مصطلحات أدبية (حرف الميم)

[ريم الفلا]

المصدر الأولي


المصدر هو أي مكان أو كائن يمكن أن يحصل منه على شيء نريده. والمصدر الأولي هو مصدر ذو أهمية مباشرة تأتي في مكان الصدارة. وفي مجال البحث الأدبي يشير المصطلح إلى شخص أو مرجع لديه معرفة مباشرة، أو إلى مخطوط كتب في زمن موضوع البحث أو مسرح حوادثه، أو إلى حديث مسجل... إلخ.

وعلى سبيل المثال نجد عند كتابة ترجمة حياة شخصية تاريخية أن بين المصادر الأولية تعقيبات معاصريها المكتوبة وما يشبه ذلك. وللمصادر الأولية من وثائق وآثار أهمية كبيرة في الكتابة التاريخية.

[ريم الفلا]

مضمون وشكل


المضمون عموما هو مجموع العناصر والعمليات التي تشكل أساس شيء وتحدد وجوده وتطوره وتعاقب أشكاله، والشكل عموما هو الصلة الداخلية ونمط التنظيم بين عناصر الشيء وعملياته، وبينها وبين البيئة.

فالمضمون هو وحدة كل العناصر المكونة لشيء: خواصه وعملياته الداخلية، ارتباطاته وتناقضاته واتجاهاته. وقد تتركب أشياء مختلفة من نفس العناصر. لذلك فالمضمون هو النمط النوعي للارتباط بين العناصر في شيء معين وهو ما يصنع بنية الشيء ويهبه ثباته النسبي وتحدده الكيفي.

أما الشكل فهو طريقة تنظيم عناصر المضمون وهو قانون بنية هذه العناصر وترابطها المتبادل. وليس الشكل وعاء مستقبلا لعناصر المضمون بل هو الطابع الذي يفصح فيه المضمون عن نفسه، فهو نظام العلاقات المتبادلة بين أجزاء الكل. وقد يكون الشكل خارجيًا أو داخليًا، فالشكل الخارجي يعبر عن ارتباط الشيء بالأشياء الأخرى. والشكل الداخلي يعبر عن الروابط المكونة للكل.

ووحدة الشكل والمضمون وحدة متناقضة، فتلك الوحدة تفترض استقلالهما النسبي والدور الفعال للشكل بالنسبة إلى المضمون على الرغم من أن المضمون هو الذي يحدد الشكل. فقد تتعثر إعادة تنظيم المضمون (الشكل) وراء حركة المضمون نفسه، وقد يأخذ مضمون واحد أشكالا مختلفة.

كما أن وحدة الشكل والمضمون نسبية ومؤقتة، فالمضمون بعناصره المتعددة هو أساس الحركة والتطور، فهو يحتوي على إمكان داخلي لتطور لا يعرف حدودا، والشكل هو الذي يضع تلك الحدود، لذلك يستطيع الشكل أن يحفز أو يعوق. ويعتمد حل التناقضات بين الشكل والمضمون على طبيعتهما ودرجة تطورهما والشروط المتعلقة بذلك التطور، فقد يتغير الشكل توافقا مع المضمون الجديد أو يتغير المضمون مع الشكل الجديد.

ومن الخطأ أن يختزل مضمون الأدب إلى عنصر مفرد هو الاتجاه الفكري أو الاجتماعي، فالمضمون الأدبي متعدد العناصر، فهناك في العمل الواحد مضامين مختلفة، مثل المضمون الحسي والسيكولوجي الاجتماعي والفردي والفكري والاجتماعي قد تتناقض فيما بينها رغم وحدتها، ويذهب بعض النقاد في سذاجة رومانسية إلى اعتبار العمل الأدبي كلا بسيطا متجانسا لا تمايز بين عناصره يكتمل بضربة واحدة من ضربات الإلهام مغفلين الاستقلال النسبي والتناقض بين عناصر الشكل وعناصر المضمون. وليس من الممكن إلغاء شكل أدبي قديم قبل أن تتهيأ داخل الشكل نفسه المتطلبات والعناصر اللازمة للانتقال إلى شكل متطور، وتلك العملية من التجاوز أو الإلغاء لا تتم فجأة، فنادرا ما يلقي الشكل القديم جانبًا كلية أو بشكل مطلق، كما أن الشكل الجديد لا يسود مرة واحدة أو فورًا، بل يبدأ في السيادة تدريجيًا، وهناك إمكان دائم لحركة نكوصية تستعيد الشكل القديم مفجرة طاقاته التي لم تستنفد. ومجال انطباق مقولتي الشكل والمضمون يشمل الحركة الإبداعية الأدبية وتطور الأشكال التاريخية العامة للفن في شمولها وتطورها. وهاتان المقولتان تختلفان عن مقولتي أرسطو الشهيرتين مقولتي المادة والصورة . وفي الأدب هناك تضايف وثيق بين المضمون والشكل، بين تنافرهما وتحولهما المتبادل الواحد إلى الآخر. فالمضمون كما يقول هيجل ليس إلا تحول الشكل إلى مضمون والشكل ليس إلا تحول المضمون إلى شكل.

[ريم الفلا]

معادل موضوعي


سلسلة من أحداث (أو وضع معين) تجعل انفعالاً ذاتيًا معينًا شيئًا موضوعيًا. وقد استعمل ت. س. أليوت هذا المصطلح أول مرة في دراسة نقدية لهاملت، ليعني وسائل لا شخصية في توصيل الشعور، وهو يقول "حينما تعطى الوقائع الخارجية التي لا بد أن تنتهي بخبرة حسية يستثار الانفعال على الفور". وقد ذهب إليوت إلى أن الانفعالات التي سيطرت على هاملت لا تبررها ما في المسرحية من وقائع.

ويستخدم مصطلح المعادل الموضوعي بشكل واسع عند أنصار مدرسة النقد الجديد . والنقد الواقعي يتشكك في قيمة المصطلح ويرى أنه يعتمد على نزعة ميكانيكية تضع علامة التساوي بين إحساس جاهز متشيء يبدأ به الكاتب وبين وسائل تعبير تؤثر في الجهاز العصبي للإنسان كما تؤثر العقاقير.

[ريم الفلا]

معجم (انظر قاموس)


- كتاب يضم المفردات اللغوية وتراكيبها.

2- قائمة كلمات لغة معينة خاصة تشير إلى مناشط معينة لطبقات اجتماعية أو فئات أخرى

[ريم الفلا]

معرفة كلية (راو عليم بكل شيء)


معرفة لا متناهية، وإلمام كامل وفهم مستوعب ومقدرة على رؤية كل شيء. وتلك المعرفة الكلية يمارسها الكتاب الذين يسردون قصة ما من وجهة نظر تحيط بكل شيء. وهذا التكنيك السردي يجعل الكاتب الذي يستخدمه قادرًا على رؤية كل ما يشاء ومعرفته وروايته.

والمؤلف الذي ينتحل لنفسه تلك المعرفة الكلية حر في أن يحرك شخصياته في الزمان والمكان، وفي أن يصف الأفعال الجسدية والأفكار الخاصة للشخصيات وفي أن يعلق على ما يحدث وأن يوضح الفكرة الرئيسية لقصته بأي طريقة يختار. ومعظم الروايات والمسرحيات التي تعتبر من الروائع الكلاسيكية مروية من وجهة نظر تنتحل لنفسها المعرفة الكلية. ولكن الكثير من الروايات والمسرحيات الحديثة بدأت تهجر هذا الأسلوب السردي الذي يفترض وحدة الرؤية وتجانسها بين الكاتب والقراء حيث يمثل الكاتب الروائي الضمير الاجتماعي والوعي الاجتماعي اللذين لم يتعرضا لشقاق أو انقسام.

[ريم الفلا]

معنى انفعالي


الانفعال الذي يربطه القارئ أو السامع بكلمة أو عبارة، والمعنى الانفعالي هو الهالة الانفعالية المحيطة بالدلالة من ناحية الموافقة والمخالفة. والأدب ممتلئ بالهالات الانفعالية للمعاني لأنه يتألف من لغة يقصد بها أن تثير انفعالا، وهو يختلف عن المعنى الإشاري.

[ريم الفلا]

معنى الكلمة


تعبير عن تصور للأشياء مثبت في أصوات هي شكل للوجود المادي للتصور الذهني، وذلك التصور هو انعكاس حافل بالحركة، عبر عملية متناقضة تنشأ فيها تناقضات ثم تحل عند الاقتراب الذي لا نهاية له للفكر نحو موضوعات العالم. والكلمة تقليديا ليست علامة خالصة، فلا تصبح زمرة من أصوات كلمة إلا إذا ارتبطت بانعكاس في الذهن لواقع موضوعي. وترفض البينويةذلك وتقول باستقلال اللغة.

[ريم الفلا]

معنى معرفي


مصطلح يطلق على الكلمات والعبارات التي يمكن إدراكها حسيًا ومعرفتها نتيجة لذلك، أي كلمات وعبارات هي تعقيبات على الواقع كما يجده معظم الناس في خبراتهم. مثل الماء بارد وحاصل ضرب الأرقام، فهي عبارات لها معنى معرفي. والمعنى المعرفي له أهمية تتناقص في الأدب لأن بعض النقاد يزعمون أن الشعر على سبيل المثال ليس له معنى معرفي فهو لا يقبل الصحة والبطلان بل يعبر فحسب عن الانفعالات ويثيرها فالشعر لا ينبئ بل "يوجد".

[ريم الفلا]

مغالطة القصد (أو النية) (انظر نقد جديد)


- تعبير يستعمل لوصف خطأ الحكم على معنى العمل الأدبي أو نجاحه استنادا إلى غرض الكاتب المعلن من كتابته، أو إلى نيته.

- وفي هذا التعبير لا تشير كلمة النية إلى التعمد بل تشير إلى مقصد الكاتب.

- وقد قال بعض النقاد المحدثين أن القصيدة ليست ملكا للناقد وليست ملكا للمؤلف، فهي تنفصل عن المؤلف عند مولدها وتشق طريقها إلى العالم متجاوزة ما لمقصد المؤلف وسيطرته من قدرة.

[ريم الفلا]

مغالطة وجدانية


يشير المصطلح إلى خطأ الحكم على العمل الأدبي بتأثيره العاطفي على القراء، فذلك خلط بين العمل الأدبي نفسه وبين نتائجه. (خلط بين ما "يكونه" العمل وما يفعله أو يؤدي إليه) وتنتسب تلك المغالطة إلى مغالطة "القصد والنية"حيث يحكم على العمل الأدبي وفقًا للغاية التي يصرح بها الكاتب أو خلفية سيرته الشخصية مثل محاربة الرق أو الاستعمار. ويعتبر النقد الجديدنظرية التطهيرالأرسطية مثالاً شهيرًا على تلك المغالطة

[ريم الفلا]

المغاير (مظهر المحاسن)


شخص أو شيء يجعل بالتضاد شخصًا أو شيئًا آخر يبدو أفضل أو أكثر بروزًا. مثل المجنون بالنسبة إلى الملك لير وفولستاف والأمير هال في هنري الرابع والكثير من الأمراء والكونتات في الحرب والسلام لتولستوي والمرتد في ميرامار لنجيب محفوظ الذي يبرز قيمة المخلصين.

[ريم الفلا]

مغنى الحب


والتعبير بالألمانية مؤلف من كلمتين تعنيان الحب والغناء والتعبير يشير بشكل خاص إلى مجموعة من الشعراء الغنائيين في القرون الوسطى.

[ريم الفلا]

مغالطة التشخيص الوجداني


إضفاء انفعالات الكائنات البشرية وسماتها على الأشياء غير الحية. وقد صاغ جون رسكين (1819-1900) هذا المصطلح بالإنكليزية عندما استشهد ببعض أبيات لأحد شعراء القرن التاسع عشر جاء فيها ذكر لزبد البحر القاسي الزاحف، ثم ذهب إلى أن زبد البحر ليس قاسيا كما أنه لا يزحف ولكن الحالة الذهنية هي التي تنسب صفات الكائن الحي إلى زبد البحر.

"وكل المشاعر العنيفة لها نفس التأثير فهي تؤدي إلى زيف في كل انطباعاتنا عن الأشياء الخارجية". وأطلق رسكين على ذلك مغالطة التشخيص الوجداني.

ويمتلئ الشعر والنثر بأمثلة على هذه المغالطة التي يمكن أن نطلق عليها النزعة العاطفية الزائفة باستعاراتها المثقلة بالانفعالات عن البحر القاسي والسموات المبتسمة والمياه الضاحكة... إلخ. ومن الناحية الأخرى فإن تلك الأغلوطة، سواء اتـفقت مع ما هو معقول أو لم تتفق، قادرة على خلق تأثيرات جميلة. ولو سايرنا رسكين في رفض تلك المغالطة لحذفنا الكثير من الأشعار الممتازة. وقد سار النقد الحديث في اتجاه نزع الازدراء عن هذه المغالطة واستعمالها استعمالاً حيادياً لوصف ظاهرة شعرية واسعة الانتشار.

[ريم الفلا]

مفارقة (تهكم سخرية)


- تعبير بلاغي يجيء فيه المعنى الحرفي للكلمة أو العبارة عكس المقصود.

- وفي الأدب تعد المفارقة تقنية للإشارة إلى مقصد أو موقف مضاد لما يصرح به فعلا.

- وقد عرفها أرسطو بأنها استخفاء وتظاهر بقصد التمويه في السير نحو اللب الداخلي للحقيقة.

- ويقدم شيشيرون شرحا أبسط وأكثر عونا في فهم المفارقة، فهي أن نقول شيئا ونعني آخر.

- ويعتبر جوناثان سويفت من المبرزين في مجال المفارقة في مقاله "اقتراح متواضع" حيث أوصى الأيرلنديين أن يبيعوا أطفالهم لملاك الأرض الإنكليز في مقابل الحصول على الطعام.

- ومن وسائل تحقيق التهكم صيغ المبالغة والتعبير عن الموجب بضده المنفي والسخرية والهجاء والتصريح المخفف.

- أما التهكم السقراطي فقد سمي كذلك لأن سقراط كان يتبنى وجهة نظر الغير ليكشف عما بها من نواحي ضعف وليسخر من هذا الغير في النهاية.

- وهناك شكل آخر من المفارقة له معنى خاص وهو في الدراما حالة يجهل فيها البطل ما يعرفه المتفرجون أو القراء.

وفي النقد الحديث تعتبر المفارقة وسيلة لتوحيد التناقضات الظاهرية للتجربة كما تؤكد تنوع العالم، ويعطي "النقد الجديد"لصيغة المفارقة دورا مهما في خصوصية الشكل.

[ريم الفلا]

مفارقة درامية (التهكم الدرامي)


وضع يعرف فيه المتفرجون أشياء لا تعرفها بعض الشخصيات الفعلية في التمثيلية. وقد تتضمن تلك الأشياء الهوية الحقيقية لإحدى الشخصيات، أو نواياها الحقيقية أو العاقبة المحتملة للفعل. وحينما يمتلك المتفرج تلك الأشياء التي تعرفها الشخصيات المسرحية يصبح قادرًا على أن يزن الكلمات والأفعال بموازين واضحة وبفهم سديد. ومن الأمثلة الرائعة على وضع كلمات في فم المتكلم يفهمها المتفرجون بمعنى آخر ما حدث في "ماكبث" من مزاح البواب السكران بأنه حارس لبوابة الجحيم. وما اعتاد عطيل من وصف الشرير ياجو بأنه الشريف ومن الأمثلة للتهكم الدرامي بحث أوديب على طول مسرحية "أوديب ملكًا" لسوفوكليس عن قاتل لايوس ليكتشف أنه هو نفسه المذنب.