تشي بكَ شفاهُ الأشياء
************************************
قلت لك مرة: "أحلم بأن أفتح باب بيتك معك". أجبت "وأحلم بأن أفتح بيتي فألقاكِ".
من يومها، وأنا أفكر في طريقة أرشو بها بوّابك كي ينساني مرة عندك.. أن أنتحل صفة تجيز لي في غيبتك دخول مغارتك الرجالية. فأنا أحب أن أحتل بيتك بشرعية الشغّالات.. أن أنفض سجاد غرفة نومك من غبار نسائك.. أن أبحث خلف عنكبوت الذكريات عن أسرارك القديمة المخبأة في الزوايا.. أن أتفقد حالة أريكتك، في شبهة جلستها المريحة.. أن أمسح الغبار عن تحفك التذكارية، عسى على رف المصادفة تفضحك شفاه الأشياء.
* * *
أريد أن أكون ليوم شغّالتك، لأقوم بتعقيم أدوات جرائمك العشقية بالمطهرات، وأذيب برّادك من دموعي المجلدة، مكعبات لثلج سهرتك.. أن أجمع نسخ كتبي الكثيرة، من رفوف مكتبتك، منعا لانفضاحي بك.. ومنعا لإغرائك أخريات بي.. أن أستجوب أحذيتك الفاخرة المحفوظة في أكياسها القطنية، عمّا علق بنعالها من خطى خطاياك.. أن أخفيها عنك، كي أمنعك من السفر.. (هل حاولت امرأة قبلي اعتقال رجولتك.. بحذاء؟).
* * *
أحب في غيبتك، أن أختلي بعالمك الرجالي، أن أتفرج على بدلات خلافاتنا المعلقة في خزانة، وقمصان مواعيدنا المطوية بأيدي شغّالة فلبينية، لا تدري كم يحزنني أن تسلّم رائحتك للصابون.
أحب.. التجسس على جواريرك.. على جواربك.. وأحزمتك الجلدية.. وربطات عنقك.. على مناشفك وأدوات حلاقتك وأشيائك الفائقة الترتيب.. كأكاذيب نسائية.
* * *
تروق لي وشاية أشيائك.. جرائدك المثنية حسب اهتمامك.. مطالعاتك الفلسفية، وكتب في تاريخ المعتقلات العربية، وأخرى في القانون. فقبلك كنت أجهل أن نيرون يحترف العدالة.. وكنت أتجسس على مغطس حمامك.. وعلى الماركات الكثيرة لعطورك، وأتساءل: أعاجز أنت حتى عن الوفاء لعطر؟.
* * *
كم يسعدني استغفال أشيائك.. ارتداء عباءتك.. انتعال خفيك.. الجلوس على مقعدك الشاغر منك.. آه لو استطعت مدّ فوضاي.. وفرد أوراقي على مكتبك.. وكتابة مقالي القادم في انتظار أن تفتح الباب.
أن أتناول فطور الصباح في فناجين قهوتك.. على موسيقاك.. وأن أسهر برفقة برنامجك السياسي.. ذلك الذي تتناتف فيه الديكة.. ثم أغفو منهكة، على شراشف نومك..
دع لي بيتك وامض.. لا حاجة لي إليك.
إني أتطابق معك بحواس الغياب
تشي بك شفاه الاشياء (احلام مستغانمي)
-
- همس جديد
- مشاركات: 19
- اشترك في: 01-19-2002 08:45 AM
كم يسعدني استغفال أشيائك.. ارتداء عباءتك.. انتعال خفيك.. الجلوس على مقعدك الشاغر منك.. آه لو استطعت مدّ فوضاي.. وفرد أوراقي على مكتبك.. وكتابة مقالي القادم في انتظار أن تفتح الباب.
أن أتناول فطور الصباح في فناجين قهوتك.. على موسيقاك.. وأن أسهر برفقة برنامجك السياسي.. ذلك الذي تتناتف فيه الديكة.. ثم أغفو منهكة، على شراشف نومك..
أختي شوق سعيدة بوجودك :)
أن أتناول فطور الصباح في فناجين قهوتك.. على موسيقاك.. وأن أسهر برفقة برنامجك السياسي.. ذلك الذي تتناتف فيه الديكة.. ثم أغفو منهكة، على شراشف نومك..
أختي شوق سعيدة بوجودك :)
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 37 زائراً