السوريات !!

[محمد الشنقيطي]

*
جريرَ الرشفِ مشكورا بألفِ
و بعدَ الألفِ مني ألفُ ألفِ

*

شكرتكَ إذ عرفتَ مدى المعاني
و ظنَّ البعضُ إخلافـًا لِـعُـرْفِ

و هذا الشعرُ تجريدٌ و فنٌ
و ليسَ مرادنا صيدًا لإلـْـفِ

كمثل ِ الرسم ِ نرسمهُ بحرفٍ
فيعرفُ سابقٌ من خلِّ زحف ِ

و يعرفُ في البلاغةِ سلسبيلٌ
مقارنة ً بما في شِـعْـر ِ جـِلـْـفِ

و يعرفُ شاعرٌ أسدٌ هصورٌ
و آخرُ جَـهْـدُهُ من ذاتِ ظِـلـْـفِ

و يعرفُ بارعٌ بصفاء ِ روح ٍ
و يعرفُ غيرهُ بصداعَ نصفي

*

يظنُّ الجاهلونَ إذا غـَزلنا
نريد الأنسَ منْ ربـَّات ِ لـُطـْـفِ

و حاشانا و حاشى كلَّ شهم ٍ
تربـَّى في المكارم ِ غير ِ حَـشْـفِ

**

يحاربنا الضعافُ إذا بـَرعـْـنا
و ما قــَـدِروا لنا عزفـًا بعزفِ

و من عجزتْ رؤاهُ يسلُّ سيفـًا
- منَ الأخلاق ِ - تعويضـًا لضعْـفِ

*

[سلاف]

أخا شنقيط قد أحسنت شِعرا
...................كأني ناظرٌ وجهاً وشَعرا
وقدّاً إذ يميس بحسن دلٍّ
...............يكاد يموت منه الصبّ قهرا
أرى حسنا يطل من القوافي
.............من الغيد الحسان تقولُ عشرا
إذا سافرت ثانية فخذني
............وخذ مجدي بشرطِ يكون سرّا
نكون معاً ببر أو بجوٍّ
................وفي بحر إذا سافرت بحرا
جمالُ يقولُ في لهَفٍ خذوني
................جزاكم ربكم في ذاك خيرا
وليس يخاف عاقبة اشتهارٍ
................فقبل حسابه سيغيب شهرا

أراك تصيب حسنا حيث تمضي
..........فألّفْ عن صنوف الحسن سفرا
به انقلنا إلى آفاقِ حسنٍ
............نرى فيها طيوف اللون تترى
فمن بيضاءَ لوّنها دلالٌ
............إلى من أُفرِدت بالحسن سمرا
ليثملني من الأبياتِ سحرٌ
................كأنك قد سقيت الشعر خمرا

[الفرزدق الصغير]

*

و أسلـفـتَ السـُّـلافَ إلي شعْرا
أتى بثنائهِ فمُـلـِـئـْـتُ فـخرا

و تاجـًا قدْ و ضعتَ على جبيني
أتاني رائـقـا شَـهَـدًا و خـَـمْرا

فدرُّكَ من مَـعين ٍ للقوافي
و درَّكَ صانـِـعـًا في الشعر ِ تبرا

و أمَّـا ما أراهُ منَ الغواني
يمِسْنَ معَ الرؤىَ نـَوْرًا و زهـْرا

أبيعُ جميعَ مائسةٍ بقدٍ
بصحةِ ماجِـِدٍ بسناكَ قدرا

و افرحُ لو يجودُ لنا إحولال ٌ
و مجدي مـُـعْـلـنـًا أو كان سرا

بأربعةٍ نجوبُ الأرضَ شعرًا
و نصنعُ من طحين ِ الأرض ِ بحرا

فدعنا قبل ذلك في خيال ٍ
نصوِّرُ للمسير ِ اليومَ مجْرىَ

على أنـِّي أحذرُ من دُويكٍ
يريدُ بأحول ِ التـّرشافِ غدْرا

و يطلبُ منهُ تحضينًا لبيض ٍ
على إقناعه أو كانَ قـسْرا

و مجدي كانَ حسَّـاسـًا قديمـًا
لكل ِّ البيْض ِ تهضيما و قـَشْرا

و أخشى إن رأىَ بيضاءَ خافَ
و شدَّ بنا الرَّحالَ و ما استـَـقـَرّا

و أمـَّـا الخوفُ مِـنـِّي أنَّ عندي
عواطفَ تـَـعصِـفُ الأجواءَ جمرا

إذا لاحَـتْ اليَّ من الغواني
مهفهفة ٌ من َ الآرام ِ سمرا

فأتبعها إلى بيد ٍ و قفر ٍ
و أطلبُ منكمُ للظبي ِ مَهْـرا

و أما أنتَ ما عندي بيانٌ
سوىَ أنـِّي أخافُ عليكَ أمرا

فأنتَ بسوء ِ حالـَـتـِـنا تعاني
و تـَـكـْـتـُـب ِ في مصير ِ العُرْبِ صِـبرًا

و عندي لا أرى َ حـلا ً قريبــًا
فهلْ تـَـسْـطيعُ في التـِّرحال ِ صـَـبرا !؟

*

[سلاف]

فرزدقَنا جزاك الله خيرا
..............فقد جاوزتني بثناك قدْرا

و (شنقيطي) لمدحكَ مستحقٌّ
..............فلولاه لما طالعتَ شعرا

أراه رائداً لرياض حسنٍ
..........إذا ما ارتاد مرتادون قفرا

وشعرك يا أخي ريٌّ لروحي
...........فأنعم بالقصيدِ يُخالُ نهرا

عذوبته كماءٍ سلسبيلٍ
..........يفيضُ جمالُه حسنا وسحرا

[الفرزدق الصغير]

*
و كيلٌ للمهندس ِ في قريض ٍ
و للشنقيطِ (ي ) أفكارًا و بـَحْرا

فجئتُ إلى السُّـلاف ِ أزفُّ شكري
إليه صادقــًا قـَـلـْـبـًا و شِـعْرا

عن ِ الاثنين ِ صادِقـَة ً وعني
علىَ رأس ِ الشهودِ و ليسَ سِرّا

و أيضـًا عنْ ( صغير ٍ ) (1) كانَ فينا
و قيلَ بأنـّـهُ قدْ فرَّ قـهْرا

و أشكرُ منكَ بادرة ً لِرَبـْـع ٍ
إلى الآفاق ِ طائرة ً وَ بـَرّا

و أنتظِرُ الإجابة َ منْ جمال ٍ
إذا ما الديكُ أكـْرَمَـناهُ غـُـفـْرا

و أخرى من مؤسسها لنمضي
إلى التـِّـجوال ِ نـُـبـْرمُ فيهِ أمْـرا
===
(1) المقصود (المتنبي الصغير ) و يقال أن الدكتور شاكر حاول إغراءه بالتمرد على أصدقائه باستخدام واجهة نسائية فلاتية فأبى فأضطهده الدكتور إلى أن فرَّ قهرا و قيل انه اليوم عند كافور يطمع في مال ليفتحَ كوافير.

*