وجه وبوح

الشعر العمودي - شعر التفعيلة

المشرفون: مجدي، موودي

~*الأنثى*~
بوح دائم
مشاركات: 457
اشترك في: 05-15-2001 05:23 PM
اتصال:

وجه وبوح (1)

مشاركةبواسطة ~*الأنثى*~ » 06-18-2002 08:10 PM

<DIV id=cdiv style="BACKGROUND-COLOR:#000000">
<center>[b]]
<FONT FACE="century" SIZE="4"><FONT COLOR="#FFFFFF">
صورة
جبران


(مختارات: وهيب كيروز)


واجه جبران خليل جبران (1883 - 1931) عصره; فتعارفا وكان صراع .. سافر شاعرًا في أبعاد العصر ليبلور الحكمة الكامنة, علّه يدفع بالإنسان نحو ذاته الفضلى.

من (بشرِّي) لبنان (1883 - 1895), حيث ولد وحيث تفتح وجدانه وخياله, انتقل إلى (بوسطن) (1895 - 1898) التي كانت تشهد -آنذاك- نهضة فكرية, وعاد إلى (بيروت) (1898 - 1902) ليعيش نكبات شرقه وتخلّفه, بينما كان يستزيد من تعلم العربية في بلاده. ثم إلى (بوسطن) ثانية (1902 - 1908), ليعيش تجربة الموت الذي حصد أسرته (1902 - 1904), ثم إلى (باريس) (1908 - 1910) ليسبر عمق التحول الثقافي والفني الذي كانت تشهده, وبعدها (نيويورك) (1911 - 1913), حيث يدرك معنى المدينة الحديثة في أوسع مفاهيمها.

ووسط (العالم الجديد), يناديه التاريخ في الحواضر العريقة فيسيح في مصر وفلسطين وسورية (1903), وتجذبه روما ولندن; فيقرأ فيهما نموّ الوعي الخلاّق في رحم التاريخ.

وتقدم الحرب العالمية الأولى لجبران أغزر وأغنى مادة للتأمل الجذري في طبيعة القوة وماهية الضعف في النفس البشرية. وينتهي إلى اكتشاف مكنون إنساني أعمق وأبعد من ظواهر القوة والضعف, هو قدرة الإنسان الروحية اللامتناهية, التي رأى التوصل إليها ممكنًا عبر الحوار الباطني مع النفس ومع الإنسانية.

كان ذلك الحوار هو طريق جبران إلى التجربة الصوفية, وكان -أيضًا- مصدر تحوّله من الرومنسي إلى رافض الحَرْفية والأنظمة الفكرية والفلسفية, ليركن إلى شاعرية الحكمة.

منذ أوّل مقال نشره بعنوان (رؤيا), وأول معرض للوحاته (1904) حتى اليوم, تتشاسع مدارات انتشار نتاج جبران; فيزداد -باضطراد- عدد ترجمات مؤلفه (النبي) ليتجاوز الثماني والعشرين لغة. وتقف العواصم الحضارية بإجلال أمام أعماله التشكيلية التي يقتنيها عدد من أهم متاحف العالم.

ويتكثف حضور جبران: الشاعر, والحكيم و(خلاّق الصور) كما كان يسمي نفسه. ويتفرّد نتاجه بمخيلة نادرة, وبإحساس خلاق مرهف, وبتركيب بسيط. وبهذه الخصائص, تبلور في لغته العربية -كما في الإنكليزية- فجر ما سيُدعى - فيما بعد- (القصيدة النثرية) أو (الشعر الحديث).

ويمكن تبيّن أربع مراحل في إنتاج جبران:

الرومنسية: كما تنعكس في كتيب (نبذة في الموسيقى) (1906), وأقصوصات (عرائس المروج) (1906), و(الأرواح المتمردة) (1908), و(الأجنحة المتكسرة) (1912), ومقالات (دمعة وابتسامة) (1914), والمطوّلة الشعرية (المواكب) (1919).

الثورية الرافضة: تتصعّد الرومنسية لتنتهي إلى اكتشاف أن القوة الإنسانية تكمن في الروح الخاص والعام, كما في مقالات وأقصوصات وقصائد (العواصف) (1920), و(البدائع والطرائف) (1923), وفي كتابه بالإنكليزية (آلهة الأرض) (1931).

الحِكَمية: تعتمد المثل أسلوبًا, كما في ثلاثيته إنكليزية اللغة: (المجنون) (1918), (السابق) (1920), و(التائه) (1923).

التعليمية: وفيها يختصر جبران خلاصات تجاربه وتأمله الحياة, والإنسان, والكون والعلاقات المتسامية. وهي المرحلة التي تُعَدّ ذروة نضجه الذي يتبدّى في ثلاثية أخرى باللغة الإنكليزية: (النبي) (1923), (يسوع ابن الإنسان) (1928), و(حديقة النبي) (1933).

ويكاد هذا النتاج / الموقف أن يكون علامة فارقة في تراث تباينت حوله الآراء, لكن كان هناك دائمًا إجماع على شموليته الإنسانية التي تروحن الغرب بحكمتها الصوفية, وتُخرج الشرق من المطلقات المسبقة إلى التجربة الشخصية الحية باتجاه المطلق.

وهيب كيروز



صورة
آخر تعديل بواسطة ~*الأنثى*~ في 06-18-2002 08:32 PM، تم التعديل مرة واحدة.
<center>

<FONT FACE="FS_DIWANY" SIZE="5"><FONT COLOR="#dan567">
صورة
مازالت في شفاهي حروف لم تقرأها بعد!

دينا الشهوان
~*الأنثى*~
بوح دائم
مشاركات: 457
اشترك في: 05-15-2001 05:23 PM
اتصال:

صوت الشاعر

مشاركةبواسطة ~*الأنثى*~ » 06-18-2002 08:22 PM

<DIV id=cdiv style="BACKGROUND-COLOR:#000000">
<center>[b]]
<FONT FACE="arial" SIZE="5"><FONT COLOR="#FFFFFF">
صورة
صوت الشاعر


القوة تزرع في أعماق قلبي.

وأنا أحصد وأجمع السنابل وأعطيها أغمارًا للجائعين.

الروح يُحيي هذه الجفنة الصغيرة,

وأنا أعصر عناقيدها وأسقيها للظامئين.

السماء تملأ هذا السراج زيتا,

وأنا أُنيرُه وأضعه في نافذة بيتي من أجل العابرين في ظلمة الليل.

أنا فاعِلٌ هذه الأشياءَ لأنَّني أحيا بها.

وإذا منعتني الأيام, وغلَّت يدي الليالي, طلبت الموت...

البشر يضجون كالعاصفة,

وأنا أتنهد بسكينة, لأني وجدت عنف العاصفة يزول وتبتلعه لجة الدهر, أما التنهدة فتبقى ببقاء الله.

البشر يلتصقون بالمادة الباردة كالثلج,

وأنا أطلب شعلة المحبة لأضمَّها إلى صدري فتتآكل ضلوعي وتُبرى أحشائي,

لأني ألفيتُ المادَّة تُميت الإنسان بلا ألم والمحبَّة تُحييه بالأوجاع.

البشر ينقسمون إلى طوائف وعشائر,

وينتمون إلى بلاد وأصقاع.

وأنا أرى ذاتي غريبًا في بلد واحد,

وخارجًا عن أمة واحدة...

فالأرض كلها وطني

والعائلة البشرية عشيرتي...

لأني وجدت الإنسان ضعيفًا ومن الصغر أن ينقسم على ذاته,

والأرض ضيقة ومن الجهل أن تتجزَّأ إلى ممالك وإمارات.

البشر يتكاتفون على هدم هياكل الروح,

ويَتَعاوَنُون على بناء معاهد الجسد, وأنا وحدي واقف في موقف الرثاء,

على أنني أصغي فأسمع من داخلي صوت الأمل قائلاً: مثلما تحيي المحبة القلب البشري بالأوجاع

مثلما تحيي المحبة القلب البشري بالأوجاع

كذا تعلّمه الغباوَةُ سُبُلَ المعرفة;

فالأوجاع والغباوة تؤول إلى لذَّةٍ عظيمة ومعرفة كاملة

لأن الحكمة السرمدية لم تخلق شيئًا باطِلاً تحت الشمس

[ من مقال في كتاب "دمعة وابتسامة" ]




صورة
آخر تعديل بواسطة ~*الأنثى*~ في 06-18-2002 08:26 PM، تم التعديل مرة واحدة.
<center>


<FONT FACE="FS_DIWANY" SIZE="5"><FONT COLOR="#dan567">
صورة
مازالت في شفاهي حروف لم تقرأها بعد!

دينا الشهوان
الصريح
همس جديد
مشاركات: 17
اشترك في: 06-18-2002 11:50 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة الصريح » 06-20-2002 11:57 AM

مبدعه كما عهدناك ومعلومات عن شاعر واديب كبير تستاهلى كل اتقدير على هذه الجهود

تحياتى
الدنيا رائعه
ابو همام
همس جديد
مشاركات: 46
اشترك في: 06-13-2002 01:01 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة ابو همام » 06-20-2002 01:38 PM

شكرا لك اختي
كنت في سابق الأيام قرأت لهذا الشاعر .. ولعلي كنت في غرة حداثتي فلم أدرك عمق معاناته وجمال كلماته .. وتأملت كلماته التي نقلتها لنا .. فرأيت الحكمة تضج بها ... وكنت اجهل سيرته فرأيتك تمنحينا اياها .. فشكرا لك ونفع بك .. ..... تحياتي وتقديري ................................ ابو همام
رب وامعتصماه انطلقت .. ملء أفواه البنات اليتم ................لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم

العودة إلى “الشعر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 115 زائراً