شاعر الشهر (ابن معتوق )

الشعر العمودي - شعر التفعيلة

المشرفون: مجدي، موودي

صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الطويل

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:27 PM

<font size=5 color=black>
طلبتَ عظيمَ المجدِ بالهمّةِ الكبرى
فأدركتَ في ضربِ الطّلا الدّولةَ الغرّا

وسرتَ على شوكِ العوالي إلى العلا
ومنْ رامَ إدراكَ العلا يركبِ الوعرا

لكسبِ الثّنا خضتَ الحتوفَ وإنّما
يخوضُ عبابَ البحرِ منْ يطلبُ الدّرّا

إذا عرضتْ دونَ المنى لكَ لجّةٌ
منَ الحتفِ صيّرتَ الحديدَ لها جسرا

وإنْ غشيتْ نورَ البصائرِ ظلمةٌ
جليتَ منَ الرّأي السّديدِ بها فجرا

درى الملكُ يا يحيى بأنّكَ قلبهُ
فضمّكَ حتّى منهُ أسكنكَ الصّدرا

جلستَ على كرسيّهِ فأزنتهُ
فأصبحتَ كالتّوريدِ في وجنةِ العذرا

خلتْ منهُ إحدى راحتيكَ فخرتهُ
بسعيكَ بعدَ الفوتِ بالرّاحةِ الأخرى

فخاتمهُ لمْ ينتزعْ منْ يمينهِ
سوى كانَ بالكفِّ اليمينِ أوِ اليسرى

فما البصرةُ الفيحاء إلا قلادةٌ
ونحركَ منْ دونِ النّحورِ بها أحرى

وما هيَ إلا ذاتُ حسنٍ تعجّبتْ
قدْ اتّخذتْ جيشَ الأسودِ لها خدرا

حصانٌ بهالاتِ الحصونِ تسوّرتْ
مخدّمةً تستخدمُ البيضَ والسّمرا

تمادى زماناً وعدها فتمنّعتْ
وجادتْ بوصلٍ بعدما مطلتْ دهرا

ولجتَ قلوبَ البيضِ كالسّرِّ نحوها
وخضتَ بلمّاتِ الملمّاتِ كالمدرا

تزوّجتها منْ بعدِ ما فاتها الصّبا
فأمستْ لديكَ الآنَ ثيبها بكرا

نسجتَ لها حمرَ الملابسِ بالوغى
وألبستها في سلمكَ الحللَ الخضرا

جعلتَ رؤوسَ العاتدينَ نثارها
وأنقذتَ منْ بيضِ الحديدِ لهاالمهرا

دخلتَ عليها بعد ما انكشفَ الغطا
فكنتَ لعوراتِ الزَّمانِ لهل سترا

رجعتَ إليها بالولايةِ بعدَ ما
عرجتْ عروجَ الرُّوحِ في ليلةِ الإسرا

ترَّحلتَ عنها كالهلالِ ولمْ تزلْ
تنقّلُ حتى عدتَ فيْ أفقها بدرا

وفارقها محروقةَ القلبِ ثاكلاً
وأبتََ فأبدتْ منْ مسرتها البشرا

لئنْ منحتكَ اليومَ جهراً وصالها
لقدْ كانَ هذا الأمرُ في نفسها سرّا

فكمْ مرَّ عامٌ وهي تخفي حنينها
إليكَ وتحييْ ليلها كلّهُ سهرا

لأمرٍ عدا كانت تصدُّ إذا رأتْ
لوصلكَ وقتاً لم تدرْ دونهُ عذرا

بسمرِ القنا ورّدتَ بالطّعنِ خدها
وبالبيضِ قدْ رتّلتَ منْ ثغرها الثّغرا

لقدْ أبصرتْ بعدَ العمى فيكَ عينها
وأحدثَ في أجفانها فتحكَ السّحرا

وقلّدتَ في عقدِ المكارمِ جيدها
ووشّحتَ منها في صنائعكَ الخصرا

وأضحكتها بعدَ البكا في صوارمٍ
متى ابتسمتْ في الرّوعِ تستضحكُ النّصرا

ورشّقتها حتّى حكى التّبرَ تربها
ولو لم تكنْ في أرضها أصبحتْ قفرا

فكنتَ لها لمّا استويتَ بعرشها
كيوسفَ إذ ولاهُ سيّده مصرا

فلمْ تجزِ أهلَ الكيدِ يوماً بكيدهمْ
ولمْ تصطنعْ غدراً بمنْ صنعَ الغدرا

وهبتَ جميعَ المذبينَ نفوسهمْ
فأوسعتهمْ عذراً وأثقلتهمْ شكرا

وجودكَ فيها للعبادِ مسرّةٌ
لأنّكَ بدرٌ وهيَ بالشّرفِ الزّهرا

حويتَ الثّنا والبأسَ والنّهى
وحزتَ النّدى والعفوَ والحلمَ والصّبرا

عمرتَ بيوتَ المجدِ بعدَ خرابها
فجدّدتَ يا يحيى لأمواتها عمرا

بخفّيكَ يمشي النّعلُ وهوَ حديدةٌ
يفوقُ على تاجِ النّضارِ على كسرى

وفيكَ ثرى الفيحاءِ لمّا حللتها
تشرّفَ حتّى شارفَ الأنجمَ الزّهرا

تهنَّ بها مستمتعاً والقَ وجهها
ببشرٍ يسرّي الهمَّ عنْ مهجةِ الغرّا

فلا برحتْ أيدي الملاحةِ والصّبا
على وجنتيها تجمعُ الماءَ والجمرا

وزفَّ الطّلا واشربْ على وردِ خدّها
فشربُ الطّلا يحلوعلى وجنةِ الحمرا

ولا صحَّ معتلُّ النّسيمِ ولا صحتْ
بعصركَ فيها أعينُ الخرّدِ السّكرى

ولا زلتَ غيثاً هامياً وهيَ روضةٌ
مدى الدّهرِ تجني منْ خمائلها الزّهرا
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الطويل

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:28 PM

<font size=5 color=black>
ينمُّ عليه الدمعُ و هو جحودُ
و ينتحلُ السلوان و هو ودودُ

ويذكرُ ذهلاً والهوى حيثُ عامرٌ
ومنزلَ حزوى والمرادُ زرودُ

ويظهرُ في لبنى الغرامِ مورِّياً
ومنهُ إلى ليلى الضَّميرُ يعودُ

ويشتاقُ آرامَ العقيقِ وإنَّهُ
لعمركَ في أشباهها لعميدُ

ويصحو فتأتيهِ الصِّبا بروايةٍ
عنِ البانِ تسقيهِ الطُّلى فيميد

تحدِّثهُ عنْ أهلهِ فتميتهُ
وتنفحهُ في نشرهمْ فيعودُ

أروحُ ولي روحٌ تسيرُ مع الصَّبا
لها صدرٌ نحوَ السَّما وورودُ

وقلبٌ على كلِّ الخطوبِ إذا دهتْ
سوى الدَّلِّ والبينِ المشتِّ جليدُ

وعينٌ لو انَّ المزنَ تحملُ ماءها
لأمسى اشتعالُ البرقِ وهوَ خمودُ

إذا شمتُ إيماضاً حدتْ مزنَ عبرتي
منَ الزَّفراتِ الصَّاعداتِ رعودُ

علامَ الجفونُ السودُ منكروُ دمي
وفي الوجناتِ البيضِ منهٌ شهودٌ

وما بالُ هاتيكَ الخصورِ نحيفةً
أهنَّ لأبناءِ الكمالِ جدودُ

وما بالنا أحداقنا في نفوسنا
بحبِّ الظِّباءِ الباخلاتِ تجودُ

نسمِّي السُّيولَ الحمرَ منها تجاهلاً
دموعاً وندري أنَّهنَّ كبودُ

وإنِّي منَ القومِ الَّذينَ بنانهم
وألسنهمْ للسَّائلينَ تفيدُ

نسودُ الأسودَ الضَّارياتِ وإنْ غدا
لنا الظَّبياتُ الكانساتُ تفيدُ

وتضرعنا بيضُ الظُّبا وهيَ أعينٌ
ونحطمها بالهامِ وهيَ حديدُ

أما وبدورٍ أشرقتْ وهيَ أوجهٌ
وسودِ ليالٍ طللنَ وهيَ جعودُ

وأغصانِ بانٍ تنثني في غلائلٍ
وسمرِ رماحٍ فوقهنَّ برودُ

وبيضِ نحوٍ تحتمي في أساورٍ
وأجفانِ آرامٍ بهنَّ أسود

وأطواقِ تبرٍ هنَّ للعينِ حليةٌ
وللصَّبِّ في أسرِ الغرامِ قيودُ

لفي القلبِ وجدٌ لو حوى اليمُّ بعضهُ
لأضحتْ لهُ الحيتانُ وهيَ وقودُ

وفي الخدِّ دقٌ لو سقى الرَّوضَ أصبحتْ
أقاحيهِ بالأكمامِ وهي ورودُ

فكمْ في البكا ينثرنَ ياقوتَ أدمعي
ثغورٌ تحاكي الدرَّ وهوَ نضيدُ

ثغورٌ تذيبُ القلبَ وهيَ جوامدٌ
وتضرمُ فيَّ النَّارَ وهيَ برودُ

فحتَّامَ لا نارُ الصَّبابةِ تنطفي
ولا للدُّموعِ الجارياتِ جمودُ

لعمركَ قبلَ الشَّيبِ لمْ أعرفِ الدُّمى
تسوقُ إليَّ الحتفَ وهوَ صدودُ

ولمْ أدرِ قبلَ الحبِّ أنْ يبعثَ القضا
إليَّ المنايا الحمرَ وهيَ خدودُ

وما خلتُ أنَّ الُّلدنَ والصَّبرُ لا متى
تمكَّنَ فيَّ الطَّعنَ وهيَ قدود

ولم أحسبِ الرمّانَ منْ ثمرِ القنا
إلى أنْ رأتهُ العينُ وهوَ نهودُ

بروحي ظباءً نافراتٍ عيونها
شراكٌ بها صيدُ الأسودِ تصيدُ

لها لفتاتٌ مهلكاتٌ كأنّها
لسرحِ الرّدى روضَ القلوبِ ترودُ

كأنَّ على أعناقها ونحورها
تنظّمَ منْ مدحِ الحسينِ عقودُ

قريبٌ إلى المعروفِ تدعوهُ شيمةٌ
بها عرفتْ آباؤهُ وجدودُ

سحابٌ بهِ تحمى النّفوسُ إذا همى
وينبتُ في روضِ الحديدِ جلودُ

همامٌ إذا لاقى العدا وهوَ وحدهُ
يصيدُ أسودَ الجيشِ وهوَ عديدُ

منَ الطّعنِ يحمي العرضَ عنْ جنّةِ النّدى
وللمالِ في سيفِ النّوالِ يبيدُ

أخو كرمٍ أمّا نوالُ بنانهِ
فدانٍ وأمّا مجدهُ فبعيدُ

كأنَّ بيوتَ المالِ منهُ لجودهِ
عيونُ محبٍّ والحطامُ هجودُ

له شثنُ أظفارِ المنايا صوارمٌ
وأجنحةُ النّصرِ العزيزِ بنودُ

إذا الجدولُ الهنديِّ يجري بكفّهِ
ففي الوردِ منهُ كمْ يغصُّ وريدُ

مقرُّ عواليهِ القلوبُ كأنّها
إذا هزّها نحوَ الصّدورِ حقودُ

تكهّلَ في علمِ العلا وهوَ يافعٌ
وجازَ بلوغَ الحلمِ وهوَ وليدُ

وأفصحَ عنْ فصلِ الخطابِ بمنطقٍ
لديهِ لبيدٌ ضارعٌ وبليدُ

لهُ بصرٌ يرنو بهِ عنْ بصيرةٍ
يجوزُ حدودَ الغيبِ وهوَ حديدُ

وليلٌ إذا استجلاهُ في ليلِ مارقٍ
غدا لصباحِ النّجحِ وهوَ عمودُ

وعزمٌ لو أنَّ البيضَ تحكيهِ ما نبتْ
لها عنْ صدورِ الدّارعينَ حدودُ

وقضبٌ كأمثالِ النّجومِ تقدّرتْ
بهنَّ نحوسٌ للورى وسعودُ

كأنَّ ضياها للعبادِ طولعٌ
ففيها شقيٌّ منهمُ وسعيدُ

تشكي الظّما منها الشّفارُ وفي الدّما
لها وهي في نارِ القيونِ ورودُ

وتهوى الطلا حتى كأنَّ أديمها
لها قدماً فيهِ اكتسبنَ غمودُ

سلِ الغيثَ عنهُ إنْ جهلتَ فإنّهُ
يقرُّ لهُ بالفضلِ وهوَ حسودُ

وما الرّعدُ إلا صوتُ زجرٍ لهُ على
تشبّههِ في جودهِ ووعيدُ

وليسَ انحناءُ البيضِ إلا لعلمها
بهِ أنّهُ الأمضى فهنَّ سجودُ

إذا الدّهرُ أفنى نجلهُ أنفسَ الغنى
أفيضَ عليها منْ نداهُ وجودُ

دنا فتدلّى للعطاءِ ونعلهُ
لهُ فوقَ إكليلِ النّجومِ صعودُ

يسيرُ فتغدو الرّبدُ وهيَ سوابقٌ
لديهِ وتضحي الفتخَ وهي جنودُ

قوادمها للشّوسِ ترسلُ نيلهُ
وأحشاؤها للخائنينَ لحودُ

فيا ابنَ عليٍّ وهيَ دعوةُ مخلصٍ
لهُ عهدُ صدقٍ في ولاكَ أكيدُ

لقدْ نفّذَ الرّحمنُ حكمكَ في الورى
فلنتَ لهمْ لفظاً وأنتَ شديدُ

وكافأتَ بالإحسانِ منْ ساءَ فعلهُ
إليكَ فحزتَ الفضلَ وهوَ حميدُ

وعطّلتَ بئرَ الظّلمِ حتّى تهدّمتْ
فأصبحَ قصرُ العدلِ وهوَ مشيدُ

أرضتَ خطوبَ الدّهرِ وهيَ جوامحٌ
وطاوعكَ المقدارُ وهوَ عنيدُ

ليهنكَ عيدُ الفطرِ يا بهجةَ الورى
وملكٌ قديمٌ عادَ وهوَ جديدُ

فما البصرةُ الفيحاءُ إلا قلادةٌ
وأنتَ بها نحرٌ يليقُ وجيدُ

بطيبكَ طابتْ أرضها مذْ حللتها
فسافرَ منها المسكُ وهوَ صعيدُ

فلا زلتَ محروسَ الجنابِ مملّكاً
حليفاكَ فيها دولةٌ وخلودُ

تزوركَ أملاكُ الورى وهيَ خضّعٌ
وتقصدكَ الأيّامُ وهيَ وفودُ
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الطويل

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:29 PM

<font size=5 color=black>
هلم بنا يا برق في أبرق الحمى
نساقط در الدمع فرداً و توأما

هلمَّ بنا نقضي منَ النَّدبِ واجباً
لعصرٍ مضى فيهِ وعهدٍ تقدَّما

فإنْ كنتَ لي يا برقُ عوناَ فقمْ بنا
نروِّي قلوباً صادياتٍ وأرسما

تشبَّهتَ بي دعوى ولو كنتَ مشبهي
بوجدٍ إذاً أصبحتَ تبكي معي دما

فكمْ بينَ باكٍ مستهامٍ وبين منْ
تباكي خليِّاً وهو يبدي التبسُّما

تقمَّصتُ ثوباً من دخانٍ ومهجتي
عليها قميصٌ من لظاكَ تجسَّما

فواجباً تسقي الرَّبوعَ مدامعي
وقلبي إلى سكَّانها يشتكي الظَّما

أروحُ ولي قلبٌ إذا ما نصحتهُ
بماءِ عيوني كي يبوخَ تضرَّما

وأمسي ولي دمعٌ يجودُ بمقلتي
وثوبٌ إذا ما أحجمَ جيشهُ كر معلما

فمنْ لي بعصرٍ كلَّما مرَّ ذكرهُ
وفي الأرضِ زارتني بها أنجمُ السَّما

شهابٌ تظنُّ الشُّهبَ فيه لحسنها
ثغورَ الغوابي البيضِ في حوَّةِ الِّلما

سقى الله مغنىً بالحمى صوبَ مزنهِ
يحوكُ لهُ وشيَ الرَّبيع المسهَّما

ولا برحتْ فيهِ الأقاحي ضواحكاً
ولا صرفتْ منها يدُ الدَّهرِ درهما

محلٌ بهِ حلَّ الشَّبابُ تمائمي
فلا نقصَ إذ أصبحتْ فيهِ متمما

ومصرعُ أسرى موثقينَ قلوبهمْ
بحومتهِ أضحتْ معَ الطَّيرِ حوَّما

حمى حرمةً مسَّ الصَّعيدِ صعادهُ
وأصبحَ فيهِ السَّيفُ بالحلِّ محرما

وثغرٌ غدتْ منهُ الثَّنايا منيعةً
فأضحى بنقعِ الصَّافناتِ مثلَّما

قد اشتبهتْ آفاقهُ في عراصهِ
فكلٌّ حوى منها بدوراً وأنجما

فكمْ ثمَّ من شمسٍ بليلٍ تقنَّعتْ
وبدرِ ظلامٍ بالنَّهارِ تعمَّما

وليثٍ عرينٍ بالحديدِ مسربلٍ
وخشفٍ كناسِ بالنُّضارِ تخرَّما

تميلُ بأثوابِ الحريرِ غصونهُ
وتنطقُ بالسِّحرِ الحلُا إنْ تختَّما

مكانٌ بهِ كنزٌ من الحسنِ لمْ يزلْ
بآياتِ أرصادِ الحديدِ مطلسما

حمتهُ سراةٌ لا تزالُ رماتهمْ
مفوقةً للحتفِ هدباً وأسهما

قد اتَّخذوا للفتكِ والطَّعنِ آلةً
قدودَ العذارى والوشاجِ المقوَّما

يرونَ هوانَ الحبِّ عزَّاَ وسؤدداً
وأحسنَ آجالِ النُّفوسِ التَّيتُّما

تكادُ الأقاحي خجلةً من ثغورهمْ
تعودُ ثناياها شقيقاً معندما

إذا نظرتْ أقمارهمْ عينَ مبغضٍ
يطالبهمْ في مغرمٍ عادَ مغرما

بروحيَ منهمْ جيرةٌ جاوروا الحمى
فجاروا على قلبٍ بهمْ قدْ تذمَّما

همُ ألهبوا صدري وفيهِ توطَّنوا
فللهِ جنَّاتٌ ثوتْ في جهنَّما

حلالي بهمْ مرُّ العذابِ وكم احلا
لنفسِ عليٍّ خوضها الحتفَ مطعما

همامٌ لدى الهيجاءِ لو انَّ بأسهُ
ببحرٍ طما في مدِّهِ لتحجَّما

وذو عزماتٍ لو تصاغُ صوارماً
لأوشكنَ في صمِّ الصَّفا أنْ تصمِّما

سلالةُخيرِالمرسلين مطهَّرٌ
أتى طاهراً منْ كلِّ أبلجَ أكرما

أجلُّ ملوكِ الأرضِ قدراً وقدرةً
وأشرفهمْ نفساً وأطيبُ منتمى

جوادٌ أتى والجوُّ جونٌ فأصبحتْ
يادبهُ فيهِ كالشياهِ بأدهما

ووافى المعالي بعدما خَّر سقفها
فشيَّد منْ أركانها ما تهدَّما

إذا الدَّهرُ أجرى جحفلاً كانَ قبلهُ
وإنْ هزَّ سيفاً كانَ كفَّاً ومعصما

كريمٌ عيونُ الجودِ لولا وجودهُ
لفاضتْ جواريها وأغضتْ على عمى

ولطفٌ براهُ اللهُ لنَّاسِ مجملاً
فنوَّعهُ بالمكرماتِ وقسَّما

هوَ العدل إلاَّ أنَّه إذْ يرومهُ
عدوٌ بظلمٍ كانَ أدهى وأظلما

هلالُ حمامٍ فوقهُ من دلاصهِ
هلالُ حياةٍ يتركُ الحتفَ أقضما

وبدرُ كمالٍ بالسُّروجِ بروجهُ
وليثُ نزالٍ بالعوالي تأجَّما

يرى عاملَ الخطِّيِّ قدّاَ مهفهفاً
ويحسبُ إيماضَ اليمانيِّ تبسُّما

إذا ما تولَّى للوثوب على العدا
يكادُ عليهِ الدِّرعُ أن يتفصَّما

غنيٌّ لديهِ لا يزالُ من الثَّنا
كنوزٌ وإنْ أضحى منَ المالِ معدما

لهُ نقمٌ محذورةٌ عندَ سخطهِ
ولا غروَ أنْ عادتْ منَ العفوِ أنعما

ضحوكٌ إذا استمطرتهُ فهوَ بارقٌ
يجودُ وإنْ جرَّبتهُ كانَ مخذما

وصعبٌ إذا استعطفتهُ لانَ جانباً
وعذبٌ إذا عاديتهُ صارَ علقما

حوى البأسَ والمعروفَ والنُّسكَ والـنُّهى
وحازَ المعالي والتُّقى والتَّكرُّما

أعارَ وميضَ الصَّاعقاتِ حسامهُ
وصاغَ لسانَ الموتِ للرُّمحِ لهذما

وبرقعَ في فجرِ الصَّباحِ جياده
وجللها ليلاً من النَّقعِ معلما

فتىً أصلحَ الأيَّامَ بعد فسادها
وكمَّلَ أعوانَ الكرامِ وتمَّما

وبيَّنَ ما بينَ الضَّلالةِ والهدى
فأوضحَ نهجاً طالما كانَ قيِّما

وألزمَ زيغَ الدِّينِ بعدَ اعوجاجهِ
فأصبحَ فيهِ بعدَ ما كانَ قيِّما

وألزمَ أهل النُّصبِ بالنَّصِّ فاغتدى
فصيحهمُ لا يحسنُ النُّطقَ أبكما

فلولاهُ لمْ يصفُ الغديرُ من القذى
وأصبحَ غوراً ماؤهُ وتأجَّما

أفاضَ عليهِ من أدلَّةِ فهمهِ
سيولاً فأضحى طيِّبَ الوردِ مفعما

ذكيٌ إذا قصَّتْ دواوين مدحهِ
تنفَّسَ صبحُ الطِّرسِ مسكاً مختَّما

لهُ قلمٌ يجري الزَّمانُ بما جرى
ويسعىة القضا في إثرِ مسعاهِ حيثما

يمجُّ رضابَ النَّحلِ طوراً لسانهُ
وينفثُ طوراً نابهُ سمَّ أرقما

يراعٌ يريعُ البيضَ إمضاءُ حكمهِ
فتحسبُ أمضاهنَّ ظفراً مقلَّما

يترجمُ ما يوحي إليهِ جنانهُ
فينثرُ درّاً في السُّطورِ منظَّما

فصيحٌ عن الأسماءِ جمجمَ لفظهِ
وأسمعَ معناهُ القلوبَ وأفهما

بروحيَ منهُ راحةٌ نفحتْ بها
أناملهُ من دوحهِ فتكلَّما

تتبَّعَ خضرَ الخطِّ حتَّى استوى بها
فحلَّ على عينِ الحياةِ وخيَّما

وشارفَ منها روضةَ القدسِ فادَّعى
إخاءَ عصا موسى وأقلامَ مريما

تقدَّستَ منْ طودٍ بأيمنِ طورهِ
كريمٌ روى فصلَ الخطابِ وترجما

أمولايَ إنَّ الدَّهرَ يعلمُ فضلكمْ
ويعرفكمْ أندى بنيهِ وأكرما

تملَّكتمُ رقَّ الزَّمانِ وأهلهُ
فليسَ الَّليالي فيهِ إلاَّ لكمْ إما

لقدْ كانَ وجهُ الأرضِ أطلسَ مغبراً
فأمسى لكمْ كالأفقِ يزهو منجِّما

تواضعكمْ أدنى مواضعكمْ لنا
وقدركمْ فوقَ السَّمواتِ قدْ سما

لعمركَ ما جودُ السَّحابِ غزيرةً
ولكنَّهُ علَّمتهُ فتعلَّما

جريتَ معَ الأقدارِ في كلِّ غايةٍ
فلمْ ندرِ منْ كانَ المؤثِّرُ منكما

بفتوى أخيكَ السَّيفِ زوِّجتِ العلى
فعزَّ حماها حيثُ صرتَ لها حمى

فدمْ سالماً غيثاً برقهُ يصعقُ العدا
وينبتُ نوَّارَ النُّضارِ إذا همى

ولا برحَ الدَّهرُ الحروبُ إذا سطا
يزوركَ بالأفراحِ سلماً مسلِّما

ووافاكَ عيدُ الفطرِ بالعزِّ دائماً
ووفَّاكَ صومُ الدَّهرِ أجراً معظَّما
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الطويل

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:30 PM

<font size=5 color=black>
أوائل أسماء الذين ارتجيتهم
يفرّجُ عنّي فيهمُ المتشدّدُ

ثلاثةُ حاءاتٍ وزأربعُ أعينٍ
وأربعُ ميماتٍ وجيمٌ موحّدُ
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الطويل

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:31 PM

<font size=5 color=black>
وإنّي لأخفي لوعتي عنْ محدّثي
وفي القلبِ ما ينهى الجفونَ عنِ الغمضِ

فلولا رضى الرحمنِ والصّبرِ والحجى
لما كانَ بعضُ القلبِ يصبرُ عنْ بعضِ

تسيلُ دموعي منْ جفوني ولمْ أقلْ
مقالاً يفيتُ الأجرَ منّيْ ولا يرضي

كفيت خلاف الدّهرِ يا واحدَ الورى
ووفّقكَ المقدارُ فيما بهِ تقضي

وحاشا علاكمْ أنْ تميلَ نفوسكمْ
إلى جزعٍ يفضي إلى اللّومِ والخفضِ

بكمْ نتأسّى بالخطوبِ ونهتديْ
إلى سننِ المعروفِ والنّدبِ والفرضِ

فكيفَ ظلام الحادثاتِ تحبّكمْ
وأنتمْ مصابيحُ الهدى أنجم الأرضِ

قتلتمْ بناتِ الدّهرِ بالبأسِ والنّدى
فلا تجزعوا منهُ فذا سببُ البغضِ

لئنْ أثخنتكمْ بالجراحِ سهامهُ
فحسبكمُ إن قدْ سلمتمْ على العرضِ
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الطويل

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:31 PM

<font size=5 color=black>
و له في الذم

قضى حسنهُ فليبكهِ اليومَ عاشقهْ
وعادَ هشيماً آسهُ وشقائقهْ

تكدّرَ في خدّيهِ ماءُ شبابهِ
ألمْ ترَ قدْ لاحتْ عليهِ علائقهْ
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الطويل

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:32 PM

<font size=5 color=black>
و له في الرثاء

مضى خلفُ الأبرارِ والسيدُ الطهرُ
فصدرُ العلى منْ قلبهِ بعدهُ صفرُ

وغيبَ منهُ في الثرى نيرُ الهدى
فغادرتْ ذكاءُ الدينوانكسفَ البدرُ

وماتَ الندى فلترثهِ ألسنُ الثنا
وليثُ الوغى فلتبكهِ البيضُ والسّمرُ

فحقُّ المعالي أنْ تشقَّ جيوبها
عليهِ وتنعاهُ المكارمُ والفخرُ

هوَ الواجدُ الوهّابُ ما في يمينهِ
هوَ العابدُ الأوّابُ والشّفعُ والوترُ

هوَ الحرُّ يومَ الحربِ تثني حرابهُ
عليهِ وفي المحرابِ يعرفهُ الذّكرُ

فلا تحسبنَّ الدّهرَ أهلكَ شخصهُ
ولكنّهُ في موتهِ هلكَ الدّهرُ

فلو دفنوهُ قومهُ عندَ قدرهِ
لجلَّ ولو أنَّ السّماكَ لهُ قبرُ

وما دفنهُ في الأرضِ إلا لعلمنا
بهِ أنّهُ كنزٌ لها ولنا ذخرُ

وما غسلهُ بالماءِ إلا تطوعاً
وإلا فقولا لي متى نجسَ البحرُ

فتىً يوردُ الهنديَّ وهوَ حديدةٌ
ويصدّقُ فيهِ وهوَ منْ علقٍ تبرُ

حوى الفضلَ والإيثارَ والزّهدَ والنّهى
وصاحبهُ المعروفُ والجودُ والبرُّ

تعطّلتِ الأحكامُ بعدَ وفاتهِ
وضاعتْ حدودُ اللهِ والنهيُ والأمرُ

يعزُّ على المختارِ والصّنوِ رزؤهُ
لعلمها في أنّهُ الولدُ البرُّ

فغيرُ ملومٍ جازعٌ لمصابهِ
ففي مثلِ هذاالخطبِ يسيتقبحُ الصّبرُ

أجلُّ بني المهديِّ لو أنّهُ ادّعى
وقالَ أنّهُ المهديُّ وازرهُ الخضرُ

كريمٌ كأنَّ اللهَ أخّرَ موتهُ
ليكسبَ فيهِ الأجرَ ما فاتهُ بدرُ

فكيفَ رياضُ الحزنِ يبسمُ نورها
وترجو حياةً بعدَ ما هلكَ القطرُ

وكيفَ ترجّيْ أنَّ للّيلِ آخراً
في ظلماتِ الأرضِ قدْ دفنَ الفجرُ

فأيُّ عظامٍ في ثراهُ عظيمةٍ
تجلُّ وعنْ إرثها يصغرُ الشّعرُ

نصلّيْ عليها وهيَ عنا غنيّةٌ
ولكنّنا فيها لنا يعظمُ الأجرُ

ونثني عليها رغبةً في ثنائها
ليعبقَ في الأفواهِ منْ طيبها عطرُ

ترفّعنَ عنْ قدرِ المراثي جلالةً
وعنْ أدمعِ الباكيْ ولو أنّها درُّ

فمنْ لليتامى والأراملِ بعدهُ
وممنْ ترجّي النّفعَ إنْ مسّنا الضّرُّ

كأنَّ الورى منْ حولهِ قبلَ بعثهمْ
دعاهمْ منَ الأجداثِ في يومهِ الحشرُ

لئنْ غدرتْ فيها اللّيالي فإنّها
بكلِّ وفيِّ العهدِ شيمتها الغدرُ

وما ضرّها لو أنّها في عبيدهِ
منَ الخلقِ يفدى ذلكَ السيّدُ الحرُّ

سرتْ نسمةُ الرّضوانِ نحوَضريحهِ
ولا زالَ فيها منْ شذا طيبهِ نشرُ

وفي ذمّةِ الرّحمنِ خيرُ مودّعٍ
أقامَ لدينا بعدهُ الوجدُ والفكرُ

تناءى فللدّنيا عليهِ وأهلها
بكاءٌ وحزنٌ والجنانُ لها بشرُ

دعتهُ لوصلِ الحورِطوبى فزارها
ولمْ يدرِ فيمنْ بعدهُ قتلَ الهجرُ

فلا يشمتِ الحسّدُ فيهِ فإنّهُ
سترغمهمْ بالغرِّ أبناؤهُ الغرُّ

لئنْ سلمتْ أبناؤهُ وبنوهمُ
فويلُ العدا وليفرحِ الذّئبُ والنّسرُ

فروعٌ تسامت للعلا وهوَ أهلها
فطابتْ وفي أفنانها أثّرَ الشكرُ

ملوكٌ زكتْ أخلاقهمْ فكأنهمْ
حدائقُ جناتٍ وأخلاقهمْ زهرُ

كأنَّ عليّاً بينهمْ بدرُ أربعٍ
عشرٍ أضاءتْ حولهُ أنجمٌ زهرُ

إذا ما عليٌ كانَ في المجدِ والعلا
سليماً فلا زيدٌ يقولُ ولا عمرو

يهونُ علينا وقعُ كلِّ ملمّةٍ
إذا كانَ موجوداً وإنْ فدحَ الأمرُ

أمولايَ هذا عادةُ الدهرِ في الورى
وليسَ بهِ خيرٌ يدومُ ولا شرُّ

فعذراً لما يجنيهِ فيكمْ فكمْ وكمْ
لهُ عندكمْ منْ قبلُ فادحةٌ وترُ

عسى اللهُ يجزيكَ الثوابَ مضاعفاً
ويعقبُ عسرَ الأمرِ منْ بعدهِ يسرُ

ويلهمكَ الصبرَ الجميلَ بفضلهِ
ويمتدُّ في الحظِّ السعيد لكَ العمرُ
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الطويل

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:33 PM

<font size=5 color=black>
و له في الرثاء

إلى اللهِ نشكو فادحاتِ النوائبِ
فقدْ فجعنا في أجرِ المطالبِ

رمتنا برزءٍ لوْ رمتْ فيهِ يذبلاً
لزلزلَ منهُ راسخاتُ الجوانبِ

فتبّاً لدهر لا تزالُ خطوبهُ
تطالبُ في أوتارها كلَّ طالبِ

كأنَّ الليالي فيهِ في بعضها لهمْ
قدْ اتصلتْ أرحامها بالنواصبِ

فإنّا وإنْ ساءتْ إلينا صروفها
فقدْ حسّنتْ أخلاقنا بالتجاربِ

فيا ليتها فدّتْ حسيناً بما تشا
منَ الوفدِ منْ لؤيِّ بنِ غالبِ

هزبرٌ ترى بيضَ العطايا بكفّهِ
وحمرَ المواضي بينَ حمرِ المخالبِ

صوارمهُ في أوجهِ الموتِ أعينٌ
وأفوسهُ منها مكانَ الحواجبِ

فتىً كانَ كالتوريدِ في وجنةِ العلى
وكالعقدِ حسناً في نحورِ المراتبِ

فلا انطبقتْ عينُ العلا بعدَ فقدهِ
ولا ابتسمَ الهنديُّ في كفِّ ضاربِ

عزيزٌ ثوى تحتَ الترابِ بحفرةٍ
فيا ليتها محفورةٌ في الترائبِ

فلا تحسبوهُ منْ دجى القبرِ راهباً
أليسَ المحيّا منهُ مصباحَ راهبِ

سقى اللهُ مثواهُ بعفوٍ ورحمةٍ
وأولاهُ ستراً يومَ كشفِ المعايبِ

وما فقرُ مثواهُ الرويِّ إلى الحيا
وفيهِ انطوى بحرٌ لذيذُ المشاربِ

وما في بناتِ النعشِ حاجةُ نعشهِ
كفى ما حوتهُ منْ حسانِ المناقبِ

نعتهُ السما والأرضُ حتى بكتْ لهُ
جفونُ الغوادي بالدموعِ السواكبِ

ورقَّ القنا حزناً عليهِ صدورهُ
وحنّتْ إليهِ صاهلاتُ السلاهبِ

وشقّتْ عليهِ الأبعدونَ جيوبها
منَ الوجدِ فصلاً عنْ قلوبِ الأرقاربِ

قضى فقضى المعروفُ والبأسُ والرجا
وضاقتْ علينا واسعاتُ المذاهبِ

فليسَ عليهِ القلبُ منْ أسدِ قومهِ
بأجزعَ منْ خمصِ الذئابِ السواغبِ

فقلْ لبني الحاجاتِ كفّوا عنِ السرى
فوا خيبةَ المسعى وفوتَ المآربِ

أرى الأرضَ حالتْ دونهُ فتكسّفتْ
لمىهُ أقمارُ الدجى والملاعبِ

سنبكيهِ ما عشنا وإنْ قلَّ دمعنا
أزدناهُ منّا بالقلوبِ الذوائبِ

فلا سلمتْ نفسٌ منَ الوجدِ لمْ تذبْ
عليهِ ولا قلبٌ غدا غيرَ واجبِ

سلِ الأرضَ عنهُ هل تصدّى فرندهُ
فعهدي بهِ نصلٌ صقيلُ المضاربِ

وهلْ أقشعتْ مزنُ الندى منْ بنانهِ
فعلميَ فيها وهيَ عشرُ سحائبِ

وهلْ دفنتْ منهُ الشمائلُ في الثرى
فمركزها الأصليُّ بينَ الكواكبِ

فما للثنا منْ بعدهِ بهجةٌ ولو
سرقنا المعاني منْ ثنايا الكواعبِ

متى بعدهُ الأيامُ تطفي أوامنا
وقدْ غوّرتْ بالأرضِ بحرَ المواهبِ

وأنّى لنا منها نحاولُ راحةً
وقدْ أوقعتنا في أشقّش المتاعبِ

كريمٌ غدتْ راحاتهُ بعدَ موتهِ
لعاداتها مبسوطةً للرغائبِ

تمكّنَ منهُ الموتُ في قبضِ روحهِ
ولمْ يتمكّنْ عندَ قبضِ الرواجبِ

أدامَ علينا فقدهُ الليلَ سرمداً
فلمْ نلقَ فجراً بعدهُ غيرَ كاذبِ

كأنَّ قرونَ الحالقاتِ لرزئهِ
لنا بوالدهِ عشنا بسودِ الغياهبِ

أبي الجودِ والتقوى عليّض أخي الندى
ذكاءِ المعالي بدرِ شهبُ الكتائبِ

جوادٌ بأرضِ الكرحتينِ مقامهُ
ومعروفهُ يسري إلى كلِّ طالبِ

عسى اللهُ يبقي عمرهُ ويمدّهُ
ويكفيهِ في الدارينِ سوءَ العواقبِ

ولا شهدتْ عيناهُ بينَ أحبّةٍ
ولا سمعتْ أذناهُ صوتَ النوادبِ

ولا برحتْ أبناؤهُ وبنوهمُ
تحفُّ بهِ للنصرِ منْ كلِّ جانبِ

أسودٌ إذا شدّتْ ثعالبُ لدنهمْ
تصيدُ أسودَ الصيدِ صيدُ الثعالبِ

رياضٌ سقتها الفاطميّاتُ درّها
وأزكى فروعٍ منْ أصولٍ أطايبِ

سلالاتُ أرحامٍ منَ الرجسِ طهّرتْ
ميامينُ أنجابٌ أتوا منْ نجائبِ

وفاهُ وإياهمْ منِ السوءِ ربّهمْ
وبلّغهمْ أسنى المنى والمطالبِ
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الطويل

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:34 PM

<font size=5 color=black>
و له في الرثاء

هوى الكوكبُ الدريُّ منْ أفقِ المجدِ
فتبّاً لقلبٍ لا يذوبُ منَ الوجدِ

وتعساً لعينٍ لا تفيضُ دموعها
فقدْ غاضَ بحرٌ منْ ملوكَ بني المهدي

تداركهُ كسفُ الردى بعدَ تمّهِ
فحالَ وحالتْ دونهُ ظلمةُ اللحدِ

مضى فالنّهى منْ بعدهِ واجدُ الحشا
وصدرُ العلى منْ بعدهِ فاقدُ الخلدِ

برتهُ المنايا وهوَ عضوٌ منَ الندى
فأصبحَكفُّ المكرماتِ بلا زندِ

ألا فاندبوا يا وافدونَ ابنَ محسنٍ
فقدْ هدّ ركنُ الجودِ من كعبةِ الوفدِ

وعزّوا بني السّاداتِ فيهِ فإنّما
بهِ رفعتْ منْ ذكرهمْ سورةُ الحمدِ

توارى فأورى في القلوبِ صبابةً
فحيّاً وميتاً لم يزلْ واري الزّندِ

هوَ ابنُ رسولِ اللهِ والجوهرُ الّذي
تكوّنَ منْ نورِ النّبوةِ والرّشدِ

لقدْ وهبَ الدّنيا لأكرمِ والدٍ
وآثرَ في طوبى القدومَ على الجدِ

تنازعُ فيهِ الحورُ حبّاً وغيرةً
وتغبطهُ الولدانُ في جنّةِ الخلدِ

لوْ أنَّ النعشِ في سمكِ نعشهِ
لصارتْ لبدر التمِّ منْ أكرمِ الولدِ

فحقاً لملكِ الحوزِ يشكو فراقهُ
فعنْ غابهِ قدْ غابَ خيرُ بني الأسد

وحقاً لعينِ الحربِ تبكي لهُ دماً
فقدْ فقدتْ في فقدهِ سيفها الهندي

وحقُّ العلى أنْ تنبشَ الأرضَ بعدهُ
فقدْ ضيّعتْ في التربِ واسطةَ العقدِ

سرى طيبهُ في الأرضِ حتى كأنّما
تبدّلَ منها الطيبُ بالعنبرِ الوردي

فحسبكَ يا أكفانهُ فيهِ مفخراً
فإنّكَ منْ نصلِ العلا موضعُ الغمدِ

ويا نعشهُ باللهِ كيفَ حملتهُ
ويا لحدهُ كيفَ انطويتَ على أحدِ

جوادٌ على آثارِ آبائهِ جرى
وأجدادهِ الغرِّ الغطارفةِ اللّدِّ

ولو لمْ تعقهُ الحادثاتُ عنِ المدى
لأدركَ منْ غاياتهمْ غايةَ القصدِ

ولو أنَّ قدْ شقَّ الحبيبَ قدْ ردَّ فائتاً
لقلَّ وإنّيْ قدْ شققتُ لهمْ كبدي

ولو قبلَ الموتُ الفداءَ فديتهُ
ولكنّهُ لنْ يعطي الحرَّ بالعبدِ

بنو المجدَ لا أصمتكمُ أسهمُ الرّدى
ولا شلّتِ الأيامَ منكمْ يدَ الرّفدِ

ولا امتحنتْ بالبينِ يوماً عيونكمْ
ولا أحرقتْ أحشاءكمْ لوعةَ البعدِ

ولا برحتْ آراءكمْ وأكفّكمْ
مصابيحها تهدي وراحاتها تجدي
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة مجدي » 06-20-2002 04:35 PM

<DIV align=justify><FONT size=5 color=Purple face=
اخي الحبيب زهرور

دُمت لنا أستاذاً و موجهاً و شاحذاً للهِمم


<font size=5 color=black>
باقي بحر الوافر و بحر الخفيف
جوهرة
بوح دائم
مشاركات: 704
اشترك في: 05-11-2001 12:39 AM

مشاركةبواسطة جوهرة » 06-22-2002 02:37 AM

استاذنا وأمير نادينا:-

نشكر جهدك الواضح في اختياراتك ..سلمت يداك

والحقيقة انني استمتع بكل جديد في نادينا وهذه من الصفحات النادرة لأننا في وقت لايسمح لنا بتصفح الكتب لذا نشكر لك انتقائك لهذا الشاعر المميز فعلا واتحافنا بقصائده .


اختكم
جوهرة

أعجبني جدا:-

مالي وما للدّهرِ ليسَ بمنجزٍ
وعدي ولا أملي لديكمْ ينجحُ

أشكو الزّمانَ إلى بنيهِ وإنّما
فسدَ الزّمانُ وليسَ فيهمْ مصلحُ
رشف المعاني
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الخفيف

مشاركةبواسطة مجدي » 06-22-2002 04:21 AM

<font size=5 color=black>
غربت منكمُ شموس التلاقي
فبدت بعدها نجوم المآقي

جنَّ ليلُ النَّوى عليَّ فأمستْ
في جفوني منيرةَ الإشراقِ

أخبرتنا حلاوةُ القربِ منكمْ
أنَّ هذا البعادِ مرَّ المذاقِ

دكَّ طورَ العزاءِ نورَ التَّجلي
منكمُ للوداعِ يومَ الفراقِ

آنستْ مقلتايَ نارَ التنائيْ
فاصطلى القلبُ جذوةَ الاشتياقِ

أيُّها المفري القفارَ بضربٍ
أحسنتهُ صوارمُِ الأعناقِ

والمحلّي قراهُ في عنبرِ الليـ
ـلِ وبالزَّعفرانِ مر المذاقِ

إن أتيتَ العقيقَ عمَّركَ اللَّهُ
ووقيتَ فتنةَ الأحداقِ

وتراءى لكَ الحجازُ ولاحتْ
بينَ حمرُ القبابِ شهبُ العراقِ

حيثُ تلقى مرابضُ العينِ تبنى
بينَ سمرِ القنا وبيضِ رقاقِ

وبحوراً حملنَ غدرَ حديدٍ
وأسوداً صحبنَ ربدِ العتاقِ

فتيةٌ لو تشاءُ بالبيضِ حالتْ
بينَ قلبش المشوقش والأشواقِ

منزلٌ كلما بهِ سخ السـ
ـربُ تذوبُ الأسودُ بالإشفاقِ

ثغرُ حسنٍ حمتهُ سمرُ قدودٍ
وظبى أجفنٍ ونبلُ حداقِ

وتجلَّت لكَ الشموسُ ظلاماً
حاملاتِ النجومِ فوقَ التراقيْ

ورأيتَ البدورَ تشرقُ فيْ الأر
ضِ بهالاتِ عسجدِ الأطواقِ

فتلطَّفْ وحيِّ عنّي خدوراً
هيَ حقاً مصارعُ العشَّاقِ

وغصوناً خضرَ المالبسِ سودَ الشَّـ
ـعرِ حمرَ الحليِّ والأوراقِ

واتَّقِ الضَّربَ منْ جفونٍ مراضٍ
واحذرِ الطَّعنَ منْ قدودِ رشاقِ

واخبر الساكنينَ أنِّي على ما
علموهُ لهمْ على العهدِ باقِ

أججَّتْ نارَ زفرتي الفرقُ فيهمْ
فنشا الدَّجنُ منْ دخانِ احتراقي

يا رعى اللَّهُ ليلةً ألبستنا
بعدَ فرطِ العتابِ عقدَ العناقِ

راقَ عتبُ الحبيبِ فيها فرقَّتْ
مثلَ شكوى المتيَّمِ المشتاقِ

توَّجتْ هامةَ السُّرورِ وحلَّتْ
خصرَ ماضيْ زماننا بالنطاقِ

فاقتِ الدَّهرَ مثلَ ما قدْ
فازَ قدرُ الوصيِّ بالآفاقِ

سيُّدُ الأوصياءِ مولى البرايا
عروةُ الدينِ صفوةُ الخلَّاقِ

مهبطُ الوحيِ معدنُ العلمِ والإفـ
ـضالِ لا بل مقدِّرُ الأرزاقِ

بدرُ ألقِ الكمالِ شمسُ المعالي
غيثُ سحبِ النّوالِ ليثُ التّلاقِ

ضاربُ الشوسِ بالظّبى ضربهُ البخـ
ـلَ بماضي مكارمِ الأخلاقِ

قلبُ أجرى الأسودَ إذ يلتقيهِ
كوشاحِ الخريدةِ المِلاقِ

حكمهُ العدلُ في القضايا ولكنْ
جائرٌ في نفوسِ أهلِ الشقاقِ

عالمُ الغيبِ والشهادةِ لا يعـ
ـزبُ عنهُ حسابُ ذرٍّ دقاقِ

حاضرٌ عند علمهِ كلُّ شيءٍ
فطوالُ الدهورِ مثلُ فواقِ

ملكٌ كلّما رقي للمعالي
فله النَّيّراتُ أدنى المراقي

سلَّ لله أنصلاً في سناها
ماحِياتٍ ظلامَ أهلِ النِّفاقِ

يا لها أنجماً فكم بدرِ قومٍ
كوّرتْ نورهُ بكسفٍ محاقِ

إن تكن كالثغورِ في الرّوع تبدو
فلهنَّ الجسومُ كالأشداقِ

و تراءت جماعة الشّركِ إلا
خطبت في منابرِ الأعناقِ

من سقى مرحبَ المنونَ وعمراً
وأذاقَ القرونَ طعمَ الزّعاقِ

من أباح الحصونَ بعدَ امتناعٍ
ومحا بالحسامِ زبرَ الغساقِ

من أتى بالوليدِ بالرّوع قسراً
بعدَ عزِّ العلا بذلِّ الوثاقِ

من رقيَ غاربَ النبيِّ وأمسى
معهُ قائماً بسبعٍ طباقِ

من بفجرِ النّصالِ أوضحَ ديناً
طالما كانَ قاتمَ الأعماقِ

واصلَ اللهَ حربةً أضمرتهُ
بصلاةٍ كقطرةِ المهراقِ

وارثُ البحرِ والهزبرِ وصلتُ الـ
ـبدرِ كلّاً وعارضُ الإنفاقِ

يا إمامَ الهدى ومن فاقَ فضلاً
وملا الخافقينَ بالإيتلاقِ

قد سلكتُ الطريقَ نحوكَ شوقاً
ورجائي مطيتي ورفاقي

أسرتني الذّنوبُ آيةَ أسرٍ
والخطايا فمنَّ في إطلاقي

أولُ العمرِ بالضلالِ تولّى
سيدي فاصلح السنينَ البواقي

أنا رقٌّ بكَ استجرتُ فكن لي
من أليمِ العذابِ بالبعثِ واقِ

أنا رقٌّ بكَ استجرتُ فكن لي
من أليمِ العذابِ بالبعثِ واقِ

زفَّ فكري إليكَ بكرَ قريضٍ
برزت في غلائلِ الأوراقِ

صانها عن سوى علاكَ شهابٌ
يا شهاباً أضاءَ بالإشراقِ

فالتفت نحوها بعينِ قبولٍ
فلها بالقبولِ أسنى صداقِ

وعليكَ السّلامُ ما رقصَ الغصـ
ـنُ وغنّت سواجعُ الأوراقِ
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الخفيف

مشاركةبواسطة مجدي » 06-22-2002 04:22 AM

<font size=5 color=black>
بزغت في الظلامِ شمس الديورِ
فأرت بالشتاءِ وقت الهجيرِ

وشهدنا الهباءَ كالنَّقعِ ليلاً
حولها إذ بدتْ من البلّورِ

وأرتنا السّماءَ ذاتَ احمرارٍ
ومحا نورها السّوادُ الأثيري

فحسبنا النجومَ فيها فصوصاً
من عقيقِ وجرمها من حريرِ

وغشت في شعاعها الأرضَ طرّاً
فجرى ذوبُ لعلها في البحورِ

نارُ راحٍ ذكيةٌ قد أصارت
كرةَ الزّمهريرِ حرَّ السّعيرِ

خفيت من لطافةِ الجرمِ حتّى
لا ترى في وعائها غيرَ نورِ

باينَ الماءُ لونها فالأواني
كالمساوي لها على المشهورِ

تملأُ المحتسي ضياءً إلى أنْ
تنظرُ العينُ سرّهُ بالضميرِ

لو حساها بنو زغاوةَ يوماً
من سناها للقِّبوا بالبدورِ

ذاتُ نورٍ إذا جلتها سحيراً
في زجاجِ الكؤوسِ كفُّ المديرِ

خلتَهُ بالفضيخِ مرَّ جميعاً
ثمَّ بالنَّار خاضَ بعدَ المرورِ

صاحَ قد راحَ وقتنا فاغتنمهُ
وانتهب فرصةَ الزمانِ الغيورِ

أتخيَّلتَ أنَّ وقتك ليلٌ
سفهاً إنَّ ذا دخانُ البخورِ

فلقد شجَّ في عمودِ سناهُ
فلق الصّبحِ هامةَ الدّيجورِ

وبحورُ الظّلامِ غرنَ وعامت
حوتها من ضيائهِ في غديرِ

وغدت تقطفُ الأقدحَ يداهُ
من رياضِ الملابِ والكافورِ

وغدا الكفُّ والذراعُ خضيباً
وبدا بالدّجى نصولُ القتيرِ

وانثتى القلبُ خافقاً إذ تجلّى
مصلتاً صارمُ الهلالِ المنيرِ

وشدا الديكُ هاتفاً وتغنّى
الورقُ بالأيكِ خاطباً للطيورِ

وبد الطّلعُ ضاحكاً ثمَّ أهدى الـ
ـطلُّ منظومهُ إلى المنثورِ

فاصطحبها على خدودِ العذارى
واسقنيها على أقاحِ الثغورِ

بينَ أبناء مجلسٍ لميزالوا
بينَ خضرِ الرِّياضِ بيضُ النحورِ

كلما فاكهوا الجليسَ بلفظٍ
نظمتهُ الحبابُ فوقَ الخمورِ

طلبوا المجدَ بالرماحِ ونالوا
بالظّبى هامة المحلِّ الأثيرِ

صبيةٌ زفّها الصباءُ ارتياحاً
للملاهي على بساطِ السّرورِ

وبدورٌ من السقاةِ تعاطي
في كؤوس النّضارِ شمسَ العصيرِ

ما سعت بالمدامِ إلا أرتنا
قضبَ البان في هضاب ثبيرِ

كلُّ ظبيٍ عزيزِ شكلٍ غريرِ
يفضح البدرَ بالجمالِ الغزيرِ

بل أصمٌّ وشاحهُ منطقيٌّ
صحَّ في جفنهِ حسابُ الكسورِ

سكريٌّ رضابهُ كوثريٌّ
جنّةٌ عذَّبَ الأنامَ بجورِ

كلَّما هبَّ بالمدمِ نشاطاً
كسّلَ النّومُ جفنهُ بالفتورِ

فرعهُ والوشاحُ سارا فهذا
كَ اغتدى متهماً وذا بالغويرِ

كم غزا الصّبرُ باللحاظِ كما قد
غزت الشّوسُ أنصلُ المنصورِ

يوم غازت جيادهُ آل فضلٍ
بلهاةٍ على الكماةِ قديرِ

كلّما سار بالظّبى والعوالي
بعثَ الذّعرَ قبلهُ بالصّدودِ

جحفلٌ يقتلُ الجنينَ إذا ما
سارَ في الأرضِ وقعهُ في النّحورِ

لجبٌ من دويّه الخلقُ كادوا
يخرجوا للحسابِ قبلَ النّشورِ

مارَ فيهِ السّماء والأرضُ مادت
وتنادت جبالها للمسيرِ

سارَ وهناً عليهمِ وأقامت
خيلهُ بالنّهارِ حتّى العصيرِ

وأتى منهلَ الدويرقِ ليلاً
وسرى من معينهِ من سحيرِ

وأتى الطّيبَ والدّجيلَ نهاراً
تقتفيهِ الأسودُ فوقَ النّسورِ

وغدا يطّوي القفارَ إلى أن
نشرت خيلهُ ثراءَ الثّغورِ

وانثنت تقلبُ الفلاةَ عليهم
بمداري قوائمٍ كالدّبورِ

وغدت عوّماً بدجلة حتّى
صارَ لجّيُّ مائها كالأسيرِ

وأتت بالضّحى الجزيرةَ تردي
بأسودٍ تروعها بالزئيرِ

فرماها بها هناكَ فأضحوا
ما لهم غيرَ عفوهِ من نصيرِ

أسلموا المالَ والعيالَ وولّوا
هرباً بالنفوسِ في كلِّ غورِ

وهو لو شاء قتلهم ما أصابوا
مهرباً من حسامهِ المشهورِ

أين منجى الظباءِ بالغورِ ممّن
يقنصُ العصمَ من قنانِ ثبيرِ

ذعرت منهم القلوبُ فأمست
بينَ أحشائهم كموتى القبورِ

سفهاً منهمُ عصوهُ وتيهاً
وضلالاً رماهمُ بالغرورِ

زعموا في بلادهم لن ينالوا
من بوادي العقيقِ أهلَ السّديرِ

فنفى زعمهم وسارَ إليهم
ورماهم بجيشهِ المنصورِ

ملكٌ كلّما سرى لطلابٍ
يحسب الأرضَ كلّها كالنقيرِ

هوّنَ البأسَ عنده كلَّ شيءٍ
والعظيمُ العظيمُ مثلُ الحقيرِ

لم تزل من نوالهِ في سحابٍ
ينبتُ الدرَّ في رياضِ الفقيرِ

يا أبا هاشمَ المظفّرَ لازلـ
ـتَ تغيرُ العدوَّ طولَ الدّهورِ

فلقد جزتَ بالفخارِ مقاماً
شيّدتهُ الرماحُ فوقَ العبورِ

ذلّتِ الكائناتُ منكَ إلى أن
صار منها العزيزُ كالمستجيرِ

وعممتِ العبادُ منكَ بفيضٍ
صيّرَ الزّاخراتِ مثلَ السّتورِ

دمتَ بالدهرِ ما بدا البدرُ كنزاً
لفقيرٍ وجابراً لكسيرِ
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الخفيف

مشاركةبواسطة مجدي » 06-22-2002 04:25 AM

<font size=5 color=black>
شَرُفَ الوجه في رآب زرودِ
حيث ليلى فثم مهوى السجودِ

واخلعِ النّعلَ في ثراهُ احتراماً
لا تضعهُ على نقوشِ الخدودِ

واتبعْ سنّةَ المحبّينَ فيهِ
واقضِ ندباً لواجباتِ الكبودِ

واحذرِ الصّعقَ يا كليمُ فكم قدْ
صارَ دكّاً هناكَ قلبُ عميدِ

وانشدِ الرّبعَ منْ منازلِ ليلى
عن فؤادٍ من أضلعي مفقودِ

قدْ أضلَّ النّهى فضلَّ لديها
فاهتدى في الضّلالِ للمقصودِ

كم أتاها من قابسِ نورَ وصلٍ
فاصطلى دونَ ذاكَ نارَ الصّدودِ

أيها السّائرونَ نحو حماها
حسبكم ضوءُ نارها منْ بعيدِ

لكَ نارٌ تعشو العيونَ إليها
فتمسُّ القلوبَ قبلَ الجلودِ

إنْ ورتْ للقرى فبالنّدِّ تورى
أو لحربٍ فبالوشيعِ القصيدِ

لا تؤدِ سلامكمْ نحوها الرّ
يحُ ولا طيفها مطايا الهجودِ

لم تصلها حبائلُ الفكرِ والوهـ
ـمِ ولو وصّلتْ بحبلِ الوريدِ

شمسُ خدرٍ منْ دونها كلُّ بدرٍ
حاملٌ في النجادِ فجرَ حديدِ

لم يزلْ باسطاً ذراعَ هزبرٍ
بارزَ النّابِ دونها بالوصيدِ

ما رأينا الهلالَ في معصمِ الشّمـ
ـسِ ولا الشّهبَ قبلها في العقودِ

صاحِ وا فاقتي إلى كنزِ درٍّ
بأفاعي أثيثها مرصودِ

سفرتْ في براقعِ الحسنِ فاعجبْ
لجمالِ محجّبٍ مشهودِ

كم نرى حولَ حيّها في هواها
منْ كرامٍ تصرّعتْ بالصّعيدِ

منهمُ منْ قضى ومنهمْ شقيٌّ
سالمٌ للبلاءِ لا للخلودِ

وصلها يمنحُ المحبَّ شباباً
وجفاها يشيبُ رأسَ الوليدِ

لا تلمني إذا تفانيتُ فيها
ففناءيْ في الحبِّ عينُ وجودي

يا سقى اللهُ بالحمى أهلَ بدرٍ
كم بهِ بينَ حيّهمُ من شهيدِ

هل نسيمُ الصّبا على نارهمْ مرَّ
ففيهِ أشمُّ أنفاسَ عودِ

أ عليهِ ترى الملاعبَ أم لا
ما عليهِ أملتْ ذيولُ البرودِ

أسرةٌ صيّروا الأساورَ فيهمْ
لأسارى القلوبِ أيَّ قيودِ

كم أبادوا بالبيضِ آجالَ صيدٍ
وبسمرِ القناء آجالَ صيدِ

سربهم يومَ حربهمْ من دمِ الأ
مِّ سدِ وفي سلمهمْ دمُ العنقودِ

حبّذا عيشنا بأكنافِ حزوى
لا رمى اللهُ ربعها بالهمودِ

منزلٌ تنزلُ الأساورَ منهُ
في قرونِ المها وأيدي الأسودِ

ومحلٌ تحلُ منه المنايا
بينَ أجفانِ عينهِ والغمودِ

قد حمتهُ أيمّةُ الطّعنِ إمّا
بصدورِ الرّماحِ أو بالقدورِ

لا أرى لي الزّمانَ يرعى ذماماً
لا ولا نسبةً لخيرِ جدودِ

أصرفُ العمرَ صرفهُ بينَ كذبِ الـ
ـوعدِ منهُ وصدقِ يومِ الوعيدِ

والدٌ ليتهُ يكون عقيماً
لمْ يلدْ غيرَ فاجرٍ ومكيدِ

أبغضُ النّاسَ من بنيهِ لديهِ
ماجدٌ عقّهُ بخلقٍ جديدِ

لم نؤمّلْ لولا وجودُ عليٍّ
منهُ جوداً لا ولا وفىً بعهودِ

سيّدٌ في الأنامِ أصبحتُ حرّاً
منذُ في جودهِ تملّكَ جيدي

علويٌ لهُ نجادٌ إذا ما
ذكروهُ يجرُّ كلَّ عميدِ

نسبٌ في القريضِ يعبقُ منهُ
طيبُ آلِ النّبيِّ عندَ النّشيدِ

نبويٌّ منهُ بكلِّ نديٍّ
ينثرُ النّاسبونَ سمطَ فريدِ

حازمٌ قوسهُ إلى كلِّ قصدٍ
فوقَّتْ سهمها يدُ التّسديدِ

خدمتهُ الدّنا فأوقاتهُ البـ
ـيضُ لديهِ وسودها كالعبيدِ

سيفُ حتفٍ إلى نفوسِ الأعاديْ
حملتهُ حمائلُ التأييدِ

ألفت جيشهُ النّسورُ فكادتْ
قبحها أن تبيضَ فوقَ البنودِ

حيدريٌّ إذا الأكارمُ عدّوا
كانَ منها مكانَ بيتِ القصيدِ

ذو خصالٍ حسانها باسماتٌ
عنْ ثنايا ترتّلتْ كالبرودِ

شيمٌ كالفرندِ أصبحنَ منهُ
قائماتٍ بذاتِ نصلٍ جديدِ

أنجمٌ في القضاءِ تحكي الدّراري
كمْ شقيٍّ منها وكم من سعيدِ

ويمينٌ بنانها زاخراتٌ
بالمنايا وبالعطاءِ المزيدِ

لجّةٌ في الكفاحِ تنتجُ ناراً
لم تلدها حواملُ الجلمودِ

لجّةٌ في الكفاحِ تنتجُ ناراً
لم تلدها حواملُ الجلمودِ

أوشكتْ شعلةُ المهنّدِ فيها
أنْ تذيبَ الدّروعَ ذوبَ الجليدِ

حبكٌ فوقها تسمّى خطوطاً
وهي بحرٌ وتلكَ أواجُ حودي

صدّقَتْ رأيَ قائفٍ حينَ صارتْ
قالَ فيها سياسةٌ للجنودِ

مغرمٌ في عناقِ سمرِ العواليْ
أوظنَّ الرّماحَ أعطافَ غيدِ

عوّذَ الملكَ بأسهُ بالمواضي
فحماهُ من نزعِ كلِّ مريدِ

آمرٌ في أوامرِ اللهِ ناهٍ
عن مناهيهِ حاكمٌ بالحدودِ

يعرجُ المدحُ للسّماءِ فيأوي
ثمَّ منهُ إلى جانبٍ مجيدِ

عنْ عليٍّ يورّثُ العلمَ ولاحـ
كمَ وفضلَ الخطابِ عنْ داودِ

تستفيدث النّجومُ منْ وجهِ النّو
رَ ومن حظهِ قرانَ السّعودِ

أينها منهُ رفعةً ومحلاً
ليسَ قدرُ المفيدِ كالمستفيدِ

يمُّ جودٍ تثني عليهِ الغوادي
وكفاهُ فخراً ثناءُ الحسودِ

حسدتْ جودهُ فللبرقِ منها
نارُ حزنٍ وأنّةٌ للرّعودِ

هوَ في وجنةِ الزّمانِ إذا ما
نسبوهُ إليهِ كالتّوريدِ

ألمعيٌّ يبريْ النّفوسَ المعاني
بحسودٍ من لؤلؤٍ منضودِ

سيدي لا برحتَ في الدّهرِ ركناً
للمعالي وكعبةً للوفودِ

لكَ منْ مطلقِ الفخارِ خصالٌ
غيرُ محتاجةٍ إلى التّقييدِ

كلَّ يومٍ تأتي بصنعٍ عجيبٍ
خارجٍ عنْ ضوابطِ التّحديدِ

فصّلتْ فيكَ جملةُ الفضلِ والـ
ـفصلِ وعلمُ الأحكامِ والتّجويدِ

عمركَ اللهُ يا عليُّ ولازلـ
ـتَ مسرورَ الأنامِ في كلِّ عيدِ

إنَّ شهرَ الصّيامِ عنكَ ليمضي
وهوَ يثني عليكَ عطفَ ودودِ

قد تفرّغتَ فيهِ عنْ كلِّ شيءٍ
شاغلٍ للدعاءِ والتّحميدِ

وهجرتَ الرّقادَ هجراً جميلاً
ووصلتَ الجفونَ بالتّسهيدِ

وعصيتَ الهوى وأعرضتَ عنهُ
امتثالاً لطاعةِ المعبودِ

قوتكَ الذّكرُ فيهِ والورُ وردٌ
إن دعاكَ الأنامُ نحوَ الورودِ

فاسمُ واسلمْ وفزْ بأجرِ صيامٍ
فطرهُ فاطرٌ لقلبِ الحسودِ

وابقَ في نعمةٍ وحظٍّ سنيٍّ
وَعلاً لمْ يزلْ وعيشٍ رغيدِ
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

من بحر الخفيف

مشاركةبواسطة مجدي » 06-22-2002 04:27 AM

<font size=5 color=black>
نظر البدر وجهه فتلاها
فسلوه عن اختها هل حكاها

وتراءتْ للبدرِ يوماً فأبقتْ
خجلاً فوقَ وجههِ وجنتاها

وتجلّتْ على النّجومِ فولّتْ
واستقلّتْ بصدرها فرقداها

وأضافتْ قرونها للّيالي
فأطالتْ على المشوقِ دجاها

فتنتْ في جمالها الشّهبُ حتّى
شاركتنا ونازعتْ في هواها

علقتْ شمسنا بها فلهذا
عينها في الرّواحِ تجري دماها

لم تحلْ منْ فراقها كلَّ يومٍ
فهيَ صفراءُ خشيةَ منْ نواها

قدْ برى حبها الأهلّةُ وجداً
فأطالتْ على الضّلوعِ انحناها

ذاتُ حسنٍ لو تحسنً النّطقَ يوماً
سبعةُ الشّهبِ أقسمتْ بضحاها

ومحيّا لو أنّهُ قابلتهُ
آيةُ اللّيلِ بالنّهارِ محاها

كمْ لها بالجمالِ آياتِ سحرٍ
قدْ أضلّتْ عقولنا عنْ هداها

أثبتتْ في الخيالِ حيّاتِ تبرٍ
تنفثُ النّارَ منْ خيالِ سناها

غرّةٌ ذاتُ عزّةٍ ضاعَ عمري
بالمنى بينَ صبحها ومساها

خالها في الخدودِ في الحالِ مثلي
حائرٌ بينَ ثلجها ولظاها

هي لولا ملابسُ الوشيِ غصنٌ
وغزالُ الصّريمِ لولا شواها

وجهها جنّةٌ وعذبُ لماها
سلسبيلٌ وحورها مقلتاها

يتمنّى الرّحيقُ لو كانَ يحكي
ريقها والكؤسُ تغبطُ فاها

وإلى إلفها تحنُّ القماري
فهي تشكو إلى الغصونِ جفاها

دوحةٌ حلوةُ الجناء ولكنْ
مرُّ خرطِ القتادِ حولَ خباها

جمعتْ في صفاتها كلَّ حسنٍ
فهيَ كنزٌ مرصودةٌ في حماها

ضربتْ دونها سرادقُ عزٍّ
طنّبتها حماتها في قناها

كمْ ترى حولها بدورَكمالٍ
برزتْ في أهلّةٍ منْ ظباها

وأسوداً تهبُّ مثلَ النّعامى
في ظهورِ النّعامِ يومَ وغاها

وبدوراً تدرّعتْ بسرابٍ
تلتظي نارها ويجري نداها

سقمُ جسمي وصحّتي وفنائي
ووجودي في سخطها ورضاها

حبّذا رامةٌ وليلاتُ وصلٍ
بيضهنَّ انقضتْ بخضرِ رباها

وعهودٌ بها لنا محكماتٌ
حكمَ الدّهرُ بانفصامِ عراها

يا رعى اللهُ رامةً وسقاها
ضاحكاتُ البروقِ دمعَ حياها

وتحامى الخسوفُ أقمارَ تمٍّ
تتثنّى على غصونِ نقاها

دارُ أنسٍ بها شموسُ العذارى
تتمشى على نجومِ حصاها

قرّبتْ أرضها الكواعبُ فيما
بينَ أرحامِ أرضها وسماها

خضبتْ في دمِ القلوبِ أكفّنا
وخدوداً رجالها ونساها

بقعةٌ زيّنتْ بكلِّ عجيبٍ
جلَّ منْ علّمَ الكلامَ مهاها

وعلى منشئ اليواقيتِ فيها
واللّآلي مباسماً وشفاها

جنّةٌ أشبهتْ يمينَ عليٍّ
حيثُ فيها لكلِّ نفسٍ مناها

فاطميٌّ سليلُ فخرٍ أبوهُ
خلفُ الطّاهرينَ منْ آلِ طهَ

ماءُ عينِ الحياةِ نارُ المنايا
صرصرُ الحادثاتِ حرُّ بلاها

مخلبُ الحربِ نابها حينَ يسطو
ساقها إذْ تقومُ قطبُ رحاها

سمحٌ للنّدى يمدُّ يميناً
تعلمُ المزنُ أنّهُ أنواها

ذو إيادٍ ترى لهنَّ التباساً
بالغوادي وبالبحورِ اشتباها

سائراتٌ لا تستقرُّ بمصرٍ
دونَ مصرٍ ولا يحلُّ نواها

وأكفٍ تدريْ البريّةُ حقاً
أنَّ فيها نعيمها وشقاها

طلسمَ البأسُ فوقهنَّ خطوطاً
ليسَ للمسلمينَ حرزٌ سواها

ونصالٍ تدبُّ فيها نمالٌ
ترهبُ الأسدُ خشيةً من لقاها

قضبُ حمرها تظنُّ سريحاً
وهيَ بالنّلرِ بالنّجيعِ سقاها

كجراحِ الهوى لهنَّ جراحٌ
ليسَ ترقى ولا يصابُ دواها

كتبَ الموتُ بالغبارِ عليها
إنَّ للضربِ لا غيرهُ إلاها

وخصالٍ تودّهنَّ الغواني
بدلاً منْ عقودها وحلاها

غررٌ كالجمانِ مستحسناتٌ
جلَّ باري النّجومِ حيثُ براها

كلُّ معشوقةٍ إلى النّفسِ أشهى
منْ ثنايا الحسانِ دونَ ثناها

كلُّ معشوقةٍ إلى النّفسِ أشهى
منْ ثنايا الحسانِ دونَ ثناها

لو خوتْ بعضها سجايا اللّيالي
بدّلتْ بدّلتْ بحسنِ وفاها

شيمٌ عطّرتْ جيوبَ المعالي
وانطوى بالنّسيمِ نشرُ شذاها

منعمٌ فازَ بالثّناءِ فأضحى
شكرهُ بالسّجودِ يدعو الجباها

صقلتْ ذهنهُ التّجاربُ حتّى
صورُ الكائناتِ فيهِ رآها

ذاتُ قدسٍ تكوّنتْ فيهِ نفسٌ
قدْ نهاها منْ كلِّ رجسٍ نهاها

مثلُ ماءِ السّماءِ يوشكُ يبدو
كالدّراري صفاتهُ في صفاها

تمَّ إيجادها وللهِ فيها
حكمةٌ بانَ فيهِ وجهُ خفاها

عظمتْ هيبةً وعمّتْ نوالاً
فالورى بينَ خوفها ورجاها

كمْ لهُ في القريضِ منْ بنتِ فكرٍ
يبتغي البدرُ أنْ يكونَ أخاها

قدْ ترقّتْ حسناً ورقّتْ كمالاً
فاستفزّت قلوبنا في رقاها

صاغها عسجداً ورصّعَ درّاً
في حشاها وبالحريرِ كساها

أصبحتْ بيننا اليتيمةَ تدعى
متّعَ اللهُ بالحياةِ أباها

جملةٌ منْ كواكبٍ كالثريّا
وقعتْ في كلامهِ فحكاها

موسويٌّ أزكى الملوكِ نجاراً
خيرها قدرةً وقدراً وجاها

زينةُ الأكرمينَ في كلِّ مصرٍ
تاجها عقدها سوارُ علاها

ليثها في النّزالِ غيثُ نداها
زندُ نيرانِ حربها وقراها

ربّما وقعةٌ تشيبُ النّواصي
قدْ ألمّتْ بهِ فكانَ فتاها

وقعةٌ وقعها يهدُّ الرّواسي
ويذيبُ الحديدَ حرُّ صلاها

جورها أسودُ الجبينِ ولكنْ
بيضها ورّدتْ خدودَ ثراها

خضّبَ النّقعُ فودها فرمتهُ
بنصولٍ نصولهُ إذ نضاها

وشوتْ نارها اللّحومَ فأمسى
يكرمُ اللّدْنَ في ضعيفِ شواها

بطلٌ تضحكُ الظّبا بيديهِ
فتطيلُ الرّقابَ حزناً بكاها

مرضتْ قبلهُ صدورَ العوالي
فسقاها دمَ الطّلا فشفاها

كلّما خاضَ في دجنّةِ نقعٍ
فلقَ الفجرَ سيفهُ فجلاها

عشقتْ نفسهُ السّماحَ فعدّتْ
ما عدا قوتَ يومها منْ عداها

يا بني الوحيِ والنّبوّةِ أنتمْ
رهطها والخواصُ منْ أقرباها

ولدتكمْ كرائمٌ منْ كرامٍ
عترةٌ مفخرُ العباءِ حواها

كمْ لكمْ في الكتابِ آياتِ مدحٍ
بيّنَ اللهُ فضلها وتلاها

تعلمُ الأرضُ إنّكمْ لعليها
شمُّ أوتادها وخطُّ استواها

قدْ نشرتمْ موتى البقاعِ فكنتمْ
روحَ سكّانها و عصرَ صباها

وحكمتمْ على اللّيالي فخلنا
ملّكتكمْ يدُ الزمانِ إماها

وصرفتمْ صروفها للإعادي
أسرتمْ نفوسها في عناها

وهززتمْ على الخطوبِ رماحاً
فشككتمْ صدورها في شباها

سيدي ليستِ المكارمُ إلا
لفظةٌ أنتَ واضعٌ معناها

أنتمُ للنفوسِ داءٌ وطبٌّ
قدْ قضيتمْ بموتها وبقاها

يا نصيري على العداء وعوني
ومعاذي إذا خشيتُ أذاها

أقبلَ العيدُ فلنهنّيهِ فيكمْ
إذْ بكمْ زادَ قدرهُ وتباهى

لكمُ العيدُ في الحقيقةِ عبدٌ
صحّفتْ باؤهُ بياءٍ سفاها

حزتَ أجرَ الصّيامِ مولايَ فاغنمْ
لذّة الفطرِوابتهجْ في هناها

وابقَ في نعمةٍ وعزّةِ ملكٍ
يحملُ النّصرُ والفتوحُ لواها

واسمُ واسلمْ واستجلِ بكرَ قريضٍ
ختمتْ مدحكمُ بخيرِ دعاها

العودة إلى “الشعر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 64 زائراً