1
أتنصَّتُ ، كمن يسترقُ السمع ، هل مازال العراقُ أم زال ، أكاد لا أسمع شيئاً ، رباه ، هل أصابني الصمم ، أم أنها البلادة ، عادت تحثوا في وجهي ، من رمل التغافل والتناسي ، وزيف اللحظة المشوهة .
......................
آهٍ آه ، يا لجرحك يا عراق ، أقفُ أمامه ، مذهولاً ، مصعوقاً ، يعجزني الحرف والنبض ، وتتملقني الأسئلة ، والأجوبة الفارغة . أقف أمامه ، أتسول وجهي ، بعضاً من قامتي المتهالكة ، شيئاً من جبيني الباهت المسلوق .
.....................
أتلك بغدادُ يا سادة ، ما بالها صامتة ، كصمتنا الموبوء ، بالرعشة القاتلة ، أم أنها الحمى ، تلك الحمى الظالمة ، حمى الهزيمة ، والسقطة الذليلة .
________________________
28/2/1424هـ
يتبع
2
مضرَّجٌ بالقهر ، مباحٌ دمي ، من أقصاه الى أقصاه ، متكسِّرٌ ، متعفِّن ، مفتونٌ بنشوة الموت ، مجروحٌ ، مسلوبٌ ، خاسرٌ ، مهزوم .
هذا أنا أو أنت ، متلفِّعٌ بالخيبة ، مكسوٌ بالمرارة ، أحنفُ الخطى ، مرجفُ الخفقات ، رمادي الحلم ، متهدِّل النظرات .
..........................
أمهلوني عشراً ، وربما مثلها ، سأقرأ الهزيمة ، بعينٍ محترقة ، وقلبٍ مكلوم ، ولتعذروا رعشة قلمي ، وعثرة الحرف الخائب ، ونزف اللغة المتردية .
.........................
سأحمل حلمي الموءود ، أصعدُ به سلالم الروح المختنقة ، ومدارج الجرح المفتوح ، تزفني تراتيل المراثي ، ولوعة المآقي ، وزفرة الجبين المسحوق .
سأقرأُ الفاجعة ، من صبحها المائل ، الى مساءها الحافل بالجريمة ، ومن بدئها الموشوم بالردى ، الى الخاتمة السحيقة .
______________________
2/3/1424هـ
يتبع
3
متصدعٌ جسدي ، أقفُ مقلوباً على رأسي ، مشنوقاً الى ظلي ، أتحسسُ قيد هزائمي ، وأغلال انكساراتي ، لا وجه لي ولا أيدٍ ولا أقدام ، ولا شيء حولي ، فراغٌ في فراغ .
.....................
دمي باردٌ حد الغثيان ، وعقلي حائرٌ حد الجنون ، والمدى المكلوم ، يهصر خاصرتي ، صباح مساء . آهٍ يا أنت ، أنَّى ألغي ذاكرتي ، وأخرجُ من عقمي ، وأبدِّلُ تقويم أحلامي ، أنّى لي ، أنا المفتون بالوهم ، أن أمحو زيف تاريخي ، ولا أعرى ، ولا أبلى ، ولا أهوي ، بداء السقطة الأولى ، وجرح اليوم والأمس .
....................
فارغٌ أنا ، ثملٌ بالحزن الكافر ، ألوذ بالأرض ، بالنبض النابت في الظل ، بالنهار الجريء ، النائم في عين الشمس ، ألوذ بأوردتي ، أغوص في رحم الدم ، لكي أنسى ، ولا أهتم ، وأبقى فوق راحلتي ، أقود العمر قافلة ً ، من الأحلام .
فهل أقوى ... ؟
_________________________
4/3/1424هـ
يتبع