رسالة اعتذار (مختارة)

[د//نون]

<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
أيتها المرأة التي أُحِب !
كنتُ البارحةَ ثائراً كبركانٍ فقدَ أعصابَهُ فأخذَ يرمي بكلِّ ما في أعماقِهِ من حنقٍ مكبوت . و كنتِ تستمعينَ بصمتٍ جريح و الدموع تسيل على المُحَيّا الذي أعشق .
و هدأ البركان. و صحا الندمُ تمساحاً رهيباً جائعاً يُمَزّقني على أسنانِهِ المُقَوّسة و يبتلعني قِطعةً قطعة .
و لم أستطعِ النوم .
كيفَ أشرح لكِ أنّ غضبي لم يَكُن مُوَجَّهاً إليكِ
و لكنّه كانَ مُوَجّهاً إلى جراحي و هزائمي و إحباطاتي؟
و أنتِ..أيّتها المرأة التي أُحِب، أبصرْتِ _دونَ العالمين_ تلكَ الآلام التي تقبع هناك كماردٍ في قمقم.
تعرفينَ ملاحِمَ صراعي ..تعرفينَ كيفَ وجدتُ طعمَ الإخفاقِ مُرّاً ، و طعمَ النجاحِ أشَدّ مرارة .
تعرفينَ كم تعذّبتُ في معركتي الطاحنة مع هذا التنين المعتوه الذي يُسَمّونه الطموح .
رأيتِ الطعنات في صدري ..و الضربات في ظهري .
كل هذا الميراث من الأشجان و المواجع لا يجد فُرصَةً للكلامِ إلا معَكِ .. و في لحظات الجنون هذه .
قَدَرُكِ _أيّتها المرأة التي أُحِبّ _ أن ألجأَ إليكِ..
ضاحكاً و باكياً و غاضباً .
قَدَرُكِ _أيّتها المرأة التي أُحِب_ أن تبتسمي لثورتي ..كما ابتسمتِ لغزلي..
أن تشهدي حماقةَ الطفل ..كما شهدتِ مواقفَ الرجل .
تذكرينَ "قِصّة حُبّ" ؟
تذكرينَ العبارةَ الشهيرةَ التي أصبحت مثلاً :
" الحُبّ يعني ألاّ تحتاجَ إلى الاعتذارِ أبداً "
أمّا أنا فأقول :
الحبّ يعني ألاّ تخجلَ أبداً من الاعتذار .
أيتها المرأة التي أُحِب !
إني أعتذر !


غازي القصيبي

[وحيدة الرشف]

<font size=4 color=purple>
ما كنت لأتذمر أبداً منك..
ما كنت لأتأفف...
فأنا أرى أن صدري هو مدفن أحزانك ..
هو منبع أفراحك....
و لن أتنازل عن ذلك..
حتى وإن أفرغت كل دموعي من أجلك..
ولو جفت عيناي أو ابيضت بكاء عليك..
فرحةً أو حزناً....
ماذا أريد أكثر ؟؟؟
إذا كنت تعتذر...
وماذا أملك مقابل اعتذاراك...
سوى أن أبكي...
أتعرف لماذا أبكي؟؟؟؟؟
أنا أفعل لأنني أشعر أنك كيان مهيب...عظيم ورائع يتغلغل داخل أعماقي كيان يستحق أن أقف احتراما له ...كيان أرى أنه منزه عن الاخطاء..... لذلك يغصني وبشدة اعتذاره .....
فافعل ما تشاء .........وكفى.......
= = =
<font size=4 color=navy>
دكتورة نون .....اعذريني عزيزتي على هذا التعالق السريع والمرتجل....
اختيارك رائع..وأكثر من رائع...
حقيقة نادراً ما ترين رجلاً بعتذر في هذا الزمان...
رغم أن الاعتذار يكبر الرجل في عيني المرأة ويعظمه في أعماقها ..ويجعله محط نظرها ....
الاعتذار عن الخطأ دليل على الشجاعة ...وكم تهيم المرأة بالرجل الشجاع ...وتحسد نفسها ان وجدتها معه ....

مبدع هو غازي القصيبي كعادته ....وموفّقة أنت يا عزيزتي نون ....

دمت لنا كذلك...

تحياتي

[~*الأنثى*~]

<center>

سيدة الدهشة

وحتى عندما تنتقين الحروف لابد وان تكون مميزة

في هذه الرسالة الموقعة باسم الشاعر غازي القصيبي ايماءت للألم والحزن الدفين الذي يتسلل في أعماق صاحب الحروف، فحينما كتب هذه الرسالة نجد أنه يعتذر بكل الأسى والألم والفرح بالحبيب حتي عندما يكون حزيناً..

وتظهر مشاعر الشاعر الفياضة عندما قال

"و أنتِ..أيّتها المرأة التي أُحِب، أبصرْتِ _دونَ العالمين_ تلكَ الآلام التي تقبع هناك كماردٍ في قمقم.
تعرفينَ ملاحِمَ صراعي ..تعرفينَ كيفَ وجدتُ طعمَ الإخفاقِ مُرّاً ، و طعمَ النجاحِ أشَدّ مرارة .
تعرفينَ كم تعذّبتُ في معركتي الطاحنة مع هذا التنين المعتوه الذي يُسَمّونه الطموح"

فهو يخاطبها على أنها المرأة التي تربعت في سويداءقلبه، ليصف لها حالة الألم وعظمة الحزن المتجسدان في تكوينه الإنساني، ليمانا منه انها تدرك مدى حبه لها ومدى شوقه وبأنه طالفل لهراب من حضن أمه لحضنها مرة أخرى..


وهنا يعطيها مفاتحي الأمان وحل اللغز القدري الذي تجلى في مشاعره عندما قال

"قَدَرُكِ _أيّتها المرأة التي أُحِب_ أن تبتسمي لثورتي ..كما ابتسمتِ لغزلي..
أن تشهدي حماقةَ الطفل ..كما شهدتِ مواقفَ الرجل .
تذكرينَ "قِصّة حُبّ" ؟
تذكرينَ العبارةَ الشهيرةَ التي أصبحت مثلاً :
" الحُبّ يعني ألاّ تحتاجَ إلى الاعتذارِ أبداً "
أمّا أنا فأقول :
الحبّ يعني ألاّ تخجلَ أبداً من الاعتذار .
أيتها المرأة التي أُحِب !
إني أعتذر !

وما أجمل هدايا القدر ننتظرها دائما بشغف كنت أقول دائما بأن القدر يهدينا دائما رموز علينا ان نترجمها لنعرف اي هدية ستصلنا منه
وهنا أقول بأن الاحترام اساس كل علاقة انسانية فكيف لو كان الإحترام مكلل بالحب

شكرا لك أيتها الرائعة

[د//نون]

<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
وحيدة الرشف ..الأنثى..
كنتُ أشعرُ أنَّ هذا النصّ مكتوبٌ بأبجديّةٍ لا يمكنُ أن تقرأها إلاّ أنثى .
ربّما لم يكنِ النّصّ "رائعاً" لأنّه لم يبلغ القِمّةَ الإبداعية المعهودة عن الكاتب من الناحية الفنيّة في نظري..
لكنّه كانَ نقطةَ تقاطعٍ فنّيّةٍ/اجتماعيّة أعطتْ للنّصّ قيمَةً أكبر..و طاقةً أقوى مكّنته من اختراقِنا ..
و حينَ يخترقنا الحرف ..ليتركَ أثراً فينا.. فلا نعودُ بعدَهُ كما كنّا قبلَه.. حينها .. يستحقّ أن يُقالَ له "رائعاً"..
أسعدني أن أعجبكما الاختيار..و أتمنّى أن أكونَ دائماً موَفّقَةً في تقديمِ الأفضل للرشف
تحياتي