خــــديجـــــــــة (هديةٌ جميلة من روحٍ أجمل)

الشعر العمودي - شعر التفعيلة

المشرفون: مجدي، موودي

عازف الجَنان
بوح دائم
مشاركات: 112
اشترك في: 04-12-2001 01:10 PM
اتصال:

خــــديجـــــــــة (هديةٌ جميلة من روحٍ أجمل)

مشاركةبواسطة عازف الجَنان » 01-31-2002 02:14 PM

هذه أحد الاختيارات التي تبعثُ بها إلـيَّ روحٌ جميلةٌ

شفافةٌ رائعة، نتبادلُ الحلم سويا

على ضفافِ الأمــل

فشكراً لها ولكــم
تحياتي
إياد

خَـــدِيْـــجَةُ

للشاعر مظهر الحجي



أَنا مُتْعَبٌ....‏

فكلُّ الحَساسينِ آبَتْ إلىالعشِّ زَوْجاً فزوجاً‏

وَوحدي على شجرةِ الحلمِ ، لاعشَّ يُؤوي عِظامي‏

بهذا الشتاءِ الطويلِ‏

ووحدي معَ الرّيحِ ، أَذْوِي... وهذا العَويلِ

وفي كلِّ يومٍ...‏

يطولُ انْتظاري على كالحاتِ الدُّروبِ‏

نَشيداً... أنوءُ بأوزارِ عُمْرِي‏

وآوي إلى شاحبِ الحلمِ.. والمستحيلِ.‏

أنا مُدْنَفٌ...‏

وشَوقي إليكِ، خديجةُ، ينداحُ يوماً فيوماً‏

يُباغتُني اللّيلُ، أَهْفُو إليكِ‏

أُسائلُ عنكِ النَّوافِذَ، والياسمينةَ...‏

بُقْيا مِنَ الزَّرعِ، أوْ عطرَكِ السَّرمديَّ‏

وحينَ يضيقُ بيَ الصَّمتُ..‏

أهوي كَسيراً‏

أغوصُ بأسرابِ دمعيَ والذّكرياتِ‏

وأرنُو إلى البابِ رُوحاً.. حَريقاً‏

أناديكِ بالصَّامتِ المستجيرِ...‏

بقلبيَ... يَرتدُّ صوتي رّذاذاً‏

وحينَ أُشارفُ ليلَ اخْتناقي‏

تَهلّينَ من "لوحةٍ" في الجدارِ‏

يُضيءُ عيونَكِ حُزنٌ جَليلٌ‏

وأَغرقُ في ليلِ عينيكِ‏

تَزْقُو حُشاشاتُ رُوحي‏

أمدُّ إليكِ يداً من عَناء.‏

وَرُوحي تُرفرفُ عصفورَ شوكٍ‏

يتوقُ إلى عالمٍ من ضياء.‏

خُذينيْ ، خديجةُ ، إنَّ الهَوى مُتلفٌ‏

وبعضٌ من العشقِ يُذْوي الفؤادَ‏

فكيفَ إذا عِشْتُكِ الدَّهرَ وَجْداً‏

وكيفَ إذا خُضتُ في الجمرِ حتى الرَّمادِ.‏

خُذيني إليكِ... تعاليْ إليَّ‏

فهذا الفؤادُ اللّجوجُ الحرونُ يزيدُ اشْتعالي‏

فيزدردُ الصَّبرُ ذَرّاتِ طِيني‏

وتَذرو الوساوسُ بُقْيا يَقيني‏

وآهٍ .. خديجةُ...‏

حينَ تهسهسُ، في الصّمتِ، أصداؤكِ الحانياتُ‏

فيزهرُ في الصّدرِ حلمٌ وضيءٌ‏

وأدخلُ بستانَكِ الليلكيَّ‏

ترفرفُ روحُكِ فوقَ الظَّلامِ‏

تضوءُ على بَسمةٍ آسرهْ‏

وآوي إلى سَرْوةٍ ساهرهْ‏

فتُرخي ظلالَ الجدائلِ‏

يَحْنُو بَلِيلُ التّرابِ‏

وأَنساقُ في ساحراتِ الخواطرِ‏

أغفو على الصّدرِ أشلاءَ طفلٍ‏

تُباغتني الشمسُ.. لَدْغاً‏

ويستيقظُ الحلمُ... وهماً‏

كأنّي.. تراودُ كَفّايَ بعضَ السَّرابِ.‏

وآهٍ.. خديجةُ.. حينَ اتّكأتُ...‏

على شُرفةٍ في جدارٍ من الطّينِ‏

ناءَتْ عِظَامي.. تداعتْ...‏

هَوَيْتُ عَميقاً .. عميقاً‏

إلى قاعِ هذي المدينةِ‏

كانتْ يَدايَ لُهاثاً... وراءَ ظِلالِ جدائلكِ السُّودِ‏

زاغتْ.. تَشبّثتُ ظلاًّ وظِلاّ‏

وكلّتْ يدايَ.. انْقطعتُ‏

ومازال طِينيَ يَهوي ويَهوي‏

ومازالَ قاعُ المدينةِ ينأى.. وأَهْوِي‏

ومازلتُ أغرقُ في قاعِ خمَّارةٍ... من ضَباب.‏

- إلى أين َيا عُشْبَةَ القلبِ.. تَمضي...؟!‏

- خديجةُ...‏

إنّي أضيعُ.. أَضيعُ بهذا الخَراب‏

خديجةُ.. هذي المدينةُ أَفْعَى‏

ولا تعرفُ الأمنَ، لا تعرفُ الحبَّ‏

تَلْدَغُ.. حتّى زهورَ المقابرِ‏

حتى عظامَ الأحبّهْ‏

خديجةُ.. حتى الحَواري العتيقاتُ ضاعتْ‏

وغادَرها الوجدُ والياسمينُ‏

وهاجرَ في السّرِّ ظلُّ العرائشِ‏

هاجرَ في الحزنِ حتى التُّراب.‏

خديجةُ...‏

هذا زمانُ الجنونِ الحنونُ‏

وهذا هو العامُ .. يَخْبُو‏

ونستقبلُ اليومَ عاماً.. سَيَحْبُو‏

كَذا أعلنَ السّاهرونَ الحُواةُ‏

وهم يسفحونَ على الخَصْرِ والسّاقِ‏

أنخابَ عُمْرٍ سعيدٍ‏

وعامٍ جديدٍ‏

فينسابُ ذا النّخبُ في الرّوحِ ناراً‏

فماذا سيحملُ طِينيَ مِمَّا مَضىَ؟‏

وأيُّ جديدٍ سَيَسْتَنْبِتُ الدُّهرُ في غابةِ الرّوحِ؟‏

هذا تُرابي يَبَابٌ‏

وهذا القطيعُ المعربدُ يَمضي إلى هالكِ الشّوطِ‏

يمضي سَعيداً‏

ويَزْهُو بنيرِ الحُواةِ‏

يُغَيَّبُ حتى وراءَ الغيابِ‏

تقولينَ : غَنِّ‏

لعلَّ القَطيعَ المُغَرَّرَ يَصْحُو، يَثُوبُ.‏

خديجةُ.. ماذا أُغَنّي؟!‏

وأَيُّ الأناشيدِ ترجعُ ماضاعَ مِنّي؟!‏

ومَنْذَا سيسمعُ طِيناً...‏

أضاعَ على الدّربِ أوتارَهُ‏

وعُوداً... تساقطَ عُضْوا فعُضْوا‏

وضاقَتْ بهِ الأرضُ‏

لا قبرَ يؤوي بقايا جُنونيَ‏

لاقلبَ يُغْوي بقايا القَصيدةِ‏

هذي الحُروفَ النَّزيفَ‏

وهذي العصافيرُ آبَتْ إلى العشِّ خَرساءَ...‏

تبكي ضياعَ النّشيدِ الوَريفِ‏

تُلوِّحُ... أجنحةً مُتْعباتٍ‏

لآخرِ نسغٍ طَواهُ.. الخريف.‏

أنا.. تالفٌ.. مُدنفٌ‏

فيا حانةَ الصحبِ، بعضَ النّبيذِ‏

لعلَّ الوداعَ يكونُ خَضيلا‏

وعلَّ ظلال البنفسجِ.. تَحْنُو‏

وتأخذُ ذا الطَّفلَ...‏

أَخْذاً.. جَميلا

الشاعر مظهر الحجي
صورة
د//نون
رشف مميز
مشاركات: 2214
اشترك في: 04-12-2001 01:12 PM

مشاركةبواسطة د//نون » 02-01-2002 10:25 AM

<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
(أغفو على الصّدرِ أشلاءَ طفلٍ‏

تُباغتني الشمسُ.. لَدْغاً‏

ويستيقظُ الحلمُ... وهماً‏

كأنّي.. تراودُ كَفّايَ بعضَ السَّرابِ.)

الأخ الفاضل "عازف الجنان"
دامَ لنا ذوقُكَ الشعريّ الرّفيع..
المختارة أكثر من رائعة
قد تكونُ لي عودةٌ لها..
و إلى ذلك الحين تقبّل منّا الشكرَ الجزيل على هذه القصيدة الجميلة





(((
سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ !
)))




صورة قـنـديـل الـذكـرى ..
صورة صــمـت أمـّي ..
صورة تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
صورة ركــنٌ .. لــي ..
صورة جــديـلـة ..
عازف الجَنان
بوح دائم
مشاركات: 112
اشترك في: 04-12-2001 01:10 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة عازف الجَنان » 02-01-2002 03:23 PM

العزيزة د,. نون
شكرا لكِ على الحضور ، الروعة روعة روحك
تحياتي لكم جميعا
إياد
صورة
مــيــــلاد
مشرفة النادي
مشاركات: 395
اشترك في: 04-30-2001 10:44 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة مــيــــلاد » 02-01-2002 07:03 PM

<font size=4 color=scarlet face=Tahoma>
<DIV align=right><FONT size=3 color=navy face=

شكرا لها ولك يا عازف الجنان

فأنا لم أقرأ لهذا الشاعر من قبل




ما اجملها :

(خُذينيْ ، خديجةُ ، إنَّ الهَوى مُتلفٌ‏

وبعضٌ من العشقِ يُذْوي الفؤادَ‏ )
<DIV align=center><FONT size=3 color=chocolate face=
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
صورة
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
عازف الجَنان
بوح دائم
مشاركات: 112
اشترك في: 04-12-2001 01:10 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة عازف الجَنان » 02-02-2002 08:48 AM

شكرا لكِ ميلاد وشكرا لحضورك
إياد
صورة
Albaik
همس جديد
مشاركات: 53
اشترك في: 12-23-2001 10:42 AM

فوق الشعور ....

مشاركةبواسطة Albaik » 02-02-2002 12:55 PM

[b][b]

عندما تجتازنا قصيدة مثل هذي القصيدة. تأخذنا برياحها إلى خارج المدار . لتكون حالة صوفية نادرة ، فوق الشعور ...

آتساءل دوماً إن كان الشاعر أو الأديب بشكل عام قد مارس فروسية الاحساس .
أن تلجم هذا الجنون في جسد قصيدة لتبقى جنوناً يعني أنك فارس ماهر ، هذا ما كرره علي استاذي في اللغة العربية منذ زمن .

وآهٍ.. خديجةُ.. حينَ اتّكأتُ...‏
على شُرفةٍ في جدارٍ من الطّينِ‏
ناءَتْ عِظَامي.. تداعتْ...‏
هَوَيْتُ عَميقاً .. عميقاً‏
إلى قاعِ هذي المدينةِ‏
كانتْ يَدايَ لُهاثاً... وراءَ ظِلالِ جدائلكِ السُّودِ‏
زاغتْ.. تَشبّثتُ ظلاًّ وظِلاّ‏
وكلّتْ يدايَ.. انْقطعتُ‏
ومازال طِينيَ يَهوي ويَهوي‏
ومازالَ قاعُ المدينةِ ينأى.. وأَهْوِي‏
ومازلتُ أغرقُ في قاعِ خمَّارةٍ... من ضَباب

سحيقة جداً معان هذه المقطوعة ، تفترسني فيها غريزة البقاء عند السقوط.
الله الله لازلت أعيد بقرائتها .


هل تكفيك شكراً من القلب .

أخوك
أول الكلام ،،،،،، إبتسامة
عازف الجَنان
بوح دائم
مشاركات: 112
اشترك في: 04-12-2001 01:10 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة عازف الجَنان » 02-02-2002 01:52 PM

<font size=4 color=blue>
العزيز البيك،
صادقةٌ تلكَ الفُجـــاءةُ التي أرخيتَ عقالها عليَّ ،
تلجيم الجنونِ في جسدِ القصيدةْ،
وفروسيةُ الإحساس،
شكراً لكَ ايها المارقُ حلماً جميلاً
إيــاد
صورة
eid
بوح دائم
مشاركات: 839
اشترك في: 06-26-2001 12:39 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة eid » 02-02-2002 03:13 PM

أعجبني هذا الشطر من الهدية الجميلة

خديجة حتى الحواري العتيقات ضاعت

وغادرها الوجد والياسمين

إلى ..أن يقول

خديجة

هذا زمان الجنون الجنون

وهذا هو العام ..يخبو

ونستقبل اليوم عاما ..سيحبو

رائع هذا الشاعر فى تقديم هدية جميلة فى غاية الجمال

واروع إياد فى أختيارها

لك منى يا إخى

جزيل الشكر ..وعرفانا بحلاوة وعذوبة الكلمات
همس القوافي
عازف الجَنان
بوح دائم
مشاركات: 112
اشترك في: 04-12-2001 01:10 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة عازف الجَنان » 02-03-2002 09:16 AM

<font size=4 color=blue>

العزيز عيد
تحية طيبة
شكرا لكَ على الحضور الجميل، وعلى الروح الجميلة
الشكر لكَ أيها الجميل
إياد
صورة
د//نون
رشف مميز
مشاركات: 2214
اشترك في: 04-12-2001 01:12 PM

مشاركةبواسطة د//نون » 10-31-2006 04:43 AM

ذائقةٌ بتنا نفتقد مثلَها أخي إياد ..
ننتظر عودتكَ بِها ..
و بمختاراتٍ بكلّ اللغاتِ التي تجيد ..





(((
سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ !
)))








صورة قـنـديـل الـذكـرى ..

صورة صــمـت أمـّي ..

صورة تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..

صورة ركــنٌ .. لــي ..

صورة جــديـلـة ..

العودة إلى “الشعر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 79 زائراً