تعلم الوزن السماعي
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكر أخي مخلص لتشريفه لمحاولاتي الشعرية المتواضعة (1)(1)(1)
أما بالنسبة للأبيات فهي كالاتي :
في مثل هذا البحر والألحان *** أسبلت دمع العين والوجدان
حزنا على فقد الأحبة إنني *** أُمسي وأُضحي ذابل الأغصان
وأسطر الأبيات دوما فيهم *** وأجدد الذكرى مدى الأزمان
فمتى نلاقي من نحب ومن له *** صار الفؤاد مهدم الأركان
مع خالص شكري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكر أخي مخلص لتشريفه لمحاولاتي الشعرية المتواضعة (1)(1)(1)
أما بالنسبة للأبيات فهي كالاتي :
في مثل هذا البحر والألحان *** أسبلت دمع العين والوجدان
حزنا على فقد الأحبة إنني *** أُمسي وأُضحي ذابل الأغصان
وأسطر الأبيات دوما فيهم *** وأجدد الذكرى مدى الأزمان
فمتى نلاقي من نحب ومن له *** صار الفؤاد مهدم الأركان
مع خالص شكري.
الشعر يزهو بكم يا سادة الأدب *** والمجد في دوركم يا قادة العرب
[ALIGN=JUSTIFY]أبدعت في الأنساقِ والأوزانِ
فأتيت في سحرٍ بطي بيانِ
أحسين قل لي هل تلبّسك الهوى
فأتيت بالأشواقِ في الاحسانِ
و الآن نغير القافية
أبدعت في نسقٍ برتمِ قوافي
و جمعت بين السحر والانصافِ
قُلْ لي صديق الحرف أي حبيبةٍ
طوّعتها في اللينِ و الأعطافِ
فأتيت بالشعر الجميل وبحره
ما زال يحمل أجمل الأصدافِ[/ALIGN]
فأتيت في سحرٍ بطي بيانِ
أحسين قل لي هل تلبّسك الهوى
فأتيت بالأشواقِ في الاحسانِ
و الآن نغير القافية
أبدعت في نسقٍ برتمِ قوافي
و جمعت بين السحر والانصافِ
قُلْ لي صديق الحرف أي حبيبةٍ
طوّعتها في اللينِ و الأعطافِ
فأتيت بالشعر الجميل وبحره
ما زال يحمل أجمل الأصدافِ[/ALIGN]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي مجدي لا أخفيك سرا أني وجدت صعوبة في نظم هذه الأبيات ولكن أرجو أن تنال اعجابك والسلام (27) (27)
شكرا على الاعجاب والانصاف *** يا خيرة الشعراء من أسلافي
فعلى قوارب شعركم أشدو بها *** في بحر عشق كامل الأوصاف
خذها تحية عاشق متحير *** لك يا مجير المجد والأشراف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي مجدي لا أخفيك سرا أني وجدت صعوبة في نظم هذه الأبيات ولكن أرجو أن تنال اعجابك والسلام (27) (27)
شكرا على الاعجاب والانصاف *** يا خيرة الشعراء من أسلافي
فعلى قوارب شعركم أشدو بها *** في بحر عشق كامل الأوصاف
خذها تحية عاشق متحير *** لك يا مجير المجد والأشراف
الشعر يزهو بكم يا سادة الأدب *** والمجد في دوركم يا قادة العرب
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)
لا تلتفت وانظر الى قدام
واركب سفين العز والاقدام
فلقد أتيت بهمة مشحوذة
بالفخر والابداع والالهـــــام
فالقلب لا يرضى بغيركم له
أستاذ شعر مبدع الأنغـــام
(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)
لا تلتفت وانظر الى قدام
واركب سفين العز والاقدام
فلقد أتيت بهمة مشحوذة
بالفخر والابداع والالهـــــام
فالقلب لا يرضى بغيركم له
أستاذ شعر مبدع الأنغـــام
آخر تعديل بواسطة حسين أحمد في 05-27-2003 04:22 PM، تم التعديل مرة واحدة.
الشعر يزهو بكم يا سادة الأدب *** والمجد في دوركم يا قادة العرب
[ALIGN=JUSTIFY]
بحر الوافر
أرتني نصف وجه مستدير
كبوح الحق أو نبض السطور
تلألأ فاستفاقت أمنياتي
وأشرق من تألقها حبوري
وما أن كدت أن ألقي ظنوني
وأعلن حائرا طربا شعوري
أزاح الشطر.. فانزاحت هموم
وغرد للمدى صوت البشير
ولولا طيب أنفاس ونفس
زعمت بأنها شمس الهجير
ولو كنا مساء قلت حقا
رعاك الله من قمر منير
زاهر
أرتْهُ نصفَ وجهٍ مستديرِ
لتَجْبُرَ عثرةَ القلبِ الكسيرِ
و رُبْعُ الوجهِ يكفي لو أرادتْ
لِتَحرقِ مُهجتَيْنَا بالحُرورِ
و خُمْسُ الوجهِ لو طلبتْ نِزَالاً
لِتَهْزِمَ كلَّ رَبَّاتِ الخُدورِ
و سُدْسُ الوجهِ لو صالتْ و جالتْ
لأرْدَتْ عاشقيهِ في القبورِ
و سُبْعُ الوجهِ لو تاهتْ بِدِلٍّ
كفاها كي أُغَنِّي في سرورِ
و ثُمْنُ الوجهِ غابتْ كلُّ شَمْسٍ
لِمَرْآَهُ ، و لمْ يَكُ بالكثيرِ
و تُسْعُ الوجهِ أَقْدَرُ حينَ يبدو
لِيشفي النفسَ من حِسٍّ ضَريرِ
و حتى و هي تَسْتُرُهُ حَيَاءً
يُناجي كلَّ خفْقٍ في شُعوري
و يا زهرور ما قد قلتَ .. زوراً
و يفتحُ بابَ شَرٍّ مُسْتَطيرِ
كأني قد لَمَحْتُ ظِلالَ عِشْقٍ
تلاقتْ عنوةً بين السطورِ
و قد تركَ الحديثُ شَجَىً بقلبي
و ألزَمَني مريضاً في سريري
فقد كُنَّا تعاهدْنا قديماً
بأنْ لا عشقَ يا زهرَ الزهورِ
و أنَّ لا حبَّ فالأرواحُ شابَتْ
و أنَّ العمرَ في الرَّمَقِ الأخيرِ
و أنَّ الموجَ يعلو ثم يعلو
فحاذِرْ أنْ تُغَامِرَ في البُحُورِ
مع تحياتي
مجدي
فديتك.. صاحب القلب الكسير
وكم نرجو من القلب الكسير
يرق إذا له هفت المعاني
ويحنو لاضطرابات السطور
قسمت مشاعري وخنقت عمدا
بهذي القسمة الضيزى شعوري
أما والله قد جبلت حياء
يزين كل ربات الخدور
يفيض عفافها سترا ويشدو
بعذب إبائها صدق الضمير
وأما العمر..عمرك ما تبقى
فأحسن وارتقب عفو الغفور
وأما الشيب.. فالأرواح تبقى
برونقها على مر العصور
وما عهدا نقضت.. وليس طبعي
ولكن سوء ظنك.. يا "صغيري"
يظل العشق ما ظلت قلوب
ويبقى فيَّ للرمق الأخير..
زاهر
إلى زهرورَ ذي القلبِ الكسيرِ
ومن قد قال شعراً : يا صغيري
فُطِمْتُ من الهوى من ألف عامٍ
و عشتُ بروضةِ الأملِ النضيرِ
و كم هتفَتْ قوافي الشعر عطشى
وقالت لي : فديتُك يا أميري
و لكني عزمْتُ على التَّنَاسي
و آثرْتُ السلامةَ في مسيري
إلى أنْ جئتَ في ذكرٍ و وَصْفٍ
لِتُلْهِبَ خاطري بالمستديرِ
تؤججُ ما مضى في حُسنِ جَسٍّ
و تُومِي للصدورِ وللنُّحورِ
و تعلمُ أنني لو شئتُ عصفاً
لأَلْهَبْتُ القوافي بالسَّعيرِ
فإني للهوى قد عشتُ دهراً
و أدعو وقتَ شئتُ إلى النَّفيرِ
جعلتُ من الهوى لحناً يُغَنَّى
وآخرُ وقتَما أهوى سَمِيري
جَعَلْتُ لِكُلِّ شطرٍ ألفَ جُزْءٍ
لأني شِئْتُ جَبْرَاً للكُسُورِ
و حُسْنُ الظَّنِّ يَلْزَمُنِي تِبَاعاً
و عِشْ في طِيبِ عَيْشٍ : يا كبيري
مع تحياتي
مجدي
وأدرك شهريار الصبح لما
بدأت تخوض في الأمر الخطير
وآثر أن يظل على بواق
من الأحلام والأمل اليسير
زاهر
دخولك للهوى أمرٌ يسيرُ
و لكن الخروج من العسيرِ
و قد يروي زلال الماءِ صادٍ
و لكن قد يغُصُّ من الوفيرِ
و حسبُكَ شهريار دعاء قلبي
و جيشٌ من نساءٍ كالحريرِ
تصولُ تجولُ من زهرٍ لحقلٍ
تُضَمِّخُ كل أنثى بالعبيرِ
و تشهق في الصباح بشهرزادٍ
و تُتْبِعها مساءً بالزفيرِ
فَعِشْ ما بين أحضانِ الأماني
و نمْ زهرور في حُلَلِ السرورِ
مع تحياتي
مجدي
و إن يك شهريار من الذكورِ
فلم يك غير جسرٍ للعبورِ
لأن دعابة الشعراء دوماً
لها وقعٌ كهزهزة الخصورِ
فحسبي منك لفظاً جاء سهواً
لكي أُملي على عجلٍ سطوري
و سيرة شهريار كما علمنا
تفوحُ بكل معنىً للفجورِ
سمير الزق في ليلٍ و صبحٍ
و ضرباً بالبطونِ وبالظهورِ
و زهرور الحبيب و إن تكنى
ببعض حروفهِ خوف الظهورِ
سيبقى للعفافِ مثال فخرٍ
كما قد قلت في حللِ السرورِ
مع تحياتي
مجدي[/ALIGN]
بحر الوافر
أرتني نصف وجه مستدير
كبوح الحق أو نبض السطور
تلألأ فاستفاقت أمنياتي
وأشرق من تألقها حبوري
وما أن كدت أن ألقي ظنوني
وأعلن حائرا طربا شعوري
أزاح الشطر.. فانزاحت هموم
وغرد للمدى صوت البشير
ولولا طيب أنفاس ونفس
زعمت بأنها شمس الهجير
ولو كنا مساء قلت حقا
رعاك الله من قمر منير
زاهر
أرتْهُ نصفَ وجهٍ مستديرِ
لتَجْبُرَ عثرةَ القلبِ الكسيرِ
و رُبْعُ الوجهِ يكفي لو أرادتْ
لِتَحرقِ مُهجتَيْنَا بالحُرورِ
و خُمْسُ الوجهِ لو طلبتْ نِزَالاً
لِتَهْزِمَ كلَّ رَبَّاتِ الخُدورِ
و سُدْسُ الوجهِ لو صالتْ و جالتْ
لأرْدَتْ عاشقيهِ في القبورِ
و سُبْعُ الوجهِ لو تاهتْ بِدِلٍّ
كفاها كي أُغَنِّي في سرورِ
و ثُمْنُ الوجهِ غابتْ كلُّ شَمْسٍ
لِمَرْآَهُ ، و لمْ يَكُ بالكثيرِ
و تُسْعُ الوجهِ أَقْدَرُ حينَ يبدو
لِيشفي النفسَ من حِسٍّ ضَريرِ
و حتى و هي تَسْتُرُهُ حَيَاءً
يُناجي كلَّ خفْقٍ في شُعوري
و يا زهرور ما قد قلتَ .. زوراً
و يفتحُ بابَ شَرٍّ مُسْتَطيرِ
كأني قد لَمَحْتُ ظِلالَ عِشْقٍ
تلاقتْ عنوةً بين السطورِ
و قد تركَ الحديثُ شَجَىً بقلبي
و ألزَمَني مريضاً في سريري
فقد كُنَّا تعاهدْنا قديماً
بأنْ لا عشقَ يا زهرَ الزهورِ
و أنَّ لا حبَّ فالأرواحُ شابَتْ
و أنَّ العمرَ في الرَّمَقِ الأخيرِ
و أنَّ الموجَ يعلو ثم يعلو
فحاذِرْ أنْ تُغَامِرَ في البُحُورِ
مع تحياتي
مجدي
فديتك.. صاحب القلب الكسير
وكم نرجو من القلب الكسير
يرق إذا له هفت المعاني
ويحنو لاضطرابات السطور
قسمت مشاعري وخنقت عمدا
بهذي القسمة الضيزى شعوري
أما والله قد جبلت حياء
يزين كل ربات الخدور
يفيض عفافها سترا ويشدو
بعذب إبائها صدق الضمير
وأما العمر..عمرك ما تبقى
فأحسن وارتقب عفو الغفور
وأما الشيب.. فالأرواح تبقى
برونقها على مر العصور
وما عهدا نقضت.. وليس طبعي
ولكن سوء ظنك.. يا "صغيري"
يظل العشق ما ظلت قلوب
ويبقى فيَّ للرمق الأخير..
زاهر
إلى زهرورَ ذي القلبِ الكسيرِ
ومن قد قال شعراً : يا صغيري
فُطِمْتُ من الهوى من ألف عامٍ
و عشتُ بروضةِ الأملِ النضيرِ
و كم هتفَتْ قوافي الشعر عطشى
وقالت لي : فديتُك يا أميري
و لكني عزمْتُ على التَّنَاسي
و آثرْتُ السلامةَ في مسيري
إلى أنْ جئتَ في ذكرٍ و وَصْفٍ
لِتُلْهِبَ خاطري بالمستديرِ
تؤججُ ما مضى في حُسنِ جَسٍّ
و تُومِي للصدورِ وللنُّحورِ
و تعلمُ أنني لو شئتُ عصفاً
لأَلْهَبْتُ القوافي بالسَّعيرِ
فإني للهوى قد عشتُ دهراً
و أدعو وقتَ شئتُ إلى النَّفيرِ
جعلتُ من الهوى لحناً يُغَنَّى
وآخرُ وقتَما أهوى سَمِيري
جَعَلْتُ لِكُلِّ شطرٍ ألفَ جُزْءٍ
لأني شِئْتُ جَبْرَاً للكُسُورِ
و حُسْنُ الظَّنِّ يَلْزَمُنِي تِبَاعاً
و عِشْ في طِيبِ عَيْشٍ : يا كبيري
مع تحياتي
مجدي
وأدرك شهريار الصبح لما
بدأت تخوض في الأمر الخطير
وآثر أن يظل على بواق
من الأحلام والأمل اليسير
زاهر
دخولك للهوى أمرٌ يسيرُ
و لكن الخروج من العسيرِ
و قد يروي زلال الماءِ صادٍ
و لكن قد يغُصُّ من الوفيرِ
و حسبُكَ شهريار دعاء قلبي
و جيشٌ من نساءٍ كالحريرِ
تصولُ تجولُ من زهرٍ لحقلٍ
تُضَمِّخُ كل أنثى بالعبيرِ
و تشهق في الصباح بشهرزادٍ
و تُتْبِعها مساءً بالزفيرِ
فَعِشْ ما بين أحضانِ الأماني
و نمْ زهرور في حُلَلِ السرورِ
مع تحياتي
مجدي
و إن يك شهريار من الذكورِ
فلم يك غير جسرٍ للعبورِ
لأن دعابة الشعراء دوماً
لها وقعٌ كهزهزة الخصورِ
فحسبي منك لفظاً جاء سهواً
لكي أُملي على عجلٍ سطوري
و سيرة شهريار كما علمنا
تفوحُ بكل معنىً للفجورِ
سمير الزق في ليلٍ و صبحٍ
و ضرباً بالبطونِ وبالظهورِ
و زهرور الحبيب و إن تكنى
ببعض حروفهِ خوف الظهورِ
سيبقى للعفافِ مثال فخرٍ
كما قد قلت في حللِ السرورِ
مع تحياتي
مجدي[/ALIGN]
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز مجدي : (1)
صدقني كانت تلك أول مرة أنظم فيها على الأوزان التي استخدمناها سابقا وان كان لي بعض المحاولات الشعرية في بحر البسيط ولكني أطمع في أن أصبح شاعرا قديرا لذلك أريد أن نستمر في الأوزان التالية :
1. البسيط
2. الطويل
3. المتقارب
4.الخفيف
مع خالص شكري لك أيها الأستاذ.
أخي العزيز مجدي : (1)
صدقني كانت تلك أول مرة أنظم فيها على الأوزان التي استخدمناها سابقا وان كان لي بعض المحاولات الشعرية في بحر البسيط ولكني أطمع في أن أصبح شاعرا قديرا لذلك أريد أن نستمر في الأوزان التالية :
1. البسيط
2. الطويل
3. المتقارب
4.الخفيف
مع خالص شكري لك أيها الأستاذ.
الشعر يزهو بكم يا سادة الأدب *** والمجد في دوركم يا قادة العرب
بحر البسيط
لم أجد أجمل من البردة البوصيرية
أمِنْ تذَكُرِ جيرانٍ بذي سَلَمِ
مزجت دمعاً جرى من مقلةٍ بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمةٍ
وأومضَ البرقُ في الظلماء من إضمِ
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
وما لقلبك إن قلتَ استفقْ يهمِ
أيحسبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ منكتمٌ
ما بين منسجمٍ منهُ ومضطرمِ
لولا الهوى لم ترقْ دمعاً على طللٍ
ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلمِ
فكيفَ تنكرُ حباً بعدَماشهدتْ
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمعِ والسَّقمِ
وأثبتَ الوجدُ خَطَّىْعبرةٍ وضنىً
مثلَ البِهارِ على خدَّيكَ والعنَمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني
والحبُّ يعترضُ اللذاتِ بالألمِ
يالائمي في الهوى العذريِّ معذرةً
منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ
عَدَتكَ حاليَ لاسِرِّي بمستترٍ
عن الوُشاةِ ولادائي بمنحسمِ
محضتني النصحَ لكنْ لست أسمعهُ
إن المُحِبَّ عنِ العُذَّالِ في صممِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ
والشيبُ أبعدُ في نصحٍ عن التُّهمِ
فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ
من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ
ولا أعدتْ من الفعلِ الجميلِ قرى
ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ
لو كنت أعلمُ أني ما أوقرهُ
كتمتُ سِراً بدا لي منهُ بالكتمِ
من لي بِرَدِّ جماٍ من غوايتها
كما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللجمِ
فلا ترمْ بالمعاصي كسرَ شهوتها
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوةَ النهمِ
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على
حبِّ الرَّضاعِ وإنْ تفطمهُ ينفطمِ
فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ
إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
وَراعِهاوهيَ في الأعمالِ سائمةٌ
وإنْ هيَ استْلَتِ المرعىَ فلا تُسِمِ
كمْ حسَّنتْ لذةً للمرءِ قاتلةً
من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
واخشَ الدَّسائسَ من جوعٍ ومن شبعٍ
قرُبَّ مخمصةٍ شرٌّ من التخمِ
واستفرغِ الدَّمعَ من عينٍ قد امتلأتْ
من المحارمِ والزمْ حميةَ النَّدمِ
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما
وإنْ هُما مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتهم
ولا تطعْ منهما خصماً ولا حكماً
فأنتَ تعرفُ كيدَ الخصمِ والحكمِ
أستغفرُ اللهَ من قولٍ بلا عملٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عقمِ
أمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرتُ بهِ
وما استقمتُ فماقولي لك استقمِ
ولا تزَوَّدْتُ قبلَ الموتِ نافلةً
ولم أصلِّ سوىَ فرضٍ ولم أصمِ
ظلمتُ سُنَّةَ منْ أحيا الظلامَ إلى
أن اشتكتْ قدماهُ الضُرَّ من ورمِ
وشدَّ من سغبٍ احشاءهُ وطوى
تحتَ الحجارةِ كشحاً مترفَ الأدمِ
وراودتهُ الجبالُ الُشُّمُّ من ذهبٍ
عن نفسهِ فأراها أيما شممِ
وأكَّدَتْ زُهْدَهُ فيها ضرورتهُ
إنَّ الضرورةَ لاتعدو على العصمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ
لولاهُ لم تخرجِ الدنيا من العدمِ
محمدٌسيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْـ
ـينِ والفريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ
نبينَّا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ
أبرَّ في قولِ "لا" منهُ ولا "نعم"
هوَ الحبيبُ الذي تُرجى شفاعتهُ
لكل هولٍ من الأهوالِ مقتحمِ
دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ
مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ
فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ
وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ
غرفاً من البحرِ أو رشفاً من الديمِ
وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهمِ
من نقطةِ العلمِ أومنْ شكلةِ الحكمِ
فهو الذي تمَّ معناهُ وصورتهُ
ثمَّ اصطفاهُ حبيباً بارىءُ النَّسمِ
مُنَّزَّهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ
فجوهرُ الحُسنِ فيهِ غيرُ منقسمِ
دعْ ما ادعتهُ النصارى في نبيهمِ
واحكمْ بما شئتَ من قدرٍ ومن عظمِ
فإن فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ لهُ
حدٌ فيعْرِبَ عنه ناطقٌ بفمِ
لو ناسبتْ قدرهُ آياتهُ عظماً
أحيا اسمهُ حينَ يُدعى دارسَ الرِّممِ
لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بهِ
حرصاً علينا فلم نرتبْ ولم نهمِ
أعيا الورى فهمُ معانهُ فليس يُرى
في القُرْبِ والبعدِ فيهِ غير منفحِمِ
كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ
صغيرةً وتُكِلُّ الطَّرفَ من أممِ
وكيفَ يُدركُ في الدنيا حقيقتهُ
قومٌ نيامٌ تسلَّوا عنهُ بالحُلُمِ
فمبلغُ العلمِ فيهِ أنهُ بشرٌ
وأنهُ خيرُ خلقِ اللهِ كلهمِ
وكلُّ آيٍ أتى الرُّسلُ الكرامُ بها
فإنما اتَّصلتْ من نورهِ بهمِ
فإنهُ شمسٌ فضلٍ همْ كواكبها
يُظهِرنَ أنوارها للناسِ في الظلمِ
أكرمْ بخلقِ نبيٍّ زانهُ خُلُقٌ
بالحُسنِ مُشتملٍ بالبشرِ مُتَّسِمِ
كالزهرِ في ترفٍ والبدرِ في شرفٍ
والبحرُ في كرمٍ والدهرُ في هممِ
كأنهُ وهو فردٌ من جلالتهِ
في عسكرٍ حين تلقاهُ وفي حشمِ
كأنما اللؤلؤ تامكنونُ في صدفٍ
من معدني منطقٍ منهُ ومبتسمِ
لاطيبَ يعدلُ ترباً ضمَّ أعظمهُ
طوبى لمنتشقٍ منهُ وملتئمِ
أبان مولدهُ عن طيبِ عُنصرهِ
ياطيبَ مبتدىءٍ منهُ ومختتمِ
يومٌ تفرَّسَ فيهِ الفرسُ أنهمُ
قد أنذروا بحلولِ البؤسِ والنقمِ
وباتَ إيوانُ كسرى وهو منصدعٌ
كشملِ أصحابِ كسرى غيرَ ملتئمِ
والنَّارُ خامدةُ الأنفاسِ من أسفٍ
عليه والنَّهرُ ساهي العين من سدمِ
وساء سلوةَ أن غاضتْ بحيرتها
ورُدَّ واردها بالغيظِ حين ظمىَ
كأنَّ بالنارِ مابالماء من بللٍ
حُزْناً وبالماءِ ما بالنَّارِ من ضرمِ
والجنُّ تهتفُ والأنوار ساطعةٌ
والحقُّ يظهرُ من معنىً ومن كلمِ
عَموُا وصمُّوا فإعلانُ البشائرِ لمْ
تُسمعْ وبارقةُ الإنذارِ لم تُشمِ
من بعدِ ما أخبرَ الأقوامَ كاهنهمْ
بأنَّ دينهمُ المُعْوجَّ لمْ يَقُمِ
وبعدَ ما عاينوا في الأفقِ من شُهُبٍ
منقضةٍ وفقَ مافي الأرضِ من صنمِ
حتى غدا عن طريقِ الوحيِ مُنهزمٌ
من الشياطينِ يقفو إثرَ منهزمِ
كأنهم هرباً أبطالُ أبرهةٍ
أو عسكرٌ بالحصى من راحيتهِ رُمي
نبذاً به بعدَ تسبيحٍ ببطنهما
نبذَ المُسَبِّحِ من أحشاءِ ملتقمِ
جاءت لدعوتهِ الأشجارُ ساجدةً
تمشي إليهِ على ساقٍ بلاقدمِ
كأنما سطرتْ سطراً لما كتبتْ
فروعها من بديعِ الخطِّ في اللقمِ
مثلَ الغمامةِ أنىَسارَ سائرةٌ
تقيهِ حرَّ وطيسٍ للهجيرِ حمي
أقسمتُ بالقمرِ المنشقِّ إنَّ لهُ
من قلبهِ نسبةً مبرورةَ القسمِ
وما حوى الغارُ من خيرٍ ومن كرمٍ
وكلُّ طرفٍ من الكفارِ عنه عمي
فالصدقُ في الغارِ والصديقُ لم يرِما
وهمْ يقولونَ مابالغارِ من أرمِ
ظنوا الحمامَ وظنوا العنكبوتَ على
خير البريةِ لم تنسجْ ولم تحمِ
وقايةُ اللهِ أغنتْ عن مضاعفةٍ
من الدروعِ وعن عالٍ من الأطمِ
ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُبهِ
إلاَّ ونلتُ جواراً منهُ لم يضمِ
ولا التمستُ غنىَ الدارينِ من يدهِ
إلاَّ استلمتُ الندى من خيرِ مُستلمِ
لاتنكرُ الوحيَ من رؤياهُ إنَّ لهُ
قلباً إذا نامتِ العينانِ لم ينمِ
وذاكَ حين بلوغٍ من نبوتهِ
فليسَ يُنكرُ فيه حالُ مُحتلمِ
تباركَ اللهُ ماوحيٌ بمكتسبٍ
ولا نبيٌ على غيبٍ بمتهمِ
كم أبرأتْ وَصباً باللمسِ راحتهُ
وأطلقتْ أرباً من ربقةِ اللممِ
وأحيتِ السنةَ الشهباءَ دعوتهُ
حتى حكتْ غُرَّةً في الأعصرِ الدُّهمِ
بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطاحَ بها
سيبٌ من اليَمِّ أو سيلٌ من العرمِ
دعني ووصفي آياتٍ له ظهرتْ
ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علمِ
فالدرُّ يزدادُ حُسناً وهو منتظمٌ
وليسَ ينقصُ قدراً غير منتظمِ
فما تطاولُ آمالُ المديحِ إلى
مافيهِ من كرمِ الأخلاقِ والشِّيمِ
آياتُ حقٍّ من الرحمنِ محدثةٌ
قديمةٌ صفةُ الموصوفِ بالقدمِ
لم تقترنْ بزمانٍ وهي تخبرنا
عن المعادِ وعن عادٍ وعن إرمِ
دامتْ لدينا ففاقتْ كلَّ مُعجزةٍ
من النبيينَ إذ جاءت ولم تدمِ
مُحَكَّماتٌ فما تبقينَ من شبهٍ
لذي شقاقٍ وما تبغينَ من حكمِ
ما حوربتْ قطُّ إلاَّ عادَ من حربٍ
أعدى الأعادي إليها مُلقيَ السَّلمِ
رَدَّتْ بلاغتها دعوى مُعارضها
ردَّ الغيور يدَ الجاني عن الحُرمِ
لها معانٍ كموجِ البحرِ في مددٍ
وفوقَ جوهرهِ في الحسنِ والقيمِ
فما تُعَدُّ ولا تُحصى عجائبها
ولا تسامُ على الإكثارِ بالسأمِ
قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له
لقد ظفرتَ بحبل اللهِ فاعتصمِ
إن تتلها خيفةً من حرِّ نارِ لظىً
أطفأتَ نار لظىً من وردها الشَّمِ
كأنها الحوضُ تبيضُّ الوجوه به
من العُصاةِ وقد جاؤهُ كالحممِ
وكالصراطِ وكالميزانِ معدلةً
فالقسطُ من غيرها في الناسِ لم يقمِ
لاتعجبنَّ لحسودٍ راحَ ينكرها
تجاهلاً وهو عينُ الحاذق الفهمِ
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ
وينكرُ الفمُّ طعمَ الماءِ من سقمِ
ياخيرَ من يَمَّمَ لعافونَ ساحتَهُ
سعياً وفوقَ متونِ الأينقِ الرُّسُمِ
ومنْ هو الآيةُ الكُبرى لمعتبرٍ
ومنْ هوَ النعمةُ العُظمى لمغتنمِ
سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ
كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ
وبتَّ ترقى إلى أن نلتَ منزلةً
من قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم ترمِ
وقدَّمتكَ جميعُ الأنبياءِ بها
والرُّسلِ تقديمَ مخدومٍ على خدمِ
وأنتَ تخترق السبعَ الطِّباقَ بهمْ
في موكبٍ كنتَ فيهِ صاحبَ العلمِ
حتى إذا لم تدعْ شأواً لمستبقٍ
من الدنوِّ ولا مرقيً لمستنمِ
خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ
نوديتَ بالرفعِ مثلَ المفردِ العلمِ
كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ
عن العيونِ وسرٍّ أيِ مُكتتمِ
فَحُزتَ كلَّ فخارٍ غيرَ مشتركٍ
وجُزتَ كلَّ مقامٍ غيرَمزدحمِ
وجلَّ مقدارُ ما ولِّيتَ من رُتبٍ
وعزَّ إدراكُ ما أوليتَ من نعمِ
بُشرى لنا معشرَ الإسلامِ إنَّ لنا
من العنايةِ رُكناً غيرَمنهدمِ
لمَّادعا الله داعينا لطاعتهِ
بأكرمِ الرُّسلِ كنَّا أكرمَ الأممِ
===========
في انتظار أبياتك أخي الكريم
لم أجد أجمل من البردة البوصيرية
أمِنْ تذَكُرِ جيرانٍ بذي سَلَمِ
مزجت دمعاً جرى من مقلةٍ بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمةٍ
وأومضَ البرقُ في الظلماء من إضمِ
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
وما لقلبك إن قلتَ استفقْ يهمِ
أيحسبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ منكتمٌ
ما بين منسجمٍ منهُ ومضطرمِ
لولا الهوى لم ترقْ دمعاً على طللٍ
ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلمِ
فكيفَ تنكرُ حباً بعدَماشهدتْ
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمعِ والسَّقمِ
وأثبتَ الوجدُ خَطَّىْعبرةٍ وضنىً
مثلَ البِهارِ على خدَّيكَ والعنَمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني
والحبُّ يعترضُ اللذاتِ بالألمِ
يالائمي في الهوى العذريِّ معذرةً
منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ
عَدَتكَ حاليَ لاسِرِّي بمستترٍ
عن الوُشاةِ ولادائي بمنحسمِ
محضتني النصحَ لكنْ لست أسمعهُ
إن المُحِبَّ عنِ العُذَّالِ في صممِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ
والشيبُ أبعدُ في نصحٍ عن التُّهمِ
فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ
من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ
ولا أعدتْ من الفعلِ الجميلِ قرى
ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ
لو كنت أعلمُ أني ما أوقرهُ
كتمتُ سِراً بدا لي منهُ بالكتمِ
من لي بِرَدِّ جماٍ من غوايتها
كما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللجمِ
فلا ترمْ بالمعاصي كسرَ شهوتها
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوةَ النهمِ
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على
حبِّ الرَّضاعِ وإنْ تفطمهُ ينفطمِ
فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ
إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
وَراعِهاوهيَ في الأعمالِ سائمةٌ
وإنْ هيَ استْلَتِ المرعىَ فلا تُسِمِ
كمْ حسَّنتْ لذةً للمرءِ قاتلةً
من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
واخشَ الدَّسائسَ من جوعٍ ومن شبعٍ
قرُبَّ مخمصةٍ شرٌّ من التخمِ
واستفرغِ الدَّمعَ من عينٍ قد امتلأتْ
من المحارمِ والزمْ حميةَ النَّدمِ
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما
وإنْ هُما مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتهم
ولا تطعْ منهما خصماً ولا حكماً
فأنتَ تعرفُ كيدَ الخصمِ والحكمِ
أستغفرُ اللهَ من قولٍ بلا عملٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عقمِ
أمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرتُ بهِ
وما استقمتُ فماقولي لك استقمِ
ولا تزَوَّدْتُ قبلَ الموتِ نافلةً
ولم أصلِّ سوىَ فرضٍ ولم أصمِ
ظلمتُ سُنَّةَ منْ أحيا الظلامَ إلى
أن اشتكتْ قدماهُ الضُرَّ من ورمِ
وشدَّ من سغبٍ احشاءهُ وطوى
تحتَ الحجارةِ كشحاً مترفَ الأدمِ
وراودتهُ الجبالُ الُشُّمُّ من ذهبٍ
عن نفسهِ فأراها أيما شممِ
وأكَّدَتْ زُهْدَهُ فيها ضرورتهُ
إنَّ الضرورةَ لاتعدو على العصمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ
لولاهُ لم تخرجِ الدنيا من العدمِ
محمدٌسيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْـ
ـينِ والفريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ
نبينَّا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ
أبرَّ في قولِ "لا" منهُ ولا "نعم"
هوَ الحبيبُ الذي تُرجى شفاعتهُ
لكل هولٍ من الأهوالِ مقتحمِ
دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ
مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ
فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ
وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ
غرفاً من البحرِ أو رشفاً من الديمِ
وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهمِ
من نقطةِ العلمِ أومنْ شكلةِ الحكمِ
فهو الذي تمَّ معناهُ وصورتهُ
ثمَّ اصطفاهُ حبيباً بارىءُ النَّسمِ
مُنَّزَّهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ
فجوهرُ الحُسنِ فيهِ غيرُ منقسمِ
دعْ ما ادعتهُ النصارى في نبيهمِ
واحكمْ بما شئتَ من قدرٍ ومن عظمِ
فإن فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ لهُ
حدٌ فيعْرِبَ عنه ناطقٌ بفمِ
لو ناسبتْ قدرهُ آياتهُ عظماً
أحيا اسمهُ حينَ يُدعى دارسَ الرِّممِ
لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بهِ
حرصاً علينا فلم نرتبْ ولم نهمِ
أعيا الورى فهمُ معانهُ فليس يُرى
في القُرْبِ والبعدِ فيهِ غير منفحِمِ
كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ
صغيرةً وتُكِلُّ الطَّرفَ من أممِ
وكيفَ يُدركُ في الدنيا حقيقتهُ
قومٌ نيامٌ تسلَّوا عنهُ بالحُلُمِ
فمبلغُ العلمِ فيهِ أنهُ بشرٌ
وأنهُ خيرُ خلقِ اللهِ كلهمِ
وكلُّ آيٍ أتى الرُّسلُ الكرامُ بها
فإنما اتَّصلتْ من نورهِ بهمِ
فإنهُ شمسٌ فضلٍ همْ كواكبها
يُظهِرنَ أنوارها للناسِ في الظلمِ
أكرمْ بخلقِ نبيٍّ زانهُ خُلُقٌ
بالحُسنِ مُشتملٍ بالبشرِ مُتَّسِمِ
كالزهرِ في ترفٍ والبدرِ في شرفٍ
والبحرُ في كرمٍ والدهرُ في هممِ
كأنهُ وهو فردٌ من جلالتهِ
في عسكرٍ حين تلقاهُ وفي حشمِ
كأنما اللؤلؤ تامكنونُ في صدفٍ
من معدني منطقٍ منهُ ومبتسمِ
لاطيبَ يعدلُ ترباً ضمَّ أعظمهُ
طوبى لمنتشقٍ منهُ وملتئمِ
أبان مولدهُ عن طيبِ عُنصرهِ
ياطيبَ مبتدىءٍ منهُ ومختتمِ
يومٌ تفرَّسَ فيهِ الفرسُ أنهمُ
قد أنذروا بحلولِ البؤسِ والنقمِ
وباتَ إيوانُ كسرى وهو منصدعٌ
كشملِ أصحابِ كسرى غيرَ ملتئمِ
والنَّارُ خامدةُ الأنفاسِ من أسفٍ
عليه والنَّهرُ ساهي العين من سدمِ
وساء سلوةَ أن غاضتْ بحيرتها
ورُدَّ واردها بالغيظِ حين ظمىَ
كأنَّ بالنارِ مابالماء من بللٍ
حُزْناً وبالماءِ ما بالنَّارِ من ضرمِ
والجنُّ تهتفُ والأنوار ساطعةٌ
والحقُّ يظهرُ من معنىً ومن كلمِ
عَموُا وصمُّوا فإعلانُ البشائرِ لمْ
تُسمعْ وبارقةُ الإنذارِ لم تُشمِ
من بعدِ ما أخبرَ الأقوامَ كاهنهمْ
بأنَّ دينهمُ المُعْوجَّ لمْ يَقُمِ
وبعدَ ما عاينوا في الأفقِ من شُهُبٍ
منقضةٍ وفقَ مافي الأرضِ من صنمِ
حتى غدا عن طريقِ الوحيِ مُنهزمٌ
من الشياطينِ يقفو إثرَ منهزمِ
كأنهم هرباً أبطالُ أبرهةٍ
أو عسكرٌ بالحصى من راحيتهِ رُمي
نبذاً به بعدَ تسبيحٍ ببطنهما
نبذَ المُسَبِّحِ من أحشاءِ ملتقمِ
جاءت لدعوتهِ الأشجارُ ساجدةً
تمشي إليهِ على ساقٍ بلاقدمِ
كأنما سطرتْ سطراً لما كتبتْ
فروعها من بديعِ الخطِّ في اللقمِ
مثلَ الغمامةِ أنىَسارَ سائرةٌ
تقيهِ حرَّ وطيسٍ للهجيرِ حمي
أقسمتُ بالقمرِ المنشقِّ إنَّ لهُ
من قلبهِ نسبةً مبرورةَ القسمِ
وما حوى الغارُ من خيرٍ ومن كرمٍ
وكلُّ طرفٍ من الكفارِ عنه عمي
فالصدقُ في الغارِ والصديقُ لم يرِما
وهمْ يقولونَ مابالغارِ من أرمِ
ظنوا الحمامَ وظنوا العنكبوتَ على
خير البريةِ لم تنسجْ ولم تحمِ
وقايةُ اللهِ أغنتْ عن مضاعفةٍ
من الدروعِ وعن عالٍ من الأطمِ
ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُبهِ
إلاَّ ونلتُ جواراً منهُ لم يضمِ
ولا التمستُ غنىَ الدارينِ من يدهِ
إلاَّ استلمتُ الندى من خيرِ مُستلمِ
لاتنكرُ الوحيَ من رؤياهُ إنَّ لهُ
قلباً إذا نامتِ العينانِ لم ينمِ
وذاكَ حين بلوغٍ من نبوتهِ
فليسَ يُنكرُ فيه حالُ مُحتلمِ
تباركَ اللهُ ماوحيٌ بمكتسبٍ
ولا نبيٌ على غيبٍ بمتهمِ
كم أبرأتْ وَصباً باللمسِ راحتهُ
وأطلقتْ أرباً من ربقةِ اللممِ
وأحيتِ السنةَ الشهباءَ دعوتهُ
حتى حكتْ غُرَّةً في الأعصرِ الدُّهمِ
بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطاحَ بها
سيبٌ من اليَمِّ أو سيلٌ من العرمِ
دعني ووصفي آياتٍ له ظهرتْ
ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علمِ
فالدرُّ يزدادُ حُسناً وهو منتظمٌ
وليسَ ينقصُ قدراً غير منتظمِ
فما تطاولُ آمالُ المديحِ إلى
مافيهِ من كرمِ الأخلاقِ والشِّيمِ
آياتُ حقٍّ من الرحمنِ محدثةٌ
قديمةٌ صفةُ الموصوفِ بالقدمِ
لم تقترنْ بزمانٍ وهي تخبرنا
عن المعادِ وعن عادٍ وعن إرمِ
دامتْ لدينا ففاقتْ كلَّ مُعجزةٍ
من النبيينَ إذ جاءت ولم تدمِ
مُحَكَّماتٌ فما تبقينَ من شبهٍ
لذي شقاقٍ وما تبغينَ من حكمِ
ما حوربتْ قطُّ إلاَّ عادَ من حربٍ
أعدى الأعادي إليها مُلقيَ السَّلمِ
رَدَّتْ بلاغتها دعوى مُعارضها
ردَّ الغيور يدَ الجاني عن الحُرمِ
لها معانٍ كموجِ البحرِ في مددٍ
وفوقَ جوهرهِ في الحسنِ والقيمِ
فما تُعَدُّ ولا تُحصى عجائبها
ولا تسامُ على الإكثارِ بالسأمِ
قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له
لقد ظفرتَ بحبل اللهِ فاعتصمِ
إن تتلها خيفةً من حرِّ نارِ لظىً
أطفأتَ نار لظىً من وردها الشَّمِ
كأنها الحوضُ تبيضُّ الوجوه به
من العُصاةِ وقد جاؤهُ كالحممِ
وكالصراطِ وكالميزانِ معدلةً
فالقسطُ من غيرها في الناسِ لم يقمِ
لاتعجبنَّ لحسودٍ راحَ ينكرها
تجاهلاً وهو عينُ الحاذق الفهمِ
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ
وينكرُ الفمُّ طعمَ الماءِ من سقمِ
ياخيرَ من يَمَّمَ لعافونَ ساحتَهُ
سعياً وفوقَ متونِ الأينقِ الرُّسُمِ
ومنْ هو الآيةُ الكُبرى لمعتبرٍ
ومنْ هوَ النعمةُ العُظمى لمغتنمِ
سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ
كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ
وبتَّ ترقى إلى أن نلتَ منزلةً
من قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم ترمِ
وقدَّمتكَ جميعُ الأنبياءِ بها
والرُّسلِ تقديمَ مخدومٍ على خدمِ
وأنتَ تخترق السبعَ الطِّباقَ بهمْ
في موكبٍ كنتَ فيهِ صاحبَ العلمِ
حتى إذا لم تدعْ شأواً لمستبقٍ
من الدنوِّ ولا مرقيً لمستنمِ
خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ
نوديتَ بالرفعِ مثلَ المفردِ العلمِ
كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ
عن العيونِ وسرٍّ أيِ مُكتتمِ
فَحُزتَ كلَّ فخارٍ غيرَ مشتركٍ
وجُزتَ كلَّ مقامٍ غيرَمزدحمِ
وجلَّ مقدارُ ما ولِّيتَ من رُتبٍ
وعزَّ إدراكُ ما أوليتَ من نعمِ
بُشرى لنا معشرَ الإسلامِ إنَّ لنا
من العنايةِ رُكناً غيرَمنهدمِ
لمَّادعا الله داعينا لطاعتهِ
بأكرمِ الرُّسلِ كنَّا أكرمَ الأممِ
===========
في انتظار أبياتك أخي الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي مجدي : عذرا على التأخير
أسطورة الدهر عند العرب والعجـــــم
أرض القطيف مقام الجود والكــــــــرم
أرض على الحب قد قامت وقد رُفعت
تاجا على سائر البلدان والأمــــــــــم
فذا فؤادي يهفو كلما ذُكـــــــــــــــرت
كأنه عاشق يشكو من الألــــــــــــــم
وكيف أنكر حبا قد برى جســــــــــدي
أم كيف أكتمه عن حاسد أثــــــــــــم
أهواك يا وطني بكل جارحـــــــــــــــة
وفيك أذني عن العذال في صمــــــم
مع خالص شكري
أخي مجدي : عذرا على التأخير
أسطورة الدهر عند العرب والعجـــــم
أرض القطيف مقام الجود والكــــــــرم
أرض على الحب قد قامت وقد رُفعت
تاجا على سائر البلدان والأمــــــــــم
فذا فؤادي يهفو كلما ذُكـــــــــــــــرت
كأنه عاشق يشكو من الألــــــــــــــم
وكيف أنكر حبا قد برى جســــــــــدي
أم كيف أكتمه عن حاسد أثــــــــــــم
أهواك يا وطني بكل جارحـــــــــــــــة
وفيك أذني عن العذال في صمــــــم
مع خالص شكري
الشعر يزهو بكم يا سادة الأدب *** والمجد في دوركم يا قادة العرب
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد