سحر البلاغة وسر البراعة
Re: سحر البلاغة وسر البراعة
في وصف البساتين
بستان رَقَّ نَوْره النضيد، وراق ورقه النضير. بستان غصنه خَضِر، وربعه خصب، ونوره نضير، وماؤه خصر. بستان كأنه أنموذج الجنة. بستان لا يحل لأريب أن لا يحل به. بستان أرضه للبقل والريحان، وسماؤه للنخل والرمان. بستان أنهاره مفروزة بالأزهار، مُوقَرة بالثمار، أشجار كالعذارى يُسرَحن الضفائر، وينشرن الغدائر. أشجار كأن الحور أعارتها قدودها، وكستها برودها، وحلتها عقودها.
مـنيـتي طـيـبـة لا أبـغي سـواها * فبها الحـسـن لعمري قد تناهى
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
Re: سحر البلاغة وسر البراعة
في ذكر النرجس والورد والشقائق
الربيع شباب الزمان، ومقدّمه الورد والريحان. زمن الورد موموق مرموق، وكأنه من الجنة مسروق. قد ورد كتاب الورد، بإقباله إلى أهل الوُدّ، إذا ورد الورد، صدر البرد، مرحباً بأشرف الزهر، في أظرف الدهر، كأن عين النرجس عين، وورقه وَرِق، النرجس نزهة الطرف، وظرف الظرف، وغذاء الروح، ومادة الرَّوح، شقائق كتيجان العقيق على الزُّنوج، كأنها أصداغ المسك على الوجنات الموردة. شقائق كالزنوج تجارت فسالت دِماؤها، وضعفت فبقي ذماؤها.
مـنيـتي طـيـبـة لا أبـغي سـواها * فبها الحـسـن لعمري قد تناهى
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
Re: سحر البلاغة وسر البراعة
في غناء الأطيار
الأرض زمردة والأشجار وَشْي، والماء سيوف والطيور قِيان. قد غرّدت خُطباء الأطيار، على منابر الأنوار والأزهار، إذا صدح الحمام، صدع قلب المستهام، أنظر إلى طرَب الأشجار، لغناء الأطيار. ليس للبلابل، كخمر بابل، على غناء البلابل.
مـنيـتي طـيـبـة لا أبـغي سـواها * فبها الحـسـن لعمري قد تناهى
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
Re: سحر البلاغة وسر البراعة
في وصف أيام الربيع
يوم سماؤه فاختيّه، وأرضه طاوسية. يوم جلابيب غيومه صِفَاقٌ، وأردية نسيمه رِقاق، يوم معصفر السماء، ممسَّك الهواء، معنبر الرياض مصندل الماء. يوم سماؤه كالخز الأدكن، وأرضه كالديباج الأخضر. يوم تبسّم عنه الربيع، وتبرج فيه الروض المَرِيع. كأن سماءه مأتم، وأرضه عرس.
مـنيـتي طـيـبـة لا أبـغي سـواها * فبها الحـسـن لعمري قد تناهى
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
Re: سحر البلاغة وسر البراعة
مقدمة المطر
لبست السماء جلبابها. سَحَبَ السحاب أذياله. احتجبت الشمس في سُرادق الغيم، ولبس الجو مِطْرَفه الأدكن. باحت الريح بأسرار الندى. ضربت خيمة الغمام، وقام خطيب الرعد، ونبض عرق البرق، سحابة رعدُها يُصِمّ الأذُن، وبرقها يخطف العين. سحابة ارتجزت رواعدُها، وأذهبت بُروقها مطاردها. نطق لسانُ الرعد، وخفق قلب البرق. الرَّعد ذو صَخب، والبرق ذو لَهَب. ابتسم البرق عن قهقهة الرّعد. زأرت أسدُ الرَّعد، ولمعت سيوف البرق. رعدت الغمائم وبرقت، وانحلّت عَزَالى السماء فطبقت. سحابةٌ هدرت رواعدها، وقربت أبعادها، وصدقت مواعدُها. كأن البرق قلب مشوق، بين التهاب وخفوق.
مـنيـتي طـيـبـة لا أبـغي سـواها * فبها الحـسـن لعمري قد تناهى
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
Re: سحر البلاغة وسر البراعة
في السحاب والمطر
انحل عقد السماء، وهي عقد الأنواء. انحل سِلْكُ القَطر، عن دُرّ البحر. أرخت السماء عَزَاليها، وأغرقت الأرض وسحّت نواحيها. هطلت بمثل أفواه القِرَب، انتثرت كانتثار العقود. استعار السحاب جُفون العشاق، وأكُفَّ الأجواد. انحل خيط السماء، انقطع شِرْيان الغمام. سحابةً تنخل علينا ماء البحر، وتفضّ لنا عقود الدّر. سحابٌ حكى المحبّ في انسكاب دموعه، والتهاب النار بين ضلوعه، سحابةٌ تحدو من الغيوم جبالا، وتمُدُّ من الأمطار حبالا. سحابة ترسل الأمطار أمواجا، والأمواج أفواجا. تحلّلت عُقدُ السماء بالديمة الهَطْلا. غيثٌ أجشُّ يُروي الهضاب والآكام، ويحي النبات والسَّوَام. غيثٌ كغزارة فضلك، وسلاسة طبعك، وصفاء وُدّك. وَبْلٌ كالنبل. سحابةٌ يضحك من بكائها الرَّوض، وتخضرّ من سوادها الأرض. سحابة لا تجفُّ جفونها، ولا يخفّ أنينها، دِيَمة روّت أدِيم الثرى، ونبَّهت عيونَ النَّوْر من الكرى. سحابة ركبت أعناق الرياح. مطرٌ كأفواه القِرَب، ووحل إلى الرُّكب. أنْدِيَة قد منَّ الله معها على البيوت، بالثبوت، وعلى السقوف، بالوقوف.
مـنيـتي طـيـبـة لا أبـغي سـواها * فبها الحـسـن لعمري قد تناهى
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زوار