قـلـبـي يـحـدثـنـي

[أبو حمزة]

<center><div style="width:100%;filter:shadow(color=black,strength=7);color:yellow"><BR><font color="green" size="7" face="Amerigo BT">قـلـبـي يـحـدثـنـي</font></div style> <BR>
<br><DIV align=center><FONT size=5 color=black face=
قـــلـبـــي يُـحَــــدّ ثـُــنـي بــأنـــــكَ مُــتـْـــلِـفــي ،

روحـــي فِـــــداكَ ، عــرَفـْـــتَ أمْ لــمْ تـَـعــــرِفِ

لـم أقــــضِ حَـــــــقّ هَـــــوَاكَ إن كـُـنــتُ الـــذي

لـم أقــــضِ فــيــهِ أســـىً ، و مِـثـلـي مَــن يَـفـــي

مـا لـي سِـــوَى روحـــــي ، و بـــاذِلُ نـَـفــسِــهِ ،

فـي حُـــــبّ مَـن يَـــهـــواه ، لـيــــسَ بـمُـســـرِفِ

فـَـلـَـئِــنْ رَضِـــيــتَ بــهـا ، فـقــد أسـعَـفـْـتـَـنـي ،

يـا خـَــيـــبَـــةَ الـمـسْـــعـى ، إذا لــم تـُـسْــعِــفِ !

يـا مـانِـعــى طــــيــبَ الـمـنـَـــامِ ، و مـانِـــحــــي

ثــــوبَ الـسّـــقــامِ بـــهِ و وَجْــــــدي الـمُـتـْـلِــــفِ

عَــطــفـــاً عـلـى رمَــقـــي ، و مـا أبْـقـَـيْـــتَ لــي

مـنْ جـِـسـمـيَ الـمُـضـْـنـى ، و قـلـبـي الـمُـــدنـَـفِ

فـالــوَجْـــــدُ بـــاقٍ ، و الــوِصـــالُ مُـمـاطِـــلــي ،

و الـصّــــبـــرُ فـــانٍ ، و الـلـّــقـــاءُ مُــسَــــوّفـــي

لـــم أخــــلُ مِــن حَــسَــــدٍ عـلـيــكَ ، فـلا تـُـضِــعْ

سَـــهَــري بــتـَـشــنــيــعِ الـخـَـيـــالِ الـمُــرْجـِـــفِ

و اســــألْ نـجـــومَ الـلـّـيـــلِ : هــل زارَ الـكـَــرَى

جَـفـنـي ، و كـيــفَ يــــزورُ مَــن لـــم يَــعــرِفِ ؟

لا غـَــــرْوَ إن شـَـــحّــــتْ بـِـغـُــمْــضِ جُــفــونـهـا

عــيـــنــي ، و سَــــحّــــتْ بـالــدّمـــوعِ الــــذ ُّرّفِ

و بــمـا جـــــرَى فــي مَـوْقِــــفِ الـتـّـوديـــعِ مِـــنْ

ألــــمِ الـنـّـوَى ، شـــاهـــدتُ هَـــــوْلَ الـمَـوْقِـــــفِ

إن لـــم يــكـُـنْ وَصْــــــلٌ لـَـدَيـــكَ ، فـَـعِـــــدْ بـــهِ

أمَــلـي ، و مـاطِــلْ ، إنْ وَعَــــدتَ ، و لا تـَـفـــي

فـالـمَــطــْـلُ مِــنـْـــكَ لـَـدَيّ ، إن عــــز ّ الـوَفــا ،

يــحْـــلـو كـَـوَصْــلٍ مِــن حَــبــيـــبٍ مُــسْـــعِـــفِ

أهـْــفــُـــو لأنــفــــاسِ الـنـّــســـيـــمِ . تـَـعِـــلــّـةً ،

و لــوَجْــــهِ مَـــن نــقـَــلـَـتْ شـَــــذاهُ تــشــوُّفـــي

فــلـَـعَـــلّ نــــــــارَ جَــوانــحــــي بـــهــبُــوبـِـهــا

أن تـَــنـــطــَــفـــي ، و أوَدّ أن لا تـَــنـــطــَــفـــي

يـــا أهـْــــــلَ وُدّي ! أنــتـُـــم أمَــلـــي ، و مَــــنْ

نــاداكـُــــمُ يـــا أهـْــــــلَ وُدّي قــــــــد كـُـــفــــي

عُــــودوا لــمـا كـُـنــتـــمْ عــلـيــهِ مــنَ الـوَفــــا ،

كـَــرَمــــاً ، فــإنــّـي ذلِـــكَ الــخِــــلُّ الـــوَفـــــي

و حــيـاتِــكـُـمْ و حــيـاتِــكـُـمْ ، قـســَمـاً ، و فـــي

عُــمــري ، بــغـيــرِ حـيـاتِــكـُـمْ ، لـــم أحـْـــلــفِ

لـــوأنّ رُوحـــــي فـــي يــــــدي و وَهـَــبْــتــُــهـا

لـمُـبَــشـّـــري بِــقــُــدومـِـكـُـمْ ، لــــم أنـــصِــــفِ

لا تـحـسَــبـونـي ، فــي الـهــوى ، مُـتـَـصَـنـّـعـاً ،

كـَـلـَـفــي بـِــكـُــمْ خـُــلـُــقٌ بــغـَـيـــرِ تـَـكـَـلــُّـــفِ

أخــفـَـيـــتُ حُــبـّــكـُــمُ ، فـأخــفــانــي أســــــىً ،

حــتـى ، لـعَـمــري ، كِــــدتُ عــنــي أخــتـَــفــي

و كـَـتـَـمْــتــُـهُ عـَــنــّـــي ، فـــلـــو أبــــدَيــْــتـُـــهُ

لـَـوَجَــدْتــُـهُ أخــفــى مـــنَ الـلـُّـطــْــفِ الـخـَـفــي

و لــقـــد أقـــــولُ لِــمَـــنْ تــحَـــرّش بـالـهـَــوَى :

عــرّضـْــتَ نـَـفــسَـــكَ لــلـبَــــلا ، فـاســـتـَـهــدِفِ

أنـــــتَ الـقــَـتــيــلُ بــــأيّ مَـــــنْ أحْـــبَــبْــتـَــهُ ،

فـاخـتـرْ لـنـَـفـسِــكَ ، في الـهـوى ، مَـن تـصـطفي

قــُــلْ لـلـعَـــذولِ : أطـَــلـْــتَ لـَــوْمــي ، طـامِــعـاً

أنّ الــمَــــلامَ عــــنِ الــهـَـــوى مُــســـتــَــوقِــفــي

دَعْ عـَــنـكَ تــَـعــنــيـفـي ، وذُق طــعــمَ الـهَـوى ،

فــــإذا عـَــشـِـــقــتَ ، فــبــعـــدَ ذلـــكَ عــَــنــّـــفِ

بَــرَحَ الـخـَـفـاءُ بـحـُــبّ مَــن لـو ، فـي الــدّجـى ،

سـَــفــَــرَ الـلـّـثــام ، لـقــُــلـتُ يــا بــــدرُ اخـتـَــفِ

و إن اكــتــَــفـى غــَــيْـري بـطــَــيــفِ خـَــيـالِـهِ ،

بـأقــَـــلّ مـِــنْ تــَــلـَـفــي بــِـــهِ ، لا أشــْــتــَــفـــي

و هـَـــواهُ ، و هــْــوَ ألــيـّــتـــي ، و كــَـفــَـى بـِــهِ

قــَـسـَـــمـاً ، أكــــادُ أُجــِـلــّـــهُ كـالــمـُـصـْــحـَـــفِ

لـوْ قـالَ تِـيـهـاً : قِـــفْ عـلـى جــَـمـْـرِ الـغــَـضـا ،

لـَــوَقــَـفــْــــتُ مـُـمـْـتــَـثـِــلاً ، و لـــم أتــَـوَقــّــــفِ

أوْ كـان مَــنْ يَــرْضـَـى ، بــخـــدّي ، مـوْطـِــئــاً ،

لــوَضـَـعـْـتــُـهُ أرْضــــــاً ، و لـــم أسـْــتــَـنــكـِــفِ

لا تــُـنــْـكـِــروا شـَـغــَـفـي بـِـما يـَـرْضــّـى ، و إن

هـــــو ، بـالـوِصــالِ ، عـلــيّ لــم يَــتــَـعـَـطـــّــفِ

غــَـلـَـبَ الـهَـوى ، فـأطــَـعــتُ أمــْــرَ صَـبـابَـتـي ،

مـن حـَـيــثُ فـيـه عـَـصَــيــتُ نــَـهــْـيَ مُـعـَـنــّـفـي

مـِــنـــي لــَــهُ ذُلّ الــخــَـضــُــوعِ ، و مـــنـــهُ لــي

عـِـــزّ الـمـَـنــُــوعِ ، و قــــوّةُ الـمـُـســتــَـضـْـعـِــفِ

ألــَــــفَ الــصــّــدودَ ، و لـــي فـــؤادٌ لــم يَـــزَلْ ،

مـُـــــذْ كــُــنــْـتُ ، غــيـــرَ وِدادِهِ لــــم يـــألــَــــفِ

يـــا مـــا أُمَـــيـْــلـَـحَ كـُــلَّ مـــا يــرْضـَــى بـِـــهِ ،

و رُضــــابُـــهُ ، يـــا مـــا أحَــــيــــــلاهُ بـــفـــي !

لـــو أســــمَـعــوا يَـــعــقــُـوبَ ذِكـْــــرَ مَــــلاحَـــةٍ

فــي وجــهـِــهِ ، نـَــسِـــيَ الـجَــمــالَ الـيـوسُـــفـي

أو لـــــو رآهُ ، عــــــائِــــــداً ، أيــــّـــــوبُ فــــي

سِـــنـَـةِ الـكـَـرَى ، قِــدمـاً ، مـن الـبَـلـوَى شـُــفـي

كـُــلُّ الــبـُـــدورِ ، إذا تـــجـَــلـّــى مُـــقــْــبــِـــلاً ،

تـَــصْـــبـُـو إلـَــيـــهِ ، و كـُــلُّ قــَـــــدٍ أهـــيــَـــفِ

إن قــُـلــتُ : عـِــنـــدي فــيـــكَ كـُــلُّ صَــبـابــةٍ ،

قـــالَ : الـمَــلاحـــةُ لــي ، و كـُـلُّ الـحُـســنِ فــي

كـَـمَـلـَــتْ مَـحـاسِـنـُـهُ ، فــلـــو أهــــدى الـسّـــنــا

لـلـبَـــدرِ ، عـِــنـــدَ تـَــمــامـِــهِ ، لــم يُــخــسَـــفِ

و عـلـى تـَـفــَــنــّـنِ واصـِــفـــيــهِ بـِـحُــسْــــنِــهِ ،

يَــفــنـى الــزمـــانُ ، و فــيــهِ مــا لــم يُـوصَـــفِ

و لـقـــد صــرَفــتُ لـحـُــبــّـــهِ ، كـُـلـّـي ، عــلـى

يَــــدِ حـُــسْـــنِـهِ ، فـحَـمِــدْتُ حُـســـنَ تـصــرفـي

فـالـعـيــنُ تـَـهـْـوَى صــــورَةَ الـحـُــسْــنِ ، الـتـى

روحـــي بــهــا تـَـصــبـو إلــى مَـعـْـنـًـى خـَــفــي

أســْـــعـِـــدْ أُخـَـــيَّ ، و غـَـنــِّــنـِـي بـِـحَــدِيــثِـهِ ،

و انـثــُــرْ عـلـى سَــمْـعـي حِــــلاهُ ، و شـَــنـَّــفِ

لأرى بـعــيــنِ الـسـّـــمــعِ شــــاهـِــدَ حــُــسْـــنـِـهِ

مـعــنــًـى ، فـأتــحـِـفــْـنـي بـــذاكَ ، و شـَـــــرّفِ

يـا أخــْــتَ سَــعـْــدٍ ، مِــن حَـبـيــبـي ، جـئـتـنِـي

بـــرِســــــالـَــةٍ أدْيــْـــتــِــهـــا بــتــَــلـَـــطــّـــــفِ

فـسَـــمِـعْـتُ مـا لـم تـَـســمَـعـي ، و نـَـظــرْتُ مـا

لـم تـَـنـظــُــرِي ، و عَــرَفــْــتُ مـا لـم تـَـعــرِفـي

إنْ زارَ يــــومــاً ، يــا حَــشــــايَ تـَـقــَـطــَّـعـي ،

كـَـلـَـفـــاً بــهِ ، أو ســـــارَ ، يـا عــيـــنُ اذرِفـــي

مـا لـلـنــّــوى ذَنــْــبٌ ، و مَـــنْ أهـــوَى مَـعــي ،

إن غــــابَ عــن إنـســانِ عـيــنـي ، فـهـْــوَ فـــي


ابـــن الــفــــارض

[سماء]

أخي الفاضل " أبو حمزة":

إختيار موفق. فهذه القصيدة من أروع ماقرأت لابن الفارض. في كل مرة اقرؤها أشعر بانني أقرؤها لأول مرة.

شكرا لك
سماء

[eid]

احسنت في أختيار هذه الصور الشعرية الجميلة والمنمقة جدا
من شعر ابن الفارض... وهناك الأعشى يرددا شعرا رائعا كما فعل
او لو سألت عن ابن ابى ربيعة في شأن الغزل...
أو عن الشاعر الذي يقول:

تلك التي هــــام الفؤاد
بهــا زمانا واشتعـــــل
وسل القــلوب الصاديات
عن الفراق وما فعـــــــل
واعد من الشوق المبرح
ما يميت على الأقــــــل
فلعل حر الشوق يدني
بــــرد أيـــــامي الأول


عاطر التحايا وأجمل الأمنيات الحلوة
لك ..إخي الكريم ابو حمزة

[أبو حمزة]

<DIV align=justify><FONT size=4 color=black face=
أخـتـي الـفـاضـلـة / ســــمـاء

لـك خـالـص الـشــكـر عـلـى الـمـرور

و الـقـصـيـدة هـي حـقـا كـمـا قـلـتـي
و هـــذا مـن رقـــي ذوقــــك

كـنـت أرغــب فـي إضـافـة صــوت بـواسـطـة
Real Player و لـكـن لــم أنــجـــح

فالإلـقـــاء يـعـطـــى أبـعـــاد جــديــــدة
و إحــســـــاس أشـــــــمـــل

و دمــتــى

<DIV align=center><FONT size=4 color=black face=

[أبو حمزة]

<DIV align=justify><FONT size=4 color=black face=
أخـي الـفـاضــل / عــــيــــــد

أنـــت مـن يــتــحــفــنــا بـجـمـيـل الإخـتـيـارات
و نـحــن المـتـشـــوقـيـن لـرشــــــف الـمـزيــد

شـكراً عـلى كـرم الـمـرور

لـك خـالـص الإحــتـرام و الـمـحـبـة

<DIV align=center><FONT size=4 color=black face=

[زهرور]

<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">أقف متأملا أمام اختياراتك..ومتأملا.. ليتك تكمل جميلك بعرض بعض قصائد ابن الفارض الأخرى.. شخصيا لم أكن لأختار إلا ما خترت فهي أبدع قصائده وربما أختار:

سائق الاظعان يطوي البيد طي
منعما عرج على كثبان طي

لك أخلص التحية

[أبو حمزة]

.

أخـي الـحـبـيـب

أســعـدنـى مـــرورك

أحـاول أن أكـمـل و لـى الـشـرف

و دمــــت 0

.