هل أعذبُ الشعرِ هوَ أكذبهُ؟!

حوارات - مواضيع - شعرعامِّي

المشرف: مجدي

د//نون
رشف مميز
مشاركات: 2214
اشترك في: 04-12-2001 01:12 PM

مشاركةبواسطة د//نون » 12-21-2001 12:11 PM

<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">

قرأتُ هذا المقالَ للكاتبِ "عبد الله باجبير" في جريدةِ الشرقِ الأوسط بتاريخ 18ديسمبر2001

جعلني موضوعه أتساءل -و أحببتُ أن أشارككم التساؤل- "إلى أيِّ مدىً تبلغُ صحّةُ العبارةِ القائلة ..(أعذبُ الشعرِ أكذبُه) ؟"

يقولُ المقال:
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#000000">

ليسَ صحيحاً أنّ أفضلَ شعراءِ الغزلِ هم الّذينَ أحبّوا ..هناكَ شعراء لم يحبّوا ، و كتبوا أجملَ أبياتِ شعرِ الغزلِ و أرقّها...
كنتُ أقرأُ قصّةَ الصراعِ المشهورِ بينَ اثنينِ من أبرزِ شعراءِ العصرِ الأمويّ هما جرير و الفرزدق ...كانَ كلاهما شاعراً عظيماً و كانَ الفارقُ بينَ أسلوبي حياةِ كلٍّ منهما كبيراً.
اشتهرَ جرير بعفّتِه...و اشتهرَ الفرزدقُ بفجورِه..عاشَ جرير حياةً زوجيّةً هادئة...و عاشَ الفرزدقُ حياةً حافلةً بالنزواتِ و الخطايا و قصصِ الحب...و معَ ذلك كانَ جرير أرقّ شعراً من الفرزدق.
و كانَ جرير يقولُ : لو عشقتُ لنسبتُ نسيباً تسمعهُ العجوزُ فتبكي على شبابِها
و كانَ الفرزدقُ يقول: "ويحَ ابنِ المراغة –يعني جريرا- ما أحوجَهُ مع عفافِهِ إلى صلابةِ شعري ...و ما أحوجني مع ما أنا فيه إلى رقّةِ شعره"
و قد كتَبَ جرير أشهرَ بيتينِ في الغزلِ بإجماعِ النّقّادِ في الغزلِ و هما:

إنّ العيونَ التي في طرفِها حَوَرٌ
قتلننا ثمَّ لم يحيينَ قتلانا

يصرعنَ ذا اللبِّ حتى لا حراكَ بهِ
و هنَّ أضعف خلقِ اللهِ إنسانا

و الأكيد أنّ العيونَ التي في طرفِها "حورٌ" لم تصِبْ من جرير مقتلاً...و لم تصرَعْه...لم تُصِبْهُ بالأرق..فقد كانَ رجلاً عابداً متعبّداً..و زوجاً مخلصا..عاشَ حياةً زوجيّةً هانئة.

و لعلَّ ذلكَ يُذكّرنا بالمتنبّي الّذي كتبَ أفضلَ شعرِ المعارِكِ و القتالِ دونَ أن يخوضَ معركةً واحدة ...أو يشتركَ في قتال ..إلاَّ ثلاث مرّات ..واحدة مع بعضِ غلمانِ "العشائر" و الثانية مع عبدٍ حاوَلَ أن يسرقَ حصانَه ، و الثالثة عندما خرَجَ عليهِ بعض الفرسانِ فقتلوه!!

ليست التجربة المباشرة هيَ عمادُ الإبداعِ ، وربّما عبّرَ الأديب عمّا ينقصه بأفضل مِمّا يعبّرُ عمّا توفّرَ له ، و أقولُ "ربّما " فليسَ في الإبداعِ أحكامٌ مطلقة ، أو هذا على الأقل ما أنا مقتنعٌ بِه "





(((
سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ !
)))




صورة قـنـديـل الـذكـرى ..
صورة صــمـت أمـّي ..
صورة تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
صورة ركــنٌ .. لــي ..
صورة جــديـلـة ..
مــيــــلاد
مشرفة النادي
مشاركات: 395
اشترك في: 04-30-2001 10:44 AM
اتصال:

شكرا دكتورة نون .........

مشاركةبواسطة مــيــــلاد » 12-21-2001 06:34 PM

<font size=3 color=scarlet face=Tahoma>
<DIV align=right><FONT size=3 color=Navy face=

كأنني أعتب على الكاتب كونه حصر أغلب الشعر في الغزل وأبتدأ به وكأنه أراد أن يقول ( هل أعذب الغزل أكذبه )




وبما أن الغزل يعتمد على الجمال كمنطلق له فأنا لا أظن بأن جميع الملهمات ممن كتب عنهم هذا الغزل كانوا جميلات حقا

ولهذا اعتقد أن المقولة صحيحة يا نون ;)




وبما أنه تحدث عن الغزل فقط فقد قرأت أيضا تساؤلات أخرى في أحد الكتب يقول :

لماذا كان الغزل ؟ وهل تعتبر المرأة المصدر الأول والأخير لولادة هذا الفن .؟؟ وأيهما له الفضل على الآخر ؟؟؟






تحياتي
majales
بوح دائم
مشاركات: 395
اشترك في: 04-14-2001 10:05 AM

مشاركةبواسطة majales » 12-22-2001 07:46 PM

أن شخصيا أوافق من يرى التباين بين الشعر والحقيقة ..!!
فالشعر ضرب من ضروب الفن
والفنان كما نعرف يرى الأمور من زاويته ويظهرها بالطريقة التي يتمنى أن تكون ولا يؤاخذ على ذلك
فالشاعر يرسم بالحروف
والشعر يكون خصبا أن هو مزج بين الحقيقة والخيال

وأين الخيال من الحقيقة؟ لكنها الحياة والشعور بجمالها, وحين ينطلق العقل متخيلا تبدو الحياة أكثر جمالا ... تلك هي الحقيقه.

ينسحب ذلك على شتى ضروب الشعر من نسيب أو فخر أو رثاء أو هجاء
الخ...

موضوع ممتع يانون وتسلمين
فرسان
همس جديد
مشاركات: 29
اشترك في: 10-10-2001 05:47 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة فرسان » 12-23-2001 12:54 PM

<FONT FACE="Arial" SIZE="3"><FONT COLOR="#B22222"


لعلي أميل إلى الرأي الذي يجد هذه العبارة دلالة على المبالغة في الشعر والتي تكاد تكون من طبيعته ونستشعرها جلية دونما عناء ..
يقول الشاعر :
أنيسة لو رأتها الشمس ماطلعت ... من بعد رؤيتها يوما على أحدِ
ويقول المتنبي :
كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني
ومثل هذا كثير غالب في الشعر ..
.
أما علاقة العبارة هذه بكون القصيدة تحكي ( صدقا ) أم لا ، فأحسب أن المتلقي يتأثر ويؤخذ بالقصيدة الجميلة دون أن يدري مدى هذا الصدق .
.
قد يكون أكذب الشعر عذبا .. لا لأنه أكذبه ..
وقد يكون أصدقه عذبا .. لا لأنه أصدقه ..
إنما بما يتوافر به من مقومات الشعر الجيد من فكرة وبلاغة ومهارة .....
.
هذا رأي لاأكثر ..

شكرا لك د . نون وكل عام وأنت بخير .
</FONT>
الثقافة
بوح دائم
مشاركات: 134
اشترك في: 11-20-2001 07:33 PM

التقمص اساس الشاعرية و ليس الكذب

مشاركةبواسطة الثقافة » 12-23-2001 02:18 PM

يحلو ان اتتبع مشاركات طبيبة المنتدى


و اعجب من ان ميلاد تسبقني اليك بكل جدارة ربما لانها مشرفة النادي و حاضرة اكثر مني


لاتثاقف معها و اصقل ذاكرتي بما تهتصره من روائع الادب و النصوص

هنا يادكتورة نون


اعتقد ان الشاعر الجيد هو الشاعر الذي يجيد التقمص بالاضافة الى اجادة تمريغ القارئ و حشره معه في مراغته الحسية و الشعورية المفتعلة الى ابعد حد . و لا اجد اقدر في ذلك من الشاعر بشار حين يقول

>>>انسن غرائر ما هممن بريبة كضباء مكة صيدهن حرام
>>>يحسبن من انس الحديث زوانيا و يصدهن عن الخنى الاسلام


فهو يذكر صفات طالما ناقضها و اقر بعكسها في ابيات كثيرة حيث انه قال بيت يشير الى نكرانه لمفهوم العفة عند المرءة مهما كانت .... وهوهنا يتقمص ثوب العفة و يعبر عنها بلغة رائعة .

و مثال اخر

قول مسلم بن الوليد
>>>كأني حين اغضي عن سواكم... اخاف لكم على عيني رقيبا


انه يتقمص التشرد و الاستسلام لذاته و السلطة و العنفوان و التمكن لمحبوبه بطريقة تظهرها امعان البيت في ابراز هيمنة الحبيب حتى على جفن الشاعر و لمحات عينيه ...


ان مفهوم التقمص عندي اشمل و اسلم من مفهوم الكذب الذي ساد في النقد العربي احقابا مديدة ...
تضيق الارض بالجبان و يتسع القبر للشجعان
زهرور
بوح دائم
مشاركات: 833
اشترك في: 04-30-2001 09:37 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة زهرور » 12-23-2001 11:45 PM

<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">مقولة "أعذبُ الشعرِ أكذبُه" عربية قديمة، والمقصود بها ليس الكذب بمفهومه البغيض وإنما ما يعتري الشعر من خيال ومبالغة. وقد قيل أن شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه في الجاهلية أقوى منه في الإسلام، ربما لابتعاده متعففا عن المبالغة، وهو أمر تبعه فيه آخرون من الصحابة رضوان الله عليهم الذين هجروا الشعر تعففا واستغناء بالقرآن، وهو رأي محدود إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشهد بالشعر ويعجب بالشعراء وروي أنه لم يسمع عن أحد قط فتمنى رؤيته إلا عنترة، كما كان يستشهد بالشعر وخاصة قول طرفة بن العبد

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تَـزوَّدِ

كما كان كبار الصحابة ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشهدون بالشعر، على أن ذلك لم يغن عن تعفف البعض بالعلم والزهد عن الشعر، ومن أولئك الإمام الشافعي رضي الله عنه حيث يقول:

ولولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبـيد

أما مقالة الكاتبِ "عبد الله باجبير" فهي مليئة بالافتراضات الغريبة والتي يصل فيها الكاتب إلى أن التجربة المباشرة ليست هيَ عمادُ الإبداع، مع أن الإبداع لايمكن أن يتم دون التجربة، وهما بلغت القدرة لدى الشاعر مثلا على التعبير فلن يكتب في الحب بعاطفة من أحب..الغريب أن الكاتب يذكر أنه "ليسَ صحيحاً أنّ أفضلَ شعراءِ الغزلِ هم الّذينَ أحبّوا" وذكر أن "هناكَ شعراء لم يحبّوا، و كتبوا أجملَ أبياتِ شعرِ الغزلِ و أرقّها" ولم يذكر لأولئك مثلا ولماذا يكتبون ماداموا لم يحبوا ؟ كما أنه ذكر أن جرير اشتهر بعفّتِه فيما اشتهرَ الفرزدقُ بفجورِه، وهو كلام يحتاج إلى بعض الدقة، فقد كان جرير أعف شعراء النقائض كما رأى الخليفة عمر بن عبد العزيز، ولم يسمح لشاعر غير جرير بالدخول عليه.. وذلك بعد أن بقي جرير بباب الخليفة أياما يستعطف ومن أشهر أبياته في ذلك:

يا أيها العابد المرخي عمامتـه
هذا زمانك، إنِّ قد مضى زمني

على أن ذلك لا يجعل من جرير مثاليا وتكفي أبياته المفحشة في النقائض ومن أمثلتها خطابه الفرزدق في نهاية إحدى أرق قصائد جرير وهي تلك التي رثى بها زوجته ومطلعها:

لولا الحياء لهاجني استعبار
ولزرت قبرك والحبيب يُزار

ومن ثم تطرق إلى أقذع السباب والقذف مثل قوله

أفأم حزرة يا فرزدق عبتمو
غضب الأله الواحد القهـار
كانت إذا هجر الحليل فراشها
...........................
ليست كأمك يافرزدق......
...........................

والغريب أن الكاتب لم يشر إلى أن الذي تدين في آخر عمره هو الفرزدق ويروى أنه تشيَّع، وقصيدته مشهورة في علي زين العابدين ومطلعها:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والحل يعرفه والبيت والحـرم

ومنه قوله المشهور:

ماقال لا قط إلا في تشهده
لولا التشهد كانت لاؤه نعم

أغرب ما في المقالة استنتاج الكاتب دون سند أن جرير كتب بيتي الغزل اللذان هما من أشهر ما كُتِب وليس ثمة إجماع على ذلك كما ادعى الكاتب، دون معاناة أو تجربة مع العيون التي في طرفها حور، وهذا قول افتراضي لا يستند إلى مرجع، عدا أن جرير حتى لو افترضنا أنه كان "عابداً متعبّداً..و زوجاً مخلصا" فليس ثمة مانع من أن تغتاله تلك الأعين كما أثرت فيمن هم أشد منه تعبد وفقها مثل الفقيه الشهير عروة بن أذينة.

الأغرب في المقالة تجنِّي "باجبير" على المتنبي واتهامه بـأنه "كتبَ أفضلَ شعرِ المعارِكِ و القتالِ دونَ أن يخوضَ معركةً واحدة"، وهو أيضا رأي غير مسنود وتدل قصائد المتنبي وإبداعه عن حضور فاعل في تلك المعارك، وهو ما أشار إليه من كتبوا عنه مثل محمود شاكر في كتابه المرجع "المتنبي"، وعبد الوهاب عزام في كتابه "ذكرى أبي الطيب المتنبي بعد ألف عام".

إن التجربة والمعاناة هما أساس الصدق في الإبداع ويستحيل أن يعبِّر أحد عن تجربة لم يمر بها مثل من مر بالتجربة أو أحس بالمشاعر..أما المتنبي فنقول له:

فـــدتك نفــوس الحاسدين فإنها
معــذبةٌ فــي حَـضـرةٍ ومغيب
وفي تعب من يحسد الشمس ضوءها
ويجهــد أن يــأتي لها بضريب
بيني وبين أبي العلاء حكاية *** في الحكم أسترعي لها الحكماء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
الثقافة
بوح دائم
مشاركات: 134
اشترك في: 11-20-2001 07:33 PM

عامل التحويل او الازاحة في الابداع

مشاركةبواسطة الثقافة » 12-25-2001 01:08 AM

الاخ زهرور مع التحية و التقدير

انك بدل ان تقف موقف متوسطا من تجاوزات مقال " عبد الله باجبير " تطرفت في الدفاع عن وجة نظرك و احب هنا ان اسحب من مقالك بعض الخيوط لاعيد ادخالها في بنية الحوار بطريقة اكثر اعتدالا

الاول : ان مقولة اعذب الشعر اكذبه ليس المقصود منها الكذب بمفهومه البغيض ....> كيف لا ورسول الله قال في حديث ماثور : لان يمتلء جوف احدكم دما و قيحا خير له من ان يمتلى شعرا " ثم اضف الى ذلك ان كثير مت المدح كله مبالغة كاذبه و منها البيت الذي اوردته عن الفرزدق ( مع انني بدلت مكان الحل بالبيت )

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه و الحل والحـرم

يحمل هذا البيت مبالغة عاطفيه تدخله في مظلة الكذب . صحيح انه لم يسلب من احد شيئا و لم يدلس على احد حقا لكنه قال ما هو متجاوز للحقيقة و الواقع . حتى و لو قلنا بجواز ذلك من احد ابواب البلاغة ( من مجاز او نحوة ) . و الحقيقة حتى مفهوم التقمص الذي اقترحت انا اعتماده في مشاركتي اعلاه لتبرير و تفسير ابداع الشاعر الذي قد لايكون مر بالتجربة يحمل ضمنا معنى التمثيل الذي له علاقة بنوع من الكذب .


>>>>>>> و حاجة الشعر للكذب ، من خلال الارتكاز على المعاني الحدية ، هدفها خلق اقصى حد من التباينات بين المشاهد التى تشف عنها البنية الفوقية للنص الشعري >>> و بالتالي يكون الشعرقد سبق كثير من الفنون مثل الرسم و التصوير في مراعاة تأثير التباين لاثراء المشهد و بالتالي احكام اسر القارء او السامع للحدث و طبع بصمة النص في عقلية و نفسية ذلك القارئ او السامع .

ثانيا : الخبرة المباشر
بالغت كثيرا في التحيز لضرورة مرور الشاعر بالخبرة المباشرة لكي تكون تعبيراته مبدعة .
و مع انني لا اختلف معك انه اذا حضرت الخبرة المباشرة و المعاناة الحقيقية كان التعبير بليغا مبدعا كمن و صف ابناءة بالكبد تمشي على الارض و كمن . و دع اهله و قمره في بغداد في مقولة رائعة و غيرهم كثير و لكن هل يختفي الابداع اذا اختفت الخبرة المباشرة . هنا اختلف معك كثيرا .
ان وثوقيتك الكبيرة بصحة رايك تجعل نقضه و رفض سهلا جدا و لو لم يوجد الا شاعر واحد يتحقق فيه عكس تلك المقولة او الراي . و هذا ما قدمه باجبير .. و ما قيل عن حسان رضي الله عنه ...
و علم النفس اليوم يقدم دلاليا منا قضا لمقولتك او يدعم المقولات المضادة فبدعم من التجربة و الدراسات الميدانية تبين ان في الانسان قدرة على تحويل مشاعره اعلاء و اسفالا و ازاحة ...
ومعلوم ان نفسية الشاعر فياضة تغلي بالمشاعر و الانفعالات لانه شديد الحساسية
>>و بالتالي اذا ملك القدرة على ازاحة و تحريك انفعالاته العنيفة تجاه و اقعة ما استطاع ان يعبر عنها بمساعدة من خبراته الحياتية و الثافية و شاعريته الفطرية ..... و هنا يقل اهمية حضور الخبرة المباشرة كما هو الحال عند بشار في وصف الحرب و غيره كثير ...




مع التحية و تقديري لك و لجميع المشاركين
تضيق الارض بالجبان و يتسع القبر للشجعان
Albaik
همس جديد
مشاركات: 53
اشترك في: 12-23-2001 10:42 AM

ربما كنت محقاً ؟!!

مشاركةبواسطة Albaik » 12-25-2001 01:52 PM

[b][b]
الدكتور N
في البدء أود أن أشكر لك هذا الطرح الجميل ولا يفوتني أن أعبر لك عن دهشتي عندما قمت بطرح هذا الموضوع ، حيث أنني سبق وأن طرحت موضعاً مشابها عن الكاتب الأديب واحترافه ، واتسأل هل هو مناجاة في الأفكار أم ماذا .خصوصاً أن كاتباً كبيرا مثل الجبير يكتب عنه .
على أي حال هذا الطرح موجود في موقع سوالف ولمن يحب أن يقرأه بإمكانه الذهاب إلى هذه الوصلة ففيها من التعليق والآراء الكثير الممتع الوصلة هي :

http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=548e967fbd0f25a637cc3cfb89de6d67&threadid=119415

الدكتور N
ليسعدني الإطلاع على ردك ورد بقية القراء على موضوعي وإن كان تحت نفس موضوعك هنا .

مرة أخرى شكراً لك .

ملاحظة، Albaik هو نفسه البيك . لعدم تمكني من الدخول على حسابي المسجل أول مرة - البيك
أول الكلام ،،،،،، إبتسامة
زهرور
بوح دائم
مشاركات: 833
اشترك في: 04-30-2001 09:37 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة زهرور » 12-25-2001 02:29 PM

<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">أحسب أني أختار الموقف الذي أراه مناسبا، وأن أحدد إن كان وسطا أم متطرفا.. وإن كنت أسمح لك بسحب بعض الخيوط من مقالتي لتعيد إدخالها في بنية الحوار كما ذكرت، بل وأسعد بذلك، إلا أنني لا أقبل افتراضك عدم الاعتدال في ما كتبت. ولنستعرض بعض ما ذكرت في ردك:

أولا: إن الحديث الذي ذكرت لا يشير إلى الكذب في الشعر ولا علاقة له به، وإنما كان عن الشعر عموما، وتصحيح نص الحديث كما ورد في صحيح البخاري هو "حدثنا ‏ ‏عبيد الله بن موسى ‏أخبرنا ‏حنظلة ‏عن ‏سالم ‏عن ‏ابن عمر ‏رضي الله عنهما
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا". ولو رجعت إلى شرح الحديث قبل الاستشهاد به لوجدتَ أن المقصود مختلف تماما، وأسرد لمزيد من الإيضاح ما ورد في شرح الحديث في كتاب "فتح الباري":
(قوله " شعرا " ظاهره العموم في كل شعر ، لكنه مخصوص بما لم يكن مدحا حقا كمدح الله ورسوله وما اشتمل على الذكر والزهد وسائر المواعظ مما لا إفراط فيه.... قال ابن بطال: ذكر بعضهم أن معنى قوله " خير له من أن يمتلئ شعرا " يعني الشعر الذي هجي به النبي صلى الله عليه وسلم . وقال أبو عبيد : والذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول; لأن الذي هجي به النبي صلى الله عليه وسلم لو كان شطر بيت لكان كفرا ، فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه أنه قد رخص في القليل منه، ولكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله فيكون الغالب عليه ، فأما إذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه فليس جوفه ممتلئا من الشعر...وأخرج أبو عبيد التأويل المذكور ...وقال في آخره: يعني من الشعر الذي هجي به النبي صلى الله عليه وسلم... ويؤيد تأويل أبي عبيد ما أخرجه البغوي في " معجم الصحابة " والحسن بن سفيان في مسنده والطبراني في " الأوسط " من حديث مالك بن عمير السلمي أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح وغيرها وكان شاعرا فقال " يا رسول الله أفتني في الشعر " فذكر الحديث وزاد " قلت يا رسول الله امسح على رأسي ، قال فوضع يده على رأسي فما قلت بيت شعر بعد " وفي رواية الحسن بن سفيان بعد قوله " على رأسي " " ثم أمرها على كبدي وبطني " وزاد البغوي في روايته : " فإن رابك منه شيء فاشبب بامرأتك وامدح راحلتك " فلو كان المراد الامتلاء من الشعر لما أذن له في شيء منه . بل دلت الزيادة الأخيرة على الإذن في المباح منه . وذكر السهيلي في غزوة ودان عن جامع ابن وهب أنه روي فيه أن عائشة رضي الله عنها تأولت هذا الحديث على ما هجي به النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنكرت على من حمله على العموم في جميع الشعر ، قال السهيلي : فإن قلنا بذلك فليس في الحديث إلا عيب امتلاء الجوف منه ، فلا يدخل في النهي رواية اليسير على سبيل الحكاية ، ولا الاستشهاد به في اللغة . ثم ذكر استشكال أبي عبيد وقال : عائشة أعلم منه ، فإن الذي يروي ذلك على سبيل الحكاية لا يكفر ، ولا فرق بينه وبين الكلام الذي ذموا به النبي صلى الله عليه وسلم . وهذا هو الجواب عن صنيع ابن إسحاق في إيراده بعض أشعار الكفرة في هجو المسلمين...‏
(تنبيه): ‏
‏مناسبة هذه المبالغة في ذم الشعر أن الذين خوطبوا بذلك كانوا في غاية الإقبال عليه والاشتغال به ، فزجرهم عنه ليقبلوا على القرآن وعلى ذكر الله تعالى وعبادته ، فمن أخذ من ذلك ما أمر به لم يضره ما بقي عنده مما سوى ذلك ، والله أعلم؟)

وقد أوردتُ في كتابتي إشارات إلى استشهاد المصطفى صلى الله عليه وسلم بالشعر، وليس غريبا على كل مدرك أن كعب بن زهير لقي عفو رسول الله بعد إنشاده قصيدته الغراء في المسجد النبوي. وقد جاء في صحيح البخاري "حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏قال: مر عمر في المسجد ‏ ‏وحسان ‏ ‏ينشد فقال كنت أنشد فيه وفيه ‏ ‏من هو خير منك ‏ ‏ثم التفت إلى ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏فقال أنشدك بالله أسمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏أجب عني اللهم أيده ‏ ‏بروح القدس ‏قال نعم"‏، كما ورد في مسند أحمد " حدثنا ‏ ‏موسى بن داود ‏ ‏حدثنا‏ابن أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وضع ‏ ‏لحسان ‏ ‏منبرا في المسجد ‏ ‏ينافح ‏ ‏عنه بالشعر ثم يقول رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله عز وجل ليؤيد ‏ ‏حسان ‏بروح القدس‏ ‏ينافح ‏ ‏عن رسوله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم.‏

ثانيا: إن اعتبار الخيال والمبالغة في الشعر من الكذب يدل على عدم إدراك لماهية الشعر، بل ويلغي الشعر تماما، ويجعل حتى من بديعيات اللغة العربية كذبا، ومن أبسطها الكناية..إنك حين تقول عن شخص ما "إن الدنيا تعرفه" هو كناية عن الشهرة، ولو أردنا التقمص المصطنع لقلنا أن ذلك كذبا فهل يعقل أن تعرف الدنيا كلها فلانا.. وهو ما قصده الفرزدق. ولو راجعنا قصيدة كعب بن زهير أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدناها مليئة بمتطلبات الشعر، ولم يعد رسول الله ذلك كذبا...

إننا لو استطردنا في هذا العبث فسنلغي جميع الفنون.

ثالثا: لك أن تختلف مع رأيي، ولكنك تحدثت بعموميات مفرطة عن موضوع "الخبرة المباشرة"، ولم تضرب مثلا لإبداع لم يكن نتيجة معاناة أو تجربة مباشرة، وهي الوسيلة الوحيدة لنقض رأيي الواثق. لا أنكر أن يكتب شاعر قصيدة جيدة دون تجربة ولكنه سيكون عليه أن يتقمص التجربة، وحتى عندها فسيكون الناتج أقل بكثير ممن مر بالتجربة.

مع أخلص التحية
بيني وبين أبي العلاء حكاية *** في الحكم أسترعي لها الحكماء

هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
eid
بوح دائم
مشاركات: 839
اشترك في: 06-26-2001 12:39 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة eid » 12-25-2001 04:54 PM

هل أعذب الشعر هوأكذبه

نقول : كلا..ولكن

كثيرون ..أحبوا ..وكتبوا أجمل أبيات الشعر الرائعة جدا

وكثيرون بالغوا فى الغزل

كالذى يقول :

أذاب فقدك أوصالى فلو خرجت

نفس لما علمت بالنفس أوصالى


قد جاء بعدك عذالى فما برحت

حتى بكى لى من الباكين عذالي


لعل ما تقوله الإخت ميلاد

هل أعذب الغزل هوأكذبه؟

أهوى قمرا له المعانى رق

من صبح جبينه أضاء الشرق

أتدرى بالله ما يقول البرق

ما بين ثناياه وبينى فرق

شئ من المبالغة ..ربما يسوقنا إلي مقولة الكاتب



صراحة ..شعر الغزل فى كل عصر من العهود اشتهر وحفلت به

الكتب ..يمكننا أن ندور ونطوى صفحات منه

ولا خلاف فى أن الغزل من أكثر الأغراض الشعرية على ألسنة الشعراء

العرب ...وانظروا فى شعر هذا الزمان...

فى تقديرى الشخصى أن الشعر عامة هو فن جميل يحظى به الظرفاء

ما أجدر الشعر أن ألهمتك

عيونك ...هو الفن أن يخلدا

فالشعر فى جوهره ألفاظ ..وكلمات ..وايقاع ..وترنيمات ..وموسيقي

وكل الأنفس تواقه لسماع اللفظ الجميل واللحن الشجى

وألم ترى كيف يتمايل الطفل الصغير ..طربا عند سماع أنغام الموسيقى


الشعر خيال ..ووجدان ..وحكمة ..وايقاع

أما الخيال ..فذكريات وتجارب ..واوصاف

الوجدان ...تدافق..عبرات وأنفاس

أما الحكمة ..فامثال وومواعظ ..وعبر

وقد قسم الناس فنون الشعر إلى عشر أبواب


وهل أعذب الشعر هوأكذبه ؟

إن المقارنة بين شاعرين أو ثلاثة لا تكفى حكما على شعرا كثير ا


من هذا النوع ..يمكن أن يكون صحيح فى بعض أبيات الشعر

يمكن أن يكون غير ذلك..لأن الشعر وجدان


إذن ماذا نقول ...لهذا

فى إظهار أثر معاناة المحب فى جسد الشاعر

كيف يخفى نحول من ليس يخفى

هــــل ترى إلا لسانا وطرفا

إن عينى رمــت فؤادي بنار

سوف أطفا وحــرها ليس يطفا



ونحن ..لم ننتقص من دور كاتب هذا المقال ..ربما تقديرا منه


والتمعن من زاوية معينة ..ودمتم سالمين
همس القوافي
الثقافة
بوح دائم
مشاركات: 134
اشترك في: 11-20-2001 07:33 PM

مشاركةبواسطة الثقافة » 12-26-2001 01:19 AM

مع التحية و التقدير لجميع المشاركيت

احب هنا ان انبه الى شيء مهم اكدت عليه جميع الدراسات الادبيه و هو ان الشعر الاعذب هو الامعن في الكذب ( على اعتبار ان الكذب كل ما خالف الواقع و الحقيقة المعاينة ).

ففي بيت جرير في الغزل :

ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذاللب حتى لا حراك به و هن اضعف خلق الله انسانا

تركيبه من المبالغات التي تسبح بك في عالم الخيال الممتع. الا انهامكتنزة بالكذب و الادعاءات و المبالغات المنافيه للواقع. منها ان النساء لسن اضعف خلق الله فلاطفال اضغف منهن و بعض النساء اقوى من بعض الرجال في الحقيقة .

و فيما قدمه الاخ عيد من ابيات دليل صارخ على الترابط بين العذوبة المتعاظمة بتعاظم الامعان في المبالغات و الهيام الخبالب .

و لنتذكر الايه الكريمة التي تعبر بلغة واضحة عن المقصود و ان الشعراء يقولون مالا يفعلون و هذه السمه اذا شملت جوانب اخرى غير الشعر في شخصية انسان ما اعتبر منافقا . كما ان الله سبحانه انكر على المؤمنين ان يقولوا مالا يفعلون .

اما الحديث النبوي الشريف " لان يمتلئ جوف احدكم دما خير له من ان يمتلئ شعرا " فان ابسط التحليلات الظلالية في الحكمة من الحديث ذكر مساوء الشعر و هل في الشعر سوءة اكثر من انه مستعمرة لا يزدهر فيها الا الاكايذب و المبالغات الجوفاء و المصمته ...و غيرها

و مع ذلك فان هذه سمة التعبير الشعري لا يزدهر الا بها و معها و بجوارها ..

اضف الى ان تحديد المصطلح و ما يندرج تحته ليس عبثا بل هو من اصول العلم الراسخ كما انه يقتضي الغاء العلم بل يثير استشكالات جديدة و يفتح لها فضاءات من النمو لا حدود لها.

اما قدرة الشاعر على ابتداع الكذب الممعن في التدليس يعتمد على قدرته على التقمص و التوحد مع الواقعة .

وإيلاج مفهوم التقمص في احشاء النقد الادبي ليس من قبيل الترف و الاستعراض الفلسفي بل هو من قبيل التخصيب العلمي و التلاقح المفهومي بين العلوم .

فالادب في توجهاته النقدية الشموليه محتاج للسبر ابعاد غير مالوفة في هيكل العملية الابداعية و منها الجوانب النفسية في العملية الابداعية ... و انا هنا قدمت مفهوم التقمص و مفهو الازاحة و الاعلاء لتفسير مستويات الاداء الابداعي من خلال مستوى فاعلية ذلك الابداع في نفسية القارء او الناقد .

و اخيرا اعتذر اليك اخي زهرور من عنفوان تثاقفي معك في ساهمتي المباشرة السبق للحالية الا انني في الحقيقة لم اكن الا ممارسا لحقي كقارء (و الذي اقررته انت لنفسك مطلع مساهمتك الاخيرة) في نقد النص و ليس انت يارعاك الله . انني حاكمت النص الوليد في تموضعاته بين طرفي نقيض ( بين حدية التحيز الى حدية الرفض ) فكان السياق حديا في تموضعه المتحيز في تأكيده على حتمية الخبرة المباشر لحصول الابداع .مع العلم ان الشواهد لاتحصى و لاتعد التي تؤكد النقيض .

و منها شعر بشار و غيره فيمع التحية و التقدير لجميع المشاركيت

{b} احب هنا ان انبه الى شيء مهم اكدت عليه جميع الدراسات الادبيه و هو ان الشعر الاعذب هو الامعن في الكذب ( على اعتبار ان الكذب كل ما خالف الواقع و الحقيقة المعاينة ).

ففي بيت جرير في الغزل :

ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذاللب حتى لا حراك به و هن اضعف خلق الله انسانا

تركيبه من المبالغات التي تسبح بك في عالم الخيال الممتع. الا انهامكتنزة بالكذب و الادعاءات و المبالغات المنافيه للواقع. منها ان النساء لسن اضعف خلق الله فالطفلاطفال اضغف منهن و بعض النساء اقوى من بعض الرجال في الحقيقة .

و فيما قدمه الاخ عيد من ابيات دليل صارخ على الترابط بين العذزبة المتعاظمة بتعاظم الامعان في المبالغات و الهيام الخبالب .

و لنتذكر الايه الكريمة التي تعبر بلغة واضحة عن المقصود و ان الشعراء يقولون مالا يفعلون و هذه السمه اذا شملت جوانب اخرى غير الشعر في شخصية انسان ما اعتبر منافقا . كما ان الله سبحانه انكر على المؤمنين ان يقولوا مالا يفعلون .

اما الحديث النبوي الشريف " لان يمتلئ جوف احدكم دما خير له من ان يمتلئ شعرا " فان ابسط التحليلات الظلالية في الحكمة من الحديث ذكر مساوء الشعر و هل في الشعر سوءة اكثر من انه مستعمرة لا يزدهر فيها الا الاكايذب و المبالغات الجوفاء و المصمته ...و غيرها

و مع ذلك فان هذه سمة التعبير الشعري لا يزدهر الا بها و معها و بجوارها ..

اضف الى ان تحديد المصطلح و ما يندرج تحته ليس عبثا بل هو من اصول العلم الراسخ كما انه لا يقتضي الغاء العلم بل يثير استشكالات جديدة و يفتح لها فضاءات من النمو لا حدود لها.

اما قدرة الشاعر على ابتداع الكذب الممعن في التدليس يعتمد على قدرته على التقمص و التوحد مع الواقعة .

وإيلاج مفهوم التقمص في احشاء النقد الادبي ليس من قبيل الترف و الاستعراض الفلسفي بل هو من قبيل التخصيب العلمي و التلاقح المفهومي بين العلوم .

فالادب في توجهاته النقدية الشموليه محتاج للسبر ابعاد غير مالوفة في هيكل العملية الابداعية و منها الجوانب النفسية في العملية الابداعية ... و انا هنا قدمت مفهوم التقمص و مفهو الازاحة و الاعلاء لتفسير مستويات الاداء الابداعي من خلال مستوى فاعلية ذلك الابداع في نفسية القارء او الناقد .

و اخيرا اعتذر اليك اخي زهرور من عنفوان تثاقفي معك في مساهمتي المباشرة السبق للحالية الا انني في الحقيقة لم اكن الا ممارسا لحقي كقارء (و الذي اقررته انت لنفسك مطلع مساهمتك الاخيرة) في نقد النص و ليس انت يارعاك الله . انني حاكمت النص الوليد في تموضعاته بين طرفي نقيض ( بين حدية التحيز الى حدية الرفض ) فكان السياق حديا في تموضعه المتحيز في تأكيده على حتمية الخبرة المباشر لحصول الابداع .مع العلم ان الشواهد لاتحصى و لاتعد التي تؤكد النقيض .

و منها شعر بشار و غيره في الوصف و التشبيب . و الخمريات ... و المقام لايتطلب سرد ابيات فالاشارة لمن هو في مرتبتك الادبيه كاف .................و بالله التوفيق
تضيق الارض بالجبان و يتسع القبر للشجعان
زهرور
بوح دائم
مشاركات: 833
اشترك في: 04-30-2001 09:37 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة زهرور » 12-26-2001 03:04 PM

<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F""> لقد كان في عرض شرح ما ورد حول حديث " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا". ما يكفي ليوضح المقصود، وهل يُقِرُّ رسول الله والخلق القويم الشعر إذا كان " مستعمرة لا يزدهر فيها الا الاكايذب و المبالغات الجوفاء و المصمته ..."..

لقد ذمت الآية الكريمة الشعراء الذين يقولون مالا يفعلون وليست مبالغات الشعر من الأفعال وإنما الأقوال، كما أنها استثنت المؤمنين من الشعراء من ذلك ممن ذكروا الله كثيرا ولم يشغلهم الشعر عن الذكر.

ماذا نحاول الوصول إليه هنا..؟ أن نثبت أن الشعر كذب ومبالغات ونفاق و..و..و.. من الألفاظ الذي وردت فيما كتب..بالإضافة إلى الاستدلال غير الصحيح بالآيات والأحاديث، وإهمال ماورد من أحاديث تؤيد الشعر وتقبله، ومن أفعال الصحابة والتابعين الذين سمعوا الشعر وكتبوه..إن القرآن الكريم والأحاديث الشريفة مليئة بالاستدلالات التي تستخدم براعة اللغة العربية ولعل أحد الأمثلة عليها أن الله عز وجل وصف نوره تعالى "كمشكاة فيها مصباح"..

لماذا هذا النادي أصلا ولماذا الانتماء إليه مادام الشعر وبالتالي الأدب عموما، من الرذائل، وما الذي يجبر أحدا على اقتحام هذا النادي المشبوه والمشاركة فيه، إلا إذا كان الغرض السعي لهداية أعضائه الضالين.. وعندما نستغرق في هذه الأجواء أليس من الضروري أن نسأل إذا كان استخدامنا لأسماء مستعارة، كبيرة جدا أحيانا، هو أيضا شيء من الكذب الذي لا يرضاه الدين والخلق.. وما الذي يضطرنا إلى ذلك..!؟
بيني وبين أبي العلاء حكاية *** في الحكم أسترعي لها الحكماء

هو قد رأى نعمى أبيه جناية *** وأرى الجناية من أبي نعمــاء
مــيــــلاد
مشرفة النادي
مشاركات: 395
اشترك في: 04-30-2001 10:44 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة مــيــــلاد » 12-26-2001 05:24 PM

<font size=4 color=scarlet face=Tahoma>
<DIV align=right><FONT size=3 color=Navy face=

من أجمل ما قرأت عن الإمام علي كرم الله وجهه

دخل عليٌ بن أبي طالب رضي الله عنه ذات يوم داره الطاهرة فوجد فاطمة الزهراء متكئة على وسادة وهي تستاك من ( السواك ) فتحركت غيرته عليها من عود السواك كيف أنه قد حضيّ بثغرها الكريم .. فجاء إليها وأخذ السواك من يدها مداعباً ..ثم أخذ ينظر للسواك ويخاطبه قائلاً :

حـــــظيت يا عود الأراك بثغرها

أما خفت يا عود الأراكِ أراكَ !!؟



لــــــو كنت من أهل القتال قتلتك

ما فاز مني يا سواكُ .. سواكَ !!


فضحكت الزهراء رضي الله عنها حتى أشرق وجهها من مداعبته ...



========================

<font size=4 color=scarlet face=Tahoma>
<DIV align=right><FONT size=3 color=Navy face=

** حقيقة لم يكن أحد منا يرغب في أن يتحول مجرى الحديث عن كذب الشعر إلى تحليل الكذب أو تحريمه في الشعر
ومن ثم تحليل الشعر أصلا أو تحريمه

ولكن يمكننا أن أرفق فتوى للشيخ القرضاوي :


<font size=3 color=scarlet face=Tahoma>
<DIV align=right><FONT size=3 color=Navy face=

(( قد استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشعر وتأثر به , ومنه قصيدة كعب بن زهير الشهيرة « بانت سعاد » وفيها من الغزل ما هو معروف , وقصيدة النابغة الجعدي , ودعا له , ووظف الشعر في خدمة الدعوة والدفاع عنها , كما صنع مع حسان . واستشهد بالشعر كما في قوله : « أصدق كلمة قالها شاعر : كلمة لبيد : ألا كل شئ ما خلا الله باطل »

واستشهد أصحابه بالشعر , وفسروا به معاني القرآن , بل منهم من قاله , وأجاد فيه , كما يروى عن على كرم الله وجهه . وهناك عدد كبير من الصحابة كانوا شعرا ء .

وكثير من الأئمة الكبار كانوا شعرا ء , مثل الإمام عبد اله بن المبارك , والإمام محمد بن إدريس الشافعي وغيرهما .
وقال صلى الله عليه وسلم « إن من الشعر حكمة » , « إن من البيان لسحراً »« إن من البيان سحرا , وان من الشعر حكما ».
ومفهوم الحديث أن من الشعر ما هو بعيد عن الحكمة بل هو نقيضها , مثل شعر المديح بالباطل , والفخر الكاذب والهجاء المتعدى , والغزل المكشوف , ونحو ذلك مما لا يتفق مع القيم الأخلاقية والمثل العليا .


ولهذا ذم القرآن الشعراء الزائفين والمزيفين , الذين لا يتورعون عن شئ , والذين تكذب أفعالهم أقوالهم . وذلك في قوله تعالى : ( والشعراء يتبعهم الغاوون *ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراًً وانتصروا من بعد ما ظلموا . . . ) .


فالشعر - والأدب عامة , والفن بوجه أعم - له هدف ووظيفة , وليس سائبا , فهو شعر ملتزم, وأدب ملتزم , وفن ملتزم .
أما القوالب التي يظهر فيها الشعر أو الأدب فلا مانع من تغيرها وتطورها , واقتباس ما يلائمنا مما عند غيرنا . المهم هو الهدف والمضمون والوظيفة . ))






<font size=4 color=scarlet face=Tahoma>
<DIV align=right><FONT size=3 color=Navy face=


***ويقول الشيخ القرضاوي أيضا وقد يكون هذا الجزء هام جدا من حيث ارتباطه بالموضوع الذي نتحدث فيه ومن ناحية إمكانية قياسه على الشعر أيضا :



<font size=3 color=scarlet face=Tahoma>
<DIV align=right><FONT size=3 color=Navy face=
((لقد وجهت إلي في أكثر من مكان أسئلة حول شرعية بعض القوالب الإسلامية الأدبية كالمسرحية والقصة , حيث يخترع القصاص أو المؤلف المسرحي شخصيات , وينطقها بأقوال وأمور لم تحدث في الواقع , فهل يدخل هذا في دائرة الكذب المحرم شرعاً ؟


وكان جوابي : أن هذا لا يدخل في الكذب المحظور : لأن السامع يعرف جيدا أن المقصود ليس هو إخبار القارئ بوقائع حدثت بالفعل . إنما هو أشبه بالكلام الذي يحكى على ألسنة الطيور والحيوانات , فهو من باب التصوير الفني واستنطاق الأشخاص بما يمكن أن ينطقوا به في هذا الموقف ))
<DIV align=center><FONT size=3 color=chocolate face=
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
صورة
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
رائد أنيس الجشي
رشف مميز
مشاركات: 2702
اشترك في: 05-06-2001 10:21 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة رائد أنيس الجشي » 12-26-2001 08:03 PM

<font face=Traditional Arabic font size=5 color= blue>

سعيد بناقاشكم واستطلاعي للأرااء

ولكن كيف يكذب الشعر؟؟؟

قد يكون الشاعر كاذب ولكن الشعر لا يستطيع

على العمووم ما أحب أن أقوول

حيث أن الشعر موجه لتحريك أوتاار معينة في النفس

وإثارة بعض المشاعر

خاصة إذا كان الشعر رسولا

فهو ليس من المفروض منه أن يحكي الواقع

وحيث أنه ليس من المفروض منه أن يحكي الواقع فهو ليس كذبا

لن يصبح الجمل غزالا لو وصف بذلك

أما في الخيال والإطناب فيه فهو مؤثرات سينمائية على جو القصيدة

هو كما يحدث في الروايات او القصة

هل نصف كاتب رواية معينة بالكذب لأن قصته غير واقعية

فلماذا نعامل القصيدة وكأنها تعبر عن رأي وفكر صاحبها

دمتم


وتحياتي للجميع

......
ملاحظة حول المتنبي

ما أعرفه أنه كان فارسا وشجاعا وخاض الحروب
كما قال دز زاهر

أما الذين قتلوه
فليس الفرسان بل أبيات شعره
حيث أنه استطاع الإفلات منهم
فذكره شخص هرب معه ببيت له
(نسيته سا أورده)لاحقا
فعاد المتنبي لمنازلتهم ومات
شهيد مبادئه
لا لكي أقول أن أشعاره واقعية
ولكن لأني أحب ذلك الشاعر
رغم عدم انسجامي مع أشعاره الروعة
أعتقد كان الأحرى بكاتب الموضوع أن يذكر (حسان ابن ثابت)
فهو لم يخض أي معركة على حد علمي


.......
ملاحظة حول تأثر الشاعر بالتجربة
بعض المواضيع لا تحتمل التجربة

خصوصا عند اللكتابة عن لسان شخص ميت

أو حيوان أو نبات

ولكن طبعا لا شك أن المجرب الذي

يملك الأدوات الأدبية سيكتب بشكل أفضل

رغم أنني قرأت قصائد يكتبون بلساان أنثى فيبدعون

حتى تكاد تتخيلهم أنهم إنااث

دمتم
صورة

عساااكم السعااادة
eid
بوح دائم
مشاركات: 839
اشترك في: 06-26-2001 12:39 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة eid » 12-26-2001 10:59 PM

بسم الله فى البدء

قال إخى الثقافة إن أغلب الدراسات الأدبية

أى أهل النقد ...اكدوا أن الشعر الاعذب هو الأمعن فى الكذب

على اساس الكذب ما خالف الواقع والحقيقة :::

ولكن يا إخى ما رايك فى شعراء ابدوا فى وصف الطبيعة الجميلة

وساقوا شعرا عذبا ورقيقا ..ماذا نقول عنهم ..هل نقول أنهم

كاذبون فى وصفهم لجمال قرية ما أو منطقة معينة

والشواهد الشعرية كثيرة جدا

إذن ماذا نقول فى شاعر

شبهه عند دخول الرفاق إلى فيحاء الشام ..يستقبلهم نهر البردي ..فى

جريانه عذبا وسلسلا ..وفى تصوير بليغ جدا ..يستلهم شئ ما

جرى وصفق يلقانا بها بردى

كما تلقاك دون الخلد رضوان

دخلتها وحواشيهـــــا زمردة

والشمس فوق لجين الماء عقيان

إخى ...الشعر ما أدراك الشعر ..هو فن من الفنون الجميلة

يؤديه الشاعر ...فى أى غرض ما...أراده..فى غزل أو وصف ..أو فخر

مدح أو هجاء ..عتاب ...اعتذار ..أدب ..خمريات ..مراث..بشارة

تهان ..ووعيد ..تحذير ..تحريض ..ملح ..وغير ذلك

أى من هذا ..تجد شعرا عذبا ..تجد شعر صادقا ..تجد شعر تعاظم

فى المبالغة ..تجد شعر شوق وحنين ...تجد وتجد ..


وحتما لا يمكننا أن نكذب هؤلاء الشعراء...فشاعر مثل حسان بن ثابت

هو شاعر ..ضرب فى المثل ..شاعر الأسلام فى رحاب رسول الله صلى عليه وسلم

أليس هو القائل

وما حبها لو وكلتني بوصلة

ولو صرم الخلان بالمنصرم

طيب ..ماذا ..نقول فى هذا ..هل هو كاذب ..وعذب فى كلامه أم غير ذلك؟

أمازحها فتغضب ثم ترضى

فكل فعالها حسن جميل


وماذا نقول فى هذا

كم قد ظفرت بمن أهوى فيمنعنى

منه الحياء وخوف الله والحذر

وكم خلوت بمن أهوى فيغنعني

منه الفكاهة والتأنيس والنظر


أو شاعر وصف حبيبه بالتلون


إن وجدتك فى الهوى ذواقة

لا تصبرين على طعام واحد

بماذانحكم عليه فى ميزان المقال هل صادقا عذبا أم كاذبا عذبا؟

وحتى بشار بن برد شاعر العصر العباسى الأول

الذى أخمل شعراء كثيرون من عصره ..لكن ..جاء بعده شعراء

وشعراء و من بعدهم المتنبئ ..وما زال يشغل الساحة إلى اليوم

قال بشار .. لأبى العتاهية

أنا والله أستحسن قولك فى أعتذارك للدمع

كم من صديق لى أسا

أرقه البكاء من الحياء

فإذا تفطن لامنى

فأقول ما بى من بكاء

لكن ذهبت لأرتدي

فطرفت عينى بالرداء








يا إخى إن الشعر الجميل هو جميل وعذب ..أى كان ..

أو كما يقول هذا الشاعر ..رأيه ..فى أبيات ..

ياقارئ الشعر إن الشعر عاطفة

فاقرأه بالقلب قبل العين والأذن

فالشعر..ذكريات ..وتجارب ..وأوصاف..تدافق ..وعبرات وأنفاس

حكم ..وأمثال ..ومواعظ..وعبر ::وهلم جرا...


ونشكركم يا إخى على حسن الكلام فى أدب المقال

ونشكر كذلك الأخت د.نون على الطرح الجميل

وكل من شارك ..أو تابع

مع عاطر التحايا
همس القوافي

العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 60 زائراً