المقدمة - 1
شرفني أخي مخلص بدعوته إلى منتداكم الكريم وما كان لي إلا أن ألبي دعوته فله عندي مكانة خاصة لخلقه وأدبه ولعله أحد أثنين استوعبا فكرة العروض الرقمي وتخطيا فيها التطبيق المباشر إلى تفهم العروض.والإحساس به بصورة كلية. وأراه هنا قد قطع به مرحلة جيدة وهي إجادة التقطيع وهذا شرط أولي للتقدم فيه. ورغم ذلك فلا أرى بأسا من استعراض أهم مزايا ومبادئ العروض الرقمي.
لمنتاكم الراقي وأعضائه الأفاضل مكانة متميزة يسعدني أن تسمحوا لي بتفيؤ ظلالها. وأنا أتابعه وقد استعرضت بعض الأبيات منه في المدرسة الأم في المعاصر.
http://www.werith.net/vb/showthread.php?threadid=5669
فأرجو ممن الأخ مجالس أن يسامحني بذلك.
مقدمة - 1
يتميز العروض الرقمي بخلوه شبه التام من المصطلحات فليس فيه منها إلا:
متحرك = 1
ساكن = ه
السبب الخفيف = 1 ه = 2 مثل منْ – ما
السبب الثقيل = = (2) مثل لِمَ
الوتد = 1 1 ه = 3 مثل كمنْ – لِما
لاحظ أن كل ساكن (أو حرف مد) هو آخر مقطع
ولمن لهم سابقة بعلم العروض نؤجل التطرق للوتد المفروق ونعتمد السماع وحده في التقطيع
وللمبتدئين أقول إن خير ما يمثل اللغة العربية نطقا هو القرآن الكريم.
ولنستعرض آيات وننطقها مجودة لنرى كيف أن التقطيع هذا يأتي تلقائيا حسب اللفظ.
1- بسم الله الرحمن الرحيم
بسْ-ملْ-لا-هرْ-رحْ-ما-نرْ-رحي-مْ=2-2-2-2-2-2-2-3-ه
2- الحد لله ربّ العالمينْ
الْ-حمْ-دُلِلْ-لا-هربْ-بلْ-عا-لمي-نْ=2-2-3-2-3-2-2-3-ه-
3- الرحمن الرحيمْ
أرْ-رَحْ-ما-نِرْ-رحي-مْ=2-2-2-2-3-ه
4- مالك يوم الدينْ
ما لِكِيَوْ مَدْ دي نْ
نتوقف هنا عند (لِكِيَوْ)
فنحن لا نتوقف إلا عند الساكن ولكن لا يزيد عدد أحرف المقطع الواحد عن 3 ولهذا
نكتبها هكذا لِكِيَوْ = لِ كِيَوْ
فيأخذ التقطيع الشكل التالي
ما-لِ-كِيَوْ-مَدْ-دي-نْ=2-1-3-2-2-ه
يلاحظ أن رمز كل مقطع هو عدد حروفه
أملي أن يمكنني الإخوان بإدخال مشاركات طويلة قد يقتطيها الحال خاصة عند وجود جداول يقتضي إدخالها لغة HTML يفوق حجمهاالحد المسموح به.
كما أقترح بعد اليوم أن نجعل المشاركات ذات أرقام متسلسلة فيما يخص العروض الرقمي ليكون ذلك بمثابة فهرسة تلقائية للمشاركات ليسهل تتبعها لمن يدخل لاحقا.
سأوالي بإذن الله تحت هذه المشاركة بعض المواضيع التي أراها ضرورية لاستكمال تقديم أسس العروض الرقمي.
1- السلام عليكم - تقديم العروض الرقمي
المقدمة - 2
وتأنيسا للأرقام هذه قصيدة رقيقة للبهاء زهير، وهي محللة إلى مقاطعها الأولية وهي عبارة عن المقطعين 2= السبب، 3= الوتد. حاول الترنم بالقصيدة ببطئ وسترى أنك سوف تتوقف أو ترتكز على نهاية كل مقطع، ذلك أن نهاية كل مقطع سواء كان 2، أم 3 حرف علة ممدود أو حرف ساكن.كما ستلاحظ أنك ستلفظ الأحرف الرمادية الموجودة في الخانات التي تتألف من حرفين، وهي أحرف مقدَّرة ولا يختل الشعر بحذفها، ولكن معظمها يظهر عند إنشاد الشعر أو تلحينه على فواصل متناسقة. لاحظ أيضا أن خانات الرقم (3) لم يحذف منها أي حرف.
آمل أن تنتبه إلى ما تقدم وسترى بعد قراءة القصيدة أن ما وجدته وأدركته بيسر هو في صلب العروض ومن أهم مبادئه حاول أن تتبين ما يلي:
1-أن الشعر يتشكل من تكرار أسباب وأوتاد على نمط معين.
2-أن الشطرين يحويان نفس المقاطع وبنفس الترتيب.
3-أن كل الأبيات لها نفس حرف النهاية ويسمى الروي.
4-بعض الأسباب قد تفقد الحرف الساكن.وهذا هو الزحاف وبه (1ه1 أو21)
5- الرقم 3 لا يتغير، أو الوتد غير قابل للزحاف
وتأنيسا للأرقام هذه قصيدة رقيقة للبهاء زهير، وهي محللة إلى مقاطعها الأولية وهي عبارة عن المقطعين 2= السبب، 3= الوتد. حاول الترنم بالقصيدة ببطئ وسترى أنك سوف تتوقف أو ترتكز على نهاية كل مقطع، ذلك أن نهاية كل مقطع سواء كان 2، أم 3 حرف علة ممدود أو حرف ساكن.كما ستلاحظ أنك ستلفظ الأحرف الرمادية الموجودة في الخانات التي تتألف من حرفين، وهي أحرف مقدَّرة ولا يختل الشعر بحذفها، ولكن معظمها يظهر عند إنشاد الشعر أو تلحينه على فواصل متناسقة. لاحظ أيضا أن خانات الرقم (3) لم يحذف منها أي حرف.
آمل أن تنتبه إلى ما تقدم وسترى بعد قراءة القصيدة أن ما وجدته وأدركته بيسر هو في صلب العروض ومن أهم مبادئه حاول أن تتبين ما يلي:
1-أن الشعر يتشكل من تكرار أسباب وأوتاد على نمط معين.
2-أن الشطرين يحويان نفس المقاطع وبنفس الترتيب.
3-أن كل الأبيات لها نفس حرف النهاية ويسمى الروي.
4-بعض الأسباب قد تفقد الحرف الساكن.وهذا هو الزحاف وبه (1ه1 أو21)
5- الرقم 3 لا يتغير، أو الوتد غير قابل للزحاف
آخر تعديل بواسطة خشان خشان في 12-12-2002 04:01 PM، تم التعديل مرة واحدة.
كنت أود نشر القصيدة ولكن برنامج الفرنت بيج لم يتوالف مع المنتدى وهي منشورة على هذين الرابطين:
http://www.geocities.com/khashan_kh/21-tareeqolarqaam.html
[http://www.werith.net/vb/showthread.php?threadid=1186
http://www.geocities.com/khashan_kh/21-tareeqolarqaam.html
[http://www.werith.net/vb/showthread.php?threadid=1186
المقدمة -3
للمنتديات فضل كبير في بلورة أفضل طريقة لتقديم العروض الرقمي. وهنا سوف أقدمه بما استخلصت من خلال مناقشاتي في المنتديات الأخرى بالطريقة التي أرى أنها تبرز تحقق أهم ميزتين فيه وهما
1- النظرة الكلية للوزن دون اعتبار لحدود التفاعيل
2- التأكيد على أن هناك إيقاعين في الشعر العربي ومنطقة مشتركة بينهما
وهنا أرجو ممن له معرفة بالعروض أن يتناسى ذلك مؤقتا فكلا طريقي العروض بالأرقام والتفاعيل موصلان في مجال ضبط الوزن لذات الغاية والاختلاف هو في اختصار التعبير في العروض الرقمي. إضافة لآفاقه الأخرى
1 - النظرة الكلية للوزن دون اعتبار لحدود التفاعيل
أبدع الخليل في استخلاص أنماط البحور العربية مبتدأً من الصفر تقريبا. وهو مثل هذه الأنماط بأوزان البحور التي عبر عنها بالدوائر. والدوائر في حقيقتها تعبير بياني تجريدي لواقع رقمي. ويشاء الله أن يختار الخليل التفاعيل وسيلة كلامية اصطلاحية للتعبير عن هذه الأنماط البيانية أو الرياضية. وكان اختياره للصيغة المعروفة أكثر الصيغ جمالا وتوفقا ولكنه لم يكن الصيغة الوحيدة المطروحة فالبسيط مثلا يمكننا التعبير عنه كالتالي:
يجوز جمع الأرقام الزوجية وتحليلها 4 = 22
4 3 –2 3 – 4 3 – 4 = مستفعلن فاعلن مستفعلن فعْلن
4 3 2 – 3 – 4 3 2 – 2 = مستفعلاتن فعلْ مستفعلاتن فعْ
4 3 – 2 3 2 – 2 3 -4 = مستفعلن فاعلاتن فاعلن فعْلن
4 3 – 2 3 – 4 – 3 4 (أو 313) مستفعلن فاعلن فعلن مفاعلْتُن (أو مفاعيلن)
4 – 3 2 – 3 4 – 3 4 = فعلن فعولن مفاعيلن مفاعيلن
وسوى ذلك من الصيغ.
أنظر إلى اختلاف الصيغ التفعيلية وبقاء الصيغة الرقمية ثابتة لم تغير في كافة الحالات باستثناء مكان (الشحطة) بينها والتي لا وجود لها أصلا في العروض الرقمي إلا بغرض ربط الأرقام بالتفاعيل هنا. وإلا فإنها في كل الحالات = 4 3 2 3 4 3 4
لماذا تغيرت الصيغ التفعيلية وبقيت الصيغة الرقمية ثابتة؟
لأن التفاعيل صفات والأرقام ذات أو صنو الذات.
كما تسمي شخصا أبا علي أو أخو سمير أو ابن الفارض أو ابن سارة أو ابن عم سعيد وكلها صفات صحيحة تعبر عن ذات واحدة لا يتغير وصفها باسم صاحبها (عبدالله) مثلا. صحيح أن عبد الله ليست الذات ولكنها الرمز الوحيد الألصق بها والذي لا يتغير.
واختيار هذه الصيغة التفعيلية فرض استعمال مصطلحات لوصفها ففي الصيغة
4 3 –(2) 3 – 4 3 – 4 = مستفعلن (فاعلن) مستفعلن فعْلن
اصطلح على تسمية حذف ألف فاعلن لتصبح فعِلُنْ خبنا
ولو أننا اخترنا للتعبير عن ذات الوزن الصيغة :
4 – 3 ((2)) – 3 4 – 3 4 = فعلن (فعولن) مفاعيلن مفاعيلن
لكان حذف نون فعولن هو ذاته حذف ألف فاعلن ولكان اسمه هنا قبضا.
ولكننا في الصيغة الرقمية ننظر إلى أي زحاف على أنه تحول 2 إلى 1 لعدم وجود حدود بين المقاطع تضطرنا لاعتبار التغيير مختلفا يتطلب اختلافه اختلاف الاسم.
ثم انظر إلى هاتين الصيغتين من الطويل والكامل
الطويل المخروم = عولن مفاعيلن فعولُ مفاعي
الكامل = متْفاعلن متْفاعلن متَفاعلْ
هاتان تبدوان صيغتين مختلفتين ولكنهما تعبير عن ذات واحدة = 4 3 4 3 1 3 2
وقد يقول قائل وما أهمية ذلك. أهميته في أمرين
الأول : إدراك الخليل لهذه الذات الواحدة وتعبيره عن صفة مشتركة بينها وهي عدم جواز مجيء آخر المقطع الثاني قبل الأخير على (2) بل لا بد أن يكون (1) والتعبير عن هذا في الكامل تم بصيغة مباشرة هي أن متفاعلْ=1 3 2 لا تأتي إلا هكذا ولو جاءت 2 3 2 لكانت فاعلاتن وهذه لا مجال لها في الكامل.
وعندما أراد أن يعبر عن ذات المفهوم في الطويل وجد نفسه يتكلم مع أخذ الحدود الاصطلاحية بين التفاعيل بعين الاعتبار ذلك أن 1 3 2 تمثل ما بن قوسين في الوزن التالي
عولن مفاعيلن فعو(لُ مفا) علن فكيف يُعَبّر عن ذلك ؟
جاء في العيون الغامزة للقرطاجني :" قبض فعولن قبل الضرب الثالث المحذوف (من الطويل) أولى من سلامته ".
إنه أسلوب فرضه التعامل مع هذه التفاعيل كمصطلحات ولكن الخليل كان يدرك أن هذه المصطلحات وسيلة لا غاية وأن حدودها وهمية ولاختراق هذه الحدود وضع مصطلحات التراقب والتعاقب والاعتماد وهي مصطلحات لا حاجة لها في العروض الرقمي لأنها جوازات سفر لعبور حدود التفاعيل تنتفي حاجتها بانتفاء تلك الحدود في العروض الرقمي. والمشكلة تمثلت في تحول النظرة لهذه التفاعيل من وسيلة لغاية وهذا باب آخر فيه وصف لمظاهر هذه المشكلة.
الثاني : ما ينجم عن اعتبار 1 3 2 واحدة في الحالين يجوز فيها في الكامل أن تجيء على 222 وقياس الطويل على ذلك والتعبير التفعيلي في حال :
الكامل = متْفاعلن متْفاعلن (متْ فا علْ )
الطويل = فعولن مفاعيلن فعو (لُمْ فا علن)
وهذا التكافؤ الخببي في آخر البحرين بين 231= 22 و 222 باب جميل وطريف وعام سنطرقه كثيرا بإذن الله.
أنظر ما كتب حول البيت :
أقيموا بني النعمان عنا صدوركم ......... وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا
قرب نهاية الرابط :
http://209.197.232.99/vb/showthread.php?threadid=1415
وفي العروض الرقمي الرقم 4 واحد حيث وجد ويتساوى في ذلك كل ما بين قوسين مما يلي
(مستف) علن فاعلن مستفعلن فعلن
فاعلا(تن فا) علاتن
فعولن مفا(عيلن) فعولن مفاعلن
2- التأكيد على أن هناك إيقاعين في الشعر العربي ومنطقة مشتركة بينهما
هذه الناحية لم تأخذ أهميتها أبدا في النظر إلى الشعر العربي ككل والذي أعطاها أهمية نسبية في إبراز الخبب - على حد علمي - هو الدكتور أحمد مستجير والدكتور عمر خلوف ولكن نظرتهما اقتصرت على إبراز الخبب متميزا عن بقية البحور وأنا أصفه بأنه إيقاع متميز عن إيقاع آخر يشمل بقية البحور.
الأصل أن البحور كلها تتكون من السبب =2 والوتد= 3
فالتفعيلة 2 3 هي أساس العروض البحري. وميزة مكوِّنيها أن السبب هذا لا يتحرك ساكنه وقد يحذف وأما الوتد فلا يحذف ساكنه أبدا. ولهذا تتحول فيه 32 إلى 31 ولا تتحول أبدا إلى 311 بتحريك ساكن السبب أو 2 بحذف ساكن الوتد.
وأما الأصل في الخبب فهو تكونه من سببين 1ه=2 أو =(2) وهما متكافئان فتحول أحدهما إلى الآخر تكافؤ لا زحاف. وعندما تأتي فعِلُن في الخبب فإنها تكتب كما نسمعها 1 3 وهي في الحقيقة 2 = (2) 2 ولا تدخل على المتدارك ويمكن أن يحل محلها 2 = 2(2) أو 22 وهاتان لا تدخلان على المتدارك. فالخبب ليس فقط لا ينتمي للمتدارك – وإن تقاطع معه في فَعِلُن وهي كما أوضحت صورتان مخبونة فاعلن ذات الوتد و(فعِ لن) الخببية التي لا وتد فيها.- أقول عن الخبب وإنما هو إيقاع متميز عن إيقاع البحور كافة.
هذان الإيقاعان يتمايزان كليا في (الخبب) من جهة و(المتدارك والمتقارب من جهة أخرى) ويتداخلان (نظريا) فيما عدا ذلك من البحور وفق نسب معينة وأماكن معينة الخروج عليها يمثل ثقلا في الشعر أو خروجا عليه. وأماكن تداخلهما
1- أواخر الأشطر.
2- إذا دخل 2 على أساس الإيقاع البحري بحيث أن 32 تصبح 2 2 3 فإن السبب المضاف له أحكام متى يكون بحريا ومتى يكون مزدوج الصفة.
3- إذا أضيف سبب آخر بحيث يحصل لدينا 222 3 فإن الرقم 3 يقغ تحت تأثير الخبب ويتصرف تصرفا مزدوجا يجوز أن يفقد فيه ساكنه كما في بحور المشتبه.
وتفصيل هذه المقدمة بهذه العمومية يقدم الشعر العربي وخصائصه كلها مرة واحدة بحيث لا يعتبر تناول أي بحر أكثر من مجرد تطبيق.
وعلى هذا الأساس سيكون طرحي للعروض الرقمي. وبمقدار إبراز هذه الخصائص – في مجال وزن الشعر- يكون نجاحي في نقل ما أريد. وأعرف أن استحضار التفاعيل ومقارنتها في كل خطوة سيكون نوعا من مزج لغتين بما في ذلك من سلبيات. مؤكدا في الوقت ذاته على التزام عروض الخليل وحيث يقود العروض الرقمي -ونادرا ما يكون ذلك- إلى مخالفته يقود ذلك إلى الموزون. فتعريف البحور والشعر أراهما كما حدد الخليل. فلكل شعر وزن وليس كل موزون بشعر.
ولهذا سأحاول تثبيت هذه النظرة الشاملة في المشاركات التالية قبل أن ننتقل للتطبيق المباشر.
للمنتديات فضل كبير في بلورة أفضل طريقة لتقديم العروض الرقمي. وهنا سوف أقدمه بما استخلصت من خلال مناقشاتي في المنتديات الأخرى بالطريقة التي أرى أنها تبرز تحقق أهم ميزتين فيه وهما
1- النظرة الكلية للوزن دون اعتبار لحدود التفاعيل
2- التأكيد على أن هناك إيقاعين في الشعر العربي ومنطقة مشتركة بينهما
وهنا أرجو ممن له معرفة بالعروض أن يتناسى ذلك مؤقتا فكلا طريقي العروض بالأرقام والتفاعيل موصلان في مجال ضبط الوزن لذات الغاية والاختلاف هو في اختصار التعبير في العروض الرقمي. إضافة لآفاقه الأخرى
1 - النظرة الكلية للوزن دون اعتبار لحدود التفاعيل
أبدع الخليل في استخلاص أنماط البحور العربية مبتدأً من الصفر تقريبا. وهو مثل هذه الأنماط بأوزان البحور التي عبر عنها بالدوائر. والدوائر في حقيقتها تعبير بياني تجريدي لواقع رقمي. ويشاء الله أن يختار الخليل التفاعيل وسيلة كلامية اصطلاحية للتعبير عن هذه الأنماط البيانية أو الرياضية. وكان اختياره للصيغة المعروفة أكثر الصيغ جمالا وتوفقا ولكنه لم يكن الصيغة الوحيدة المطروحة فالبسيط مثلا يمكننا التعبير عنه كالتالي:
يجوز جمع الأرقام الزوجية وتحليلها 4 = 22
4 3 –2 3 – 4 3 – 4 = مستفعلن فاعلن مستفعلن فعْلن
4 3 2 – 3 – 4 3 2 – 2 = مستفعلاتن فعلْ مستفعلاتن فعْ
4 3 – 2 3 2 – 2 3 -4 = مستفعلن فاعلاتن فاعلن فعْلن
4 3 – 2 3 – 4 – 3 4 (أو 313) مستفعلن فاعلن فعلن مفاعلْتُن (أو مفاعيلن)
4 – 3 2 – 3 4 – 3 4 = فعلن فعولن مفاعيلن مفاعيلن
وسوى ذلك من الصيغ.
أنظر إلى اختلاف الصيغ التفعيلية وبقاء الصيغة الرقمية ثابتة لم تغير في كافة الحالات باستثناء مكان (الشحطة) بينها والتي لا وجود لها أصلا في العروض الرقمي إلا بغرض ربط الأرقام بالتفاعيل هنا. وإلا فإنها في كل الحالات = 4 3 2 3 4 3 4
لماذا تغيرت الصيغ التفعيلية وبقيت الصيغة الرقمية ثابتة؟
لأن التفاعيل صفات والأرقام ذات أو صنو الذات.
كما تسمي شخصا أبا علي أو أخو سمير أو ابن الفارض أو ابن سارة أو ابن عم سعيد وكلها صفات صحيحة تعبر عن ذات واحدة لا يتغير وصفها باسم صاحبها (عبدالله) مثلا. صحيح أن عبد الله ليست الذات ولكنها الرمز الوحيد الألصق بها والذي لا يتغير.
واختيار هذه الصيغة التفعيلية فرض استعمال مصطلحات لوصفها ففي الصيغة
4 3 –(2) 3 – 4 3 – 4 = مستفعلن (فاعلن) مستفعلن فعْلن
اصطلح على تسمية حذف ألف فاعلن لتصبح فعِلُنْ خبنا
ولو أننا اخترنا للتعبير عن ذات الوزن الصيغة :
4 – 3 ((2)) – 3 4 – 3 4 = فعلن (فعولن) مفاعيلن مفاعيلن
لكان حذف نون فعولن هو ذاته حذف ألف فاعلن ولكان اسمه هنا قبضا.
ولكننا في الصيغة الرقمية ننظر إلى أي زحاف على أنه تحول 2 إلى 1 لعدم وجود حدود بين المقاطع تضطرنا لاعتبار التغيير مختلفا يتطلب اختلافه اختلاف الاسم.
ثم انظر إلى هاتين الصيغتين من الطويل والكامل
الطويل المخروم = عولن مفاعيلن فعولُ مفاعي
الكامل = متْفاعلن متْفاعلن متَفاعلْ
هاتان تبدوان صيغتين مختلفتين ولكنهما تعبير عن ذات واحدة = 4 3 4 3 1 3 2
وقد يقول قائل وما أهمية ذلك. أهميته في أمرين
الأول : إدراك الخليل لهذه الذات الواحدة وتعبيره عن صفة مشتركة بينها وهي عدم جواز مجيء آخر المقطع الثاني قبل الأخير على (2) بل لا بد أن يكون (1) والتعبير عن هذا في الكامل تم بصيغة مباشرة هي أن متفاعلْ=1 3 2 لا تأتي إلا هكذا ولو جاءت 2 3 2 لكانت فاعلاتن وهذه لا مجال لها في الكامل.
وعندما أراد أن يعبر عن ذات المفهوم في الطويل وجد نفسه يتكلم مع أخذ الحدود الاصطلاحية بين التفاعيل بعين الاعتبار ذلك أن 1 3 2 تمثل ما بن قوسين في الوزن التالي
عولن مفاعيلن فعو(لُ مفا) علن فكيف يُعَبّر عن ذلك ؟
جاء في العيون الغامزة للقرطاجني :" قبض فعولن قبل الضرب الثالث المحذوف (من الطويل) أولى من سلامته ".
إنه أسلوب فرضه التعامل مع هذه التفاعيل كمصطلحات ولكن الخليل كان يدرك أن هذه المصطلحات وسيلة لا غاية وأن حدودها وهمية ولاختراق هذه الحدود وضع مصطلحات التراقب والتعاقب والاعتماد وهي مصطلحات لا حاجة لها في العروض الرقمي لأنها جوازات سفر لعبور حدود التفاعيل تنتفي حاجتها بانتفاء تلك الحدود في العروض الرقمي. والمشكلة تمثلت في تحول النظرة لهذه التفاعيل من وسيلة لغاية وهذا باب آخر فيه وصف لمظاهر هذه المشكلة.
الثاني : ما ينجم عن اعتبار 1 3 2 واحدة في الحالين يجوز فيها في الكامل أن تجيء على 222 وقياس الطويل على ذلك والتعبير التفعيلي في حال :
الكامل = متْفاعلن متْفاعلن (متْ فا علْ )
الطويل = فعولن مفاعيلن فعو (لُمْ فا علن)
وهذا التكافؤ الخببي في آخر البحرين بين 231= 22 و 222 باب جميل وطريف وعام سنطرقه كثيرا بإذن الله.
أنظر ما كتب حول البيت :
أقيموا بني النعمان عنا صدوركم ......... وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا
قرب نهاية الرابط :
http://209.197.232.99/vb/showthread.php?threadid=1415
وفي العروض الرقمي الرقم 4 واحد حيث وجد ويتساوى في ذلك كل ما بين قوسين مما يلي
(مستف) علن فاعلن مستفعلن فعلن
فاعلا(تن فا) علاتن
فعولن مفا(عيلن) فعولن مفاعلن
2- التأكيد على أن هناك إيقاعين في الشعر العربي ومنطقة مشتركة بينهما
هذه الناحية لم تأخذ أهميتها أبدا في النظر إلى الشعر العربي ككل والذي أعطاها أهمية نسبية في إبراز الخبب - على حد علمي - هو الدكتور أحمد مستجير والدكتور عمر خلوف ولكن نظرتهما اقتصرت على إبراز الخبب متميزا عن بقية البحور وأنا أصفه بأنه إيقاع متميز عن إيقاع آخر يشمل بقية البحور.
الأصل أن البحور كلها تتكون من السبب =2 والوتد= 3
فالتفعيلة 2 3 هي أساس العروض البحري. وميزة مكوِّنيها أن السبب هذا لا يتحرك ساكنه وقد يحذف وأما الوتد فلا يحذف ساكنه أبدا. ولهذا تتحول فيه 32 إلى 31 ولا تتحول أبدا إلى 311 بتحريك ساكن السبب أو 2 بحذف ساكن الوتد.
وأما الأصل في الخبب فهو تكونه من سببين 1ه=2 أو =(2) وهما متكافئان فتحول أحدهما إلى الآخر تكافؤ لا زحاف. وعندما تأتي فعِلُن في الخبب فإنها تكتب كما نسمعها 1 3 وهي في الحقيقة 2 = (2) 2 ولا تدخل على المتدارك ويمكن أن يحل محلها 2 = 2(2) أو 22 وهاتان لا تدخلان على المتدارك. فالخبب ليس فقط لا ينتمي للمتدارك – وإن تقاطع معه في فَعِلُن وهي كما أوضحت صورتان مخبونة فاعلن ذات الوتد و(فعِ لن) الخببية التي لا وتد فيها.- أقول عن الخبب وإنما هو إيقاع متميز عن إيقاع البحور كافة.
هذان الإيقاعان يتمايزان كليا في (الخبب) من جهة و(المتدارك والمتقارب من جهة أخرى) ويتداخلان (نظريا) فيما عدا ذلك من البحور وفق نسب معينة وأماكن معينة الخروج عليها يمثل ثقلا في الشعر أو خروجا عليه. وأماكن تداخلهما
1- أواخر الأشطر.
2- إذا دخل 2 على أساس الإيقاع البحري بحيث أن 32 تصبح 2 2 3 فإن السبب المضاف له أحكام متى يكون بحريا ومتى يكون مزدوج الصفة.
3- إذا أضيف سبب آخر بحيث يحصل لدينا 222 3 فإن الرقم 3 يقغ تحت تأثير الخبب ويتصرف تصرفا مزدوجا يجوز أن يفقد فيه ساكنه كما في بحور المشتبه.
وتفصيل هذه المقدمة بهذه العمومية يقدم الشعر العربي وخصائصه كلها مرة واحدة بحيث لا يعتبر تناول أي بحر أكثر من مجرد تطبيق.
وعلى هذا الأساس سيكون طرحي للعروض الرقمي. وبمقدار إبراز هذه الخصائص – في مجال وزن الشعر- يكون نجاحي في نقل ما أريد. وأعرف أن استحضار التفاعيل ومقارنتها في كل خطوة سيكون نوعا من مزج لغتين بما في ذلك من سلبيات. مؤكدا في الوقت ذاته على التزام عروض الخليل وحيث يقود العروض الرقمي -ونادرا ما يكون ذلك- إلى مخالفته يقود ذلك إلى الموزون. فتعريف البحور والشعر أراهما كما حدد الخليل. فلكل شعر وزن وليس كل موزون بشعر.
ولهذا سأحاول تثبيت هذه النظرة الشاملة في المشاركات التالية قبل أن ننتقل للتطبيق المباشر.
آخر تعديل بواسطة خشان خشان في 12-12-2002 04:37 PM، تم التعديل مرة واحدة.
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 21 زائراً