جدلٌ وراء الظلّ
ثامر مهدي
3 أبريل 2002
في خَلْوةِ الغياب ،
عن الكهّانِ والفقهاءِ ،
وعدتني مرتبكا ،
- أنْ آتيكَ وحدي ، .. همستَ لي،
مُتسربلا مخافةَ الذئابْ ؛
تأكدتَ من نفسِكَ ، واتفقتَ مع نفسكَ ،
أن آتيكَ وحدي، فصرنا كلانا،
... أفقاً ممطراً وغَابْ ؛
على وجهِ النشيدِ وغربةِ الأفاقِ فينا،
ندوزنُ ما تهرّىءَ من وجعِ المآذنِ،
فيمسكُنا اتزانٌ ويطلقنا اضطِرابْ ؛
اتفقتَ مع نفسكَ،
لكنني في بادئِ الأمرِ كنتُ بليداً ،
لا أدركُ كيفَ تشرأبُ الزهرةُ بالنّدى ،
وكيف تُقَبِّلُ نجمةَ الصُّبحِ، ..
فيعرقُ ثدياها شَبَقاً، ثدياها يعرَقَانْ ،
وينطَفِئُ الليلُ برائحةِ الشّهوةِ،
يـالكَ من محترفٍ ، حدَّ القبلةِ ،
وحدَّ الألوانِ تمازجتَ، .. توّحدتَ،
ومن تخلَّفَ عن بوتقةِ العِشْقِ، صارَ تبابْ ؛
مـا زلتَ تداعبُها، .. ويعرقُ ثدياها ،
حتى تعطيكَ آخرَ الخلجاتِ وأحلـى ،
حين تثاؤبكَ ،
من بينِ حناياها، ثمِلاً تنسابْ؛
على خدِّ بنفسَجَةٍ،
نسجتَ خيوطا أبديةْ،
تلتفُّ على جِسْرٍ من تَعَبي ،
تفوحُ على جيدٍ كالعَاجْ ،
أكانَ الصُّبحُ خريرَ الشهوةِ ،
أمْ ممّا خلّفتَ على جَسَدٍ عارٍ، ..
وَمْضَ لُعَابْ ؛
على موْعِدِ الخلْوةِ،
أتينا معاً،
لم تكُنْ معي ولم أكن معَكْ ؛
هنا في حانتِكْ ؛
تأكدتَ من نفسِكَ ، ..كم أنا هنا ،
سلكتُ طريقَ الثلجِ فيكَ،
... المساءَ والزنابق، ... لجلجةَ المآقي،
خلّفتُهم تباعاً ولم أتبعَكْ ،
روّعني اغتصابُ جيرتي،
- واغتصابُ السماءِ فينا،
مُويلايَ ... هل روّعَكْ ؟،
حملوا حقائبَ الموتِ والحياةِ،
أخذوا بُقيانا، .. وأبقَوْنَا،
سُقيا لمن أضاعَني وضيّعَكْ ،
نملكُ الآن ،
- منتصفَ الطريقِ ،
- ورقاً لكتابةِ الأغاني،
- بعضَ إعلاناتِ التبرّعِ،
فمن أين تجمعني، ..
والشتاتُ لعبتي، ..
مغرّرٌ أنتَ بالرحيلِ،
والرحيلُ ودّعَكْ ؛
أتلعبُها الآن، ما الفائدةْ ؟،
لقد هَرِمَتْ الرّيحُ في خيامِنَا؛
ومما حيينا، .. أصبحَ الموتُ ملكنا،
.. نقلّدُ منهُ أعناقاً، ونبُلي قلائده؛
أتلعبُ الآن وقد مللتُ أوزاري،
أنــــاديكَ ملءَ أسماعي،
_ وقافيتي، تتعرّى في علنٍ ، _
يا أيها الأبديّ،
جَسَدُ الحروفِ حرّضني لبدعةٍ،
وأبدَعَكْ ؛
- يذهلني أن نتفقَ الآن على شَغَفٍ؛
ونصلـّـي؛ .. لزهرةِ صَبّارٍ ،
منذُ قرونٍ تتربص في رئتي ؛
وِلعتُ بها مُذْ كان لنا وطنٌ،
يترددُ بين البحرِ وبين العشقِ ،
ينامُ على زَنْدِي، ..
حين يعودُ من اللعبِ مع الأطفالِ
نعسٌ في المقلةِ ؛
ونارٌ في الخدِّ ،
يتوَّسدُ عافيتي ؛
ويؤنسُهُ أن أطردَ عنهُ الناموسَ،
وينسابُ بروحي مُرتعِشَاً،
لما في الدفءِ من البردِ،
رأيتُ تميمتَهُ، تندبُ ذاتَ صباحٍ؛
ومساحاتُ الضوءِ تلوذُ بظلمَتِها،
حـــائرةً بين الوِرْد وبين ِ الصدّ ،
نصّبتُ أقانيمَ ضَيَاعي ؛
وَجَلّلني الصمْتُ الآسن،
مصلوباً، .. يتّفقُ الغائِرُ في ضدّي،
ومرَّ بمئذنتي نورسُ أزمـــانٍ،
يحلّقُ في عينيهِ مساءٌ رماديٌ،
أمطرني عُمْراً، وزيّن لي لحدي؛
خبّرني أنَّ تميمةَ طفلي قُبَّرَةٌ،
تسافرُ فيها الصحراءُ، وتستَجْدي،
ها نحنُ قد أتينا معاً،
كما وعدتني، .. أن آتيكَ وحدي؛
ولم يتبعَنَا سوى ظِلّنَا، ..
وربما أضعنَاهُ في مُنْحَنى الضّبابْ ؛
وما من أحدٌ، فهل أنتَ خائِفْ ؟،
قال : إننا معنا، لا تحزَنْ، .. ولكنه الخرابْ،
قلتُ: شبابُ الحانةِ في البَابْ ،
قال : ... والعابرونَ إلى الحياةِ،..
طَرَقَاتُ الرّيحِ، .. وأزمانٌ غَابِرَةٌ،.. غابِرةٌ،
تكمِنُ في رَحِمَ الحانَةِ،.. في هذا البابْ؛
_ لكنّهُ العشقُ ،
... لا ُيخلقُ العشقُ مرّتينْ ؛
تعلّمْ أن تصيرَ ريحاً،
وأن تُصبحَ عند الحاجةِ للتأليهِ ،
حِزَاماً ناسفاً، .. أو سرابْ ؛
لنا وطنٌ، ..
خبأناهُ لموسمٍ، يعبرُ الشهداءُ فيهِ،
ولن نزجيهِ لشيخوخةٍ يبابْ؛
لنا وطنٌ،
طفل يتربى فينا، ..
يلعبُ في ساحتِنَا؛
يغفو في مهدِ الشّمسِ ،
ويرضَعُ من ثديِ سَحَابْ؛
لأجلهِ أتينا معا،
لأجلهِ … أنا وأنتَ هنا،
أنا وأنتَ أنا،
صِرنْا لهُ نَدامى، ..
.. حانةٌ،.. شَرَابْ؛
جدلٌ وراء الظلّ
جدلٌ وراء الظلّ
من احداق جلجامش المعتمة.
يقتات نذر من الديدان.
وعلى طبل اسطورة الحياة
... نقرتان.
يولد منهما الذئب والانسان.
يقتات نذر من الديدان.
وعلى طبل اسطورة الحياة
... نقرتان.
يولد منهما الذئب والانسان.
- kindy girl
- بوح دائم
- مشاركات: 696
- اشترك في: 06-14-2002 02:59 PM
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 14 زائراً