نادي رشف المعاني الأدبي

كالجبانة .. فررت من ساحة القتال .. مثخنة بالجراح .. فعدوي جيش أسكنه الله الأرض ابتلاء و امتحانا .. لأمثالي ..
يطرق بابي .. ليلي .. و نهاري .. يشاركني طعامي و شرابي .. ويتوسد فراشي .. ويتلحف دثاري ..
غادرت مكاني هربا .. وقفت هناك .. أرقب رحيلها .. و أناجي خالقي .. سبحانك .. يا عظيم .. يا حكيم .. يا عليم .. خلقت فصورت .. فأبدعت ..
تنصهرين .. تذوبين .. ما أقرب الشبه بروحي .. يا الله .. ملأت الأفق بلون زهوري .. تغادرين مسرعة .. تجرين خلفك وشاحك .. وقد غطى أرجاء المكان .. مم تهربين ؟؟ مثلي !! جيوش الهمّ صرعتكِ !!
ابقي هنا .. رافقني .. أنا و أنتِ .. رفيقتان .. فليلي طويل .. و خيوط الفجر كاذبة .. ابقي هنا .. أنظر إليك .. فأعلم أنه .. كائن قبل كل شيء .. و مكون كل شيء .. و أعلم أنه كائن بعد كل شيء ..فأرجوه رحمته .. و غفرانه ..
ابقي هنا .. فخيوط الظلام سياط .. تلهب الروح والجسد .. بذكرى جلادين عظام ..
ابقي هنا .. فنورك بعض الأمل .. بعض الحياة ..

رحلت .. ككل شيء ..

إن كان مصباح الأمل ماتت ذبالته .. فنور وجهك الكريم أملي ..

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]


ها قد عدتِ .. تطاردين فلول الظلام .. تشقين أستار الليل .. تصبغين السماء بألوان الفجر..
ترفعين هامتك فوق تلك الربا .. تخلعين على رؤوس الجبال أطواقا من نور .. بل .. تيجانا من ضياء ..فترتسم البسمة المغتصبة عجبا لبديع خلق الله ..
سبحانك ربي .. كيف جر الظلام ذيول الخيبة هربا أمام نورها .. كيف تمزقين غلالته السوداء .. بأطراف أناملكِ .. لتتسرب خيوط النور .. وتشق صفحة السماء ..
فتكتبين بأقلم نوركِ .. رسالة لكل جبار .. ظالم .. أنه .. ومهما .. طال الليل .. فالفجر لا محالة قادم .. والظلم لا محالة زائل ..

أيتها المهاة .. متى تشرقين من جديد ؟؟
فليلي رحب الذراع .. ونجومه في ازدياد .. أثقل كاهلي .. وقتل زهوري .. وغطى سفوح جبالي بمزيد من الثلوج ..

ربي .. يا من بيدك أمرها .. أشرق نفسي بنور رضاك ..

أخيتي وحيدة الرشف ..
و هل نرجو غير الرحمن الرحيم .. هو الملجأ .. وإليه المشتكى .. و على أعتابه نحط الرحال ..

تحياتي لكِ ..


ابن المدينة الفاضل ..
الأمل برحمة الله .. هو الزاد و المعين .. و النور الذي يشق أستار الليل .. فنبصر به دروبنا ..

اللهم آمين ..