قصة حزينة

حوارات - مواضيع - شعرعامِّي

المشرف: مجدي

دمعة البدر
بوح دائم
مشاركات: 230
اشترك في: 04-12-2001 12:52 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة دمعة البدر » 10-24-2001 05:28 AM

<font size=4 color=teal>

جائتني على الايميل انقلها لكم كما هي

=========================================
وداعا هيا ...... د. محمد الحضيف




منذ سنوات تعودت هيا أن لا تنام بعد أن تصلي الفجر ، تعد القهوة لوالديها والإفطار لإخوانها ، وتكمل ما فاتها من أمور البيت ، التي غلبها الإعياء والنوم ، دون أن تنجزها الليلة السابقة .
في الخامسة والعشرين ولم تتزوج هيا ، التي أصبحت معلمة منذ ثلاث سنوات . متوسطة الجمال ، ومتوسطة في كل شئ ، طرق باب أهلها كثير من الرجال ، لكنها امتنعت عن الزواج ، أو أن شرطها ، يرد عنها راغبي الزواج : أتزوج لكن أبقى عند أهلي ...
- من يقبل هذا الشرط يا هيا ...؟
تسألها أمها بمزيج من العتاب والشفقة .
تحاصر آهة تكاد تذيب صدرها ، وترد على أمها دون أن تنظر في عينيها :
- المقسوم لابد أن يكون يا أميمتي .
بينها وبين أكبر إخوانها عشر سنوات ، بنت في الخامسة عشرة . أمها ليست من أنصار تحديـد النسل ولا تنظيمه . نصف متعلمة ، أو قل أمية إن شئت ، أجهضت في حملها الثاني ، بعد هيا ، فأسقطت جنينها ، فتأثرت قدرتها على الإنجاب ، وفشل أطباء المستشفى الحكومي في علاجها ، ولم يكن في مقدور الوالد ، الفقير المعدم ، الذي لا يملك إلا دكانا صغيرا ، أن يعالج أمها في المستشفيات الخاصة .
حملت أمها دون علاج ، هكذا كأقدار البسطاء ، بعد عشر سنوات ، وأنجبت أربع بنات وولدين ، أكبرهم عمره سبع سنوات . قبل ست سنوات ، حينما كانت أمها حامل بأخيها الأصغر ، وبينما كان والدها يجتاز الشارع ، في ظهيرة حارة ، في اتجاه الكلية ، حيث كانت تدرس ، ليأخذها ويعود بها إلى البيت ، إجتاحته سيارة فارهة ، فأصيب بشلل رباعي . لم يعرف نوع السيارة ، ولا قائدها ، لكن ، قال له فيما بعد ، شخص كان حاضرا الحادث ، أنه ترجل من السيارة شاب ، فتفقد مقدمة السيارة ، ثم قال ، وهو يمد بطاقة أخرجها من جيبه، لسيارة شرطة صادف وجودها في تلك اللحظة :
- "وجع ... ما يشوف ...؟" .
ثـم أنطلق ، وهو يمسح من على جبينه حبات من العرق تكثفت ، حينما لفحت الشمس وجهه ، الذي كان قد غادر لتوه هواء مكيف السيارة البارد .


هيا تخرج من البيت بعيد الفجر ، قبل أن تمزق الشمس أستار الظلام ، لتقلها سيارة ، هي وبعض زميلاتها ، إلى حيث تدرس ، حيث تم تعيينها معلمة في مدرسة تقع في قرية تبعد عن مقر إقامتها 3.. كيلو متر . لم يشفع لها حطام ذلك الآدمى .. أبوها ، ولا أمها البائسة التي تنوء بهم أبيها المقعد ، وبقلق الخوف عليها منذ تخرج حتى تعود ، وقلق العـذاب على مستقبلها ، الذي يعني بؤسا وضياعا لهم جميعا لو تركتهم ... وهي لن تفعل .
قالت للمسئول :
- هذه حال أبي .. وأمي وإخواني القصر ، حاول أن تساعدني .. أن تجد لي مخرجا . سعادة المسؤل ، النزيه جدا ، قال لها :
- عفوا .. النظام لا يسمح .
وضعت سماعة الهاتف ، والمرارة تكاد تمزق حلقها ، ونظرت بانكسار للمديرة وقالت :
- لقد رفض .. يقول النظام لا يسمح .
كلتاهما تعلمان أن (سعادته) ، قد نقل قريبة له قبل أيام ، من مدرسة في الحي المجاور إلى مدرسة ملاصقة لمنزلها . استدارت خارجة من مكتب المديرة . وحينما حاذت لوحة على الجدار تعلق عليها قرارات إدارة التعليم بصقت عليها . هكذا هو رد فعل المحرومين، البؤساء ، يعبرون عن غيظهم بالبصق على الجدران .. فقط حينما لا يراهم أحد .
دائما أصادف هيا تخرج ملتفة بعباءتها مع الفجر ، تنتظر السيارة التي تقلها إلى عملها .. إلا اليوم . اليوم أنا أجهشت بالبكاء ، حيث لم تخرج هيا كعادتها . وهي أيضا لم تعد القهوة لوالديها ، ولم توضئ أباها المقعد ، قبل ذلك ، أو تدفئ الماء لأمها ، التي تسلخت يداها ، من رضح نوى التمر لبيعه علفا للأغنام . وهي كذلك ، لن تصنع فطورا لأولئك الأطفال ، الذين سيخرجون إلى المدارس شعورهم مبعثرة .. وربما بلا فطور .
اليوم أنا أجهشت بالبكاء ، بكيت كثيرا ، رغم أنه لا تربطني بهيا صلة ، ولا أعرفها ولا تعرفني . ليس لأن هيا في الخامسة والعشرين ولم تتزوج ، لأنها تصر على أن تبقي مع أهلها . لا ... لقد غادرت أهلها إلى الأبد .

اليوم أنا مزقني البكاء على هيا ، التي رحلت وأخذت قلبي معها ... قلبي الذي تعلق بروحها دون جسدها ، هيا ماتت بحادث سيارة ، قتلتها السيارة التي تحملها إلى عملها البعيد عن حطام البشر ، الذين كانت تقوم قبل الفجر من أجلهم .. وأمتنعت عن الزواج من أجلهم . ماتت وهي في طريقها إلى عملها البعيد ،
الذي تمزقت بينه وبين نماذج من البؤس ، قضت المشيئة أن تكون حبلهم الوحيد المتصل بالحياة .
أنا جار هيا الذي أنطفأ وهج الحياة في قلبه ، يوم أنطفأت هيا .. الشمعة التي ظلت تتقد بصمت .. تقاوم الظلام بصمت .. تقاوم الصقيع بصمت .. الظلام والصقيع بكل ما يمثلانه من ظلم ، وتخلف ، وحيف ، وقسوة ، وترف ، ومحسوبية .. وبيروقراطيـة قبيحة . الظلام والصقيع كأبرز مظاهر التوحش وإحتقار الإنسان ونسيانه .
أنا اليوم جار هيا الجريح ، معطوب إلى النهاية ، لأن هيا التي مثلت أجمل مظاهر مقاومة الفناء ، الذي يفرضه الإنسان على الانسان ، وهيا التي مثلت نافذة الضوء الوحيدة ، لبقايا بشر (يقفون) بين الحياة واللاحياة .. قد أنطفأت إلى الأبد .
هيا ماتت في حادث سيارة ولم يسمع بها أحد ، رغم أنه دوى في قلوب أناس أيقظ نحيبهم صـم الصخر .
ماتت هيا ... لم يسمع بها أحد ، وهي التي لم تضاجع الرجال ، ولم تتعرى ، ولم تتخذ صديقـا ، ماتت في عباءتها .. لم ير جسدها أحدا . ماتت لم تتزوج ولم تصنع لنفسها حياة ، لأنها كانت مشغولة بصناعة الحياة لغيرها ... ولم تكتب عنها الجريدة . قلت لرئيس تحرير جريدتنا المحلية :
- ماتت هيا ..
قال :
- كتبنا عن ديانا .
اليوم أنا أجهشت بالبكاء ... بكيت طويلا ، وقفت ولم تخرج هيا كعادتها . اليوم كذلك ، لم يخرج الأطفال إلى المدارس ، ليس لأنه ليس هناك (هيا) ترتب شعورهـم وتعد لهم الإفطار . اليوم لم يخرج الأطفال إلى المدارس لأنه ليس لديهم دفاتر ، ولا أقلام ، ولا (مراييل) جديدة .. ولا فطور ... لأن هيا لم تعد هناك تنفق عليهم .


ماتت هيا فارتاح مدير التعليم ، ورئيس التحرير لن يكتب عنها ، وأنا انتقلت إلى بيت آخر، بعيدا عن بيت أهلها .. بعيد عـن المكـان الذي كانت تقف فيه ، بانتظار السيارة التي تقلها .. إذن أنا لن أفكر فيمن ماتت من أجلهم ..
إذن أنا مرتاح الضمير ...

شكرا مدير التعليم .. شكرا رئيس التحرير .. وداعا هيا .. وداعا هيا .
===============================
<font size=3 color=teal>
ضاعت بداياتي .. بديت نهاياتي

واسأل اجاباتي .. هو أنا أخطيت

هو بقى في اللي بيجي يا ليت
مــيــــلاد
مشرفة النادي
مشاركات: 395
اشترك في: 04-30-2001 10:44 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة مــيــــلاد » 10-24-2001 01:24 PM

<font size=4><font size=4 color=Navy face=Tahoma>

وداعا هيا

ومرحبا بهذاالحطااااااام

مرحبا بهذا الظلاااااااااااام



إلى متى يا طاش ما طاش

إلى متى نمووووت ونحن أحياء

ونحيى ونحن أموااااااااات


لا أدري مالذي يصيب نفسي حين أقرا عن ظلم كهذا

عن مسؤولين ليسوا بمسؤولين

عن جيلناالصغير

وصغيرنا الذي سيكبر ليجد العالم الكبير
ليس عالما له ..كما وجدناه نحن

سيجد عالما

لبعض الأشخاص فقط
ولبعض الكراسي
ولبعض الأجناس


مالم تكن لديك واسطة فأنت ملغي
إن كنت متفوقا أو محبوبا أو حتى مبدعا
بدون واسطة ستموت بلا واسطة
<DIV align=center><FONT size=3 color=chocolate face=
<font size=3 color=chocolate face=Tahoma>
صورة
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
ابنة الشاعر
همس جديد
مشاركات: 20
اشترك في: 10-23-2001 10:20 PM
اتصال:

وداعا هيا..

مشاركةبواسطة ابنة الشاعر » 10-24-2001 04:52 PM

اكتبها واقولها والدموع تملىء عيناي ذهب المثل الاعلى للفتاة الناضجة للفتاة التي يتمنى اي شخص وانسان ان تكون اخته زوجته والدته قريبته .
الله يرحمك يا هيا ويجعلك من سكان الفردوس ويعين اهلك ويصبرهم على فراقك وكل حبايبك .
اختي دمعة البدر لقد اشعلتي نار القهر في صدري وذكرتني بما يحدث فعلا فأنا احدى ضحايا مدير التعليم والامور التي تمنعنا من اكمال مشوار حلمنا .


ولكن لن نمل فنحن لهم بالمرصاد..
اثابك الله واللى الامام
اختك
ابنة الشاعر
لاإله إلا الله محمد رسول الله
<embed width="455" height="115" src="http://www.brooog.com/sign/ser.swf" type="application/x-shockwave-flash">
رائد أنيس الجشي
رشف مميز
مشاركات: 2702
اشترك في: 05-06-2001 10:21 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة رائد أنيس الجشي » 10-24-2001 06:38 PM

<font face=Traditional Arabic font size=5 color= blue>


الجار:

ماتت هيا
وماتت البسمة في الشفاه
ومات في قلبي شعور الفرح
ماتت هيا
ولم يعد لأختها الصغيرة
طعم ومعنى للمرح
الجوع يعصف والظلام
يحيط بالبيت الصغير
والمتخمون من الشعور بلا شعور
الدائسون على القبور
الطاحنون إلى الصدور
تعيش في عيش رغيد
ماتت هيا
وأنا أغادر مسرعا
كي لا أرى لحن الحياة
يذوب في كتل الجليد
جسدي يغادر مسرعا
والروح تبقى
في انتظار رجوعها
كي تستعيد
رجلا قديما كان
إنسانا سعيد
قتل الخنوع حياته
وامتصها
والشعلة الاتي يعيش بنبضها
ما مد كف كي
يزيد لهيبها
أنا ذلك الجار الكئيب
ماتت هيا
لا زال في قلبي
مع نبضي نحيب
لما لا نرى عشق الحياة
ولا نحس بأننا نهوى
إذا لم يفتك الدهر بنا
يغتال بالقهر الحبيب
ماتت هيا
وأنا أغادر مسرعا
جسدي كأشجار النخيل
إن داهم النخل الحريق
جسدي بلا روح
ولا أمل
بعيد أو قريب


دمت أختي دمعة البدر
القصة مؤثرة جدا

دائما نتأثر بالآخرين
ونبكي عليهم
ولكنن لا نمد يد العون لهم
أو حقا نستلذ برؤية الألم
أو حقا هذا العالم مريض إلا هذا الحد
لا أ‘تقد أنه في بلاد تكثر فيه المسلمين
يوجد فقير أو محتاج واحد إن تصرفو حسب دينهم
أو لنقل إنسانيتهم

ودمت أختي هيلدا
وفعلا الواسطة تعمل كل سيء ومن
يحاول أن يسير بدونها فمشواره طويل ومتعب
ولكنه لذيذ ويجلب العزة والكرامة

أخت إبنة الشاعر الله يعينكم
وأتمنى أن لا أكون أنا أيضا من ضحاياهم
بداية السنة القادمة

دمتم

دمت
صورة

عساااكم السعااادة
دمعة البدر
بوح دائم
مشاركات: 230
اشترك في: 04-12-2001 12:52 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة دمعة البدر » 10-25-2001 06:35 AM

<font size=4 color=teal>

عزيزتي ميلاد

هذا هو الواقع
:(

===============

عزيزتي ابنة الشاعر
أهلا بك في منتدانا واعذريني على التقصير
أشكر مرورك وتأثرك
وأتمنى لك كل خير

=========================

رائد

أشكر تفاعلك

وأقول نحن لا نستلذ بالألم حقيقة و لكننا كسالا
لا نحرك ساكنا
نحزن قليلا ثم نغير الموضوع إلى غيره وننسى
<font size=3 color=teal>

ضاعت بداياتي .. بديت نهاياتي



واسأل اجاباتي .. هو أنا أخطيت



هو بقى في اللي بيجي يا ليت

العودة إلى “المقالات والشعر العامِّي”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زوار