وتصبح الذكرى نهراً من القسوة
مرسل: 08-21-2002 07:15 AM
<CENTER>
<TABLE BORDER=1 WIDTH=500 Background="http://www.warwick.bone.net/freeback/backs01/darkoid.jpg">
<TR><TD ALIGN=CENTER><h1><FONT FACE="Mudir MT" SIZE="3"><FONT COLOR="silver">
لم تكن إلا ذكرى..
هكذا حادثت نفسها وهي تطلع إلى القمر ..الذي اكتمل نور وجهه ..فصار في أبهى صورة ..والنجوم تلتحف من حوله في السماء لتشكل صورة إبداعية خلابة ..تدل على عظمة الخالق...
لم تكن في السابق هذه هي نظرتها للقمر ..لم تكن هذه الصورة التي تراه فيها فقط..
بل كانت ترى فيه صورة فارس أحلامها ..الذي عاشت تتخيله منذ طفولتها و التي تحطمت بيد احب الناس إليها ..
وضاعت كل المشاعر ..دَفنت كل الأحاسيس ...انتهى عالم العواطف بالنسبة لها ..قتله اعز مخلوق إلى قلبها ..
تحدّرت العبرات على وجنتيها ..والذكريات تمر بخاطرها كشريط سينمائي يُعرض للتو...
تذكرت كيف كسر نفسها البريئة...كيف حطم قلبها الرقيق..كيف ألقى بمشاعرها المرهفة عرض الحائط..
آه من الأيام...لو يعلم ماذا فعلت بها ..وأي طريق أوصلها إليه بتعنته وجبروته و تسلطه ...وضعها هي وكل من أحبت تحت المجهر ..مجهره الذي لا يرى الدنيا إلا بسواد عينيه ...كم ناقشته ..كم حاولت إقناعه بأن الدنيا لا زالت بخير.. كم تمنت أن تفهمه كيف انه لا زال هناك أناسٌ طيبون يحيون فيها ..يمتعون العالم بسخاء عطفهم ..تذكُر أنها قالت له مرة ..دعني اجرب حياتي ...دعني اخرج إلى العالم...دعني أرى ما فيه من خير وشر...كان يقول لها ..أخاف عليك أن تمسك الدنيا بأّذى.. أخشى عليك من الناس...أنت قرةُ عيني ولا أريد أن تصابين بأي مكروه ...إنني أحصنك واجعل لك درعاً يحميك وإلى الأبد...
ارتسمت في أعماقها ابتسامة سخرية كادت أن تبتلع ما تبقى منها حين وصلت إلى هذه النقطة من ذكرياتها وأخذت تحادث نفسها ..أكان يظن انه يعلم القدر؟؟..أكان يظن انه سيحميني من ما هو مقدر ومكتوب؟؟...و تحدرت دموعها بكل حرقة وهي تقول في نفسها لا أحد يهرب من القدر ..لا أحد يستطيع الهروب من قدره...ها هو ذا تركها وذهب..ودون أن يترك لها ذلك الدرع الواقي الوهمي الذي كان يظن انه يؤمّنه لها ...
لم تملك حين وصل بها نهر الذكريات إلى هنا سوى أن تقول رحمك الله يا أبى..رحمك وسامحك ...كنت تظن أنك تحميني حين ترفض زواجي كنت تظن أنك تبعدني عن تسلط الرجال الأجانب وتحكمهم ... كنت تظن انك تحميني من طمعهم وجشعهم ورغبتهم في مرتب وظيفتي...سامحك الله ..ما الذي استفدته من ذاك المال؟؟..ما الذي استفدته من الوظيفة؟؟..ماذا جنيت من الوحدة التي كنت تخنقني بها ...كيف سأعيش ؟؟ ولماذا أعيش؟؟ ولمن أعيش؟؟...حطمتني بتعنتك ..لم تتصور انك كنت تقتلني بعنادك ورفضك ...بتمسكك الشديد برأيك...كنت أموت ألف مرة بل أُذبح اكثر من هذا وأنا أرى أحلامي التي رسمَتها طفولتي وعاشَها صباي وتمنّتها انوثتي تتبخر ..تتلاشى ..تُوأد في مهدها كأنها لم تكن ...من سيرضى بي بعد أن بلغت هذه المرحلة من العمر...يااااه أرهقتني الأيام واثقل ظهريَ حملُ السنين ...وأنا أكافح وحدي وأعيش لنفسي ..ولا أنتظر إلا اللحظة التي يحين فيها أجلي...توقفت بشريط ذكرياتها طويلاً عند لحظةٍ بعينها ..توقفت عند أيامٍ أخذت من عمرها أمدا طويلا..تذكرت حين وافت والدها المنية ..لم يكن هناك سواها بجانبه ..أمها ماتت منذ ولادتها ولا اخوة لديها ..أخوالها وأعمامها ابتعدوا عنهم لسوء طبع والدها وشكّه القاتل بكل من حوله ...نعم لم يكن هناك سواها بجانبه ..كان يعاني سكرات الموت وهي تنظر إليه لا تملك من أمره أو أمرها شيئا لا تملك أن تفعل شيئا.. لا تملك إلا أن تنتحب بعلو صوتها وهي تسَائله ..لمن ستتركني؟؟؟ ليس هناك قريب أو بعيد سيرأف بحالي
لن يكون هناك من يسأل عني .. لاحظت في تلك اللحظة دموعه .. حسرته .. لوعته و آهاته ..كلها لاحظتها في وقت واحد وتفجرت صرختها في تلك اللحظة تزلزل أعماقها الآآآآآآآآآن ....الآآآآآآن تبكي..الآن تعترف بالذنب ...ويلي من سيكون لي...وتزيد دموعهما في انهمارها وتمتزج لتشكل نهراً من حزن ..نهراً من أسى ..بل نهراَ من ضيااااااااااع ....
وتفيض روحه إلى بارئها ...ولا تعرف إلى من تلجأ ومن سيساعدها ..ولا تدري حتى كيف انقضى الأمر وانتهي وكيف تقبلت العزاء..لم يكن عزاء في فقد والدها فقط بل كان في فقد كل حياتها من بعده ...
وتعيش وحدها بائسة حزينة يائسة ....لا تنتظر إلا ساعة الأجل التي لا تعلم من سيكون بجوارها ساعتها ..من سيتذكر أنها موجودة ليتفقدها ...من سيتقبل العزاء فيها ..لا ولد لها ولا ابنة يشفقون عليها ..لا أحد على الإطلاق....
تعيد النظر إلى القمر ..وتدعوا الله فقط أن يرحمها ويسترها في موتها ويعوضها عن آلامها في جنة الفردوس..
تحياتي..
<bgsound src="http://www5.commerceasia.com/greeting/midi/val/hello.mid" loop="infinite">
</FONT></FONT>
</cente >
</marquee></TD></TR></TABLE></center>
<CENTER>
<TABLE BORDER=1 WIDTH=500 Background="http://www.warwick.bone.net/freeback/backs01/darkoid.jpg">
<TR><TD ALIGN=CENTER><h1><FONT FACE="Mudir MT" SIZE="3"><FONT COLOR="silver">
لم تكن إلا ذكرى..
هكذا حادثت نفسها وهي تطلع إلى القمر ..الذي اكتمل نور وجهه ..فصار في أبهى صورة ..والنجوم تلتحف من حوله في السماء لتشكل صورة إبداعية خلابة ..تدل على عظمة الخالق...
لم تكن في السابق هذه هي نظرتها للقمر ..لم تكن هذه الصورة التي تراه فيها فقط..
بل كانت ترى فيه صورة فارس أحلامها ..الذي عاشت تتخيله منذ طفولتها و التي تحطمت بيد احب الناس إليها ..
وضاعت كل المشاعر ..دَفنت كل الأحاسيس ...انتهى عالم العواطف بالنسبة لها ..قتله اعز مخلوق إلى قلبها ..
تحدّرت العبرات على وجنتيها ..والذكريات تمر بخاطرها كشريط سينمائي يُعرض للتو...
تذكرت كيف كسر نفسها البريئة...كيف حطم قلبها الرقيق..كيف ألقى بمشاعرها المرهفة عرض الحائط..
آه من الأيام...لو يعلم ماذا فعلت بها ..وأي طريق أوصلها إليه بتعنته وجبروته و تسلطه ...وضعها هي وكل من أحبت تحت المجهر ..مجهره الذي لا يرى الدنيا إلا بسواد عينيه ...كم ناقشته ..كم حاولت إقناعه بأن الدنيا لا زالت بخير.. كم تمنت أن تفهمه كيف انه لا زال هناك أناسٌ طيبون يحيون فيها ..يمتعون العالم بسخاء عطفهم ..تذكُر أنها قالت له مرة ..دعني اجرب حياتي ...دعني اخرج إلى العالم...دعني أرى ما فيه من خير وشر...كان يقول لها ..أخاف عليك أن تمسك الدنيا بأّذى.. أخشى عليك من الناس...أنت قرةُ عيني ولا أريد أن تصابين بأي مكروه ...إنني أحصنك واجعل لك درعاً يحميك وإلى الأبد...
ارتسمت في أعماقها ابتسامة سخرية كادت أن تبتلع ما تبقى منها حين وصلت إلى هذه النقطة من ذكرياتها وأخذت تحادث نفسها ..أكان يظن انه يعلم القدر؟؟..أكان يظن انه سيحميني من ما هو مقدر ومكتوب؟؟...و تحدرت دموعها بكل حرقة وهي تقول في نفسها لا أحد يهرب من القدر ..لا أحد يستطيع الهروب من قدره...ها هو ذا تركها وذهب..ودون أن يترك لها ذلك الدرع الواقي الوهمي الذي كان يظن انه يؤمّنه لها ...
لم تملك حين وصل بها نهر الذكريات إلى هنا سوى أن تقول رحمك الله يا أبى..رحمك وسامحك ...كنت تظن أنك تحميني حين ترفض زواجي كنت تظن أنك تبعدني عن تسلط الرجال الأجانب وتحكمهم ... كنت تظن انك تحميني من طمعهم وجشعهم ورغبتهم في مرتب وظيفتي...سامحك الله ..ما الذي استفدته من ذاك المال؟؟..ما الذي استفدته من الوظيفة؟؟..ماذا جنيت من الوحدة التي كنت تخنقني بها ...كيف سأعيش ؟؟ ولماذا أعيش؟؟ ولمن أعيش؟؟...حطمتني بتعنتك ..لم تتصور انك كنت تقتلني بعنادك ورفضك ...بتمسكك الشديد برأيك...كنت أموت ألف مرة بل أُذبح اكثر من هذا وأنا أرى أحلامي التي رسمَتها طفولتي وعاشَها صباي وتمنّتها انوثتي تتبخر ..تتلاشى ..تُوأد في مهدها كأنها لم تكن ...من سيرضى بي بعد أن بلغت هذه المرحلة من العمر...يااااه أرهقتني الأيام واثقل ظهريَ حملُ السنين ...وأنا أكافح وحدي وأعيش لنفسي ..ولا أنتظر إلا اللحظة التي يحين فيها أجلي...توقفت بشريط ذكرياتها طويلاً عند لحظةٍ بعينها ..توقفت عند أيامٍ أخذت من عمرها أمدا طويلا..تذكرت حين وافت والدها المنية ..لم يكن هناك سواها بجانبه ..أمها ماتت منذ ولادتها ولا اخوة لديها ..أخوالها وأعمامها ابتعدوا عنهم لسوء طبع والدها وشكّه القاتل بكل من حوله ...نعم لم يكن هناك سواها بجانبه ..كان يعاني سكرات الموت وهي تنظر إليه لا تملك من أمره أو أمرها شيئا لا تملك أن تفعل شيئا.. لا تملك إلا أن تنتحب بعلو صوتها وهي تسَائله ..لمن ستتركني؟؟؟ ليس هناك قريب أو بعيد سيرأف بحالي
لن يكون هناك من يسأل عني .. لاحظت في تلك اللحظة دموعه .. حسرته .. لوعته و آهاته ..كلها لاحظتها في وقت واحد وتفجرت صرختها في تلك اللحظة تزلزل أعماقها الآآآآآآآآآن ....الآآآآآآن تبكي..الآن تعترف بالذنب ...ويلي من سيكون لي...وتزيد دموعهما في انهمارها وتمتزج لتشكل نهراً من حزن ..نهراً من أسى ..بل نهراَ من ضيااااااااااع ....
وتفيض روحه إلى بارئها ...ولا تعرف إلى من تلجأ ومن سيساعدها ..ولا تدري حتى كيف انقضى الأمر وانتهي وكيف تقبلت العزاء..لم يكن عزاء في فقد والدها فقط بل كان في فقد كل حياتها من بعده ...
وتعيش وحدها بائسة حزينة يائسة ....لا تنتظر إلا ساعة الأجل التي لا تعلم من سيكون بجوارها ساعتها ..من سيتذكر أنها موجودة ليتفقدها ...من سيتقبل العزاء فيها ..لا ولد لها ولا ابنة يشفقون عليها ..لا أحد على الإطلاق....
تعيد النظر إلى القمر ..وتدعوا الله فقط أن يرحمها ويسترها في موتها ويعوضها عن آلامها في جنة الفردوس..
تحياتي..
<bgsound src="http://www5.commerceasia.com/greeting/midi/val/hello.mid" loop="infinite">
</FONT></FONT>
</cente >
</marquee></TD></TR></TABLE></center>
<CENTER>