<DIV align=center><FONT size=2 color=Navy face=
<font size=4 color=scarlet face=Tahoma>
<DIV align=center><FONT size=5 color=chocolate face=
عـيونكَ غـابتْ
<DIV align=center><FONT size=4 color=Navy face=
ولم يبقَ في القلبِ غير المرايا
بريق ٌ من الصمْتِ .. بعضُ الرفات
قرأت المواويل في دفتيك
وسال على الجفن لونُ السبات
أسائل عنك .. فألقى سنيناً
تداعب جرحيْ
وتكتب فيك على الرملِ شعراً
وتجمع عمري بقايا شتات
<DIV align=center><FONT size=5 color=chocolate face=
عـيونكَ غـابتْ
<DIV align=center><FONT size=4 color=Navy face=
ولم يبق في الروح إلاَّ العناق
منحتك في البعد ِ زخَّاتِ دمع ٍ
وبين الحروفِ محاذيرَ شوق ٍ
وأطيافَ حزنٍ تنادي الرفاق
فإن دامَ شعريَ فوق الدروبِ
وطوَّقتُ روحيَ في كلِّ شبر
وعـُـثـْتُ لقــاءًً ..
.
.
.
فأنتَ الفـراق
<DIV align=center><FONT size=5 color=chocolate face=
عـيونكَ غـابتْ
<DIV align=center><FONT size=4 color=Navy face=
وألمحُ عمري بقايا وهمْ
فكيفَ ستكتب عنك النجومُ ؟!!
وكيفَ على الجرحِ ..
دارَ القلم ؟!!
<DIV align=center><FONT size=5 color=chocolate face=
عـيونكَ غـابتْ
<DIV align=center><FONT size=4 color=Navy face=
أسائل عنك
وأسمع ُ في الكون نبضا ً أسيراً
فأصرخُ في الأرض ..
أهويْ عليها
أجني البقايا
أظنُّ هطولك سرَّ المطر
سأرْحَل ُ يا صبح .. لن أنتظرْ
فكيف سأكتب فيك النهارَ ؟ !!!
وكيف على الصبحِ ..
نام َ القمر ؟!!!!!
<DIV align=center><FONT size=5 color=chocolate face=
عـيونكَ غـابتْ
<DIV align=center><FONT size=4 color=Navy face=
ولم يبق نهر ٌ على وجنتي
سوى الحزن و الملح و الكبرياء ْ
فأبكي على جرح أمس بعيد ٍ ..
وأغرق في لج ِّ دمعي رجاء ْ
<DIV align=center><FONT size=5 color=chocolate face=
عـيونكَ غـابتْ
<DIV align=center><FONT size=4 color=Navy face=
وأدفن في الدفء وجهاً قديماً
وأُكتب في الشمس ..
خذني إليها
لأوصدَ بابيْ وأبقى معك ْ
وأكتم صوتاً .. عقيماً .. عقيماً :
وجدتك يا شعر بين المنايا
تنـادي عيونـاً ..
ولن تسمعـــــــك ْ
<DIV align=center><FONT size=2 color=Navy face=
هيلدا اسماعيل
عــيـــونــك غـــابــت
-
- مشرفة النادي
- مشاركات: 395
- اشترك في: 04-30-2001 10:44 AM
- اتصال:
عــيـــونــك غـــابــت
آخر تعديل بواسطة مــيــــلاد في 06-03-2002 10:52 AM، تم التعديل مرة واحدة.
<DIV align=center><FONT size=3 color=chocolate face=
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
-
- بوح دائم
- مشاركات: 212
- اشترك في: 08-26-2001 06:53 AM
- اتصال:
<table border=2 background="http://www.moonandbackgraphics.com/jbangeltile.jpg" width=80%><td align=center><img src="http://www.moonandbackgraphics.com/jbangeltopone3.jpg" border=0>
<strong><font color="magenta" face="akhbar mt" size="5">ليس لمثل هذا النص وقوف تقليدي .. إنه رحم يتخلق فيه الشعر ..
أيتها القديرة ميلاد ، هل تسمحين لي بهذا التعالق ؟
</font></strong>
<strong><font color="aqua" face="akhbar mt" size="5">
(عيونك غابت )
فأورقَ حرفُ التولِّهِ
يحضر طيفُك مستوطن الأمنياتْ
وتومض عيناكِ .. أقرأ في دفئها
زمزمات الحنين وأنشودة في فم الذكرياتْ
عيونكِ غابت .. ومن غير عينيكِ
يرسم بوحي .. ويلمس جرحي
ويكتبني شاعر الأغنياتْ
أنا آخر المنتمين إلى الحب
هذي يدي ..تنقش العشق
فلتقرئي الكفَّ فيها
ستلقين أنك كُنْهَ الثباتْ ..!!
***
غدًا حينما يرمق الليل شوقي
وتشتاقني الدربُ ..
سوف أناديك صوتًا وطيفًا
فلا تجزعي من غياب العيونِ
فلليل فينا اشتياقُ
سنذكر أنا عبرنا معًا
فوق جسرِ الحنينِ
ونمنا طويلا وراء كلامِ الرفاقْ
سأذكر أني تثقَّفت حين التقينا
وأن لقاء العيون التي لاتبوح بأسرارها حيث شاءت
لقاء احتراقْ ..!
***
( عيونك غابت )
وماغاب نجم وراء الظهيرةِ إلا ليختاره الليل
ضوء المساءْ ..!
سأذكر أني ..
حلمت بكل العيون التي لاتغيب ..
فكانت هباءْ
وجاءت عيونك ..تمتد فوق السطورِ
بريقًا من الشعر .. أو هسهسات الرجاءْ
ستكتب عني ..
وعن لونِ عينيَّ حين التقينا
وكيف استحالت غيومًا من الشعر
فوقَ انتحار النداء ..!! ..
***
أجيء إليكِ ..
وقبل السؤال انكسار ..
وبعد السؤال انتظارٌ
وبينهما قطعةٌ من سفرْ ..!!
ستمضي الحكايا .. على ( سكة ) الليل
نورٌ تدثَّر بالشوقِ
والحب طفلٌ كَبُرْ
يناغيه برد النعاسِ ..
وتشتاقه الأمنياتُ الجدادُ
ولكنه ثملٌ بالمطر..!
بريء .. يغسِّل كل صباح
يداهُ بماءِ الطهارةِ ..
يقطف من غصن أحلامه وردةً
من سهر..!!
ويكتب فوق السطورِ
انتظارا لعمر من الوصل لاينتظرْ ..!
***
سيحضر صوتك يشتاق فيه الطريق الأغاني
ويعلق في الصوت بوح العيون
سأذكر أني تكورت فيها ففاقت
وقبلتها فأستتابت
وساءلتها خلسة من أكون
فظلت تحوٍّر عني الحديث
وتنقب بعض التجمل من فوق طاولة من رخام حنون
سأذكر أني دعوت لها فأستجابت
فحدثتها عن حكايا الجنون
أنا آخر المنتمين إلى الحب هذي يدي
تتقن العشق لكنها لا تخون
خذيها ألن تقرئي الكف
بين الخطوط نساء ذهبن
وأخرى يجئن
وبينهما فارس جندلته السنون ..!
.</font></strong>
<strong><font color="magenta" face="akhbar mt" size="5"></font></strong></td></table>
<strong><font color="magenta" face="akhbar mt" size="5">ليس لمثل هذا النص وقوف تقليدي .. إنه رحم يتخلق فيه الشعر ..
أيتها القديرة ميلاد ، هل تسمحين لي بهذا التعالق ؟
</font></strong>
<strong><font color="aqua" face="akhbar mt" size="5">
(عيونك غابت )
فأورقَ حرفُ التولِّهِ
يحضر طيفُك مستوطن الأمنياتْ
وتومض عيناكِ .. أقرأ في دفئها
زمزمات الحنين وأنشودة في فم الذكرياتْ
عيونكِ غابت .. ومن غير عينيكِ
يرسم بوحي .. ويلمس جرحي
ويكتبني شاعر الأغنياتْ
أنا آخر المنتمين إلى الحب
هذي يدي ..تنقش العشق
فلتقرئي الكفَّ فيها
ستلقين أنك كُنْهَ الثباتْ ..!!
***
غدًا حينما يرمق الليل شوقي
وتشتاقني الدربُ ..
سوف أناديك صوتًا وطيفًا
فلا تجزعي من غياب العيونِ
فلليل فينا اشتياقُ
سنذكر أنا عبرنا معًا
فوق جسرِ الحنينِ
ونمنا طويلا وراء كلامِ الرفاقْ
سأذكر أني تثقَّفت حين التقينا
وأن لقاء العيون التي لاتبوح بأسرارها حيث شاءت
لقاء احتراقْ ..!
***
( عيونك غابت )
وماغاب نجم وراء الظهيرةِ إلا ليختاره الليل
ضوء المساءْ ..!
سأذكر أني ..
حلمت بكل العيون التي لاتغيب ..
فكانت هباءْ
وجاءت عيونك ..تمتد فوق السطورِ
بريقًا من الشعر .. أو هسهسات الرجاءْ
ستكتب عني ..
وعن لونِ عينيَّ حين التقينا
وكيف استحالت غيومًا من الشعر
فوقَ انتحار النداء ..!! ..
***
أجيء إليكِ ..
وقبل السؤال انكسار ..
وبعد السؤال انتظارٌ
وبينهما قطعةٌ من سفرْ ..!!
ستمضي الحكايا .. على ( سكة ) الليل
نورٌ تدثَّر بالشوقِ
والحب طفلٌ كَبُرْ
يناغيه برد النعاسِ ..
وتشتاقه الأمنياتُ الجدادُ
ولكنه ثملٌ بالمطر..!
بريء .. يغسِّل كل صباح
يداهُ بماءِ الطهارةِ ..
يقطف من غصن أحلامه وردةً
من سهر..!!
ويكتب فوق السطورِ
انتظارا لعمر من الوصل لاينتظرْ ..!
***
سيحضر صوتك يشتاق فيه الطريق الأغاني
ويعلق في الصوت بوح العيون
سأذكر أني تكورت فيها ففاقت
وقبلتها فأستتابت
وساءلتها خلسة من أكون
فظلت تحوٍّر عني الحديث
وتنقب بعض التجمل من فوق طاولة من رخام حنون
سأذكر أني دعوت لها فأستجابت
فحدثتها عن حكايا الجنون
أنا آخر المنتمين إلى الحب هذي يدي
تتقن العشق لكنها لا تخون
خذيها ألن تقرئي الكف
بين الخطوط نساء ذهبن
وأخرى يجئن
وبينهما فارس جندلته السنون ..!
.</font></strong>
<strong><font color="magenta" face="akhbar mt" size="5"></font></strong></td></table>
أنام ملء جفوني عن شواردها
....................... ويسهر الخلق جرَّاها ويختصم
....................... ويسهر الخلق جرَّاها ويختصم
<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">توقفت عند قصيدة ميلاد حتى تجاوزت التأمل إلى الاستغراق..أو ربما تجاوزني إلى الاستغراق.. إلى التقمص..وهو ما جعلني أتراجع إلى الخلف أكثر وأكثر لأتمكن من إدراك أبعادها أو محاولة ذلك على الأقل.. ليست هذه القصيدة الرائعة الأولى لميلاد وإن كانت في رأيي أجمل ما كتبت..محاولتي لقراءة القصيدة هي لنفسي أولا محاولا إدراك بعض المرامي والمشاعر والتنقيب عن أجوبة لبعض التساؤلات حول ما فيها من إبداع شعري وتوقفات لغوية.
"عيونكَ غابت": عنوان رائع.. ولكن لماذا "عيونك"؟ مع أن للإنسان عينان وتعارف الشعراء في الغالب على الإشارة إليهما دون الجمع مثل قول يزيد بن الطثرية:
ورام بعــينيه جبـالاً مـنيفةً
وما لا يرى فيه أخو الَقيد مطمعا
وليست عشيَّـات الحمى برواجعٍ
عـليك ولكن خـلِّ عينيك تدمعا
وقول الشريف الرضي
وعد لعينيك عندي ما وفيت به
يا قرب ما كذبت عيني عيناك
وقول ابن زيدون
أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي
تجــدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ
وقول البرعي
خذي بحقكِ منْ عينيكِ لي خفراً
حتــفاً فعـائفتي عيناكِ عيناكِ
وأخيرا قول شوقي:
إن الوشاة، وإن لم أحصهم عددا
تعلمـوا الكيدَ من عينيك والفندا
لولا احتراسيَ من عينيك قلتُ ألا
فانظر بعينيك، هل أبقيت لي جلدَا
والواقع أنه ورد ذكر العيون بالجمع حتى عند الإشارة لفرد عند بعض الشعراء مثل قول الواواء الدمشقي:
لا غروَ إنْ قتلتْ عيونكِ مغرماً
فلــكمْ صرعتِ بها منَ الآسادِ
رفقاً بمــنْ أسرتْ عيونكِ قلبهُ
وَدعـي السيوفَ تقرُّ في الأغمادِ
وقول شمس الدين التلمساني
طَلبَتْ عُيُونُكَ دمعَها فأجابها
قانٍ.. وللحـزنِ الدِّماءُ تُعارُ
إلا أن استخدام الشاعرة لفظة "عيونك" كان متعمدا على ما يبدو..ليس لأثر الوزن بقدر ما يعطيه استخدام لفظة "عيونك" من بُعْدٍ إحاطي في المخاطبة على عكس ما يعطيه استخدام لفظة "عيناك" أو "عينيك" من مخاطبة شخصية مباشرة مثل قول السياب "عيناك واحتا نخيل ساعة السحر". كما أن استخدام لفظة "عيونك" يجعل مجال الرؤية بهم أكثر شمولية ليعرض حتى وكأن الماثل المخاطب عيونا كله. ربما كان لغلبة استخدام عيونك عاميا لمسة أضافت مزيدا من التفاعل والحنان على القصيدة.
"عيونكَ غابت" تكرر في بداية كل مقطع ليوحد أجزاء القصيدة، وليُذَكِّر عن كل نقطة توقف بشجن ذلك الغياب حتى لا ينسى القاريء وهو يستعرض المشاعر عبر القصيدة همها الأكبر، هم الغياب. وقد تضمن كل مقطع من القصيدة تعبيرات رائعة الجِدَّة أكاد أحسب أنها لم تُسبق..
في المقطع الأول كانت صورة القلب لوحة تشكيلية بارعة التفاصيل.. مرايا وبريق صمْتِ .. بعضُ الرفات. وتألق فيه تعبير "وسال على الجفن لونُ السبات"..تعبير جعلني أتحسس جفني وأدرك لأول مرة كنه ذلك الذي ما برح يسيل منهما.
كان المقطع الثاني الأكثر تقليدية في القصيدة سواء في ناحية الشكل العام أو التعابير..خطر في بالي للحظة أنه لو استبدلت "في الروح " بـ "للـروح" في "ولم يبق في الروح إلاَّ العناق" لكانت أكثر رقة..ولكني تراجعت لأجد أن تعبير في الروح أكثر التصاقا وحدوثا مما فكرت فيه.
بالغ المقطع الثالث في القِصر..وإن كان ذلك مقصودا كما يبدو لأنه تكرر أيضا في المقطع الخامس..وهو ما أعطى مجالا لتغيير مساحات التأمل. أرى أن كلمة "وهم" لا تتماشى لو نطقت بالسكون، وهو الأصح، مع الإيقاع بالفتح الذي ينضبط مع كلمة القلم.. كنت أتمنى مزيدا من التقارب بين الأحداث التي تبدو متباعدة بعض الشيء.. مثل "لمح بقايا العمر إلى كتابة النجوم إلى دوران القلم على الجرح".
المقطع الرائع كان مشهدا سينمائيا رائع الإخراج كانت الحركة فيه تجبر القاري على أن يتلمس قدميه إن كانتا تحركتا أم لا.. "أسائل وأسمع ُ نبضا ً فأصرخُ أهويْ أجني"..لتنتهي بالتعبير المذهل "أظنُّ هطولك سرَّ المطر"..وهو ما يجعل هذا المقطع أكثر تألقا مع تعبيرات مبتكرة مثل "كيف على الصبحِ .. نام َ القمر". لا أدري لماذا أخرجني هذا المقطع فورا إلى بوابة حزن أخرى هي قصيدة نزار قباني في رثاء ابنه..وأخذت أتذكر
أواجه موتك وحدي..
وأجمع كل ثيابك وحدي
وألثم قمصانك العاطرات..
ورسمك فوق جواز السفر
وأصرخ مثل المجانين وحدي
وكل الوجوه أمامي نحاس
وكل العيون أمامي حجر
فكيف أقاوم سيف الزمان؟
وسيفي انكسر..
كما ذكرت فإن المقطع الخامس كان قصيرا إلا أنه كان متقارب الأحداث ومؤلمها. إن استخدام كلمة نهر قبل "الحزن و الملح و الكبرياء" كان بديعا لأنه أوضح بما يفترض أن يعني منتهى السيولة..منتهى الجفاف.
ختام القصيدة كان موفقا..رغم أني أحسبه عجلا بعض الشيء، ربما لأنني لم أرد للقصيدة أن تنهي أبدا..لعلكم لاحظتم أن الشاعرة كررت كلمة الكتابة عدة مرات في:
وتكتب فيك على الرملِ شعراً
فكيفَ ستكتب عنك النجومُ ؟!!
فكيف سأكتب فيك النهارُ ؟ !!!
وأُكتب في الشمس ..
هل كان ذلك لأن الكتابة هي الملجأ عند الغياب..ربما.!
"عيونكَ غابت": عنوان رائع.. ولكن لماذا "عيونك"؟ مع أن للإنسان عينان وتعارف الشعراء في الغالب على الإشارة إليهما دون الجمع مثل قول يزيد بن الطثرية:
ورام بعــينيه جبـالاً مـنيفةً
وما لا يرى فيه أخو الَقيد مطمعا
وليست عشيَّـات الحمى برواجعٍ
عـليك ولكن خـلِّ عينيك تدمعا
وقول الشريف الرضي
وعد لعينيك عندي ما وفيت به
يا قرب ما كذبت عيني عيناك
وقول ابن زيدون
أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي
تجــدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ
وقول البرعي
خذي بحقكِ منْ عينيكِ لي خفراً
حتــفاً فعـائفتي عيناكِ عيناكِ
وأخيرا قول شوقي:
إن الوشاة، وإن لم أحصهم عددا
تعلمـوا الكيدَ من عينيك والفندا
لولا احتراسيَ من عينيك قلتُ ألا
فانظر بعينيك، هل أبقيت لي جلدَا
والواقع أنه ورد ذكر العيون بالجمع حتى عند الإشارة لفرد عند بعض الشعراء مثل قول الواواء الدمشقي:
لا غروَ إنْ قتلتْ عيونكِ مغرماً
فلــكمْ صرعتِ بها منَ الآسادِ
رفقاً بمــنْ أسرتْ عيونكِ قلبهُ
وَدعـي السيوفَ تقرُّ في الأغمادِ
وقول شمس الدين التلمساني
طَلبَتْ عُيُونُكَ دمعَها فأجابها
قانٍ.. وللحـزنِ الدِّماءُ تُعارُ
إلا أن استخدام الشاعرة لفظة "عيونك" كان متعمدا على ما يبدو..ليس لأثر الوزن بقدر ما يعطيه استخدام لفظة "عيونك" من بُعْدٍ إحاطي في المخاطبة على عكس ما يعطيه استخدام لفظة "عيناك" أو "عينيك" من مخاطبة شخصية مباشرة مثل قول السياب "عيناك واحتا نخيل ساعة السحر". كما أن استخدام لفظة "عيونك" يجعل مجال الرؤية بهم أكثر شمولية ليعرض حتى وكأن الماثل المخاطب عيونا كله. ربما كان لغلبة استخدام عيونك عاميا لمسة أضافت مزيدا من التفاعل والحنان على القصيدة.
"عيونكَ غابت" تكرر في بداية كل مقطع ليوحد أجزاء القصيدة، وليُذَكِّر عن كل نقطة توقف بشجن ذلك الغياب حتى لا ينسى القاريء وهو يستعرض المشاعر عبر القصيدة همها الأكبر، هم الغياب. وقد تضمن كل مقطع من القصيدة تعبيرات رائعة الجِدَّة أكاد أحسب أنها لم تُسبق..
في المقطع الأول كانت صورة القلب لوحة تشكيلية بارعة التفاصيل.. مرايا وبريق صمْتِ .. بعضُ الرفات. وتألق فيه تعبير "وسال على الجفن لونُ السبات"..تعبير جعلني أتحسس جفني وأدرك لأول مرة كنه ذلك الذي ما برح يسيل منهما.
كان المقطع الثاني الأكثر تقليدية في القصيدة سواء في ناحية الشكل العام أو التعابير..خطر في بالي للحظة أنه لو استبدلت "في الروح " بـ "للـروح" في "ولم يبق في الروح إلاَّ العناق" لكانت أكثر رقة..ولكني تراجعت لأجد أن تعبير في الروح أكثر التصاقا وحدوثا مما فكرت فيه.
بالغ المقطع الثالث في القِصر..وإن كان ذلك مقصودا كما يبدو لأنه تكرر أيضا في المقطع الخامس..وهو ما أعطى مجالا لتغيير مساحات التأمل. أرى أن كلمة "وهم" لا تتماشى لو نطقت بالسكون، وهو الأصح، مع الإيقاع بالفتح الذي ينضبط مع كلمة القلم.. كنت أتمنى مزيدا من التقارب بين الأحداث التي تبدو متباعدة بعض الشيء.. مثل "لمح بقايا العمر إلى كتابة النجوم إلى دوران القلم على الجرح".
المقطع الرائع كان مشهدا سينمائيا رائع الإخراج كانت الحركة فيه تجبر القاري على أن يتلمس قدميه إن كانتا تحركتا أم لا.. "أسائل وأسمع ُ نبضا ً فأصرخُ أهويْ أجني"..لتنتهي بالتعبير المذهل "أظنُّ هطولك سرَّ المطر"..وهو ما يجعل هذا المقطع أكثر تألقا مع تعبيرات مبتكرة مثل "كيف على الصبحِ .. نام َ القمر". لا أدري لماذا أخرجني هذا المقطع فورا إلى بوابة حزن أخرى هي قصيدة نزار قباني في رثاء ابنه..وأخذت أتذكر
أواجه موتك وحدي..
وأجمع كل ثيابك وحدي
وألثم قمصانك العاطرات..
ورسمك فوق جواز السفر
وأصرخ مثل المجانين وحدي
وكل الوجوه أمامي نحاس
وكل العيون أمامي حجر
فكيف أقاوم سيف الزمان؟
وسيفي انكسر..
كما ذكرت فإن المقطع الخامس كان قصيرا إلا أنه كان متقارب الأحداث ومؤلمها. إن استخدام كلمة نهر قبل "الحزن و الملح و الكبرياء" كان بديعا لأنه أوضح بما يفترض أن يعني منتهى السيولة..منتهى الجفاف.
ختام القصيدة كان موفقا..رغم أني أحسبه عجلا بعض الشيء، ربما لأنني لم أرد للقصيدة أن تنهي أبدا..لعلكم لاحظتم أن الشاعرة كررت كلمة الكتابة عدة مرات في:
وتكتب فيك على الرملِ شعراً
فكيفَ ستكتب عنك النجومُ ؟!!
فكيف سأكتب فيك النهارُ ؟ !!!
وأُكتب في الشمس ..
هل كان ذلك لأن الكتابة هي الملجأ عند الغياب..ربما.!
آخر تعديل بواسطة زهرور في 06-03-2002 03:41 PM، تم التعديل مرة واحدة.
بيني وبين أبي العلاء حكاية *** في الحكم أسترعي لها الحكماء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
-
- مشرفة النادي
- مشاركات: 395
- اشترك في: 04-30-2001 10:44 AM
- اتصال:
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
الفاضل شاكر :
<DIV align=right><FONT size=3 color=navy face=
بيتان جمعا في شعر كل ما يقال
أنا و أنت نتفق على أن العيون إذا غابت غاب معها الزمن
.
.
.
لا تخبر أحداً ..
لانهم سيتهمونك بالتواطؤ مع الحقائق ضد الغياب :)
-------------------------------
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
الفاضل وريث :
<DIV align=right><FONT size=3 color=navy face=
لأول مرة أشعر بأنني قد أصيب نفسي بالحسد ..
ليس لأن نصي قد أعجبك
أبدا ً
أبدا ً
ولكن نتيجة ردك الجميل على ما كتبت أنا
لقد قمت بمقارنته بكل مقطع كتبته ووجدتك تقارع كل مقطع بماجاد به تعالقك
فشعرت بخجل شديد أمامك
وتقلصت قصيدتي إلى أخمص الشعر في حضورك
قصيدتك تستحق أكثر من أن تكون مجرد رد على محاولة مبتدئة مثلي
قصيدتك ببسااااااااااااااطة ...
ببسااااااااااااطة .. أصابتني بالدوااااااااار
" أنا آخر المنتمين إلى الحب هذي يدي
تتقن العشق لكنها لا تخون
خذيها ألن تقرئي الكف
بين الخطوط نساء ذهبن
وأخرى يجئن
وبينهما فارس جندلته السنون ..! "
أي بصمة هذه يا وريث !!!
بالله عليك أخبرني بعد هذا المقطع كيف يمكن أن أنقل قصيدتي لتصبح ردا على رائعتك !!!!!!؟؟
الفاضل شاكر :
<DIV align=right><FONT size=3 color=navy face=
بيتان جمعا في شعر كل ما يقال
أنا و أنت نتفق على أن العيون إذا غابت غاب معها الزمن
.
.
.
لا تخبر أحداً ..
لانهم سيتهمونك بالتواطؤ مع الحقائق ضد الغياب :)
-------------------------------
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
الفاضل وريث :
<DIV align=right><FONT size=3 color=navy face=
لأول مرة أشعر بأنني قد أصيب نفسي بالحسد ..
ليس لأن نصي قد أعجبك
أبدا ً
أبدا ً
ولكن نتيجة ردك الجميل على ما كتبت أنا
لقد قمت بمقارنته بكل مقطع كتبته ووجدتك تقارع كل مقطع بماجاد به تعالقك
فشعرت بخجل شديد أمامك
وتقلصت قصيدتي إلى أخمص الشعر في حضورك
قصيدتك تستحق أكثر من أن تكون مجرد رد على محاولة مبتدئة مثلي
قصيدتك ببسااااااااااااااطة ...
ببسااااااااااااطة .. أصابتني بالدوااااااااار
" أنا آخر المنتمين إلى الحب هذي يدي
تتقن العشق لكنها لا تخون
خذيها ألن تقرئي الكف
بين الخطوط نساء ذهبن
وأخرى يجئن
وبينهما فارس جندلته السنون ..! "
أي بصمة هذه يا وريث !!!
بالله عليك أخبرني بعد هذا المقطع كيف يمكن أن أنقل قصيدتي لتصبح ردا على رائعتك !!!!!!؟؟
<DIV align=center><FONT size=3 color=chocolate face=
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
-
- مشرفة النادي
- مشاركات: 395
- اشترك في: 04-30-2001 10:44 AM
- اتصال:
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
الفاضلة ريم الفلا :
<DIV align=right><FONT size=3 color=navy face=
أسعدني جداً تواجدك ..
وأسعدني أكثر أن النص قد أعجبك ..
بعض الاضطرار يجبرنا أحيانا على الغياب
والبعض الآخر ..يجب أن لا يغيب مثلك ..
تحياتي لقلبك
------------------------------------
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
الدكتور زاهر :
<DIV align=right><FONT size=3 color=navy face=
"هل كان ذلك لأن الكتابة هي الملجأ عند الغياب..ربما.! "
حين قرأت هذا السؤال أو هذه الملاحظة لم أستغرب أنك تستطيع الإجابة عني بما قصدته تماما
فماذا بعد الغياب غير الكتابة !!
الكتابة ..آخر أصبع لقاء
وآخر ضوء يمكن أن يخلد الذكرى
مجبورون جميعا على رحلة كهذه بعد أن أمضينا سنوات ٍ من الغربة نتسكع من مقهى لآخر
ورغم هذا أشعر بأنني كنت حمقاء جداً
حين لم أتشبث برداء السفر وأمسك به من تلابيبه
كان على الانتظار أن يخضع ولو لمرة واحدة لنحيب الغياب
لم يعد ثمة شيء ما ليدهشني
الدهشة اختصرت نفسها بمجرد أن سمعت فيها كلمات الرحيل..
دون أن تهمس الشفاه بذلك
" عيونك غابت "
أكثر صدقاً و حميمية بالنسبة لي من "عيناك غابتا "
الوطن لا يملك عينان فقط يا سيدي ..
ولا يملك قلبا واحداً أيضاً
ففي لحظات الوداع ..و حين تغرق الرؤيا في الدموع ..
يتسلل السراب وظمأ الصحاري إلى داخل الحزن
فلا نستطيع أن نميز أو نرى عينان فقط لمن نريد وداعه
تتكاثر في لحظات خلايا الأهداب و النظر
ونتمنى في الوقت ذاته ..
أن تخلق أعيناً أخرى في وجه من نحب لكي نرتوي بتقبيلها حد الفراق ..
و حد الأمل بلقاء .. وعودة أخرى
أستاذي الفاضل ..
لك رؤية نقدية جمالية أبصم عليها بكل تقدير وجمال
لقد جعلتني أقرأ نفسي بمنظار آخر ..
وزاوية أخرى كانت أشد وضوحا مما كانت عليه قبل نشر النص
كم نفتقد مثل هذه القراءات المختلفة للنصوص
شكرا لأنك هنا ..تدعمني وتشد من قصيدتي
.
الفاضلة ريم الفلا :
<DIV align=right><FONT size=3 color=navy face=
أسعدني جداً تواجدك ..
وأسعدني أكثر أن النص قد أعجبك ..
بعض الاضطرار يجبرنا أحيانا على الغياب
والبعض الآخر ..يجب أن لا يغيب مثلك ..
تحياتي لقلبك
------------------------------------
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
الدكتور زاهر :
<DIV align=right><FONT size=3 color=navy face=
"هل كان ذلك لأن الكتابة هي الملجأ عند الغياب..ربما.! "
حين قرأت هذا السؤال أو هذه الملاحظة لم أستغرب أنك تستطيع الإجابة عني بما قصدته تماما
فماذا بعد الغياب غير الكتابة !!
الكتابة ..آخر أصبع لقاء
وآخر ضوء يمكن أن يخلد الذكرى
مجبورون جميعا على رحلة كهذه بعد أن أمضينا سنوات ٍ من الغربة نتسكع من مقهى لآخر
ورغم هذا أشعر بأنني كنت حمقاء جداً
حين لم أتشبث برداء السفر وأمسك به من تلابيبه
كان على الانتظار أن يخضع ولو لمرة واحدة لنحيب الغياب
لم يعد ثمة شيء ما ليدهشني
الدهشة اختصرت نفسها بمجرد أن سمعت فيها كلمات الرحيل..
دون أن تهمس الشفاه بذلك
" عيونك غابت "
أكثر صدقاً و حميمية بالنسبة لي من "عيناك غابتا "
الوطن لا يملك عينان فقط يا سيدي ..
ولا يملك قلبا واحداً أيضاً
ففي لحظات الوداع ..و حين تغرق الرؤيا في الدموع ..
يتسلل السراب وظمأ الصحاري إلى داخل الحزن
فلا نستطيع أن نميز أو نرى عينان فقط لمن نريد وداعه
تتكاثر في لحظات خلايا الأهداب و النظر
ونتمنى في الوقت ذاته ..
أن تخلق أعيناً أخرى في وجه من نحب لكي نرتوي بتقبيلها حد الفراق ..
و حد الأمل بلقاء .. وعودة أخرى
أستاذي الفاضل ..
لك رؤية نقدية جمالية أبصم عليها بكل تقدير وجمال
لقد جعلتني أقرأ نفسي بمنظار آخر ..
وزاوية أخرى كانت أشد وضوحا مما كانت عليه قبل نشر النص
كم نفتقد مثل هذه القراءات المختلفة للنصوص
شكرا لأنك هنا ..تدعمني وتشد من قصيدتي
.
<DIV align=center><FONT size=3 color=chocolate face=
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
إذن أيتها الجميلة...
تعرفين كيف تأتي بي على "ملا قلمي"..:)
إنه نص يجعلني أرسم لوحة..
أرى عيوناً حزينة بهية معلقة بدموعها نحو قمر في طريقه للأفول..ودرب طويل لا يُرى آخره ،ينتظرها أن تمشيه وحدها..
ثمة صوت فجر ..بعيد..ولون شفق ساحر على ثغر جرح الغياب..ينادي بوجد "عيونك غابت"..!!
الله يا ميلاد...حقا ماالذي أتي بي إليك..؟
أهو حرف تقاسمناه ذات بوح شريد،دثرناه بأنوثة كمجاهيل بحر لا يعرف قراره إلا نحن..؟
أم هو غياب يشبهني جئت أرشف منه معك هنا..أقبل عينيه قبل أن يذوي للأبد..!!
لعله حرف شهي سيال رشيق يكتبني وأنا صامتة ثم يهديني "أنا" في قصيدة كأعذب ما يكون ،عليها امضاء "ميلاد" شجن جديد؟؟
انتظر عيونك أيتها الشاعرة ،لأطبع عليها ابتسامة ود من الأعماق...
لك أصفى وهج..
إنه نص يجعلني أرسم لوحة..
أرى عيوناً حزينة بهية معلقة بدموعها نحو قمر في طريقه للأفول..ودرب طويل لا يُرى آخره ،ينتظرها أن تمشيه وحدها..
ثمة صوت فجر ..بعيد..ولون شفق ساحر على ثغر جرح الغياب..ينادي بوجد "عيونك غابت"..!!
الله يا ميلاد...حقا ماالذي أتي بي إليك..؟
أهو حرف تقاسمناه ذات بوح شريد،دثرناه بأنوثة كمجاهيل بحر لا يعرف قراره إلا نحن..؟
أم هو غياب يشبهني جئت أرشف منه معك هنا..أقبل عينيه قبل أن يذوي للأبد..!!
لعله حرف شهي سيال رشيق يكتبني وأنا صامتة ثم يهديني "أنا" في قصيدة كأعذب ما يكون ،عليها امضاء "ميلاد" شجن جديد؟؟
انتظر عيونك أيتها الشاعرة ،لأطبع عليها ابتسامة ود من الأعماق...
لك أصفى وهج..
آخر تعديل بواسطة وهـج في 06-05-2002 05:53 PM، تم التعديل مرة واحدة.
..المتوهجة!!
الله الله...
أول عود لي.. بعد غياب طال..
وعساه لا يتكرر..
ومن أين بدأت !!!
من ميلاد..
ووريث الرمل..
وانقلب الكون..
وتغير لون السماء وشكل السحاب..
وتزلزلت المفردات..
واه..
أين انا عنكم ومنكم..
أين أنا من كل هذا الجمال والتالق..
تحياتي لكم جميعا..
وأتمنى أن تسمحوا بعودتي رغم تقصيري.
أول عود لي.. بعد غياب طال..
وعساه لا يتكرر..
ومن أين بدأت !!!
من ميلاد..
ووريث الرمل..
وانقلب الكون..
وتغير لون السماء وشكل السحاب..
وتزلزلت المفردات..
واه..
أين انا عنكم ومنكم..
أين أنا من كل هذا الجمال والتالق..
تحياتي لكم جميعا..
وأتمنى أن تسمحوا بعودتي رغم تقصيري.
حول عينيك ..
حول غدائر شعرك..
حول احتفالك بالشمس قلبي يطوف..
لعلي أصاب بأغنية...
أو يصاب دمي بالتماع السيوف
حول غدائر شعرك..
حول احتفالك بالشمس قلبي يطوف..
لعلي أصاب بأغنية...
أو يصاب دمي بالتماع السيوف
-
- رشف مميز
- مشاركات: 2702
- اشترك في: 05-06-2001 10:21 PM
- اتصال:
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
ميلاد..
عندما قرأتُ هذه التحفة الشعريّةِ لأوّلِ مرّة.. كنتُ لم أستفقْ حينها بعد من الدهشةِ الموجِعة في ( ما عاد للأخطاءِ مقبرةٌ ..و لا للصفحِ أزمنةٌ.. إذا الصدقُ انكسَرْ)..
كنتُ لا زلتُ أحيا الصورةَ الحالمةَ (خذني إكليلاً من دمعٍ)..
فإذا بـ(عيونكَ غابت) تأتي لتحملَني في غيبوبةٍ شعريّةٍ أخرى !! إلى رحلةٍ ساحرةٍ لم أكن أريدُ لها أن تنتهي .. اجتاحتني فيها رعشةُ الدّهشةِ عندَ الكثيرِ من محطّاتِها المفاجئة...
(وسال على الجفن لونُ السبات )
(و لم يبقَ نهرٌ على مقلتيَّ سوى الحزنِ و الملحِ و الكبرياء!)
( و كيفَ على الجرحِ دارَ القلم؟!)
(و عثتُ لقاءً .. فأنتَ الفراقْ)
ذكّرني تعليق الدكتور زاهر في تحليلِهِ القيّم الرّاقي هذا للقصيدة على التأثيرِ الجميل الذي صنعه تكرار عبارة (عيونك غابت).. ذكّرني بتعليقٍ قرأتهُ للـ د. غازي القصيبي في قراءتِهِ التأمّليّةِ لمرثيّةِ مالكِ بن الرّيب و هوَ يتحدّث عن تكرارِ كلمةِ "الغضا" في مجموعةٍ من أبياتِ القصيدة ..
(وَ أُشهِدُ اللهَ أنّني لم أعثرْ في قراءاتي كلّها على تكرارٍ جميل يسقيكَ الأسى جرعةً بعدَ جرعة كتكرار "الغضا" في هذه الأبيات :
ألا ليتَ شعري هل أبيتَنَّ ليلةً
بوادي الغضا أُزجي القلاصَ النواجيا
فليتَ الغضا لم يقطعِ الرّكبُ عرضَهُ
و ليتَ الغضا ماشى الرّكابَ لياليا
لقد كانَ في أهلِ الغضا لو دَنَا الغضا
مزارٌ و لكنَّ الغضا ليسَ دانيا
..........)
ظلّت (عيونُكَ غابت) تثيرُ فينا الأسى و اهتياجَ الألم كلّما همَّ بالفتورِ مع مسارِ القصيدة..
لم أكن أريدُ لهذه الرائعة ان تنتهي .. و كنتُ أواسي نفسي بإعادةِ قراءتِها المرّةَ تلوَ المرّة و أشعرُ بالأسف في كلِّ مرّةٍ تنتهي فيها ..
هل أطلتُ بالثرثرة؟ أعلم ذلك.. أطلقتُ لنفسي العنانَ لأنني أعلمُ أنَّ الجميعَ في أجازة و لن أزعجَ أحداً :)
استأذنُ الآنَ لأعودَ و أستغرقَ في الصمتِ مرّةً أخرى... و أغيبُ معَ (عيونكَ غابت)..
ميلاد..
عندما قرأتُ هذه التحفة الشعريّةِ لأوّلِ مرّة.. كنتُ لم أستفقْ حينها بعد من الدهشةِ الموجِعة في ( ما عاد للأخطاءِ مقبرةٌ ..و لا للصفحِ أزمنةٌ.. إذا الصدقُ انكسَرْ)..
كنتُ لا زلتُ أحيا الصورةَ الحالمةَ (خذني إكليلاً من دمعٍ)..
فإذا بـ(عيونكَ غابت) تأتي لتحملَني في غيبوبةٍ شعريّةٍ أخرى !! إلى رحلةٍ ساحرةٍ لم أكن أريدُ لها أن تنتهي .. اجتاحتني فيها رعشةُ الدّهشةِ عندَ الكثيرِ من محطّاتِها المفاجئة...
(وسال على الجفن لونُ السبات )
(و لم يبقَ نهرٌ على مقلتيَّ سوى الحزنِ و الملحِ و الكبرياء!)
( و كيفَ على الجرحِ دارَ القلم؟!)
(و عثتُ لقاءً .. فأنتَ الفراقْ)
ذكّرني تعليق الدكتور زاهر في تحليلِهِ القيّم الرّاقي هذا للقصيدة على التأثيرِ الجميل الذي صنعه تكرار عبارة (عيونك غابت).. ذكّرني بتعليقٍ قرأتهُ للـ د. غازي القصيبي في قراءتِهِ التأمّليّةِ لمرثيّةِ مالكِ بن الرّيب و هوَ يتحدّث عن تكرارِ كلمةِ "الغضا" في مجموعةٍ من أبياتِ القصيدة ..
(وَ أُشهِدُ اللهَ أنّني لم أعثرْ في قراءاتي كلّها على تكرارٍ جميل يسقيكَ الأسى جرعةً بعدَ جرعة كتكرار "الغضا" في هذه الأبيات :
ألا ليتَ شعري هل أبيتَنَّ ليلةً
بوادي الغضا أُزجي القلاصَ النواجيا
فليتَ الغضا لم يقطعِ الرّكبُ عرضَهُ
و ليتَ الغضا ماشى الرّكابَ لياليا
لقد كانَ في أهلِ الغضا لو دَنَا الغضا
مزارٌ و لكنَّ الغضا ليسَ دانيا
..........)
ظلّت (عيونُكَ غابت) تثيرُ فينا الأسى و اهتياجَ الألم كلّما همَّ بالفتورِ مع مسارِ القصيدة..
لم أكن أريدُ لهذه الرائعة ان تنتهي .. و كنتُ أواسي نفسي بإعادةِ قراءتِها المرّةَ تلوَ المرّة و أشعرُ بالأسف في كلِّ مرّةٍ تنتهي فيها ..
هل أطلتُ بالثرثرة؟ أعلم ذلك.. أطلقتُ لنفسي العنانَ لأنني أعلمُ أنَّ الجميعَ في أجازة و لن أزعجَ أحداً :)
استأذنُ الآنَ لأعودَ و أستغرقَ في الصمتِ مرّةً أخرى... و أغيبُ معَ (عيونكَ غابت)..
آخر تعديل بواسطة د//نون في 07-03-2002 09:38 AM، تم التعديل مرة واحدة.
((( سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ ! )))
قـنـديـل الـذكـرى ..
صــمـت أمـّي ..
تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
ركــنٌ .. لــي ..
جــديـلـة ..
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 66 زائراً