المتن
يقول ابن هشام رحمه الله ( قلت : الكلمة قول مفرد )
الشرح
قال ابن هشام في الشرح ( و أقول : في الكلمة ثلاثة لُغات ، ولها معنيان :
أما لغاتها فكَلِمةٌ ، على وزن نَبِقةٍ وهي الفصحى ولغة أهل الحجاز وبها جاء التنزيل وجمعها كَلِم كنَبِق .
وكِلْمَةٌ ، على وزن سِدْرَةٍ وكَلْمَةٌ ، على وزن تَمْرَةٍ وهما لغتا تميم وجمع الأولى : كِلْمٌ كَسِدْرٍ والثانية كَلْمٌ كَتَمْرٍ
وكذلك كل ما كان على وزن فَعِلٍ _ نحو : كَبِدٍ و كَتِفٍ _ فإنه يجوز فيه اللغات الثلاث فإن كان الوسط حرف حلْقٍ جاز فيه لغةٌ رابعةٌ وهي اتباع الأول للثاني في الكسر نحو : فِخِذٍ و شِهِدٍ .) .
التحليل أو التعليق
فهمتُ من كلامهِ ما يلي :
أن الكلمة لها ثلاثةُ لغاتٍ ولها معنيان :
كأن المصنف يريد أن يبين للقارئ طريقة نطق للفظ ( الكلمة ) ثم بعد ذلك يبين معنى للفظ ( الكلمة )
فكأنه يقول للقارئ لفظ ( الكلمة ) قبل أن ندخل في معنييها اللغوي والاصطلاحي فإن له في النطق ثلاثة لغات إليك هي :
اللغةُ الأولى / وهي ( كَلِمَة ٌ) وهي على وزن نَبِقَةُ وهي الفصحى وهي لغةُ أهل الحجازِ وبها جاء التنزيل يعني القرآن وجمعها كَلِمُ كَنَبِق وٌ منها قوله تعالى { كلا إنها كَلِمَةٌ هو قائلها } سورة المؤمنين
اللغة الثانية / وهي ( كِلْمَةٌ ) وهي على وزن سِدْرَةٍ وجمعها كِلْمٌ كَسِدْرٍ وهذه اللغة تعتبر من لغة بني تميم
اللغة الثالثة / وهي ( كَلْمَةٌ ) وهي على وزن تَمْرَةٍ وجمعها كَلْمٌ كَتَمْرٍ وهذه اللغة أيضا تعتبر من لغة بني تميم
ثم نرى أن ابنَ هشامٍ في الشرحِ وضعَ لنا قاعدةً جميلةً وهي : [ كلُ ما كان على وزن فَعِـلٍ نحو كَبِدٍ و كَتِفٍ فإنه يجوز فيه اللغات الثلاث )
ونستنبط من كلامه أيضا قاعدةً أخرى وهي [ كلُ ما كان على وزن فَـعِـلٍ وكان وسطه حرفَ حلقٍ جازت فيه أربعةُ لغاتٍ _ وحروف الحلق ستة وهي : الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء _ إضافة إلى اللغات الثلاث لغة رابعة وهي إتباع الحرف الأول للحرف الثاني في الحركة نحو : شِهِدٍ و فِخِذٍ ]
ثم لو نظرتَ في تلك القاعدتين لوجدت أنها قاعدتان متعلقتان في علم الصرف
ما يستفاد من كلام ابن هشام في هذا المقطع :
أولا / أن الكلمة لها ثلاثة لغاتٍ ( كَلِمَةُ – وكِلْمَةٌ – و كَلْمَةُ ) و أفصحها الأولى وهي لغة القرآن والثانية والثالثة لغة بني تميم .
ثانيا / استفدنا أيضا من كلامه قاعدتان وهما :
القاعدة الأولى / [ كلُ ما كان على وزن فَعِـلٍ نحو كَبِدٍ و كَتِفٍ فإنه يجوز فيه اللغات الثلاث ]
القاعدة الثانية / وهي [ كلُ ما كان على وزن فَـعِـلٍ وكان وسطه حرفَ حلقٍ جازت فيه أربعةُ لغاتٍ _ وحروف الحلق ستة وهي : الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء _ إضافة إلى اللغات الثلاث لغة رابعة وهي إتباع الحرف الأول للحرف الثاني في الحركة نحو : شِهِدٍ و فِخِذٍ ]
والله تعالى أعلم
أنتظر تعليق الأساتذة الكرام على الموضوع وتصويب الأخطاء النحوية عندي ومشاركة الأخوة المشاركين وإثراء هذا الموضوع بطرح الأسئلة و الإشكالات المتوقعة حتى نستفيد
أخوكم المصدر / حرر هذا المكتوب بتاريخ 25 / 4 / 1424 هـ الموافق 25 / 6 / 2003 ميلادي .
استخراج الفوائد من كتاب شذور الذهب لابن هشام مع بعض التعليقا
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائراً