الإشباع (شاهدتكي)

تعليم الوزن السماعي والعروضي

المشرفون: مجدي، موودي

خشان خشان
بوح دائم
مشاركات: 273
اشترك في: 12-12-2002 04:21 AM
اتصال:

الإشباع (شاهدتكي)

مشاركةبواسطة خشان خشان » 07-23-2003 07:40 PM

[ALIGN=RIGHT]دار حوار بصدد إشباع الحركات ولكني وضعته في مشاركة مستقلة لأهميته. وهو أمر يلتبس على الكثيرين. كتبت بصدده لأخي محمد ب. وهو ذو ذائقة شعرية راقية وثقافة واسعة، فكتب لي ما يلي:


الحركات وأحرف المد:

العربية تميز تمييزاً صارماً بين الحركات وأحرف المد فالألف غير الفتحة كما أن الواو غير الضمة والياء غير الكسرة.
واللفظ الفصيح يقتضي بالتالي أن نميز بينها فلا نحول حرف المد إلى حركة ولا نحول الحركة إلى حرف مد.
ولا أجد على هذه القاعدة دليلاً أحسن من حافظ لغتنا المحفوظ بالأمر الإلهي: القرآن إذ يعطى المد حقه كما أن الحركة لا تشبع فتحول إلى مد. علماً أن الشعر العربي حافظ على هذه القاعدة أيضاً.
وشأن الحركات والمد مهم في الإعراب إذ تحويل حرف المد (حرف العلة) آخر الكلمة هو علامة إعرابية فإن حولت المد إلى حركة أو بالعكس (أي إن أعدت حرف المد المحذوف)عنى ذلك في الفعل المضارع التحول من الرفع إلى الجزم وبالعكس!
والشعر الفصيح يتبع في لفظه طبعاً قاعدة اللغة نفسها فلضرورة الوزن مثلاً لا يجوز لنا أن نحول الحركة إلى مد أو المد إلى حركة. وفي بيت امرئ القيس مثلاً:
ولما دخلت الخدر خدر عنيزةٍ
ألجأت الضرورة الشعرية الشاعر إلى تنوين كلمة ممنوعة من الصرف ولم يستطع إشباع الفتحة التي كانت هي الحركة المناسبة في نهاية البيت (لأن البيت غير مصرع)
ولما كانت اللغة العربية من خصائصها الوقوف على ساكن فقد جاز في الشعر في نهاية البيت أن نشبع الحركة لتتحول إلى مد وجاز هذا الإشباع في نهاية الشطر الأول من البيت فقط إن كان البيت مصرعاً(أي في حالة اتحاد القافية بين الشطرين)
وقد شاع عند شباب الشعراء في الإنترنيت هذا الخطأ.
وبطلب كريم من أخي خشان خشان أذكر هنا هذه القاعدة:
1-في أي موضع كان من البيت لا يجوز تحويل حرف المد إلى حركة.
2- لا يجوز إشباع الحركة في أي كلمة من البيت أياً كان موضع هذه الكلمة وسواء أكان ذلك في حرف داخل الكلمة أو آخرها إلا في هاء الضمير التي تجيء آخر الكلمة أينما جاءت هذه الكلمة أو في الحرف الذي تنتهي به الكلمة الأخيرة في البيت أو في نهاية الكلمة في الشطر الأول في بيت مصرع (متحد القافية بين الشطرين)
3- لا ينتهي الشطر الأول من البيت بحركة أبداً إلا إذا كان البيت مصرعا ً (وفي هذه الحالة تشبع الحركة وجوباً) أو كان الحرف الأخير فيه هاء ضمير أو كان البيت من المتقارب أو الهزج!(لأنه في المتقارب يجوز أن تجيء "فعولُ" مكان "فعولن" و "مفاعيلُ" مكان "مفاعيلن" في أي مكان من البيت!)
------
لعلنا بحوارنا هنا ننجح في استدراج أديبنا الكبير فيفيدنا بعلمه.
[/ALIGN]
شاكر
بوح دائم
مشاركات: 608
اشترك في: 04-12-2001 11:32 AM

مشاركةبواسطة شاكر » 07-24-2003 02:04 AM

<FONT SIZE=5 COLOR="#662266" face="Traditional Arabic">
<p align="right">

سلام

أستاذي خشان
أبلغ سلامي للأخ محمد ب .. وانقل له أيضاً إعجابي بثقافته الواسعة فقد قرأت له مراراً في الخيمة ( ودائماً ما أتعجب لماذا حرف الباء :) )

واسأله ( وليته معنا هنا نتحاور معه مباشرة) عن مايلي

" يقول في النقظة الثانية :
2- لا يجوز إشباع الحركة في أي كلمة من البيت أياً كان موضع هذه الكلمة وسواء أكان ذلك في حرف داخل الكلمة أو آخرها إلا في هاء الضمير التي تجيء آخر الكلمة أينما جاءت هذه الكلمة أو في الحرف الذي تنتهي به الكلمة الأخيرة في البيت أو في نهاية الكلمة في الشطر الأول في بيت مصرع (متحد القافية بين الشطرين)


ويقول المرحوم محمود مصطفى في كتابه ( أهدى سبيل إلى علمي الخليل العروض والقافية ) :
تحت عنوان الضرورات الشعرية
هـ) زيادة حرف الإشباع كالألف في قولهِ :
أعوذ بالله من العقـرابِ

أراد من العقرب فأشبع مدة الراء .

وقول الآخر وقد أشبع بالياء :

تنفي يداها الحصى في كل هاجرةٍ
نفي الدراهيم تنقادُ الصياريفِ

فالياء في الدراهيم والصياريف إشباع لحركتي الهاء والراء .
انتهى كلام المرحوم محمود مصطفى
إذن كيف نوفق بين ماقاله الأخ محمد ب والمرحوم محمود مصطفى ؟؟


أقول ( وهذه وجهة نظري أيضاً)
لا يمكن لأحدٍ أن يحدد ما على الشاعر فعله ومالايجب عليه فعله
وكما قيل ( فالقاعدة الذهبية في الفن هي اللاقاعدة ) ... أظن المقولة لبرناردشو


تحيات تلميذكم :)
صورة
د//نون
رشف مميز
مشاركات: 2214
اشترك في: 04-12-2001 01:12 PM

مشاركةبواسطة د//نون » 07-24-2003 04:28 PM

<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
جميل جدّاً..
منذ فترةٍ طويلة لم أمرّ بالخيمة و لم أقرأ للدكتور محمد ب.. ذي الذائقة الشعرية الراقية الثقة ..
لا زلتُ أذكرُهُ كلّما سمعتُ نغماتِ الزفة المصريّة و تتردّد في ذاكرتي (مفتعلن مفعولاتٌ) و أبسم لعبقرية الأذن التي استطاعت تفعيلها :) ..
حسناً..إذا كانَ إشباع الحركاتِ غير جائزٍ في حشو البيت ..فلمَ لا يجوز في عروضه؟
و هل إشباع كسرةِ ياءِ المخاطبةِ يغيّر من الحالةِ الإعرابيّةِ شيئاً ؟
قد تتغيّر الحالة الإعرابيّة لفعلٍ مثل .. (لم تبكِ يا سيّدي )إذا ما أصبحت (لم تبكي يا سيّدي)
و لكن هل تتغيّر بين قولِنا ( شاهدتكِ) و (شاهدتكي)؟

أستاذ محمد ب
كم سعدنا أن يضمّ نادينا شيئاً من عبقريةِ حروفِك أيّها العلاّمة
كم سيسعدنا انضمامك للرشف
و كم نحن ممتنّون لك أستاذ خشان لنقلِكَ كلماتٍ من أستاذنا محمد ب إلى هنا
أخلص الشكر
**
الأخ الكريم د.شاكر..
ممكن سؤال ؟
من أين جئتَ بالاقتباسات؟؟
و شكرااا





(((
سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ !
)))




صورة قـنـديـل الـذكـرى ..
صورة صــمـت أمـّي ..
صورة تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..
صورة ركــنٌ .. لــي ..
صورة جــديـلـة ..
شاكر
بوح دائم
مشاركات: 608
اشترك في: 04-12-2001 11:32 AM

مشاركةبواسطة شاكر » 07-25-2003 03:51 AM

<FONT SIZE=5 COLOR="#662266" face="Traditional Arabic">
<p align="right">

سلام
أهلاً د.ن
لا أدري إن كان ردي غامضاً لهذه الدرجة ؟؟

الإقتباس الأول للأخ محمد ب وهو من كلامة في أعلى المشاركة حيث عدد ثلاث نقاط من وجهة نظرة ، وقد اخترت أنا منها الثانية

والإقتباس الثاني سبقته بقولي (ويقول المرحوم محمود مصطفى في كتابه ( أهدى سبيل إلى علمي الخليل العروض والقافية ) :
تحت عنوان الضرورات الشعرية )
ولحقته بقولي (انتهى كلام المرحوم محمود مصطفى)


فالإقتباس الثاني للمرحوم محمود مصطفى وهو يتعارض مع راي الأخ محمد ب ... فلذلك أردت توضيحاً أو تنبيهي إن التبس علي الأمر



شكراً لتواجدك دائماً ...

أود أن أضيف أن من أشهر الإشباعات التي استخدمها أشهر الشعراء هي ضمير الجمع الغائب ( هم = همو ) وليس فقط هاء الضمير في آخر الكلمة

على سبيل المثال قول المتنبي

يسابق القتل فيهم كل حادثةٍ
فما يصيبهم(و) موتٌ ولاهرمُ


وقول الأخطل التغلي :

فقلتُ اقتلوها عنكم(و) بمزاجها
وحـبّ بها مقتولةً حين تقـتلُ


تحياتي للجميع :)
صورة
د//نون
رشف مميز
مشاركات: 2214
اشترك في: 04-12-2001 01:12 PM

مشاركةبواسطة د//نون » 07-25-2003 04:00 AM

<font face="Simplified Arabic" font size="4" color="#8800CC">
أخي الكريم د.شاكر شكراً..
حسبتُ أنّ الاقتباسات من مواضيع سبق نشرها في الرشف لأنها مكتوبة في إطار خاص..ظننتهُ يخصّ الاقتباسات من الرشف فحسب..
شكراً للتوضيح

فيما يتعلّق بإشباعِ الهاء (ضمير الغائب المذكر المتصل) و ميم الجماعة ..فهذا معروفٌ في القرآنِ الكريم..و د.محمد ب ذكَرَ أنّه يعتمد القرآن الكريم أصلاً في استنباطِ صحةِ أو عدمِ صحةِ أسلوبٍ أو لفظٍ ما من الناحيةِ اللغويّة

و لم يُشبَعْ سواهما في القرآن الكريم

شكراً جزيلا
و بانتظارِ تعليق د.محمدب





(((
سـتـبـقـى رُبـَا الـرشــفِ ..
عـيـنَ الـقـصـيـدِ و رَيَّ ظـمَـاهْ
و بـوّابـةَ الـبـَوحِ ..
بـُوصَـلـَة َالـشـعـرِ إذ مـا تـعـثــّرَ وهـْـنـاً و تـاهْ
و مُـتـّكـَأ الـحـزنِ .. حـارَ عـلى شــفـةٍ بـيـنَ حـرفٍ و آهْ
سـيـبـقـى لـنـا فـصـلَ درسِ الـقـريـضِ ، يـردّ لـذاكـرةِ الـيـأسِ هـمـسَ الـبـحـورِ ..
و عـزفَ الـقـوافـي ..
و رجـعَ صـدَاهْ !
)))








صورة قـنـديـل الـذكـرى ..

صورة صــمـت أمـّي ..

صورة تـرنـيـمـة طـفـل عـراقـيّ ..

صورة ركــنٌ .. لــي ..

صورة جــديـلـة ..
شاكر
بوح دائم
مشاركات: 608
اشترك في: 04-12-2001 11:32 AM

مشاركةبواسطة شاكر » 07-25-2003 05:04 AM

<FONT SIZE=5 COLOR="#662266" face="Traditional Arabic">
<p align="right">

سلام
شكرا د .ن
لا يحضرني شاهد في الذاكرة من القرآن الكريم على إشباع ضمير الجماعة.. ليتك تتكرمين بذكر بعض الشواهد إلى أن يأتي رد الأخ محمد ب ..فأنا أتوقع أن يتأخر ردّه حتى يتصل به الأستاذ خشان

وتقولين :
و د.محمد ب ذكَرَ أنّه يعتمد القرآن الكريم أصلاً في استنباطِ صحةِ أو عدمِ صحةِ أسلوبٍ أو لفظٍ ما من الناحيةِ اللغويّة

وأقول : نحن لانناقش الصحة اللغوية لبعض الكلمات فالعقراب ليست العقرب ولكننا نناقش الضرورة في تجاوز الأساليب اللغوية من أجل الموسيقى والوزن !

من جهةٍ أخرى فالعرب أنفسهم قاسوا القرآن من نواحٍ لغوية على شعرهم وكلامهم قبل الإسلام ليدركوا عظمة القرآن ( بلسانٍ عربيٍ مبين)
فنحن نعتمد على الشعر وكلام العرب القديم للتدقيق في اللغة وليس القرآن فقط

وإذا كان الأخ محمدب قد ذكر إعتماده على القرآن في الأسلوب اللغوي فهو قد نفى كل الإشباعات إلا ضمير الهاء ... وأنت تقولين أن ميم الجماعة أشبعت في القرآن؟ ما يزيدني حيرةً وفضولاً في أن أسمع منه

( أجدد أملي في أن يكون بيننا )

تحياتي للجميع :)
صورة
الصمصام
بوح دائم
مشاركات: 481
اشترك في: 06-21-2002 09:03 PM
اتصال:

مشاركةبواسطة الصمصام » 07-25-2003 05:53 PM

من باب إثراء النقاش
أورد هنا رأيا للأستاذ محمد ب يتعلق بنقطة محددة
وهو الإشباع في آخر الشطر الأول
طبعا هذا لا يجيب على تساؤلات أخي شاكر
لكننا نأمل بهذا النقاش تشريف محمد ب لنا

(
أخي العزيز عمرو
قرأت ردك المفصل مبتسماً وقلت: الشباب لا يفهمونني!
لا أريد إعادة مناقشة نقاطك باستثناء نقطة واحدة أحب أن لا تصبح مذهباً عندك وهي مسألة آخر الشطر الأول.
قد يكون البيت مصرعاً وعندها ينتهي الشطر الأول بما ينتهي به الشطر الثاني أي بحرف مشبع الحركة كما في قول أبي الطيب مثلاً:
لياليّ بعد الظاعنين شكول..طوال وليل العاشقين طويل
وكما في قول امرئ القيس:
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل!..وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي!

وما عدا ذلك يجب أن ينتهي آخر الشطر الأول حكماً إن لم يكن البحر من الهزج أو المتقارب بحرف ساكن أو تنوين أو هاء ضمير يجوز إشباعها في أي موضع جاءت فيه في البيت عموماً.
وهذه القاعدة ما قرأتها في كتاب ولكني رأيتها مطبقة في كل الشعر العربي الذي أعرفه إلى أن جاء عهد شعر النت المجيد وبدأ الشعراء الشباب بكسلهم المعهود يخطئون ويقلدون أخطاء بعضهم،لأنهم لم يقرؤوا الشعر الذي سبقهم أو لم يكادوا يقرؤونه.
أدعوك يا سيدي إلى أن تمسك أي ديوان شئت،للمتنبي أو لبدوي الجبل أو لعمر أبي ريشة أو لبشار بن برد أو حتى لمحمود درويش في عمودياته وتنظر كيف ينتهي الشطر الأول في الأبيات غير المصرعة أي غير متحدة القافية!
أما الواو في "إني نزلت بكذابين ضيفهمو.." فهي أصلية وهي تنطق واواً حتى لو لم تجئ في آخر الكلام أو آخر الشطر إذ هي لغة في "هم" وقد وردت في قراءات قرآنية.
وانظر شبيهاً لها في بيت أبي فراس:
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى..قتيلك! قالت أيهم؟ فهمو كثر!
ومما يدلك على أن هذه الواو ليست إشباعاً لضمة أن الميم وهي علامة جمع لا تلفظ مضمومة بحال فهي إما ساكنة وهو الأغلب وإما متلوة بواو في هذه اللغة ولو كان أصلها الضم لوجب في اللفظ الفصيح ضمها إن لم نقف عليها أي في أثناء الكلام ولم يجز أن نشبع ضمتها،وهذه قاعدة أخرى يخالفها الشباب كما حصل معك مرة!ففي اللفظ الفصيح لا نشبع الحركات آخر الكلمات إلا إن وقفنا على الكلمة هذا في غير هاء الضمير أيضاً ولذلك لم يجز في اللفظ الفصيح إشباع الحركة في الشعر إلا آخر البيت أو آخر الشطر الأول في بيت مصرع ما لم يكن آخر الكلمة هاء ضمير.(أعدت هذه القاعدة مراراً في هذا المكان وأزيد عليها أن تحويل أحرف المد إلى حركات أي خطف لفظها بلفظ الياء كسرة والواو ضمة والألف فتحة لا يجوز أيضاً وهو أيضاً يكثر عند شباب هذا الجيل من شعراء النت خصوصاً)
أردت فقط الدفاع عن هذه النقطة لكيلا تأخذها حفظك الله قاعدة وتسير عليها وأنا لا أريد لموهبتك المؤكدة أن تضل طريقها!
كان الهدف يا أخي من هذا النقد اللغوي التفصيلي تنبيهك إلى ما وقعت فيه لتتحاشاه في المستقبل،وما كان الهدف بالطبع أي إساءة أو تثبيط ولعلك تذكر أنني اهتممت بذكر ما أجدت قبل أن أذكر مواطن الخلل وعدم الإجادة عندك.وهذا هدفي العام في هذه الخيمة وإلا لربما كنت توخيت السلامة واكتفيت بالمدح.ولا يطاوعني ضميري على هذا خصوصاً حين أرى موهبة مثلك تستحق التشذيب!
فأعد يا عمرو قراءة ما كتبته مرة أخرى فهو فيما أظن لا يخلو من فائدة وهو حصيلة عشرة طويلة مع الشعر العربي،على أنني أوصيك بالعودة إلى ينابيع هذا الشعر أي إلى الشعراء المجيدين وهم والحمد لله كثر في القديم والحديث وانظر إلى طريقتهم في النظم.
وهناك أيضاً شعر التفعيلة وهو أيضاً ليس بلا قواعد.وأنت فيه خير منك في العمودي الذي اطلعت عليه لحد الآن.هذا رأيي.
وأتمنى لك التوفيق والسداد.
وتقبل تحيات أخيك.


.
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid=26645&perpage=10&pagenumber=2
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
محمد ب
همس جديد
مشاركات: 14
اشترك في: 07-27-2003 07:15 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة محمد ب » 07-27-2003 05:24 PM

الحركات وأحرف المد:
أعيد إنزال هذه المادة التي كتبتها على عجل بعد شكري الجزيل للإخوة في منتدى الرشف الذين شرفوني بتسجيلي في منتداهم ولأخي الأستاذ خشان الذي شرفني بطلب ذكر رأيي في المسألة التي ترونها في الأسطر التالية

العربية تميز تمييزاً صارماً بين الحركات وأحرف المد فالألف غير الفتحة كما أن الواو غير الضمة والياء غير الكسرة.
واللفظ الفصيح يقتضي بالتالي أن نميز بينها فلا نحول حرف المد إلى حركة ولا نحول الحركة إلى حرف مد. وقد شاع عند شباب الشعراء في الإنترنيت هذا الخطأ.
ولا أجد على هذه القاعدة دليلاً أحسن من حافظ لغتنا المحفوظ بالأمر الإلهي: القرآن إذ يعطى المد حقه كما أن الحركة لا تشبع فتحول إلى مد. علماً أن الشعر العربي حافظ على هذه القاعدة أيضاً.
وشأن الحركات والمد مهم في الإعراب إذ تحول حرف المد (حرف العلة) آخر الكلمة هو علامة إعرابية فإن حولت المد إلى حركة أو بالعكس (أي إن أعدت حرف المد المحذوف)عنى ذلك في الفعل المضارع التحول من الرفع إلى الجزم وبالعكس!
والشعر الفصيح يتبع في لفظه طبعاً قاعدة اللغة نفسها فلضرورة الوزن مثلاً لا يجوز لنا أن نحول الحركة إلى مد أو المد إلى حركة
ولما كانت اللغة العربية من خصائصها الوقوف على ساكن فقد جاز في الشعر في نهاية البيت أن نشبع الحركة لتتحول إلى مد وجاز هذا الإشباع في نهاية الشطر الأول من البيت فقط إن كان البيت مصرعاً(أي في حالة اتحاد القافية بين الشطرين)

وبطلب كريم من أخي عالم العروض الأستاذ خشان خشان شرفني به أذكر هنا هذه القاعدة:
1-في أي موضع كان من البيت لا يجوز تحويل حرف المد إلى حركة.
2- لا يجوز إشباع الحركة في أي كلمة من البيت أياً كان موضع هذه الكلمة وسواء أكان ذلك في حرف داخل الكلمة أو آخرها إلا في هاء الضمير التي تجيء آخر الكلمة أينما جاءت هذه الكلمة أو في الحرف الذي تنتهي به الكلمة الأخيرة في البيت أو في نهاية الكلمة في الشطر الأول في بيت مصرع (متحد القافية بين الشطرين)
3- لا ينتهي الشطر الأول من البيت بحركة أبداً إلا إذا كان البيت مصرعا ً (وفي هذه الحالة تشبع الحركة وجوباً) أو كان الحرف الأخير فيه هاء ضمير أو كان البيت من المتقارب أو الهزج!(لأنه في المتقارب يجوز أن تجيء "فعولُ" مكان "فعولن" و "مفاعيلُ" مكان "مفاعيلن" في أي مكان من البيت!)
. وفي بيت امرئ القيس مثلاً:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزةٍ
ألجأت الضرورة الشعرية الشاعر إلى تنوين كلمة ممنوعة من الصرف ولم يستطع إشباع الفتحة التي كانت هي الحركة المناسبة في نهاية البيت (لأن البيت غير مصرع)
رد2
الأخ خشان
مررت بمنتدى رشف المعاني فرأيت موضوعي العتيد وقد رد عليه بعض السادة في المنتدى.
تعليقاً على الملاحظات الواردة أقول:
أولاً للعلم لست دكتوراً! وأنا عن كوني علامة أبعد! أنا مجرد قارئ للأدب العربي نثراً وشعراً.ولا أعرف من أين أتاني لقب الدكتور!
ثانياً: ميم الجمع المذكورة يا جماعة في اعتفادي لم تشبع لأن حركتها الأصلية هي السكون! فباجتهادي المتواضع هي ببساطة لغة في ميم الجمع وقد وردت في القرآن الكريم بالفعل مثل قوله تعالى"أنلزمكموها وأنتم لها كارهون"
وكونها وردت في القرآن فهو دليل على أنها ليست ضرورة إذ لا تدخل الضرورة في القرآن في حدود اعتقادي.
وهي في الشعر كثيرة كما هو معلوم:أمرتهمو أمري بمنعرج اللوى..."إلى آخره.
والإشباع كما أعرفه هو تحويل الحركة (لا السكون) !إلى حرف مد فلو كانت الواو بعد الميم إشباعاً لكانت حركة الميم الأصلية الضمة ولم نرها مضمومة قط فهي إما ساكنة وإما تليها الواو.(في حدود ما رأيت من شعر عربي وعلى المعترض أن يأتينا بميم مضمومة في أثناء البيت طبعا)
ما ذكره الدكتور مصطفى من إشباع حركات في أحرف كالعقراب أظنه شذوذاً أو لغة في العقرب وبجميع الأحوال لا تهمني هذه الأمثلة فقد فات الأستاذ خشان ربما الإشارة إلى أنني فيما أذهب إليه أنطلق من المستعمل في الشعر ولغة الكتابة وليس ما تناثر في بطون الكتب من حالات نادرة وشاذة ومن هنا مثلاً لا أصحح لطالب لو كنت معلماً أن لا ينصب ويجر المثنى بالياء (ويبقي الألف في الحالات الثلاث) مع علمي أن هذه الحالة وردت في التراث لمن يطلبها!ولا أعتقد أن شاعراً معاصراً يمكن أن نجيز له مثلاً أن يقول "منزيل" بدلاً من منزل! فهذه الحالات مما يقال فيه: تحفظ ولا يقاس عليها! ولا يمكن أن نبيح السير على هذه الفتوى لشاعر معاصر بل لم يتبعها شاعر كبير ولا أظنها إلا من مستغربات شعر الأعراب التي أغرم بها اللغويون ذات يوم ومن غير المفيد للشاعر المعاصر أن يبني معلوماته عما يجوز في الشعر العمودي على هذه الكتب وحدها بل يجب أن يبنيها على ما استقر عليه الذوق الناضج منذ أبي تمام حتى أحمد شوقي.
وبرأيي الخاص فإن الشباب تشوشهم أمثال هذه الكتب إذ هي ذكر كل ما ذكره الأقدمون من حالات تنبني على ما أسميه "نظرية العصمة اللغوية للعرب حتى عصر التدوين" فلا تجد أحداً يخطأ طالما انتمى إلى ذلك العصر وهذا قد يكون لا بأس به في ميدان اللغة وعلومها ولكنه بالتأكيد مصيبة في ميدان الشعر إذ أن الذائقة الشعرية تكونت لاحقاً على ذلك العصر ومن هنا فقدت معلومات كتب العروض راهنيتها وسأذكر للشباب الفكرة البسيطة التالية:
يا جماعة خذوا ثلاثة شعراء كبار هم ربما أكبر الشعراء القدماء في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية وبلوغها ذروة نضجها هم أبو تمام والمتنبي والمعري ثم خذوا ثلاثة شعراء كبار في العصر الحديث وأقترح أكبر شاعر يمثل "الكلاسيك" وهو أحمد شوقي ثم شاعراً كبيراً جداً يمثل التجديد الإبداعي وأقترح عمر أبو ريشة ثم خذوا واحداً من أكبر شعراء الحداثة وهو محمود درويش ثم انظروا إلى استعمالات هؤلاء الشعراء للعروض ولقضية الحركة والمد.
سترونهم في العروض قد استقروا على صيغ وهجروا أخرى ففي البسيط مثلاً لن تجدوهم يأتون بمستفعلن الثانية إلا بشكلها الكامل بلا زحاف وإلى آخره.أنا أدعي أن ما ذهبت إليه يمثل استقرار الذائقة العربية وكل ما عداه شذوذ لا يقاس عليه بل هو سماعي أي لا يجوز أن نحذو حذوه.
والدليل عندي هو الاستعمال.

وانظر مثال مخلع البسيط الذي استقر على الشكل:مستفعلن فاعلن فعولن ولم يعد أحد يكتب على نمط قصيدة امرئ القيس:
عيناك دمعاهما سجال..كأن شأنيهما أوشال
ورأيي هذا أراه في العروض مثلاً فأنا أنطلق من استعمال فطاحل الشعراء للأوزان وما استقر عليه الذوق الشعري فلا أقبل من شاعر أن يضع في الطويل مثلاً "مفاعلن" بعد فعولن الأولى وإن وردت مراراً في الشعر الجاهلي إذ أن هذه الظاهرة انقرضت بعد ذلك فلا تجدها عند المتنبي أو أبي العلاء أو أحمد شوقي.على أقل تقدير كما أذكر فإن أخطأت فصححوامشكورين.ولا أقبل من شاعر يضع في البسيط متفعلن أو مستعلن في التفعيلة الثالثة من الشطرين فقد استقر الذوق الشعري على أن تكون مستفعلن لا غير!
وإشباع كسرة تاء التأنيث وكاف المؤنثة المخاطبة يا سيدي الكريم لا يجوز في غير نهاية البيت أو نهاية الشطر الأول في بيت مصرع ودليلي على هذا هو قواعد اللفظ العربي الذي لا يجيز هذا التحويل وإن كان عندك مثال على هذا التحويل من الشعر من أبي تمام حتى أحمد شوقي فأتنا به.
والشذوذات التي نجدها هي من النوع الذي يقال فيه: تحفظ ولا يقاس عليها! والدليل لمن يطلبه هو الاستعمال الشعري وهو الذي كما قلت أركز عليه وأحذر من أخذ العلم من كتب تحجرت عند العصر الجاهلي أو الإسلامي الأول (أي العصر الأموي) بأحسن تقدير
والقول إن الشاعر لا تفرض عليه قواعد قول خطير جداً إذ الشاعر ناطق بهذه اللغة وخاضع لقواعدها.وللضرورات الشعرية أماكن لا تتجاوزها وإلا صار الأمر كما يقال في العامية "شوربة" وتنطح لتشويه اللغة أي متسلق جاهل.
هذا وأحيي الاهتمام بآراء الفقير وللصمصام تقديري الدائم غير المحدود الذي يعرفه.
آخر تعديل بواسطة محمد ب في 07-27-2003 05:48 PM، تم التعديل مرة واحدة.
شاكر
بوح دائم
مشاركات: 608
اشترك في: 04-12-2001 11:32 AM

مشاركةبواسطة شاكر » 07-28-2003 06:11 PM

<FONT SIZE=5 COLOR="#662266" face="Traditional Arabic">
<p align="right">

سلام ... هذه ردود سريعة لأستاذي محمد ب .. :)

تقول :
ولا أعرف من أين أتاني لقب الدكتور!

هذه دكتوراة فخرية إعتمدتها الدكتورة نون وصادقتُ عليها ...لوول:d
وتقول :
-ميم الجمع المذكورة يا جماعة في اعتفادي لم تشبع لأن حركتها الأصلية هي السكون!
وأيضاً
فلو كانت الواو بعد الميم إشباعاً لكانت حركة الميم الأصلية الضمة ولم نرها مضمومة قط فهي إما ساكنة وإما تليها الواو
سأتفق معك في أنها غير مشبعة .. وربما كانت لغة في ميم الجماعة إضافة الواو إليها.. لكن قل لي :
إن كانت حركتها الأصلية السكون فلماذا تضمها مع الوصل؟ فتقول رأيتهمُ الآن؟
لأنني أحسب الساكن مع الوصل يكسر ..مثل المضارع المجزوم عند وصله بما بعده !
وتقول :
-ما ذكره الدكتور مصطفى من إشباع حركات في أحرف كالعقراب أظنه شذوذاً أو لغة في العقرب
وأيضاً
- أنني فيما أذهب إليه أنطلق من المستعمل في الشعر ولغة الكتابة وليس ما تناثر في بطون الكتب من حالات نادرة وشاذة

بالمناسبة كتاب محمود مصطفى من أشهر كتب العروض المخفـفـّة التي تغفل كثيراً من الشوارد.. وهو مختصر جدّاً ولم يورد فيه من الضرورات إلا أشهرها تداولاً
... وسأورد بعض كلامه كمايلي :<hr>
ولا نستطيع هنا أن نستقرئ جميع أمثلة الضرورة الشعرية لأنها كثيرة موزعّة في كتب الشعر وغيرها ولكننا نذكر أنّها تنقسم انقساماً آخر من حيث القبح والقبول :
قبيحة ومقبولة .
فالقبيحة ماكانت غير مألوفة الوقوع كمد المقصور ومنع المصروف وقطع همزة الوصل وفك الإدغام وعكسة وتقديم المعطوف وغير ذلك .
والمقبولة : ماكانت مألوفة الوقوع : كقصر الممدود وتخفيف المشدّد وإشباع الحركة حتى يتولد منها تحريك المضارع المجزوم أو الأمر المبني على السكون بالكسر ووصل همزة القطع بشرط أن يليها ساكن كبيت حاتم المتقدم
<hr>إذن المرحوم محمود مصطفى لا يعتبر الإشباع من الشوارد والنوادر !!

وتقول :
- وأحذر من أخذ العلم من كتب تحجرت عند العصر الجاهلي أو الإسلامي الأول (أي العصر الأموي) بأحسن تقدير

لكن هذا هو عصر ( العصمة اللغوية ) كما أسميته؟؟ ثم إن من أتى بعدهم أخذ لقب المولّد ..فالمتنبي مثلاً لا يعتد بكلامهِ لغوياً؟؟ فلماذا التحذير؟؟...يبدو أنني لم أفهم ماترمي إليه .. أرجو التوضيح

وتقول :
-والقول إن الشاعر لا تفرض عليه قواعد قول خطير جداً إذ الشاعر ناطق بهذه اللغة وخاضع لقواعدها.وللضرورات الشعرية أماكن لا تتجاوزها وإلا صار الأمر كما يقال في العامية "شوربة" وتنطح


سأجعل القول بدلاً من "شوربة" .. "ملوخية بالأنارب" :
للشاعر أن يكتب مايشاء .. وللناقد أن ينتقده كيف يشاء !

ختاماً :
إن الضرورة الشعرية تعني تجاوز أساليب اللغة .. لذلك سميت ضرورة ،وإضافتها للشعر يعني عدم جوازها في النثر .
والضرورة ضرورة ، لا ينبغي أن تقـنّن أو أن يرد لها شاهد في السابق لكي تصبح ديدناً ومسلكاً يلجأ له الشعراء وإلا ستصبح "لغة نادرة "


تحياتي :)
صورة
محمد ب
همس جديد
مشاركات: 14
اشترك في: 07-27-2003 07:15 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة محمد ب » 07-28-2003 07:15 PM

في الحقيقة أنا كما قلت لأخي خشان زاهد كل الزهد في الجدل وليس عندي نية للدخول فيه ببساطة والله لأنه ليس عندي لا الوقت ولا المزاج المناسب لذلك.
يا أخي أنت فهمت ما قلته عن العصمة بالمقلوب فأنا الذي لا أراها في شعر ما قبل عصر التدوين أي ما قبل بشار بن برد!
ثم إنني ليس عندي نية للتفصيل فقد أجملت ما رأيته من استعمال شعري أعلاه فالآن افتح رجاء ديوان المتنبي أو ديوان أحمد شوقي وانظر لي إن كان هذان الرمزان خالفا ما قلت أم لا.
وبعد ذلك أنت حر صدق ما ذهبت أنا إليه أو لا تصدق.
شاكر
بوح دائم
مشاركات: 608
اشترك في: 04-12-2001 11:32 AM

مشاركةبواسطة شاكر » 07-28-2003 10:26 PM

<FONT SIZE=5 COLOR="#662266" face="Traditional Arabic">
<p align="right">سلام ...
حسناً سأعتبر ردك إنهاء للنقاش الذي تسميه جدالاً لأنني أخالفك الرأي :)
يا أخي الفاضل ...
الأمر بمافيه أنني لم أقتنع بكلامك إطلاقاً بالرغم من ثقتي بعلمك وثقافتك الواسعة .. لا سيما وقد قال عنك أستاذنا خشان أنك مرجع للذائقة العربية !
لذلك أنا حريص على استخراج أكبر قدر من رؤاك وتحليلاتك .. لأنني سأستفيد منها حتى لو لم أقتنع بها ..

أنا جـاد في قولي ومازلت مصرّاً على معرفة بعض الأمور لذلك سيبقى هذا الموضوع شاغلاً لي لفترة طويلة ..

ما آسفني حقّاً أنك لا تملك الوقت للنقاش ... ولم أفهم منك بعد ماطلبت إيضاحه .. لذلك سأسأل وأنتظر ممن يقرأ هذه المشاركة أن يشرح لي ، خصوصاً أستاذنا خشان ..
فما أعرفه أن التدوين ظهر لما كثر اللحن .. ومافهمته من كلامك أنك ترى ماقبل عصر التدوين غير معصوم ومابعد زمن بشار ( من شعر ) زمن العصمة ؟
فعلاً لم أفهم وأتمنى ممن لديه شرح لهذا الكلام أن يشرح لي ويفهمني .. وأكون له شاكراً

أخي الفاضل ..

بخصوص قراءة الأعلام ( المتنبي وشوقي ) فقد قرأت لهم وأذكر أنني وجدت لهم شواهد على الإشباع وأتساءل إن كنت تحفظ كل أشعارهم لتطلق حكماً كهذا ..
عموماً مما أسعفني وقتي باستحضاره للمتـنبي .. إشباع الكسرة في (الحواجب) ..إذ يقول :
حسن الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ
وفي البداوة حسنٌ غير مجلوبِ

أين المعيز من الآرام ناظرةً
وغير ناظرةٍ في الحسن والطيبِ

أفدي ظباء فلاةٍ ماعرفن بها
مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب ِ

فتأمل كلمة الحواجيب واقرأ ماقاله شرّاح ديوان المتنبي عنها ...

أخي الفاضل ....
إن إبداء الرأي بهدف التقارب في الآراء ليس بالضرورة جدلا.. وإن كان جدلاً فما كل الجدال عقيم ..

ساءني ردّك لانني مازلت أقرأ عن الموضوع وقد وجدت شروحاً سأضيفها لاحقاً للفائدة .. وهي لاتتفق وكلامك
واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ... لكن لا تسمّهِ جدلاً :)

ومازلت أخالفك الرأي ... وأكن لك احتراماً وتقديراً يليق بك
تحياتي :)
صورة
خشان خشان
بوح دائم
مشاركات: 273
اشترك في: 12-12-2002 04:21 AM
اتصال:

مشاركةبواسطة خشان خشان » 07-28-2003 11:49 PM

[ALIGN=RIGHT]الأخوين الكريمين

أظن أن ما تقولانه ليس متعارضا بالضرورة

1- فيما يخص الإشباع كلام أستاذي محمد يتعلق بآخر الكلمة. بينما كلام أستاذي شاكر ينعلق ببنية الكلمة.
كالحواجب والحواجيب ولعلها لغة كالمفاتح والمفاتيح مع أن ما ينبادر للذهن أن مفاتيح وحواجب هما الأصل.
وبدخل الإشباع في تركيب المفردة في (عقراب).
وبالمناسبة وجدت في محيط المحيط:" وحاجب العين هو العظم الذي فوق العين بلحمِه وشعرهِ أو الشعر النابت على العظم المذكور وهما حاجبان ج حواجب وحواجيب بزيادة الياء. ومنهُ قول الشاعر
أَفْدِي ظِبَاءَ فَلاةٍ مَا عَرَفْنَ بِهَا
مَضْغَ الكَلامِ وَلا صَبْغَ الحَوَاجِيبِ "

2- يقول أستاذي محمد :" ولا أظنها إلا من مستغربات شعر الأعراب التي أغرم بها اللغويون ذات يوم ومن غير المفيد للشاعر المعاصر أن يبني معلوماته عما يجوز في الشعر العمودي على هذه الكتب وحدها بل يجب أن يبنيها على ما استقر عليه الذوق الناضج منذ أبي تمام حتى أحمد شوقي."
واضح أنه يتكلم هنا عن الذائقة الموسيقية. وتجمع كتب الأدب على وجود اضطرابات موسيقية في بعض القصائد الجاهلية مثل ( أقفل من أهله ملحوب) وقصائد أخرى. تأثر الأخطل بالشعر الجاهلي ولهذا كثر ورود مستعلن عنده ا في البسيط.
يقول أستاذي شاكر:" فما أعرفه أن التدوين ظهر لما كثر اللحن"
لا أظن أن هناك خلافا على هذا وأنه من حيث أصالة المفردات والنحو وسلامة التعبير فإن البادية ظلت هي المنهل النمير لذلك، حتى كان الخلفاء يرسلون أبناءهم لاكتساب تلك المهارات وتأصيلها في نفوسهم.

حقيقة لا أرى في رأييكما تناقضا ولعلمكا توافقانني. [/ALIGN]
rana
همس جديد
مشاركات: 58
اشترك في: 08-06-2002 09:08 AM

مشاركةبواسطة rana » 07-29-2003 12:59 PM

سلاااااااااااااااااااااااااااااام

يميناً بالله انكم ضيعتوني :)

خلاص بعرف استاذي ان مكاني مش هون

أشوفكم على خيل


ــــــــــــــــــــــ

رنـــــــــــا
rana
شاكر
بوح دائم
مشاركات: 608
اشترك في: 04-12-2001 11:32 AM

مشاركةبواسطة شاكر » 07-31-2003 01:36 AM

<FONT SIZE=5 COLOR="#662266" face="Traditional Arabic">
<p align="right">

سلام ...
يا أستاذي خشان
أولاً لست أستاذاً لأحد بل أنت وأخي محمد ب أستاذاي ولعلّكما تطيلا صبركما علي حتى أنهل منكما
وتقول:
حقيقة لا أرى في رأييكما تناقضا ولعلمكا توافقانني


وأنا لا أوافق .. فنحن طرفا نقيض ( أنا والأستاذ محمد ب )

وأنت يا أستاذي خشان تقول :
فيما يخص الإشباع كلام أستاذي محمد يتعلق بآخر الكلمة
بينما الأستاذ محمد ب يقول :
وسواء أكان ذلك في حرف داخل الكلمة أو آخرها إلا في هاء الضمير


ثم نأتي لحواجيب :
قياسك جاء غريباً ... لقد قست اسم الآلة على جمع حاجب ..!!

مفاتيح اسم آلة وفيها لغة "مفاتح" ..ففي القرآن ( ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة )
ومفاتيح - اسم آلة- على وزن مفاعيل ... فإذا أردت أن تقيسها على مادة (حجب ) فقسها على محاجيب .. وليس على حواجيب :)
لأن حواجيب تقاس على فواتيح ... فأنت تقول (فواتح السور) وإن أشبعتها تقول (فواتيح السور ) ..
يعني ( مفاتيح ==== محاجيب )
لكن ( فواتيح ==== حواجيب )

واستشهاد محيط المحيط بأبيات المتنبي ( المولّد ) في اللغة .. غريب أيضاً



... لي عودة بشواهد أخرى على الإشباع إن شاء الله :)
وأود أن أشير إلى أن اختلافي مع الأستاذ محمد ب هو بصدد الإشباع فقط وليس العروض والتفاعيل .. كما أشكره جداً على تفضله بشرح بعض الأمور على المسنجر رغم علمي بضيق وقته

تحياتي :)


&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;رنا شكراً لحضورك
صورة
شاكر
بوح دائم
مشاركات: 608
اشترك في: 04-12-2001 11:32 AM

مشاركةبواسطة شاكر » 07-31-2003 12:41 PM

<FONT SIZE=5 COLOR="#662266" face="Traditional Arabic">
<p align="right">
في بحث جاد عن الحركة والمد والسكون .. وقعت على شواهد كثيرة للإشباع .. وهذه من أهمها لابن جني في كتابه الخصائص ... وكما نلاحظ فقد وضع باباً خاصّاً للإشباع وأسماه ( مطل الحركات ) ... فهذا الشاهد من تراثنا ... كيف لنا أن نجحده إن أهمله اللاحقون !!!


[ALIGN=CENTER]من كتاب "الخصائص" لــ" ابن جني"[/ALIGN]

باب في مطل الحركات

وإذا فعلت العرب ذلك أنشأت عن الحركة الحرف من جنسها‏.‏
فتنشئ بعد الفتحة الألف وبعد الكسرة الياء وبعد الضمة الواو‏.‏
فالألف المنشأة عن إشباع الفتحة ما أنشدناه أبو علي لابن هرمة يرثي ابنه‏:‏ من قوله‏:‏
فأنت من الغوائل حين ترمى
ومن ذم الرجال بمنتزاح

أراد‏:‏ بمنتزح‏:‏ مفتعَل من النازح‏.

وأنشدنا أيضاً لعنترة‏:‏
ينباع من ذفرى غضوبٍ جسرة
وقال‏:‏ أراد ينبع فأشبع الفتحة فأنشأ عنها ألفاً‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ يقال انباع الشجاع ينباع انبياعاً إذا انخرط بين الصفين ماضياً وأنشد فيه‏:‏ يطرق حلماً وأناةً معاً ثمت ينباع انبياع الشجاع فهذا انفعل ينفعل انفعالاً والألف فيه عين‏.‏ وينبغي أن تكون عينه واواً لأنها أقرب معنى من الياء هنا‏.‏

نعم وقد يمكن عندي أن تكون هذه لغة تولدت‏.‏ وذلك أنه لما سمع ينباع أشبه في اللفظ ينفعل فجاءوا منه بماض ومصدر كما ذهب أبو بكر فيما حكاه أبو زيد من قولهم‏:‏ ضفن الرجل يضفن إذا جاء ضيفاً مع الضيف‏.‏ وذلك أنه لما سمعهم يقولون‏:‏ ضيفنٌ وكانت فيعل أكثر في الكلام من فعلن توهمه فيعلا فاشتق الفعل منه بعد أن سبق إلى وهمه هذا فيه فقال‏:‏ ضفن يضفن‏.‏ فلو سئلت عن مثال ضفن يضفن على هذا القول لقلت إذا مثلته على لفظه‏:‏ فلن يفلن لأن العين قد حذفت‏.‏ ولهذا موضع نذكره فيه مع بقية أغلاط العرب‏.‏

ومن مطل الفتحة عندنا قول الهذلي‏:‏

بينا تعنقه الكماة وروغه
يوما أتيح له جرىء سلفع

أي بين أوقات تعنقه ثم أشبع الفتحة فأنشأ عنها ألفا‏.‏

وحدثنا أبو على أن أحمد بن يحيى حكى‏:‏
خذه من حيث وليسا

قال‏:‏ وهو إشباع ليس‏.‏

وذهب إلى مثل ذلك في قولهم آمين وقال‏:‏ هو إشباع فتحة الهمزة من أمين‏.‏
فأما قول أبي العباس‏:‏ إن آمين بمزلة عاصين فإنما يريد به أن الميم‏.‏ خفيفة كعين عاصين‏.‏
وكيف يجوز أن يريد به حقيقة الجمع وقد حكى عن الحسن رحمه الله أنه كان يقول‏:‏ آمين‏:‏ اسم من أسماء الله عز وجل‏.‏
فأين بك من أعتقاد معنى الجمع من هذا التفسير تعالى الله علوا كبيرا‏.‏

وحكى الفرّاء عنهم‏:‏
أكلت لحما شاةٍ
لحم شاة فمطل الفتحة فأنشأ عنها ألفا‏.‏

ومن إشباع الكسرة ومطلها ما جاء عنهم من الصياريف والمطافيل والجلاعيد‏.‏

فأما ياء مطاليق ومطيليق فعوض من النون المحذوفة وليست مطلا‏.‏

قال أبوالنجم‏:‏
منها المطافيل وغير المطفل
وأجود من ذلك قول الهذلي‏:‏
جنى النحل في ألبان عوذٍ مطافل

وكذلك قول الآخر‏:‏ ‏.‏
الخضر الجلاعيد وإنما هي الجلاعيد جمع جلعد وهو الشديد‏.‏


ومن مطل الضمة قوله - فيما أنشدناه وغيره -‏:‏

وأنني حيث ما يشرى الهوى بصرى
من حيث ما سلكوا أدنو فأنظور

يشرى‏:‏ يحرك ويقلق‏.‏ ورواه لنا يسرى‏.‏

وقول الآخر‏:‏

ممكورة جم العظام غطبول
كأن في أنيابها القرنفول

فهذه هي الطريق‏.‏ فما جاء منها قسه عليها‏.‏
<hr>لاحظ قوله قسه عليها ... خلافاً لكلام أستاذي محمد ب من حيث أنها شذوذ لايقاس عليها <hr>


------------------


باب في إنابة الحركة عن الحرف والحرف عن الحركة

وهذا يتنافى مع قول الأستاذ محمد ب :
1-في أي موضع كان من البيت لا يجوز تحويل حرف المد إلى حركة.


الأول منهما أن تحذف الحرف وتقر الحركة قبله نائبةً عنه‏.‏ ودليلةً عليه كقوله‏:‏
كفاك كفٌ لا تليق درهما
جوداً وأخرى تعط بالسيف الدما
يريد‏:‏ تعطى‏.‏

وعليه بيت الكتاب‏:‏

وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه
وبيته‏:‏
دوامي الأيد يخبطن السريحا
ومنه قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ‏}‏ وهو كثير في الكسرة‏.‏

وقد جاء في الضمة منه قوله‏:‏
إن الفقير بيننا قاضٍ حكم
أن ترد الماء إذا غار النـجُم

يريد النجوم فحذف الواو وأناب عنها الضمة
وقوله‏:‏
حتى إذا بلت حلاقيم الحلـُق
يريد الحلوق‏.‏

وقال الأخطل‏:‏ ومنه قول الله عز اسمه ‏{‏وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ‏}‏ و ‏{‏يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ‏}‏ و ‏{‏سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ‏}‏ وكتب ذلك بغير واو دليلا في الخط على الوقوف عليه بغير واو في اللفظ‏.‏ وله نظائر وهذا في المفتوح قليل لخفة الألف قال‏:‏
مثل النقا لبده ضرب الطلل
ونحو منه قوله‏:‏
ألا لا بارك الله في سهيلٍ
إذا ما الله بارك في الرجال


فحذف الألف من هذه اللفظة ‏"‏ الله ‏"‏‏.‏

ومنه بيت الكتاب‏:‏
أو الفاً مكة من ورق الحمى
يريد الحمام فحذف الألف فالتقت الميمان فغير على ما ترى‏.‏

وقال أبو عثمان في قول الله سبحانه ‏{‏يَا أَبتِ‏}‏ أراد‏:‏ يا أبتا فحذف الألف‏.‏

وأنشد أبو الحسن وابن الإعرابي‏:
فلست بمدرك ما فات منى
بلهف ولا بليت ولا لو أني

يريد بلهفى وقد مضى نحو هذا‏.‏


الثاني منهما وهو إنابة الحرف عن الحركة‏.‏

وذلك في بعض الآحاد وجمع التثنية وكثير من الجمع‏.‏

فالآحاد نحو أبوك وأخوك وحماك وفاك وهنيك وذي مال‏.‏

فالألف والياء والواو في جميع هذه الأسماء الستة دواخل على الفتح والكسر والضم‏.‏

ألا تراها تفيد من الإعراب ما تفيده الحركات‏:‏ الضمة والفتحة والكسرة‏.‏

الخ ماورد في الكتاب ...
وهذا الرابط لمن أراد التوسع في كتاب الخصائص لابن جني :)
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=184&CID=24



تحياتي للجميع ... :)
تنبيه : قد وجدت أخطاء (مطبعية/طباعية) في النص ولم أشأ تغييرها ... وضعتها كما هي طالما أن الفكرة العامة جلية واضحة
آخر تعديل بواسطة شاكر في 07-31-2003 01:29 PM، تم التعديل مرة واحدة.
صورة

العودة إلى “مدرسة الشعر”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زوار