<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">أبنيتي ما أنت ما أنا ما الوجود جميعه إلا هباء
جئنــا لمـاذا..ليس ندري، ثم نـذهب للفناء
ما كان يحفل بالقبول قضاؤنا..أو بـالإباء
كيف البداية للخلائق كلها، للكون،كيف الانتهاء
أبنيتي، لو يرفع الستر الصفيق عن العيون
لـرأت من الأهوال ما يزع اللبيب عن المجون
ولما رأت إلا الشجون.. تذيب لألاء الشجون
ولحالت الكلمات في فمها الشجي إلى شجون
ولما جنت من كل أسفار السنين سوى الظنون
أبنيـتي، يا ليتني مثل السوى مرحا ولهـوا
فلقـد لقيت من الحياة، وقد لقيت السر قسـوا
أرد المناهل، آجنات، حينما يردون صفوا
بـرضاي..بل ألقى العقوبة حينما يلقون عفوا
يـا ربما كانت مناهلنا الجــسام ذوات جدوى
أبنيـتي، والحب والكره المؤثـل توأمـان
فـالحب قد يلد الضغينة..إن تبذَّل واستهان
ولقـد نرى بعض الضغينة يستحيل إلى حنان
ولـربما لقي المُفزَّع من فوازعه الأمــان
ولقد يكـون من الشجــاعة أن تفرَّ من الجبان
أبنيـتي إن النقائض في الحياة..هي الحقائــق
لا تجزعي، إن قيل ما عمر الزمان سوى دقائق
أو قيـل ما البسمات في أخلادنا..إلا بوائــق
أو قيل قد تلــد النسائم كلما رقت حرائــق
أو قيل ما طمس الوثـائق، غير من خط الوثائق
أبنيتي مذ أبصرت عيني محيـَّاك الصبيحا
أيقنـت أني بعد متربتي..غدوت بـك الربيحا
كنت الجريح، ومذ رأيتك قد شفى الله الجـريحا
إن الذي يسخـو بمثلك..لم يكن أبد شحيحــا
ماعدت أرهب لا المنون،إذا سعدت ولا الضريحا
أبنيتي إن عـدت بعد الفرحة العصماء ذكــرى
قد كنت شكرا في الجوانح..فاستحال بهن صبرا
وغدوت في قلبي..وقلب العاشقيك، جوى وجمرا
فلأنت أنت الروض ينفح في الصدور شذى عطرا
ولأنت أنت..أجـل من كل الحسان هوى وقدرا
إنَّا لفي شوق إليك..وأنت من خلف الحجاب
ونود لو أن المقادر، خففت هذا العــذاب
لنراك في تلك الرحاب، فنشتهي تلك الرحاب
ونقـول ما هذي الحياة..حياتنا، إلا سراب
سنمـر فوق الجسر هذا..كلــنا، مر السحاب
محمد حسن فقي
مختارة 2
-
- بوح دائم
- مشاركات: 112
- اشترك في: 04-12-2001 01:10 PM
- اتصال:
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 66 زائراً