دعـاء يـوم عـرفـة

النثر - الخواطر - القصة

المشرفون: مجدي، امل محمد

صورة العضو الشخصية
أبو حمزة
بوح دائم
مشاركات: 788
اشترك في: 09-23-2002 10:32 PM

دعـاء يـوم عـرفـة

مشاركةبواسطة أبو حمزة » 02-10-2003 10:24 AM





( 1 )

دعـاء يـوم عـرفـة


لـلإمـام الـسـجـاد عـلـى زيـن الـعـابـديـن
ابـن الإمـام الـحـسـيـن الـسـبـط
رضـي الـلـه تـعـالـى عـنـهـمـا




بـسـم الـلـه الـرحـمـن الـرحـيـم
[ الـلـهـم ] هـذا يـوم عـرفـة ، يـوم شـرفـتـه . و كـرمـتـه و عـظـمـتـه ، نـشـرت فـيـه رحـمـتـك ، و مـنـنـت فـيـه بـعـفـوك و أجـزلـت فـيـه عـطـيـتـك ، و تـفـضـلـت بـه عـلـى عـبـادك ، و أنـا عـبـدك الـذي أنـعـمـت عـلـيـه قـبـل خـلـقـك إيـاه ، فـجـعـلـتـه مـمـن هـديـتـه لـديـنـك ، و عـصـمـتـه بـحـبـك ، وأدخـلـتـه فـي حـزبـك ، وأرشـدتـه لـمـوالاة أولـيـائـك ، ومـعـاداة أعـدائـك . . ثـم أمـرتـه فـلـم يـأتـمـر ، و زجـرتـه فـلـم يـنـزجـر . لا مـعـانـدة لـك ، ولا استنكارا عـلـيـك .

و هـا أنـا ذا بـيـن يـديـك صـاغـراً ذلـيـلا ، خـاضـعـا خـاشـعـا خـائـفـا مـعـتـرفـا بـعـظـيـم مـن الـذنـوب تـحـمـلـتـه ، و جـلـيـل مـن الـخـطـايـا أجـرمـتـه ، مـسـتـجـيـراً بـصـفـحـك لائـذا بـرحـمـتـك ، مـوقـنـاً أنـه لا يـجـيـرنـي مـنـك مـجـيـر، ولا يـمـنـعـنـي مـنـك مـانـع ، فـعـد عـلـي بـمـا تـعـود بـه عـلـى مـن اعـتـرف بـمـا اقـتـرف مـن فـضـلـك ، وجـد عـلـي بـمـا تـجـود بـه عـلـى مـن ألـقـى بـيـده إلـيـك مـن عـفـوك ، و امـنـن عـلـي بـمـا لا يـتـعـاظـمـك أن تـمـن بـه عـلـى مـن أمّـلـك مـن غـفـرانـك ، و اجـعـل لـي فـي هـذا الـيـوم نـصـيـبـاً مـن رضـوانـك ، ولا تـردنـي صـفـراً مـمـا يـنـقـلـب بـه الـمـتـعـبـدون لـك مـن عـبـادك ، فـإنـي و إن لـم أقـدم مـا قـدمـوه مـن الـصـالـحـات فـقـد قـدمـت تـوحـيـدك ، و نـفـي الأضـداد والأنـداد والأشـبـاه عـنـك ، و أتـيـتـك مـن الأبـواب الـتـي أمـرت أن تـؤتــى مـنـهـا ، وتـقـربـت إلـيـك بـمـا لا يـقـرب أحـد مـنـك إلا بـالـتـقـرب بـه ، ثـم أتـبـعـت ذلـك بـالإجـابـة إلـيـك ، والـتـذلـل و الاسـتـكـانـة لـك ، وحـسـن الـظـن بـك ، والـثـقـة بـمـا عـنـدك ، و شـفـعـتـه بـرجـائـي الـذي قـل مـا يـخـيـب عـنـده راجـيـك ، و سـألـتـك مـسـألـة الـحـقـيـر الـذلـيـل ، الـبـائـس الـفـقــيـر ، الـخـائـف الـمـسـتـجـيـر ، خـيـفـة و تـضـرعـاً ، وتـعـوذاً و تـلـوذاً ، لا مـسـتـطـيـلا بـتـكـبـر الـمـتـكـبـريـن .

فـيـا مـن لا يـعـاجـل الـمـسـيـئـيـن ، ويـا مـن يــمــن بـإقـالـة الـعـاثـريـن و يـتـفـضـل بأنظار الـخـاطـئـيـن ، أنـا المسيء الـمـعــتـرف الـعـاثـر ، أنـا الـذي يـسـتـحـي مـن عـبـادك و أبـارزك ، أنـا الـذي هـاب عـبـادك و آمـنـك ، و أنـا الـجـاني عـلـى نـفـسـه ، أنـا الـمـرتـهـن بـبـلـيـتـه أسـألـك بـحـق مـن انـتـخـبـت مـن خـلـقـك و اصـطـفـيـت مـن بـريـتـك أن تـتـغـمـدني فـي يـومـي هـذا بـمـا تـتـغـمـد بـه مـن جـاء إلـيـك مـتـنـصـلاً ، و عـاد بـاسـتـغـفـارك تـائـبـا ، و تـولـنـي بـمـا تـتـولـى بـه أهـل طـاعـتـك ، و الـزلـفـى لـديـك ، والـمـكـانـة مـنـك . و خـذ بـقـلـبـي إلـى مـا اسـتـعـمـلت بـه الـقـانـتـيـن ، وأسـعـدت بـه الـمـتـعـبـديـن ، و اسـتـنـفـذت بـه الـمـتـهـاونـيـن ، وأعـذنـي مـمـا يباعد ني عـنـك ، و يـحـول بـيـنـي و بـيـن حـظـي مـنـك ، و يـصـدنـي عـمـا أحـاول لـديـك ، و سـهـل لـي مـسـلـك الـخـيـرات إلـيـك و الـسـابـقـة إلـيـهـا مـن حـيـث أمـرت , والـمـشـاحـة فـيـهـا عـلـى مـن أردت، ولا تـمـحـقـنـي فـيـمـن تـمـحـق مـن الـمـسـتـحـقـيـن بـمـا أوعـدت ، ولا تـهـلـكـنـي مـع مـن تـهـلـك مـن الـمـتـعـرضـيـن لـمـقـتـك ، و نـجـنـي مـن غـمـرات الـفـتـنـة ، و أجـرنـي مـن أخـذ الإمـلاء ، و حـل بـيـنـي و بـيـن عـدو يـضـلـنـي ، و هـوى يـوبـقـنـي ، و مـنـقـصـة تـرهـقـنـي ، ولا تـعـرض عـنـي إعـراض مـن لا تـرضـى عـنـه بـعـد غـضـبـك ، ولا تـؤيـسـنـي مـن الأمـل فـيـك فـيـقـلـب عـلـي الـقـنـوط مـن رحـمـتـك ، وانـزع مـن قـلـبـي حـب دنـيـا دنيه تـنـهـي عـمـا عـنـدك ، و هـب لـي الـتـطـهـيـر مـن دنـس الـعـصـيـان ، وأذهـب عـنـي درن الـخـطـايـا، و سـربـلـنـي بـسـربـال عـافـيـتـك ، ردنـي بـرداء مـعـافـاتـك ، و جـلـلـنـي بـسـوابـغ نـعـمـائـك ، وأيـدنـي بـتـوفـيـقـك و تـسـديـدك ، وأعـنـي عـلـى صـالـح الـنـيـة و مـرضـي الـقـول و مـتـحـسـن الـعـمـل ، ولا تـكـلـنـي إلـى حـولـي و قـوتـي دون حـولـك و قـوتـك ، ولا تـخـزنـي يـوم تـبـعـثـنـي لـلـقـائـك ، ولا تـفـضـحـنـي بـيـن يـدي أولـيـائـك ، ولا تـنـسـنـي ذكـرك ، ولا تـذهـب عـنـي شـكـرك، بـل ألـزمـنـيـه فـي أحـوال الـسـهـو عـنـد غـفـلات الـجـاهـلـيـن لآلائـك ، وأوزعـنـي أن أثـنـي بـمـا أولـيـتـنـيـه ، وأعـتـرف بـمـا أسـديـتـه إلـى ، واجـعـل رغـبـتـي إلـيـك فـوق رغـبـة الـراغـبـيـن ، و حـمـدي إيـاك فـوق حـمـد الـحـامـديـن ، ولا تـخـذلـنـي عـنـد فـاقـتـي إلـيـك ، ولا تـجـبـهـنـي بـمـا جـبـهـت بـه الـمـعـانـديـن لـك ، فـإنـي لـك مـسـلـم ، و أعـلـم أن الـحـجـة لـك وأنـك أولـى بـالـفـضـل ، وأعْـوَد بـالإحـسـان ، وأهـل الـتـقـوى و أهـل الـمـغـفـرة ، وأنـك بـأن تـعـفـو أولـى مـنـك بـأن تـعـاقـب ، وأنـك بـأن تـسـتـر أقـرب مـنـك إلـى أن تـشـهـر .

فـأحـيـنـي حـيـاة طـيـبـة يـنـتـظـم بـهـا مـا أريـد ، وابـلـغ بـهـا مـا أحـب مـن حـيـث لا آتـي مـا تـكـره ، ولا أرتـكـب مـا نـهـيـت عـنـه . وأمـتـنـي مـيـتـة مـن يـسـعـى نـوره بـيـن يـديـه و عـن يـمـيـنـه ، و ذلـلـنـي بـيـن يـديـك وأعـزنـي عـنـد خـلـقـك ، و ضـعـنـي إذا خـلـوت بـك ، وارفـعـنـي بـيـن عـبـادك ، وأغـنـنـي عـمـن سـواك ، و زدنـي إلـيـك فـاقـة و فـقـراً ، وأعـذنـي مـن شـمـاتـة الأعـداء ، ومـن حـلـول الـبـلاء ، و مـن الـذل والـعـنـاء .

و تـغـمـدنـي فـيـمـا اطـلـعـت عـلـيـه مـنـي بـمـا يـتـغـمـد بـه الـقـادر عـلـى الـبـطـش لـولا حـلـمـه ، والآخـذ عـلـى الـجـريـرة لـولا أنـاتـه . وإذا أردت بـقـوم فـتـنـة أو سـوءاً فـنـجـنـي مـنـهـا لـواذاً بـك ، وإذا لـم تـقـمـنـي مـقـام فـضـيـحـة فـي دنـيـاك فـلا تـقـمـنـي مـثـلـه فـي آخـرتـك ، واشـفـع لـي أوائـل مـنـنـك بـأواخـرهـا ، وقـديـم فـوائـدك بـحـديـثـهـا ، ولا تـمـدد لـي مـداً يـقـسـو مـعـه قـلـبـي ، ولا تـقـرعـنـي قـارعـة يـذهـب لـهـا بـهـائـي ، ولا تـسـمــنـي نـقـيـصـة يـحـمـل مـن أجـلـهـا مـكـانـي ، ولا تـرعـنـي روعـة ابـلـس بـهـا ، ولا خـيـفـة أوحـش دونـهـا .

اجـعـل هـيـبـتـي فـي وعـيـدك ، و حـذري مـن إعـذارك و إنـذارك ، و رهـبـتـي عـنـد تـلاوة آيـاتـك ، وأعـمـر لـيـلـي بـإيـقـاظـي فـيـه لـعـبـادتـك ، وتـفـردي بـالـتـهـجـد لـك ، وتـجـردي بـسـكـونـي إلـيـك ، وأنزل حـوائـجـي بـك ، ومـنـازلـتـي إيـاك فـي فـكـاك رقـبـتـي مـن نـارك و إجـارتـي مـمـا فـيـه أهـلـهـا مـن عـذابـك ، ولا تـذرنـي فـي طـغـيـانـي عـامـلاً ولا فـي غـمـرتـي سـاهـيـاً حـتـى حـيـن ، ولا تـجـعـلـنـي عـظـة لـمـن أتـعـظ ، ولا نـكـالا لـمـن اعـتـبـر ، ولا فـتـنـة لـمـن نـظـر ، ولا تـمـكـر بـي فـيـمـن تـمـكـر بـهـم ، ولا تـسـتـبـدل بـي غـيـري ولا تـغـيـر لـي اسـمـاً ولا تـبـدل لـي جـسـمـاً ، ولا تـتـخـذنـي هـزؤا لـخـلـقـك ، ولا تـبـعـاً إلا لـمـرضـى ولا مـمـتـهـنـاً إلا بالانـتـقـام لـك .

و أوجـدنـي بَـرْدَ عـفـوك ، و روحـك و ريـحـانـك ، و جـنـة نـعـيـمـك ، أذقـنـي طـعـم الـفـراغ لـمـا تـحـب بـسـعـة مـن سـعـتـك ، والاجـتـهـاد فـيـمـا يـزلـف لـديـك و عـنـدك . واجـعـل تـجـارتـي رابـحـة ، و كـرتـي غـيـر خـاسـرة ، و أخـفـنـي مـقـامـك ، و شـوقـنـي إلـى لـقـائـك ، و تـب عـلـى تـوبـة نـصـوحـاً ، و انـزع الـغـل مـن صـدري لـلـمـؤمـنـيـن ، و كـن لـي كـمـا تـكـون لـلـصـالـحـيـن ، و حـلـنـي حـلـيـة الـمـتـقـيـن ، و اجـعـل لـي لـسـان صـدق الـغـابـريـن ، و ذكـراً نـامـيـا فـي الآخـريـن ، و تـمـم سـبـوغ نـعـمـتـك عـلـي ، و ظـاهـر كـرامـتـهـا لـدي ، و امـلأ مـن فـوائـدك يـدي ، و سـق كـرائـم مـواهـبـك إلـي ، و جـاورنـي الأطـيـبـيـن مـن أولـيـائـك فـي الـجـنـات الـتـي زيـنـتـهـا لأصـفـيـائـك ، و جـلـلـنـي شـرائـف نـحـلـك فـي الـمـقـامـات الـمـعـقـدة لأحـبـابـك .

و اجـعـل لـي عـنـدك مـقـيـلاً آوى إلـيـه مـطـمـئـنـاً ، و لـه مـثـابـة أتـبـوؤهـا و أقـر عـيـنـاً ، ولا تـهـلـكـنـي بـعـظـيـمـات الـجـرائـر ، ولا تـهـتـكـنـي يـوم تـبـلـى الـسـرائـر ، وأنـزل عـنـي كـل شـك و شـبـهـة ، وأجـزل لـي قـسـم الـمـواهـب مـن نـوالـك ، و وفـر عـلـي حـظـوظ الإحـسـان مـن إفـضـالـك ، واجـعـل قـلـبـي واثـقـاً بـمـا عـنـدك ، و هـمـي مـسـتـفـرغـاً لـمـا هـو لـك ، واسـتـعـمـلـنـي بـمـا تـسـتـعـمـل بـه خـاصـتـك ، و أشـرب قـلـبـي عـنـد ذهـول الـعـقـول طـاعـتـك .

واجـمـع لـي الـغـنـى و الـعـفـاف ، والـدعـة و الـمـعـافـاة ، والـصـحـة و الـسـعـة ، و الـطـمـأنـيـنـة و الـعـافـيـة ، ولا تـحـبـط حـسـنـاتـي بـمـا يـشـوبـهـا مـن مـعـصـيـتـك ، ولا خـلـواتـي بـمـا يـعـرض لـي مـن نـزغـات فـتـنـتـك ، و صـن وجـهـي عـن الـطـلـب إلـى أحـد مـن الـعـالـمـيـن ، و ديـنـي مـن الـتـمـاس مـا عـنـد الـفـاسـقـيـن ، ولا تـجـعـلـنـي لـلـظـالـمـيـن ظـهـيـراً ، ولا لـهـم عـلـى مـحـو كـتـابـك يـداً ولا نـصـيـراً ، و حِـطـْـنِـي مـن حـيـث لا أعـلـم حـيـاطـة تـقـيـنـي بـهـا ، وافـتـح لـي أبـواب تـوبـتـك و رحـمـتـك ، و رأفـتـك و رزقـك الـواسـع ، إنـي إلـيـك مـن الـراغـبـيـن ، وأتـمـم لـي إنـعـامـك إنـك خـيـر الـمـنـعـمـيـن ، واجـعـل بـاقـي عـمـري فـي الـحـج و الـعـمـرة ابتغاء وجـهـك يـا رب الـعـالـمـيـن .

و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين


مـنيـتي طـيـبـة لا أبـغي سـواها * فبها الحـسـن لعمري قد تناهى
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها
صورة العضو الشخصية
أبو حمزة
بوح دائم
مشاركات: 788
اشترك في: 09-23-2002 10:32 PM

مشاركةبواسطة أبو حمزة » 11-22-2009 08:22 PM



بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن و الـصـلاة و الـسـلام عـلـى أشـرف الأنـبـيـاء و الـمـرسـلـيـن
ســـيـدنـا و مـولانـا حـبـيـبـنـا و قـرة أعـيـنـنـا مـحـمـد و عـلـى آلــه و صـحـبـه أجـمـعـيـن
و مـن تـبـعـهـم بـإحـســان إلـى يــوم الـديـن


الـسـلام عـلـيـكـم و رحـمـة الله و بـركـاتـه





( 2 )

دعـاء آخـر / يـوم عـرفـة




بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم

الـلـهــمَّ صـلِّ عـلـى ســيـدنـا مـحـمـد و عـلـى آل ســيـدنـا مـحـمـد، كـمـا صـلـيـت عـلـى ســيـدنـا
إبـراهـيـم و عـلـى آل ســيـدنـا إبـراهـيـم، إنـك حـمـيـد مـجـيـد، و عـلـيـنـا مـعـهـم. ( مـائـة مـرة ).
( ربـنـا آتـنـا فـي الـدنـيـا حـســنـة و فـي الآخـرة حـســنـة و قـنـا عـذاب الـنـار )

الـلـهــمَّ لـك الـحـمـد كـالـذي تـقـول، و فـوق مـا تـقـول. الـلـهــمَّ اجـعـل فـي قـلـبـي نـورا، و فـي لـســانـي نـورا. الـلـهــمَّ لـك صـلاتـي و نـســكـي و مـحـيـأي و مـمـاتـي، و إلـيـك مـآبـي و إلـيـك مـثـابـي، و لـك ربـي تـراثـي. الـلـهــمَّ إنـي أعـوذ بـك مـن عـذاب الـقـبـر، و وســوســة الـصـدر، و شــتـات الأمـر. الـلـهــمَّ إنـي ظـلـمـت نـفـسـي ظـلـمـاً كـثـيـراً، و إنـه لا يـغـفـر الـذنـوب إلا أنـت، فـغـفـر لـي مـغـفـرة مـن عـنـدك و ارحـمـنـي، إنـك أنـت الـغـفـور الـرحـيـم. الـلـهــمَّ هـب لـي مـغـفـرة تـصـلـح بـهـا شــأنـي فـي الـداريـن، و أرحـمـنـي رحـمـة أســعـد بـهـا فـي الـداريـن، و تـب عـلـي تـوبـة نـصـوحـاً لا أنـكـثـهـا أبـدا، و ألـزمـنـي ســبـيـل الإســتـقـامـة و لا أزيـغ مـنـهـا أبـدا. الـلـهــمَّ انـقـلـنـي مـن ذل الـمـعـصـيـة إلـى عـز الـطـاعـة، و أغـنـنـي بـحـلالـك عـن حـرامـك، و بـطـاعـتـك عـن مـعـصـيـتـك، و بـفـضـلـك عـمـن ســواك، و نـور قـلـبـي، و أعـذنـي مـن الـشــر كـلـه، و اجـمـع لـي الـخـيـر يـا أرحـم الـراحـمـيـن. الـلـهــمَّ اشــرح لـي صـدري، و يـســر لـي أمـري. الـلـهــمَّ إنـي أعـوذ بـك مـن شــر مـا يـلـج بـالـلـيـل، و مـن شــر مـا يـلـج بـالـنـهـار، و مـن شــر مـا تـهـب بـه الـريـاح، و مـن شــر بـوائـق الـدهـر، لا إلـه إلا الله وحـده لا شــريـك لـه، لـه الـمـلـك و لـه الـحـمـد، يـحـي و يـمـيـت، و هـو حـي لا يـمـوت، بـيـده الـخـيـر و هـو عـلـى كـل شــيء قـديـر. الـلـهــمَّ اهـدنـي بـالـهـدى، و اغـفـر لـي فـي الآخـرة و الأولـى. الـلـهــمَّ إنـي أعـوذ بـك مـن تـحـول عـافـيـتـك، و فـجـأة نـقـمـتـك، و جـمـيـع ســخـطـك، يـا خـيـر مـقـصـود إلـيـه، و أبـر مـنـزول عـلـيـه، و أكـرم مـســئول مـا لـديـه، أعـطـنـي الـعـشــيـة أفـضـل مـا تـؤتـي أحـداً مـن خـلـقـك و حـجـاج بـيـتـك، يـا أرحـم الـراحـمـيـن. الـلـهــمَّ يـا رفـيـع الـدرجـات، و يـا مـنـزل الـبـركـات، و يـا فـاطـر الأرضـيـن و الـســمـوات، ضـجـت إلـيـك الأصـوات بـأصـنـاف الـلـغـات، تـســألـك الـحـاجـات، و حـاجـتـي أن لا تـنـســانـي فـي دار الـبـلـى إذا نـســيـنـي أهـل الـدنـيـا. الـلـهــمَّ إنـك تـســمـع كـلامـي، و تـرى مـكـانـي، و تـعـلـم ســري و عـلانـيـتـي و لا يـخـفـى عـلـيـك شــيء مـن أمـري أنـا الـبـائـس الـفـقـيـر، الـمـســتـغـيـث الـمـســتـجـيـر، و الـوجـل الـمـعـتـرف بـذنـبـه، أســألـك مـســألـة الـمـســكـيـن، و أبـتـهـل إبـتـهـال الـمـذنـب الـذلـيـل، و أدعـو دعـاء مـن خـضـعـت لـك رقـبـتـه، و فـاضـت لـك عـبـرتـه، و ذل لـك جـســده، و رغـم لـك أنـفـه. الـلـهــمَّ لا تـجـعـلـنـي بـدعـائـك ربِّ شــقـيـا، و كـن بـي رءوفـاً رحـيـمـا، يـا خـيـر الـمـســئـولـيـن.

إلــهـــي مـن مـدح إلـيـك نـفـســه فـأنـا لائـم نـفـســي. إلــهـــي أخـرســت الـمـعـاصـي لـســانـي، فـمـالـي وســيـلـة مـن عـمـل، و لا شــفـيـع ســوى الأمـل. إلــهـــي إن لـم أك أهـلاً أن أبـلـغ رحـمـتـك، فـإن رحـمـتـك أهـل أن تـبـلـغـنـي، رحـمـتـك وســعـت كـل شــيء فـارحـمـنـي. إلــهـــي إن ذنـوبـي و إن كـانـت عـظـامـاً فـهـي صـغـار فـي جـنـب عـفـوك، فـغـفـر لـي يـا كـريـم. إلــهـــي أنـت أنـت، و أنـا أنـا، أنـا الـعـواد إلـى الـذنـوب، و أنـت الـعـواد إلـى الـمـغـفـرة. إلــهـــي تـجـنـبـت مـن طـاعـتـك عـمـدا، و تـوجـهـت إلـى مـعـصـيـتـك قـصـدا، فـســبـحـانـك، مـا أعـظـم حـجـتـك عـلـي، و أكـرم عـفـوك عـنـي، فـبـوجـوب حـجـتـك عـلـي، و انـقـطـاع حـجـتـي، و فـقـري إلـيـك، و غـنـاك عـنـي إلا مـا غـفـرت لـي يـا أرحـم الـراحـمـيـن، يـا خـيـر مـن دعـاه داع، و أفـضـل مـن رجـاه راج، بـحـرمـة الإســلام، و بـذمـة ســيـدنـا مـحـمـد عـلـيـه أفـضـل الـصـلاة و الـســلام، أتـوســل إلـيـك فـاغـفـر لـي جـمـيـع ذنـوبـي، و اصـرفـنـي عـن مـوقـفـي هـذا مـقـضـي الـحـوائـج، و هـب لـي مـا ســألـت، و حـقـق رجـائـي فـيـمـا تـمـنـيـت. إلــهـــي دعـوتـك بـالـدعـاء الـذي عـلـمـتـنـيـه فـلا تـحـرمـنـي الـرجـاء الـذي عـرفـتـنـيـه. إلــهـــي مـا أنـت صـانـع الـعـشــيـة بـعـبـدٍ مـقـر لـك بـذنـبـه، خـاشــع لـك بـذلـه، مـســتـكـيـن بـجـرمـه، مـتـضـرع إلـيـك مـن عـمـلـه، تـائـب إلـيـك مـن اقـتـرافـه، مـســتـغـفـر لـك مـن ظـلـمـه، مـبـتـهـل إلـيـك فـي الـعـفـو عـنـه، طـالـب إلـيـك فـي نـجـاح حـوائـجـه، راج لـك فـي مـوقـفـه هـذا مـع كـثـرة ذنـوبـه، فـيـا مـلـجـأ كـل حـي، و يـا ولـي كـل مـؤمـن، مـن أحـســن فـبـرحـمـتـك يـفـوز، و مـن أســاء فـبـخـطـيـئـتـه يـهـلـك.

الـلـهــمَّ إلـيـك خـرجـنـا، و بـفـنـاءك أنـخـنـا، و إيـاك أمـلـنـا، و مـا عـنـدك طـلـبـنـا، و لإحـســانـك تـعـرضـنـا، و رحـمـتـك رجـونـا، و مـن عـذابـك أشــفـقـنـا، و لـبـيـتـك الـحـرام حـجـجـنـا، يـا مـن يـمـلـك حـوائـج الـســائـلـن، و يـعـلـم ضـمـائـر الـصـامـتـيـن، يـا مـن لـيـس مـعـه ربّ يـدعـى، و لا فـوقـه خـالـق يـخـشــى، و يـا مـن لـيـس لـه وزيـر يـؤتـى، و لا حـاجـب يـرشــى، و يـا مـن لا يـزداد عـلـى الـســؤال إلا كـرمـاً و جـودا، و عـلـى كـثـرة الـحـوائـج إلا فـضـلاً و إحـســانـا. الـلـهــمَّ إنـك جـعـلـت لـكـل ضـيـف قـرى و نـحـن أضـيـافـك، فـجـعـل قـرانـا مـنـك الـجـنـة. الـلـهــمَّ إن لـكـل وفـد جـائـزة، و لـكـل زائـر كـرامـة، و لـكـل ســائـل عـطـيـة، و لـكـل راج ثـواب، و لـكـل مـلـتـمـس لـمـا عـنـدك جـزاء، و لـكـل مـســتـرحـم لـمـا عـنـدك رحـمـة، و لـكـل راغـب إلـيـك زلـفـى، و لـكـل مـتـوســل إلـيـك عـفـوا، و قـد وفـدنـا إلـى بـيـتـك الـحـرام، و وقـفـنـا بـهـذه الـمـشــاعـر الـعـظـام، و شــهـدنـا هـذه الـمـشــاهـد الـكـرام، رجـاءً لـمـا عـنـدك، فـلا تـخـيـب رجـاءنـا.

إلــهــنــا تـابـعـت الـنـعـم حـتـى اطـمـأنـت الأنـفـس بـتـتـابـع نـعـمـتـك، و أظـهـرت الـعـبـر حـتـى نـطـقـت الـصـوامـت بـحـجـتـك، و ظـاهـرت الـمـنـن حـتـى اعـتـرف أولـيـاؤك بـالـتـقـصـيـر عـن حـقـك، و أظـهـرت الآيـات حـتـى أفـصـحـت الـســمـوات و الأرض بـأدلـتـك، و قـهـرت بـقـدرتـك حـتـى خـضـع كـل شــيء لـعـزتـك، و عـنـت الـوجـوه لـعـظـمـتـك، إذا أســاء عـبـادك حـلـمـت و أمـهـلـت، و إن أحـســنـوا تـفـضـلـت و قـبـلـت، و إذا عـصـيـنـا ســتـرت، و إذا أذنـبـنـا غـفـرت و عـفـوت، و إذا دعـونـا أجـبـت، و إذا نـاديـنـا ســمـعـت، و إذا أقـبـلـنـا إلـيـك قـربـت، و إذا ولـيـنـا عـنـك دعـوت. إلــهــنــا إنـك قـلـت فـي كـتـابـك الـمـبـيـن لـســيـدنـا مـحـمـد خـاتـم الـنـبـيـيـن : ( قـل لـلـذيـن كـفـروا إن يـنـتـهـوا يـغـفـر لـهـم مـا قـد ســلـف ) فـأرضـاك عـنـهـم الإقـرار بـكـلـمـة الـتـوحـيـد بـعـد الـجـحـود، و نـحـن نـشــهـد لـك بـالـتـوحـيـد مـخـبـتـيـن، و لـســيـدنـا مـحـمـد صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم بـالـرســالـةمـخـلـصـيـن، فـاغـفـر لـنـا بـهـذه الـشــهـادة ســوالـف الإحـرام، و لا تـجـعـل حـظـنـا مـنـهـا أنـقـص مـن حـظ مـن دخـل فـي ديـن الإســلام. إلــهــنــا إنـك أحـبـبـت الـتـقـرب إلـيـك بـعـتـق مـا مـلـكـت أيـمـانـنـا، و نـحـن عـبـيـدك، و أنـت أولـى بـالـتـفـضـل فـأعـتـقـنـا، و إنـك أمـرتـنـا أن نـتـصـدق عـلـى فـقـرائـنـا و نـحـن فـقـراؤك، و أنـت أحـق بـالـطـول، فـتـصـدق عـلـيـنـا، و وصـيـتـنـا بـالـعـفـو عـمـن ظـلـمـنـا و قـد ظـلـمـنـا أنـفـســنـا و أنـت أحـق بـالـكـرم فـاعـف عـنـا، ربـنـا اغـفـر لـنـا و ارحـمـنـا أنـت مـولانـا.

( ربـنـا آتـنـا فـي الـدنـيـا حـســنـة و فـي الآخـرة حـســنـة و قـنـا عـذاب الـنـار )

و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

مـنيـتي طـيـبـة لا أبـغي سـواها * فبها الحـسـن لعمري قد تناهى
كـيـف أنـسـاها و أسـلو حـبــها * بعد ما قد خالـط الـروح هواها
لا أطيـل الشـرح أقـصى مـنيتي * أن أراها أو أُرْىَ تحتَ ثراها

العودة إلى “النثر (بالفصحى)”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 35 زائراً