راي السكاكي

[مخلص النوايا]

(( الالتفات ))

وهو التعبير عن معنى بطريق غيره.. مذهب ( السكاكي)

وهذا الطريق يكون بالخطاب أو التكلم أو الغيبة....

من التكلم إلى الخطاب نحو :

قوله تعالى (( ومالي لا اعبد الذي فطرني وإليه ترجعون )) هذه جملة متكلم وانتقلت الى الخطاب في ترجعون والأصل (ارجع إليه )

الانتقال من التكلم إلى الغيبة :

قوله تعالى (( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر )) الأصل أن يكون ( فصل لنا )

الانتقال من الخطاب إلى التكلم :



( ورق بك قلب يكلفني ) الأصل ( يكلفك )

الانتقال من الغيبة إلى الخطاب :

قول عز وجل (( مالك يوم الدين إياك نعبد )) الأصل ( إياه نعبد )

من الغيبة إلى المتكلم :


(( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه )) الأصل ( فساقه )

( مذهب السيوطي )

في التعبير عن المفرد بالجمع والمثنى والعكس صحيح :

قال الأعشى :

فرجي الخير وانتظري إيابي....إذا ما القارظ العنزي آبا

وهي في الأصل "قارظان" والمثل يقول " حتى يئوب القارظان " هنا الأعشى عبر عن المثنى بالمفرد لان القارضان الذين من عنزة عندما ذهبا إلى الصحراء يبحثان القرض وهو ثمر السنط لم يرجعا إلى ديارهم واصبح مضرب مثل واستخدم الشاعر القارض بدلا من القارضان لأن هما اصبحا كالشيئين الذي لا يغني إحداهما عن الآخر لذلك عبر الشاعر عنهما بصيغة المفرد ...التعبير بالمفرد عن المثنى يكون في الشيئين اللذان امتزجا وكانت بينهم شدة اتصال ..


يقول الشاعر : ( وذبيان قد ذلت بأقدامها النعل ) والأصل أن يقول "النعال" فعبر عن الجمع بالمفر قال تعالى ( ( ألقيا في جهنم )) الأصل ألق عبّر عن المفرد بالمثنى. .. قال تعالى (( ثم ارجع البصر كرتين )) الأصل التكثير أي كرات عبر عن الجمع بالمثنى.. قال الله تعالى (( ربّ ارجعون )) الأصل أرجعني عبر عن المفرد بالجمع .. قال تعالى (( فقد صغت قلوبكما )) الأصل قلباكما عبر عن المثنى بالجمع..

إن الانتقال في هذه الأساليب ابلغ في الحديث حتى لا تمل النفس في النمط الواحد وهذا قول جارالله الزمخشري وقد أعترض مشكاة العلماء بهاء الدين السبكي في هذا القول ...ويكفي أن نجد القران الكريم يحتوي على هذه الانتقالات...ولك مقام مقال يدعو إلى هذا الانتقال منها المبالغة و الإجلال والتقدير والتوكيد وبيان الأسى والضعف وكثيرٌ لا يحصى...