مختارة 1

[زهرور]

<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">قرأت أبياتا من هذه القصيدة قبل فترة، وسعدت إذ حصلت عليها، وهي للشاعر حسيب غالب بعنوان "شكوى"..هنالك تفاوت في رأيي في مستوى أبياتها، ولعل الأبيات الأجمل تحملت عبء الملاحظات..فاستحقت القصيدة الذكر

في القلب داء وهـذا الداء يضـنيـني
وهل سـوى موقفي في الداء يشفيـني
الداءُ ما الداء يا ليلى سوى عطــش
إلى لماك ، فهـات الثغر واسقـيـني
قالـوا جننت بليلى.. قـلت ويحكـم
مــا لذة العيـش إلا للمجانـيــن
قالوا: تموت بها حباًً، فقلت لهـــم
ألا اذكـروها على قبري فتحيـيـني
قالـوا تخيـر سـواها ، فهي قاسية
فقلت لا ، غير ليلى لـيس يرضيني
فلو جمعتم جمال الـكون أجـمـعهُ
في شخص أخرى وقد جاءت تناجيني
لكنـت كالصخـرة الصماء عاطفـة
وقلـت هذا جمال ليـس يعـنيــني
إن العيون التي بالوصــل تضحكني
هي العـيونُ الـتي بــالهجر تبكيني
قـالوا ضللت فـلـذ بالدين تلق هدى
فقـلت من غيـر ليلى في الورى ديني
أليس ما في حنايـا الصدر يعبدهــا
وكل ما جـال في طي الشــرايـين
أليـس مذبـحهـا قلبي الشـقي بهـا
وسفـك دمعي من بعد القرابـــيـن
قـالوا تردد على الروض النضير ففي
أزاهر الـروض سلـوى والـرياحيـن
فقلـتُ: بعد شــذاها لا أطيق شــذى
وقـلت لا خيـر في زهـر البسـاتـين
قــالوا لعل أغاريـد الطيـور بهـا
تخفـيف ما فيك من آهــات مفـتـونِ
فقـلت إن لـــم تـكن ليـلي مغردَةً
فلتخرس الطير من فـوق الأفانـيــن
قالوا انتحــر، فلعل الموت يخمد مـا
يثـور في النفس من نار الـبــراكين
فقلت في الموت فصل الروح عن جسـد
والروح ليلى وهذا الـفصل يـشقـيـني
يـا ليتـني كنـت يا ليــلى رداءك كي
أطوق الـجسـد المخمـور بــاللـيـن
يا ليتــني كـنـت يا ليلى لســانك كي
أمتـص ما تـشتـهي نـفسي وتغـريني
أنا الفقيــر إلى ليلــى فإن رضيــت
أحيـا وإلا فنـار الحب تـفـنـيـــني

[مــيــــلاد]

<font size=4><font size=4 color=Navy face=Tahoma>

كثيرا ما نردد بين حين وآخر بعض الأبيات التي لا نكلف أنفسنا للبحث عن كاتبها
ومن هذه الأبيات التي كنت أرددها
هذا البيت

إن العيون التي بالوصــل تضحكني
هي العـيونُ الـتي بــالهجر تبكيني


وهذا البيت أيضا رغم أنني لم أكن أعلم أنه ينتمي لنفس القصيدة حيث أن هذان البيتان قد أشتهرا دون بقية الأبيات

قالـوا جننت بليلى.. قـلت ويحكـم
مــا لذة العيـش إلا للمجانـيــن

وطالما كان يدهشني قول البعض بأن الجنون فنون وأن العشق من فنونه
ربما حجتهم في ذلك قول قيس :

قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم
العشق أعظم مما بالمجانين


ولكن فضولي هو ما جعلني أسأل يا سيدي
أي ابيات هذه القصيدة كان مستواها الأعلى في رأيك



كما أنني أحببت أن أستوضح كيف يمكن للأبيات الأجمل أن تحتمل عبء الملاحظات


عند قرائتي للقصيدة كاملة وجدت نفسي أتذكر أبياتا أخرى لا أعرف مالذي جعلني أتمتم بها
وإن كنت لست مخطئة فهي لأبو فراس الحمداني :


وإني لأنوي هجره فيردني
هوى ً بين أثناء الضلوع دفين

فيغلظ قلبي ساعة ثم أنثني
وأقسوا عليه تارة ً وألين

وقد كان لي عن وده كل مذهب
ولكن مثلي بالإخاء ضنين

ولا غـرو أن أعنو له بعد عزة
فقدري في عـز ّ الحبيب يهون




تحياتي لك ولاختيارك

[حنين]

<DIV align=justify><FONT size=4 color=olive face=
أشكرك أستاذنا الكريم لعرض تلك القصيدة الجميلة وللفاضلة ميلاد على المداخلة القيمة واسمحوا لي أن أذكر بعض الأبيات ليحي توفيق والتي تشابة بعض المعاني التي وردت في القصيدة.


وضعي الزهورَ على الضريحِ وسلّمي
****** وتوسّدي ذاك الثرى وتباكي

فلعلّهُ في قبرهِ ينسى الأسى
****** وتعودُ تخفقُ روحُهُ بِهواكِ


تحياتي

[زهرور]

<FONT FACE="Simplified Arabic" SIZE="4"><FONT COLOR="##006000F"">ازددت سعادة بعرض "مختارة1" لما أثارته من أشجان تمكنت من استخراج أبيات جميلة من ذاكرتي ميلاد وحنين..

عندما ذكرت أن الأبيات الأجمل يمكن أن تحتمل عبء الملاحظات..قصدت أن التفاوت في مستوى الأبيات يجعل الأبيات الأجمل تغفر للأقل مستوى..وعلى أية حال فقد ندمت على ما عرضته من رأي شخصي..خاصة بعد ما استثاره من فضول، ذلك أني لا أريد أن يؤثر رأي شخصي على ذوق ومشاعر الآخرين.. فعذرا منكم جميعا.

قد نختلف في تحديد أي أبيات القصيدة أفضل..ولكن لنحاول قراءتها قراءة نقدية.

الميزة الأهم للقصيدة أنها سهلة الألفاظ خفيفة الوزن..ومباشرة المعاني، ولهذا تستغرق مكانا في العاطفة..إلا أنه بعد مزيد من التدقيق نجد أن كثيرا من التعبيرات مكررة أو مستوحاة من شعراء آخرين، استطاعوا التعبير بشكل أجمل.


البيت الأول كان أضعف أبيات القصيدة، فهو يذكر أن في القلب داء وأن ذلك الداء يضنيه، وهذه بديهية، فالداء وخاصة داء القلب مضنٍ..ومع أنه ذكر بأن الداء يضنيه فإنه عاد وذكر أن موقفه (ربما يعني وقوفه) في الداء يشفيه..وهي محاولة منه استعارة معنى بيت أبي نواس "وداوني بالتي كانت هي الداء"...والغريب أنه ذكر أن الداء في القلب، ثم عاد ليكمل في البيت الثاني ذاكرا أن الداء هو عطش إلى اللمى.

ذكر في البيت الثالث أن لذة العيـش هي للمجانـيــن، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق..وتبعيضه كان أفضل..وهي أيضا محاولة تستظل بقول المتنبي:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

وقد أحسنت ميلاد حين ذكرت بيت المجنون

قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم
العشق أعظم مما بالمجانين

وتلاحظون التشابه الكبير في المعنى والوزن والقافية..وأحسب أن أبيات قيس كانت مصدر إلهام الشاعر.

نأتي إلى البيت الرابع، فصدره جميل ولكن الإجابة ليست متوقعة، فحين سألوه هل يموت بها حبا كان جوابه "ألا اذكـروها على قبري فتحيـيـني" وهذه مرحلة أخرى لم نصل إليها بعد، فهو ما زال حيا.

استغرقت الإجابة على الاقتراح الوارد في البيت الخامس بـتخيُّـر سـواها" حتى البيت الثامن، وهذا استغراق طويل..ثم أنه يحصر حبه لليلى في مظاهر الجمال المادي..أجد أن البيت الثامن

إن العيون التي بالوصــل تضحكني
هي العـيونُ الـتي بــالهجر تبكيني

من أفضل أبيات القصيدة، وإن كنت أعتقد أن استخدام كلمة أخرى أفضل من تضحكني سيكون أقوى. كما أن الأبيات التالية حول تدينه بليلى هي من أطرف الأبيات على أن معانيها بالطبع فيها تكرار، ولعل من أشهرها قول شوقي

ناقوس القلب يدق له
وحنايا الأضلع معبده

أما أبياته عن المقارنة بالشذى والبساتين فمكررة المعنى، وضعيف جدا قوله "لا خيـر في زهـر البسـاتـين" الذي بدا غير مرتبط بما قبله. كما أنه لم يجب على شرطه حول تغريد ليلى.

الغريب أنه ينسى أنه ذكر أن ليلى تحييه من قبره، ويتراجع حين اقترح عليه الانتحار ويذكر أن فصل الروح عن الجسد يشقيه.

الأبيات الأخيرة ضعيفة المعاني والارتباط واللغة..فهو يتمنى أن يكون رداء ليلى..ليس للقرب وإنما ليطوق الجسد باللين، والمخمور كلمة مفتعلة زائدة. الأسخف هو البيت الذي يتمنى فيه أن يكون لسان ليلى ليس لطيب ريقها وإنما ليستخدمه في امتـصاص ما تـشتـهيه نـفسه..كلمة تغـريني أيضا لاعلاقة لها ولا ارتباط بما قبله أو بعدها..أخيرا ذكر بأنه الفقيــر إلى ليلــى وأن رضاها يحييه..والربط أو التضاد غير موجود بين الفقر والرضا..ثم من غير المهم أن تفنيه نـار الحب إذ ستحييه ليلى..أليس كذلك..

[د//نون]

<font face="Simplified Arabic" font size="5" color="#8800CC">
ذكرت حنين :
وضعي الزهورَ على الضريحِ وسلّمي
****** وتوسّدي ذاك الثرى وتباكي

فلعلّهُ في قبرهِ ينسى الأسى
****** وتعودُ تخفقُ روحُهُ بِهواكِ

فتذكّرت:

هو الدّاءُ يعبثُ في أضلعي
إذا ما نُعيتُ فلا تفزعي

و لا تبعثي صرخةً في الفضاءِ
و لا ترسلي مدمع المُوجَعِ

فلا بالمدامعِ بُرءُ الجراحِ
فخلّي النواحَ و لا تجزعي

و لكن عليكِ بحفظِ الودادِ
و صوني عهودَ الفتى الألمعي

لئن ضمَّ جسمي ذاكَ الثَّرى
فقد ضمَّ عهدي و حبّي معي

و حطّي على القبرِ يعضَ الزّهورِ
ففي الزَّهر ذكرى لِقاً مُمتعِ

أطيلي الوقوفَ على مدفني
إذا ما اعتزمتِ بأن ترجعي

فطيفكِ يخفقُ في خاطري
و صوتكِ يهتفُ في مسمعي

أبيات مختارة من قصيدة (أطيلي الوقوف) للشاعر عبد الله الفيصل



و شكراً جزيلاً لأستاذنا الفاضل زهرور، و الأختين ميلاد و حنين على الأبيات الجميلة التي أمتعونا بها.

[مــيــــلاد]

<font size=4><font size=3 color=Navy face=Tahoma>
الفاضل زاهر
استمتعت كثيرا بتحليلك لبعض أبيات القصيدة وهذه المرة الأولى التي يشدني فيها النقد الشخصي لنص كنا نردد بعض أبياته

أوافق الرأي في قولك : إلا أنه بعد مزيد من التدقيق نجد أن كثيرا من التعبيرات مكررة أو مستوحاة من شعراء آخرين، استطاعوا التعبير بشكل أجمل.

فلقد شعرت حقا بأنني قد قرأت هذه المعاني من قبل رغم أن الشاعر قد صاغها بطريقة أخرى
ولهذا قفز بيت قيس أمام عيني حين قرأت


قالـوا جننت بليلى.. قـلت ويحكـم
مــا لذة العيـش إلا للمجانـيــن


وقد ظننت للوهلة الأولى أنه بيتا آخر لقيس لسببين الأول لأنه يحمل نفس المعنى للبيت المشهور الذي ذكرته
والسبب الثاني أنه ذكر إسم ليلى في البيت


أسعدتنا هذه الزاوية كما أسعدتك







اختيار رائع يا حنين ليحى توفيق
وهي من أجمل ما قرأت له
كما أن دكتورة ن .....امتعتنا بقصيدة أطيلي الوقوف
تحياتي لكم