صفحة 1 من 1

الضرورات الشعريّة *

مرسل: 09-06-2002 11:55 AM
بواسطة د//نون
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="purple">
يلجأ الشاعر أحياناً ، من أجل إقامة الوزن، إلى مخالفة بعض قواعد اللغة . و قد نظر النّقّاد إلى ذلك بشيءٍ من التساهل ، و رأوا أنّ ما خرج إليه العرب قديماً من ضرورات ، و هم أهل سليقةٍ و بيان ، و قُبِلَ منهم .. يمكنُ أن يُقبلَ من الشعراءِ اللاحقين ، شرطَ الاقتصادِ منها ما أمكن، فهي في نهاية المطاف..عيوبٌ يحسن تجنّبها..

و الضرورات الشعريّة كثيرة..و تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
ضرورة الزيادة ..و ضرورة الحذف..و ضرورة التغيير
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="000000">
و فيما يأتي نماذج من هذه الضرورات:
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="purple">
1- تنوين المُنادى المبني على الضمّ ، كقولِ الشاعر :

سلامُ اللهِ يا (مطرٌ) علينا
و ليسَ عليكَ يا مطرُ السلامُ

فقد أورد الشاعر (مطرٌ) منوّناً ..و هو أساساً مبنيّ على الضمّة..

------------------------------
2- تنوين الممنوع من الصرف، كقول ابن أبي ربيعة:

تهيمُ إلى ("نُعمٍ") فلا الشملُ جامعٌ
و لا الحبلُ موصولٌ و لا القلبُ مُقصِرُ

فقد نوّنَ الشاعر "نُعم" و هي ممنوعة من الصرف ، لأنها علم مؤنّث ، و كان حقّه أن يقول ، لولا ضرورة الوزن "تهيمُ إلى نُعمَ"
----------------------------
3- مدّ المقصور ، كقول الشاعر :

هيَ حوريَّتي و حسبيَ منها
نظرةٌ يُستَشَفُّ منها (الرّضاءُ)

فقد وردت (الرضاء) و الصحيح أن يقول (الرضى) . لكن للضرورة الشعريّة أحكام.
------------------------------
4- استعمال (ال) بمعنى (الذي) ، كقول الشاعر :
ما أنتَ بالحكَمِ (التُرضى) حكومتُهُ
و لا الأصيلِ و لا ذي الرأيِ و الجدلِ

فقد أضافَ (أل) إلى الفعل ..و هي لا تضاف إلا للأسماء..
.....................
يتبع ..إن شاء الله
<font face="ٍSimplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
و أدع الباب مفتوحاً لما تتفضّلون به من ا للإضافات
و إن رأى المشرفون أنّه من الأفضل نقل الموضوع إلى قسم المقالات.. أرجوهم التفضّل بنقله
و شكراً
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="000000">
* نقلاً عن كتاب (بحور الشعر العربيّ..د.غازي يمّوت)

مرسل: 09-20-2002 08:40 PM
بواسطة سماء
أستاذتنا الفاضلة والشاعرة " نون":-

دوما تمر علي كلمة الضرورات الشعرية. فهل هناك سقف معين يقف عنده الشعراء باسم الضرورات الشعرية أم هناك شعراء معينون نتبع خطواتهم في مسألة الضرورت الشعرية" مثل تنوين الممنوع من الصرف لأن ابن ابي ربيعة قد فعل ذلك في إحدى قصائده".

شكرا لك

مرسل: 09-26-2002 10:04 AM
بواسطة د//نون
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
الزميلة الفاضلة سماء..
شكراً لحضورك..و عذراً لتأخّري في الرّدّ..
بالنسبةِ لسؤالكِ..فإنّني أتوجّه بهِ معكِ إلى أساتذتنا في مدرسة الرشف.. و إن كنتُ أجِدُ في مقدّمةِ هذا الموضوع شيئاً من الإجابةِ عنه..
(أنّ ما خرج إليه العرب قديماً من ضرورات ، و هم أهل سليقةٍ و بيان ، و قُبِلَ منهم .. يمكنُ أن يُقبلَ من الشعراءِ اللاحقين ، شرطَ الاقتصادِ منها ما أمكن، فهي في نهاية المطاف..عيوبٌ يحسن تجنّبها..)

أخلص التحيّة

تتمّة..

مرسل: 09-26-2002 10:05 AM
بواسطة د//نون
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">

(5) الإخلال بالتركيب الصرفي..
كقول الشاعر :

تنفي يداها الحصى في كلِّ هاجرةٍ
نفيَ الدراهيمِ تنقادَ التصاريفِ

فالصحيح : "الدراهم" و "الصيارف"
.................................
(6) حذف الفاء من جواب الشرط..
كقول الشاعر:

من يفعلِ الحسناتِ اللهُ يشكرُها
و الشرُّ بالشرِّ عندَ اللهِ مِثلانِ

و الصحيح أن يقال : فالله يشكرُها
................

يتبع..

مرسل: 09-27-2002 06:28 AM
بواسطة د//نون
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
(7) حذف الفعل بعد "لم" الجازمة ، كقول الشاعر:

إحفظْ وديعتَكَ التي استودعتَها
يومَ الأعاربِ إن وصلْتَ و إنْ لَمِ

اي و إن لم تَصِل
....................................
(8) حذفُ"رُبَّ " بعدَ الواو، كقولِ الشاعر:

و ليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَهُ
عليَ بأنواعِ الهمومِ ليبتلي

و الأصل أن يقول: و رُب ليلٍ

يتبع..

مرسل: 10-02-2002 02:04 PM
بواسطة د//نون
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
(9) تسكين المتحرّك ، كقول الشاعر :

سيروا بني العَمِّ فالأهوازُ منزلكم
و نهرُ تيري فلا تعرفْكمُ العربُ

و الصحيح أن يرفع الفعل المضارع "تعرفكم" بالضمة ، لا بالسكون .
....................................................................

(10) فكّ الإدغام الواجب، كقول الشاعر :

مهلاً أعاذِلُ قد جرَّبتَ من خلُقُي
إنّي أجودُ لأقوامٍ و إن ضننوا

و الصحيح : و إن ضنّوا

هذه نماذج من الضرورات الشعريّة، أوردتها على سبيل المثال لا الحصر ، و هي ضرورات تختلف في مدى قبحِها ، و الشاعر المقتدر هو الذي يتجنّب الوقوع فيها .
..................................
انتهى كلام المؤلف..
تمنياتي أن يكون الموضوع قد عاد بشيءٍ من الفائدة

أخلص التحية

مرسل: 10-03-2002 01:38 PM
بواسطة majales
لك تحياتي أديبتنا الفاضلة د. نون

تلك معلومات قيمة يحتاج المرأ أن يبحث عدة مراجع ليجدها
فشكرا لك على أيرادها هنا .

كنت كغيري أتذكر القول ( يباح للشاعر ما لا يباح لغيره)

وحين مناقشة أحد أساتذة الأدب العربي وهو شاعر أيضا عرفنا منه أن الشاعر الجيد هو الذي ينأى بشعره عن تلك المواقف ولكن هناك حالات نادرة
يقحم الشاعر كلمة لا يرى بديلا لها فيكسر الوزن أو قاعدة نحوية مضحيا من أجل المعنى أو الصورة .... لا أتذكر مثالا حاضرا في ذهني الأن ولكن لعل مشارك آخر يتذكر شيئا من ذلك ...

تحياتي للجميع

مرسل: 10-17-2002 02:51 PM
بواسطة majales
وودت أن أعرض على أخواني الأعزاء بعضا من تلك الأخطاء التي وقع بها كبار الشعراء وذلك دلالة على ما أوردته آنفا

وهنا أذكر قول البحتري:

وما المرء إلا قلبه ولسانه --- فإن قصَّرا عنه فلا خير في المرِّ

وهنا رأينا البحتري بدل الهمزة بالمرء إلى راء وأدغم الراء وقال في المرَّ (وذلك لأن الروي حرف الراء بالقصيدة )
وهو ما لم يرد في القرآن الكريم ولا الشعر العربي . ( وللأمانة أذكر أن هناك بعض الأراء التي أجازت ذلك كما قال ابن جني )

وسوف أورد أمثلة أخرى إن شاء الله في وقت أخر

ولكم تحياتي

مرسل: 10-24-2002 05:52 AM
بواسطة د//نون
<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
أخ مجالس..
شاكرةٌ جدّاً لتجاوبِكَ مع الموضوع..
لا زلنا في انتظار تتمّة ما بدأته من سرد للأمثلة

مرسل: 10-24-2002 01:23 PM
بواسطة majales
شكرا لك ِ أديبتنا الفاضلة على أهتمامك بما كتبت

وأورد هنا مزيدا من الأمثلة على تجاوز الشعراء لبعض القواعد النحوية

فهذا أمير الشعراء أحمد شوقي يقول في قصيدة مطلعها :

خدعوها بقولهم حسنا ءُ ............

إن رأتني تميل ُ عني كأن لم --- تك بيني وبينها أشياءُ

فلاحظ هنا " إن" الشرطية وكلمة تمل ْ هي جواب الشرط ووجب جزمها ولكنه لم يفعل بل رفعها حتى يستقيم الوزن !!!

وهذا مثال آخر وهو للشاعر طرفة بن العبد :

إذا القومُ قالوا من فتىً خلتُ أنني --- عُنيتُ فلم اكسلْ ولم أتبلد ِ

لاحظ هنا " لم " وهي أداة تجزم الفعل المضارع
كقوله تعالى " لم يلد ْ ولم يولد ْ "
لاحظ أن الشاعر جزم الفعل أكسل ْ ولم يجزم الفعل الثاني أتبلد تمشيا مع حرف الوصل !!!

وأيضا للشاعر نفسه في نفس القصيدة :

ولستُ بحلال التلاع مخافة ً ولكن متى يسترفدِ القومُ أرفد ِ

فأداة الشرط " متى " وجواب الشرط أرفد ْ ولكنه حركها بالكسر
للسبب ذاته تمشيا مع حرف الوصل في القصيدة !!!!

أرجو أن أكون قد وفقت لعرض جانب من جوانب الضرورات الشعرية

ولكم تحياتي

مرسل: 10-24-2002 10:04 PM
بواسطة سماء
الأستاذة نون والأستاذ مجالس:-

شكرا لكما
زاوية رائعة فعلا