سلسلة المشاهد الأندلسية
مرسل: 07-26-2003 04:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وكفى وصلاة والسلام على رسوله المجتبى وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم أجمعين .
وبعد
فقد أزمعت على بدء سلسلة المشاهد التاريخية التي سأنتقيها و أمححصها من كتب التاريخ لا للغرض التاريخي فحسب بل للعبرة والعظة و أرجوا ممن يقرأ هذه الحلقات أن لا يحرمني وأياكم من التعليق والفائدة
....... موسى بن أبي غسان
المشهد الأول- (نهاية جمادى الأول ونهاية الأندلس )
[size=18][size=30]نحن الآن في زاهرة المنصور- مدينة تقع جنوب شرق قرطبة -نودع جيش الأموي الميمم شطر بلاد الجلالقة لتأديب النصارى الذين تكثوا العهود والمواثيق وبدؤا بالهجوم على المسلمين نودعهم والكثير منا يتلهف لعودته بالغنائم والسبي كما كان يحدث أيام الحاجب المنصور نودعهم والبعض منا يجهز الحبال التي يريد أن يقتاد بها السبي عندم يقفل الجيش إليها ولكنهم أرادوا وتمنوا والله أراد غير ذلك . فلم يلبث الجيش أن غادر قرطبة حتى حيكت المؤامرة على يد محمد ابن هشام بن عبد الرحمن الناصر على خلع الخليفة الأموي بعد أن أوصى بالخلافة لعبدالرحمن بن الحاجب المنصور وبالفعل نجحت المؤامرة وتولى محمد حكم قرطبة وخلع الخليفة الشرعي . ولما وصلت هذه الأنباء إلى عبد الرحمن قفل بجيشه إلى قرطبة لايلوي على أحد ليعيد عاصمة الخلافة للطاعة ولكنه قتل بعد أن تفرق عنه أصحابه ثم تمزقت أقوى دولة أسلامية في ذلك العصر إلى ما يقارب 22 دولة في سلخ جمادى الآخر عام 399 هـ .ثم تطورت الأحداث ونودي بخليفة في قرطبة وآخر في شذونة وآخر في أشبيلية وأخير في مالقا ولا تبعد عن بعضها الثلاثين كيلا و طبق قانون الغاب فالقوي يأكل الضعيف والضعيف يستنجد بالخنزير ولم يكتفوا محاربة بعضهم البعض بل تطور الأمور حتى تحالفوا مع النصارى ليطردوا أخوانهم من بلادهم ليحلوا أبناء النصارى فيها و سأحيلكم إلى ما كتبه ابن حزم واصفا لما شاهده منهم في نهاية المقال ولكن لنا عدة وقفات على هذا التحول الرهيب الذي بدء من سلخ جمادى لسلخ القرن الرابع الهجري منها :
أ- أن الملاحظ في كل الدول أنها تمر في مرحلة التأسي ثم القوة ثم الأنهيار ولكن ماحدث للأندلس كان مغاير لهذه السنة فالسقوط لم يكن على مراحل بل فجأة فلأندلس لم تلبث عشرة أعوام من وفاة الحاجب المنصور أقوى رجل عرفته حتى أنهارت إلى 22 دولة لم يكن سقوطها لضعف بالجيش ولا العتاد ولا لقوة النصارى فالنصارى كانوا في ذل وصغار بعد أن مزقهم الحاجب المنصور شر ممزق ولم يترك لهم مدينة ولا قلعة إلى دخلها حتى أنه وصل إلى صخرة بلاي التي عجز عنها المسلمون الأوائل لم يهزموا بسبب العدة بل هزموا لضعف الهمة ودنوها إلى الدنيا الدنية الفانية وتغمسهم بالترف لم يهزموا بسب سفاهة حاكم أو ثورة مارق بل لمعاقرة المعاصي وفشوا المغاني أن ضعف أمتنا لا يكمن بضعف العتاد ولكنه يكمن بحملة هذا العتاد أخي والله لو وجد فينا 20,000 مؤمن حق الأيمان لما أصابنا الذل والهوان على يد أخبث خلق الله ولكن صدق فينا القائل ما نسينا الله حتى نسيناه ولكن حينما تذكرناه وجدناه معنا ففي غزوة وادي لكة أو شريش حمل لذريق الحبال لأقتياد المسلمين وركب معه اليهود بأموالهم ليشتروا منه وفي سلخ جمادى لسلخ القرن الرابع جهزنا الحبال كما جهزوها وآل مصير دولتنا من التمزق كما آلت دولتهم والعلة هي ماقالها ذلك الصحابي نحن قوم أعزنا الله بالأسلام فإذا ابتغينا غيره أذلنا الله .............. وللحديث بقية[/SIZE][/ [/SIZE]
الحمد الله وكفى وصلاة والسلام على رسوله المجتبى وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم أجمعين .
وبعد
فقد أزمعت على بدء سلسلة المشاهد التاريخية التي سأنتقيها و أمححصها من كتب التاريخ لا للغرض التاريخي فحسب بل للعبرة والعظة و أرجوا ممن يقرأ هذه الحلقات أن لا يحرمني وأياكم من التعليق والفائدة
....... موسى بن أبي غسان
المشهد الأول- (نهاية جمادى الأول ونهاية الأندلس )
[size=18][size=30]نحن الآن في زاهرة المنصور- مدينة تقع جنوب شرق قرطبة -نودع جيش الأموي الميمم شطر بلاد الجلالقة لتأديب النصارى الذين تكثوا العهود والمواثيق وبدؤا بالهجوم على المسلمين نودعهم والكثير منا يتلهف لعودته بالغنائم والسبي كما كان يحدث أيام الحاجب المنصور نودعهم والبعض منا يجهز الحبال التي يريد أن يقتاد بها السبي عندم يقفل الجيش إليها ولكنهم أرادوا وتمنوا والله أراد غير ذلك . فلم يلبث الجيش أن غادر قرطبة حتى حيكت المؤامرة على يد محمد ابن هشام بن عبد الرحمن الناصر على خلع الخليفة الأموي بعد أن أوصى بالخلافة لعبدالرحمن بن الحاجب المنصور وبالفعل نجحت المؤامرة وتولى محمد حكم قرطبة وخلع الخليفة الشرعي . ولما وصلت هذه الأنباء إلى عبد الرحمن قفل بجيشه إلى قرطبة لايلوي على أحد ليعيد عاصمة الخلافة للطاعة ولكنه قتل بعد أن تفرق عنه أصحابه ثم تمزقت أقوى دولة أسلامية في ذلك العصر إلى ما يقارب 22 دولة في سلخ جمادى الآخر عام 399 هـ .ثم تطورت الأحداث ونودي بخليفة في قرطبة وآخر في شذونة وآخر في أشبيلية وأخير في مالقا ولا تبعد عن بعضها الثلاثين كيلا و طبق قانون الغاب فالقوي يأكل الضعيف والضعيف يستنجد بالخنزير ولم يكتفوا محاربة بعضهم البعض بل تطور الأمور حتى تحالفوا مع النصارى ليطردوا أخوانهم من بلادهم ليحلوا أبناء النصارى فيها و سأحيلكم إلى ما كتبه ابن حزم واصفا لما شاهده منهم في نهاية المقال ولكن لنا عدة وقفات على هذا التحول الرهيب الذي بدء من سلخ جمادى لسلخ القرن الرابع الهجري منها :
أ- أن الملاحظ في كل الدول أنها تمر في مرحلة التأسي ثم القوة ثم الأنهيار ولكن ماحدث للأندلس كان مغاير لهذه السنة فالسقوط لم يكن على مراحل بل فجأة فلأندلس لم تلبث عشرة أعوام من وفاة الحاجب المنصور أقوى رجل عرفته حتى أنهارت إلى 22 دولة لم يكن سقوطها لضعف بالجيش ولا العتاد ولا لقوة النصارى فالنصارى كانوا في ذل وصغار بعد أن مزقهم الحاجب المنصور شر ممزق ولم يترك لهم مدينة ولا قلعة إلى دخلها حتى أنه وصل إلى صخرة بلاي التي عجز عنها المسلمون الأوائل لم يهزموا بسبب العدة بل هزموا لضعف الهمة ودنوها إلى الدنيا الدنية الفانية وتغمسهم بالترف لم يهزموا بسب سفاهة حاكم أو ثورة مارق بل لمعاقرة المعاصي وفشوا المغاني أن ضعف أمتنا لا يكمن بضعف العتاد ولكنه يكمن بحملة هذا العتاد أخي والله لو وجد فينا 20,000 مؤمن حق الأيمان لما أصابنا الذل والهوان على يد أخبث خلق الله ولكن صدق فينا القائل ما نسينا الله حتى نسيناه ولكن حينما تذكرناه وجدناه معنا ففي غزوة وادي لكة أو شريش حمل لذريق الحبال لأقتياد المسلمين وركب معه اليهود بأموالهم ليشتروا منه وفي سلخ جمادى لسلخ القرن الرابع جهزنا الحبال كما جهزوها وآل مصير دولتنا من التمزق كما آلت دولتهم والعلة هي ماقالها ذلك الصحابي نحن قوم أعزنا الله بالأسلام فإذا ابتغينا غيره أذلنا الله .............. وللحديث بقية[/SIZE][/ [/SIZE]