لماذا لا نتخلى عن المستحيل!؟

النثر - الخواطر - القصة

المشرفون: مجدي، امل محمد

صورة العضو الشخصية
الشاعر الرشيق
بوح دائم
مشاركات: 448
اشترك في: 08-29-2002 08:16 PM

لماذا لا نتخلى عن المستحيل!؟

مشاركةبواسطة الشاعر الرشيق » 10-06-2003 07:54 AM

**
*

كتبت هذه المداخلة في الخيمة الإسلامة لما أرى من التكفير و التكفير المضاد في أمور الأسماء و الصفات

**
*

بسم الله الرحمن الرحيم
لست من المختصين بأمر أحكام الشرع و العقيدة و لكن مداخلتي هنا لشرح معني تحت و فوق و يسار و يمين و قدام و خلف ( الجهات الستة ) و ما سواها مما يتعلق بها منطلقا من منطلق علمي بحت في هذا الكون المخلوق الي نعيش في طرف قصي منه في أحدى مجراته الهائلة العدد ( نعيش في طرف قصي من سكة التبانة أو الطريق اللبني). إن كوكبنا ( الأرض ) كوكب عادي يدور حول شمس عادية في طرف قصي من مجرة عادية. كل شيء عنا عادي جدا في كون غير عادي!! ( عندما أتحدث عن الكون أتحدث عن الكون المريء بالعين المجردة و الوسائل الأخرى من هذا العالم الذي تحكمه قواعد محكمة لا تتغير).

إعلموا حفظكم الله أن الجهات الستة المذكورة أمور نسبية دائمة التغير.
الأرض تدور حول نفسها بسرعة 1200 ميلا عند خط الأستواء. و لو تجاهلنا دوران الشمس حول الأرض و دوران الشمس حول المجرة و غيرها من الحركات فأنك في كل أربع و عشرين ساعة يدور راسك دورة كاملة في الفضاء. هذا يعني أن معنى (فوق) و تحت و بقية الجهات تتغير باستمرار في دائرة تغطي كامل السمت فوقك ( أو تحتك إن شئت). و أعلم أن فوق هو ما علا رأسك و تحت ما كان أسفل من رجلك ( و هكذا لبقية الجهات ) فما هو فوقك الآن (من السمت) سوف يكون تحتك بعد 12 ساعة ليعود فوقك بالضبط بعد 24 ساعة و بين تلك اللحظات يتغير ما هو فوقك و ما هو تحتك بزاوية تزيد من جهة و تنقص من الجهة المقابلة بنفس المقدار. في هذه اللحظة الآن ما هو فوقك من السماء ( السماء هو ما علاك ) هو تحت بالضبط بالنسبة للشخص المقابل لك في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية.
الآن إذا أخذنا بعين الإعتبار دوران الأرض حول الشمس و دوران الشمس حول مركز المجرة و دوران المجرة حول مركزها و حركة جريان الشمس حاملة معها الكواكب السيارة فإن هذا يعني أن فوق و تحت و بقية الجهات ترسم خطوطا متعرجة في فضاء الله الواسع و أنك طوال عمرك لن يكون لك فوق واحد و لا تحت واحد و هكذا لبقية الجهات. الحقيقة أنك إذا أخذت عامل الزمن بعين الإعتبار فأن الجهات الستة هي شيء واحد يأخذ أسماء محددة في لحظات محددة. ( عندما يدور شخص فإن يمينه و يساره غير ثابتين و متغيران مع الزمن بحسب سرعة الدوران).
أنت تعيش في كون دائم الحركة و كل الأمور نسبية فما هو فوقك تحت شخص آخر و ما هو على يمينك على يسار شخص آخر و ما هو أمامك خلف شخص آخر و هكذا. في نفس اللحظة التي تقول عن شيء أنه فوق يقول الشخص المقابل لك أنه تحت و كلاكما صادق فيما يخصه!!
نحن مخلوقون في وجود مخلوق (الكون المرئي الذي يشتمل على تقدير مئة بمليار مجرة و بكل مجرة على مئة مليار شمس .. إلخ ) و هذا الكون بكل حقائقة مخلوق في مكان و زمان أبتداءً. الزمان مخلوق و لكل كون زمانه يبدأ بابتداء خلقه و ينتهي بفنائه. هذا الكون بكل مفاهيمه و معطياته وصفاته مخالف- بالضرورة- لكل أمر يتعلق بالباريء المصور عز وجل. الكون مخلوق و الباريء خالق. و الفرق لا نهائي بين الخالق و المخلوق. الزمان و المكان مخلوقات من المحدثات إبتداء أو أنتهاء أو تغييرا ( و لا معنى لهما البتة خارج عالم و مفاهيم المخلوقات.).
و اعلم حفظك الله أن الكون يتمدد باستمرار فمهموم السماء إذا غير ثابت من ناحية المكان ( و بالتالي الزمان) بل أن إحداثيات المكان تتغير مع الزمان.
أيها الإخوة و باختصار
إن مفاهيم المكان ( الجهات الستة )
و الزمان ( الذي هو معيار تغير أحداثيات الموجود أو وجوده أو فنائه ) كلها مفاهيم نسبية في العالم المخلوق بقدرة الخالق.
أيها السادة
هذه المادة الموجودة في هذا الكون الذي نعيش فيه أصلها من شيء واحد و هو طاقة هائلة من قدرة الله أمرها في لحظة و احدة بقدرته اللانهائية أن تشكل مادة الكون ( كن فكان ) و هذه المواد كلها شكل من أشكال تلك الطاقة المنبثقة من تلك القدرة. و هذا يعني أن مفهوم الوجود ( المتمثل لنا في المادة و الطاقة و ما يطرأ عليهما من التغيير ) هي أشكال متعددة من القدرة ( أشكال متعددة لشيء واحد). و عندما يقول العلم أن المادة لا تفنى و لا تستحدث فإنه – بالضرورة – يقول إن قدرة الله لا تفنى و لا تستحدث!!
أيها السادة إننا لا تنسطيع
و لن نستطيع
أن نتخطى حدود مفاهيم الكون المخلوق لكي نحاول فهم أي شيء عن الخالق.
لذا أقترح على الجميع التوقف عند:
" ليس كمثله شيء" و نسلم بذلك.
و الإنتقال بنا بعد ذلك من محاولة فهم المستحيل إلى محاولة فهم الممكن.
لكم جميعا تحياتي
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
**
قد يكون هذا لا مجال له هنا و إنما أنشره في دعوة مخلصة إلى توحيد الله و ترك الفرقة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك. أرجو التوفيق كما أرجو المعذرة
**
آخر تعديل بواسطة الشاعر الرشيق في 10-06-2003 10:29 AM، تم التعديل مرة واحدة.
*
خلافُ الناس ِ في الأذواق ِ نفعٌ
و لولاهُ تسايلتِ الدماءُ

و صارَ تكالبٌ في حبِّ شيء ٍ
و حيدٍ في الوجودِ هوَ الشقاءُ

خلافُ مرادنـًا في البيع ِ نفعٌ
و لولاهُ لما ارتفعَ الغلاءُ

فهذا زاهدٌ مجدًا و عزًا
و أخرُ للعلاء ِ لهُ انتماءُ

و هذا يعشقُ الريـّانَ حصرًا
و آخرُ في الهصير ِ لهُ غناءُ

لكل ٍ منهجٌ و لهُ طريقٌ
دعوا ما تكرهونَ لما يُشاءُ
*
**
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة مجدي » 10-06-2003 08:10 AM

[ALIGN=JUSTIFY]أخي الحبيب شاعرنا الرائع
مقال جميل جدا
عندي سؤال يحيرني أود طرحه
سألت بعض الفيزيائيين عن الجهات فقال لي لا يوجد فوق و تحت في أصل الجهات و الدليل على ذلك عند وقوفك أمام المرآة فكل جزء منك يظهر بطريقة معاكسة ( اليمين يسار و اليسار يمين ) و لا تأثير على فوق و تحت لأنها ليست جهات أصلية
[/ALIGN]
صورة العضو الشخصية
الشاعر الرشيق
بوح دائم
مشاركات: 448
اشترك في: 08-29-2002 08:16 PM

مشاركةبواسطة الشاعر الرشيق » 10-06-2003 08:28 AM

**
أخي الكريم
لك الشكر الجزيل
سؤالك هذا يحيلنا بالضبط إلى خداع المفاهيم!
لا فرق. أنت هو هو في الوجود الحقيقي و الوجود اللإفتراضي في المرآة ( أنعكاسك) و لولا وجود الحقيقي لما وجد لك وجود إفتراضي. و لا معنى حقيقيي ليسار أو يمين دون تحديد ( يسار من و يمين من؟). ألا ترى أننا نقول على يمين المصلين أو يسار الإمام. الجهة في حد ذاتها لا تحديد لها إلا من منطلق وجود آخر محدد في زمن محدد.
في حالة صورتك في المرآة كل شيء معكوس حول الخط الرأسي فيمينك يسار صورتك و يسارك يمين صورتك. هذا لأن صورتك تقابلك كما يقابلك الشخص و يمينك يساره و يسارك يمينه. طبعا إذا كانت خلفك مرآة أخرى تظهر صورة الصورة فسوف يتعدل الوضع و تصبح مخالفا لصورتك مطابقا لصورة صورتك!
هذا كله يفضي بنا إلى حقيقة أن الجهات الستة لا معنى لها إلا من منظور موجود محدد في زمن محدد.
و الخلاصة أن الجهات الستة كلها لا معنى لها في حد ذاتها دون النظر إليها من منظور غيرها!
مشكلتنا دائما أننا نختلف على مفاهيم هي في ذاتها هلامية!!
لكم تحياتي

**
*
آخر تعديل بواسطة الشاعر الرشيق في 10-06-2003 08:32 AM، تم التعديل مرة واحدة.
*

خلافُ الناس ِ في الأذواق ِ نفعٌ

و لولاهُ تسايلتِ الدماءُ



و صارَ تكالبٌ في حبِّ شيء ٍ

و حيدٍ في الوجودِ هوَ الشقاءُ



خلافُ مرادنـًا في البيع ِ نفعٌ

و لولاهُ لما ارتفعَ الغلاءُ



فهذا زاهدٌ مجدًا و عزًا

و أخرُ للعلاء ِ لهُ انتماءُ



و هذا يعشقُ الريـّانَ حصرًا

و آخرُ في الهصير ِ لهُ غناءُ



لكل ٍ منهجٌ و لهُ طريقٌ

دعوا ما تكرهونَ لما يُشاءُ

*

**
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة مجدي » 10-06-2003 08:44 AM

[ALIGN=JUSTIFY]أخي الحبيب شاعرنا الرائع
أشكرك من كل قلبي على ردك الضافي
شعرت أن كلامك قريب جدا من كتاب رائع اسمه ( هل لك نقيض في الكون .. الكون والكون المعكوس ) للدكتور عبدالمحسن صالح رحمه الله
و قد يحيلنا كلامك الى حقيقة الثقوب السوداء التي ان تجاوزنا سطحها الافتراضي سنتحول الى العكس في كل شيء و ينقلب الزمن الى الوراء لنرى أعمالنا ( ربما ) أو كما بدأنا أول خلق نعيده .

أخي الحبيب
هل تستطيع أن تفرق لي بين كلمة الزمن و كلمة الوقت
[/ALIGN]
صورة العضو الشخصية
الشاعر الرشيق
بوح دائم
مشاركات: 448
اشترك في: 08-29-2002 08:16 PM

مشاركةبواسطة الشاعر الرشيق » 10-06-2003 10:21 AM

**
*
شكرا أستاذنا القدير مجدي على التجاوب
أخي فرضية نقيضك في الكون جائزة من قول تعالى" و يخلق ما لا تعلمون" و تنطلق الفرضيات عن الذات المضادة من وجود المادة و المادة المضادة. في كوننا هذا الإلكترون سالب و البروتون موجب و في المادة المضادة العكس بالعكس و إذا إجتمعت المادة و المادة المضادة يحدث إنفجار و يتحول الإثنان إلى طاقة وحسب. هناك من يعتقد أن لهذا الوجود وجود مضاد بحيث يكون مجموعهما صفرا. أي أن المادة في هذا الكون تقابلها مادة مضادة في الكون الموازي بحيث يكون مجموعهما صفرا.
و يرى البعض أنطلاقا من نظرية عدم اليقين جواز الخلق المستمر للمادة في الكون من لا شيء حيث تتكون آنيا مادة و مادة مضادة متساويتان في الكتلة و الطاقة متعاكستان فيهما و مجموعها لا شيء! (صفر)
و إذا قدر لك أخي أن تسافر خلال الكون فاحذر من لقاء نقيضك لأنه بمجرد أن تصافحه سوف تختفيان معا في انفجار هائل!
أما الثقوب السوداء فهي مادة مضغوطة بشكل هائل بحيث أن الكرة الأرضية لو تحولت إلى ثقب أسود فلن يتجاوز حجمها حجم كرة الطاولة. الثقب الأسود يبلع كل شيء و لا يخرج منه أي شيء (و إن كان يظن أن على حدوده تتولد أزواج من المادة و المادة المضادة فإذا ابتلع الثقب الاسود المادة المضادة و بقيت المادة يخيل لمن هو خارج الثقب أن هذه المادة خرجت من الثقب). الدخول إليه قد يقود إلى عالم آخر ( كون آخر) و حسب رأي ستيفن هوكنز فإن الدخول إليه يعني أنتهاء ماهية الإنسان آنيا و بقاء وجوده كمادة مضغوطة فقط. إذا أنتقلت هذه المادة إلى عالم آخر من خلال الثقب الأسود فلن يكون هناك عقل ليدرك ذلك!
ثم إن وجودك هو عقلك و إحساسك بوجودك و مادتك تتغير كل خمس سنوات تقريبا! فمن أنت غير عقلك؟
أما الزمن و الوقت فلا فرق بينهما من حيث الجوهر إلا حسبما اصطلحنا عليه.
الزمن هو تلك الخاصية المتعلقة بالتغيير سواء في الحركة او السكون أو الإبتداء أو الإنتهاء أو الإستمرار. كما أنه خاصية لتقدير تغيير وجود بالنسبة لوجود آخر. و زمن هذا الكون الذي نحن فيه بدأ ببدء خلق مادته و سوف ينتهي بإنتهاء وجوده أو تحوله إلى ماهية أخرى.
أما الوقت فهو مجرد إصطلاح لجزء من الزمن العام و لا توجد كلمتان مختلفتان له في كل اللغات. في العربية ننظر للوقت كجزء محدد من الزمن فنقول ما هو الوقت الآن (أي أننا نسأل عن زمن محدد بإصطلاح متعارف عليه" التوقيت"). و نقول وقت الإقلاع الرحلة عن زمن بداية أمر محدد و لا نقول زمن إقلاع الرحلة.
الزمن أيضا بعد رابع في نسيج الكون يضاف إلى أبعاد المكان الثلاثة لينتج عن ذلك مفهموم " الزمكان" أي الزمن و المكان.
عندما يتحرك الجسم لا معنى لتحديد مكانه دون وقت محدد مع أن نظرية عدم اليقين تقول باستحالة تحديد الإثنين بدقة في آن واحد!
هذا الكون مليء بالفماهيم الهلامية و عدم اليقين لتبقى الحقيقة المطلقة و المعرفة المطلقة - في اعتقادي - للخالق الواحد الأوحد. و بذا تكون الهلامية هذه نتيجة عدم كمال الكون المخلوق ليتفرد الخالق بالكمال.

*
**
آخر تعديل بواسطة الشاعر الرشيق في 10-06-2003 10:27 AM، تم التعديل مرة واحدة.
*

خلافُ الناس ِ في الأذواق ِ نفعٌ

و لولاهُ تسايلتِ الدماءُ



و صارَ تكالبٌ في حبِّ شيء ٍ

و حيدٍ في الوجودِ هوَ الشقاءُ



خلافُ مرادنـًا في البيع ِ نفعٌ

و لولاهُ لما ارتفعَ الغلاءُ



فهذا زاهدٌ مجدًا و عزًا

و أخرُ للعلاء ِ لهُ انتماءُ



و هذا يعشقُ الريـّانَ حصرًا

و آخرُ في الهصير ِ لهُ غناءُ



لكل ٍ منهجٌ و لهُ طريقٌ

دعوا ما تكرهونَ لما يُشاءُ

*

**
صورة العضو الشخصية
مجدي
مؤسس النادي
مشاركات: 4770
اشترك في: 05-05-2001 03:14 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة مجدي » 10-06-2003 10:34 AM

[ALIGN=JUSTIFY]
أخي الحبيب شاعرنا القدير

جزاك الله عنا ألف خير على هذه المعلومات القيمة و الراقية و أسلوبك الرائع في العرض والتحليل
بقي عندي عدة استفسارات
أين وجه الشبه بين ما كتبت عن المادة المضغوطة و الثقب الأسود الذي يبتلع حتى الضوء و بين نظرية ميلاد و موت النجوم
و اين هذا كله من نظرية الأوتار الفائقة التي أجد لها أساس منطقي في كلامك
[/ALIGN]
صورة العضو الشخصية
الشاعر الرشيق
بوح دائم
مشاركات: 448
اشترك في: 08-29-2002 08:16 PM

مشاركةبواسطة الشاعر الرشيق » 10-06-2003 12:39 PM

**
*

أخي الكريم
الثقب الاسود هو المادة المضغوطة إلى حدها الأقصى. مصير أي نجم يتوقف على حجمه باختصار. النجم قد يتحول إلى قزم أبيض أو نجم نيوتروني أو يتحول جزء منه إلى ثقب أسود. و .النجموم مفاعلات نووية كبيرة و يستمر التفاعل إلى حد معين بشكل معين حتى ينضب هذا الوقود لتحدث أمور أخرى يستجد معها التفاعل بشكل آخر. الموضوع يحتاج إلى الكثير من الشرح و إنما أوردته باختصار.
بالنسبة للنجوم التي حجهما أكبر من حجم معين تحدث أحيانا ظاهرة عجيبة. الذي يحدث هو أنفجار شديد للقشرة الخارجية للنجم فيما يسمى بالسوبر نوفا و في هذه الحالة فإن هذا الإنفجار العظيم يولد ضغطا هائلا على الجزء الداخلي من النجم مما يتسبب في تشكيل مادة شديدة الكثافة هي الثقب الأسود و تتبعثر القشرة الخارجية على شكل سديم. هذه هي الثقوب السوداء التي تتشكل و سط النجم المتفجر. هناك دراسات تشير إلى ثقوب سوداء قديمة تأسست مع تأسس الكون(premordial black holes). إذا فموت النجوم في بعض الأحيان هو ميلاد ثقب أسود جديد. و قبل عشرين سنة كانت الثقوب السوداء مجرد نظرية و لكن تم إثبات وجود الثقوب السوداء بسبب تأثيرها على الأجرام الأخرى و بسبب ما تصدره من أشعة كهرومغناطيسية.
أما موضوع الاوتار الفائقة فسوف أعطي ملخصا عنه إذ أن تفاصيله تحتاج إلى مختص بهذا العلم الجديد و لست أنا بالمختص فيه.
لا يخفاك أن أهم نظريتين في العصر الحديث هما نظرية النسبية لآنشتاين و نظرية ميكانيكا الكم التي أسهم أينشتاين أيضا في تطويرها و الحقيقة كان حصول آنشتاين على جائزة نوبل بسبب إسهامه في ميكانيكا الكم و ليس لنظرية النسبية. النظرية الأولى تنطبق على مستوى الماكرو بينما الثانية تنطبق على مستوى المايكرو. أي أن الأولى تصلح لحل معادلات الأجرام الكبيرة مثل النجوم بينما الثانية في حل معادلات الذرة و مكونات الذرة مثل الإلكترون و الكوارك.
المشكلة أنه في ميكانيكا الكم تحدث معضلة عندما يتناهي الصغر إلى حد ما يسمى بميزان بلانك و الذي يساوي 10 أس -35 (10^-35) و لك أن تتخيل الرقم 10 مقسوما على عشرة أمامها 34 صفرا. هذه الحيز الصغير جدا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن تشغله المادة قبل أن تضطر إلى التحول إلى طاقة خالصة ( تذكر أن الطاقة و المادة وجهان لعملة واحدة و أن المادة أحيانا تتصرف كالطاقة و أن الطاقة أحيانا تتصرف كالمادة).
عند هذه النقطة يحدث شيء عجيب لقوانين الفيزياء فبدلا من الإحتفاء كليا تتحول المادة - في هذا الحجم من الصغر – إلى ما يسمى بالأوتار الفائقة التي تمثل و تحمل كل خصائص المادة الأصلية و لكنها تتلوى في أبعاد مختلفة تحتاج إلى 11 بعدا بدلا من الأبعاد الأربعة (3 مكانية+زمن). هذا يعني أن الأوتار الفائقة توجد في إطار خارج مفهومنا عن الزمكان. هذه النظرية قد توحد كل القوى الكونية مثل الجاذبية و القوى الكهرومغناطيسية و القوى النووية في إطار محاولة العلماء للوصول إلى النظرية الموحدة بدلا من العمل بنظريتين مختلفتين للماكرو و المايكرو و بحيث تفسر هذه النظرية الموحدة كل مظاهر الكون على جميع مستوياتها. و يأمل العلماء عن طريق هذه النظرية إلى الإجابة على الاسئلة التالية:

• لماذا الفضاء ذو أربعة أبعاد و ما هي بنيته عند الوصول إلى مستوى ميزان بلانك؟
• لماذا توجد أربع قوى أساسية فقط و لماذا تتميز الجزيئات المكونة للمادة بطيف غريب؟
• ما هي الكتلة و هل هناك أكثر من أربعة أبعاد؟
• كيف بدأ الكون؟

أرجو أن يكون فيما ورد بعض الإجابات الشافية
و لكم تحياتي



*
**
آخر تعديل بواسطة الشاعر الرشيق في 10-06-2003 01:53 PM، تم التعديل مرة واحدة.
*

خلافُ الناس ِ في الأذواق ِ نفعٌ

و لولاهُ تسايلتِ الدماءُ



و صارَ تكالبٌ في حبِّ شيء ٍ

و حيدٍ في الوجودِ هوَ الشقاءُ



خلافُ مرادنـًا في البيع ِ نفعٌ

و لولاهُ لما ارتفعَ الغلاءُ



فهذا زاهدٌ مجدًا و عزًا

و أخرُ للعلاء ِ لهُ انتماءُ



و هذا يعشقُ الريـّانَ حصرًا

و آخرُ في الهصير ِ لهُ غناءُ



لكل ٍ منهجٌ و لهُ طريقٌ

دعوا ما تكرهونَ لما يُشاءُ

*

**

العودة إلى “النثر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 41 زائراً