رأيت نقل هذا الموضوع لما فيه من فائدة وتوخ للدقة ،
وقد بدأه مشكورا الأستاذ الأخ محمود مرعي
وهو في الأصل أفضل تنسيقا :
http://www.arood.com/vb/showthread.php? ... 8#post6208
أكرمني أخي وأستاذي محمود مرعي أكرمه الله بإرسال هذا الموضوع من كتابه ( العَروض الزاخر واحتمالات الدوائر )
ولا شك أنها ستوفر مادة دسمة للنقاش والحوار، لا سيما وأنها تقوم على مبدأ أن الخبب من المتدارك في تباين واضح مع الأساس الأهم للرقمي وهو أنهما يمثلان إيقاعين مختلفين.
وميزة حواري مع أخي محمود أننا كلما اختلفنا عروضيا ازدننا علما وتوثقت صداقتنا.
تكملة المتدارك *
شوارد العرب وما أدراك ما شوارد العرب
مقدمة :
" إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيانِ لَسِحْرًا " 1 هذا الحديث النبوي الشريف ، يروى بطرق عدة ، وقال 2 في شرحه الحديث :
{ الحديث مشهور رواه أصحاب الصحاح وغيرهم ، ورواية المؤلف ملفقة من روايتين ، فقد وردت كل جملة من طريق ، فأما الجملتان معا فقد جاءتا في حديث ابن عباس عند أحمد وابن ماجة هكذا " إِنَّ مِنَ الْبَيانِ سِحْرًا وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا " وعند ابن عساكر من حديث علي باللام وله تتمة وهي " وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ لَجَهْلاً وَإِنَّ مِنَ الْقَوْلِ عِيالاً". وعند ابن حزم 3 : " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا " بكسر الحاء وفتح الكاف ، وعند أبي الحسن العروضي 4 : " وقال النبي صلىالله عليه وسلم : " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً " بكسر الـحاء وتسكين الكاف ، وعند العسكري 5 : " إِنَّ مِنَ الْبَيانِ لَسِحْرًا " وعاد وقال 6 : " إِنَّ مِنَ الْبَيانِ لَسِحْرًا ، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحُكْمًا ، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلاً وَإِنَّ مِنَ الْقَوْلِ عِيالاً " بضم الحاء وتسكين الكاف من " لَحُكْمًا " . وعند الـميداني 7 : " إِنَّ مِنَ الْبَيانِ لَسِحْرًا " . وفي اللسان : ـ مادة ـ حَكَمَ :
قال " وفي الحديث " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحُكْمًا " بضم الحاء وتسكين الـكاف . ولو تقصينا سنجد روايات أخرى . لكن ما يعنينا هنا ، هو المعنى البعيد والعميق للحديث ، الذي أكثر ما يرد كتعليق على من يكره الشعر للرد عليه ، أو إن تضمن الشعر شيئا من الحكمة والأمثال . وفي اللسان : ـ مادة ـ حَكَمَ ـ قال في المعنى " أي إن من الشعر
ــــــــــــــ
*( المادة مأخوذة من كتابنا العَروض الزاخر واحتمالات الدوائر )
1 ـ دلائل الاعجاز في علم المعاني . ص 29 - 30 . تصحيح الشيخ محمد عبده .
2 ـ ن . م . / هامش . ص 30 . القائل هو الشيخ محمد عبده .
3 ـ رسائل ابن حزم ، لابن حزم الأندلسي ، ج 3 . ص 163 .
4 ـ الجامع في العروض والقوافي . ص 95 .
5 ـ جمهرة الأمثال ، لابي هلال العسكري ، ص 18 - 19 .
6 ـ ن . م . ص 19 .
7 ـ مجمع الأمثال ، للميداني ، ج 1 . ص 35 .
------
كلاما نافعا يمنع من الجهل والسفه وينهى عنهما ، قيل : أراد بها المواعظ والأمثال التي ينتفع الناس بهما " . وفي مادة ـ مَثَلَ : " الشيء يضرب به لشيء مثلا فيجعله مثله .
إذا تأملنا في نص الحديث ، وجدنا أن الحكمة اسم يجمع الموعظة والمثل ، وعليه فإن المثل جزء من الحكمة ، ولو ذهبنا نفسر الـحديث بالقول : " إن من الشعر أمثالا ومواعظ ، لم نخطئ ، وكذلك لو قلنا : إن بعض الأمثال شعر ، لم نخرج عن الصواب ، لأن الحديث
يعني ضمن ما يعنيه أن بعض الحكمة من الشعر ، هذا من ناحية ، فإذا وجدنا أن المثل جمع إلى جانب كونه حكمة الوزن العروضي والايقاع ، لم يعد مـجال للشك أن المثل إياه بيت شعر أو شطر بيت ، بل يصبح الشك إن أبينا قبوله في دائرة الشعر ، لأنه برأينا من صلب الشعر ، وعملية التقطيع العروضي تحدد وزنه وبحره الذي يندرج ضمنه .
وهذا باب واسع جدا ، وفيه أوزان وأشكال تكاد لا تحصى ، بل إن قسما كبيرا جدا من هذه الأوزان ، لا يقع في الدوائر العروضية الموجودة والـمأخوذة عن الخليل، فإذا علمنا أن الأمثال والشوارد سابقة على وضع الدوائر ، أدركنا أنها الأصل الأول تـماما كما كانت أشعار العرب أصلا لبناء الدوائر عند الخليل ، وهناك قول بما معناه ، " ما وصلنا من شعر العرب إلا أقله " ، أما لماذا وقف الخليل عند ما أورد ، فأمر لا نعلمه ولا نحكم فيه ، ثم إن عدم ورود هذه الأوزان في الدوائر ، لا يعني أن العرب لم تعرفها ، لأن ورودها في الأمثال السائرة والشوارد الباقية المسافرة عبر الزمان ، دليل واضح أن العرب عرفت هذه الايقاعات والأوزان .
وقد ذكر الميداني 1جزءا من الحديث على أنه مثل ، وذكر قصته ، وليس هذا ما نطلب ، إنما بغيتنا في التقطيع العروضي له وهو : " إن من البيان لسحرا = فاعِلُ فاعِلُنْ فَعِلاتُنْ " وهذا مجزوء المتدارك وفيه فاعِلُ ويـمكن توليد قراءة أخرى " مُسْتَعِلُنْ فَعولُ فَعولُنْ " مع أن الأولى تستقيم أكثر ، وهنا نؤكد على تنزيهنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن قول الشعر ، حتى مع موافقة الوزن العروضي ، وقد أسهب العلماء والفقهاء وأهل العروض في بيان هذه المسألة فلاحاجة للاعادة .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مجمع الامثال / ج 1 . ص 35 .
-----------------------
ويقول المعري :{ ولولا أن الوزن الذي يسمى ركض الخيل وزن ركيك ، لوجب على نقيب الشعراء أن يتقدم إليهم ألا ينشدوا " السيد عزيز الدولة " ـ أعز الله نصره ـ شعرا في هذه الآونة ، إلا على ذلك الوزن ، ولكنه وزن ضعف وهجرته الفحول في الـجاهلية وفـي الاسلام . وربـما تكلفه بعض الشعراء كما قال :
أَوَقَفْتَ عَلى طَلَلٍ طَرَبًا
فَشَجاكَ وَأَحْزَنَكَ الطَّلَلُ1
كلام المعري بشير بوضوح إلى وجود الوزن في الجاهلية " ولكنه وزن ضعف وهجرته الفحول في الجاهلية وفي الاسلام " . وهذا يدل على معرفة العرب للوزن منذ الجاهلية ، واستعماله بلا أدنى شك .
نتابع الحديث ، فلو أخذنا هذا المثل :
أَزِمَتْ شَجَعاتُ بِما فيها2 . وجدنا تقطيعه :
>>×|>>×|>>×|××
فَعِلُنْ / فَعِلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ
وهذا شطر المتدارك ، وفي رواية أخرى :
أَزِمَتْ شَجَعاتٌ بِما فيها3 . وتقطيعه :
>>×|>>×|×>×|××
فَعِلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُنْ / فَعْلُنْ
ولا يختلف الأمر فما زال شطر المتدارك ، وبالامكان الوقوف على إيقاعات وأوزان لم ترد في الدوائر كهذا المثل :
ــــــــــــ
1 ـ الصاهل والشاحج . ص 527 . وهذا البيت للخليل حسب المصادر ، وذكره الزمخشري في / القسطاس في علم العروض .ص 129 /
وأشار المحقق أنه للخليل بن أحمد . وذكرته مصادر أخرى .
2 ـ مجمع الامثال ج 1 . ص 68 .
3 ـ جمهرة الأمثال / ج 1 . ص 31 .
---------
جاءُوا بِالْحَظَرِ الرَّطْبِ1
×××> | >×××
مَفْعولاتُ / مَفاعيلُنْ = ويمكن بالزحافات قراءته على المتدارك مثلا :
جاءُوا بِالْحَظَرِ الرَّطْبِ
×× |×>> | ×××
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلاتُنْ
أو هذا المثل :
جاءَ السَّيْلُ بِعودٍ سَبِيٍّ 2
×××> | >××|>××
مَفْعولاتُ / فَعولُنْ / فَعولُنْ
أو هذا المثل :
تَهْويدٌ عَلى رُيودٍ 3
×××> |×>××
مَفْعولاتُ / فاعِلاتُنْ
أو بقراءة أخرى " فَعْلُنْ فاعِلُنْ فَعولُنْ " .
أو هذا المثل :
جَلَّ الرَّفْدُ عَنِ الْهاجِنِ4
×××> | >×× |>×
مَفْعولاتُ / فَعولُنْ / فَعو
ويمكن بقراءة أخرى مع تسكين آخر كلمة " الْهاجِنْ " .
ـــــــــ
1 ـ مجمع الأمثال / ج 1 . ص 235 .
2 ـ ن . م . / ج 1 . ص 196 .
3 ـ ن . م . / ج 1 . ص 218 .
4 ـ ن . م . / ج 1 . ص 218. وفي المستقصى في أمثال العرب / ج 2 . ص 53 ـ 54
{ جَلَّتِ الْهاجِنُ عَنِ الْوَلَدِ .... / جَلَّتِ الْهاجِنُ عَنِ الرَّفْدِ ..... / ثم قال : ويروى : جَلَّ الرَّفْدُ عَنِ الْهاجِن ؛ يضرب في استبعاد الشيء } .
--------
جَلَّ الرَّفْدُ عَنِ الْهاجِنْ
×× |×>> | ×××
فَعْلُنْ / فاعِلُ / مَفْعولُنْ
ويمكن بقراءة أخرى أيضا :
جَلَّ الرَّفْدُ عَنِ الْهاجِنْ
×××> | >×××
مَفْعولاتُ / مَفاعيلُنْ
والايقاع الموسيقي سائغ ومقبول ويمكن قراءة أخرى مع بقاء حركة " الْهاجِنِ " " فَعْلُنْ فاعِلُ مُسْتَفْعِلُنْ " .
ونعلم ماذا يمكن أن تضيف الزحافات والعلل من التنويع الموسيقي .
وهذه الأمثال من ناحية الموسيقى والايقاع والوزن العروضي ، كلها سائغة سماعيا ، وقابلة للتخريج العروضي .
بهذا ارتأينا أن نقدم للموضوع " شوارد العرب " وعلاقة المتدارك بها ، وتفعيلة " فاعل " ثم وصولا إلى المتدارك العشري ، وهو ما اجتهدنا في تبيانه في الصفحات القادمة .
ونشير إلى أننا التزمنا الدقة فـي النقل والتشكيل ، رغم مخالفة ذلك أحيانا قواعد النحو والصرف ، { ومعروف أن الْمثل لا يتغير ، بل يجري كما جاء على الألسنة وإن خالف النحو وقواعد الصرف ، فقد جاء فـي أمثالهم " أعط القوس باريها " بتسكين الياء في " باريها " والأصل فتحها ، وجاء في أمثالهم " أجناؤها أبناؤها " جمع جان وبان ، والقياس الصرفي جناتها وبناتـها لأن فاعلا لا يجمع على أفعال" . 1
وقد أشرنا إلى شيء من هذا القبيل في هذا الباب ، في الـمثل " مَنْ يَأْكُلُ خَضْمًا لا يَأْكُلُ قَضْمًا " 2 ، ومعروف أن مَنْ أداة شرط ، تحتاج إلـى فعل الشرط وجوابه و "يَأْكُلُ " هي الفعل ، و " يَأْكُلُ " الثانية هي الجواب ، وحقهما الجزم لا الرفع .
ـــــــــــــــ
1 ـ الفن ومذاهبه في النثر العربي ، للدكتور شوقي ضيف ، ص 21 .
2 ـ مجمع الأمثال / ج 2 . ص 363 .
---------
جولة في شوارد العرب
حتى وقت قريب كنت من المقتنعين أن تفعيلة " فاعِلُ " ، هي حقا من إبداع الشاعرة نازك الملائكة ، إلا أنه اقتناع كان يشوبه الشك ، فهل يعقل أن أمة تملك تراثا هائلا رهيبا كأمة العرب ، لم تكتشف ولم تمر على لسانها مثل هذه التفعيلة ، ولم يمض وقت طويل حتى بدأت الصورة تتضح ، ومفادها استحالة عدم ورودها في هذا التراث الضخم ، والسبب بسيط جدا وهو سهولة دخول هذه التفعيلة في ثنايا المتدارك ، وفي كثير من الأحيان دون أن يدرك الشاعر ويحس بذلك ، وهنا أزعم أن " فاعِلُ " موجودة ، وعرفها العرب ليس في العصر الحديث ، أو الأندلسي ، بل في الجاهلية .
وقد استعملها سلفنا بكثرة ظاهرة حتى دون وجود صورتـها في دوائر العروض ، وقد كانوا على معرفة تامة بها وبالتفعيلة الأخرى " فَعْلُنْ " ولا بأس أن نبدأ باقتباس قول الشاعرة نازك الملائكة ، فـي شأن " فاعِلُ " : { ثم جاء العصر الحديث فإذا نحن نـحدث تنويعا جديدا لم يقع فيه أسلافنا ، ذلك أننا نحول " فَعِلُنْ " إلى " فاعِلُ " .
وليس في الشعراء فيما أعلم من يرتكب هذا سواي ، بدأت فيه منذ أول قصيدة حرة كتبتها سنة 1947 ، ومضيت فيه حتى الآن " 1 هذا قول الشاعرة نازك الملائكة ، وهو قول غير دقيق ، ذلك أن شوقي استعمل التفعيلة " فاعِلُ " قبل الأستاذة نازك بـ 50 سنة ـ أي 30 سنة قبل أن تولد الأستاذة نازك الـملائكة . وقد سبقها أيضا خليل مطران ، ايليا أبي ماضي ، وهؤلاء مسبوقون منذ العصور القديمة ، وقد ذكرنا فـي المتدارك بيتا لابن الجوزي فيه " فاعِلُ " .
احتجت الأستاذة نازك الملائكة بقولها :
كانَ الْمَغْرِبُ لَوْنَ ذَبيحِ وَالأُفْقُ كَآبَةَ مَجْروحِ2
××|×>>| ×>>| ×× ××|>>×| >>×|××
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُ / فَعْلُنْ فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ
__________
1 ـ قضايا الشعر المعاصر ، لنازك الملائكة ، ص 1 .
2 ـ الديوان / ج 2 . ص 240 .
----------
ونعلم أن بيت ابن الجوزي الذي ذكرناه في المتدارك يكفي للرد والتفنيد:
يَنْساكَ الأَهْلُ إِذا رَجَعوا عَنْ قَبْرِكَ لا تَسْمَعُ كَذِبَا
××| ×× |>>×|>>× ××|>>×|×>>|>>×
فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعِلُنْ فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُ / فَعِلُنْ
ونتابع : وردت " فاعِلُ " مرتين " في صدر بيت الشاعرة ، على أن تفاعيل صدر البيت كما وردت عندها " فَعْلُنْ فاعِلُ فاعِلُ فَعْلُنْ " ، موجودة بصورتها هذه بالتمام والكمال منذ العصور القديمة ، وسنأتي على ذكرها ، لكن سنبدأ بذكر أشعار من سبقها :
أحمد شوقي :
جارٍ وَيُرى لَيْسَ بِجارِ لأَناةٍ فيهِ وَوَقارِ1
××|>>×|×>>|×× >>×|××| ×>>|××
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ
ظهرت " فاعِلُ " في الصدر والعجز .
وله أيضا :
نَبْتَدِرُ الْخَيْرَ وَنَسْتَبِقُ ما يَرْضى الْخالِقُ وَالْخُلُقُ2
×>>|××| >>×|>>× ××| ×× |>>×|>>×
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعِلُنْ فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعِلُنْ
ظهرت " فاعِلُ " في بداية البيت .
وله أيضا :
لا تَقْدِرُ غَيْرُ اللهِ يَدٌ لا أَذِنَ اللهُ تُهَدِّدُهُ3
××|>>×|××|>>× ×>>|××|>>×|>>×
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعِلُنْ
ظهرت فاعل في بداية العجز .
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ قصيدة النيل / 1888 – 1898 الموسوعة الشوقية / ج 3 .ص 440 .
2 ـ نشيد الكشافة / سنة 1912 / الموسوعة الشوقية / ج 3 .ص 135 .
3 ـ مضناك / سنة 1910 / الموسوعة الشوقية / ج 3 .ص 72 .
-------
وله أيضا :
نَتَّخِذُ الشَّمْسَ لَهُ تاجَا وَضُحاها عَرْشًا وَهَّاجَا1
×>>|××|>>×| ×× >>×|×× | ×× | ××
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ
ظهرت فاعل في بداية البيت .
خليل مطران :
ما بَيْنَ لُصوصٍ وَلُصوصٍ فَرْقٌ فِي الأَعْلى وَالأَدْنَى2
××|>>×|×>>|×× ×× | ×× |×× | ××
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ
ظَهَرَتْ " فاعِلُ " فِي صَدْرِ الْبَيْتِ .
إيليا أبو ماضي :
راوَدَنِي النَّوْمُ وَما بَرِحا حَتَّى طَأْطَأْتُ لَهُ رَأْسي
×>>|×× |>>×|>>× ×× |×× |>>× |××
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعِلُنْ فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فعِلُنْ / فَعْلُنْ
فَوَقَفْتُ بَعيدًا أَتَطَلَّعْ فَلَمَحْتُ ثَلاثَةَ أَشْباحِ3
>>× |>>× |×>>| ×× >>×|>>×|>>×|××
فَعِلُنْ / فَعِلُنْ / فَاعِلُ / فَعْلُنْ فَعِلُنْ / فَعِلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ
ظهرت " فاعِلُ " في صدر البيت :
أَوْ نَجْبُلُ ماءَ وَتُرابَا وَنُشيدُ بُيوتًا وَقِبابَا4
×× |>>×|×>>|×× >>×| >>×|×>> | ××
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ فَعِلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ قال منشدا ـ بدون تاريخ / الموسوعة الشوقية /ج 5 .ص 394 .
2 ـ ديوان الخليل / ج 3 .ص 395 / لم أتقصه حتى النهاية .
3 ـ قصيدة الأشباح الثلاثة / الديوان .ص 486 – 472 .
4 ـ نفس القصيدة الديوان . ص 469 .
----------
ظهرت " فاعِلُ " مرتين في الصدر والعجز .
والبيت الذي يليه :
أَوْ نَجْعَلُ مِنْهُ أَنْصابَا أَوْ نَصْنَعُ حَلْوى وَكَبابَا
×× |>>×|×× | ×× ×× | >>×|×>>|××
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ
ومنها نفس الصفحة :
ما تَضْحَكُ مِنِّي بَلْ مِنْكا إِيَّاكَ أَنا لَوْ تَتَذَكَّرْ
×× | >>×| ××| ×× ×× |>>×|×>> | ××
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ
ظهرت " فاعِلُ " في عجز البيت .
في ما ذكرنا كفاية لدحض ادعاء الأستاذة نازك الـملائكة . ولكن ليس هذا ما نرمي إليه ، بل نهدف إلى التقصي في أعماق الذاكرة التراثية التي لن تبخل علينا ، وهنا نصل إلى بيت القصيد .
ونسأل هل نظرنا في شوارد العرب وأمثالهم نظرة إيقاعية فاحصة ؟ لا أعتقد ذلك ، فلو نظرنا لهالنا ما فيها من الأوزان والايقاعات والموسيقى ، ولو سألنا ما هو المثل وما خصائصه ومـميزاته التي أهلته للبقاء بلا فناء ؟ { يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام ، إيجاز اللفظ ، وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه ، وجودة الكناية ، فهو نهاية البلاغة } 1 .
يتحدثون اليوم عن التكثيف والصورة ؛ إن الأربعة التي امتاز بـها المثل كلها في الشعر ، فإذا أضفنا الوزن فهو الشعر كله ، و { من ينعم النظر في الأمثال الجاهلية ، يجد طائفة منها توفر لـها ضروب من القيم التصويرية والموسيقية ، ففيها أحيانا تشبيه واستعارة وكناية وتمثيل وفيها أحيانا أخرى صقل وسجع وتنميق } 2 .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مجمع الأمثال / ج 1 . ص 34 .
2 ـ الفن ومذاهبه في النثر العربي . ص 24 .
-------
{ وما من ريب في أن هذه الأمثال تستحوذ على ضروب من الجمال الفنـي ، يرجع بعضها إلى اختيار ألفاظها وصيغها ، ويرجع بعضها الآخر إلى ما تعتمد عليه من تصوير أو سجع وتوقيع }1 ولا يخالفنا الرأي أحد في أن الـمثل يصاغ بدقة فائقة وألفاظ بليغة وجيزة سهلة الحفظ ، وبايقاع موسيقي يكسبها نغمة تعذب في الأسماع .
والعرب : {في جميع آثار نثرهم وشعرهم نجد آثار هذه الرغبة الملحة في استمالتهم الأسماع بـجمال منطقهم وخلابة ألسنتهم ، وقد دفعتهم تلك الرغبة دفعا إلى تـحسين كلامهم وتحبير ألفاظهم حتى في أمثالهم }2 وفي الشعر هناك " الْبَيْتُ الْيَتيمُ " وهو ما كان حكمة أو مثلا ، وهنا أيضا تبدو العلاقة وثيقة جدا لا تنفصل ، ومراجعة كتب الأمثال تكشف أنـها صيغت وفق إيقاع موسيقي وأغلبها مطابقة لأوزان العروض ، والحديث هنا ليس عن الأبيات أو أشطارها في الأمثال ، لأنني وجدت أمثالا على أوزان العروض كلها ، وفـي الأمثال الموافقة للمتدارك وجدت ذا التفعيلتين والثلاث والأربع والخمس والست والسبع ، ووجدت الأمثال قد اشتملت على أشكال فاعِلُنْ كلها ، ومنها " فاعِلُ " ، وهنا أنبه إلى الطريقة التي سلكتها في التخريج ، فلم أقبل إلا ما وافق المتدارك حصرا ، وما شابه غير المتدارك لم أقبله ، كالرجز في حال طي مُسْتَفْعِلُنْ كلها ، أو السريع ، والرمل والمديد فـي حال الخبن أو عدمه ، فكل هذا كنت أتركه منعا للتفسير المغاير ، ووقفت فقط على ما وافق المتدارك ، ولا يمكن تفسيره إلا بالمتدارك ونبدأ :
أَيُّ قَميصٍ يَصْلُحُ لِلْعَرْيانِ أَيُّ طَعامٍ يَصْلُحُ لِلْغَرْثانِ3
×>> | ×× | ×>>| ××| ×× ×>> | ×× | ×>>| ×× | ××
فـاعِلُ / فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ فـاعِلُ / فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ
نلاحظ تساوي الإيقاع في الشطرين ، وفي الأصل " أَيُّ قَميصٍ لا يَصْلُحُ ..." لكن نظن أن هناك خطأ ، فاشتمال شطر على " لا " يوجب اشتمال الشطر الثاني عليها وحتى لو أضفناها فالوزن من الـمتدارك ، وتظهر " فاعِلُ " في الشطرين . أمر آخر ، وهو أن
ــــــــــــــــــ
1 + 2 ـ الفن ومذاهبه في النثر العرب . ص 26 .
3 ـ مجمع الأمثال / ج 1 . ص 129 وسنكتب "مج " اختصارا .
-------
التفاعيل عشر تفاعيل ، في كل شطر خمس ، والـمثل من أمثال المولدين ، وفي الأصل جاءا فوق بعضهما ، ويظهر أنهما قسما وفصلا ليكون كل منهما مثلا قائما بنفسه ، ونكتب الشطر الأول كما ورد في المصدر :
أَيُّ قَميصٍ لا يَصْلُحُ لِلْعَرْيانِ
×>> |×× | ×× |>>× | ×××
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / مَفْعولُنْ
ونظل في إيقاع المتدارك ووزنه مع وجود " فاعِلُ " :
أَشْغَلُ مِنْ ذاتِ النَّحْيَيْنِ1
×>>|××| ×× | ××
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ
وجاء برواية أخرى : " أَخْزى مِنْ ذاتِ النَّحْيَيْنِ " .
هنا المتدارك المعروف ثماني تفاعيل ، وَالأولى هنا " فاعِلُ " ولعل هناك من يحتج بأن الـمطلوب شطران ، ونقول إن المشطور موجود بكثـرة في الشواهد الشعرية، وهنا نحن نتقصى الوزن والإيقاع فقط .
كذلك فإن التضمين يحول المثل إلى شطر بيت كقول الشاعر :
نبيل محمد الأصباشي :
يَقولُ لَقَدْ سَبَى إِبِلي وَأَوْدى بِها نَفَرٌ ، فَوَيٌّ ثُمَّ وَيُّ2
وهذا المثل :
اَلْخَيْلُ مَيامينُ
×× | >>×|××
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ
ــــــــــــــــــــ
1 ـ مج / ج 1 .ص 329 .
2 ـ لحن الجراح .ص 95 . استعمل تضمين لمثل عربي جاهلي ، وأصله أن رجلا أغير على إبله فأخذت ، فلما توارى المغيرون بـها
صعد إلـى أكمة وجعل يسبهم ، ثم رجع إلى قومه فسألوه عن إبله ، فقال : " أَوْسَعْتُهُمْ سَبًّا وَأَوْدُوا بِالإِبِل " .
3 ـ مج / ج 1 .ص 317 .
----------
أَدْنَى الْجَرْيِ الْخَبَبُ1
×× | ××| >>×
فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ
مجزوء المتدارك والإيقاع راقص .
أَشْغَلُ مِنْ مُرْضِعِ بَهْمٍ ثَمانينَ2
×>> |×× | >>×|×>×| ××
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُنْ / فَعْلُنْ
هنا خمس تفاعيل منها " فاعِلُ " بالاضافة أنه جمع أشكال " فاعِلُنْ " كلها " .
أَشْهَرُ مِمَّنْ قادَ الْجَمَلَ3
×>>|××| ×× | >>×
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ
يُلْجَمُ الْفَأْرُ فِي بَيْتِهِ4
×>×|×>×| ×>×
فاعِلُنْ / فاعِلُنْ / فاعِلُنْ
هنا مجزوء ولكن " فاعِلُنْ " الصحيحة .
غَلَبَتْ جِلَّتُها حَواشيها5
>>×|×>>|×>×| ××
فَعِلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُنْ / فَعْلُنْ
هنا التام ، وجمع أشكال " فاعِلُنْ " ومنها " فاعِلُ " .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ مج / ج 1 .ص 343 .
2 ـ مج / ج 1 .ص 410 .
3 ـ مج / ج 1 .ص 490 .
4 ـ مج / ج1 .ص 509 .
5 ـ مج / ج 2 .ص 67 .
------------
عَمُّ الْعاجِزِ خُرْجُهُ1
××| ×>>| ×>×
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُنْ
هنا مجزوء وفيه " فاعِلُ " ويمكن قراءته بتسكين الهاء من " خُرْجُهُ " وتكون التفعيلة " فَعْلُنْ " بدل " فاعِلُنْ " .
أَصْلَفُ مِنْ مِلْحٍ فِي ماءٍ2
×>>|××| ×× | ××
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ
هنا تام وفيه " فاعِلُ " في البداية ، ومثله " أَطْوَلُ مِنْ طُنْبِ الْخَرْقاءِ " فهو من نفس الوزن.
عِشْ رَجَباً تَرَ عَجَبًا3
×>>|×>> |>>×
فاعِلُ / فاعِلُ / فَعِلُنْ
تكررت فاعِلُ مرتين ولا نشعر بثقل تجاور المتحركات الأربعة :
صَفْقَةٌ لَمْ يَشْهَدْها حاطِبُ4
×>×| ×× | ××| ×>×
فاعِلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فاعِلُنْ
هنا تام بدأ بـ فاعِلُنْ وانتهى بها .
أَسْرِعْ فِقْدانًا تُسْرِعْ وُجْدانًا5
×× | ×× | ×× | ×× |××
فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ
ــــــــــــــــــ
1 ـ مج / ج 2 .ص 33 .
2 ـ مج / ج1 .ص 520 .
3 ـ مج / ج2 .ص 20 .
4 ـ مج / ج1 .ص 495.
5 ـ مج / ج1 .ص 435 .
----------
هنا خمس تفاعيل كلها " فَعْلُنْ " .
ضَحِّ رُوَيْدًا1
×>>|××
فاعِلُ / فَعْلُنْ
هنا تفعيلتان ، الأولى " فاعِلُ " وربما احتج البعض بأنـها " مُسْتَفْعِلاتُنْ " مطوية وهذا يعني وجود " مُسْتَفْعِلاتُنْ " كتفعيلة قائمة بنفسها منذ القدم ، وهذا المثل يحتمل تفسيرا آخر غير المتدارك .
لَوْ وَجَدْتُ إِلَى ذلِكَ فَا كَرِشٍ لَفَعَلْتُهُ2
×>×| >>×|×>>|×>> |×>>|×>×
فاعِلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُ / فاعِلُ / فاعِلُنْ
هنا ست تفاعيل تساوي بيتا من المجزوء ، تكررت " فاعِلُ" فيه ثلاث مرات . فا = فم .
لَيْسَ الشَّحْمُ بِالَّلحْمِ وَلكِنْ بِقَواصيهِ3
×× |×>×|×>>| ××|>>×|××
فَعْلُنْ / فاعِلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ
وهنا أيضا ست تفاعيل بينها " فاعِلُ " .
لَيْسَتِ النَّائِحَةُ الثَّكْلى كَالْمُسْتَأْجَرَةِ4
×>× |×>>|×× | ×× |×× | >>×
فـاعِلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ
وهنا نفس الأمر ست تفاعيل بينها فاعِلُ .
ـــــــــــــــــ
1 ـ مج / ج1 .ص 524 .
2 ـ مج / ج2 .ص 211 .
3 ـ مج / ج1 .ص 227 .
4 ـ مج / ج2 .ص 238 .
-------------
كَلأٌ حابِسُ فيهِ كَمُرْسِلِ1
>>×|×>×|×>>|×>×
فَعِلُنْ / فاعِلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُنْ
هنا شطر من أربع تفاعيل منها " فاعِلُ " .
الَّليْلَ وَأَهْضامَ الْوادي2
××| >>×|×× | ××
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ
هنا أيضا أربع تفاعيل .
لَوْ تُرِكَ الضَّبُّ بِأَعْداءِ الْوادي3
×>>|××| >>×|××| ××
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ
هنا خمس تفاعيل منها " فاعِلُ " والـموسيقى سلسة سائغة جدا ، وقارن بين سرعة الايقاع هنا وبطئه في المثل" كَلأٌ حابِسٌ فيهِ كَمُرْسِلِ " مع أن هذا أقصر .
لَحْظٌ أَصْدَقُ مِنْ لَفْظٍ4
××| ×>>| ×××
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلاتُنْ
هنا مجزوء ومرفل على اعتبار الأصل " فاعِلُنْ " توسطته " فاعِلُ " .
لا تُمْسِكْ ما لا يُسْتَمْسَكُ5
××| ×× | ×× | ×>×
فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَاعِلُنْ
ـــــــــــــــــ
1 ـ مج / ج2 .ص 194 .
2 ـ مج / ج2 .ص 217 .
3 ـ مج / ج2 .ص 230 .
4 ـ مج / ج2 .ص 249 .
5 ـ مج / ج2 .ص 255 .
----------------
هنا شطر تام من أربع تفاعيل " آخرها " فاعِلُنْ " ، ويمكن : " يستمسك " فَعْلُنْ .
لا أَمْرَ لِمَعْصِيٍّ1
××| >>×| ××
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ
كَلَّمْناهُ فَصارَ نَديِمًا2
××| ×>>| ×>>| ××
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُ / فَعْلُنْ
هنا تام ، أربع تفاعيل منها " فاعِلُ " ، وهذا الوزن الذي ذكرته الأستاذة نازك :
كانَ الْمَغْرِبُ لَوْنَ ذَبيحِ وَالأُفْقُ كَآبَةَ مَجْروحِ3
××| ×>>|×>> | ×× ×× |>>×| >>×|××
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُ / فَعْلُنْ فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ
صدر البيت جاء مطابقا للمثل من حيث التقطيع والتفاعيل ، والمثل من أمثال المولدين على ما ذكر الميداني ، وذلك عصر ازدهرت فيه الموسيقى العربية وكثر التنويع خاصة في الموشحات ، والمثل كما سبق يصاغ وفق ايقاع وموسيقى معينة ، إذًا كانوا على دراية بايـقاعه وموسيقاه ، وما فيه من التفاعيل ، وربما بسبب غياب التسمية لم تشغل التفعيلة حيزا عندهم ، إذ أن كثيرا منهم رفض الـمتدارك من أصله ، ورافض الأصل يرفض الفرع بدءا .
والمثل هنا ربما كان شطر بيت ، وربما لا ، لكن تضمينه في الشعر سيقلبه إلى شعر ، وبهذا يظهر وجود الوزن و " فاعِلُ " منذ قرون كثيرة وليس في القرن العشرين .
كُنَّا فِي سَمَرٍ وَسُرورٍ وَغِناءٍ كَمْ كانَ رَخيمَا
وَأَتانا ضَيْفٌ لِسُؤالٍ " كَلَّمْناهُ فَصارَ نَديِمَا "
ـــــــــــــــ
1 ـ مج / ج2 .ص 255 .
2 ـ مج / ج2 .ص 205 .
3 ـ الديوان / ج 2 . ص 240 .
-------------------
وهذا تقطيع البيتين بعد أن ضمنا المثل :
كُنَّا فِي سَمَرٍ وَسُرورٍ وَغِناءٍ كَمْ كانَ رَخيمَا
××|×>>| ×>>| ×× >>×|×× | ×>>| ××
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُ / فَعْلُنْ فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ
وَأَتانا ضَيْفٌ لِسُؤالٍ كَلَّمْناهُ فَصارَ نَديمَا
>>×| ××| ×>>|×× ××| ×>>| ×>>|××
فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ فَعْلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُ / فَعْلُنْ
هذا الأمر يثبت بما لا يدع مجالا للشك وجود التفعيلة " فاعِلُ " واستعمالها منذ الجاهلية .
لأنها بصورتها هذه موجودة في أمثال الجاهلية أيضا :
كَالْمَمْهورَةِ مِنْ مالِ أَبيها1
××| ×>>| ×× |>>××
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلاتُنْ
ماتَ فُلانُ بِبِطْنَتِهِ لَمْ يَتَغَضْغَضْ مِنْها شَيْءٌ2
×>>|×>>|×>>|×× |>>× | ×× |×××
فاعِلُ / فاعِلُ /فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / مَفْعولُنْ
هنا شطر من سبع تفاعيل .
لا يَسْتَمْتِعُ بِالْجَوْزَةِ إِلاَّ كاسِرُها3
××| ×>>| ××| >>×| ×× |>>×
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ
هنا بيت من المجزوء ، ست تفاعيل.
ـــــــــــــــ
1 ـ مج / ج 2 .ص 197 .
2 ـ مج / ج 2 .ص 315 .
3 ـ مج / ج 2 .ص 306 .
--------------
لَوْلا الْخُبْزُ لَما عُبِدَ اللهْ1
×× |×>>|×>>|××<
فَعْلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُ / فَعْلانْ
وهنا نفس وزن الأستاذة نازك ، بزيادة التذييل ، أو الترفيل ، على الشطر ، على اعتبار الأصل " فاعِلُنْ " .
مَنْ يَأْكُلُ خَضْمًا لا يَأْكُلُ قَضْمًا2
××|>>× | ×× |×>>| ××
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فاعِلُ / فَعْلُنْ
هنا التزمنا الدقة في التشكيل ، رغم وجود أداة الشرط " مَنْ " وقد أشرنا إلى هذا الـمثل في مقدمة التكملة .
وورد المثل معكوسا بعد هذا الـمثل " مَنْ يَأْكُلُ قَضْمًا لا يَأْكُلُ خَضْمًا "، وبتسكين " يَأْكُلْ " سنحصل على " فَعْلُنْ "خمس مرات وأيضا نظل في المتدارك .
ما لِي ذَنْبٌ إِلاَّ ذَنْبُ صَخْرِ3
××| ×× |×× |×>××
فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فاعِلاتُنْ
لا عِتابَ عَلى الْجَنْدَلِ4
×>×|>>×| ×>×
فاعِلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُنْ
ــــــــــــ
1 ـ مج / ج 2 .ص 304 .
2 ـ مج / ج 2 . ص 363 .
3 ـ مج / ج 2 . ص 311 .
4 ـ مج / ج 2 .ص 268 .
--------------------
ما بِها نافِخُ ضَرْمَةٍ1
×>×|×>>| ×>×
فاعِلُنْ / فاعِلُ / فاعِلُنْ
وبتسكين آخر " ضَرْمَهْ " نقف على " فَعْلُنْ " .
أَمْحَلُ مِنْ تَعْقادِ الرَّتَمِ2
×>>| ××| ×× |>>×
فاعِلُ / فَعْلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ
لا بِلادَ لِمَنْ لا تِلادَ لَهُ3
×>×|>>×|×>×|>>×
فاعِلُنْ / فَعِلُنْ / فاعِلُنْ / فَعِلُنْ
مِنْ مَأْمَنِهِ يُؤْتى الْحَذِرُ4
××|>>×|×× | >>×
فَعْلُنْ / فَعِلُنْ / فَعْلُنْ / فَعِلُنْ
نكتفي بهذه الأمثلة المحلولة الان ، ولنا عودة إليها ، والان لا بد من المقارنة بشيء من الخبب المعروف فلو أخذنا :
كُرَةٌ ضُرِبَتْ بِصَوالِجَةٍ فَتَلَقَّفَها رَجُلٌ رَجُلُ
أو الشعر المنسوب للامام علي كرم الله وجهه ، مع اعتقادنا أنه منحول :
أو قول أبي العتاهية :
هَمُّ القاضي بَيْتٌ يُطْرِبْ قالَ الْقاضي لَمَّا عوتِبْ
أو شعر الخليل :
ــــــــــــــــــ
1 ـ مج / ج 2 .ص 329 .
2 ـ مج / ج 2 .ص 384 .
3 ـ مج / ج 2 .ص 286 .
4 ـ مج / ج2 .ص 367 .
------------------
هذا عَمْرٌو يَسْتَعْفي مِنْ زَيْدٍ عِنْدَ الْفَضْلِ الْقاضي
وقد ورد أن الخليل أوصى بطرح هذا الشعر " أي نبذه " ، ونحن نشك أن الخليل أوصى بطرحه ، أو بطرح ونبذ المتدارك ؛ ففي كتاب العين ، الذي صاحبه الخليل نفسه ، نجد ما يلي من كلام الخليل : { والمخبون من أجزاء الشعر : ما قبض من حروف حشوه مما يجوز فـي الزحاف فيلزم قبضه كقولك في " فاعِلُنْ " " فَعِلُنْ " ، أو في النصف ، وذلك الشعر مخبون ، والجزء مخبون }1 .
والمتدارك مبني على فاعِلُنْ فـي الأصل ، وذكر الخبن في فاعِلُنْ بالذات من قبل الخليل يشير إلى شيء مهم له علاقة بـما نحن بصدده وهو المتدارك ، ويؤيد ذلك ، الشعر الذي قاله الخليل على المتدارك :
سُئِلُوا فَأَبَوْا فَلَقَدْ بَخِلُوا فَلَبِئْسَ لَعَمْرُكَ ما فَعَلُوا
أَبَكَيْتَ عَلَى طَلَلٍ طَرَبًا فَشَجاكَ وَأَحْزَنَكَ الطَّلَلُ2
" أَبَكَيْتَ " في مصادر أخرى وردت " أَوَقَفْتَ " .
شعر الخليل هذا يؤيد ما ذهبنا إليه ، لأن جميع التفاعيل وردت مخبونة .
كثيرا ما ترد هذه الأبيات كشواهد على المتدارك عند هذا العروضي أو ذاك ، دون أدنى اعتراض على الـمعنى ، لأن المقصود في الشاهد ايقاع الوزن ليس إلا ، وأن هذا الشكل من الايقاع موجود ومستعمل ، وقد وقفت على شواهد على جـميع البحور في أمثال العرب ، وأحيانا كثيرة ، فإن المثل يكون شطر بيت من الشعر ، وحتى الأمثال التي لا توافق البحور فإن لها ايقاعا منسجما ومستساغا ، ونـجد السجع يدخل فيها ليضفي عليها مسحة من جمال الجرس الموسيقي واللغوي ، فكَأنها فصلت تفصيلا على مقاس معين وايقاع يطرب .
نقف الآن على بعض ما وافق البحور من الأمثال ، ونقول من البداية : إذا قبلنا ضم هذه
ــــــــــــــــــــ
1 ـ كتاب العين / ج 4 .ص 279 .
2 ـ شعراء مقلون .ص 353 .
-------------------
الأمثال إلى الشعر ، وكثيرا ما ضمن الشعراء في شعرهم أمثالا ، بل إن أغلب الأمثال شعر ، ولا يغيب عنا القول : " قال بيتا فأرسله مثلا " أو " فأرسلها مثلا " أو " فذهبت مثلا " أو " فذهب قوله مثلا " ، نقول : إذا قبلنا هذا ، فلا مجال للاعتراض على أشكال المتدارك التي أوردناها من الأمثال ، لأنها موزونة عروضيا أولا ، ولأنها قابلة للتضمين ثانيا ، وقبولها التضمين واشتمالها على الوزن يعني انضواءها تحت راية الشعر ، وهناك أمثال وافقت البحور وأمثال ايقاعها غير موجود فـي الدوائر ، لكنها موزونة بوزن محدد ، بل هناك سجع موزون بوزن غير أوزان العروض ، وهناك من عد المثل داخلا في الشعر كالمرزوقي في شرحه لحماسة أبي تمام حيث يقول : { وقد قيل : " أقسام الشعر ثلاثة : مثل سائر ، وتشبيه نادر ، واستعارة قريبة " }1.
وقبل هذا قال عن العرب : { إنهم كانوا يحاولون شرف المعنى وصحته ، وجزالة اللفظ واستقامته ، والاصابة في الوصف ، ومن اجتماع هذه الأسباب الثلاثة كثرت سوائر الأمثال ، وشوارد لأبيات ـ والمقاربة في التشبيه ، والتحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن ، ومناسبة المستعار منه للمستعار له ، ومشاكلة اللفظ للمعنى وشدة اقتضائهما للقافية حتى لا منافرة بينهما ـ فهذه سبعة أبواب هي عمود الشعر ، ولكل باب منها معيار }2
واضح هنا أن المرزوقي يعد المثل ضمن أقسام الشعر ، وفي الاقتباسين عنه ، وهذا يعني أن الأمثال قبل سيرها في الزمن قد خُصَّت بعناية فائقة ، وخضعت لعمليات كثيرة من التحسين والتجميل والتوقيع على وزن معين ، حتى وان لم يأت على الأوزان المعروفة ، وهذا ربما يشير إلى أن الأمثال التي خالف وزنها أوزان الشعر المعروفة لنا ، إنما هي أصول وزنية ما زالت موجودة ، ويؤيد هذا ، القول " ما وصلنا من شعر العرب إلا أقله " ومن ضمن ما تعنيه الجملة ، أنه توجد أوزان غير ما عرفنا حتى اليوم .
ــــــــــــــــــ
1 ـ شرح ديوان الحماسة للمرزوقي / ج 1 . ص 10 .
2 ـ ن . م . ص 9 .
------------------------------
تعقيبي:
سأحاول تناول ما أراه يستدعي التعليق من نقاط الاتفاق والاختلاف، وكلي ثقة أن صدر أخي محمود سيتسع لاختلاف وجهات النظر بيننا وفي الاختلاف الموضوعي فائدة وهو يمتن قضية الود.
أولا – إعتبار الخبب من المتدارك
لا أرى هذا الرأي بل أراهما إيقاعين مختلفين
وأرى أن المشترك بينهما 1 3 فهي في الخبب (2) 2 أو 22 أو 1 3 أو 1 3 بينما هي في المتدارك1 3
وعندما نقول هي في الخبب 2 2 فمعنى ذلك أن ايا من السببين قد يأتي خفيفا أو ثقيلا عدا آخر الشطر فيكون خفيفا
ولا ترد في الشعر العربي فاعلن = 2 3 مع أي من فاعلُ = 2 (2) أو فعْلُنْ = 2 2 أو فعِلَنُ = (2) (2)
وإن وردت فهي في النادر النادر الذي لا يقاس عليه.
وأن أسغنا دخول فعْلن 2 2 مع فاعلن 2 3 يصبح الخفيف من المتقارب
2 3 2 - 2 2 3 - 2 3 = فاعلاتن مستفعلن فاعلا:
2 3 – 2 2 – 2 3 – 2 3 = فاعلنْ فعْلن فاعلن فاعلن
وهذا ما وقعت فيه عند المقارنة بين البحور قبل أن أتبين تباين الايقاعين البحري والخببي.
ثانيا- قولك : " يعني ضمن ما يعنيه أن بعض الحكمة من الشعر ، هذا من ناحية ، فإذا وجدنا أن المثل جمع إلى جانب كونه حكمة الوزن العروضي والايقاع ، لم يعد مـجال للشك أن المثل إياه بيت شعر أو شطر بيت ، بل يصبح الشك إن أبينا قبوله في دائرة الشعر ، لأنه برأينا من صلب الشعر ، وعملية التقطيع العروضي تحدد وزنه وبحره الذي يندرج ضمنه ."
هنا مجموعة مقولات أعطيت حكما واحدا
1- أن في المثل حكمة من حيث المضمون، وهذا صحيح
2- أن من أروع الأمثلة ما ورد في أبيات من الشعر، وهذا صحيح
3- أن معظم عبارات الأمثال ذات صياغة راقية ووقع مستحب على السمع، وهذا صحيح
4- قولك :" وهذه الأمثال من ناحية الموسيقى والايقاع والوزن العروضي ، كلها سائغة سماعيا ، وقابلة للتخريج العروضي ." وهذا صحيح
ولكن ذلك ينطبق على كثير من الكلام العادي ، فكلام العرب أغلبه إن لم يكن كله مكون من ذات المادة التي يتكون منها الشعر، ووجود كلام موافق لشطر من الشعر أو قابل للتحريج على نحو يظهر صلته بالشعر ( شطر منه ) وارد في كل الكلام.
خذ مثلا بداية مقدمتك :" الحديث مشهور رواه أصحاب الصحاح وغيرهم ، ورواية المؤلف ملفقة من روايتين ، فقد وردت كل جملة من طريق ، فأما الجملتان معا فقد جاءتا في حديث ابن عباس عند أحمد وابن ماجة "
الحديث مشهور رواه أصحاب الصحاح وغيرهم ،
2 3 3 2 2 3 3 2 2 3 1 3 3
الحديث مشهورُ = 2 3 3 2 2 = فاعلات مستفعلْ = مفعلاتُ مستفعلْ
وعليه
الحديث مشهور ..... والضياء والنورُ
دمت يا أخي سنداً ....أنت للحمى سورُ
رواه أصحاب الصحاح وغيرهم = 3 3 4 3 1 3 3 = الكامل
ورواية المؤلف ملفقة من روايتين ،
1 3 3 3 1 1 3 1 3 2 3 3 ه
رواية المؤلفِ = 3 3 3 3 = مجزوء الرجز
لِفِ ملفقةٌ من روا = 1 1 3 1 3 2 3 = اللاحق ( لاحق خلوف) = متعلن فعلن فاعلن
فقد وردت كل جملة من طريق
3 1 3 2 3 3 2 3 2
فقد وردت كلّ جملَهْ = 3 1 3 2 3 2 = مجزوء المتقارب
وردت كل جملة من طريقِ = 1 3 2 3 3 2 3 2 = الخفيف
فأما الجملتان معا فقد جاءتا في حديث ابن عباس عند أحمد وابن ماجة
3 2 2 3 1 3 3 2 3 2 3 2 3 2 2 2 3 3 2 3 2
فأما الجملتانِ = 3 2 2 3 2 = ( الهزج الرابع عند الشيخ جلال يرحمه الله )
فأما الجملتان معا فقد جا = 3 2 2 3 1 3 3 2 = مفاعلْتن مفاعلَتن فعولن = الوافر
معا فقد جاءتا في حديـ = 3 3 2 3 2 3 = متفعلن فاعلن فاعلن = لاحق خلوف
فقد جاءتا في حديثٍ = 3 2 3 2 3 2 = مجزوء المتقارب
ديث ابن عباس عند أحمدْ = 2 2 3 2 2 2 1 2 2 = مستفعلن مفعولاتُ مستفْ
وعليه صدر الشاهد:
فسر بودٍ أو سر بكرهٍ ......ما سارت الذلل السراع
جاءتا في حدي ابـن عبْ = 2 3 2 3 2 3 = مجزوء المتدارك
عند أحمد وابن ماجهْ = 2 3 3 2 3 2 = 2 + ( المجتث ) = مفعلات مستفعلاتن = تخريج عروضي
يا جميلةً لا تزالي = كالمثال دوما ببالي
أيّما ديار حللتِ = منك عطرها في انثيال
وهكذا ترى أخي أن ما في الأمثال من موافقات عروضية عام في سائر اللغة
.
بل واسمح لي أن أختم هذه الفقرة بهذه المداعبة العروضية:
ثاني أكسيد الكربونْ = 2 2 2 2 2 2 ه = خبب
بكم سندوتش الفلافل = 3 2 3 2 3 2 = مجزوء المتقارب
5- القول " لم يعد مـجال للشك أن المثل إياه بيت شعر أو شطر بيت ، بل يصبح الشك إن أبينا قبوله في دائرة الشعر ، لأنه برأينا من صلب الشعر"
وصحة ما تقدم لا تقوم دليلا على صحة هذه المقولة. فلا ترابط علميا ملزما بين المقدمات وهذه النتيجة.
ثالثا –قولك : " وهناك قول بما معناه ، " ما وصلنا من شعر العرب إلا أقله " ، أما لماذا وقف الخليل عند ما أورد ، فأمر لا نعلمه ولا نحكم فيه ، ثم إن عدم ورود هذه الأوزان في الدوائر ، لا يعني أن العرب لم تعرفها ، لأن ورودها في الأمثال السائرة والشوارد الباقية المسافرة عبر الزمان ، دليل واضح أن العرب عرفت هذه الايقاعات والأوزان ."
كنت أفهم هذه اعبارة " ما وصلنا من شعر العرب إلا أقله " على أنها تعني ضياع كثير من شعر العرب لعدم التدوين أو تقادم الزمن مفترضا أن المقصود شعر العرب كما نعرفه اليوم ببحوره وأوزانه، ولم يخطر لي أن ضياع الكثير من شعر العرب يعني ضياع أوزان غير هذه التي نألفها. ومع أن هذا الفهم مشمول معنى بمنطوق العبارة إلا أني لا زلت أرجح فهمي الأول.
قولك في موضعين :" هذا الأمر يثبت بما لا يدع مجالا للشك وجود التفعيلة " فاعِلُ " واستعمالها منذ الجاهلية لأنها بصورتها هذه موجودة في أمثال الجاهلية أيضا "
و " وهنا أزعم أن " فاعِلُ " موجودة ، وعرفها العرب ليس في العصر الحديث ، أو الأندلسي ، بل في الجاهلية ."
أن فاعلُ موجودة مستعملة شيء وأن العرب عرفوها شيء آخر.
فالقول بأن العرب عرفوها يعني أولا أن لها شخصية اعتبارية وأن العرب وعوا هذه الشخصية، والقول بالشخصية الاعتبارية للتفاعيل وهل هي مصطلحات أم ذوات أمر يطول فيه الجدل، فلنتجاوز هذا ولنأخذ ( مفاعيلن) فوجودها واستعمال العرب لها في جاهليتهم في الطويل أمر لا مراء فيه، ولكن القول عن العرب (عرفوها ) شيء آخر فهم لم يعرفوها بهذا المسمى ولا بغيره.
وقصة الخليل مشهورة مع
نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا
وأقصى ما نستنتجه من هذا أن العرب عرفوا الأسباب والأوتاد وانتظامها بشكل خاص بكل بحر، ولعل هذا هو الأقرب للواقع فالعرب في بواديهم لا يزالون يستعملون هذا الأسلوب في وزن أشعارهم وهو ما يدعونه الملالاة والهينمة كما ذكر ذلك أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه ( الشعر النبطي – أوزان الشعر العامي بلهجة أهل نجد والإشارة إلى بعض ألحانه " الصفحة – 21
وعليه فالهزج كما ذكر :
هها ها ها ههم هم هم
يلا لي لا للا لي لا
وعليه فوزن الطويل إن أردنا التعبير عنه ة :
1- بالهينمة المعاصرة = هها ها هها هاها هها ها هها هاها
2- بالتنعيم قبل الخليل = نعم لا نعم لالا نعم لا نعم لا لا
3- بالرقمي = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2
4- بالتفاعيل = فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وهؤلاء الذين يتكلم عنهم المؤلف من معاصرينا لا يزالون لم يسمعوا ب ( مفاعيلن ولا فعولن )
وهنا يحضرني سؤال
أيهما أقرب للصواب أن نقول إن العرب عرفوا التفاعيل أم عرفوا انتظام الأسباب والأوتاد على نحو خاص بكل بحر.
فالقول إنهم عرفوا التفاعيل يعني أنهم وعوا عليها وحددوا شخصياتها والحدود ( الاصطلاحية) بينها
فالرمل عندهم = فاعلاتن فاعلاتن فاعلا ....وليس ( مثلا) فاعلن مستفعلن مستفعلن
والقول بأنهم عرفوا انتظام الأسباب والأوتاد على نحو خاص بكل بحر، دون أن يضعوا حدودا بينها تقسمها إلى وحدات اصطلاحية يعني أن الرمل عندهم = سبب وتد سبب سبب وتد سبب سبب وتد =2 3 2 2 3 2 2 3
وهنا لسائل أن يسأل، إذا كان استعمال العرب لصيغة ما تعني معرفتهم بشخصيات مكوناتها فأيهما أدق
أ – القول بأن العرب عرفوا التفاعيل
أم
ب- القول بأن العرب عرفوا المقاطع ؟
وأيهما أقرب لما استعمله العرب – شكلا – التفاعيل أم الرقمي ؟
رابعا - تعريف شكل الشعر:
وهنا نقطة أخيرة أظنك معي فيها، وهي أن ما ورد في القرآن الكريم اكتسب تعريفا يتفق والمنظومة الفكرية القرآنية، ومن ذلك تعريف الشعر
فقد عرفه العرب بأنه ما قيل بقصد الشعر وتضمن بيتين على الأقل وكان ذا قافية ووزن.
ثمة محاولات لتعريف الشعر بما يقل عن ذلك .
ينتج عن وضع تعريف جديد لشكل الشعر يتحلل من هذه الضوابط أثر خطير وهو اتساع دائرة الشعر لتشمل الكثير من النثر بما فيه من أمثال و سجع و[شعر نثر!!] ، فربما أدخلوا القرآن الكريم في هذا الباب الذي يتسع حسب تعريفهم للكثير الكثير. وقد لا يكون هذا الهدف بعيدا عن مقصد بعضهم
ليت الأساتذة الأفاضل يدلون بدلوهم في هذا الحوار.
والله يحفظك ويرعاك أخي الحبيب.
حوار عروضي حول المتدارك والخبب- منقول
حوار عروضي حول المتدارك والخبب- منقول
يقول الدكتور أحمد عبد المجيد محمد خليفة في مقدمة كتابه (في الموسيقى الشعرية) : "...حتى أننا لا نعرف علما من العلوم العربية والإنسانية، قد اكتظ بغريب المصطلحات وجفافها، كما اكتظ بها عروض الشعر العربي وقافيته، ......... كل ذلك دفع الكثيرين إلى الإعراض عن تعلم العروض والتنفير منه، وإظهاره في صورة بغيضة وثقيلة، لا تتمشى معه طبيعة الشعر وما فيه من جماليات."
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زوار