مقنَّعٌ ، أتخفّى خلف حطامي ، خلف الظلام الذي يهشِّمُ أجزائي ، خلف البقايا من فتافيت أحلامي وأيامي ، خلف انكساراتي ومراراتي وويلاتي .
مقنعٌ ، أندسُّ في عيني ، كي لا أراني ، أو ألمح ظلي . مقنعٌ كلي ، في كل أشيائي قلبي وشارعي ومرآتي .
هكذا أمضي ، مجهولاً ، منزوعاً ، حتى مني ، ومن همي وأحزاني . هكذا أمضي موزعاً ، منقسماً ، مختلفاً بعضي على بعضي .
لا أحد سواي ، يعرفني ويجهلني ، يقبَلني وينكرني ، يوماً ألملمُ أشيائي ، ويوماً أبعثرني ، ويوماً غيري يسكنني .
هكذا أمضي ولا أمضي ، أتأففُ مني ، منشقاً على نفسي ، متمرداً ، أحبني وأكرهني ، أهربُ مني وألحقني .
مقنّعٌ في صباباتي ، حماقاتي ، صواباتي وأخطائي . أتستر على نفسي مني ، أنكر ذنبي وحسناتي ، أتجاهلني ، وأعلمُ أني ولا أني .
مقنّعٌ ، حتى ساعة أبدو مكتملاً ، ألقاني ولا ألقاني .
***********************
من مجموعتي ( يوميات شاعر متهالك )
ألقاني ولا ألقاني
ألقاني ولا ألقاني
استدرنا - واستدارت الشمس
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 22 زائراً