ فيه رفضي

و من ذا يأمن الدنيا وفيها
صنوف الناس من طيبٍ وبغضِ

و ربي عالمٌ بالسر فينا
بما قد شاء بين الناس يقضي

[مجدي]

<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
ألا يكفيكِ في الشعر اتهامي
و سعياً نحو نورك عن ظلامي

ألا تنسي خصومتنا و ماضٍ
دفناه مع باقي العظامِ

أهذا العهد يا ذات القوافي
وذات الشعر بل ذات اهتمامي

ألم تتلمسي صدقي و حبي
و شرحي بالقوافي عن كلامي

فلا تتعجلي بالظنِ سوءاً
و ما كانت على عمدٍ سهامي

و كم من أسهمٍ غُرِزتْ بقلبي
تصيب كرميةٍ من غير رامي

[مجدي]

<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
ألا سحقاً لماضي فات سحقا
لنجمع من بقايا الحرب رتقا

و كم آذيتُ قلبكِ بانفعالي
ليمنع نبض قلبكِ أن يدقا

فهيا سامحي الماضي اتركيهِ
يموت تحسراً و يذل ربقا

و هاك القلب بين يديكِ يغفو
ليعلن ما تخفى و استدقا

و يعلن توبةً و يمدُ كفاً
و ينبض حيرةً و يفيض صدقا

[مجدي]

<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
نعود الى التصافي والتناجي
و نلبسُ من نقاء الحرف حُلّهْ

و ننسى ما مضى عتباً وبغضاً
و نكسر خلفه ألفين قُلّهْ

و نمرح في بلاد الشعر حباً
فمن أسوان نصعد للمحلّهْ

و إن يممتِ شرقاً فلتمري
على نهرٍ يسمى بالأُبلّهْ

و إن غرباً لأمريكا ففيها
و قد سرقوا على الغصبِ - المسلّهْ

فهاتِ من لحون الشعر هاتي
لدنيا الوصل من بعد التعلّهْ

[مجدي]

<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
تركتُ الحزن في حسبٍ وجاهِ
و حددتُ الطريق مع اتجاهي

و ما لي من طريقٍ غير وعدٍ
على شفتيكِ يسرح في التماهي

فديتك قد رضيتُ بما تريدي
رضيتُ بآمرٍ في الحب ناهي

رهنت بطرف عينكِ كل حلمي
لأني دون نورٍ منك ساهي

و روحي دون دعمٍ منك تبقى
بجسمٍ - قد براه الهمِّ - واهي

[ورقة خريف]

لملمت من عينِ الأسى أوراقي
وجلست أرسم حيرة الأحداقِ

الدامعات من التحرق والجوى
فذهلت من حزني ومن إطراقي

لا شيء ينفع فالحياة كئيبة
والبؤس كبّل عالمي ونطاقي

ماذا أقول لمن سأروي محنتي
والكون صخرٌ بل جنود شقاقِ

مهما بكيت فليس ينفعني البكا
هل ينفع المطعون طب الراقي

لكنّ حيلتيَ الوحيدة في الدنا
أني بعيدٌ عن هوى العشاقِ

ماكان ينقصني التعذب مثلما
يهوون من غصنٍ ومن أعذاقِ

قد كبلتني النائبات على المدى
فجهلت معنى الحب والأشواقِ

دمعي غزيرٌ والفؤاد محطمٌ
بل إنني غصنٌ بلا أوراقِ

ميْت فؤادي منذ دهرٍ والأسى
(طوّاف بالأبعادِ والآفاقِ)

[ورقة خريف]

أتاني الحزن في أقسى الظروفِ
وأدخلني الكثير من الكهوفِ

وأخرجني حطام من بقايا
تلوح كما ارتعاشاتُ الطيوفِ

ومزّعني أموت بكلَّ أرضٍ
وأُلقى في متاهاتِ الحتوفِ

ظننتُ بأنني سأعود حيًا
أعيش الحب في قصرٍ منيفِ

وأرفل في الحرير كأي أنثى
وتملأ ضحكتي عمري الوريفِ

تحققت الأماني الصم لكن
أماني القلب عادت كالخريفِ

ممزقة الأقاحي ذابلاتٍ
موزعةً على أعتى الصروفِ

فمالي غاية بالشهد رمزًا
فسمُّ المر يقطر من حروفي

سأذهب نحو قبري لا أبالي
بدنيا الحقد والحزنِ المخيفِ

فإن ذكرت خطاك لدي عهدًا
فلا تنس الشراكة بالنصيفِ

[ورقة خريف]

مزجتُ مرارتي بحروف موتي
فما أجدت لديّ محاولاتي

وأخفقتُ العشية في فناءٍ
لعل الله لم يُعجل وفاتي

مرضٌ تائهٌ فردٌ كئيبٌ
وليس له حقوقٌ في الحياةِ

ألا يقضي فيشدو الكون فرحًا
ويعلو الشدو من ناي الرعاةِ

وتبتسم الحديقة في سرورٍ
وتزهر كل بائسةِ الفلاةِ

ويغدو للدنا معنى جميلاً
فقد مات الحزين من الأساةِ

دموعٌ ليس تقتلني ولكن
تخلفني بقايًا من رفاةِ

[ورقة خريف]

معانٍ في الشعورِ من الخميلِ
وأروقةٌ زهت قبل الذبولِ

تترجمها على عجلٍ حروفٌ
فتنطق بالتفرد في الحقولِ

أراك أيا صديقي قلت سهوًا
سأكشف عن وجوهك فاسمحيلي

ظننتَ بأنني(نسمٌ)وأني
(ملاك)الشعرِ بالسحرِ الجميلِ

وأن(سحابةً)هيْ بعض اسمي
وفي(مونامور)أضناني رحيلي

عجبتُ.فشاعراتٍ مبدعاتٍ
تشبههن بالورقِ الهزيلِ

وما ذكرت حروفك عن(منالٍ)
وعن(ولهٍ)،(حنانٍ)سلسبيلي

لعلك إذ نسيت رأيت أني
(بديلٌ من بديلٍ في بديلِ)

[ورقة خريف]

ظننت اللعب بالأبيات مجزي
كأنك ماسمعت اليوم رجزي

بدأت الحرب حرفًا بعد حرفٍ
لتسرق منجلي وتبيعَ أُرْزي

رأيت شهامة للعُرب فاتت
فها وضعُ العراقِ اليوم مخزي

دمارٌ والعدا يغزون جهرًا
وما أحدٌ نزا من بعد رجزِ

نساءٌ في مظاهر من رجالٍ
وهل يخشى الأسود هزيل عنزِ

[ورقة خريف]

حروفٌ قد أحاطت بالسطورِ
محملةً بإيلامِ الضميرِ

مكبلةً بآلامي وحزني
وترسم دمعتي عفوًا شعوري

أموت بليلتي خمسون ألفًا
وأصبح والضحايا في سريري

هنا قلمي هنا نبضي وحبري
وأوراقي وبعضٌ من حضوري

هنا وجلي وآهاتي وقهري
وحزنٌ لايزولُ مدى الدهورِ

بقيت لفترةٍ أصطاد لهوًا
وأفرح بالغريبِ من الأمورِ

وأكتب قصتي بمداد قلبي
لأحرقها بنارٍ من سعيري

ظننتُ بأنني سأموت حقًا
فخضت الحرب للأملِ الكبيرِ

ولكنّ الحروب هنا خيالٌ
وقد ضاق الخيالُ بذا المصيرِ

[ورقة خريف]

تزاحمتِ الهموم على الهمومِ
وخلّفت الكثير من الغيومِ

وما لبثت ففجرها حديثٌ
كما النيران تُفْجر ُ في الجحيمِ

كما المسكين يقضي بعد جوعٍ
كما الأحزان في صدرِ اليتيمِ

كما الطفل الممزق بعد حربٍ
كما الأشلاءِ للأمِّ الرؤومِ

كما القهر المدوي للثكالى
كما الموت المفرق في السمومِ

به دمعٌ سخينٌ لو تعاني
قليلا منه مت من الغمومِ

أنا ذاك الحطام وتلك روحي
وذا نبضي وذا قلبي السقيمِ

جمعنا الحزن في وطنٍ غريبٍ
وعمرٌ راح من قبل القدومِ

تعاهدنا سويًا أنْ سنبقى
لعلّ الصبر يوصل للنعيمِ

تجرعنا التعاسة في كؤوسٍ
تفوق مرارة اليأسِ العميمِ

فذا زمنٌ به يُغتال حقٌ
وترتفع الأيادي للئيمِ

فخلصني وجودي منه فضلا
وأرسلني إلى الرب الرحيمِ

[ورقة خريف]

سيخلد إن أشرت له بخلدِ
ويسحق إن نظرت له بزندِ

فأي الجيش هذا في خيالٍ
بأوهامٍ وأسرابٍ ووعدِ

حروب الهائمات على ذرانا
نصيرها رمادًا دون شدِّ

فتكفي دعوة من قلب طفلٍ
وغاراتٌ عليكم رغم قيدي

يقولون الرجال وقد عرفنا
بأن أميرهم في الرشفِ مجدي

وهم في عالمِ الأحياءِ أولى
بنومٍ منه في شقٍ ولحدِ

تطايرت الشرار وما أتونا
وصاح الفارس الملتاع رفدي

يخافون الأذيّة من حمامٍ
وماسلمِ الحمام لطول صيدِ

فليس لهم أمانٌ ماوعينا
سأرديهم لقعر الموت وحدي

[ورقة خريف]

رفغت علامةً(لا للعبوسِ)
وكان الحرب موضوعي الرئيسي

ولما جئتُ والأنظار تعدو
وجدت الركب من أهلِ البسوسِ

ويشرب شعرهم خمرًا وقالوا
لأجل سلامةِ الرأسٍ النفيسِ

تشاربهم وتصحبهم حروفٌ
لتبدع بعد فعل الخندريسي

فتوهم نائمًا بقضاءِ فرضٍ
وتأتي باللميسِ من الأنيسِ

تدغدغ وحدة الشعر المعنَّى
وتغفو فوق جسمٍ من هريسِ

ويأتي بعد ذاك يقول إني
نقي البطن من صنفِ الكبيسِ

ولما كان ذا الطهر المزكَّى
هوى كل الرجال لخلطبيسي