رسالة إلى حبيبتي
إليك يا نشوة عمري
يا إغفاءة وجدي
يا قلق صبري
يا تهالك صدري!
إليك يا أنشودة عصفوري الصّغير
وحلم زهره النضير
وعطاء يومه الغزير
وصفاء وجده الكثير!
إليك يا طوفان ذكرياتي
وعتيق احتلاماتي
يا رفق آهاتي
ودلع انتشآتي!
إليك يا صنو روحي
ومدملة جروحي
يا فيض نضوحي
وسلطانة جموحي!
إليك يا حلماً
أطلق لرؤاه العنان
إليك يا ألماً
توضّع في كلّ مكان
إليك يا قسماً
لم يضِعْ في غمرة الأحزان
إليك يا ندماً
توارى في غفلة النسيانّ!
إليك يا وجعي
إليك يا هفهفة سمعي
إليك يا عشيقة دربي
ورفيقة حربي!
نجتاز بحر الشقاء
نقهر قفر البلاء
نشعلُ نار اشتهاء
في جميع الأشياء!
إليك وقد غرسنا حبّات الأملْ
في وجنة الخجلْ
في رشفة القبلْ
على همسة الوجلْ!
إليك يا نهر فرحتي
ويا غصن وردتي
يا عنفوان شبابي
ولون عشقي وعذابي!
إليك يا درّة البحر
ويا قبلة الفجر
إليك يا نفحة الزّهر
على صفحة الدّهر!
تغرّدين بحبّنا
تشهدين لدربنا
تقهرين غصبنا
تلحقين ركبنا!
تصرّين على الغناء
في ابتسامة الأطفال الأبرياء
في شفق الأزل في جوف السّماء
في اخضرار الدّم في رحم البقاء!
إليك يا مُرشدة عومي
يا مُقصية وهمي
يا معلية سهمي
يا مُخصبة حلمي!
إليك رسالة غرامي
إليك عبق كلامي
إليك شبق هيامي
إليك لذة ابتسامي!
إليك يا حلم أمسي
وحاضر غدي
إليك يا مُلْجمة بؤسي
ومُطلقة يدي!
في غرام خدودك
بين تلال نهودك
فوق سحاب صدودك
وفي رحاب حدودك!
أقضمُ عشب سعادتي
أنهلُ من دفق بلادتي،
فهي من روح عادتي
أتحسّس ولادتي!
إليك يا ألق النهار
يا سحر المحار
إليك يا منعة الأسرار
ويا موجة الأفكار!
إليك في كلّ شئ جميل
في كلّ وعد فتيل
في كلّ شوق قتيل
في كلّ صبر جميل!
إليك وقد زاد توقي
وفاض بالقلب شوقي
إليك وعالمك طوقي
الذي من تحتي وفوقي!
إليك وأنت قريبة بعيدة
إليك وأنت سحابة شريدة
إليك وأنت إيماءة فريدة
إليك وأنت قصيدة شهيدة!
على خصلات شعرك
فوق سكنات ثغرك
حول انفراجات خصرك
فليس من مثيل لبدرك!
رسالتي بعثتها عنّي
كلّ جزء فيها منّي
أحسّ هواك هُنا
أذوق معاني الهنا!
وأنت بعيدة بغير طريق
وأنت بليدة خدعت الرفيق
نسيت القصيد وصدّت الصّديق
حسبتُ بأنّ لديك الرّقيق!
فعشتُ وحيدا
وكنتُ فريدا
وصرتُ بليدا
أخاف الجريدَ!
لأني أحبّ
أحسّ هواك يهبّ
مداه بعيداً يصبّ
كأفعى تدبّ، تدبّ!
أحسّ أعيشُ مرار التهاب
أعدّ الليالي وكمّ السّحاب
أضمّ خيالا يشاء اقتراب
وحين يطلّ صباحُ العذاب
ويمحو بقايا سراب السراب
أجيشُ بكاءً وما منْ جواب
فأين السؤالُ وأين الجواب؟
وكيف الوصولُ وليس بباب؟
وماذا تبقّى بُعيد الخراب؟
سؤالٌ عليه أريد الجواب
فهلْ من مجيب وهلْ ما يُجاب؟
حملتُ إليك سبايا الأنين
وفضتُ بحزني وكبت السنين
فذاب الوداعُ وخفّ الحنين
وقلت وداعاً صديقي الحزين!
وهبتُ فؤادي لعضو جديد
يظلّ عدوّي وخصمي اللدود
ثباتاً أراه عسيرَ البنود
أشاء انطلاقي وراء الحدود!
فدعني وشأني وخلّ الوعود
تُبلّ بماء وتُسقى الورود
لقد مات جهدي وعاشتْ جحود
تكيلُ عذاباً و تُشقي الوجودّ!
حياتي كطير طليق الجناح
شعوري كزهر رقيق الأقاح
وعمري كفجر قصير انسراح
وحبّي هواءٌ لكلّ مُباح
فهل بعد هذا الكلام المباح
تقولُ أحبّ وتهوى الجراح؟
أجبتُ أحبّ ولكنّي لا
أحبّ الخداعَ وحبّ الأذى
فما منك كان وما قد بدا
يزيد العذاب ونار الجوى!
أقولُ سأبقى أحبّ الجمال
وأهوى الشقاء لألقى المنال
وأرضى أُذلّ وكلّ اليُقال
لأنّ ارتمائي بحضن الوبال
شعورٌ جميلٌ ككلّ الرّجال
تجاه النساء وطيب الوصال
نُذلّ ونشقى ورغم المُحال
نظلّ نتوق ونهوى الجمال!
بعثتُ إليك بلوعة مواويلي
نشرتُ أمامك حبال غسيلي
أعلنتُ عن عذاباتي وويلي
ولم أحن ِ رأسي ولم أبد ميلي!
كشفتُ عن أوراقي
حملتُ إليك أشواقي
وزرعتها على درب الرحيل
ليدوسها الحذاءُ الثقيل!
إنّ التعاسة أنثى
إنّ الخيبة أنثى
إنّ المرارة أنثى
إنّ الخديعةُ أنثى!
إنّ القذارة أنثى
والغمّة أنثى
إنّ المذلّة أنثى
والكربة أنثى!
كما أن الكذب ذكر
والغدر ذكر
والألم ذكر
والحزن ذكر!
كما أنّ الخوف ذكر
والقهر ذكر
والوجع ذكر
والبلاءُ ذكر!
إذا كنتِ أنثى وكنتُ الذكر
فهل طيفُ خنثى سيحني الخطر؟
تعال إليّ لنمحو الأثر
ونأتي جديداُ جميل الفكَر!
ألمانيا في 21/2/2005 م
رسالة إلى حبيبتي
-
- همس جديد
- مشاركات: 23
- اشترك في: 08-17-2005 05:54 PM
- مكان: ألمانيا
- اتصال:
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 23 زائراً