علم النص هو نكهة التذوق الذي يميل إلى بعد الرؤية .. تحدث العلماء والمفسرون الشيء الكثير عن سورة يوسف.. ونتحدث هنا في السورة بما تحدث بهِ جهابذة علم النص.. قال سيد قطب( سورة يوسف مكية نزلت بين عام الحزن وبين بيعة العقبة الأولى).
قبل الحديث عن النص القرآني نذكر مشاهير العالم الذين تأثروا بالقران الكريم .. لقد حصل الكاتب والناقد (توماس مان)على جائزة نوبل على قصة التي اسماها يوسف واخوته) ولقد اخذ عنوان القصة والفكرة من القران الكريم وهو متأثر
كثيراً بالقران ومقتنع به. الكاتب الألماني (قوتا) متأثر بالقران والكريم وهناك كتاب ( اثر الشرق في أدب قوتا). وكذلك الأديب ( ليون تولستوي) في قصة الحرب والسلم التي تتكلم عن الأسر المسلمة في روسيا .ويقال إن تولستوي كان له رسائل فقهيه مع شيخ الأزهر. مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم ..وخليل مطران وهو مسيحي متأثر بالأدب الإسلامي ..
قال تعالى : ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين). البطل في هذه القصة هو يوسف عليه السلام. تبدأ القصة برؤية فنية وتنتهي بتفسير هذه الرؤية . واستخدم مثل هذا الأسلوب شكسبير في مسرحيته. ... ( قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) ويتم نعمته عليك وعلى ال يعقوب ). هنا المشهد الأول من القصة وهو بين الابن وأبيه في الحوار والتخاطب.وفي ذكر ( ال يعقوب) هو تلميح إلي أبو البطل في القصة وهو يعقوب عليه السلام.وفي ذلك يوصل البطل إلى اصله ونسبه .
(إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين ) من هنا يبدأ المشهد الثاني , وهو حوار الأخوان بعيداً عن يوسف وأبيه .وقد نزع الشيطان بينهم وبداية دخوله.وبداية ظلمهم بأن وصفوا أباهم بالظلال المبين.
( اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ) ( قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين ) بدأ التآمر على قتل يوسف أما قتله أو دفنه في الأرض. (قال قائل منهم) وهو أخوه الكبير لا تقتلوا يوسف والقوه في الجب أي البئر المعين .وهذا يدل على عطف الأخ الأكبر وفي ذلك صراع نفسي بين هذا العطف لأخيه الصغير وبين إرضاء بقية اخوته في قتل يوسف .ولقد قال الأخ الأكبر ( يوسف) وفي ذكر الاسم محبه ظاهرة وانه لم يقل (لا تقتلوه ) دلت الآية الكريمة بذكر اسم يوسف على لسان الأخ الأكبر بيان عطف وشفقة. ( يلتقطه بعض السيارة )السيارة أي الناس السائرة وهو يعلم آي الأخ الأكبر آن المارة من الناس لا تمر بهذا البئر ولكن قال ذلك من باب التمني.
( قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف و إنا له لناصحون
أرسله معنا غدا
يرتع ويلعب وإنا له لحافظون 12 قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون 13 قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون ) مشهد الحوار بين الأب والأبناء . أسلوب الخداع والمكر عندما أرادوا أن يقنعوا أباهم بأن يجعل يوسف يذهب معهم ( أرسله معنا غدا يرتع ويلعب ) هنا يقصد الاخوة تشويق الطفل بالعب والمرح وهي غير مباشره يخاطبون الأب وان يشعروا الأب بالقسوة إذا منع يوسف من الخروج معهم وهنا اشترك الأب في المؤامرة بحسن النية.قال الأب: احترس لا يأكل الذئبُ يوسف وكأن الأب بيّن العذر والحجة لهم وهو لا يدري ,ويتضح من ذلك أن هناك ذئب كان يهدد المكان الذي يعيشون فيه.( قالوا لئن أكله الذئب ) .يقول الاخوة لو أكله الذئب ونحن عصبه إذا نحن خاسرون.تكررتْ كلمة عصبة مرتين من الاخوة وهم يفتخرون بأنهم
من أم واحدة ومتكاتفين وهم بذلك يستخدمون كل الأساليب لاقناعيه.
( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب ) هذا يدل على أن الاخوة كانوا مختلفين في قتل يوسف وبعد ذلك اجمعوا على وضع يوسف في البئر وهذا يدل على الجهود التي قام بها الأخ الأكبر . ( وجاءوا أباهم عشاء يبكون) يبكون وهو حال ويد ل على الزمن وهو يحدد زمن مجيئهم وحالهم وهم يمثلون البكاء وهم بذلك يستمرون في مكرهم وخداعه. ( قالوا يا أبانا ) لفظة أبانا ذكروها لكي يبينوا ويقولون لأباهم إننا أبناؤك فلا تحزن وتخف. ( فأكله الذئب ) هنا دليل على كذبهم وهي حرف الفاء لأنها تدل على أن الذئب أكل يوسف أكلة مباشرة. لان الذئب يأكل الإنسان بمراحل متعددة وليس من أكلة مباشرة.
( وجاؤوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم ) أجاب الأب مباشرة على كذب الأخوان وهذا دليل على معرفة الأب بكذبهم. ( وجاءت سيارة ) هنا يرجع الحديث إلى يوسف وهذا يدل على حركة النص المتميزة. وقد تكون مرور هذه القافلة نتيجة دعوات أخوه الأكبر. ) فأرسلوا واردهم ) أي الذي يجلب لهذه القافلة الماء من البئر. ( فأدلى دلوه قال يا بشرى هـذا غلام وأسروه بضاعة ) عندما انزل الدلو إلى البئر قال يا بشرى وهذا دليل على الفرح . أخذ يوسف من اجل أن يكون لهم بضاعة ويبيعونه في سوق الرقيق. ) وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين 20 وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه ) أصحاب القافلة باعوا يوسف بثمن قليل لأنهم يرون أن يتخلصوا منه من اجل أن لا يكلف عليهم في المشرب والمطعم. وهنا يختصر فيه الأحداث المملة , في هذه القصة حذف على مستوى الحدث.
قال الذي اشتراه من مصر وهو العزيز وليس العزيز الذي اشترى يوسف بثمن بخص لان العزيز من الأغنياء ولكن يوسف عليه السلام مر على واحد تلو واحد يباع من هذا ويشتريه الآخر حتى وصل إلى العزيز واشتراه بقيمة تكون بمقام الأغنياء . وقال العزيز لامرأته اكرمي يوسف وهذا دليل على كرم العزيز وليس الكريم من يشتري بالثمن القليل.
( ولما بلغ أشده ) أي لما كبر يوسف في بيت العزيز وهي مرحلة شبابه . ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ) استخدام لفظة التي هو في بيتها ولم يستخدم قول امرأة العزيز يدل على أنها كانت مسيطرة على البيت ومتحكمة فيه. ) وغلقت الأبواب ) غلقت تدل على إغلاق الباب بقوه ( وقالت هيت لك) أي تهيئة لك ( قال معاذ الله ) استعان بالله وان العزيز احسن مثواه ) ولقد همت به وهم بها ) أي همت امرأة العزيز بفعل الفاحشة وهم يوسف أن يضربها ) لولا أن رأى برهان ربه ) فرى برهان ربه فكف عن ضربها لأنه لو ضربها بيده
ثبتت عليه التهمه .
( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب
قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا) وكان لهذا المشهد وظيفة قصصية في براءة يوسف,هنا تحدثت المرأة مباشرة لتنفي عن نفسها التهمه. ولكنه قال أن كان القميص قد من قبل فهو كاذب وان كان قد من دبر فهي كاذبة.
نتوقف توقف نهائي ونذكر وظائف القميص وهي ثلاثة.. 1 - عندما أراد الاخوة إثبات انه أكله الذئب وضعوا على القميص بدم كذب.. 2 - ان كان قد القميص من قبل 3- ..... كان القميص شفاء والده فيما بعد.
مع أجمل تحياتي مخلص النوايا .
FONT </font></strong></td></table></center>